شبكة النبأ: مع اسدال الستار على
نهاية حقبة القذافي والتي توجت بمقتله، وقتل اعتقال ابرز ابنائه مؤخرا،
تحولت انظار المجتمع الدولي الى مشهد لا يقل خطورة عن الاحداث
المتسارعة التي حدثت في ليبيا، خصوصا بعد هيمنة الجماعات الاسلامية على
المشهد السياسي الليبي وتقلد رموزها قيادة البلاد بشكل مباشر.
حيث برزت تلك الجماعات التي تتصف بعضها بالتشدد والانتماء الى تنظيم
القاعدة كقوة لا يستهان بها في تلك الدولة القبلية، سيما ان مقاتليها
استولوا على الكثير من اسلحة النظام المطاح، وعززوا صفوفهم تنظيما
وتسليحا، معلنين رفضهم بتسليم السلاح في الوقت الحالي. الى جانب اعلان
رغبتهم بتأسيس دولتهم الاسلامية بحسب بعض التقارير المتواردة.
ويحذر بعض المراقبين من خشية تكرار السيناريو الصومالي مع تزايد
تشكل الميلشيات المتطرفة على الرغم من محاولة الحكومة الليبية تفنيد
تلك المخاوف باكبر قدر كان، علها تستطيع ترتيب البيت الداخلي عبر
توافقات مرضية لجميع الاطراف.
الاخوان يظهرون في العلن
فقد عقدت جماعة الاخوان المسلمين أول مؤتمر علني لها في الاراضي
الليبية بعدما ظلت محظورة لعقود واستخدمت المؤتمر لاظهار نبرة وسطية
داعية الى جهود وطنية لاعادة البناء.
وبعد انتهاء الصراع في ليبيا قال الكثير من المراقبين انهم يعتقدون
أن الانتخابات المقبلة قد تشهد منافسة بين جماعات الاسلام السياسي
وأحزاب علمانية وقد يكون لاسلاميين أكثر تنظيما مثل الاخوان اليد
العليا فيها.
وأثنى سليمان عبد القادر المسؤول العام عن جماعة الاخوان المسلمين
في ليبيا في تصريحات بعد تسعة أشهر من بدء احتجاجات مناهضة لحكم الزعيم
الليبي الراحل معمر القذافي والتي انتهت بالاطاحة به على الانتفاضة
ودعا الفصائل الليبية الى الوحدة.
وقال عبد القادر في مؤتمر شارك فيه نحو 700 شخص في صالة أفراح
بمدينة بنغازي الليبية في شرق البلاد التي شهدت مهد الانتفاضة ان اعادة
بناء ليبيا ليست مسؤولية جماعة واحدة ولا حزب واحد لكنها مسؤولية
الجميع كل وفقا لقدرته.
وبدت تصريحاته مؤيدة لفكرة تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية يحاول
رئيس الوزراء المكلف عبد الرحيم الكيب تشكيلها. ولم يتطرق عبد القادر
الى ما اذا كانت جماعة الاخوان ترغب في مشاركة أحد أعضائها في الحكومة
الانتقالية. ومن المقرر أن تنظم الحكومة الانتقالية انتخابات في يونيو
حزيران لاختيار اعضاء مجلس تأسيسي لوضع الدستور الليبي. بحسب رويترز.
وقال بعد كلمته انه ربما ينضم بعض أعضاء الجماعة الى الحكومة وفقا
لقدراتهم ومؤهلاتهم لكن الاخوان لن يشاركوا كحزب في الفترة الحالية.
وجاء المؤتمر مليئا بالاشارات الثورية وأحيط المسرح بعلم ليبيا الجديد.
وألقى ضيوف كلمات. وشارك في المؤتمر ضيوف من حركة النهضة الاسلامية في
تونس وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سوريا.
وسرت أجواء احتفالية بالجماعة التي تأسست عام 1949 وقال منظمون انها
لم تعقد اجتماعا في ليبيا في العلن حتى الان. وقال عبد الله الداهماني
وهو محاضر جامعي يبلغ من العمر 65 عاما "انه شعور جميل.. انها الحرية..
الامر يشبه الحلم بالنسبة لنا." وكثير من المشاركين في المؤتمر وبينهم
الداهماني يحملون شهادات عليا ويتحدثون الانجليزية بطلاقة.
وفي مقابلات مع أعضاء في الجماعة انضموا لها قبل عقود وعاشوا من قبل
خارج ليبيا أو أجبروا على ابقاء عضويتهم في الجماعة سرا خوفا من تعرضهم
للاعتقال أو التعذيب أو السجن.
وبعد سنوات كثيرة من السرية قال الاخوان انهم حريصون على اظهار أن
الجماعة لا تنطوي على شر. وانبثق الاخوان في ليبيا عن جماعة الاخوان
المسلمين في مصر. وقال عبد المجيد صالح مصباح وهو مهندس يبلغ من العمر
56 عاما من طرابلس وانضم الى الاخوان عام 1979 "ليس هناك شيء سري. لا
نخطط لتدمير البلد." وركز عبد القادر في كلمته على الطبيعة الوسطية
للجماعة.
وقال ان الاخوان لا يريدون أن يحل طاغية مكان اخر في ليبيا. وأضاف
أنهم يريدون بناء مجتمع مدني يطبق الاسلام الوسطي في حياته اليومية.
وذكر أن مهمة الليبيين الان هي حماية ليبيا والحوار مع بعضهم البعض
بدلا من القتال. وصرح عبد القادر بأنه تمت الدعوة للمؤتمر الذي يستمر
لعدة أيام لتعيين زعامة جديدة لان الاخوان تطوروا من جماعة تعيش في
المنفى الى جماعة مقرها في ليبيا.
وقال مشاركون في المؤتمر انه بالاضافة الى تعيين زعامة جديدة
والاتفاق على ما اذا كان شخص اخر سيخلف عبد القادر في تولي مسؤولية
الجماعة سيناقش الاخوان الاتجاه الذي سيسلكونه مع تقدم البلاد نحو
الديمقراطية.
وقال عبد القادر ان الاخوان مازالوا يناقشون الشكل الذي سيتخذونه في
ليبيا الجديدة. ولم يتطرق عبد القادر الى ما اذا كان الاخوان سيشكلون
تحالفا مع اسلاميين اخرين في الانتخابات المقررة العام المقبل. واكتفى
بالقول ان الجماعة ستؤيد من يحقق امال الشعب الليبي.
يبدل ملابس الحرب بملابس مدنية
الى ذلك البذلة التي ارتداها الزعيم الاسلامي عبد الحكيم بلحاج قالت
كل شيء حتى لو كان الرجل نفسه متحفظا في الكلام عن طموحاته الشخصية في
الوقت الذي تضع فيه الحرب اوزارها وتفسح الطريق للعمل السياسي بعد مقتل
معمر القذافي. وربما احتاج العديد من الليبيين الى التدقيق في بلحاج
الذي جلس وقد ارتدى بذلة زرقاء داكنة وقميصا بلا ربطة عنق ليتعرفوا
عليه بعد ان اعتادوا مظهره بالملابس العسكرية بينما يريد هو في الوقت
الحالي ان يطمئن منتقديه الى ان نواياه ديمقراطية وشاملة.
وقال بلحاج الذي القي القبض عليه بعد مشاركته في القتال الى جانب
طالبان الافغانية ثم اعيد الى ليبيا عام 2004 حيث سجن حتى العام الماضي
ان ما فعلته به المخابرات الامريكية والبريطانية مؤسف جدا. وقال انه
تعرض للتعذيب على يد المخابرات المركزية الامريكية وعلى يد المخابرات
الليبية. لكنه قال انه لا يسعى للانتقام لان الانتقام ليس اسلوبه لكنه
في الوقت نفسه قال ان لديه محامين يعملون على متابعة شكاواه. وقال انه
ليست لديه مشاعر سلبية تجاه هذه الدول. بحسب رويترز.
وقال البعض ان بلحاج الذي يقود 25 الفا من عشرات الالاف من الثوار
الذين لا يزالوا يحملون السلاح يسعى لان يكون وزيرا للدفاع في الحكومة
الانتقالية الجديدة التي يشكلها عبد الرحيم الكيب.
لكنه قال انه لا يتوقع القيام بدور في الحكومة الانتقالية الجديدة
وقال انه ليست لديه الرغبة في المشاركة في اي شيء خلال هذه الفترة
الانتقالية. واضاف انه يريد خدمة بلاده بكل القوة والقدرة التي يملكها
لكن الوقت ما زال مبكرا لاختيار المكان والكيفية لذلك.
قطر تسلح اسلاميين
جهته حث محمد عبد الرحمن شلقم مندوب ليبيا بالامم المتحدة قطر على
الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده واتهمها بامداد اسلاميين
ليبيين بالاموال والسلاح. وأضاف شلقم على هامش مؤتمر في مدينة طنجة
المغربية ان هناك وقائع على الارض هي أن قطر تقدم المال لبعض الاطراف
الاسلامية مشيرا الى أنها تقدم لها المال والسلاح وتحاول التدخل في
أمور لا تعنيها وقال ان ليبيا ترفض هذا. وتابع أن دولة قطر مازالت تقدم
المساعدة لبعض الاطراف الليبية وتعطيها المال وقال ان ليبيا ترفض هذا
رفضا قاطعا.
في الوقت الذي حذر قائد عسكري للثوار الليبيين الذين أطاحوا بمعمر
القذافي من أن رجاله قد يطيحون بالحكومة القادمة اذا لم تلب مطالب
بتمثيلهم. وكان صعبا تقييم مدى جدية التهديد الذي أطلقه عبد الله ناكر
قائد ميليشيا طرابلس او ما يسمى مجلس ثوار طرابلس في مدينة يتسم
بالغموض ميزان القوى فيها بعد مضي ثلاثة أشهر على سقوط القذافي.
وقال ناكر متحدثا في وقت متأخر في قاعدة في مقر شركة انشاءات مملوكة
للدولة في حين استعد بعض من الاف الرجال المسلحين الذين يقول انهم تحت
تصرفه للقيام بدوريات امنية ليلية في المدينة "نحن لا نزال هنا على
الارض والقرار النهائي سيكون قرارنا."
وطالب ناكر الكيب بتعيين وزراء يمثلون الثوار الشبان الذين اطاحوا
بالقذافي وقال ان رجاله سيحتجون في شتى انحاء البلاد سلميا "في باديء
الامر" اذا لم يعجبهم التشكيل الوزاري الجديد مثلما فعلوا مع القذافي.
واضاف قوله "اذا وجدنا انه اصبح لدينا نفس الدكتاتورية فسوف نرد بنفس
الطريقة". وعرض لقطات فيديو مصورة لرجاله وهم يطلقون صواريخ جراد
ويقودون دبابات سوفيتية الصنع من طراز تي-72 خلال الحرب. وقال "لن تكون
حركة مسلحة في البداية لكنها قد تتطور الى ذلك. هناك احتمال قوي ان
تصبح كذلك."
وهون مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي ومقاتلون من وحدات اخرى من
شأن نفوذ ناكر وهو مهندس من مدينة الزنتان تعهد بالعودة الى الحياة
المدنية حينما يتم احلال الديمقراطية وتستقر اوضاع الامن.
غير انه في بلد لا يوجد فيه شرطة او جيش فان تشكيل حكومة تلبي
المصالح المتعارضة لعشرات الالاف من الرجال المسلحين تبدو عملية مشحونة.
ويوم الخميس قابل ناكر وفدا من المقاتلين من مدينة بنغازي الشرقية مقر
الثورة. وأصدروا بيانا مشتركا في طرابلس يطالب الكيب بتلبية مطالبهم
بأن يكون لهم دور في الحكومة وفي القيادة العسكرية الجديدة.
وكان رئيس الوزراء السابق محمود جبريل حذر من "فراغ السلطة" الذي قد
تستغله الجماعات المسلحة. ويميل دبلوماسيون غربيون ومن الشرق الاوسط
الى التهوين من خطر اندلاع مفاجيء للعنف فكثير من الثوار السابقين
المسلحين يحرصون على أن يتم تشكيل حكومة حتى يمكنهم العودة الى الحياة
المدنية.
وقال جورج جوف الخبير بشؤون شمال افريقيا في جامعة كامبردج "السلطة
السياسية حقا الان في أيدي الميليشيات. والكيب مضطر للاستماع لمليون
فصيل مختلف كلهم يقولون انهم يريديون قطعة من الكعكة. ويقف خلفهم
ويساندهم الميليشيات."
ويقول الكيب ان شاغله الاول في تشكيل الحكومة هو ان تضم خبراء اكفاء
لادارة البلاد الغنية بالنفط وتنظيم الانتخابات بحلول يونيو حزيران
لاختيار مجلس دستوري. وقال الكيب الاسبوع الماضي "الشيء الرئيسي هو
الكفاءة."
ويتعين على الكيب ايضا أن يعالج مسألة المعارضة التي قد تكون شديدة
لشخصيات ينظر اليها على أنها كانت قريبة جدا من النظام السابق وكذلك
المنافسة بين الزعماء العلمانيين والاسلاميين الذين يعتبرهم معارضوهم
مدينين لمناصريهم الاجانب ولا سيما دولة قطر.
وشدد زعيم الميليشيا ناكر على رفضه اي دور في الحكم لعبد الحكيم
بلحاج القائد الاسلامي والحليف السابق لحركة طالبان في افغانستان الذي
عينه المجلس الوطني الانتقالي قائدا للمجلس العسكري لطرابلس.
ورفض بلحاج نفسه المزاعم التي تقول انه وحليفه رجل الدين علي
الصلابي الذي يتخذ قطر مقرا له عميلان لهذه الدولة الخليجية التي قدمت
مساعدات عسكرية وانسانية الى معسكر الثوار لكن معارضوهما ما زالوا غير
مقتنعين.
وقال ناكر "نحن حقا شاكرون لقطر على ما فعلوه من اجل الشعب الليبي."
واستدرك بقوله "لكن ليس لهم الحق في التدخل في شؤوننا لن نقبل هيمنة
قطر او أحد غيرها." وقالت شخصيات مقربة من المجلس الوطني الانتقالي
انهم يتوقعونه ان يقدم الكيب مسودة تشكيل الحكومة الى المجلس يوم السبت
او الاحد لكن هذا قد يشمل كثيرا من الخيارات البديلة لمختلف الوزارات.
وقال مسؤولون ودبلوماسيون اجانب ان الكيب نجح فيما يبدو في تكتم
خياراته المفضلة في وقت يواجه فيه ضغوطا من جماعات متنافسة ولا سيما
ميليشيات المناطق المختلفة ولا سيما على وزارات رئيسية مثل الدفاع وعلى
من يختاره لتولي منصب رئيس الاركان الجديد للقوات المسلحة.
المناصب العسكرية العليا
وبدت فصائل الثوار التي قاتلت من اجل الاطاحة بمعمر القذافي تتصارع
للحصول على المناصب العليا في القوات المسلحة الجديدة. ورغم ان قليلا
من الثوار اعلن رغبته في الحصول على منصب وزير الدفاع او رئيس الاركان
الا أن استعراضات القوة لقادة الفصائل ورجالهم المقربين علامة واضحة
على ان هذه الفصائل تريد التأثير على رئيس الوزراء الجديد.
وفي مضمار لسباقات الخيول قرب ساحل البحر في العاصمة الليبية مر عرض
عسكري لمقاتلين امام وفد رفيع جلس في مقدمته عبد الحكيم بلحاج القائد
العسكري الاسلامي بالمجلس الوطني الانتقالي في طرابلس.
وقال بلحاج امام جماعة المقاتلين والنساء والاطفال الذين تجمعوا في
المكان ملوحين بالاعلام ومحتفلين بتحرير ليبيا ان بناء الجيش الوطني
الليبي امر ضروري وكذلك اعادة بناء ليبيا من جديد. وحلقت مقاتلة فوق
ساحة العرض وحط مظليون امام المنصة وسط تصفيق وتهليل. وقال بلحاج في
خطابه انه يتمنى ان يشكل الكيب حكومة قوية مؤكدا على الحاجة الى الثوار
السابقين في الحكومة الجديدة.
وعين المجلس الوطني الانتقالي بلحاج قائدا عسكريا مسؤولا في طرابلس
وجلس وزير العدل محمد العلاقي الى جواره خلال العرض العسكري.
وبينما كان بلحاج يتابع عرضه العسكري عكف رجال موالون لعبد الله
ناكر الذي يقود المجلس الثوري في طرابلس وهي جماعة منافسة من المقاتلين
على دراسة مسودات بيان صحفي يتضمن رفضا للاعتراف ببلحاج باعتباره الصوت
الرئيسي للمقاتلين في ليبيا.
وتجمع رجال وهم يرتدون ملابسهم العسكرية حول طاولة طولها عشرون قدما
وهم يتحدثون بحماس عن مطالبهم من حكومة الكيب. وصاح احد القادة
العسكريين وسط النقاش الذي دار في احد الفنادق الفاخرة "يجب ان يحصل
المصابون على الرعاية". وقال "منصب رئيس الاركان يجب ان يشغله رجل شهد
القتال اثناء الثورة."
ويقول رجال ناكر ان بلحاج لم يشهد المعارك من الخطوط الامامية خلال
الحرب لكنه تصدر دائرة الضوء امام الاعلام عندما سقطت طرابلس في ايدي
الثوار في اواخر اغسطس اب. ويزعم ناكر انه يقود نحو 20 الف مقاتل ويرفض
قيام بلحاج بدور في الحكومة. وتأمل القوى الكبرى حل هذه الميلشيات
ودمجها في جيش وطني لكن العديد من الجماعات ومن بينها جماعة ناكر تنتهج
أسلوب الانتظار والترقب.
ويقول بعض المراقبين ان تهديد ناكر بالاطاحة بالحكومة محض ادعاء
لكنه يظهر مدى الجهد الذي يتعين على الكيب -- الاكاديمي الذي تلقى
تعليمه في الولايات المتحدة -- القيام به لتلبية مطالب الفصائل الليبية
التي تطالب بأن يكون لها دور في تقرير كيفية ادارة الجيش.
اعدام ليبيين بالعراق
من جهة أخرى حث اسلاميون ليبيون ساعدوا في الاطاحة بمعمر القذافي
الزعماء الجدد في بلادهم على توجيه نداء الى بغداد لوقف اعدام ليبيين
سجناء في العراق. وفي مظاهرة اجتذبت مئات الاشخاص - بعضهم كانوا مسلحين
- الى مقر المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي ثاني اكبر المدن الليبية
حث المحتجون رئيس المجلس على التدخل لدعم نحو 30 ليبيا يقولون انهم
اعتقلوا اثناء التمرد في العراق.
وقال نصر الزوي البالغ من العمر 40 عاما والذي قال ان شقيقه عادل
مسجون في العراق "مصطفى عبد الجليل يجب ان يبلغ العراقيين بأن يوقفوا
على الفور الاعدامات المقررة وبعد ذلك يجب دراسة كل حالة على حدة."
وحمل متطاهرون لافتات تطالب بوقف اعدام اخوتهم في العراق. وحملت
اسرة واحدة صورة لابنها المفقود في العراق منذ عام 2004. ونحى الليبيون
في انحاء البلاد جانبا خلافاتهم القبلية المعقدة وانقساماتهم الثقافية
للاطاحة بالقذافي على مدى ثمانية اشهر من القتال.
لكن كثيرين منهم يشعرون بالقلق الان من ان قتله يمكن ان يشعل من
جديد المنافسات ويعكر طريق الديقراطية. وقال سالم الخضري وهو طالب
بكلية الهندسة كان يقوم بتشغيل مدفع ثقيل اثناء القتال في وقت سابق
الشهر الحالي ان مسلمين من اتجاهات مختلفة شاركوا في احتجاجات بنغازي
التي اهتم بها كل الليبيين ولم تستند فقط الى الدين.
وقال "لا أحد هنا يعلم بشأن المحاكمات أو كيف ادين هؤلاء الاشخاص
لذلك فهي مسألة شفافية." وأضاف انه يشعر ان المحتجين الذين ارتدوا الزي
العسكري كانوا مسلحين فقط في علامة فخر بانتصارهم على القذافي.
ووصف الطالب الملتحي البالغ من العمر 22 عاما نفسه بأنه مسلم متدين
وبأنه من المعجبين بالممثل الامريكي جوني ديب وعضو فرقة موسيقى الروك
لينين بارك وقال ان المتظاهرين جزء من ليبيا الجديدة وانه لا يتوقع ان
يتصاعد الصراع السياسي ويتحول الى اعمال عنف.
وقال "الحرب انتهت -- ونحن نعرف الفرق بين القتال بالاسلحة والتصرف
عن طريق السياسة بالمظاهرات والكلمات." |