إصدارات جديدة: تمر ولبن.. كتاب الذات الجمهورية

 

 

 

 

الكتاب: تمر ولبن... كتاب الذات الجمهورية

الكاتب: خضير فليح الزيدي

الناشر: تموز للطباعة والنشر والتوزيع / دمشق

عرض: حيدر الجراح

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: العنوان جاء مطابقا لسرديات الكتاب.. انه تعبير عن فوضى المصير التي قرأها الكاتب عبر ذاكرته المتخمة بالتفاصيل والتي عاصر الكثير منها.. والذات الجمهورية هي الذات العراقية في اطوار تحولاتها الكبرى منذ العام 1958 وهو عام القضاء على الملكية وبداية صعود العهود الجمهورية عبر دبابات العسكر ومسدسات المخابرات.

يعتبر الكاتب ان العام 1958 هو العام الذي كشّرت فيه الثورة عن انيابها وهي الثورة التي قادها الزعيم عبد الكريم قاسم مع مجموعة من الضباط ضد الملكية الهاشمية في العراق.. باشرت ثورة الزعيم بفتح صنبور الدم ومنحته الشرعية باسم الثورة وخيمتها الجمهورية.

في العام 1963 اكدت الثورة على نهجها الدموي وحماسها الثوري عبر استعداد سايكولوجي وهذه المرة عبر مجموعة اخرى من الضباط الذين اخذوا بتصفية رفاقهم في السلاح وهو ما عرف بالمد القومي وفي ادبيات البعث العراقي بثورة الثامن من شباط او عروس الثورات.

هذا النهج استمر حتى العام 1968 الذي حدثت فيه انعطافة اخرى سترسم الطريق لاحقا في العام 1980 حيث تمثل الرعب الثوري / الجمهوري في اعلى لحظاته في شمولية العنف. الكتاب يتناول الذات العراقية كسردية كبرى.. ذات رزحت تحت نير حقبة الجمهورية في اطوارها الثلاثة.. وهي تسمية راى فيها الكاتب تميزا عن ذوات ساعدت في تبلورها حقب اخرى.

يفترض الكاتب – وهو افتراض تسنده الكثير من الحقائق - ان تركيبة الذات العراقية تحمل في جيناتها ثلاثة عناصر معا (اندفاع – انفعال – عنف) وتلك هي بذور فوضى عارمة. الخاصية العراقية هي المصطلح الاكثر ايفاءا من غيره في ادراك او تعقب ما يحدث من ثلومات متكررة لذات الجمهورية.. الذات هي اختبار رسمي للسلوك البشري، الذات كقراءة لعراقيتنا والثلم لازمة للشخصية العراقية.

العراقي هنا المؤكد بكل هوياته المتعددة وليس العربي فقط. قالوا في وصفه (طيب القلب – متقلب المزاج – له في الشهامة والشجاعة صولات وجولات).. بمعنى انه لا يشبه غيره بالمطلق..ذلك لان مسارات التاريخ المعاصر اوجدت منه ذاتا غير متشابهة مع اقرانه من عرب أو مسلمين في وقائع تاريخية مخيبة ومحبطة لتلك الذات.

افرز تاريخ الجمهورية ذاتا بنمط خاص غير مكرر واحكمه بحكام قد افرزوا له مفازات خاصة به حفرت اخاديد علاماتها في ذوات اهل العراق الجمهوريين. يعبر العراقيون عن لحظة الجمهورية ب (عهد الثورة) او ب (العهد الجديد)، (قبل الثورة وبعد الثورة، ايام الملوكية وايام الجمهورية) لذلك سمو بناتهم (ثورة وجمهورية وقومية ووحدة وكرامة وعروبة وحرية وعربية وانتصار وعهود وامل ونضال وعهد وطموح).

اما البنون فهم (قاسم وعبد السلام وعبد الرحمن وبعث وعبد الكريم وثائر ورفيق وعدي وهيثم وميثاق وزعيم وسهم وقائد ولواء ورفاق ونصير وبارق وحربي ورائد وعبد العظيم وسيف وفارس وحازم) وما شابه.

ويسمون العهد الملكي بالعهد القديم او الملكي او البائد او ايام ابو ناجي او الفيصلي.. والجمهورية كحقبة ستكون فاعلة حتما بعد سني الجمهورية.

بعد حرب الخليج الاولى 1988 تم تغيير مصطلح الجمهورية العراقية الى مصطلح ذكوري سمي جمهورية العراق.. فقد تحولت الجمهورية بلحظة عراقية وبعملية جراحية بسيطة الى جمهورية العراق الفحولية... لقد قدم اللغويون ومستشارو ثقافة النظام فكرة تغيير المصطلح ليتماشى لغويا مع تطلعات الجمهورية الصاعدة.

لقد تولدت نزعة تدميرية هائلة للذات العراقية الجمهورية لاجهزة مؤسسات الدولة واجهزة الحكومة معا.. ذلك ما فرضه الاحساس بفداحة الخسرات المتلاحقة.. تعسف واستلاب مارسته اجهزة الحكومة اتجاه الذات المحاصرة في قفص الجمهورية.. لذلك ومن الطبيعي كانت الذوات تمارس عقوبتها لنظام الحكم في لحظة تاريخية منفلتة وتعبر عن غضبها بحرق وفرهدة كل ما يعتقد انه تابع الى الحكومات.

 الكتاب توزع على مقدمة وثلاثة فصول.. المقدمة حملت عناوين:

ما قبل/ ما بعد..

عراقيون جمهوريون..

جمهوريو الشاشة الصغيرة..

الفصل الاول حمل عنوان عراقيون في الزي وتوزع على العناوين التالية:

الزي العراقي حجب وقناع..

معونة الشتاء..

رعب السفاري، احتراق الزيتوني..

الفصل الثاني كان عنوانه عراقيون في البيوت وتوزع على ثلاثة عناوين فرعية هي على التوالي:

في عمارة البيت..

في الحمام..

في مرحاض جمهوري..

الفصل الثالث والاخير جاء تحت عنوان عراقيون في المطبخ وحمل عنوانان فرعيان هما:

تمر ولبن..

شوربة عدس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 13/تشرين الثاني/2011 - 16/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م