سوريا وجامعة العرب... رهان خليجي خاسر

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تدرك سوريا أن الجامعة العربية باتت خانعة بشكل مريب للأجندات الغربية، خصوصا بعد موجة الاضطرابات السياسية التي عصفت بالمنطقة، وما نجم عنها من إسقاطات جعل من الدويلات الخليجية لاعبا أساسيا في اتخاذ القرارات في تلك المنظمة.

وهو ما سهل كما يبدو تمرير الاجندة الغربية التي طالما توافقت مع ما يسمى دول الاعتدال العربي التي كانت تتحين الفرص لضرب سوريا الحليف المقرب لإيران، مما دفع بالأخيرة الى رفض قرار الجامعة بتعليق المشاركات السورية في اجتماعاتها.

وهو ذات التوجه الذي لوحظ لدى الدبلوماسية العراقية في اجتماع اللجان الوزارية الأخيرة، الذي اعتبرت ذلك القرار مجحفا وغير مشروع، ويهدد بشكل وآخر الأمن الوطني في العراق على المدى القريب، سيما ان الدول الخليجية غالبا ما اتهمت من قبل بغداد بالتآمر المستمر سياسيا واقتصاديا لدوافع طائفية.

وتأمل دويلات الخليج في كسب الوقت لتأجيج الصراع في سوريا عبر دعم الجماعات الارهابية ماديا ومعنويا، الى جانب التحريض الاعلامي المستمر لتدويل الازمة، واتاحة المجال للتدخلات العسكرية في المستقبل، على الرغم من خشية المجتمع الدولي من ذلك التوجه الخطير.

ونتيجة للدور المحوري الذي تلعبه سوريا في سياسة الشرق الاوسط تتعامل القوى الغربية مع التدخل بحذر. كما أن تركيبتها العرقية والطائفية معقدة وهي حليفة لايران وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني علاوة على أنها مازالت رسميا في حالة حرب مع اسرائيل التي احتلت مرتفعات الجولان السورية في حرب 1967 .

التدخل الغربي غير مرجح

حيث سيشجع قرار جامعة الدول العربية تعليق عضوية سوريا وفرض عقوبات عليها بعد نحو ثمانية اشهر من الاضطرابات على اتخاذ اجراءات دولية اكثر صرامة ضد دمشق لكن من غير المرجح ان يؤدي الى تدخل عسكري غربي.

وخلافا لدعوة الجامعة في مارس اذار الى فرض منطقة حظر جوي على ليبيا وهو ما مهد الطريق لتدخل حلف شمال الاطلسي الذي ساعد على الاطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لم تشمل الاجراءات الصارمة التي اتخذت طلبا باستخدام القوة.

لكنها ستعزز القوى الغربية التي تطالب باستصدار قرار قاس من مجلس الامن الدولي ينتقد قمع سوريا للاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد والتي تقول الامم المتحدة ان 3500 قتيل سقطوا خلالها.

كما سيزيد هذا المتظاهرين جرأة بعد أن استلهموا الانتفاضات الشعبية التي أطاحت برؤساء تونس ومصر وليبيا وتحدوا حملة عسكرية ممتدة منذ مارس اذار وخرجوا الى الشوارع ينادون باسقاط الاسد.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم خلال اعلانه قرار الجامعة العربية بالقاهرة "نحن لا نرغب في التدخل الاجنبي وحريصون على سوريا... ان اي حديث عن فرض حظر جوي على سوريا او المطالبة بتدخل أجنبي أمر لم يتم تداوله ابدا خلال الاجتماع."

لكن الاجراءات التي أعلنها ومنها تعليق العضوية في الجامعة وعقوبات سياسية واقتصادية ومناشدة الجيش وقف اطلاق الرصاص على المدنيين تمثل زيادة كبيرة في الضغط على سوريا من جانب دول عادة ما تحجم عن التدخل في شؤون نظيراتها من الدول العربية. بحسب رويترز.

ويواجه الاسد بالفعل عقوبات أمريكية وأوروبية على صادرات النفط السورية وعدة شركات حكومية علاوة على توتر العلاقات مع جارته الشمالية القوية تركيا. ودعا قرار الجامعة العربية أيضا الدول العربية الى سحب سفرائها من دمشق وهو أمر سيعزل الاسد ويجعله اكثر اعتمادا على ايران مما سيعزز العلاقات التي أقامها الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار وازدادت قوة خلال حكم الاسد الابن المستمر منذ 11 عاما.

وردت دمشق غاضبة على قرار تعليق عضويتها بالجامعة الذي أقره 18 وزيرا من جملة 22 وقالت ان هذه القرارات لا يمكن اتخاذها الا بالتوافق واتهمت الجامعة بتطبيق اجندة غربية مناهضة لسوريا.

وقالت ريم علاف الباحثة في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية بلندن "على الرغم من كل التبجح والتصريحات السورية فان هذه اكبر ضربة تلقوها. اكبر من عقوبات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة."

ولم يذكر رئيس الوزراء القطري العقوبات الاقتصادية المزمع تطبيقها على سوريا بالتفصيل. ويتوقع ان تعاني دمشق من أزمة اقتصادية حادة هذا العام في ظل تراجع عائدات السياحة وتعطل التجارة والصناعة وانخفاض انتاج النفط كما تسعى السلطات جاهدة للعثور على مشترين للخام السوري.

وسيكون لفرض عقوبات تجارية شاملة على سوريا أثر مدمر لكن قد يكون تنفيذها صعبا. ويقول محللون انه قد تفرض عقوبات مستهدفة ربما على مبيعات المنتجات النفطية لسوريا. وقال كريس فيليبس المحلل المتخصص في شؤون الشرق الاوسط بوحدة ايكونوميست للمعلومات "فرض حظر شامل على التجارة سيمثل تصعيدا خطيرا ومثيرا للدهشة. سيكون اعلانا واضحا جدا عن أنهم يريدون اسقاط النظام وليس اجباره على تقديم تنازلات وحسب." وأضاف "أعتقد أن هذا غير مرجح بشدة. حتى اذا توافرت الارادة السياسية لتنفيذه فسيكون صعبا من الناحية اللوجيستية" مضيفا أن تركيا والعراق المجاورتين تعتمدان بشدة على سوريا كممر لصادراتهما ووارداتهما.

ويقول عادل سليمان رئيس مركز الدراسات المستقبلية والاستراتيجية بالقاهرة ان العقوبات الاقتصادية لن تجبر الاسد على اجراء اي تغيير لسياساته لكنها ستعزز التحركات الدولية ضد دمشق. وأضاف سليمان أن مجموعة الاجراءات التي اتخذتها الجامعة العربية ومن بينها مقترحات باجراء محادثات مع منظمات لحقوق الانسان بشأن سبل حماية المدنيين السوريين ستعطي فرصة لكافة أطراف المجتمع الدولي للتحرك.

وعرقلت الصين وروسيا اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي جهود اوروبا والولايات المتحدة لاستصدار قرار يدين الحملة التي تشنها سوريا وكان سيمهد الطريق لفرض عقوبات من الامم المتحدة.

وقال فيليبس من وحدة ايكونوميست للمعلومات ان قرار تعليق العضوية الذي صدر مؤخرا سيؤدي الى تخفيف معارضة الصين لقرار الامم المتحدة التي يقول ان جزءا منها يرجع الى مخاوف بكين من أن ينظر اليها على انها تقف في وجه رغبات شركائها العرب في التجارة.

وقال "هذا يبعث برسالة واضحة الى الصين مفادها أنها لا تحتاج الى التمسك بالاسد كي تحتفظ بتأييد الدول العربية... اذا تسنى التأثير على الصين فقد يضع هذا ضغطا على روسيا فيما يتعلق باستخدام الفيتو."

وعلى الرغم من تصاعد الضغوط الدولية الا أنه لا يتوقع كثيرون أن ينهي الاسد الحملة التي يقول انها تستهدف الجماعات المتشددة التي تنحي دمشق باللائمة عليها في أعمال العنف بسوريا. وتقول السلطات ان اكثر من 1100 من قوات الامن قتلوا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية.

وقال رامي خوري مدير معهد عصام فارس في بيروت انه اذا ظل الاسد يتحدى الاشارات التي يرسلها العالم العربي والمجتمع الدولي فان الموقف سيزداد قتامة بالنسبة له. وأضاف أن النظام نفسه لا يظهر بوادر جدية على اتخاذ الخطوات اللازمة.

وقال خوري انه في ظل عدم احراز تقدم فقد تكثف الجامعة العربية اتصالاتها مع المعارضة كمقدمة لقصر التعامل على المعارضة بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري. وأضاف أنها قد تدعو ايضا منظمات عربية لتوفير نوع من الحماية للمدنيين السوريين لكنه رفض احتمالات أن يتدخل حلف الاطلسي على غرار تدخله في ليبيا.

وقال الامين العام للحلف اندرس فو راسموسن خلال زيارة لليبيا منذ اسبوعين ان الحلف لا ينوي التدخل في سوريا لكن خوري ومحللين اخرين قالوا ان من غير المرجح أن تغير الخطوات التي اتخذت هذا الموقف.

وقالت علاف "يجب أن نكون شديدي الحذر من القفز الى الاستنتاجات بشأن التدخل الدولي... نحن أبعد ما نكون عن وضع مماثل لوضع ليبيا."

عقد قمة عربية طارئة

الى ذلك دعت سوريا الى عقد قمة عربية طارئة في محاولة على ما يبدو لمنع الجامعة العربية من تعليق عضويتها فيها لكن الجامعة قالت انها ستجتمع هذا الاسبوع مع شخصيات من المعارضة تطالب بالاطاحة بالرئيس بشار الاسد.

وذكر التلفزيون الرسمي السوري ان الهدف من القمة العربية المقترحة هو مناقشة "التداعيات السلبية على الوضع العربي." وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاحد ان مسؤولين من الجامعة سيلتقون بممثلين عن المعارضة السورية غدا الثلاثاء لكنه أضاف ان من السابق لاوانه ان تبحث الجامعة الاعتراف بالمعارضة كسلطة شرعية في سوريا.

وردا على سؤال في مؤتمر صحفي بالعاصمة الليبية طرابلس قال العربي ان مناقشة الاعتراف بالمعارضة كحكومة ربما يكون سابقا للاوان. ولم يتضح ما اذا كانت الجامعة التي تضم 22 عضوا ستستجيب للطلب السوري بخصوص عقد قمة عربية طارئة.

وكان قرار الجامعة العربية تعليق عضوية ليبيا قد ساهم في اقناع مجلس الامن التابع للامم المتحدة بدعم حملة جوية لحلف شمال الاطلسي ساعدت الثوار في نهاية المطاف في الاطاحة بمعمر القذافي.

وتنحي سوريا باللائمة في الاضطرابات على مجموعات "ارهابية" ومتشددين اسلاميين مدعومين من الخارج. وتقول ان أكثر من 1100 جندي وشرطي قتلوا.

وقال التلفزيون السوري ان ملايين السوريين نددوا بقرار الجامعة العربية في مظاهرات عمت ارجاء البلاد وعرض لقطات لحشود يرفعون الاعلام السورية وصورا للاسد في دمشق ومدن الرقة واللاذقية وطرطوس.

وذكرت وكالة انباء الاناضول التركية ان حشدا يضم نحو الف شخص من أنصار الاسد هاجموا السفارة التركية في دمشق مساء السبت ورشقوها بالحجارة والزجاجات قبل ان تتدخل الشرطة السورية لفض الاحتجاج.

وكانت تركيا التي سعت طويلا لتوثيق العلاقات بالاسد قد ضاقت ذرعا كما تزعم بسبب عدم قيام الحكومة السورية بوقف العنف أو تنفيذ الاصلاحات التي وعدت بها. وتستضيف تركيا حاليا المعارضة السورية الرئيسية ومنحت اللجوء للجنود السوريين المنشقين.

وطالبت تركيا دمشق بضمان حماية دبلوماسييها في سوريا وبالقبض على المسؤولين عن الهجمات على السفارة ومحاكمتهم. وحذرت انقرة ايضا مواطنيها من السفر الى سوريا. وهاجمت مجموعة اخرى من انصار الاسد مسلحة بالهراوات السفارة السعودية في دمشق.

وقال سكان ان مئات الرجال الذين كانوا يرددون هتافات تأييد للاسد ضربوا حارسا واقتحموا مبنى السفارة السعودية. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان ان مجموعة من المتظاهرين " قامت بالتجمهر أمام مبنى سفارة المملكة العربية السعودية في دمشق ورشقها بالحجارة ثم أعقبوا ذلك باقتحام المبنى ولم تقم القوات السورية بالاجراءات الكفيلة لمنعهم حيث قاموا بالعبث بمحتويات السفارة والبقاء لفترة الى أن تدخلت قوات الامن السورية وأخرجتهم." وأضاف البيان الذي نشرته وكالة الانباء السعودية انه "اذ تستنكر حكومة المملكة العربية السعودية بشدة هذا الحادث فانها تحمل السلطات السورية المسؤولية عن أمن وحماية كافة المصالح السعودية ومنسوبيها في سوريا بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية."

من جهتها قالت فرنسا انها تدين بشدة "التدمير المنظم لسفارة المملكة العربية السعودية في دمشق" . كما تدين الهجمات على قنصليتها الشرفية في اللاذقية ومكاتب دبلوماسية في حلب. وأضافت ان الهجمات نفذتها مجموعات من المتظاهرين وان قوات الامن لم تتدخل لمنعهم.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "هذه الهجمات تمثل محاولة لترهيب المجتمع الدولي بعد القرارات الشجاعة التي اتخذتها الجامعة العربية ردا على استمرار اعمال القمع في سوريا."

وكانت السعودية القلقة من النفوذ المتزايد في المنطقة لايران اكبر داعم لسوريا واحدة من الدول العربية التي قادت الجهود لاتخاذ اجراءات اشد صرامة ضد دمشق. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني ان الجامعة العربية تعتزم ايضا فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على دمشق وطالب الدول الاعضاء بسحب سفرائها من سوريا. ورغم العزلة الدولية المتزايدة والاضطرابات الداخلية الا ان الاسد لا يزال يتمتع بتأييد بين الاقليات السورية ومنها الطائفة العلوية التي ينتمي اليها والمسيحيون القلقون من حدوث صراع طائفي أو هيمنة السنة اذا أطيح بالاسد.

وقال البطريرك الارثوذكسي الروسي كيريل الذي زار سوريا انه قلق بشأن الاحداث هناك. وقال كيريل "رأينا ما حدث في العراق حيث عانى المسيحيون من العنف (بعد الاطاحة بصدام حسين في 2003 )."

وقال للصحفيين لدى وصوله الى بيروت قادما من دمشق "نأمل ألا يحدث هذا في سوريا أو لبنان." وعقد مسؤول كبير بوزارة الخزانة الامريكية محادثات الاحد مع مسؤولين أردنيين كبار ومسؤولين تنفيذيين بالقطاع المصرفي بشأن جهود فرض تطبيق عقوبات اقتصادية على سوريا.

ووسع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في الاونة الاخيرة نطاق العقوبات على سوريا لممارسة ضغط على دمشق حتى توقف الحملة العنيفة على المتظاهرين. وكان دانييل جليزر مساعد وزير الخزانة الامريكي قد وصل الى عمان بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ومحافظ البنك المركزي رياض سلامة في بيروت.

وقال بيان للسفارة الامريكية ان المسؤول الامريكي أكد "ضرورة ان تحمي السلطات القطاع المصرفي اللبناني من المحاولات السورية التملص من العقوبات." وللبنوك اللبنانية والاردنية الكبيرة عدة فروع في سوريا افتتحت خلال السنوات الست الماضية ندما رفعت سوريا القيود على الحصص الاجنبية في القطاع المصرفي.

تزايد الضغط الغربي

من جهتهم رحب المعارضون للاسد بقرار الجامعة. وقالت بسمة قضماني العضو باللجنة التنفيذية للمجلس الوطني السوري ابرز جماعة معارضة ان القرارات تعطي الكثير من القوة لموقف المجلس الوطني السوري الذي اصبح موقفا عربيا. واثنى اوباما على الجامعة العربية وقال انه سيواصل حشد الضغوط على القيادة السورية.

وقال اوباما في بيان صدر من هونولولو حيث يستضيف مؤتمر قمة اسيا والمحيط الهادي "هذه الخطوات الملموسة تكشف عن العزلة الدبلوماسية المتزايدة لنظام دأب على انتهاك حقوق الانسان وقمع الاحتجاجات السلمية."

وكررت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون دعوتها لتنحي الاسد. وقالت في بيان ان "الضغط الدولي سيتواصل الى ان يستجيب نظام الاسد الوحشي لنداءات شعبه والمجتمع الدولي."

وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله ان قرار الجامعة بعث باشارة مهمة لاعضاء مجلس الامن الذين منعوا حتى الان صدور قرار واضح بشأن سوريا. وأضاف "سندعو الى النظر الى ذلك على انه فرصة لتغيير المواقف."

وقال الان جوبيه وزير خارجية فرنسا ان الوقت قد حان امام الهيئات الدولية كي تتخذ المزيد من الخطوات. وقال في بيان "فرنسا تدعو المجتمع الدولي الى الاستماع الى الرسالة التي ارسلتها الدول العربية. الى تحمل مسؤولياتها ومن ثم العمل بلا توان."

وتعليق عضوية سوريا بجامعة الدول العربية يحمل صفة رمزية اضافية في اعقاب الاحداث التي شهدتها ليبيا حيث تمت الاطاحة بالقذافي وقتله في انتفاضة استفادت من الدعم الجوي لحلف شمال الاطلسي.

وقال نبيل عبد الفتاح المحلل السياسي في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة ان هذه الخطوة توفر امكانية التدخل الاجنبي وتفتح الباب امام انخراط المجتمع الدولي في القضية وهذا يذكر بما حدث في ليبيا.

تحرك الجامعة العربية بشأن سوريا غير مفيد

من جهتها قالت ايران ان قرار جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سوريا غير مفيد ويصب في مصلحة دول اجنبية في وقت يتعين فيه اعطاء فرصة لاصلاحات الرئيس بشار الاسد. ونقل التلفزيون الايراني الحكومي عن رامين مهمانباراست المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية قوله ان "بيان الجامعة العربية بشان التطورات في سوريا لن يكون فقط غير مفيد في حل المشكلة لكنه سيعقد القضية."

وترتبط ايران بعلاقات وثيقة مع سوريا وتدعم الدولتان حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني. وفي حين أيدت طهران انتفاضات "الربيع العربي" التي أطاحت بزعماء سنة ما زالت تدعم الاسد المنتمي الى الاقلية الشيعية العلوية في سوريا.

وقال مهمانباراست ان "صدور بيان الجامعة العربية جاء في وقت تحاول فيه قوى اجنبية التدخل في الشؤون الداخلية السورية" داعيا الى الحوار والتحرك "بالتوازي مع الحفاظ على السلام والاستقرار." واضاف "الارض ممهدة للنجاح في الاصلاحات التي يطبقها رئيس سوريا وشعبها."

في الوقت الذي ادان العراق على لسان المتحدث الرسمي للحكومة قرار الجامعة العربية، معتبرا ان توجه الجامعة يصير الارتياب ويمهد الى دوامة خطيرة تزعزع استقرار المنطقة.

واعتبر على الدباغ ان سياسة الجامعة العربية ينتهج اسلوب الكيل بمكيالين ازاء الاحداث العربية، وتقف وراءه دوافع طائفية مقيتة، تسهم في خدمة اجندات مشبوهة.

فيما اكد وزير الخارجية العراقي ان اعتراض العراق على عزل سوريا ينبع من اتزان سياسي يمثل مصالح العراق العليا وامنه وسيادته.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/تشرين الثاني/2011 - 18/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م