شرعية الدعارة من وجهة نظر مروجيها

الجوع والحرب وغياب القانون

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: ان الدعارة ظاهرة قديمة بقدم الإنسانية ويربط البعض منشأ الدعارة مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالفقر، يعد البعض مفهوم الدعارة مرتبطا بمفهوم توازن القوى ورمز القهر في المجتمع، ويورد هذا التيار مثال تعرض البعض لتحرشات من قبل صاحب العمل أو ظاهرة إجبار الفتيات على الزواج لأسباب اقتصادية،أو بسبب ترمل نساء أجراء الحروب أو لسباب أخرى، وان من أهم الآفات التي يتعرض لها العالم في الآونة الأخيرة هي آفة الدعارة بكافة أشكالها، والتي بات انتشارها كالطوفان الجارف لا يقف أمامه لا شرع ولا قانون.

وفي أغلب البلدان العالمية تعتبر الدعارة شيء غير أخلاقي وفي بعض الدول يتم محاسبة ممارسيها، إلا أن في غالب الأحيان يتم ممارسة الدعارة خارج رقابة القانون ويوجد مناطق من عدة مدن متخصصة بهذا الشأن، وبعض الحكومات باتت تبارك وتساعد على انتشار دور الدعارة وتعطي عليها التصاريح سواء كانت ظاهرة أم باطنة وتكاد لا تخلو بلد إسلامي من دور الدعارة برغم الحرب المعلنة عليها.

إن وجود أوكار الدعارة أو شبكاتها المخفية والظاهرة منها في مجتمع ما تصيبه بسلوكيات شاذة وميوعة والتحلل الأخلاقي والإنساني والاجتماعي والديني، حتى يصبح أدنى مرتبة من دون كل المخلوقات على كوكب الأرض.

دعارة قسرية للقاصرات في بيرو

وفي هذا الصدد تمكنت الشرطة البيروفية من إنقاذ 244 امرأة، بينهن 10 فتيات قاصرات، كن يجبرن على العمل في الدعارة القسرية في مخيم معزول لتعدين الذهب في البلاد، وفي غارة على المكان عثرت السلطات على فتاة عمرها 13 عاما في مخيمات بغاء، وفقا لمساعد وزير الأمن البيروفي لويس ألبرتو أوتارولا، وقال أوتارولا لقد شهدت شخصيا على الحالة التي كانت فيها الفتاة.. كن يجبرن جميعا على ممارسات قاسية من الاستغلال الجنسي، وقد ألقي القبض على أربعة رجال، وتم توجيه اتهامات لهم تتعلق بالاتجار بالبشر والبغاء القسري، بينما قال مسؤولون إن السلطات ضبطت شاحنة محملة ببضائع مهربة في ذات الغارة، وتعتبر الدعارة غير قانونية للنساء تحت سن 18 عاما في بيرو. وتحقق السلطات في ما إذا كان أكثر من 10 فتيات قاصرات كن من بين مئات وجدن أثناء الغارة، بسبب أن منهن من يكذبن في البداية بشأن عمرهن، ويدفع الفقر المتجذر في أدغال الأمازون النائية، حيث وقعت الغارة، العديد من النساء والفتيات، إلى العمل في بيوت الدعارة في تلك المناطق، وفقا لجمعية خيرية لإنقاذ الطفولة مقرها الولايات المتحدة، وقالت تيريزا كاربيو، مديرة صندوق إنقاذ الطفولة في بيرو "صحيح إن بعضهن لا يريد ترك البغاء، لأنهن ولأول مرة في حياتهن يحصلن على المال.. فخارج بيوت الدعارة، يشترين الثياب والمكياج.. وهي أشياء لم يكن يستطعن شراءها من قبل. بحسب السي ان ان .

وقالت إن النساء غالبا ما يرسلن الأموال التي يحصلن عليها إلى أسرهن، لافتة إلى أن "المافيات" تسيطر على مخيمات البغاء تلك، ودعارة الأطفال جريمة عقوبتها من خمس إلى 12 سنة في السجن، وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية التي نشرت تقريرا حول حقوق الإنسان في بيرو، والذي أشار إلى أن ذلك البلد كان "مقصدا للسياحة الجنسية للأطفال، خصوصا في منطقتي كوسكو وإكيتوس.

المراهقات في اليمن

على صعيد متصل استطاعت إدارة البحث الجنائي في أمانة العاصمة صنعاء إرجاع 95 فتاة يمنية، خلال النصف الأول من العام الحالي، وأوضح العميد رزق الجوفي مدير إدارة البحث في أمانة العاصمة، أن الـ 95 فتاة كن قد هربن من أسرهن وتم استرجاعهن خلال الأشهر الستة من العام الحالي، ولم يكشف مدير البحث الأسباب الحقيقية لهروبهن، غير أن مصادر في إدارة البحث، أكدت لـ "لاقتصادية" أن من أسباب الرئيسية للهروب وجود شبكات نسائية تستدرج المراهقات إلى ممارسة الحب العذري الذي يتطور في الأخير إلى الهروب مع الحبيب الذي قد ينتهك شرف الفتاة في أغلب الأحوال، حسب قول المصدر، ووجّه بهذا الخصوص مدير البحث الجنائي رسالة إلى الأسر إلى التنبه من صديقات السوء لبناتهم منوّها بأن تلك الصديقات يمارسن أساليب لاستدراج الفتيات إلى مواقف غير جيدة تدفع الفتيات المختطفات إلى الهروب من منازلهن. ونفى في تصريح لموقع "سبتمبر نت" التابع لوزارة الدفاع اليمنية، ما تردد حول ظاهرة الاختطافات التي يروّج لها البعض في أوساط المجتمع، يشار إلى أن العديد من الفتيات الشابات كن قد اختفين في عدد من المدن اليمنية أغلبهن في أمانة العاصمة صنعاء، مما جعل الكثير يروّجون لفكرة وجود اختطافات تستهدف الفتيات المراهقات، على الصعيد نفسه، أكد مدير البحث أنه تم ضبط أكثر من 80 شقة داخل أمانة العاصمة تمارس فيها أعمال الدعارة.

العبودية في النيبال

في السياق ذاته تشهد الحدود النيبالية الهندية يومياً تدفق عشرات الفتيات القاصرات من النيبال للعمل في بيوت دعارة بمدن الهند المختلفة، وذلك بعد تعرضهم للخداع من قبل تجار البشر الذين يقنعون عائلاتهن بتوفير فرص عمل محترمة لهن، قبل أن تجد الصغيرات أنفسهن وقد وقعن في قبضة العبودية الجنسية، وترجح وزارة الخارجية الأمريكية وقوع ما بين 10 إلى 15 ألف فتاة نيبالية ضحية هذا النوع من العبودية كل عام، وفي ظل مصاعب التدخل الرسمي، تعمل بعض الناجيات على محاولة إنقاذ الصغيرات وإعادة تأهيلهن، ويبرز هنا اسم أنورادا كويرالا، التي تمكنت من تخليص 12 ألف نيبالية قاصرة منذ عام 1993، وتعود بدايات اهتمام كويرالا بهذا النوع من النشاطات إلى فترة زواجها وعملها في تعليم الأطفال بالمدارس، وذلك عندما كانت تتعرض يومياً للضرب من قبل زوجها، وأدى ذلك إجهاضها لثلاث مرات متتالية، وتضيف، في حديث لـCNN: "لم أتمكن من العثور على من يساعدني عندما كنت أتعرض للضرب، ولذلك قمت بعد انفصالي عن زوجي بافتتاح متجر لبيع بعض البضائع، واخترت العاملات من ضحايا العنف المنزلي أو الاعتداءات الجنسية، وبعد فترة من العمل في المتجر، شعرت كويرالا بمدى الحاجة إلى من يحتضن ضحايا العنف الجنسي والاتجار بالبشر بين القاصرات في البلاد، فقامت بتأسيس قرية نموذجية تحمل اسم "مايتي نيبال" لاحتضان الضحايا ومعالجتهن نفسياً وجسدياً، تمهيداً لإعادة دمجهن بالمجتمع، وتروي إحدى الضحايا، وتدعى "غيتا" قصة معاناتها قائلة: "أنا ابنة مزارع فقير، وقد قام بعض أفراد عائلتي بإقناع والدي بأنهم عثروا لي على وظيفة لبيع الألبسة في كاتماندو (عاصمة النيبال) ولكنهم باعوني إلى بيت دعارة في الهند، وبدأت في عمر التسع سنوات بوضع مساحيق التبرج والسهر حتى ساعة متأخرة، واضطررت للنوم مع 60 رجلاً يومياً، وتابعت: "كانت مالكة بيت الدعارة تضربنا بعصا حديدية أو أسلاك معدنية إن اعترضنا على الوضع، كما كانت تحرق أجسادنا بملاعق من الحديد الساخن، وظللت على هذا الوضع حتى بلغت 14 عاماً من العمر، وعندها داهمت الشرطة المكان الذي كنت فيه وأنقذتني، وتقول كويرالا إن الفتيات اللواتي يصلن إلى قريتها يكن في معظم الأحيان مريضات أو محطمات نفسياً، ولدى بعضهن أطفال، ولا يقوم المشرفون على المشروع بمحاولة معرفة تفاصيل تجاربهن، بل يتركون الأمر لهن للتحدث بعد اكتساب ثقتهن، خاصة وأن العديد من العاملات والمرشدات في القرية هن بدورهن من الضحايا. بحسب السي ان ان.

وتحاول كويرالا مساعدة الضحايا على تأمين وظيفة مستقبلية من خلال تدريبهن على مهارات مختلفة، كما سمحت لها السلطات بوضع مندوبين عنها عند الحدود لمنع الاتجار بالفتيات، وهي تقول إن المندوبين يقومون يومياً بإنقاذ ما لا يقل عن خمس قاصرات، ورغم هذه الجهود، إلا أن كويرالا تدرك بأن القرى النيبالية النائية قد لا تقبل بعودة الفتيات اللواتي عملن كعاهرات في بيوت الدعارة، ما قد يدفعهن للعودة إلى هذه المهنة والعيش في الشوارع حتى موتهن.

الاطفال في الهند

في حين أعلنت مصادر في الشرطة الاتحادية بالهند أن عدد الأطفال الذين يعتقد أنهم يعملون في مجال الدعارة يبلغ حوالي 1.2 مليون طفل، بين ذكر وأنثى، وقال رئيس مكتب التحقيقات المركزي CBI، آشواني كومار، في ندوة حول تجارة البشر إن الهند تحتل "مركزاً فريداً" باعتبارها "مصدراً" و"مستقراً" لهذه التجارة، أي أنها دولة مصدرة ومستوردة للبشر، وصرح وزير الداخلية الهندي، مادوكار غوبتا، بأن عدد المتورطين في تجارة البشر في الهند لا يقل عن 100 مليون شخص، وقال كومار: من الصعب تحديد عدد من تجري المتاجرة بهم بالنظر إلى سرية العصابات والطبيعة السرية لهذه الجريمة، وأضاف كومار: على أي حال، تقدر الدراسات والبحوث التي تمولها وزارة المرأة ورعاية الطفولة أن هناك نحو ثلاثة ملايين عاهرة في الهند، تصل نسبة الأطفال بينهم إلى 40 في المائة. بحسب السي ان ان.

وأشار مكتب التحقيقات المركزي إلى أنه من التوجهات التي ظهرت في السنوات الأخيرة وينبغي الاهتمام بها، الدعارة في المدن والبلدات التي تحتوي على مزارات مقدسة لدى بعض الطوائف والأديان، والاستغلال تحت مسمى السياحة الجنسية والتحرش بالأطفال، وتعتقد السلطات الهندية أن نحو 90 في المائة من تجارة البشر في الهند داخلية، بينما النسبة المتبقية تتجه نحو الخارج.

الحرب تفرض امتهان الدعارة

الى ذلك لم يعد بإمكان وداد أن تعيش بهذه الطريقة، كما لم يعد بإمكانها أن تتحمل أكثر، ربما بسبب الاشمئزاز الذي تشعر به حيال هذا العمل وطريقة العيش، ذلك لأنها تعمل في مهنة الدعارة، فقد أودى العنف الطائفي بحياة زوجها منذ ثلاث سنوات، كما أنها لم تكن قادرة على الاعتماد على أسرتها، وفي محاولة منها لتأمين عمل لتأمين قوت بناتها الثلاثة، سعت للبحث عن العمل في كل مكان، ولكنها اكتشفت أن الرجال الذين قابلوها لا يريدونها لمهاراتها، وإنما لجسدها، تقول وداد بتردد: لقد كان من الصعب للغاية اتخاذ قرار القيام بذلك، لأن لا أحد يرغب به.. وضعي أجبرني على ذلك، لأنني لم أتمكن من الحصول على وظيفة، كما أن الحكومة لم توفر لي العمل، وبالنسبة إلى وداد، التي تستخدم اسما مستعارا لإخفاء هويتها الحقيقية، لم يكن ممكناً التغلب على الظروف الصعبة، لذلك اتخذت خطوة لم يسبق لها أن فكرت في احتمال حدوثها أو تخيلتها.. وأصبحت عاهرة!

وتقدر الناشطة في حقوق المرأة العراقية، ينار محمد، أن عدد النساء العاملات في تجارة الجنس في العراق، مثل وداد، بالآلاف، مشيرة إلى أنهن يخفن أو يخجلن من أن يتقدموا لطلب المساعدة، وتقول ينار: "المجتمع ينظر إليها كما لو كانت منبوذة، كما أن أحداً لا يحترمها أو يقدم الدعم لها"، كما أن الدعارة في العراق "غير مشروعة، وتضيف ينار محمد، التي تحاول منظمتها "حرية المرأة في العراق" تأمين المساعدة لنساء، مثل وداد، أن العديد من النساء العراقيات دخلن هذه المجال لافتقارهن لأنظمة الدعم وعدم توفر أي وسيلة لكسب العيش.

ولما كانت الدعارة غير مشروعة في العراق، فإن العقوبة الصادرة بحق المرأة التي يتم اعتقالها لممارسة هذا المجال لا تتعدي السجن ثلاثة إلى أربعة أشهر، على أنه من النادر، هذا إن حدث فعلاً، اعتقال "الزبائن"، وفقاً لما ذكرته ينار، وأضافت ينار أنه عندما تخرج المرأة من السجن، فإنها تفقد كل شيء، ولا يبقى لديها أي أمل، موضحة أنه في اليوم الذي يفرج عنها تجد القوادين والأشخاص الذين يستغلونها، في انتظارها على أبواب السجن، وتقول: غالبا ما يحدث ذلك. وفي حالات أخرى، فإنها ببساطة لا تجد مكاناً آخر تذهب إليه، فهي إما أرملة أو يتيمه بسببهذه الحرب، وليس لها بدائل، وتعتبر وداد واحدة من أرامل الحرب، وهي تعيش في خوف دائم من أن تنكشف هويتها لخشيتها من العار الذي سيلحق بها إلى جانب العقوبات من جانب السلطات، وتقول وداد: لن أستمر بهذا العمل إلى الأبد، لا بل مستحيلمازالت بناتي يافعات، ولكن عندما يكبرن، لا أستطيع أن وانخرطت في البكاء وغلبتها العاطفة. بحسب السي ان ان.

حتى الآن، نجحت وداد في إخفاء طبيعة عملها، ولكن بناتها يكبرن في السن ويصبحن فضوليات بصورة أكبر، لإذ بدأن يسألنها أسئلة مثل أين تذهب؟، فتجيبهن: أقول لهن إنني ذاهبة إلى الطبيب أو إلى الصالون لقص شعري، وغير ذلك من الإجابات التي أتهرب بها من الإجابة، وتضيف أنه في بعض الأحيان "عندما أعلم أنني سأخرج ويطلبون مني أن أحضر لهن شيئاً محدداً مثل طعام الغذاء، فإنه من الصعب حقاً بالنسبة لي أن أقول لهن إنني ذاهبة للحصول عليه، ذلك لأنني لا أملك المال. إنه أمر صعب حقاً.

مكافحة الدعارة في أمريكا

بينما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي FBI ، أن قواته اعتقلت أكثر من 500 شخص، وتحفظت على 48 حدثا، في غارات منسقة استهدفت تمشيط 29 مدينة لمكافحة دعارة الأطفال في عطلة نهاية الأسبوع، وتمكنت القوات، التي ضمت عناصر شرطة محلية وفيدرالية، من إلقاء القبض على 464 بالغا، و55 قوادا، و55 من الزبائن، ستوجه لهم اتهامات (محلية وفيدرالية) تتعلق بدعارة الأطفال، وفقا لمسؤول كبير في FBI، وقال مكتب التحقيقات الاتحادي، إن نحو 19 غارة أسفرت عن ضبط 438 ألف دولار نقدا، إضافة إلى أدوية ممنوعة، وسيارات، وأجهزة كمبيوتر غير مشروعة، وتمكن المكتب من التحفظ على الأحداث في المرحلة الثالثة من عملية تمشيط المدن، وهي مبادرة تهدف لمساعدة الأطفال الذين يمارسون البغاء، وشن حملة على الناس الذين يسيطرون عليهم ويشغلونهم. بحسب السي ان ان.

وفي عام 2003، أطلق كل من FBI ووزارة العدل، والمركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين، حملة أطلق عليها اسم "المبادرة الوطنية للبراءة الضائعة"، والتي هدفت إلى معالجة ما أصبح ظاهرة متزايدة من الأطفال الذين يجبرون على ممارسة الدعارة، ويقول مسؤولون، إن حملات "البراءة الضائعة"، التي بلغ عددها حتى الآن نحو 32 حملة، تمكنت من استرجاع نحو 670 طفل في ست سنوات، وضبطت أكثر من 3 ملايين دولار نقدا.

إسبانيا تفكك شبكة دولية

من جهتها قالت سلطات إسبانيا إنها اعتقلت 121 شخصا على علاقة بشبكات تروج لدعارة الأطفال, فيما اعتبر أكبر حملة من نوعها في هذا البلد شارك فيها ثمانمائة شرطي، وكانت الشبكة توزع موادها التي وصف مضمون بعضها بأنه قاس جدا في 75 دولة, حسب بيان للشرطة، وجاء في البيان أيضا أن الشرطة تعرفت على 250 بيتا في إسبانيا كانت تنزل فيها وتوزع المواد الإباحية, وقامت بـ210 عمليات تفتيش, وصادرت ملايين من المواد، وتحدثت الشرطة عن تعاون أجهزة أمن بينها الأمن البرازيلي ساعد في توقيف الشبكة التي كان عضوان منها يستغلان أطفالا من أقاربهما، وكثفت الشرطة الإسبانية حملاتها ضد شبكات دعارة الأطفال وأوقفت مائة شخص على علاقة بها, ساعدها في ذلك برامج تستطيع رصد أسماء وعناوين مستخدمي الإنترنت الذين يزورون مواقع إباحية.

قرية يعمل جميع افرادها بالدعارة

فيما كشف الممثل الهندي العالمي أنيل كابور النقابَ عن تقليد غريب من نوعه في الهند؛ حيث تعمل نساء وبنات قرية بأكملها في الدعارة والبغاء، وهن فتيات صغيرات، حيث يتولين الإنفاق على أسرهن من تجارة الجنس، اعترفت له بهذا إحدى النساء التي رفضت الإفصاح عن هويتها في فيلم وثائقي لشبكة سي إن إن الأمريكية، سيذاع في 24 سبتمبر/أيلول 2011 وبجوارها طفل صغير يبكي، وهو ابن أخيها المتوفى الذي باعها إلى تجار البغاء وهي صغيرة في بهاراتبور بإقليم راجستان القديم، وفي هذا الفيلم الوثائقي يجري الحوار مع هؤلاء اللاتي يعملن في الدعارة الممثل الأشهر في الهند أنيل كابور، الذي قام بدور المذيع في فيلم "سلامدوج مليونير"، بحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية الخميس 22 سبتمبر/أيلول 2011/ وقال كابور: "لا زلت غير مصدق ما قالته"، ليستطرد مضيفا: "الحالة التي يعيشون فيها غاية في السوء والفقر المدقع، والأم كانت تعلم أن ابنتها تم الاتجار بها في البغي، لكنها كانت تريد ألا تتذكر، وهذا الفيلم هو جزء من مشروع "الحرية" الذي تقوم به شبكة سي إن إن، وهو مبادرة لمدة عام لفضح فظائع العبودية في العالم في القرن 21، وعلى الرغم من صعوبة الموضوع -والذي تقشعر له الأبدان- إلا أن كابور نجح في الدخول إليه بألفة مع الأمهات والنساء اللاتي يمارسن الجنس مقابل المال منذ أن كنّ صغيرات، ولم تكن تلك الزيارة الأولى لأنيل كابور في هذا الإقليم الفقير من الهند، فلقد قام بزيارته منذ سنتين في إطار حملة خيرية في الهند لحماية الأطفال من العنف والاعتداء والاستغلال بشتى صوره.

وأوضح أن ممارسة نساء القرية للجنس مقابل المال والبغاء هو نوع من التقاليد في هذه القرية، فالسكان رجالاً أو نساءً لا يرون فيه أي عيب أو جرم، وقال: المجتمع والأسرة يجدونه واجباً على الفتاة لمساعدة أسرتها في العيش، حيث ترسل كل ما تتحصل عليه من البغاء لعائلاتها.

وأشار كابور إلى أن هناك مجهودا كبيرا يتم للحد من هذه الظاهرة المخيفة، فهناك الآن من يحاولون جاهدين عدم إرسال بناتهم لممارسة الدعارة، أما هؤلاء الذين لا يرون أي نوع من الخطأ فيما يحدث فيجب أن تتم معاقبتهم.

أمهات يبعن بناتهن

وفي سياق الموضوع انتشرت ظاهرة البغاء في المجتمع العراقي بعد سقوط النظام السابق عام 2003، جنبا إلى جنب مع بيع الأمهات لبناتهن لممارسة الدعارة، بأسعار تتراوح بين 2000 و 30 ألف دولار، كما يتم بيع البنات بأعمار تبدأ من 11 عاماً حتى تصل سن 20، وفق تقرير، وتقوم عصابات الاتجار بالنساء بتزويد السوق المحلية أو دول الجوار كالأردن، وسوريا، ودول الخليج، ويتم إدخال الضحايا إلى الدول المجاورة بطرق غير قانونية، وأحياناً تسافر الفتاة مع زوجها ثم يتم تطليقها لتبدأ ممارسة عملها في ذلك البلد، وفق مجلة "التايم، وينتشر الاتجار بالبشر وتجار الجنس عادة في مناطق الحروب لانعدام الأمن، وغياب القوانين التي قد تردع مثل هؤلاء، ولا يوجد هناك أرقام رسمية عن عدد النساء أو الأطفال الذين تم بيعهم لعصابات الجنس، بسبب التعتيم الذي يصاحب هذه الأنواع من الأعمال، وتقدر بعض الجمعيات العاملة في حماية الفتيات من هذه الظاهرة، عدد اللواتي انخرطن في مهنة البغاء بعشرات الآلاف، ووفق تقرير دائرة مكافحة الاتجار بالأشخاص في الخارجية الأمريكية فإن الحكومة العراقية لا تقوم بأي جهد لمكافحة الظاهرة، ولا تقدم أي حماية ودعم لضحايا الاتجار، وأن أولئك الفتيات اللاتي يعملن بهذا المجال اخترن البغاء مهنة لهن، لكن هذا التصريح استفز أولئك العاملات في جمعيات مكافحة الاتجار بالجنس، مما يدفع ينار محمد وهي إحداهن لتقول "سآخذ الدكتورة السامرائي إن شاءت للنوادي الليلية في دمشق لترى آلاف الفتيات العراقيات اللواتي تم بيعهن للعمل في الدعارة، والفتاة عطور هي إحدى اللاتي نوت أمها بيعها، بعد زواجها وهي في سن 15 من رجل يعمل في الشرطة، مات زوجها بإحدى التفجيرات اليومية في العراق، وبعد انقضاء فترة العدة اخبرها أخوها وأمها أنهما ينويان بيعها لأحد بيوت الدعارة القريبة في المنطقة كما باعا أختاها التوأمين، وأبلغت عطور قوات الشرطة التي قامت باقتحام بيت الدعارة واعتقال الأم والأخ، كما قضت هي عامين في السجن حتى انتهاء التحقيق في القضية، وتقول إن السجن أفضل لها من أن تباع. بحسب السي ان ان.

أما هندا، ففتاة عراقية أخرى، تم بيعها لهذه العصابات، وعملت فترة من الزمن في البغاء، ثم ما لبثت أن تخلصت من هذه المهنة، بل وبدأت تكافح هذه الجريمة مستخدمة خبرتها ومعرفتها بعمل هذه العصابات للتعاون مع الأمن أو حتى إنقاذ الفتيات ومحاولة إيوائهن، مما جعلها تتعرض للمضايقات وصلت حد التهديد في بالقتل، وتقول هندا "أنا خائفة جداً من أن أقتل، لكن مخاوفي لن تمنعني من الاستمرار في ما أنا عليه.

عبر الانترنت

من جهة اخرى كشفت السلطات النمساوية الأربعاء، أنها وضعت يدها على شبكة عالمية، تضم أكثر من ألفي شخص من 77 دولة مختلفة، تروج أفلاماً إباحية للأطفال عبر الانترنت، وقد انطلقت حملة تحقيقات واسعة لتتبع المتورطين ممن كانوا يدفعون أموالاً لمتابعة أفلام الفيديو إباحية أبطالها من الأطفال، واعتبرت الشرطة الفيدرالية النمساوية أن هذه العملية، "ضربة غير مسبوقة في التاريخ النمساوي ضد دعارة الأطفال عبر الانترنت" مؤكدة أن عدد المتورطين في الشبكة يبلغ 2360 شخصاً، بينهم 600 من الجنسية الأمريكية، وفي أعقاب هذا الإعلان، قال وزير الداخلية النمساوي، غونتر بلاتر، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI "قد تولى الشق التحقيقي المتعلق بالمشتبهين الأمريكيين" بينما تلاحق السلطات الألمانية الخيوط والأدلة الجرمية المرتبطة بحوالي 400 ألماني، ولم يتم الكشف عن الإجراءات القانونية التي اتخذت بحق 23 نمساوياً وردت أسمائهم في التحقيقات، علماً أن الأجهزة الأمنية النمساوية قامت ببعض المداهمات دون أن يتضح عدد الموقوفين، ووصف بلاتر الصور التي تمكن مكتب التحقيق في الجرائم الفيدرالية النمساوي من تحميلها ومصادرتها من على شبكة الانترنت بأنها "تشمل أبشع أنواع الاستغلال الجنسي للأطفال، وقد أوضح مصدر مسؤول في الشرطة النمساوية أن الأطفال الذين تظهر صورهم في الأفلام الإباحية "تتراوح أعمارهم بين 14 عاماً ومجرّد بضعة أيام" وفقاً لما أوردته الأسوشيتد برس.

وحول ظروف اكتشاف هذه الشبكة قالت الشرطة إن التحقيق بدأ في يوليو/تموز الماضي، عندما قام أحد موظفي شركة خدمات انترنت في فيينا، بإبلاغ الشرطة بوجود "مواد مشبوهة" على أحد المواقع الروسية.

وقامت الشرطة لاحقاً بمراقبه الموقع وتتبّع زواره، الذين اتضح أنهم يدفعون 89 دولاراً كرسم اشتراك لمتابعة المواد الإباحية، ورجح خبراء أمنيون نمساويون أن تكون الأفلام التي تضم أطفالاً من الجنسين قد سجلت في إحدى دول أوروبا الشرقية، قبل أن يتم تنزيلها لاحقاً على الانترنت في بريطانيا.

إدارة في الدانمارك

منة جانب اخر قالت مصادر قضائية دانماركية إن محكمة في كوبنهاغن حكمت بالسجن على خمسة أشخاص -بينهم زوجان ما بين 15 و30 شهرا بتهمة تهريب نحو 80 امرأة من دول البلطيق إلى الدانمارك للعمل في الدعارة، ويدير المتهمون الخمسة وهم أربعة دانماركيين وسيدة أوغندية- شبكة للدعارة في منطقة سيلكيبورغ غرب الدانمارك. كما يديرون نوادي ليلية ووكالات للتوظيف في مجال الدعارة. وتستخدم الشبكة التي فككتها الشرطة نساء من أوروبا الشرقية، وقد دعا وزير المساواة بين الأجناس الهولندي لوتي بوندسغارد في وقت سابق هذا العام إلى إعطاء رخص إقامة مؤقتة للنسوة اللواتي تم تهريبهن إلى البلاد من قبل شبكات الدعارة. بحسب فرانس برس.

ودعا الوزير في كلمة ألقاها أمام المؤتمر العالمي للعبودية الحديثة إلى إعطاء حقوق للأشخاص الذين يتم تهريبهم للعمل في مجال الدعارة وحمايتهم من الاستغلال في بلدانهم وبالأخص في دول أوروبا الشرقية.

ضحايا في اليابان

على صعيد اخر أعلنت وكالة الشرطة الوطنية اليابانية اليوم الخميس إن عدد الأطفال الذين سقطوا ضحية منتجي الأفلام الإباحية للأطفال أرتفع بنسبة 6ر52% في عام 2010 ووصل إلى 618 طفلا ، وهو أعلى رقم منذ بدء الوكالة في تصنيف المعلومات المتعلقة بهذه الجريمة، وقالت الوكالة إن من بين الضحايا 93 تلميذا بالمدارس الإبتدائية و33 في دور الحضانة، وأحيل نحو 1342 قضية إنتاج وبيع مواد إباحية تتعلق بأطفال تحت سن الثامنة عشر إلى ممثلي الإدعاء العام بزيادة 5ر43% عن عام 2009 . ومن بين الحالات 783 تتضمن إستخدام ألإنترنت. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ومن بين 926 شخصا أعتقلوا في عام 2010 ، رجل عمره 26 عاما وستة أخرون ألقي القبض عليهم في حزيران/يونيو لإنتهاك قانون حظر دعارة الأطفال والأفلام الإباحية للأطفال وفقا لقول الوكالة. وقيل إنهم أنشأوا مواقع تجارية على الإنترنت قاموا من خلالها ببيع أسطوانات مدمجة تتضمن أفلاما إباحية للأطفال، وقالت الوكالة أيضا إن رجلا عمره 47 عاما أعتقل منذ عام لإنتاج فيلم إباحي لطفل مع صور خليعة ألتقطها في فندق بالصين.

الدعارة الكترونية

على صعيد مختلف وجه مدعي عام عمان تهمة ممارسة أعمال الدعارة الإلكترونية والترويج لها من خلال موقع الكتروني لثلاثة اشقاء أحدهم فار من وجه السلطات ، و نقلا عن مصادر امنية ان المدعي العام اسند للمتهمين تهم "إدارة بيت بقصد ممارسة أعمال البغاء والدعارة، ونشر صور فاضحة بقصد ممارسة أعمال الدعارة، ومخالفة قانون المعلومات الإلكترونية، وذكرت المصادر ان هذه هي اول قضية دعارة الكترونية تسجل في الاردن،واوضحت ان مديرية الامن العام كانت تلقت عبر بريدها الإلكتروني رسالة من أحد المواطنين يؤكد فيها وجود موقع إلكتروني إباحي. بحسب يونايتد برس.

وأوضحت المصادر أنه بعد متابعة الشكوى بشكل علمي وفني دقيق تم التوصل الى المشتبه بهم الذين كانوا يديرون الموقع من منزلهم وكانوا يعرضون عليه صورا اباحية لفتيات وارقام هواتف خلوية ، كما انهم كانوا يتقاضون أموالاً لقاء هذه الأفعال بالتنسيق مع بائعات هوى الى أن وقع أحدهم في كمين محكم نصبته له الأجهزة الأمنية.

ميانمار

واخيراً حظرت سلطات محلية في بلدة بينامانا بالقرب من عاصمة ميانمار الجديدة نايبيتاو مراكز التدليك وفرضت قيودا على جبهات أخرى للدعارة، وقال مسئول في مجلس السلام والتنمية بالبلدة ، السلطة المحلية ، إن مراكز التدليك غالبا ما تكون واجهة للدعارة ، والتي هي محظورة في ميانمار ، وأي شخص يدير بيت بغاء فسيواجه عقوبة السجن لفترة طويلة، وذكرت صحيفة ميانمار تايمز أنه تم أيضا فرض قيود على المطاعم وصالونات التجميل وصالات موسيقي الكاروكي ، والتي يتعين عليها الآن أن تغلق أبوابها في الساعة الحادية عشر مساء، وذكر الإعلان أنه يتعين على حانات وصالات الكاروكي تركيب زجاج شفاف في غرفها ويحظر عليها استخدام الستائر، وعلى الرغم من أن نايبيتاو ، التي أنشأها الجيش كعاصمة لميانمار في عام 2005، ظلت خالية من الدعارة إلا أن صناعة الترفيه انتعشت في بينامانا المتاخمة لها على مدار الأعوم الخمسة الماضية. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 19/تشرين الثاني/2011 - 22/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م