
شبكة النبأ: يترقب المجتمع الدولي
بحذر شديد الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة وتصريحاتها بشأن استعداداتها
لتوجيه ضربة استباقية لإيران في القريب العاجل، خصوصا ان ذلك بحسب معظم
المتابعين يمثل كارثة غير مسبوقة تلحق ضررا مباشر بمعظم دول الشرق
الأوسط تحديدا، والمجتمع الدولي بشكل عام.
وتلوح إيران من جهتها بحرب شاملة لا تستثني طرف أو دولة تسهم او
تساعد على استهدافها، عبر استغلال الأوراق الاقتصادية والأمنية المؤثرة
في الخليج وحوض الأبيض المتوسط، سيما انها تمتلك العديد من الحلفاء
والأتباع الذين قد لا يترددون في الانضمام الى جانبها في حال اندلاع
حرب.
فيما يرجح بعض المراقبين ممن يستبعدون إقدام تل أبيب على ضرب إيران،
ان الجيش الاسرائيلي يستعد لضرب حلفاء إيران لا غير، ولا يمثل
استعراضها للقوة وتهديداتها المتصاعدة الا محاولة للحد من التهويل الذي
سيصاحب شن هجمات قاسية على كل من فصائل المقاومة في كل من غزة وجنوب
لبنان فقط.
الدب الجريح يلاحق الغرب
فمن شأن القيام بغارة عسكرية على منشآت نووية ايرانية أن يلحق ضررا
عميقا بالأمن والرخاء العالميين مما يبرز ضرورة مواصلة استخدام وسائل
الضغط الأخرى خاصة العقوبات... هذا هو الرأي التقليدي السائد بين صناع
الرأي في اوروبا الذين يخشون من ان ترد ايران بمهاجمة الخليج وقطع
الشرايين البحرية وخطوط الانابيب الرئيسية التي تحمل جزءا كبيرا من
إمدادات النفط والغاز على مستوى العالم.
وقال مالكولم تشالمرز مدير قسم الابحاث في المعهد الملكي لدراسات
الدفاع والامن ببريطانيا "نتحدث عن ظهور دب جريح وهو ما ستكون له عواقب
لا يمكن التنبؤ بها." وقال بروس ريدل المحلل السابق في وكالة المخابرات
المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) والذي كان مستشارا للرئيس باراك أوباما
لسياسات المنطقة "التخريب والعقوبات سببت انتكاسة لا يستهان بها لايران.
والقيام بعملية عسكرية الان سيضعف التوافق الدولي بشأن ايران ولن يحقق
الكثير ويمكن أن يدفع لانتقام ثقيل."
وبعد حربين طاحنتين في أفغانستان والعراق وحملة انتهت لتوها في
ليبيا بات الغرب منهكا من الصراعات ومنشغلا بتعافي اقتصاداته التي
تواجه أزمات ضخمة بدرجة لا تسمح له بالتفكير في خوض صراع آخر.
ورغم الاقتناع الواسع بهذه الرؤية في الغرب فان التقويم السياسي
والدبلوماسي يشير الى أنها ستخضع لتدقيق لم يسبق له مثيل في الأشهر
القادمة. وستسلط الأضواء على العقوبات والعمل السري في سياسة الغرب
تجاه ايران الاسبوع القادم حين تنشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية
تقريرا عن برنامج طهران النووي.
ومن المتوقع أن يكشف تقرير الوكالة النقاب عن معلومات مخابرات مفصلة
تشير الى أبعاد عسكرية لبرنامج ايران النووي مع عدم التطرق صراحة الى
محاولة طهران انتاج أسلحة ذرية. وتقول ايران ان برنامجها النووي سلمي.
ويتوقع أن يرد بعض خصوم ايران على التقرير بالدعوة الى أن يحتل العمل
المسلح موقعا متقدما على قائمة الخيارات المطروحة لوقف الانشطة النووية
الايرانية التي يشتبه الغرب في أنها تهدف الى تطوير قدرة نووية.
وقد تلقى هذه الدعوات تعاطفا اكثر من المعتاد في الولايات المتحدة
التي قالت الشهر الماضي انها أحبطت محاولة ايرانية لاغتيال السفير
السعودي في واشنطن. وتنفي ايران التي لا تربطها علاقات دبلوماسية
بالولايات المتحدة منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979 ضلوعها في
مؤامرة من هذا النوع. وقال تريتا بارسي الخبير في العلاقات الامريكية
الايرانية لرويترز "هناك نمط واضح جدا يتزامن فيه التلويح بتهديدات مع
مساعي تشديد العقوبات." وأضاف "الاسرائيليون يلجأون لاسلوب التحدث بقوة
عن الخيار العسكري للضغط على واشنطن لتتخذ مزيدا من الاجراءات تجاه
ايران. في المقابل تستخدم الولايات المتحدة وبريطانيا نفس الاسلوب
للضغط على دول أخرى لتشديد العقوبات."
واستطرد قائلا "السؤال هو الى اي مدى يمكن استخدام هذا الاسلوب دون
أن يصبح نبوءة تتحقق.. في احدى المراحل قد يكون هناك تشكك في القدرة
على شن هجوم."
وبعد صدور التقرير الاسبوع القادم يرجح أن تكرر اسرائيل رسالتها وهي
أن ايران عدوتها اللدود مصدر تهديد عالمي وأن الفرصة المتاحة لايجاد حل
تتلاشى. وأجرت اسرائيل تجربة صاروخية يوم الاربعاء وسط جدل داخلي
متزايد بشأن احتمال شن هجوم وقائي على مواقع نووية ايرانية.
ويقول الرئيس الامريكي باراك اوباما انه يأمل أن يؤدي مخطط اغتيال
السفير السعودي الى تشديد العقوبات على ايران التي تخضع بالفعل لعقوبات
من الامم المتحدة بسبب برنامجها النووي. بحسب رويترز.
ومن المرجح أن يرد أوباما وبعض القادة الغربيين على التقرير بأن
يؤكد مجددا أن جميع الخيارات مطروحة في إشارة الى أن العمل العسكري
خيار قائم. وقال مسؤول بريطاني يوم الاربعاء ان بلاده تبقي خياراتها
مفتوحة فيما يتصل بالعمل العسكري ضد ايران بعد أن ذكرت صحيفة أن
بريطانيا تعزز خطط الطواريء وسط مخاوف متزايدة بشأن طموحات طهران
النووية.
لكن بعض المحللين يشيرون الى أن القوى الغربية تدلي في الوقت الراهن
بتصريحات حادة كتكتيك يمكنها من تحقيق هدفها الرئيسي وهو تشديد
العقوبات. لكنها في الواقع شديدة الحذر من القيام بأي عمل عسكري.
ويرجع هذا الى المخاطر الجمة التي ستجلبها مثل هذه العملية العسكرية
علاوة على الصعوبة الشديدة لتنفيذها. وقال تشالمرز من المعهد الملكي
ببريطانيا "احتمال العمل العسكري كان وسيظل قائما." وأضاف "لا أظن أن
الحسابات من ناحية الخطورة تغيرت تغيرا كبيرا لان تبعات هذا التصرف غير
معروفة على الاطلاق." ومضى يقول "هناك احتمال كبير لان يتحول شيء بدأ
بدافع من البرنامج النووي الى صراع أوسع بكثير."
ويقول محللون ان من بين العواقب المرجحة.
- طرد ايران لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وانسحابها من
معاهدة حظر الانتشار النووي مما يقضي فعليا على اي احتمال للوصول الى
حل للازمة النووية عن طريق التفاوض.
- انتهاء اي توافق دولي على المسألة النووية الايرانية.
- انتهاء ما تبقى من دعم "للحركة الخضراء" الاصلاحية الايرانية اذ
سيلتف الايرانيون حول الحكومة.
- تغلق ايران الخليج أمام صادرات النفط مما سيؤدي الى زيادة في
أسعاره تسبب أضرارا اقتصادية.
- تلهب ايران المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في دول عربية خاصة
سوريا ولبنان والاراضي الفلسطينية.
- خسارة أي نوايا عربية طيبة تجاه الغرب تولدت نتيجة الدعم الغربي
للانتفاضات العربية.
وقال تشالمرز ان خيار الضربات العسكرية يتضمن مشكلة "ما هو القدر
الكافي.." مضيفا أنه سيظهر اغراء بتدمير الدفاعات الجوية الايرانية "وينتهي
المطاف بضرب جزء كبير من البنية الاساسية العسكرية".
ويقول بيتر ويزمان الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية بالمعهد
الدولي لابحاث السلام في ستوكهولم ان الانشطة النووية الايرانية منتشرة
في أنحاء الجمهورية الاسلامية واذا كانت لديها قدرة تسلحية سرية "فعلينا
أن نفترض أن ايران ستبذل كل جهد لحمايتها... من خلال اخفاء وتوزيع تلك
المواقع."
وتابع قائلا "بالتالي سيكون من الصعوبة الشديدة بمكان أن تشن
اسرائيل هجوما وأن تضمن تدمير جميع المنشات الحيوية ومن الواضح أن
اسرائيل لا تملك الوسائل اللازمة لبدء حملة جوية شاملة على ايران."
وسُئل مسؤول غربي التعقيب فقال بعد أن طلب عدم نشر اسمه لحساسية
الموضوع ان من الواضح أن ايران سعت الى دفن منشات متصلة بالنشاط النووي
على أعماق غير بسيطة. وقال تاراك بركاوي المحاضر المتخصص في دراسات
الحرب بجامعة كيمبردج "يصعب علي أن أصدق أن يفكروا في القيام بشيء شديد
الغباء كهذا لكني لا أستبعد هذا الاحتمال استبعادا تاما."
مراقبة إسرائيل
في السياق ذاته ذكرت مصادر عسكرية أمريكية لـCNN، بأن واشنطن صعدت
مؤخراً من "رقابتها" على إيران وإسرائيل على خلفية مخاوف من استعداد
الدولة العبرية لتوجيه ضربة عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، قد
تستخدم فيها تل أبيب الصواريخ الباليستية، بحسب تكهنات أمريكية.
ورد أحد المصادر، التي رفضت كشف هويتها نظراً لحساسية القضية، وهو
مسؤول عسكري رفيع على سؤال إذا ما كان البنتاغون قلقاً من هجوم
إسرائيلي على إيران قائلاً: "بكل تأكيد." وذكر المصدر إن "لقيادة
المركزية والأخرى الأوروبية، قد كثفتا من مراقبة أي تحركات عسكرية في
كلا البلدين، حيث تعد الأقمار الصناعية الأمريكية أبرز وسائل جمع
المعلومات في المنطقتين، دون التأكيد إذا ما جرى الاستعانة بها بالفعل.
ووصف مسؤول عسكري رفيع آخر إيران باعتبارها أكبر تهديد للولايات
المتحدة في الشرق الأوسط، قائلاً إن التهديد الذي قد تمثله على المصالح
الأمريكية قد تصاعد لعدة أسباب، على حد قوله.
فبالإضافة إلى الطموح النووي الذي تصبو إليه الجمهورية الإسلامية،
بجانب الخطة المزعومة لاغتيال السفير السعودي لدى أمريكا، علاوة على
شحنات الأسلحة الإيرانية للعراق والدعم الإيراني المتواصل للمليشيات
المسلحة، على غرار حزب الله.
وتتزامن المخاوف من ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران، مع استعداد
الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نشر تقرير جديد ، الأسبوع المقبل،
يتناول مدى التقدم الذي أحرزته إيران في برنامج تطوير أسلحة نووية.
ويتضمن التقرير تقييماً لأعمال البحث والتطوير التي قامت بها طهران
مؤخراً، قد تساعد الجمهورية الإسلامية في إنتاج رؤوس نووية.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تكهنت، في الآونة الأخيرة، بإستجابة
الحكومة الإسرائيلية، على تقرير الوكالة الدولية، بهجوم عسكري على
إيران. وقال المصدر الأخير للشبكة إن أمريكا تراقب عن كثب أي تحركات
عسكرية في البلدين، معلقاً على تأكيدات إسرائيلية سابقة لواشنطن
بإخطارها مسبقاً قبيل أي عمل عسكري: "لا يبدو هذا الأمر مؤكداً." وتقدر
الولايات المتحدة بأن أي ضربة إسرائيلية ستتضمن استخدام صواريخ
باليستية وطائرات مأهولة، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر نظراً لحاجة
المقاتلات لاستخدام المجال الجوي لدولة ثالثة وإعادة التزود بالوقود في
الجو ما يتيح رصدها بأجهزة الرادارات المنتشرة في المنطقة.
بالإضافة لامتلاك إيران لأحدث الرادارات، وما قد تمثله من تهديد
للطائرات والصواريخ الباليستية الإسرائيلية، بحسب المصدر، علماً أن
الطائرات غير المأهولة (بلا طيار) لا يبلغ مداها إسرائيل كما أنها غير
قادرة على حمل أسلحة كافية لتدمير منشآت الأسلحة الإيرانية المشيدة تحت
الأرض.
وتطرق المصدر إلى مخاوف أمريكية بعيدة المدى قد تنبثق عن الخطوة
كتعرض القوات الأمريكية في المنطقة - تلك المتبقية في العراق والقوات
البحرية الأمريكية في الخليج - لأعمال عدائية. وجزم المصدر بأن
الولايات المتحدة ليست لديها النية، في الوقت الراهن، لضرب إيران.
الخيار العسكري قريب
من جانبه زاد الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس من نقاش محتدم في
اسرائيل بشأن ما اذا كانت اسرائيل ستهاجم ايران عندما قال ان اللجوء
لخيار عسكري لمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية قريب. وسألت القناة
الاخبارية الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي بيريس عما "اذا كان شيء ما
يجعلنا اقرب لخيار عسكري من خيار دبلوماسي " فقال "اعتقد ذلك وارى ان
اجهزة مخابرات كل هذه الدول تنظر الى الساعة محذرة الزعماء من انه لم
يتبق كثير من الوقت.
"ايران تقترب من الاسلحة النووية وخلال الوقت المتبقي علينا اللجوء
الى دول العالم ومطالبتها بالوفاء بوعدها.. والذي ليس مجرد اجازة
عقوبات. المطلوب فعله لابد وان يفعل وهناك قائمة طويلة من الخيارات."
وامتلات وسائل الاعلام الاسرائيلية بتكهنات هذا الاسبوع بان رئيس
الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ يعمل على تأمين موافقة مجلس
الوزراء بالاجماع على شن هجوم على المنشات النووية الايرانية. بحسب
رويترز.
وتشك الدول الغربية ومن بينها اسرائيل في تطوير ايران لاسلحة نووية
وهو امر تنفيه طهران وفرضت عقوبات في محاولة للحد من برنامجها. وتقول
ايران التي تعارض وجود اسرائيل انها تخصب فقط اليورانيوم لتشغيل
مفاعلات من اجل توليد الكهرباء.
وعلى الرغم من عدم توجيه نتنياهو تهديدات مباشرة بالقيام بعمل عسكري
ضد ايران فقد لمحت اسرائيل والولايات المتحدة مرارا الى احتمال استخدام
القوة وقالتا ان كل الخيارات مطروحة.
الى ذلك قال المرشح الرئاسي الجمهوري ريك بيري انه اذا أصبح رئيسا
للولايات المتحدة فسيؤيد ضربة جوية إسرائيلية الي إيران اذا كانت هناك
أدلة على ان طهران تقترب من امتلاك سلاح نووي. واضاف حاكم ولاية تكساس
قائلا في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.ان.ان) اذيعت يوم الخميس "بالطبع
نحن سندعم اسرائيل. وقد قلت اننا سندعم اسرائيل بكل طريقة في استطاعتنا
سواء كانت دبلوماسية او سواء كانت عقوبات اقتصادية او عمليات علنية أو
سرية... بما في ذلك العمل العسكري."
ومضى بيري قائلا "لا يمكننا ان نتحمل تبعة السماح بان يكون هناك رجل
مجنون في ايران يضع يده على سلاح نووي." ومن المتوقع ان يكشف تقرير
للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة الاسبوع القادم
عن تفاصيل جديدة بشأن الجانب العسكري للبرنامج النووي الايراني لكنه لن
يصل الي حد القول صراحة بأن طهران تحاول صنع سلاح نووي. وتصر ايران على
ان برنامجها النووي يهدف فقط لتوليد الكهرباء.
وتشهد حملة بيري تراجعا بعد صعود سريع الي صدارة استطلاعات الرأي
عندما دخل السابق على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة
الامريكية التي ستجرى في 2012 . ومن المقرر ان يختار الحزب مرشحه في
اغسطس اب.
ساركوزي يرفض
في حين رفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة البحث في فرضية
توجيه ضربات وقائية ضد المنشآت النووية الايرانية، معتبرا ان ثمة "طريقا"
ما زال متوافرا بين هذا السيناريو والعقوبات التي لم تسفر حتى الان عن
نتيجة كبيرة.
وقال ساركوزي ردا على سؤال في ختام قمة مجموعة العشرين في كان، "ضربات
وقائية تعني الذهاب مباشرة الى الهدف. الامور لا تجري على هذا النحو.
ثمة الحوار، وعندما لا يعطي الحوار نتيجة، هناك العقوبات، واذا لم تكف
العقوبات ثمة ايضا العقوبات، والمجموعة الدولية لا تستطيع تسوية كل
الامور بالسلاح". واضاف الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي "انها افكار
بالغة الخطورة، انها ليست امور نتحدث في شأنها بهذه الطريقة بين رؤساء
الدول". بحسب فرانس برس.
وذكر ساركوزي بأن "الشيء الوحيد الذي قلناه، هو انه اذا تهدد وجود
اسرائيل فلن تبقى فرنسا مكتوفة". واضاف "بين الضربة الوقائية وفاعلية
العقوبات، ثمة مع ذلك طريق". وخلص ساركوزي الى ان "هذه الارادة
الاستحواذية لاقتناء المعدات النووية العسكرية تنتهك كل القواعد
الدولية، وفرنسا تدين بقوة عدم احترام ايران للقواعد الدولية".
الصين تحذر من استخدام القوة
كما حثت الصين ايران على اظهار مرونة بشأن برنامجها النووي المثير
للجدل وحذرت من اللجوء الى القوة لحل القضية قائلة ان ذلك هو اخر ما
تحتاجه منطقة الشرق الاوسط في اللحظة الراهنة. وحثت الصين وروسيا
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية على اعطاء ايران فسحة من
الوقت لدراسة التقرير والرد على مزاعم عن وجود بعد عسكري محتمل
للبرنامج قبل ان ينشر التقرير.
وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية في افادة صحفية ان
الصين لا تغض الطرف عن اي دولة في الشرق الاوسط تطور اسلحة نووية.
واضاف "على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تتبنى موقفا محايدا
وموضوعيا وتسعى لتعاون بناء مع ايران لتوضيح بعض النقاط. وعلى ايران ان
تظهر ايضا مرونة وصدقا وتتعاون باخلاص مع الوكالة الدولية للطاقة
الذرية."
ومن المتوقع ان يكشف تقرير الوكالة عن معلومات مخابراتية تفصيلية
تشير الى أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الايراني لكنه لن يصل الى حد
القول صراحة بان طهران تسعى لامتلاك هذه الاسلحة.
وقال هونغ ان فكرة استخدام القوة سيئة للغاية. وأضاف "الصين تعارض
استخدام القوة او التهديد باستخدام القوة في القضايا الدولية. وفي
الوقت الراهن من المهم جدا تفادي اي اضطرابات جديدة في الشرق الاوسط."
وقال ان الصين ستلعب "دورا بناء" للدفع في اتجاه التوصل الى حل سلمي
للقضية النووية الايرانية من خلال السبل الدبلوماسية.
ايران تحيي ذكرى عملية احتجاز الرهائن
على صعيد متصل تجمع الاف الايرانيين الجمعة هاتفين "الموت لامريكا"
في ذكرى عملية احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في 4 تشرين الثاني/نوفمبر
1979 ومرددين شعارات تندد بالاتهامات الاميركية بوقوف ايران وراء
محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن. وكان هذا التجمع امام "وكر
الجواسيس" كما يلقب الايرانيون السفارة الاميركية مناسبة لتوجيه تحية
ايضا الى الربيع العربي الذي تطلق عليه ايران تسمية "اليقظة الاسلامية"
وللتنديد باسرائيل.
وقام بعض المتظاهرين وغالبيتهم من الشباب باحراق اعلام اميركية
واسرائيلية امام صورة للرئيس الاميركي باراك اوباما كما رفعت دمى تمثل
مسؤولين سياسيين اميركيين واسرائيليين. وصرح سعيد جليلي الامين العام
لمجلس الامن القومي امام المتظاهرين ان الحكومة لديها ادلة "دامغة" على
قيام الولايات المتحدة ب"دعم وتدريب ارهابيين" لاستهداف ايران. واضاف
ملوحا باوراق انها وثائق تدعم اتهاماته، من دون ان يعطي ايضاحات اضافية.
الا انه اشار الى ان سفير ايران لدى الامم المتحدة سيقدم الوثائق
الى الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون "للتدخل ضد هذه الافعال "المشينة".
وتصاعد التوتر بين ايران والولايات المتحدة في الشهر الماضي عندما اتهم
مسؤولون اميركيون طهران بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن
عادل الجبير.
ونفت طهران اي دور لها بشدة ووجهت رسالة الى واشنطن طالبتها فيها
بالاعتذار عن الاتهام. كما اعتبرت الاتهامات محاولة من الولايات
المتحدة لصرف الانتباه عن مشاكلها الداخلية وفشل جهودها الدبلوماسية في
الشرق الاوسط.
واشاد جليلي بقاسم السليماني قائد وحدة العمليات الخاصة في فيلق
القدس (القوات الخاصة في الحرس الثوري الايراني). وقال جليلي مخاطبا
الولايات المتحدة "قاسم الجليلي احد قادة القوات المقدسة يكفي لتحجيمكم
بفضل دعم الشعب له".
وكانت ايران تقدمت الخميس باحتجاج رسمي لدى الولايات المتحدة من
خلال السفارة السويسرية التي تتولى المصالح الاميركية، حول شهادة اثنين
من المحللين امام لجنة تابعة للكونغرس دعوا خلالها الى تصفية سليماني
وغيره من قادة فيلق القدس.
والمحللان هما الجنرال المتقاعد جاك كين الذي ساعد في التخطيط للغزو
الاميركي للعراق والمسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية رويل
مارك غيريشت الذي يتولى منصبا رفيعا في مؤسسة "فاونديشن فور ديفنس او
ديموكراسيز"
وفي الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1979، بعد اشهر على الثورة
الاسلامية التي اطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي المدعوم من الولايات
المتحدة، اقتحم طلاب اسلاميون السفارة الاميركية في طهران واحتجزوا 52
موظفا فيها رهائن لمدة 444 يوما.
وفي 25 نيسان/ابريل 1980 اطلق الرئيس الاميركي جيمي كارتر عملية
انزال للقوات الاميركية الخاصة بالمروحيات للافراج عن الرهائن لكنها
فشلت. وبعد ان فشلت في التوصل الى تسوية مع النظام الاسلامي، قطعت
واشنطن العلاقات الدبلوماسية في 7 نيسان/ابريل 1980. وتبقى العلاقات
بين طهران وواشنطن منذ ذلك الحين شديدة التوتر.
واتهمت الولايات المتحدة اخيرا ايران بالتخطيط لاغتيال السفير
السعودي في واشنطن، ونفت ايران بشدة هذه الاتهامات. كما تتهم الولايات
المتحدة وحلفاؤها الغربيون ايران بالسعي لحيازة السلاح النووي تحت ستار
برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران. ورفع المتظاهرون الجمعة شعارات
تؤيد حركة "احتلوا وول ستريت" وتندد بالرأسمالية. |