اكتشاف الفضاء... رحلة الإنسان إلى العوالم الأخرى

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تقوم وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية "ايسا"، بجهود كبيرة للبحث والتقصي عن حقائق الكون الغامض، حيث المليارات من الكواكب والمجرات المنتشرة على مساحات واسعة جد، من خلال إطلاق العشرات من المشاريع الطموحة بأبعاد تقنية وعلمية متطورة للغاية، والتي تتنوع بين غزو الفضاء بمركبات ومسابر حديثة وبناء التلسكوبات العملاقة ومحاكاة الكثير من الأحداث العلمية باستخدام حواسيب تحوي برامج معقدة للغاية.

وقد يدفع الإنسان لبذل الجهد والأموال الطائلة على هكذا مشاريع، أكثر من هدف، لعل الفضول العلمي وسباق الاكتشافات يأتي في مقدمته، فضلاً عن رغبة بني البشر في التواصل مع الآخرين من "الفضائيين" ومشاركتهم الحياة الكونية بما تحويه من مستقبل واعد، خصوصاً وان اغلب العلماء لا ينفي إمكانية وجود أحياء يعيشون في كواكب أخرى غير كوكب الأرض.

"هيجز" حقيقة ام وهم؟

إذ قال رؤساء اكبر ثلاثة مراكز أبحاث فيزيائية في العالم ان بوزون "هيجز" وهو الجسيم الذي طال البحث عنه ويعتقد انه شكل العالم بعد الانفجار العظيم اما سيكتشف في غضون الشهور الاثني عشر المقبلة او سيتضح إن كان وهم، وافترضت نظرية وجود البوزون "هيجز" قبل نحو 40 عاما وهو جسيم يقال انه كان العامل الذي ساهم في تشكل المجرات والنجوم والكواكب بعد الانفجار العظيم الذي وقع منذ 13.7 مليار عام، وسمي البوزون نسبة الى العالم البريطاني بيتر هيجز، وينظر هذا العالم وغيره من العلماء الذين توصلوا الى مثل هذه النظرية الى البوزون "هيجز" باعتباره عنصرا اساسيا في "النموذج القياسي" لمعرفة كيف يسير الكون عند مستوى الجسيمات الاساسية الخاصة به، وقال رولف هوير المدير العام للمنظمة الاوروبية للابحاث النووية (سيرن) التي يعمل جهازها "مصادم الهدرونات الكبير" في صميم هذا البحث "اعتقد انه بحلول مثل هذا الوقت من العام المقبل سأتمكن من ان اجلب لكم اما بوزون هيجز او رسالة تفيد بأنه لا يوجد". بحسب رويترز.

واتفق معه اتسوتو سوزوكي من منظمة ابحاث معجلات الطاقة العالية (كيك) في اليابان وبير اودون من مختبر فرميلاب في الولايات المتحدة، وكان الثلاثة يتحدثون في مؤتمر صحفي مشترك بعد تجمع دام ثلاثة ايام لكبار علماء الفيزياء في مقر المنظمة الاوروبية للابحاث النووية، وقال هوير انه في حال اكتشاف ان هذا الجسيم غير موجود او انه لا يوجد شيء اخر يقوم بدوره فان نموذج التطور الذي تركزت عليه الابحاث منذ عام 1905 عندما كشف البرت اينشتين عن نظريته الخاصة بالنسبية سوف ينهار، لكن العلماء الثلاثة قالوا انهم واثقون من ان البوزون هيجز سيكتشف في جهاز "مصادم الهدرونات الكبير" الذي بدأ عمله في مارس اذار 2010 ويعمل على محاكاة الانفجار العظيم ويراقبه ويحلل نتائجه علماء من شتى انحاء العالم.

تشغيل اقوى تلسكوب بالعالم

الى ذلك بدأ تلسكوب "ألما" الفضائي العملاق، الذي يعد واحدا من اعظم الانجازات العلمية والتكنولوجية في القرن الحادي والعشرين، بالعمل كاشفا اعماق الفضاء الخارجي، فيما يعرف في اوساط العلماء بفجر الكشف عن اسرار الفضاء الكوني، ويعتبر التلسكوب، الذي اقيم على ارتفاع خمسة كيلومترات فوق سطح الارض في الصحراء التشيلية، من اعقد واكبر المشاريع العلمية الطموحة في العالم لكشف الفضاء التي بنيت حتى الآن، والهدف من بناء هذا المشروع الضخم دراسة الظواهر الكونية التي حدثت خلال عدة مئات من ملايين السنين عقب تشكل الكون، اي منذ بدأت اول النجوم في اللمعان، ومن شأن نتائج عمل تلسكوب "الما" القاء الضوء على اسرار كيفية تشكل الكون على الهيئة التي تكون عليها حالي، ويقول احد علماء التلسكوب، الدكتور دييغو غارثيا، ان تشغيل المشروع العملاق بمثابة "بداية العصر الذهبي لعلوم الفضاء"، واضاف غارثي، ان تلسكوب "الما" سيمكن العلماء من رؤية "بداية الكون، وكيف تكونت وتشكلت المجرات الاولى، وسنتعلم الكثير حول الكيفية التي يعمل بها النظام الكوني"، ويتكون تلسكوب "الما" من مجموعة من الهوائيات الضخمة التي بنيت على مساحة واسعة في صحراء اتاكاما الواقعة قرب حدود تشيلي مع بوليفيا. بحسب بي بي سي.

وبدأ العمل في مشروع "الما" في عام 2003، واضيفت له هوائيات جديدة خلال مراحل الانشاء لاحقا لتمكين العلماء من التوغل في عمق الكون، ومراقبة كيفية تشكل النجوم بتفاصيل ادق واقرب، وخلال فترة الاختبارات تمكنت هوائيات تلسكوب "الما"، وعددها عشرون، من تسجيل احداث كونية لم تكن معروفة للعلماء في السابق، وهو ما فتح عهدا جديدا في علوم الفضاء، ونشر المرصد الجنوبي الاوروبي، احد الجهات المشرفة على ادارة وتشغيل تلسكوب "الما"، خلال فترة الاختبارات مجموعة من الصور اظهرت ارتطام مجرتين تعرفان باسم "انتينيا"، التقط التلسكوب خلالها ضوءا لم تتمكن تلسكوبات اخرى من التقاطه، ويأمل العلماء في ان يمكنهم التلسكوب المتطور من الكشف عن مزيد من اسرار تشكل الكون، اي تكون الغازات التي تجمعت في المراحل الاولى للكون، اي قبل نحو 13 مليار سنة، لتشكل النجوم التي تضيء الكون الذي نعرفه حاليا.

سحب من الغاز بعد ولادة الكون

فيما اكتشف علماء فلك سحابتين من الغاز تشكلتا في الدقائق الاولى بعد ولادة الكون قبل 13،7 مليار سنة على ما اظهرت نتائج ابحاثهم، مكونات هذه الغازات تتطابق كليا مع التوقعات النظرية للعلم الفلك الحديث حول اصول عناصر الكون، وبموجب هذه النظرية فان وحدها العناصر الخفيفة مثل الهيدروجين والهيليوم تشكلت بداية عند وقوع الانفجار الكبير (بيغ بانغ) وهوي النظرية المعترف بها حول تشكل الكون، وكانت مئات ملايين السنوات ضرورية قبل ان يتكثف هذا الغاز الاساسي ليشكل النجوم، وحتى الان كان علماء الفلك قد رصدوا فقط "معادن" وهي عبارة تشير في علم الفلك الى العناصر الاثقل من الهيدروجين او الهيليون، ويوضح كزافييه بروشاسكا استاذ علم الفلك والفيزياء الفلكية في جامعة كاليفورنيا (غرب الولايات المتحدة) في سانتا كروز "رغم جهودنا الكبيرة جدا في مجال البحث عن عناصر خفيفة لم نحقق هذا الهدف قبل هذا الاكتشاف الاخير"، وبروشاسكا هو احد المشرفين الرئيسيين على الدراسة التي نشرها الموقع الالكتروني لمجلة "ساينس" الاميركية. بحسب فرانس برس.

ويؤكد العالم "انها المرة الاولى التي نرصد فيها غازات تعود الى اولى لحظات الكون ولم تتلوث بعناصر اثقل منها آتية من النجوم"، وتضيف ميشال فوماغالي المشرفة الرئيسية ايضا على الدراسة "غياب المعادن يشير الى ان هذا الغاز صاف" وغير ملوث، وتوضح "انه لامر مثير للاهتمام لان ذلك يشكل اول دليل يدعم كليا مكونات الغازات الاولى التي تشكلت في الكون كما هو وارد في نظرية البيغ بانغ"، واكتشف علماء الفلك هؤلاء سحابتي العاز هاتين خلال تحليلهما للنور الصادر عن كازارات بعيدة وهي بقايا نجمات بواسطة احد تلسكوبات مرصد كيك في هاواي، وتوضح ميشال فوماغالي "تمكنا من رؤية المكان المحدد في الطيف الذي يمتص فيه الغاز النور الامر الذي سمح لنا بقياس مكوناته".وكل عنصر له اثر فريد في الطيف الضوئي وعملية المراقبة هذه لم تظهر الا وجود الهيدروجين على ما قال هؤلاء الباحثون موضحين انهم لم يعثروا على الهيليوم، وشدد عملاء الفلك على غياب وجود الكربون والاكسيجين والسيليسيوم.

كويكبات قد تهدد الأرض

في سياق متصل لم يتكهن العلماء بحجم أو توقيت سقوط كويكب بوسط روسيا عام 1908، الذي فجر اصطدامه بسطح الأرض طاقة تدميرية بلغت 30 ميغاطن، بيد أن العلماء يسخرون التقنيات العلمية لتفادي مخاطر حدوث سيناريوهات مماثلة مستقبل، ويقدر علماء الفضاء أن قرابة 35 ألف كويكب، متوسط الحجم، يهيم قرب الأرض، أي على بعد 120 مليون ميل، وعام 1998، أوكل الكونغرس الأمريكي لوكالة الطيران والفضاء "ناسا" مسؤولية دقة تحديد كم الحطام الكوني ومواقع 90 في المائة من تلك الصخور التي قد تمثل خطورة على الأرض وتحديد مسارها في الفضاء، وفي 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، قلص "مختبر الدفع النفاث" بكاليفورنيا، التابع لناسا، عدد الكويكبات، المتوسطة الحجم، التي ربما تشكل خطراً على كوكبنا، من 35 ألف إلى 19500 فقط، وذلك باستخدام مركبة "الفضاء -مستكشف المسح بالأشعة تحت الحمراء-  "وايز". بحسب سي ان ان.

وقامت المركبة، وبحسب مجلة "التايم" الشقيقة للشبكة، خلال الفترة من مطلع 2010 وحتى فبراير/شباط الماضي، بمسح الأفق مرتان لرصد نماذج تقنية من المواد الخطرة الهائمة بالفضاء، وتمكنت من تخزين معلومات لنحو  5200 كويكب متوسط الحجم، من إجمالي 19،500، ما يتيح لناسا تعقب تحركاتها، بجانب 911 من 981 من الصخور الضخمة، وكان "وايز" قد بدأ مهامه بالتحليق حول  مدار الأرض منذ عام 2009، ويواصل اكتشاف ورصد وجمع معلومات بشأن الملايين من تلك الأجسام الهائمة، ويشار إلى أن كاميرا  "مستكشف المسح بالأشعة تحت الحمراء أو "وايز" WISE ، ترصد، وباستخدام الأشعة تحت الحمراء، الضوء والحرارة المنبعثان من أجسام هائمة، لربما فشلت تلسكوبات أخرى، مثل هابل، في التقاطه، وكان "وايز" قد انضم إلى تليسكوب سبيتزر الفضائي التابع لناسا، ومرصد هيرشل الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية لرصد الكويكبات والمذنبات المختلفة التي قد تكون خطرة.

ويتضمن برنامج  "وايز" أيضا رصد نجوم  قاتمة تسمى "الأقزام السمر"، والملايين من المجرات البعيدة، وجاء إطلاقه بعد تقرير نشرته الوكالة الوطنية للعلوم حذر من أن "ناسا" لن تكون قادرة على الاستمرار في تعقب الكويكبات والنيازك التي تشكل تهديداً للأرض جرا نقص التمويل، ويذكر أن قوة التفجير الناجمة عن انفجار الكويكب في الهواء قرب نهر "تونغوسكا" وسط روسيا قدرت بـ38 ميغاطن، أقوى بألف مرة من القنبلة الذرية التي أسقطت على مدينة "هيروشيما" اليابانية، وتسبب في القضاء على 80 مليون شجرة وتدمير منطقة قدرت مساحتها بـ 830 ميلاً مربع، وكان كويكب ضخم قد اصطدم بالأرض قبل 65 مليون سنة مضت مرسلاً سحباً كثيفة من الدخان والغبار تسببت في حجب أشعة الشمس وبرودة الأرض والقضاء على الديناصورات.

لقطات مقربة لعطارد

من جهتهما فربما تشابه كوكبا الارض وعطارد في عدة أوجه الا ان الصور المقربة والمعلومات المستقاة هذا العام من مسبار ميسنجر التابع لوكالة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) تميط اللثام عن ان عطارد لايزال من الالغاز الكونية في مجموعتنا الشمسية، وأوضحت البيانات تدفق الحمم البركانية من على سطح عطارد الا انها لا تنبثق من فوهات براكين مثلما يحدث على سطح الارض لكنها تنبع من باطن الكوكب لتغطي المنطقة القطبية الشمالية له، وظهرت ايضا حفر وفوهات عميقة على سطح عطارد -تشبه الى حد ما انتشار التلال والوديان على سطح الارض- وهي عبارة عن تكوينات صخرية منخفضة لتضاريس الكوكب، وعطارد أقرب كواكب المجموعة للشمس، ولعطارد مجال مغناطيسي على غرار كواكب الارض والمشترى وزحل واورانوس ونيبتون الا ان الغلاف المغناطيسي لعطارد اصغر ويمثل نحو واحد في المئة من مثيله للارض ويوفر هذا الحقل المغناطيسي قدرا من الحماية لعطارد من الجزئيات المشحونة لما يعرف باسم الرياح الشمسية التي تنطلق من الشمس. بحسب رويترز.

وقال جيمس هيد من جامعة براون "عطارد ليس هو الكوكب الذي تصفه الكتب المرجعية، القطاع الداخلي له يعج بالحياة المثيرة خلافا لما كان يعتقد او يتوقع"، ويدور مسبار ميسنجر -الذي يتكون اسمه من الاحرف الاولى لكلمات سطح عطارد والبيئة الفضائية والكيمياء الجيولوجية ومراكب الفضاء الدوارة - حول المجموعة الشمسية الداخلية 15 مرة كل ست سنوات وذلك قبل بدء اتخاذه مدارا حول عطارد في 18 مارس اذار الماضي، ويفصل حزام الكويكبات بين كواكب المجموعة الشمسية الداخلية القريبة من الشمس والكواكب الخارجية البعيدة عنه، واوردت دورية (ساينس) العلمية النتائج التي توصل لها المسبار ميسنجر في ملحق خاص من المقالات، وظل علماء الفلك يضربون اخماسا في اسداس بشأن وجود البراكين على سطح عطارد من عدمه الى ان برهنت النتائج التي توصل لها ميسنجر طيلة ستة اشهر من الرصد والدوران على وجودها لكن طريقة انبثاق الحمم تختلف تماما عما نشهده على سطح كوكبنا.

ولاتوجد على سطح عطارد براكين بالمعني المفهوم للعلماء ويعتقدون ان مصدر الصهير والحمم هو جوف الكوكب فيما تغطي الحمم المنطقة القطبية الشمالية للكوكب بنسبة تتجاوز ستة في المئة وهي المساحة التي تعادل 60 في المئة تقريبا من مساحة قارة امريكا الشمالية، وقال هيد انه عندما انبثقت الحمم من شقوق على سطح الكوكب منذ نحو اربعة مليارات عام فقد غطت فوهات يصل عمق الواحدة الى 1.6 كيلومتر، ويقول العلماء ان صور ميسنجر الجديدة تظهر منخفضات واطئة صغيرة ضحلة غير منتظمة موزعة بصورة عشوائية على سطح عطارد فيما تؤكد البيانات استمرار تكون من هذه الوهاد.

مشروعا طموحا للاقتراب من الشمس

بدورها تعتزم اوروبا اخذ موقع الريادة في اكبر واكثر المشاريع الفضائية جرأة، وهو مهمة الاقتراب من الشمس ودراسة طبيعتها وسلوكها من اقرب نقطة ممكنة، وكذلك رسم خرائط جغرافية للكون، وهذا المشروع سيكون في شكل مسبار يعرف باسم "المسبار المداري الشمسي"، والذي سيعمل على بعد 42 مليون كيلومتر فقط من الشمس، وهي نقطة اقرب كثيرا من اقرب نقطة وصلتها اي مركبة فضائية سابق، وقد تبنت وكالة الفضاء الاوروبية هذا المشروع بشكل رسمي مؤخراً، حيث يتوقع انطلاق المسبار المداري الشمسي في عام 2017 وتقدر كلفته بنحو مليار يورو، وتشارك وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) بتقديم اجهزة ومعدات متخصصة للمسبار، وصاروخ لحمله الى عمق الفضاء باتجاه الشمس، كما وافقت وفود الدول الاعضاء في وكالة الفضاء الاوروبية (ايسا) المجتمعة في باريس على اختيار فريق مهمات يكلف بالبحث في فك اعمق سرّين من اسرار علم الفضاء، وهما "المادة الداكنة" و"الطاقة الداكنة"، ويعتقد العلماء ان ظاهرة المادة والطاقة الداكنة تهيمن على شكل الكون وتصنعه الى حد بعيد، الا ان ماهيتها وطبيعتها ما زالت غامضة وعصية على فهم العلم والعلماء. بحسب بي بي سي.

يشار الى ان اكتشاف الطاقة الداكنة وتأثيراتها على تمدد الكون وتوسعه كان سببا في حصول العلماء الثلاثة الذين اسهموا في الكشف عنها على جائزة نوبل للعلوم، وسيعمل المسبار المتطور على مسح المجرات وكيفية توزيعها، ويحاول القاء ضوء جديد على اسرار الكون ومنها اهمها المادة الداكنة والطاقة الداكنة، وقال الفارو جيمينيز رئيس الدائرة العلمية في مشروع المسبار، انه مسرور جدا لمشروع المسبار المداري الشمسي، الذي سيصبح المرجع لكل علوم الشمس في الاعوام المقبلة، واضافة الى المسبار وافقت وكالة الفضاء الاوروبية على بناء تلسكوب فضائي جديد باسم "ايوكلايد" بهدف الكشف عن جغرافية الكون ومسحها تفصيليا عند مساحة تقترب من 10 مليارات سنة ضوئية.وكما هو حال المسبار الشمسي، سيكلف تلسكوب "ايوكلايد" قرابة مليار يورو، ومن المنتظر ان ينطلق في عام 2019، ويتوقع العلماء ان يكشف تلسكوب "ايوكلايد" عن تفاصيل جديدة تتعلق بالطاقة الكونية الداكنة، وسيمد العلماء بمجموعة من الصور الرائعة للمجالات المغناطيسية ومجالات الطاقة في اقرب نقطة ممكنة من الشمس.

اكتشاف طبقة للأوزون في الزهرة

على صعيد ذي صلة افاد تقرير في دورية ايكاروس أن مركبة فينوس اكسبرس التابعة لوكالة الفضاء الاوروبية اكتشفت الطبقة الرقيقة، التي يمثل سمكها واحد بالمئة من سمك طبقة الاوزون الخاصة بالارض، وحتى الآن لم تكتشف طبقة أوزون إلا في الغلاف الجوي للارض والمريخ، وقد يساعد الاكتشاف العلماء في تطوير بحثهم عن الحياة في الكواكب الاخرى، وقد اكتشفت مركبة الفضاء طبقة الاوزون أثناء بحثها عن النجوم عبر الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، وبدت النجوم البعيدة أكثر خفوتا لأن طبقة الاوزون امتصت بعض من الضوء تحت البنفسجي الخاص به، وأفاد فرانك مونتميسين، أحد معدي التقرير الذي نشر في دورية ايكاروس والباحث في مركز لاتموس لابحاث الغلاف الجوي في فرنسا، بأن طبقة الاوزون الخاصة بكوكب الزهرة تقع على بعد 100 كيلومتر من سطح الكوكب، وهو ما يماثل ثلاثة أمثال بعد طبقة الاوزون الخاصة بالأرض، ويتكون الاوزون، وهو جزيء يحتوي على ثلاث ذرات اكسوجين، عندما يفكك ضوء الشمس ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة إلى جزيئات اكسوجين، ويتكون الازون على الأرض بنفس الطريقة، وتمتص طبقة الاوزون الخاصة بالارض قدرا كبيرا من الاشعة فوق البنفسجية الضارة مما يمنعها من الوصول إلى سطح الارض.

القمر يحوي على التيتانيوم

من جهة اخرى كشف مسح جديد للقمر وجود كميات كبيرة من التيتانيوم وهو معدن نادر وثمين على الارض على ما اعلن علماء فلك، وتم هذا الاكتشاف بفضل الاجهزة التي يحملها المسبار الاميركي "لونار روكونيسانس اوربيتر" (ال ار او) الذي درس سطح القمر مستخدما سبع موجات ضوئية مختلفة، واوضح مارك روبنسون من جامعة اريزونا لدى عرض نتائج هذه الاعمال في مؤتمر مكرس لعلم الكواكب يشارك فيه خبراء اوروبيون واميركيون في نانت، "اذا ما نظرنا الى سطح القمر نرى انه مؤف من تدرجات مختلفة للون الرمادي، اقله هذا ما يظهر للعين البشرية، لكن بفضل الاجهزة المناسبة يتبين لنا ان القمر يزخر بالالوان المختلفة"، وتابع يقول ان السهول القمرية "تبدو ميالة الى اللون الاحمر في بعض الامكان والى الازرق في اماكن اخرى، ومع ان هذه التدرجات في الالوان دقيقة جدا الا ان دلالتها مهمة على صعيد الكيمياء وتطور سطح القمر وهي تشير الى وجود كميات وافرة من التيتانيوم والحديد". بحسب فرانس برس.

ففي الواقع لا تعكس المعادن المختلفة بالطريقة ذاتها الموجات الضوئية ومن خلال هذا "الاختلاف" في الطيف الكهربائي-المغنطيسي يمكن معرفة تكوينها المحدد، وسبق لمارك روبنسون وفريقه ان قارنوا بنجاح صورا التقطها التلسكوب هابل مع اخرى التقطها العام 1972 رواد "ابولو 17" لمسح حقول التيتانيوم حول موقع هبوط المهمة الاميركية على سطح القمر، وقد استخدموا التقنية ذاتها انطلاقا من صور التقطها المسبار "ال ار او" واكتشفوا ان محتوى التيتانيوم في بعض الصخور القمرية اكثر بعشر مرات احيانا من صخور مماثلة على الارض، وهذا نبأ سار اذ ان هذا المعدن مقاوم مثل الفولاذ الا ان وزنه اقل بمرتين.

اول سوبرنوفا تم رصدها

من جانبهم القى علماء فيزياء فلكية الضوء اخيرا على الظهور الغامض لنجمة براقة جدا رصدها قبل الفي عام تقريبا علماء فلك صينيون على ما اعلنت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا)، فقد لاحظ هؤلاء العلماء بعد 185 عاما على ولادة المسيح ان هذه النجمة ظهرت بشكل غامض في السماء حيث كان بالامكان رؤيتها لمدة ثمانية اشهر تقريب، ففي ستينيات القرن الماضي اعتبر علماء فلك ان هذا الجرم السماوي الغريب هو في الحقيقة اول سوبرنوفا يتم وصفها في سجلات الفلك العالمي، وبعد فترة اطلق العلماء على هذا الجرم اسم "ار سي دبليو 86" واعتبروه بقايا نجمة انفجرت على شكل سوبرنوفا قوية، وتقع هذه البقايا على مسافة ثمانية الاف سنة ضوئية من الارض علما ان السنة الضوئية توازي 9460 مليار كيلومتر، الا ان الغموض بقي يلف هذا الاكتشاف، فهذه البقايا الكروية الشكل كانت اكبر مما هو متوقع عادة وتحتل في السماء مكانا اكبر من المساحة التي يحتلها قمرنا. وقد تمت مراقبة هذه البقايا بواساطة الاشعة ما دون الحمراء. بحسب فرانس برس.

الا ان الجواب اتى من خلال عمليات مراقبة جديدة بالاشعة ما دون الحمراء اجرتها التلسكوبات الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الاميركية وبفضل بيانات جمعها قبل ذلك تلسكوبان فضائيان احدهما اميركي والثاني اوروبي، واظهرت النتائج ان "ار س دبليو 86" هي سوبرنوفا من نوع "1ايه" الناجمة عن اندثار نجمة بشكل هادئ نوعا ما مثل الشمس، وقد تقلصت بعد ذلك لتشكيل جرم سماوي يتمتع بكثافة قوية يسمى "القزمة البيضاء"، وهذه القزمة البيضاء انفجرت لاحقا لتتحول الى سوبرنوفا بعد ابتلعت نجمة ثانية كنت تقع بجواره، ويوضح بريان وليامز وهو عالم فلك في جامعة كارولينا الشمالية والمشرف الرئيسي على هذه الدراسة "القزمة البيضاء هي مثل الجمر المتبقي بعد انتهاء حريق، فاذا ما صبينا عليه الوقود، انفجر"، وقد نشرت نتائج الدراسة في المجلة الاميركية "استروفيزيكال جورنال"، وعمليات الرصد هذه تظهر ايضا للمرة الاولى ان قزمة بيضاء يمكنها ان تستحدث تجويفا حولها قبل ان تنفجر لتتحول الى سوبرنوفا معروفة باسم "1ايه"، وهذا التجويف يفسر ربما كيف ان بقايا "ار سي دبليو 86" تبعثرت على هذه المسافة الواسعة على ما يقول الباحث، فعندما وقع الانفجار قذفت المواد بسرعة اكبر بكثير في هذا التجويف الخالي من الغاز والغبار مما ادى الى انتشارها بشكل اسرع والى مسافة ابعد.

نيزك بحجم حاملة طائرات

من جانب اخر أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن نيزكا بحجم حاملة طائرات مر بالقرب من الأرض مؤخراً وكما كان متوقعا، وهو الجرم السماوي الأكبر الذي يقترب على هذه المسافة من كوكبنا منذ 35 سنة، علما أن خطر الاصطدام كان معدوم، وقال دي سي آيغل المتحدث باسم مختبرات "جيت بروبالشن لابوراتوري" التابعة للناسا في باسادينا (ماليفورنيا، غرب) إن الجرم السماوي الذي يبلغ قطره 400 متر ويطلق عليه اسم "2005 واي يو 55" "اقترب كما كان متوقعا على أقرب مسافة من الأرض في تمام الساعة 23،28 بتوقيت غرينتش"، ومر النيزك على بعد 319 ألف كيلومتر من الأرض (324600 كيلومتر من مركزه) أي على مسافة أدنى من تلك التي تفصل بين الأرض والقمر، أما سرعته فتقدر بـ46600 كيلومتر في الساعة، وأشارت الناسا إلى أن النيزك لم يخلف آثارا تتعلق بالجاذبية على الأرض، بما في ذلك حركة المد والجزر والصفائح التكتونية، ويقع النيزك على مدار يجعله يمر بانتظام قرب الأرض والزهرة والمريخ ولكنه كان في وقت سابق على أقرب مسافة له من الأرض منذ مئتي عام على الأقل، وأوضحت الناسا أن نيزكا بهذا الحجم لن يقترب مجددا إلى هذه المسافة من الأرض قبل العام 2028. بحسب فرانس برس.

وبعد مراقبة النيزك سنة 2010 بواسطة المقراب الراديوي الأميركي في أريثيبو في بورتوريكو، تبين أنه كروي الشكل تقريبا ويدور حول نفسه ببطء في غضون 18 ساعة وسطحه أسود كاحل، وبما أنه لا يمكن رؤية النيزك بالعين المجردة، توجب على علماء الفلك الراغبين في مراقبته والذين كانوا كثر، استخدام مقراب مع فتحة قطرها 15 سنتيمترا على الأقل والتواجد في أوروبا الغربية أو أميركا الشمالية لرؤية النيزك بوضوح كبير، وكان آلان ماكروبرت من مجلة "سكاي أند تلسكوب ماغازين" المتخصصة قد قال "بينما يتجه الجرم نحو الأرض يكون قريبا جدا إلى درجة أن من ينظر إليه من الأرض يلاحظ أن موقعه بين النجوم يختلف كثيرا بحسب المكان الذي يقف فيه المراقب"، وقد دفع هذا الحدث النادر مرصد "كلاي سنتر" في بروكلين إلى فتح أبوابه أمام الأهالي والأولاد طوال الليل كي يراقبوا النيزك باستخدام تلسكوبات المرصد ويستمعوا إلى عروض يقدمها علماء فلك، وبدأت ال(ناسا) تتتبع النيزك "2005 واي يو 55" عن قرب.

ويقوم علماء الناسا بتحليل صدى موجات الرادارات التي ترتد على سطح النيزك على أمل الحصول على صور واضحة له وجمع تفاصيل كثيرة عن سطحه وشكله وأبعاده، والنيزك "2005 واي يو 55" الذي اكتشفه عالم الفلك الأميركي روبرت ماكميلان من جامعة أريزونا قبل ست سنوات تقريبا هو من بين 8500 جرم (نيازك ومذنبات) يمر مداره بالقرب من الأرض تمكنت الناسا من اكتشافه وتصنيفه حتى اليوم، وتقوم وكالة الفضاء بقياس مداره هذه الأجرام لتحديد ما إذا كانت تشكل خطرا على الأرض أم ل، وقد أشارت مؤخرا في أحد التقارير إلى أن عدد النيازك الكبيرة القريبة من كوكبنا قد انخفض، ولا سيما النيازك متوسطة الحجم القادرة على نسف مدينة بكامله، واستند هذا التقدير إلى الإحصاء الأكثر دقة الذي أجري حتى اليوم والذي يشمل الأجرام الصخرية القريبة جدا من مدار الأرض والتي تدور حول الشمس على مسافة أقل من 195 مليون كيلومتر، على ما أوضحت الناس، وقد أحصت الناسا حتى اليوم 93% من النيازك الأكبر حجما (التي يبلغ قطرها كيلومترا على الأقل) القريبة من الأرض بناء على طلب قدمه الكونغرس الأميركي سنة 1998.

تجربة لمحاكاة رحلة الى المريخ

الى ذلك خرج أفراد طاقم فريق بحثي من كبسولة معزولة تماما عن أجواء الارض في روسيا مؤخراً بعد 520 يوما قضوها في عزلة لمحاكاة الرحلة الى كوكب المريخ، وكانت وجوههم شاحبة لكن علتها البسمة، وتهدف التجربة التي أطلق عليها اسم (المريخ 500) الى الاجابة على أحد أهم الاسئلة في عالم السفر الى الفضاء وهي هل يمكن للانسان أن يحتفظ بسلامة صحته الجسدية والعقلية لاكثر من ستة شهور هي مدة الرحلة الى الكوكب الاحمر، وبعد دراسة تكلفت 15 مليون دولار وكان هدفها هو محاكاة الظروف النفسية الضاغطة في مهمة حقيقية للمريخ في أقرب وقت ممكن سيسمح للطاقم المكون من ستة متطوعين من الرجال باحتضان أصدقائهم وذويهم لفترة قصيرة بعد خروجهم من الكبسولة وقبل نقلهم مباشرة الى فترة حجر صحي تستمر ثلاثة أيام، ولوح المتطوعون وهم من أوروبا وروسيا والصين بأيديهم لمن جاءوا لاستقبالهم ومتابعة فتح باب الكبسولة بعد العزلة الطويلة في معهد للابحاث بالعاصمة الروسية موسكو. بحسب رويترز.

وقال دييجو اوربينا وهو ايطالي كولومبي شارك في التجربة "حققنا أطول عزلة على الاطلاق حتى يمكن للانسان الذهاب الى كوكب بعيد لكن يمكن الوصول اليه"، ويخشى علماء نفس أن يصاب المتطوعون بصدمة بعد العودة بسبب الضجيج وأنشطة الحياة اليومية، وعاش أفراد الطاقم على حصص من الطعام مثل رواد الفضاء الحقيقيين ونادرا ما كانوا يستحمون ويخضعون للرقابة على مدار الساعة باستثناء فترة دخولهم الى المرحاض مثل ما يحدث في برامج تلفزيون الواقع، وفي عام 2000 انتهت تجربة سابقة للعزلة لمدة 420 يوما نهاية كارثية بتشابك بالايدي بين اثنين من المشاركين ومحاولة ثالث تقبيل متطوعة في الفريق عنوة.

الولايات المتحدة لم تتواصل مع كائنات فضائية

فيما لم يستبعد البيت الأبيض فكرة وجود كائنات فضائية في مجرة بعيدة جدا ولكنه أكد الاثنين أنه لا يملك أي دليل على تواصلها مع البشر، ونشر أحد المستشارين هذا الإعلان الغريب الصادر عن البيت الأبيض على الموقع الإلكتروني الخاص بإدارة أوباما بعد مطالبة عريضتين برد رسمي حول هذا الموضوع، وشرح المستشار فيل لارسون أن "الحكومة الأميركية ليس لديها أي دليل على وجود حياة خارج كوكبنا ولا تملك أية معلومات حول تواصل محتمل بين كائنات فضائية وأخرى بشرية"، وأضاف "ما من معلومات موثوقة تشير إلى وقائع تم إخفاؤها عن الناس"، وأقر المستشار الذي لم يستبعد وجود كائنات فضائية بأن وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" درست هذا الاحتمال. بحسب فرانس برس.

وقال "استنتج الكثير من العلماء والمتخصصين في الرياضيات أنه من المحتمل جدا وجود كوكب غير كوكبنا عليه حياة من بين مليارات الكواكب في الكون"، وتابع "أشار الكثيرون منهم أيضا إلى أن احتمال التواصل مع أحدها ضئيل للغاية نظرا إلى المسافات"، وأضاف "كل ذلك يبقى مجرد تخمينات والأمر الوحيد المؤكد هو أننا لا نملك أي دليل حسي على الأرض حول وجود كائنات فضائية"، ونشر هذا الإعلان ردا على عريضتين جمعتا 17 ألف توقيعا وطالبتا الحكومة بالكشف عن الأدلة المتعلقة بوجود كائنات فضائية، وأوضحت إحدى العريضتين أن مئات العسكريين والمسؤولين في وكالات حكومية أكدوا وجود كائنات فضائية، مشيرة إلى أن استطلاعات رأي عدة أظهرت أن الأميركيين واثقون من أن الحكومة تخفي عنهم سرا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21/تشرين الثاني/2011 - 24/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م