
شبكة النبأ: اتصف الطغاة في كل مكان
بالبذخ الفاحش والإثراء على حساب الشعوب والأمم، دون الالتفاف إلى
الشرائح الاجتماعية المحرومة بسبب استبدادهم والاستئثار بموارد الدول
وحقوق سكانها، وخضم الربيع العربي الذي عصف بالحكام العرب واسقط العديد
من العروش، كشف النقاب عن خزائن وكنوز الى جانب الودائع المالية
والنفائس التي استحوذ عليها أولئك الرؤساء خلال فترة تسلطهم.
وتسعى النظم السياسية الصاعدة الى استعادة تلك الأموال المنهوبة،
عبر الاليات الدولية والقانونية، خصوصا بعد ان قامت الدول بحجزها مؤخرا
مع بداية اندلاع شرارة الثورات العربية، أملا في ترميم اقتصاداتها
المتضررة بعد شهور من مخاض التحرر المرير.
أرصدة حكام عرب
فقد قال مسؤول سويسري رفيع ان بلاده تحاول مساعدة السلطات الجديدة
في تونس ومصر وليبيا على استعادة 770 مليون فرنك سويسري (850 مليون
دولار) من الارصدة المجمدة المرتبطة بحكامهما المخلوعين لكن العملية
يمكن أن تستغرق سنوات.
ومن ناحية أخرى قال فالنتين تسلفيجر رئيس ادارة القانون الدولي في
وزارة الخارجية ان سويسرا التي أيدت عقوبات للاتحاد الاوروبي على سوريا
جمدت 45 مليون فرنك مرتبطة بالرئيس السوري بشار الاسد ونظامه.
وسارعت الحكومة الاتحادية في سويسرا في مستهل الربيع العربي في
يناير كانون الثاني وفبراير شباط بتجميد الاموال المشبوهة الموجودة في
البنوك السويسرية لضمان عدم نقلها أو استخدامها لتمويل هجمات الزعيم
الليبي المخلوع معمر القذافي على شعبه.
وأضاف تسلفيجر أن هذه الارصدة المجمدة حاليا عبارة عن 300 مليون
فرنك مرتبطة بالزعيم الليبي المخلوع و410 ملايين فرنك سويسري مرتبطة
بالرئيس المصري السابق حسني مبارك و60 مليون فرنك للرئيس التونسي
السابق زين العابدين بن علي.
وتابع أن سويسرا أفرجت بالفعل عن 385 مليون فرنك وجعتلها تحت تصرف
السلطات الليبية الجديدة لصالح المؤسسة الوطنية للنفط والهيئة العامة
للتمليك والاستثمار الليبية. بحسب رويترز.
وقال تسلفيجر في مؤتمر صحفي "يبقى الهدف الرئيسي هو اعادة الاموال
سريعا الى تونس ومصر. نضع كل جهودنا في المساهمة بكل ما نستطيع." لكنه
قال ان خبرة امتدت 25 عاما في اقتفاء أثر الاموال غير المشروعة في
سويسرا لحكام الانظمة الشمولية منهم فرديناند ماركوس في الفلبين وساني
أباتشا في نيجيريا أظهرت أن المحامين يمكنهم رفع دعاوى استئناف في اعلى
المحاكم السويسرية.
ويوجد في سويسرا ثلث الارصدة التي تبلغ 1.5 ماليار دولار التي نقلها
حكام في الشرق الاوسط وافريقيا الى الخارج بعضها تم الحصول عليه بشكل
غير مشروع طبقا لمؤسسة (ماي برايفيت بانكينج) للابحاث ومقرها سويسرا.
وصرح تسلفيجر بأن سويسرا شددت قوانين مكافحة غسل الاموال في السنوات
القليلة الماضية وتطلب من 7000 الاف مؤسسة مالية في سويسرا تطبيق قواعد
"اعرف عميلك". وتشمل هذه القواعد من يطلق عليهم "الاشخاص المعروفون
سياسيا" وهم زعماء ووزراء وقادة عسكريون.
وأضاف "فيما يتعلق بالاموال التي تمت استعادتها على مستوى العالم من
كل المراكز المالية فانه من اجمالي أربعة أو خمسة مليارات فرانك تبعا
لتقديرات البنك الدولي كانت سويسرا هي مصدر ثلث هذه الاموال. هذه حقيقة
موضوعية. سويسرا هي البلد الذي أعاد أغلب الاموال وهذا باعتراف عدد
متزايد من الخبراء... سويسرا رائدة في هذا المجال."
وقبلت السلطات السويسرية رسميا الاسبوع الماضي طلبا من تونس
للمساعدة القضائية في استعادة 60 مليون فرنك بعد رفض طلب أولي لانه لم
يكن مستوفيا.
وقال تسلفيجر "قبل عدة أيام قبل المكتب القضائي الاتحادي السويسري
طلب المساعدة من تونس. نتمنى أن يؤتي هذا السعي ثماره في أسرع وقت ممكن.
انها خطوة مهمة لم نجتازها بعد مع مصر حيث يوجد تعاون لكننا لم نصل الى
هذه المرحلة بعد في الجزء الاغلب من القضية."
ومضى يقول "في تونس لم تكن هناك تحقيقات جنائية في الفساد خلال
السنوات الثلاثين الاخيرة. هذه الجرائم بالغة التعقيد." وأضاف ان هذه
الخبرات تكتسب بمرور الوقت.
ابنا مبارك يملكان 340 مليون دولار
الى ذلك قال مسؤول مصري ان علاء وجمال ابني الرئيس المصري المخلوع
حسني مبارك يملكان ودائع تقدر بنحو 340 مليون دولار في بنوك في سويسرا
ويمكن أن يكونا تورطا في غسل أموال.
وأطاحت انتفاضة شعبية بمبارك في فبراير شباط ويحاكم ومعه ابناه بتهم
تتصل بالفساد واستغلال النفوذ. وقررت الحكومات الاوروبية بعد سقوطه
تجميد أرصدته وأرصدة 18 من أركان نظامه.
ويتوق المصريون الذين شاركوا في الانتفاضة الى رؤية مبارك وشركائه
في حكمه الذي استمر 30 عاما وقد عوقبوا على الفساد. وقال المستشار عاصم
الجوهري مساعد وزير العدل لشؤون جهاز الكسب غير المشروع ورئيس اللجنة
القضائية المكلفة باسترداد أموال مصر المهربة الى الخارج "اللجنة
القضائية توصلت الى معلومات مؤكدة تفيد بأن علاء وجمال نجلي الرئيس
السابق حسنى مبارك لديهما ودائع ببنوك سويسرا تقدر بحوالى 340 مليون
دولار."
وأضاف الجوهري لوكالة أنباء الشرق الاوسط "علاء مبارك يمتلك بمفرده
300 مليون دولار وهو ما يشير الى أنه وشقيقه المالكان لمعظم الاموال
التى جمدتها سويسرا والتى تبلغ 410 ملايين فرنك سويسري."
وقال الجوهري ان الحكومة السويسرية جمدت أرصدة لاسرة مبارك قيمتها
450 مليون دولار وان السلطات هناك تجري تحقيقات حول اتهامات لعلاء
مبارك واثنين من أركان النظام السابق هما وزير السياحة الاسبق زهير
جرانة ورجل الاعمال ياسين منصور بغسل أموال.
وأضاف أن رجل الاعمال البارز حسين سالم -الصديق المقرب لمبارك- يملك
مع أسرته أرصدة تقدر بأربعة مليارات دولار في عدة دول حولوا اليها
أموالهم وأودعوها في بنوك في هونج كونج والامارات العربية المتحدة ودول
أخرى.
وحكم على سالم وابنه وابنته غيابيا في الاسبوع الماضي بالسجن لمدة
سبع سنوات وتغريمهم متضامنين أكثر من أربعة مليارات دولار لادانتهم
بتهم غسل الاموال والتربح. وجمدت حكومة اسبانيا ملايين اليورو عبارة عن
ودائع في حسابات بنكية وعقارات وسيارات فارهة خاصة بسالم الذي حددت
اقامته منذ يونيو حزيران بتهم غسل الاموال هناك.
وقال الجوهري "اللجنة... لديها الكثير من المعلومات والوثائق حول
ثروات رموز النظام السابق بالخارج الا أن وقت الكشف عنها لم يحن بعد
حرصا على السرية وحتى لا يتم فقد ما تم التوصل اليه بسبب حيل هؤلاء
وتلاعبهم المستمر بحساباتهم والذي يتطلب الكشف عنه مباغتتهم بما تم
التوصل اليه."
بذخ عائلة القذافي
من جهة أخرى عندما سيطر مقاتلو الحكومة الليبية على المنزل الخالي
الذي كانت تقيم فيه عائشة ابنة الزعيم المخلوع معمر القذافي استشاط
بعضهم غضبا بسبب ما وجدوه من مظاهر ثراء وترف.
ودخل مقاتل من الباب وأمطر الديكورات الداخلية بوابل من طلقات
بندقيته الكلاشنيكوف وأخذ يكيل لها السباب ويقول "لديها منزل جميل.
انهم أثرياء. لا يهمهم أمرنا." والى جانب المعارك الشرسة في الشوارع
كانت المعركة من أجل السيطرة على مدينة سرت صداما أيضا بين جزئين من
المجتمع الليبي.
فمن ناحية هناك النخبة الموالية للقذافي وكثيرون منهم اعضاء في
قبيلة القذافي أو العائلة الاكبر التي استفادت من السخاء الذي اتسم به
وعاشت في مسقط رأسه سرت تحفة حكمه الذي امتد 42 عاما.
وعلى الجانب الاخر يقع الناس العاديون الذين لم يكونوا فقراء
بمعايير المنطقة لكنهم لم يحصلوا سوى على نصيب ضئيل من الثروة النفطية
الهائلة لليبيا. ومع تقدم قوات المجلس الوطني الانتقالي في سرت
وانتزاعهم السيطرة على مزيد من أجزاء المدينة واجهتهم حقيقة كيف كان
حكامهم يعيشون.
وكان المقاتلون الذين سيطروا على العاصمة طرابلس في اغسطس اب قد
شاهدوا مظاهر ترف مماثلة في منازل أفراد من عائلة القذافي. وخرج بعض
مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي من منزل عائشة القذافي وهو فيلا
واجهتها بها أعمدة وسلالم من الرخام وهم يحملون صورا فوتوغرافية لاسرة
القذافي ذات أطر مطلية بالذهب. وعرض رجل طاقم أدوات مائدة من الذهب
داخل صندوقه الخشبي. وفرت عائشة في اغسطس اب الى الجزائر مع والدتها
وأحد أشقائها وأخ غير شقيق.
وكانت هناك مظاهر اخرى للثراء في مركز مؤتمرات واجادوجو وهو مجمع
أقامه القذافي لاستضافة الزعماء الاجانب وتعزيز طموحه لتحويل مسقط رأسه
الى عاصمة فعلية لليبيا.
وزينت منطقة استقبال خاصة بسجاد أحمر وثريات. وفي الخارج وجد مقاتلو
المجلس الانتقالي عربة تستخدم في لعبة جولف عليها شعار كاديلاك على
شبكة المبرد وبها عجلة قيادة مصنوعة من خشب الورد أو شجرة الماهوجني.
وفي جزء اخر من سرت كانت هناك شواهد على احدى هوايات القذافي ..
مزرعة نموذجية تقع الى الجنوب من وسط المدينة. وتضم المزرعة 12 من
أبراج الحمام التي يبلغ ارتفاع كل منها نحو 60 قدما وقطيعا من الابقار.
وهامت واحدة من القطيع من نوع فريزيان بساحة معركة في وقت سابق هذا
الاسبوع وقتلت في تبادل اطلاق النار. ومازالت جيفتها على الطريق.
وابراهيم المليتي قائد وحدة من قوات المجلس الانتقالي من مدينة
مصراتة القريبة لكنه في الاصل من مدينة سرت. وقال انه كان ينظر الى
مزرعة القذافي من على بعد منذ 35 عاما لكنه لم يتمكن قبل الان من أن
يطأها بقدمه. وقال "يحاول (القذافي) أن يظهر للعالم أنه بدوي لا يملك
شيئا ويعيش في خيمة. انها أكاذيب. انه منافق."
خزائن 'على بابا' .. أحد قصور بن على
أكد رئيس اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الفساد والرشوة في تونس
عبد الفتاح عمر أن حجم الفساد وانتشاره في عهد الرئيس المخلوع زين
العابدين بن علي، والذي وقفت عليه اللجنة فاق كل التوقعات، بل إنه لمس
كل المجالات، والكشف عنه ومحاصرته يتطلب مجهودا يتجاوز حدود ما قمنا به
خلال الأشهر الأخيرة.
وجاء تصريح عمر منسجما مع ما كشفت عنه لجنته من فساد ميز الثلاثة
والعشرين سنة من حكم زين العابدين بن علي، الذي أجبرته ثورة 14 يناير
على الهروب تاركا وراءه 'خزائن من المعادن النفيسة، من الذهب والفضة،
ومن العملات الأجنبية وأيضا من المخدرات'، ضمن ما أصبح يطلق عليه في
تونس 'خزينة علي بابا'، في إشارة إلى 'الكنوز' التي عثر عليها في أحد
قصور بن علي بعد أيام قليلة من فراره.
وبين عمر في تصريح للعربية.نت أن الفساد طال بالخصوص المجال العقاري
والأراضي الفلاحية وأملاك الدولة والصفقات العمومية واللزمات والمشاريع
الكبرى.
كما شمل الفساد أيضا خصخصة المؤسسات العامة والاتصالات والقطاع
السمعي البصري والقطاع المالي والبنكي والرخص الادارية والديوانة
والجباية والإدارة والانتدابات والبحث العلمي والتوجيه الجامعي والقضاء
والمحاماة.
وفي علاقة بملفات الفساد هذه تتداول في الساحة الإعلامية تسريبات
لأسماء بارزة ومعروفة في المشهد السياسي والاجتماعي وكذلك الإعلامي
يقال إنها 'متورطة ومستفيدة' وخصوصا في مجال ما أصبح يعرف بملف وكالة
الاتصال الخارجي، الهيكل الذي كان مشرفا على الدعاية لنظام بن علي.
كنوز خلفها زعماء مخلوعون وراءهم
* ليبيا
- بعد أن فر القذافي من مجمع باب العزيزية في طرابلس عثر المقاتلون
على مسدسات مطلية بالذهب وطاردة ذباب من ريش الطاووس يعلو مقبضها فيل
من الذهب وألبوم صور لوزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندوليزا رايس
التي زارت ليبيا عام 2008 .
- استولى بعض المقاتلين على عربة الجولف الخاصة بالقذافي والتي
تجولوا بها في العاصمة.
- في سرت مسقط رأس القذافي بدت مظاهر الثروة في مركز واجادوجو
للمؤتمرات وهو مجمع بناه لاستضافة الزعماء الاجانب.
- عثر مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي ايضا على عربة جولف أخرى عجلة
قيادتها مصنوعة من الخشب ويحمل جهاز التبريد فيها (رادياتور) شعار شركة
كاديلاك.
* العراق
- تمت الاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد أن غزت قوات
التحالف بقيادة الولايات المتحدة العراق عام 2003 . وانتشر اللصوص في
شوارع بغداد واقتحموا مباني حكومية وقصورا لصدام.
- عثر جنود أمريكيون على نحو 950 مليون دولار بعد انتهاء الحرب في
عدة قصور مملوكة لصدام وعائلته وفي دور ضيافة تابعة للحكومة العراقية
وحتى في بيوت للكلاب. وكانت الاموال موضوعة في 191 صندوقا.
- نهب عراقيون قصر صدام في تكريت وحملوا لوحات وأثاثا وأبسطة حريرية
فارسية ومزهريات وثريات وتذكارات من صدام مثل الاوراق التي عليها شعار
المكاتبات الرئاسية. وجرد اللصوص قصر الفاو في الحلة من كل ما له قيمة.
- استهدف اللصوص اكثر قصور صدام ترفا على منحدر يطل على نهر دجلة
حين تم تسليمه للسلطات العراقية في نوفمبر تشرين الثاني 2005 وانتزعوا
الابواب وأجهزة التكييف ومراوح السقف ومفاتيح الاضاءة.
* رومانيا
- بنى نيكولاي شاوشيسكو قصر الشعب ثاني اكبر مبنى من حيث المساحة
(بعد وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون) وثالث اكبر مبنى من حيث الحجم.
بدأ بناء المبنى عام 1984 وتطلب اكثر من 20 الف عامل و700 مهندس معماري
وما يساوي اكثر من ثلاثة مليارات يورو.
واستخدم نحو 3500 طن متري من الكريستال في 480 ثريا. بعد سقوط
شاوشيسكو نقلت الحكومة عملها الى المبنى الذي تغير اسمه الى قصر
البرلمان.
* الفلبين
- حين فر فرديناند ماركوس عثر مسؤولو الجمارك بالولايات المتحدة على
24 حقيبة سفر بها سبائك ذهب ومجوهرات من الالماس مخبأة في اكياس
حفاضات. كما عثروا على شهادات لسبائك ذهبية بمليارات الدولارات.
- تجلى بذخه في اسراف زوجته ايميلدا. حين أطيح بماركوس عام 1986
خلفت وراءها 15 معطفا من فراء المنك و508 قفازات والف حقيبة يد وما يصل
الى ثلاثة الاف زوج من الاحذية.
* جمهورية الكونجو الديمقراطية زائير سابقا
- ظل موبوتو سيسي سيكو رئيسا لزائير لمدة 32 عاما الى أن تمت
الاطاحة به عام 1997 . أنفق ملايين الدولارات على انشاء مطار ضخم
وثلاثة قصور في جبادوليت مسقط رأسه. وكانت جبادوليت اخر مكان أقام فيه
في الكونجو قبل فراره الى المغرب.
- وخربت قصور موبوتو منذ ذلك الحين ونهبتها جيوش متمردين متعاقبة. |