حرب إيران... معركة الأرض المحروقة

 

شبكة النبأ: تبدو إسرائيل أكثر عزلة بعد ان تخلى عنها اقرب حلفائها حول عزمها شن حرب سريعة على ايران، حيث تجلى ذلك من خلال التصريحات الرسمية التي أطلقتها دوائر القرار الغربي وعلى رأسها الخارجية الأمريكية، بالإضافة الى معارضة كل من ألمانيا وفرنسا لأي سيناريو عسكري لوقف البرنامج النووي الإيراني، قبل ان تتوج الأمم المتحدة معارضتها مؤخرا لذلك.

الا ان التصريحات والتهديدات المتبادلة بين كل من تل أبيب وطهران لا تزال مستمرة على قدم وساق، وهو ما يثير قلق بعض المراقبين حول اقدام الطيران الإسرائيلي بشن هجمات بشكل منفرد على المنشات النووية الإيرانية كما فعل في العراق عام 1982، عند قصفها لمفاعل تموز في بغداد.

تحذير الحلفاء

فقد قال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله لصحيفة هامبورجر أبندبلات ان النقاش بشأن توجيه ضربة عسكرية لايران أمر خطير ويقوي قيادة الجمهورية الاسلامية أكثر مما يضعفها.  وقال فسترفيله للصحيفة "أحذر من طرح فكرة الخيارات العسكرية. "هذه مناقشات .. تعزز القيادة الايرانية اكثر مما تضعفها." غير ان فسترفيله قال انه اذا لم تتعاون ايران فان "المجتمع الدولي لن يعود ببساطة الى الوضع المعتاد كأن شيئا لم يحدث." واضاف "لايران الحق في استخدام الطاقة النووية للأغراض المدنية لكن عليها ايضا ان تستبعد الاستخدام العسكري."

فيما حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من ان اي هجوم عسكري يستهدف ايران سيكون خطأ فادحا لا يمكن التنبؤ بتبعاته. وتعارض روسيا بشدة اي عمل عسكري ضد الجمهورية الاسلامية رغم دعم موسكو العقوبات التي فرضها مجلس الامن علي ايران بسبب برنامجها النووي.

وحفلت وسائل الاعلام الاسرائيلية بتكهنات بشأن سعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتوصل لتوافق بين اعضاء حكومته لشن هجوم على المنشات النووية الايرانية. وسئل وزير الخارجية لافروف عن تقارير تشير لعزم اسرائيل شن هجوم عسكري على ايران فأجاب "سيكون خطأ فادحا لا يمكن التنبؤ بعواقبه."

وقال لافروف انه لا يمكن تسوية القضية النووية الايرانية عسكريا وان القتال في العراق وافغانستان المجاورتين لايران قاد لمعاناة انسانية وسقوط عدد كبير من الضحايا.

ويعتقد محللون سياسيون ان شن غارة على المنشات النووية الايرانية قد يستفز ايران للقيام بعمل انتقامي ضخم يعرقل حركة الملاحة في الخليج ويعوق وصول امدادات النفط والغاز لاسواق التصدير.

ويقر مسؤولون امنيون بارزون في روسيا بأن مخاوف الغرب تجاه البرنامج الايراني مشروعة ولكن موسكو تقول انه ليس ثمة دليل دامغ على ان ايران تحاول تصنيع قنابل نووية. ومن شأن اي هجوم عسكري على ايران ان يقود على الارجح لتدهور العلاقات بين الغرب وروسيا.

وقال لافروف الذي يشغل منصب وزير الخارحية منذ 2004 "ليس ثمة حل عسكري للقضية النووية الايرانية وما من حل عسكري لاي مشكلة اخرى في العالم المعاصر." وتابع "يتأكد لنا هذا كل يوم حين نرى كيف تسوى المشاكل في المنطقة المحيطة بايران .. سواء في العراق أو افغانستان او ما يحدث في دول اخرى في المنطقة. لا يقود التدخل العسكري الا لسقوط عدد أكبر بكثير من القتلى ولمعاناة انسانية." وأكد لافروف على ضرورة استئناف المحادثات بين بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة والمانيا وايران في أقرب وقت ممكن.

من جانبه قال الان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي ان هجمات عسكرية تستهدف البرنامج النووي الايراني من الممكن أن تسبب وضعا "مزعزعا للاستقرار بشكل كامل" في المنطقة مضيفا أن فرنسا ستلجأ بدلا من ذلك الى تشديد العقوبات. وصرح جوبيه لاذاعة أوروبا 1 "يمكن ان نشددها (العقوبات) للضغط على ايران وسوف نستمر في هذا المسار لان التدخل العسكري من الممكن أن يسبب وضعا مزعزعا للاستقرار بشكل كامل في المنطقة." ومضى يقول "لابد أن نبذل قصارى جهدنا لتجنب وضع غير قابل للاصلاح."

وفي الاسبوع الماضي انتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ما أسماه "الرغبة المستميتة" لايران لصنع أسلحة نووية وقال ان فرنسا لن تقف مكتوفة الايدي في حالة تهديد اسرائيل.

في السياق ذاته قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا ان العمل العسكري ضد ايران قد يترتب عليه "اثار خطيرة" في المنطقة وذلك بعد ساعات من تحذير ايران من أن أي هجوم على مواقعها النووية سيواجه "بقبضات حديدية". واضاف بانتيا -الذي تولى منصبه في يوليو تموز- أنه يتفق مع سلفه روبرت جيتس فيما ذهب اليه من أن ضربة عسكرية الي ايران ستؤدي فقط الي ابطاء برنامجها النووي الذي يعتقد الغرب انه يهدف الي صنع قنبلة ذرية.

وحذر جيتس أيضا من ان مثل هذه الضربة قد توحد ايران وتزيدها اصرارا على السعي لامتلاك اسلحة نووية. وتقول ايران ان برنامجها النووي سلمي وانها تخصب اليورانيوم لاستخدامه لتشغيل مفاعلات لتوليد الكهرباء.

وقال بانيتا للصحفيين في مقر وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الخميس عندما سئل عن مخاوف من ضربة عسكرية الي ايران "يجب توخي الحذر من عواقب غير مقصودة هنا." وسلم بأن العمل العسكري ربما يفشل في ردع ايران "عن تحقيق ما تريده."

وقال "لكن الشيء الاكثر أهمية انه قد يكون له اثار خطيرة في المنطقة وقد يكون له اثار خطيرة على القوات الامريكية في المنطقة... واعتقد ان كل تلك الاشياء تحتاج الي دراسة متأنية."

وتزايد التوتر بشان برنامج ايران النووي منذ يوم الثلاثاء عندما قال تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ان طهران عملت فيما يبدو على تصميم قنبلة وانها ربما لا تزال تجري ابحاثا سرا من اجل تلك الغاية. بحسب رويترز.

وقال بانيتا ان العمل العسكري يبقى ملاذا أخيرا من وجهة النظر الامريكية والاسرائيلية وأكد الجهود الامريكية من اجل تشديد العقوبات على طهران. واضاف قائلا "من المهم لنا ان نتأكد من تطبيق أشد العقوبات.. ضغوط اقتصادية ودبلوماسية.. على ايران لتغيير سلوكها."

"نحن في مناقشات مع حلفائنا فيما يتعلق بالعقوبات الاضافية التي ينبغي فرضها على ايران."

وسئل بانيتا هل يمكن للولايات المتحدة ان تقبل امتلاك ايران لسلاح نووي فقال ان واشنطن اوضحت بجلاء أن "من غير المقبول أن تطور ايران قدرات نووية."

تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

الى ذلك اعلن مسؤولون اسرائيليون ان "الحدة غير المسبوقة" في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الايراني "تبعد لاسابيع وحتى لاشهر" سيناريو توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية لايران، كما نقلت عنهم محطتان تلفزيونيتان.

وبحسب القناتان الخاصتان الثانية والعاشرة في التلفزيون الاسرائيلي فان هذا التقرير سيتيح لاسرائيل الانتظار "لبضعة اسابيع او حتى لبضعة اشهر" لمعرفة ما اذا كان المجتمع الدولي سيفرض "عقوبات تشل" ايران، من مثل المقاطعة التامة للمصرف المركزي الايراني او لصادرات النفط الايرانية.

وامتنع مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن الادلاء باي تعليق على التقرير، مكتفيا بالقول "نحن نعكف على دراسة التقرير" وسيصدر "لاحقا" بيان حول هذا الموضوع. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قال للاذاعة العامة قبيل ساعات من نشر التقرير ان اسرائيل "لم تقرر بعد شن عملية عسكرية ضد ايران (...) نحن لا نريد الحرب".

وابدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية "مخاوف جدية" من امكان وجود "بعد عسكري" للبرنامج النووي الايراني استنادا الى ما لديها من معلومات "جديرة بالثقة"، كما جاء في تقرير سري. وجاء في التقرير ان "الوكالة لديها مخاوف جدية من وجود بعد عسكري محتمل للبرنامج النووي الايراني"، مؤكدة ان هذه المخاوف تستند الى معلومات "جديرة بالثقة". واوضحت ان "هذه المعلومات تؤكد ان ايران اجرت انشطة تهدف الى انتاج سلاح نووي" كما تشير الى ان "هذه النشاطات جرت قبل 2003 في اطار برنامج منظم وان بعضها يمكن ان يكون مستمرا".

وقد دعت اسرائيل الى فرض عقوبات دولية "تشل" ايران التي يشتبه الغرب بانها تسعى الى حيازة السلاح النووي، فيما كرر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك القول الثلاثاء ان الحكومة لم تتخذ قرارا بأي عملية عسكرية.

ودعا وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في تصريحات نقلتها صحيفة معاريف الثلاثاء الاسرة الدولية الى فرض عقوبات دولية "صارمة جدا وتشل" ايران. واوضح ليبرمان ان هذه العقوبات يجب ان تطال البنك المركزي الايراني وصادرات النفط الايرانية بعد نشر التقرير المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامج طهران النووي. واضاف ليبرمان "اذا لم تتخذ الولايات المتحدة تدابير لفرض مثل هذه العقوبات الصارمة على ايران، فان هذا يعني ان الاميركيين والغرب يقبلون بدولة ايرانية نووية".

من جهته، قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية انه يتوقع "تقريرا خطيرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية مع ان هناك محاولات تهدف الى تخفيفه". واضاف ان "هذا التقرير سيظهر ان ايران تواصل خداع الاسرة الدولية وتواصل جهودها على طريق السلاح الذري (...) آمل ان تفرض عقوبات دولية خطيرة".

وقال باراك ان "اسرائيل هي اقوى دولة في المنطقة من طرابلس في ليبيا الى طهران، لكن الحرب ليست نزهة واخافة الرأي العام ينم عن لا مسؤولية". واضاف ان "اسرائيل لم تتخذ بعد قرارا بشن عملية عسكرية ضد ايران (...) لا نريد الحرب".

وفي 31 تشرين الاول/اكتوبر، نفى باراك معلومات صحافية افادت انه اتخذ بالتنسيق مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قرارا بشن عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الايرانية. لكن باراك اشار الى ان "صواريخ ايران وحزب الله لا تشكل تهديدا وجوديا لاسرائيل".

وكان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز حذر الاحد من ان "احتمال شن هجوم عسكري على ايران اقرب من الخيار الدبلوماسي". ونفت ايران التي تخضع لعقوبات دولية، باستمرار سعيها الى صنع السلاح النووي، واكد رئيسها محمود احمدي نجاد الثلاثاء ان بلاده "لا تحتاج الى القنبلة النووية" لمواجهة واشنطن وحلفائها.

من جانبه كتب المعلق السياسي بن كاسبيت في صحيفة معاريف يقول ان الولايات المتحدة واوروبا والصين وروسيا تدرك أن وقت الحل الدبلوماسي ينفد وأنها "اذا لم تقدم على منع القنبلة هذا الشتاء فان اسرائيل لن تتحمل مسؤولية تصرفاتها." وقال يوسي ميلمان الذي يكتب عن القضايا الامنية والاستراتيجية في صحيفة هاارتس انه لا يعتقد أن تقرير الوكالة سيردع إيران عن محاولة صنع قنبلة. وتابع قائلا "إيران ستواصل جهودها لامتلاك أسلحة نووية. العقوبات لن تكون بالقسوة الكافية والاجراءات الدبلوماسية ستنفد. ونحن مرة أخرى ومن نفس المكان نتجادل بشأن الخيار العسكري."

أكبر من أن تحتمل

من جهة أخرى قالت شركة استثمار إسرائيلية كبيرة إن التكلفة الاقتصادية لاي ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية ستكون أعلى من أن يقبلها العالم ولذلك من المرجح أن يرضخ العالم لحصول إيران على سلاح نووي.

وقال عامير كاهانوفيتش كبير الاقتصاديين في كلال فاينانس احدى اكبر شركات السمسرة الاسرائيلية ان الارتفاع الحاد في أسعار النفط وتكاليف الحرب والضرر الذي سيلحق بالتجارة العالمية سيكون كبيرا للغاية مما سيثني القوى العالمية عن اتخاذ أي عمل جاد.

ويتعارض هذا التقييم تماما مع الموقف الاسرائيلي الرسمي الذي يرفض تطلعات ايران النووية ويرى أن جميع الخيارات مطروحة لمنع حصولها على السلاح النووي وهو ما تعتبره اسرائيل خطرا على وجودها.

وفي تقرير بعنوان "رؤية اقتصادية للمسألة الايرانية" وضع كاهانوفيتش تصورات لمسار الاحداث تتراوح بين فرض مزيد من "العقوبات الخفيفة" وتوجيه ضربات عسكرية وأبلغ المستثمرين أنه من المرجح أن يحجم العالم عن اتخاذ الخطوات الضرورية لمنع ايران من اكتساب أسلحة نووية.

وكتب يقول ان التكلفة الاقتصادية لمواجهة عسكرية قد ترد عليها ايران وحلفاؤها في غزة ولبنان بهجمات صواريخ انتقامية ستكون مرتفعة للغاية حتى بالنسبة لاسرائيل. وأضاف "للاسف يبدو أن السيناريو الاكثر ترجيحا هو ايران نووية."

وقال التقرير ان ايران ستضطر اذا لم تجد أمامها سبيلا اخر لاتخاذ اجراء مثل اغلاق مضيق هرمز الامر الذي سيؤدي الى رفع سعر النفط فوق 250 دولارا للبرميل. وأضاف أن عبء تمويل المواجهة العسكرية سيكون أكبر من الاحتمال في ضوء معاناة دول كثيرة بالفعل بسبب الازمة الاقتصادية العالمية.

وردا على سؤال عن احتمال التوصل لاتفاق عالمي على تشديد العقوبات على ايران قال افرايم كام الباحث في معهد دراسات الامن الوطني في اسرائيل ان الصين وروسيا اللتين تتمتعان بحق النقض (الفيتو) بمجلس الامن الدولي لن تؤيدا مثل هذه الخطوات وتخاطرا بالتعرض لتداعياتها الاقتصادية. وقال "أقصى ما يمكن أن نراه هو جولة أخرى من العقوبات الخفيفة."

سترد "بكل قوتها"

من ناحيته اكد المرشد الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي في كلمة امام ضباط من الجيش، ان ايران "سترد بكل قوتها" على اي عدوان او تهديد عسكري من جانب الولايات المتحدة واسرائيل. وقال آية الله خامنئي كما جاء على موقعه الرسمي "على الاعداء ولاسيما الولايات المتحدة وخدامها، والنظام الصهيوني ان يعرفوا ان الامة الايرانية لا تريد التعدي على اي بلد لكنها سترد بكل قوتها على اي عدوان (عسكري) وحتى على اي تهديد بحيث يتم تدمير المعتدين من الداخل". واضاف "على كل من يفكر في شن اعتداء على الجمهورية الاسلامية الايرانية الاستعداد لتلقي صفعات قوية واللكمات القوية من الجيش وحرس الثورة والباسيج".

واكد خامنئي ايضا ان "الشعب الايراني ليس شعبا خاملا ولا يقف متفرجا على اي تهديد تطلقه لقوى عظمى مادية ينخرها الدود من الداخل". كما حذر مسؤول إيراني رفيع إسرائيل من أن شن هجوم عسكري على إيران سيشكل تهديدا لوجودها. وقال نائب أمين المجلس الاعلى للامن القومي الإيراني علي باقري من خلال مترجم أثناء زيارته لموسكو "اذا سمح الكيان الصهيوني لنفسه بارتكاب مثل هذا الخطأ سيثور تساؤل بشأن وجوده.. سؤال ليس عن شرعيته بل عن وجوده."

وتمثل تصريحات باقري تكرارا لتحذير من جانب الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي أذاعه التلفزيون الرسمي قال فيه ان أي عمل عسكري ضد المواقع النووية الايرانية سيقابل "بقبضات حديدية".

وقال باقري ان ايران لا تعتقد ان اسرائيل ستشن هجوما مشيرا الى ان اسرائيل "في أسوأ وضع منذ انشائها... بالمعايير السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقضايا الامنية." وتابع "شعوب هذه الدول (في الشرق الاوسط) تريد طرد اسرائيل من المنطقة. ولذلك فان النظام الصهيوني لديه الكثير من نقاط الضعف."

نهاية اسرائيل قريبة

فيما اتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مقابلة مع صحيفة الاخبار المصرية، الولايات المتحدة واسرائيل بمحاولة حشد دعم العالم لشن هجوم عسكري على بلده، مؤكدا ان طهران "لن تسمح لهم باتخاذ اي خطوة ضدها". وشن احمدي نجاد في المقابلة مع الصحيفة الرسمية هجوما على اسرائيل بعد ان تحدث رئيسها شيمون بيريز مؤخرا عن ازدياد احتمال شن هجوم على ايران.

وقال احمدي نجاد ان "نهاية اسرائيل امر حتمي"، معتبرا ان هدف واشنطن هو انقاذ "الكيان الصهيوني لكنها لن تستطيع ابدا تحقيق ذلك فالصهاينة محكوم عليهم بالزوال".

ورأى ان "هذا الكيان دخل جسد المنطقة وتتطلع جميع الشعوب الى الخلاص منه وطرده منها. عموما مآله الى التلاشي ونعم سينهار حتما وسيكون زواله قريبا". وتابع "لو قدر اجراء استفتاء لاستطلاع راي الشعوب حول بقاء هذا الكيان الصهيوني في المنطقة فسيجمع الكل على رفضه (...) هذا الكيان اشبه ما يكون بكلية وضعت بجسم ولم يتقبلها ولفظها".

من جهة اخرى، قال احمدي نجاد ان "ايران تزداد قدرة وتطورا لذا استطاعت ان تدخل في طور المنافسة في العالم وبات الكيان الصهيوني والغرب وتحديدا امريكا يخشون قدرة ايران ودورها (...) لذا يحاولون حشد العالم لعملية عسكرية لايقاف دورها".

واكد ان "ايران لا تمتلك قنبلة نووية وانما اسرائيل هي التي تمتلك ترسانة نووية قدرت بثلاثمائة رأس نووي فهي الشر الذي يشكل تهديدا للمنطقة بأسرها". وتابع الرئيس الايراني ان "كل ما تحرص عليه ايران هو الحصول على التقنية النووية لاستخدامها في الاغراض السلمية وفقا لمعاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعت عليها". واكد احمدي نجاد "يجب ان يعلم المتغطرسون ان ايران لن تسمح لهم باتخاذ اي خطوة ضدها".

وردا على ادعاء واشنطن بان ايران تورطت في مؤامرة لقتل السفير السعودي في واشنطن، قال احمدي نجاد "هذا اتهام كاذب وابعد ما يكون عن إيران وشعب إيران، فايران لا يمكن ان تنزل الي هذا المستوي او تقدم علي هذا الجرم".

وكانت ايران نفت مرارا اي تورط لها في مخطط لاغتيال السفير السعودي الذي اشارت واشنطن الى ان ايرانيا اميركيا يبيع السيارات تورط فيه وانه الان قيد الاعتقال، فضلا عن تورط مسؤولين ايرانيين في الخطة لقتل السفير السعودي لدى واشنطن على الاراضي الاميركية.

واكد الرئيس الايراني ان الولايات المتحدة "تخاف من أي صداقة بيننا وبين السعوديين لهذا فهي تقوم باثارة الخلافات بين الشعوب، ولقطع الطريق عليها يجب ان نبذل جهدا لتعميق اواصر الصداقة وتوثيق العلاقات فيما بيننا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 13/تشرين الثاني/2011 - 16/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م