حرب إيران... بين الإصرار الإسرائيلي والاستبعاد الدولي

 

شبكة النبأ: استبعد سياسيون عرب وايرانيين تعرض المنشآت النووية الإيرانية لضربة عسكرية في الظروف الدولية الراهنة.جاء ذلك بحسب تصريحات سجلتها ندوة إلكترونية أقامها مركز الدراسات العربي- الأوروبي ومقره باريس حول هل تتوقعون تعرض المنشآت النووية الإيرانية لضربة عسكرية. قال محمد شريعتي مستشار الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي لا اتوقع حاليا ضرب المنشآت النووية الايرانية ولكني اتوقع عقوبات اقتصادية جديدة وصارمة ضد ايران وايضا اتوقع ايقاع عقوبات ضد شخصيات ايرانية بارزة.

وفي السياق نفسه قال الدكتور كامل ابو جابر وزير الخارجية الاردنية الاسبق لا اعتقد ان الظروف الراهنة تسمح  للولايات المتحدة الامريكية أو لاسرائيل في ضرب المنشآت  النووية الايرانية. ان اجتمع اوباما او لم يجتمع مع الاسرائيلين استبعد ضربة عسكرية لايران وذلك لانشغال الطرفين في ازماتهم الداخلية.

من جانبه قال الدكتور نصير الحمود مستشار الشؤون الدولية لجمعية اللاعنف العربية لا أتوقع تعرض المنشآت النووية الايرانية لأية ضربات من قبل الولايات المتحدة الأميركية أو الناتو، لعلمهم بأن من شأن تلك الخطوة اذكاء حالة عدم الاستقرار في المنطقة التي ستصبح على فوهة بركان يناثر حممه في كل اتجاه. التصعيد مع ايران في هذا التوقيت ، قد لا يكون في صالح المنطقة برمتها فضلا عن المصالح الاميركية والغربية في المنطقة عامة ودول مجلس التعاون الخليجي خاصة.

وقال القيادي في حركة حماس القيادي صلاح بردويل لا اتوقع في المرحلة الحالية بالذات ان تقدم اسرائيل على ضرب المنشآت النووية الارانية وان كانت هدف طويل الامد لاسرائيل وذلك لاسباب عدة اولا: اسرائيل داخليا غير مهيئة نحو خوض حرب كبيرة وبالذات مع دولة بحجم ايران وقد سبق لها خوض حروب على مستوى اقل من ايران كحزب الله وحماس وفشلت.

ثانيا اسرائيل لا تخوض حروب دون دعم مباشر من الولايات المتحدة الامريكية وحاليا امريكا مشغولة بمشاكلها الاقتصادية وايضا بالملف العراقي والافغاني.

ثالثا. عسكريا اسرائيل لا تستطيع بضربة واحدة القضاء على كل المنشآت النووية الايرانية وايضا لا تستطيع الصمود امام القوة الصاروخية الايرانية.

رابعا الواقع العرابي الموجود وما استجد عليها من متغيرات لا يستطيع توفير الدعم لاسرائيل لضرب المنشآت الايرانية كما فعل في ضرب اسرائيل المنشآت العراقية والتي حصلت بدعم لوجستي عربي.

لهذه الاسباب استبعد حصول ضربة عسكرية للمنشأت الايرانية من قبل اسرائيل. واخيرا أكد بردويل ان  كل ما نراه هو تصعيد اعلامي اسرائيلي مبرمج لاجل بقاء فكرة قوة اسرائيل.

الاضرار بالاقتصاد العالمي

من جهته قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا انه سيثير مخاوف الولايات المتحدة من العواقب غير المقصودة لتوجيه اي ضربة عسكرية لايران خلال محادثات مع نظيره الاسرائيلي بما في ذلك أثرها المحتمل على الاقتصاد العالمي.

وكان بانيتا يتحدث للصحفيين الذين يسافرون معه الى كندا وقال ان الولايات المتحدة تعتقد ان اكثر السبل فعالية لمواجهة ايران ما زال هو استخدام الضغط الدبلوماسي والعقوبات لمحاولة كبح جماح البرنامج النووي لطهران.

وقال بانيتا "من الواضح ان الذهاب ابعد من ذلك يثير قلقنا بشأن العواقب غير المقصودة التي قد تنجم عنه." واشار الى تحليل أمريكي يفيد ان توجيه ضربة الى يران سيؤخر البرنامج النووي لايران عاما او عامين على الاكثر. واضاف انه سيكون له ايضا انعكاسات على القوات الامريكية في المنطقة.

واضاف بانيتا قوله "يجب ان اقول لكم ثالثا انه ستكون لذلك عواقب اقتصادية قد تؤثر لا على اقتصادنا فحسب ولكن على الاقتصاد العالمي." وتابع بقوله "ولذلك فان هذه الامور يتعين دراستها جميعا."

وقال بانيتا حينما سئل عن الرسالة التي سيوصلها الى باراك "اني أثرت تلك النقاط من قبل وسوف اناقشها ثانية." وقال بانيتا "الولايات المتحدة تشعر بقوة ان السبيل الى معالجة ذلك هو من خلال العمل مع حلفائنا والعمل مع المجتمع الدولي لتطوير العقوبات والجهود الدبلوماسية التي تفرض مزيدا من العزلة على ايران." واضاف قوله "ذلك هو اكثر السبل فعالية لمواجهتهم في هذه المرحلة."

الجيش الايراني يختبر دفاعاته

الى ذلك ذكر التلفزيون الايراني ان الجيش الايراني يقوم بمناورة تستمر اربعة ايام لاختبار دفاعاته وسط تزايد التوتر الدولي بشأن برنامج ايران النووي. وقالت قناة (برس تي.في) التلفزيونية ان المناورات الحربية بدأت وجرت على مساحة 800 الف كيلومتر مربع في شرق البلاد. وقال برس تي. في "المرحلة الاولية من التدريبات ستقيم اداء الوحدات في اقامة مراكز قيادة اساسية وثانوية ومراكز لوحدات الرد التكتيكي والسريع."

وأبدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية "قلقا متزايدا" بشأن برنامج ايران النووي بعدما ذكر تقرير للامم المتحدة ان الجمهورية الاسلامية تعمل فيما يبدو على تصميم قنبلة نووية وهو اتهام نفته ايران مرارا.

انتخابات امريكا وخطر الهجوم الاسرائيلي

في سياق متصل قال مسؤول امريكي سابق وخبير في الدبلوماسية النووية ان شن هجوم اسرائيلي على مواقع نووية ايرانية قد يصبح امرا اكثر ترجيحا في 2012 اذا رأت اسرائيل ان امامها مجالا اوسع للتصرف بمفردها في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة عاما انتخابيا.

واضاف مارك فيتزباتريك الخبير في شؤون ايران بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان اخر تقرير اصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية جعله اكثر قلقا بشأن اقتراب ايران من معرفة كيفية استغلال الطاقة النووية لصنع سلاح نووي.

وتؤكد ايران ان برنامجها النووي يهدف الى توليد الطاقة للاغراض المدنية فقط. غير ان فيتزباتريك الذي كان مسؤولا عن ملف حظر الانتشار النووي بوزارة الخارجية الامريكية قال ان تقرير الوكالة الدولية التابعة للامم المتحدة يمثل ادانة لايران.

وذكر التقرير ان ايران عملت فيما يبدو على تصميم سلاح نووي وربما لا تزال تواصل الابحاث المتعلقة بهذا الغرض. وقال فيتزباتريك ان اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يومي الخميس والجمعة في فيينا يجب ان يبرز القلق الدولي البالغ بشأن ما توصل اليه التقرير. لكنه اعرب عن شكوكه بشأن ما اذا كانت ستقبل روسيا او الصين بأي قرار ينص على ان ايران غير ملتزمة باتفاقية حظر الانتشار النووي. واضاف انه يخشى من ان تفقد دول تشعر انها الاكثر عرضة للتهديد من قبل ايران مثل اسرائيل الايمان بقيام المجتمع الدولي بعمل حازم وانها قد تتصرف بشكل منفرد. بحسب رويترز.

وقال فيتزباتريك "عندما تضع في الاعتبار ان العام المقبل يشهد انتخابات رئاسية امريكية ونشاطا سياسيا مفعما بالحيوية في الولايات المتحدة.. فان هذا قد يزيد من ميل اسرائيل لاتخاذ اجراءات منفردة."

وتابع ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما لا يطلب بالضرورة من الرئيس الامريكي باراك اوباما الاذن لشن هجوم اذا ما اعتقدت اسرائيل ان ايران قد تحصل على سلاح نووي او وضعت واحدا في موقع يصعب الوصول اليه. وقال نتنياهو ان ايران اقتربت من الحصول على قنبلة نووية بشكل اكبر مما كان يعتقد.

وقال فيتزباتريك "الاحتمال الاكثر ترجيحا هو ان يتصل السيد نتنياهو باوباما ويقول له.. انا لا اطلب ضوءا اخضر انا فقط اخبرك اننا اطلقنا الطائرات للتو.. لا تسقطوها." وتابع "وفي عام يشهد انتخابات رئاسية بالولايات المتحدة اعتقد ان من غير المرجح ان يقدم اوباما على اسقاط هذه الطائرات."

وتحظى اسرائيل بدعم قوي في الولايات المتحدة في اوساط السياسيين والعامة. وقد يزيد أي هجوم اسرائيلي على ايران من خطر اندلاع صراع اوسع في منطقة الشرق الاوسط في وقت باتت فيه اسرائيل اكثر عزلة بسبب التغيرات الناجمة عن ثورات الربيع العربي.

وقال فيتزباتريك انه لا يعتقد ان اسرائيل قد اتخذت هذا القرار لكنه يرى ان الخطر اخذ في التصاعد. واضاف انه اذا اتخذت ايران القرار السياسي فانها ستكون قادرة على صنع قنبلة نووية في غضون عام بالنظر الى مخزونها من الحالي من اليورانيوم منخفض التخصيب. لكنه شكك في ان تسارع ايران لانتاج قنبلة واحدة وقال انها قد تحتاج بضعة أعوام لانتاج العدد القليل المطلوب من القنابل لتشكيل "رادع نووي حقيقي".

ومنذ العام الماضي اختبرت ايران اطلاق صواريخ طويلة المدى وزادت من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب ونصبت اجهزة طرد مركزي اكثر تقدما لاستخدامها في تخصيب اليورانيوم بنسب اعلى ووضعت بعضها في منشأة محصنة في الجبال في منطقة فوردو.

وقال فيتزباتريك ان العبء يقع على كاهل الحكومات لتطبيق عقوبات على ايران بتفويض من الامم المتحدة لممارسة اقصى الضغوط عليها. واضاف "لا يزال هناك ادلة على ان ايران تتلقى مواد نووية ومواد ذات صلة بالصواريخ من شركات في الصين ومناطق اخرى."

وتابع قائلا ان من الواضح ان بعض البلدان تستخدم كل السبل المتاحة لها لعرقلة البرنامج النووي الايراني بعيدا عن اللجوء لعمل عسكري. وقال "ليس لدي اي دليل مباشر على جهود تخريب او ما يسمى بقطع الرأس لكن من الواضح ان العلماء الايرانيين المشاركين في البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ ذاتية الدفع عرضة للخطر... تم اقناع بعضهم بالانشقاق وتم اغتيال اخرين."

الانفجار الدامي

من جهة أخرى اكد رئيس الاركان الايراني ان الولايات المتحدة واسرائيل، لا تقفان وراء انفجار مستودع الذخيرة القريب طهران الذي ادى الى مقتل 17 عنصرا من الحرس الثوري، وذلك خلافا لما اثير من تكهنات.

وقال الجنرال حسن فيروز ابادي ان "الانفجار الاخير لا علاقة له لا باسرائيل او بامريكا" على ما نقلت وكالة انباء فارس. واكد الرواية الايرانية "للحادث" رافضا امكانية حدوث هجوم اسرائيلي او اميركي كما اشارت وسائل اعلام غربية واسرائيلية.

وقال فيروز ابادي ان انفجار مخزن الذخيرة في قاعدة لحراس الثورة في ضواحي طهران اخر تطوير "منتج تجريبي" عسكري من دون تقديم تفاصيل. واضاف "لقد ادى فحسب الى تاخر لمدة اسبوعين في صنع منتج تجريبي للحرس الثوري قد يشكل ضربة قاسية في وجه الاستكبار (الولايات المتحدة) والنظام المحتل (اسرائيل)".

وقتل في الانفجار الجنرال حسن مقدم الذي كان مسؤولا عن الابحاث الصناعية الرامية الى ضمان الاكتفاء الذاتي للبسدران في مجال التسلح.

واكد الناطق باسم البسدران القومندان رمضان شريف ان الانفجار وقع "اثناء نقل ذخائر". والحرس الثوري هو الذي يشرف على البرامج البالستية في البلاد ومن بينها صواريخ شهاب-3 التي يبلغ مداها الفي كلم والقادرة على بلوغ اسرائيل. ودان مجلس الامن الدولي مرارا برنامج ايران البالستي ودعا الى تعليقه بلا جدوى. بينما اقترح خبراء عسكريون اميركيون في نهاية تشرين الاول/اكتوبر القيام بعمليات سرية لاغتيال قادة في الحرس الثوري.

جثة ابن سياسي بارز في فندق بدبي

في السياق ذاته قال مسؤول بالشرطة وموقع ايراني على الانترنت انه تم العثور في أحد فنادق دبي على جثة ابن سياسي ايراني محافظ اختلف مع والده في السابق وانتقد الحكومة. وقال مسؤول في شرطة دبي طلب عدم نشر اسمه ان الشرطة تحقق في وفاة أحمد رضائي (31 عاما) على انها يحتمل ان تكون انتحارا ومن المتوقع صدور تقرير الطب الشرعي.

لكن موقع تابناك Tabnak على الانترنت القريب من محسن رضائي والد أحمد قال دون افاضة ان الوفاة تحوطها "الشبهات". وكان أحمد رضائي غادر ايران الى الولايات المتحدة عام 1998 حيث انتقد والده والحكومة الايرانية علنا قبل أن يعود الى بلاده بعد خمسة أعوام. ثم غادر ايران مرة أخرى عام 2009.

ويشغل محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري الايراني منصب أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام وهو مؤسسة قوية تقدم الاستشارات للزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي. وخاض رضائي الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد عام 2009.

الامير تركي

من جانبه كما حذر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز من مخاطر وقوع "حرب نووية" في الشرق الاوسط يمكن ان تهدد العالم في المستقبل بسبب التوترات بين ايران والغربيين حول الملف النووي.

وقال تشافيز حليف ايران "في الوقت الراهن، هناك تهديد بوقوع حرب نووية" يمكن "ان تكون نهاية العالم". واضاف "اول المسؤولين عن هذا الخطر هم حكومات الولايات المتحدة وحلفائها وبينهم اسرائيل التي تملك العديد من القنابل الذرية".

فيما قال الرئيس السابق للاستخبارات السعودية ان شن هجوم عسكري على إيران بهدف ايقاف برنامجها النووي قد يكون له عواقب كارثية ولن يفعل سوى تقوية عزم طهران على صنع سلاح نووي.

وقال الامير تركي الفيصل في مناسبة في واشنطن العاصمة "مثل هذا العمل في اعتقادي سيكون حماقة وتنفيذه في اعتقادي سيكون كارثيا." واضاف قوله "انه لن يفعل سوى جعل الايرانيين اكثر تصميما وعزما على انتاج سلاح ذري. وسيحشد التأييد للحكومة بين الشعب ولن ينهي البرنامج. ولن يفعل سوى تأخيره."

وقال الامير تركي الذي تقاعد في عام 2006 لكنه ما زال صوتا مؤثرا في الاسرة الحاكمة في السعودية ان حملات عسكرية سابقة كما في العراق اظهرت كيف ان هذا الطريق لا يمكن التنبؤ بعواقبه.

وقال الامير "الهجوم على ايران في اعتقادي سيكون له عواقب كارثية." مشيرا الى الخسائر البشرية وحقيقة ان "الانتقام من جانب ايران سيكون في شتى انحاء العالم." واضاف قوله "انه سيشمل الكثير من مصالح الولايات المتحدة والاخرين في شتى انحاء العالم... انهم يستطيعون احداث ضرر في كثير من الاماكن."

وقال الامير ان السعودية لا تحبذ الخيار العسكري لكنها ستواصل الضغط على ايران علانية بما في ذلك في الامم المتحدة أملا في تفادي المخاطر في المستقبل. وقال "اننا نساند تماما تشديد العقوبات والدبلوماسية النشطة والعمل المنسق من خلال الامم المتحدة."

الاوروبيون يصعدون اللهجة

من جانبهم ابدى الاوروبيون استعدادهم لتشديد عقوباتهم ضد ايران بشان الملف النووي اثر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنهم يختلفون حيال امكانية التلويح بالتهديد بتوجيه ضربات عسكرية. واعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في ختام اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في بروكسل ان "العقوبات هي السلاح الذي نملكه اليوم وسنطبقها بتصميم كبير".

وفي المقابل لم يكن مطروحا والحالة هذه التفكير بتدخل عسكري الذي عاد احتمال اللجوء اليه بقوة في الاسابيع الاخيرة بسبب النقاش الذي اطلق في اسرائيل حول احتمال توجيه ضربات وقائية ضد منشآت نووية ايرانية.

وحذر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي انه "يرفض" جملة وتفصيلا اي بحث حول الخيار العسكري الذي اعتبر انه سيكون "ذات نتائج عكسية". من جهته، حذر نظيره السويدي كارل بيلت قائلا "لا اعتقد ان الرد العسكري سيكون مبررا او ضروريا. يتعين علينا ان نحل ذلك بالطرق الدبلوماسية. انها السبيل الوحيد".

وراى الان جوبيه ان "تدخلا عسكريا سيكون اسوأ الشرور وسيؤدي الى دوامة من العنف يتعذر السيطرة عليها". لكن بعض الوزراء اعتبروا ان من المفيد التطرق الى الخيار العسكري بهدف المحافظة على الضغط على ايران.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "نحن لا نفكر بذلك في الوقت الراهن، لا ندعو الى عمل عسكري. وفي الوقت نفسه، نقول ان كل الخيارات يجب ان تبقى مطروحة على الطاولة".

واعلن الوزير الهولندي اوري روزنتال ايضا انه "لا يستبعد اي خيار". وكانت الولايات المتحدة الحليف المقرب من اسرائيل، اعربت مرارا في الايام الاخيرة عن معارضتها لعمل عسكري قد تكون له "تداعيات خطيرة" في المنطقة من دون ان يؤدي الى ردع طهران عن مواصلة مشروعها، بحسب وزير الدفاع ليون بانيتا.

وبالنسبة الى الاوروبيين، فان افضل طريقة لابعاد الخيار العسكري هي تعزيز نظام العقوبات، الامر الذي "يوجه رسالة الى الايرانيين والاسرائيلييين على السواء".

وهذه العقوبات الجديدة قد تعلن رسميا اثناء الاجتماع المقبل لوزراء الاتحاد الاوروبي المتوقع في الاول من كانون الاول/ديسمبر.

ومن الان حتى ذلك الوقت، "يحض" الاوروبيون طهران على "الاستجابة للقلق الدولي حيال برنامج ايران النووي عبر تعاون تام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، بحسب ما خلص اليه الاجتماع. واوضح جوبيه "ما زلنا على استعداد للحوار، لكننا نلاحظ ان ايران لا تبدي اي رغبة على الاطلاق. وبالتالي، سنشدد العقوبات".

وستاتي هذه العقوبات لتعزيز اربع مجموعات من الاجراءات الاقتصادية والمالية التي تبنتها الامم المتحدة منذ 2007. وتضاف اليها العقوبات التي اتخذها الاوروبيون بصورة منفصلة والتي تذهب ابعد منها ايضا.

الا ان الاوروبيين والاميركيين لم يعد لديهم مع ذلك هامش من المناورة في الامم المتحدة بسبب معارضة روسيا والصين المعلنة حيال فرض عقوبات جديدة.

ويدرسون بالتالي امكانية استهداف الصادرات النفطية او البنك المركزي الايراني، لكن مثل هذه العقوبات لن تمر من دون عواقب على الاقتصاد الاوروبي. وجمد الاتحاد الاوروبي ارصدة مئات الشركات الايرانية، ويطبق منذ تموز/يوليو 2010 حظرا على الاستثمارات الجديدة في قطاع النفط والغاز في ايران. وطلب غيدو فسترفيلي ان لا "توفر العقوبات اي قطاع في الاقتصاد" الايراني وان تكون قادرة على "وقف تدفق الاموال".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 20/تشرين الثاني/2011 - 23/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م