
شبكة النبأ: تستمر حركة "احتلوا وول
ستريت" بنشاطها المناهض للسياسات الاقتصادية داخل الولايات المتحدة في
العديد من المدن الأمريكية في بورتلاند وسولت ليك سيتي وأوكلاند
ومانهاتن برغم نجاح شرطة بلدية نيويورك مؤخراً بأجلاء المعتصمين من
متنزه "زوكوتي بارك" بصورة مباغته واعتقال نحو (200) شخص من المحتجين
ضد النظام الاقتصادي الذي ركز الثروة بيد (1%) فقط من سكان الولايات
المتحدة, بحسب قول المتظاهرين.
ويبدوا إن حركة وول ستريت مقدمة لمزيد من الحركات والاحتجاجات
المستقبلية, بعد تزايد أعداد المنضوين تحتها من الأمريكيين اللذين ملوا
الوعود الرسمية حول تحقيق الحلم الأمريكي أو "الوهم الأمريكي" كما يحلو
للبعض منهم إن يسميه, وقد بدأت الحركة نشاطها المناهض ضد النهج
الاقتصادي, في خطوة أولى, قد تستهدف إعادة النضر في أكثر من مفصل رئيسي
من مفاصل الولايات المتحدة الأمريكية.
إجلاء المعتصمين
فقد قرر قاض في محكمة بنيويورك أن إجلاء المعتصمين في مخيم "لنحتل
وول ستريت" بمتنزه "زوكوتي بارك" إجراء قانوني, ويعني قرار القاضي أن
المعتصمين لن يكون بإمكانهم نصب الخيام والمبيت في المتنزه رغم أن
مسؤولين أمريكيين قالوا إن السلطات ستسمح بالاحتجاجات, واعتقلت الشرطة
نحو 200 شخص في غارة مباغتة على مخيم "لنحتل وول ستريت" كما احتجزت
لاحقا عدة صحفيين, وقال رئيس بلدية نيويورك، مايكل بلومبيرج، إن عملية
الإخلاء أملتها مخاوف بشأن الصحة والسلامة العامة, ويأتي قرار القاضي
بعد حلول الليل في نيويورك واحتشاد مئات المحتجين حول المتاريس التي
أقامتها السلطات في متنزه "زوكوتي بارك", ويقول مراسلون إن المحتجين
يناقشون خططا جديدة لكن الأجواء العامة غير مشجعة وتدعو إلى الإحباط,
ورفض القاضي في المحكمة العليا، مايكل ستولمان، مذكرة قانونية قدمها
محامو المحتجين قائلا إن الحقوق المنصوص عليها في التعديل الأول من
الدستور الأمريكي لا تخول المعتصمين البقاء في المتنزه لأجل غير مسمى,
وكان رئيس البلدية قال في وقت سابق إن المحتجين لهم الحق في التعبير عن
آرائهم وتوعية الآخرين بها وبالتالي بإمكانهم العودة إلى المتنزه
للاحتجاج لكن لن يسمح لهم بنصب الخيام, وقال الناطق باسم البيت الأبيض
للصحفيين، جاي كارني، إن إدارة الرئيس باراك أوباما تعتقد أن كل بلدية
لها الحق في اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة بشأن كيفية التعامل مع
المحتجين, وكانت السلطات الأمريكية فككت عددا آخر من المخيمات التي
نصبها المحتجون خلال الأيام الأخيرة. بحسب بي بي سي.
وقالت السلطات إنها ستسمح للمحتجين بالتظاهر لكن بدون نصب الخيام,
وكانت الشرطة في نيويورك قامت بإخلاء مخيم "لنحتل وول ستريت" في "زوكوتي
بارك" وبدأت في تفكيك الخيام, وانطلقت حركة "لنحتل وول ستريت" في شهر
سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجا على النظام المالي العالمي "القائم على
عدم المساواة"، وألهمت العديد من الحركات المشابهة في أنحاء العالم,
وكان المخيم المشابه في مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا قد تم تفكيكه
في وقت مبكر, وتقول صحيفة نيويورك تايمز إنه فيما بدأت العملية في
متنزه "زوكوتي بارك" في الواحدة بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي
الموافق للسادسة بتوقيت غرينتش، كانت الشرطة تعلن بأن "المدينة قد
استقرت على أن استمرار احتلال زوكوتي بارك يشكل تهديدا متزايدا للصحة
والسلامة العامة", وتم توزيع منشورات تقول إنه سيسمح للمحتجين بالعودة
فور الانتهاء من تنظيف المكان، ولكن بدون نصب خيام, وطلب من الموجودين
"أخذ كل متعلقاتهم الخاصة"، فيما يتم تخزين ما يتبقى في المتنزه بعد
ذلك، وهددوا بالقبض عليهم في حال تدخلهم في عملية الإخلاء, ورغم شعور
المحتجين بالإحباط يظل الجو هادئا في المكان, غير أن عملية الإخلاء
التي تمت أثناء الليل قد باغتت المحتجين داخله، ويبحث المحتجون حاليا
التجمع من جديد داخل متنزه "فولي بارك" في حي مانهاتن، ويعتقدون أن
طريقة إجلائهم عن المكان لن تؤدي الا إلى توسيع انتشار رسالتهم, وشوهد
الناشطون في بث عبر الانترنت وهو يغنون "كل يوم كل أسبوع، لنحتل وول
ستريت", وكان عمدة نيويورك مايكل بلومبيرغ قد تعرض لضغوط من شركات
محلية لإخلاء المخيم, وتدعو الحركة التي أصبحت تدعى باسم "لنحتل" الى
نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة، وتقول ان واحد في المئة من سكان
الولايات المتحدة يسيطرون على الثروة وان الحركة
مناهضي وول ستريت
من ناحيتها طلبت السلطات الاميركية من ناشطي حركة "احتلوا وول ستريت"
المناهضة للرأسمالية والتي رأت النور في نيويورك منتصف ايلول/سبتمبر
تفكيك مخيماتهم في ولايات عديدة بعد مقتل اربعة اشخاص على الاقل في هذه
المخيمات, وبحسب الصحف المحلية في اوكلاند (كاليفورنيا، غرب) فان رجلا
قتل بالرصاص إما داخل المخيم او قربه، وذلك اثر مشادة على ما يبدو,
واكد موقع الناشطين على الانترنت مقتل الرجل بالرصاص، ولكن من دون
توضيح ملابسات الحادث, ولكن صحيفة لوس انجليس تايمز نقلت عن الشرطة ان
القتيل ليس من اعضاء المخيم, واثر هذه التطورات دعا عمدة اوكلاند جان
كوان المتظاهرين الى ان يبادروا "طواعية الى اخلاء المخيم"، في دعوة
كررتها الشرطة, وقالت نقابة الشرطة في بيان الى مناهضي وول ستريت "لقد
ارسلتم الى العالم رسالة قوية، الان حان الوقت للعودة الى دياركم"،
واضافت "اذا غادرتم اليوم بهدوء، بمطلق ارادتكم، تبرهنون عن احترام
لمدينتكم وسكانها", ووقع حادث اطلاق النار في اوكلاند بينما كان
المتظاهرون يحتفلون بمرور شهر على اقامة مخيمهم في هذه المدينة, وفي
مخيم "احتلوا بيرلنغتون" في مدينة فيرمونت الجامعية (شمال شرق) قتل رجل
آخر عمره 35 عاما بالرصاص ايضا، ما دفع بشرطة المدينة الى طلب تفكيك
المخيم. بحسب فرانس برس.
فيما تصاعد التوتر في احتجاجات تشهدها ثلاث مدن امريكية ضد وول
ستريت مؤخراُ بعد تحدى محتجون في بورتلاند وسولت ليك سيتي واوكلاند
اوامر الشرطة بازالة خيامهم, وفي بورتلاند قالت الشرطة انها تلقت
تقارير بان المحتجين يحصنون مواقعهم ويصنعون أسلحة من الخشب والمسامير
بعدما امهلهم رئيس البلدية سام ادامز لمغادرة متنزهين في وسط المدينة,
وابدت الشرطة اعتقادها بان منظمي حركة (احتلال بورتلاند) طلبوا تعزيزات
من اوكلاند وسياتل وسان فرانسيسكو فيما يستعدون لمواجهة, وذكرت بيان
مكتوب "ربما سيصل العدد الى 150 فوضويا قريبا", ونفى منظمو الحركة
الذين يقولون ان الخيام بها بين 500 و 800 شخص قيامهم بتصنيع أسلحة أو
تجنيد فوضويين من اجل خوض معركة واصروا على ان حركتهم غير عنيفة,
وبينما غادر عدد قليل من المحتجين المخيمين الرئيسيين في وسط بورتلاند
مع قرب انتهاء المهلة بقى المئات في خيامهم رغم برودة الجو اثناء اليل,
وفي سولت ليك سيتي تعهد منظمو الاحتجاج بمقاومة اوامر قائد الشرطة كريس
بوربانك باخلاء متنزه بايونير في وسط المدينة,
وقال بوربانك انه ضاق ذرعا بعدما عثر على رجل ربما يحتمل ان يكون
مشردا ميتا داخل خيمته هناك ربما نتيجة التسمم بغاز اول اكسيد الكربون
من موقد أو من جرعة زائدة من المخدرات, وصرح بوربانك للصحفيين "لا يمكن
ان نتغاضى عن اقامة افراد مخيمات في شوارعنا بعد الان, لا يمكن ان نرعى
الافراد الذين يخيمون هنا, والتزم بالعمل معكم لايجاد اماكن للتعبير عن
ارائكم بحرية, ولكن لا يمكن تحقيق ذلك في شوارعنا ومتنزهاتنا", وقال
جيسي فروويرث منظم الاحتجاج ان عددا من المحتجين مستعد للبقاء في
المتنزه ومواجهة الاعتقال الليلة اذا لم تقتنع المدينة بالسماح لهم
بالبقاء, واضاف في مؤتمر صحفي اعد على عجل "بوغتنا بعد الظهر, اعتقدنا
أن ثمة علاقة تعاونية مع المدينة", وفي اوكلاند حيث وقعت مصادمات بين
الشرطة والمحتجين اكثر من مرة خلال الاسابيع القليلة الماضية قال
المنظمون انهم يعتزمون البقاء في ميدان فرانك اجاوا قرب مبنى المجلس
البلدي رغم تزايد ضغوط السلطات, وازالت الشرطة الخيام بالقوة واخرجت
المحتجين من الميدان في 25 اكتوبر تشرين الاول ولكن المحتجين عادوا في
وقت لاحق لاحتلاله, ووقعت اشتباكات بين الشرطة والمحتجين في الاسبوع
التالي بعد يوم من مسيرات ومظاهرات حاشدة في سائر انحاء المدينة كانت
سلمية الى حد بعيد وقادت لاغلاق الميناء لفترة قصيرة.
اعتقال عشرين شخصاً
الى ذلك قالت الشرطة انها اعتقلت عشرين من نشطاء حركة "احتلوا وول
ستريت" المناهضة للرأسمالية في نيويورك خلال تظاهرة ضد المصارف, وقال
متحدث باسم الشرطة ان "غالبية من تم توقيفهم اعتقلوا لقيامهم بخرق
النظام العام بينما اعتقل ثلاثة لتعديهم على رجال الشرطة", ووقعت تلك
الاحداث في ساحة فولي جنوب مانهاتن بالقرب من العديد من الابنية
الرسمية وبينها مبنى المحكمة الفدرالية ومحكمة استئناف ولاية نيويورك,
وبحسب شهود، طلبت الشرطة من المتظاهرين اخلاء بعض الارصفة وابعاد
المتظاهرين عن عتبات محكمة الاستئناف ما ادى الى اشتباكات مع
المتظاهرين واعتقال عشرين شخصا, ولم يحدد المتحدث باسم الشرطة عدد
المتظاهرين الذين اخلي سبيلهم لاحقا, وتنظم حركة "احتلوا وول ستريت"
منذ فترة مظاهرات شبه يومية مناهضة للرأسمالية، وكانت التظاهرة التي
نظموها السبت تهدف للاحتجاج على المضاربات وجشع البنوك وقد شارك فيها
المئات. بحسب فرانس برس.
ولا يسمح للمتظاهرين مبدئيا بعرقلة حركة السير، بينما تترك لهم عادة
الارصفة على جانبي الطريق, وتأتي الاعتقالات في جو من التوتر اثر
تصريحات عدة اطلقها رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ انتقد فيها
المتظاهرين, ويخشى بعض المتظاهرين ان يتم طردهم من الساحة التي يعتصمون
فيها منذ السابع عشر من ايلول/سبتمبر قرب بورصة وول ستريت, وكان
بلومبرغ وصف سلوك المعتصمين بانه "فضيحة" بعد وقوع اعتداء جنسي لم يكن
المحتجون ينوون ابلاغ الشرطة بحصوله, واتهمت الحركة رئيس البلدية "بالكذب"،
وقالوا على موقعهم على الانترنت ان المتهم بارتكاب الاعتداء سلم الى
الشرطة, كما وجهت صحيفة نيويورك بوست الواسعة الانتشار انتقادات حادة
قبل ايام للحركة حيث نشرت مقالا لها بعنوان "كفى!", كما اعرب سكان في
المنطقة عن ضيق ذرعهم بالمحتجين المعتصمين الذين كادوا يكملون شهرهم
الثالث رغم تقدم فصل الشتاء.
رغم العاصفة الثلجية
فيما تظاهر ناشطو حركة "احتلوا وول ستريت امام وزارة الخزانة
الاميركية ثم امام البيت الابيض" في واشنطن تحت الامطار ثم الثلوج التي
هطلت ايضا قبل الاوان على مخيمهم الواقع على بعد خطوتين عن بورصة
نيويورك, وكتب المتظاهرون عند مدخل مخيمهم الذي اقاموه منذ السابع عشر
من ايلول/سبتمبر في ساحة زوكوتي في مانهاتن "ثلوج؟, اي ثلوج؟, يجب ان
اهتم ببلدي"، بينما هب هواء بارد على المكان, وكما اعلنت الارصاد
الجوية، تواجه نيويوك اولى العواصف الثلجية في الموسم الجديد في حدث
تاريخي بما ان المدينة لم تشهد تساقطا للثلوج في تشرين الاول/اكتوبر
منذ 135 عاما, وهطلت الامطار ثم الثلوج على المخيم في ساحة زوكوتي التي
نصبت فيها عشرات الخيام الملونة قرب بعضها البعض, وقال براين مايدانيك
(27 عاما) الذي انضم الى حركة الاحتجاج منذ مدة "هناك اشخاص يرشدوننا
الى طرق مواجهة البرد في المخيم", ومن حيث المبدأ، الخيام ممنوعة في
حدائق نيويورك التي وجهت شرطتها انذارات مرات عدة الى المحتجين, لكن مع
وصول البرد والثلوج، ابقوا على خيامهم معتمدين على رعاية مالك الموقع.
بحسب فرانس برس.
وقال مايدانيك ان "رئيس البلدية مايكل بلومبرغ قال انه لا مشكلة
طالما ان صاحب المكان لا يشتكي من وجود الخيام", ويحاول المخيمون سد
ثغرات يمكن ان تسمح بتسرب المياه الى الخيام بينما يجري توزيع الحساء
والمشروبات الساخنة في الخيمة التي تستخدم مطبخا, وعلى بعد 500 متر من
الموقع امام مبنى بلدية نيويورك، يتحدى حوالى مئة من ناشطي سكك الحديد
والدفاع عن حقوق المهاجرين، الثلوج امام اعين الشرطة, وقال تشارلز
جينكينز ممثل نقابة النقل العام في نيويورك "في هذا اليوم البارد تحتاج
"احتلوا وول ستريت" لدعمنا", واضاف ان "المهم ليس العدد بل التزامنا,
وحتى لو كنت وحدي فانا اتحدث باسم ملايين العاطلين عن العمل والعمال
الذين لا يتلقون اجورا عادلة في هذا البلد", من جهة اخرى، تظاهر حوالى
مئة ناشط معارضين لوول ستريت امام وزارة الخزانة الاميركية ثم امام
البيت الابيض تحت الامطار ثم الثلوج للمطالبة لفرض رسوم على المصارف
الكبرى, وتوجه مؤيدو حركة "لنحتل دي سي"، اي واشنطن الذين يقيمون مخيم
اعتصام منذ اسابيع في العاصمة الفدرالية الى مخيم آخر اقاموه قرب البيت
الابيض وامام وزارة الخزانة.
ورددوا هتافات من بينها "روبن هود كان محقا وعلينا ان نفرض ضرائب
على الاغنياء"، ملمحين الى الرسوم التي يطالبون بفرضها على المصارف
الكبرى, وقال ماتيو كافانا الذي يقدم نفسه على انه احد اعضاء لجان
العمل ان "قادة العالم ودول مجموعة العشرين يفكرون في وسائل التفاهم
على رسوم للصفقات المكالية", وادى تساقط الثلوج والبرد الى اضطرابات
كبيرة في حركة النقل على الساحل الشرقي للولايات المتحدة وحرم حوالى
1,5 مليون شخص من التيار الكهربائي, وسجلت مطارات نيويورك وفيلادلفيا
في بنسلفانيا (شرق) تأخيرا في رحلات والغاء اخرى بسبب تساقط الثلوج
السابق لاوانه, وبسبب سوء الرؤية تأخر وصول الرحلات الى مطار نيوآرك
الدولي قرب نيويورك حوالى ست ساعات في المعدل، كما افاد بيان للطيران
المدني الاميركي, وفي مطار كينيدي في نيويورك تأخرت الرحلات بمعدل اربع
ساعات, كما سببت الاحوال الجوية السيئة اضطراب حركة النقل بالسكة
الحديد والطريق من واشنطن الى بوسطن، بينما حذرت ادارة الارصاد الجوية
من التنقل بالسيارات ليلا مؤكدة انه "قد يكون خطيرا جدا", وفي نيوجرزي
وحدها، حرم 500 الف شخص من التيار الكهربائي مؤخراً, وقالت شبكة ام اس
ان بي سي ان 1,5 مليون شخص على الساحل الشمالي الشرقي للبلاد يواجهون
انقطاعات في التيار الكهربائي.
محتجون يغلقون ميناء أوكلاند
في سياق متصل تسبب المتظاهرون في وقف العمليات في ميناء أوكلاند
الامريكي وعرقلة الحركة المرورية في مظاهرات احتجاجا على عدم تكافؤ
الفرص الاقتصادية ووحشية الشرطة, ولم يسفر الاحتجاج الذي قام به خمسة
الاف شخص عن اصابة المدينة التي تقع في شمال كاليفورنيا بالشلل, وأصبحت
أوكلاند محورا للاحتجاجات الوطنية المناهضة لوول ستريت بعد اصابة فرد
سابق في قوات مشاة البحرية بجروح بالغة خلال مسيرة وتجمع حاشد, وقال
مسؤول ان العمليات البحرية في ميناء أوكلاند الذي يتعامل مع صادرات
وواردات قيمتها نحو 39 مليار دولار سنويا "توقفت فعليا", وقال الميناء
في بيان "العمليات البحرية توقفت فعليا في ميناء اوكلاند, وستستأنف
عمليات المنطقة التجارية البحرية أنشطتها فور توافر الامن والسلامة",
وتدفق المحتجون على جسر للتجمع أمام بوابات الميناء واعتلوا الشاحنات
العملاقة التي توقفت في منتصف الشارع, وقالت طالبة تدعى سارة دانييل
(28 عاما) "سبب وجودي هنا هو أني سئمت ومللت محاولة المفاضلة بين ما هو
سيء وما هو أسوأ", وزادت حدة التوترات بعد أن صدمت سيارة فيما يبدو
محتجا في وسط اوكلاند وانتشرت شائعات عن مقتل هذا الشخص, وقال هاوارد
جوردان القائم بأعمال قائد شرطة أوكلاند لاحقا ان هذا الشخص نقل الى
مستشفى محلي للعلاج من اصابات لا تمثل خطورة على حياته. بحسب رويترز.
وبحلول منتصف الليل تقريبا تدخلت قوة من الشرطة ظلت بصورة كبيرة
تحجم عن التدخل لمواجهة مئات المحتجين الذين بقوا في الشوارع قرب ساحة
عامة اعتبرت مركزا للمظاهرات وأمرت الحشود بالتفرق بينما أعلن الضباط
أن هذا تجمع غير مشروع, واصطف أفراد من الشرطة يرتدون الاقنعة الواقية
من الغاز وألقوا قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين تفرقوا
وتوقف بعضهم لالتقاط قنابل الغاز والقائها على الضباط وقال احد
المحتجين "كانت هذه المظاهرة سلمية حتى جئتم", ويشكو المحتجون
المناهضون لوول ستريت من أن النظام المالي لا يعود بالقدر الاكبر من
النفع سوى على الشركات والاثرياء, ويسعى المتظاهرون لتعطيل التجارة مع
التركيز بصفة خاصة على البنوك ورموز أخرى للشركات الامريكية الكبرى,
وقبل أن يتجه المحتجون الى الميناء سدوا أيضا تقاطعا رئيسيا في وسط
المدينة كان مجند سابق في مشاة البحرية يدعى سكوت أولسن قد أصيب فيه
بجرح في الرأس خلال اشتباك مع الشرطة في تشرين الاول, وقال منظمو
الاحتجاج ان أولسن (24 عاما) أصيب في رأسه بقنبلة مسيلة للدموع ألقاها
أفراد الشرطة, وهو الان في مستشفى أوكلاند في حالة معقولة, وهشمت
النوافذ في عدد من بنوك أوكلاند وفي سوق للاطعمة الطازجة ووضعت صور
لهذه التلفيات على موقع تويتر, ولم يشاهد الكثير من أفراد الشرطة لكن
جوردان قال انه لن يسمح للمتظاهرين بتخطي بوابات الميناء, واتهم مجموعة
صغيرة قال انها من الفوضويين بارتكاب أعمال التخريب والفوضى, وعلى
الرغم من تعاطف زعماء النقابات المحلية مع المحتجين فانهم قالوا ان
عقودهم تمنعهم من اعلان اضراب رسمي, وفي مدينة نيويورك قال رئيس
البلدية مايكل بلومبرج للمحتجين في وول ستريت انه سيتخذ اجراء اذا
اقتضت الحاجة مضيفا أن الاعتصامات والمظاهرات "تضر بالفعل بالمشاريع
الصغيرة والاسر".
المناهضون للرأسمالية في لندن
بدورهم أقام محتجون مناهضون للراسمالية منطقة خيام ثانية في حي
المال بلندن بعد أن أدى المخيم الاول الذي أقاموه الى اغلاق كاتدرائية
سان بول مؤخراً, وقال محتج يدعى كاي وارجالا "نريد أن نكون جيرانا
طيبين, وصلنا الى طاقتنا القصوى في (موقع) سان بول والمخيم الجديد يخفف
الضغط عن المكان", لكن المجموعة الاولى من الخيام خارج الكاتدرائية لم
يقل عددها فيما يبدو, والمكان الجديد هو ميدان فينسبري وهو احدى
المساحات الخضراء المفتوحة القليلة في حي المال المزدحم, وكان المحتجون
نصبوا خيامهم خارج الكاتدرائية بعد أن أحبطت الشرطة محاولاتهم احتلال
الميدان المجاور لبورصة لندن في وقت سابق, وأغلقت سلطات الكنيسة
الكاتدرائية التي تعود الى القرن السابع عشر أمام الزوار للمرة الاولى
منذ الحرب العالمية الثانية قائلة ان مواقد المخيم تثير خطر اندلاع
حرائق وان الخيام حدت من القدرة على الوصول الى المبنى, وقال المحتجون
وهم جزء من حركة "احتلوا لندن" ان ما بين 200 و 300 شخص انضموا الى
المخيم الثاني ومن المتوقع أن يمكثوا لبعض الوقت, ولم يتسن على الفور
الاتصال بأحد في شرطة بلدية لندن للتعقيب, كما لم يتسن الاتصال بأحد من
مجلس ايسلنجتون وهو السلطة المحلية المسؤولة عن ميدان فينسبري,
والمظاهرة واحدة من عدة مظاهرات في أنحاء أوروبا استلهمت احتجاجات في
نيويورك تهاجم النظام المالي العالمي وتطالب بمزيد من المساواة في
توزيع الثروة, ويقول المحتجون البريطانيون انهم غاضبون أيضا من سياسات
الحكومة في مجالات خفض الانفاق وارتفاع الضرائب واصلاح قطاع الصحة
العامة وارتفاع مصاريف الدراسة لطلاب الجامعات. بحسب رويترز.
التظاهر ضد وحشية الشرطة
من جهة اخرى تظاهر حوالى 500 شخص بينهم ناشطون من حركة "احتلوا وول
ستريت" في شوارع نيويورك ضد ما وصفوه بـ"وحشية الشرطة", وجرت التظاهرة
في اطار يوم الاحتجاج الوطني "لوقف وحشية الشرطة", وكتب على احدى
اللافتات ان الشرطة "تدافع عن الـ1%" في اشارة الى شعار "احتلوا وول
ستريت" "نحن الـ99%" الموجه ضد تجاوزات عالم المال وتنامي الاختلال في
التوازن الاقتصادي العالمي, وهتف المتظاهرون "كم طفلا قتلتم اليوم؟",
مرددين احد شعارات حرب فيتنام (1964-1975), واعرب احد المتظاهرين عن
خيبته امام ضعف عدد المشاركين, وسارت التظاهرة وسط مواكبة قوية من
الشرطة منعا لاعاقة حركة السير، جرى التحقيق مع نحو ثلاثين شخصا في
نيويورك من بينهم المفكر كورنل ويست خلال تظاهرة في هارلم شارك فيها
اعضاء في "احتلوا وول ستريت", وتم الافراج بشكل سريع عن كورنل ويست
الاستاذ الجامعي في جامعة برنستون والمدافع عن الحقوق المدنية, وتجمع
المتظاهرون الذين بلغ عددهم بضع مئات للتنديد باحدى الممارسات المثيرة
للجدل من جانب الشرطة والقاضية بتوقيف اشخاص وتلمسهم للتحقق من عدم
حيازتهم اسلحة, وتواجه حركة "احتلوا وول ستريت" عدوا شرسا هو فصل
الشتاء، تراجع عدد المتظاهرين بشكل كبير وسط اجواء من البرد القارس.
بحسب فرانس برس.
مسيرة مع عمال فيريزون
على صعيد مختلف انضم محتجون مناهضون لوول ستريت الى عمال فيريزون
للاتصالات في مسيرة استنكار لجشع الشركة حيث تتفاوض الشركة و45 الف
موظف حول عقد عمل جديد, وتزامنت المسيرة التي قام بها قرابة 500 شخص
الى متجر فيريزون في مانهاتن السفلى مع اعلان اكبر شركة لتشغيل الهاتف
المحمول في الولايات المتحدة تحقيق ارباح في الربع الثالث بلغت قيمتها
1.38 مليار دولار اي اكثر من ضعف ارباحها عن نفس الربع العام الماضي,
وساعد تأييد نقابات من جميع انحاء الولايات المتحدة في تعزيز حركة
احتلوا وول ستريت ضد عدم المساواة الاقتصادية التي بدأت منذ خمسة
اسابيع ونشرت الاحتجاجات في جميع انحاء البلاد وعالميا, وقال ستيف
جاكمان (53 عاما) والذي يعمل في فيريزون من لونج ايلاند عن انضمامه
لاحتلوا وول ستريت "نحن جميعا في هذا معا", ويمثل العاملون النقابيون
المشاركون في المفاوضات حول عقد جديد والذين اضربوا لمدة اسبوعين في
اغسطس اب تقريبا نصف قوة العمل السلكية في فيريزون, وقال ريتشارد فيشر
(55 عاما) وهو احد المحتجين في احتلوا وول ستريت والذي انضم الى مسيرة
فيريزون "لن يتغير شيئا الى ان نحصل على اموال من السياسة, ليست لدي
وظيفة منذ 2008. بحسب رويترز.
واعانة البطالة التي احصل عليها انتهت, ولم يعد هناك المزيد من
الوظائف", لكن البعض يتساءل ماذا سيحدث بعد ذلك مع حركة احتلوا وول
ستريت والتي يقول نقاد انها ليس لها رسالة واضحة, ويقول المحتجون انهم
يشعرون بالاحباط لان مليارات الدولارات في عمليات انقاذ البنوك خلال
الكساد سمحت للبنوك باستئناف تحقيق ارباح ضخمة في حين ان المواطن
الامريكي ظل يعاني من معدل البطالة المرتفع وانعدام الامن الوظيفي,
ويعتقدون ان الامريكيين الاغنى البالغ نسبتهم واحد بالمئة لا يدفعون
نصيبهم العادل في الضرائب, وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج ان
مقر مخيم احتلوا وول ستريت الذي اقيم في متنزه خاص يمكن للعامة الوصول
اليه في المقاطعة المالية بالمدينة يوم 17 سبتمبر ايلول اصبح "جاذبا
سياحيا", وقال بلومبرج لبرنامج بالاذاعة المحلية انه ليس هناك شيء يذكر
يمكن ان تقوم به المدينة حيال المحتجين الى ان يقيم مالكو المتنزه
مجموعة بروكفيلد العقارية بتقديم شكوى رسمية. |