تايلند تختبر غضب الطبيعية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: شهدت تايلاند في الآونة الأخيرة موجة من الفيضانات العنيفة نتيجة لارتفاع مناسيب المياه والتي غمرت مساحات شاسعة من الأرض وباتت على أبواب العاصمة بانكوك، وقد خلفت ارتفاع المياه في خليج تايلاند ونهر برايا المئات من القتلى والجرحى في حصيلة أولية، كما تسبب بإغلاق العديد من المناطق الصناعية المهمة في البلاد واثر على الحركة الاقتصادية المزدهرة في هذه الدولة النامية.

من جهتها فقد أقامت الحكومة بإنشاء العديد من السدود الوقائية على أمل النجاح في صد تدفق المياه إلى داخل المدن الرئيسية والتي يأمل العاملون عليها في تقليل أضرار الفيضانات إلى أقصى حد ممكن، بعد أن تسببت موجات المياه في نشر الهلع والخوف بين السكان اللذين فروا بالآلاف بحثاً عن ملاذ امن في وقت أعلنت الحكومة عطلة رسمية في اغلب مناطق البلاد.

تعزز سدودها

فقد تأهبت العاصمة التايلاندية لفيضانات محتملة، في الوقت الذي ارتفع فيه منسوب المياه في بعض الضواحي الشمالية لبانكوك وهرعت القوات لتعزيز السدود لحماية المنطقتين الصناعيتين الرئيسيتين، ونجحت فيما يبدو تدابير لتحويل مياه الفيضانات من الشمال حول المدينة الى خليج تايلاند ولكن احتمال هطول أمطار غزيرة في قنوات ممتلئة بالفعل الى اخرها جعل التوتر يخيم على أغلب أجزاء المدينة، وقالت رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا ان السلطات تبذل كل ما في وسعها لسحب المياه ومساعدة أكثر الفئات احتياج، وصرحت ينجلوك للصحفيين قائلة "المياه تأتي من أماكن مختلفة وتسير في نفس الاتجاه، نحن نحاول بناء السدود، سيكون هناك بعض الاثر على بانكوك لكننا لا نعرف مداه"، وأضرت الفيضانات وهي الاسوأ في تايلاند منذ نصف قرن بثلث مساحة البلاد وهي تهدد بانكوك رغم تأكيدات أولية على أن العاصمة ستنجو من الفيضانات، وتضرر 28 اقليما الى جانب 2.46 مليون من السكان وغمرت المياه منطقة تعادل مساحة الكويت، وسقط ما يصل الى 356 قتيلا منذ 25 يوليو تموز وانتقل 113 ألف شخص على الاقل الى أكثر من 1700 مركز مؤقت للايواء، وتقدر وزارة العمل أن نحو 650 ألفا من العاملين في الصناعة أصبح لا يوجد مصادر دخل لديهم. بحسب رويترز.

وغمرت المياه بعض ضواحي شمال بانكوك بعد أن فاضت من قناة براب، وشوهد السكان حول منطقة دون موانج ذات الكثافة السكانية المرتفعة والتي يوجد بها مطار وهم يستقلون شاحنات لاخلاء المنطقة وأغرقت المياه الكثير من المنازل وبلغ منسوب المياه في بعض المناطق نحو مترين، وطلب مما يقدر بنحو 1200 شخص يعيشون في مناطق عشوائية بامتداد ضفاف نهر تشاو برايا مغادرة المنطقة، بينما تم نقل السيارات الى اراض اكثر ارتفاعا وبحث السكان عن المياه المعبأة أو أجولة الرمل، وضربت الفيضانات بكل قوتها الاقاليم الوسطى والاقاليم الواقعة على أطراف بانكوك حيث بلغت مناسيب المياه ما يصل الى ثلاثة أمتار وغمرت المياه السيارات تماما ويعتقد أن بعض السكان تقطعت بهم السبل في منازلهم، كما تضررت مساحات واسعة من الاراضي الزراعية ويتوقع التجار خسارة قدرها نحو مليوني طن من الارز المقشور، لكن صناعة المطاط والسكر في البلاد من المتوقع أن تخرج من هذه الازمة دون خسائر نسبي، ومن المرجح أن تؤثر بشدة هذه الازمة على الاقتصاد التايلاندي القائم على التصدير في ثاني أكبر اقتصاد بجنوب شرق اسيا بعد تأثر مصادر الامداد بسبب الطرق المسدودة واغلاق سبع مناطق صناعية فى أقاليم باتوم تاني ونونتابورى وأيوتايا المتاخمة لبانكوك.

ارتفاع الامواج يختبر وسائل الحماية

من ناحيته يختبر ارتفاع الامواج لاعلى مستوى السدود في بانكوك في الوقت الذي زاد فيه الامل في ان وسط العاصمة التايلاندية قد ينجو من أسوأ فيضانات منذ نحو نصف قرن لكن لم يكن هذا عزاء للضواحي والاقاليم التي أغرقتها المياه حيث تزيد المخاوف من الامراض، وأسفرت الفيضانات عن سقوط 381 قتيلا على الاقل منذ يوليو تموز وأضر بحياة اكثر من مليوني شخص، وخفضت السلطات توقعات النمو، وجاءت المياه التي تتدفق في حوض نهر تشاو برايا من الشمال مع ارتفاع الامواج في خليج تايلاند على بعد 20 كيلومترا الى الجنوب من تايلاند مما أدى الى مخاوف من أن وسائل الحماية من الفيضانات في المدينة ستنهار، وقالت رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا التي انتخبت هذا العام وهي حديثة العهد بالسياسة ان مصير المدينة في يد شبكة من السدود والحواجز المصنوعة من أجولة الرمال، وقالت ينجلوك للصحفيين "يتوقف الامر على منسوب البحر وفي بعض الاحيان على مدى صحة الطريقة التي نضع بها أجولة الرمال، نتمنى أن تكون أجولة الرمال قوية بما يكفي، لذلك اذا لم تسقط أجولة الرمال سيكون الوضع على ما يرام". بحسب رويترز.

لكن الخطر لم ينته بعد وأصدر رئيس البلدية تحذيرا جديدا لمن يعيشون قرب النهر وبجانب القنوات لنقل متعلقاتهم الى مناطق مرتفعة أو الاستعداد للرحيل، وهناك عدة أجزاء من شمال بانكوك أغرقتها المياه بكميات كبيرة الى الشمال في حين أن أقاليم مثل باتون تاني وأيوتايا تغمرها المياه منذ أسابيع، وتتزايد مخاوف من انتشار أمراض تنقلها المياه مثل الملاري، وقال ماثيو كوشرين من الاتحاد الدولي لجمعيتي الصليب الاحمر والهلال الاحمر ان الوضع حرج وان الكثير من الناس يعيشون في مياه الفيضانات دون الحصول على الطعام والماء، وأضاف "هناك أكثر من مليوني شخص تضرروا على مدى الاشهر القليلة الماضية، والكثير منهم ما زالوا متضررين"، وتابع أنه الى جانب تزايد خطر الاصابة بالاسهال والامراض التي ينقلها البعوض فان اصابات الجلد تمثل أكبر مشكلة.

وفي بعض المناطق فرت التماسيح من المزارع التي أغرقتها المياه وتسللت الثعابين التي تبحث عن مناطق جافة الى المنازل، وأغرقت الفيضانات نحو أربعة ملايين فدان أو ما يوازي مساحة الكويت تقريبا وجاءت بعد أمطار موسمية غزيرة بشكل غير معتاد، وقضت أسوأ فيضانات في تايلاند منذ نصف قرن على ربع محصول الارز الرئيسي في اكبر بلد مصدر للارز في العالم، كما أغرقت المياه سبعة مناطق صناعية أنشئت على مدى العقود الماضية على أرض كان يزرع بها الارز الى الشمال من العاصمة، واستغل البعض فرصة العطلة التي اعلنتها السلطات لمدة خمسة أيام لترك المدينة، اما من بقوا فيها فقد خزنوا احتياجاتهم ونفدت المواد الغذائية الرئيسية في الكثير من المتاجر.

السكان يواصلون الفرار

الى ذلك ارتفع منسوب مياه النهر الرئيسي في العاصمة التايلاندية بانكوك في الوقت الذي يواصل الآلاف من سكانها الهروب من المدينة مع اقتراب حدوث فيضانات، وشهدت الطرق الرئيسية إلى خارج المدينة ازدحاما شديدا بسبب فرار الآلاف من السكان بعد إعلان الحكومة عن عطلة رسمية لمدة 5 أيام، واستمرت مياه الفيضانات في التدفق إلى المناطق الشمالية من العاصمة بينما لا تزال مناطق وسط بانكوك جافة، في غضون ذلك حذرت السلطات من تفاقم الوضع مع حدوث موجات مد إضافة إلى المياه المتدفقة من السهول الوسطى، وأدت الفيضانات في تايلاند وهي الأسوأ منذ عقود إلى مقتل 370 شخصا حتى الآن، ويخشى المسؤولون من أن يتسبب ارتفاع منسوب مياه نهر تشاو برايا الذي يقسم العاصمة إلى نصفين إلى غمر ضفتيه وبخاصة مع تزايد موجات المد، ووصل منسوب المياه صباح الجمعة إلى أعلى معدلاته وبلغ 2.47 مترا فوق سطح البحر وغمرت المياه المناطق المحيطة بـ جراند بالاس وهو المقر السابق للعائلة المالكة قبل أن تتراجع.

وطالبت السلطات سكان سبع مناطق في شمال بانكوك بإخلاء منازلهم فورا بعد أن غمرت مياه الفيضانات 90 في المائة منه، وكانت محطات القطار والحافلات في بانكوك قد شهدت ازدحاما كبيرا بسبب فرار آلاف الأشخاص، وأفادت التقارير بأن أكبر محطة للحافلات في المدينة شهدت حشودا كبيرة من المواطنين الذين اضطر بعضهم الى الانتظار لساعات طويلة للحصول مقعد في حافلة لمغادرة المدينة، وأغلق مطار دون موانغ المحلي بعد أن غمرت المياه مدرج الطائرات ولكن لا يزال مطار بانكوك الدولي يعمل بصورة طبيعية، من جانبها قالت رئيسة الوزراء يينغلوك شيناواترا أنها تبحث اقتراحات بشق قنوات في شرق بانكوك لصرف مياه الفيضانات في البحر، وكانت السلطات قد أعلنت عطلة رسمية تسري في العاصمة بانكوك و20 مقاطعة أخرى تضررت جراء الفيضانات.

دعوة للوحدة

في سياق متصل قالت رئيسة الوزراء التايلاندية ينجلوك شيناواترا إن البلاد تواجه أزمة وإن الحكومة تسعى جاهدة للتغلب عليها وذلك في الوقت الذي تهدد فيه أسوأ فيضانات خلال نصف قرن العاصمة بانكوك، وتعرضت ينجلوك لانتقادات بسبب طريقة تعاملها مع الفيضانات التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 320 شخصا منذ يوليو تموز ودمرت أقاليم صناعية في وسط البلاد، ودعت رئيسة الوزراء إلى الوحدة الوطنية في مواجهة الأزمة، وقالت في مركز للأزمات أقيم في مطار دون موانج في بانكوك "يجب أن أعترف بأن الحكومة لا يمكنها أن تراقب كل بقعة عن كثب، الوقت الحالي وقت أزمة وطنية وينبغي أن يتعاون الجميع"، وأضافت "تبادل الاتهامات لن يصلح شيئ، اليوم نحن بحاجة إلى الوحدة لحل المشكلة"، ويجري إعداد أماكن لإيواء ما يصل الى 45 ألف شخص كإجراء وقائي في الوقت الذي حمل فيه سكان العديد من المناطق الشمالية متعلقاتهم وتركوا منازلهم أو خاضوا في مياه الفيضانات في شوارع التسوق التي تكون مزدحمة في العادة، وتغطي أسوأ فيضانات تشهدها البلاد منذ نصف قرن الآن ثلث أقاليم تايلاند أي نحو أربعة ملايين فدان في شمال البلاد وشمال شرقها ووسطه، وغمرت المياه مناطق صناعية ضخمة إلى الشمال من بانكوك، وقال البنك المركزي إن الخسائر التي لحقت بالصناعة تبلغ أكثر 100 مليار بات (3.3 مليار دولار). بحسب رويترز.

وقال تجار أرز ومحللون إن ما يصل إلى 3.5 مليون طن من الأرز ربما تكون قد تعرضت للتلف وربما يتأجل تحميل 100 ألف طن بسبب الفيضانات، وتايلاند هي أكبر مصدر للأرز في العالم، وقال براساران ترايراتفوراكول محافظ البنك المركزي التايلاندي إن النمو الاقتصادي ربما يقل هذا العام بأكثر من نقطة مئوية عن النسبة التي توقعها البنك المركزي قبل ذلك وهي 4.1 في المئة، ومن الممكن أن تكون الخسارة التي يتكبدها الاقتصاد أكبر إذا ضربت الفيضانات بانكوك وهي مصدر 41 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وتتدفق المياه القادمة من الشمال نحو بانكوك وتبذل السلطات جهودا مستميتة لتحويل مسار المياه باستخدام نظام دفاعي من الحواجز والقنوات، وتجاوزت العاصمة فيما يبدو مرحلة الخطر عندما فاقم من المشكلة ارتفاع منسوب نهر فرعي وهطول أمطار غزيرة لكن السكان يتأهبون لأي مشكلة جديدة، وجرى إعداد نحو 162 مركزا للإيواء في حالة إجلاء السكان وطلب من أهالي سبع مناطق في شمال شرق بانكوك الاستعداد للفيضانات، وجرى إجلاء نحو 200 أسرة وطلب من الناس نقل سياراتهم ومتعلقاتهم القيمة إلى أراض أكثر ارتفاعا.

ترشيد المبيعات

فيما بدأت المتاجر في العاصمة التايلاندية بانكوك في ترشيد البيع مؤخراً في حين حذرت رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا من أن مياه الفيضانات يمكن أن تغمر أجزاء من العاصمة لفترة تصل الى شهر، وبعد صدور تحذير لاهالي منطقة مطلة على نهر زاد القلق في المدينة التي يسكنها 12 مليون نسمة على الاقل حيث هرع السكان لتخزين امدادات المياه والغذاء، وقالت ينجلوك للصحفيين "بعد تقييم الوضع نتوقع أن تظل مياه الفيضان في بانكوك لمدة اسبوعين الى شهر قبل أن تصب في البحر"، وأضافت "لكن، لن نشهد مياها يبلغ منسوبها مترين أو ثلاثة أمتار تبقى شهرين أو ثلاثة كما شهدنا في أقاليم أخرى"، وخلفت أسوأ فيضانات في تايلاند منذ نصف قرن 366 قتيلا على الاقل منذ منتصف يوليو تموز وأضرت بنحو 2.5 مليون شخص مع وجود أكثر من 113 ألف شخص في مراكز ايواء و720 ألفا في حاجة لرعاية طبية، ومع اقتراب الامواج المرتفعة في خليج تايلاند قال سري سوباراتيد مدير مركز تغير المناخ والكوارث التابع لجامعة رانجسيت ان مدى صمود الحواجز هو الذي سيحدد مصير المدينة، وقال "في أسوأ الاحتمالات في حالة انهيار كل الحواجز فان كل أجزاء بانكوك ستغمرها المياه بصورة أو بأخرى"، ومن الصعب ذكر رقم محدد للخسائر الاقتصادية لكن البنك المركزي عدل توقعاته بالنمو الى 3.1 في المئة هذا العام بعد أن كانت النسبة المتوقعة 4.1 في المئة في وقت سابق، وتوقع وزير المالية نموا بمعدل اثنين في المئة. بحسب رويترز.

وتسببت الفيضانات في اغلاق سبع مناطق صناعية في اقليم أيوتايا ونونتابوري وباتوم تاني المتاخم لبانكوك مما تسبب في خسائر قيمتها مليارات الدولارات وأضر بسلاسل الامداد الدولية للصناعة وجعل نحو 650 ألف شخص بلا عمل بشكل مؤقت، وأقر مجلس الوزراء في وقت سابق ميزانية حجمها 325 مليار بات (6. 10 مليار دولار) لاعادة بناء البلاد في حين تعقد سلطات المدينة ووزارة التجارة اجتماعات مع مديري المؤسسات الصناعية وسلاسل الفنادق والشركات ومنتجي المواد الغذائية لمحاولة الحد من الخسائر وبدء عملية الاصلاح، ومن الممكن أن يؤدي سقوط أمطار غزيرة الى تعقيد الازمة ومن المتوقع حدوث عواصف رعدية، ومن المنتظر أن تضر الفيضانات بشدة بالنشاط السياحي في البلاد الذي يعمل به نحو مليونا شخص ويمثل نحو ستة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي، ولمواجهة الفيضانات تحول السلطات يوميا ما يصل الى ثمانية مليارات متر مكعب من المياه الى القنوات ونهر حول شرق بانكوك وغربها في اتجاه البحر.لكن كمية المياه الكبيرة التي تتدفق عبر المدينة ما زالت تمثل قلقا اذ بلغ منسوب المياه في نهر تشاو برايا مستويات قياسية، ومع تزايد الذعر بين السكان قرر المسؤولون عن سوق كبيرة في وسط بانكوك ترشيد البيع بحيث لا يحصل المشتري الواحد على أكثر من كيس أرز وعلبة بيض، ونفدت الكميات المعروضة من المياه المعبأة.

خطر التماسيح

من ناحية اخرى فان سكان ايوتايا الواقعة شمال بانكوك اعتادوا منذ اكثر من عشرة ايام على الفيضانات الهائلة التي اجتاحت مدينتهم الا انهم لم يتوقعوا مواجهة خطر اخر الا وهو، التماسيح الهاربة، فقد تمكن حوالى مئة من هذه الحيوانات الزاحفة من الافلات من مزارع الانتاج مع ارتفاع مستوى المياه على ما افادت السلطات التي خصصت مكافأة قدرها الف بات (25 يورو) لكل من يعيد احد هذه الحيوانات من دون ان يكون نافق، وقال وزير الصحة العامة فيتايا بوراناسيري "يجب القاء القبض على هذه التماسيح من اجل الحفاظ على سلامة السكان"، وطالت الفيضانات وهي الاسوأ منذ عقود، ثلث اقاليم البلاد فادت الى تلف محاصيل زراعية فضلا عن شل الحركة في مناطق صناعية فيما السلطات تجهد لتجنيب العاصمة بانكوك، وقضى نحو 300 شخص في هذه الفيضانات الا ان ايا من هذه الخسائر البشرية لم ينسب الى هجوم من حيوانات، الا ان السلطات لا تستبعد اي فرضية، وقال مسؤول في وزارة الموارد الطبيعية "اننا ننسق مع دائرة صيد الاسماك لوضع خط هاتفي خاص بالعثور على الحيوانات في المناطق التي تعرضت لفيضانات من نمور وافاع وتماسيح"، وختم يقول "اننا نتلقى الكثير من الاتصالات يوميا". بحسب فرانس برس.

اغلاق المزيد من المصانع

على صعيد مختلف اجتاحت الفيضانات منطقة صناعية أخرى في وسط تايلاند وهددت منطقة أكبر خارج العاصمة بانكوك والتي نجت من الاسوأ حتى الان على الرغم من الامطار الموسمية الغزيرة وتدفق المياه اليها من الشمال، وسببت خسائر بلغت قيمتها ثلاثة مليارات دولار، وغمرت مياه الفيضانات ثلث البلاد لكن مسؤولين يعتقدون أن المناطق الداخلية المنخفضة من بانكوك ستنجو من مياه الفيضانات بعد تعزيز السدود والقنوات، وقال الجنرال بونجسابات بونجتشاروين المتحدث باسم مركز للازمات تابع للشرطة أقيم في مطار دون موانج بالمدينة "العمليات التي تقوم بها الحكومة تسير على ما يرام، وبالنسبة للمنسوب الحالي للمياه فلا بأس به ومن المؤكد حقا ان المياه لن تغمر بانكوك"، ودمرت الفيضانات أقاليم أيوتايا وباتوم تاني وناخون ساوان الى الشمال من بانكوك، وجرفت الفيضانات المنازل وأجبرت سلسلة من المناطق الصناعية الضخمة على الاغلاق بما في ذلك منطقة بانج با اين في أيوتاي، وغمرت المياه منطقة صناعية أخرى هي (فاكتوري لاند) في أيوتايا والتي تضم 93 مصنعا يعمل بها 8500 موظف في الساعات الاولى من الصباح. بحسب رويترز.

وتنتج أغلب تلك المصانع قطع غيار ومكونات الكترونية للسيارات وهو ما سيزيد من مشكلات الشركات العالمية الكبرى التي تستعين بتايلاند كمركز للانتاج بالمنطقة، وقالت وسائل اعلام تايلاندية ان نحو 600 جندي وعامل من منطقة صناعية في اقليم باتوم تاني الى الشمال من بانكوك يعملون طوال اليوم لتعزيز السدود وتحويل مسار المياه، وكانت أكثر المناطق تضررا هي تلك الواقعة في الشمال والشمال الشرقي ووسط تايلاند وتتعرض بانكوك (التي لا يزيد ارتفاع أغلب أراضيها عن مترين من مستوى سطح البحر) لخطر فيضان مياه السدود في الشمال وارتفاع منسوب نهر تشاو برايا الذي يمر عبر المدينة ذات الكثافة السكانية العالية، وسعت رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا لطمأنة سكان العاصمة البالغ عددهم 12 مليونا بأنهم سيكونون في أمان لكن السكان استمروا في تخزين المياه المعبأة والمعكرونة الجاهزة والارز والمعلبات مما أدى الى خلو بعض المتاجر من البضائع، وعلى الرغم من الجهود التي تجري لمواجهة الفيضانات فان اقتصاد البلاد سيتأثر، وأعلن البنك المركزي وكذلك الحكومة أن قيمة الخسائر بلغت نحو 100 مليار بات (3.2 مليار دولار) أي أكثر من واحد في المئة من الناتج المحلي الاجمالي.

ويريد ارباب العمل ان تؤجل الحكومة زيادة كبيرة من المقرر ان تحدد فيها الحد الادنى للاجور، وتقوم معظم مصانعها التي يبلغ عددها 93 مصنعا بتصنيع الاجزاء الالكترونية وقطع السيارات ولذلك فان هذا سيزيد من مشكلة الشركات الدولية التي تستخدم تايلاند كمركز انتاج اقليمي، وقال البنك المركزي ان 104 من افرع البنك ستغلق بسبب الفيضانات وبشكل اساسي في المنطقة الوسطى، ودعا نائب رئيسة الوزراء المصرفيين الى عقد اجتماع في مركز الازمات الحكومي لمواجهة الفيضانات، ووعد حزب رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا بحد ادنى للاجور يبغ 330 بات (9.7 دولار) يوميا قبل فوزه بالسلطة في يوليو تموز وتجتمع لجنة ثلاثية من الحكومة ونقابات العمال واصحاب الاعمال لاتخاذ قرار بشأن ذلك، وتعارض شركات كثيرة هذا الاجر الذي يمثل زيادة قدرها نحو 90 في المئة في بعض المناطق الفقيرة وصعد قطاع الصناعة انتقاده لان تكاليف اضرار الفيضانات ارتفعت، وتتجه اللجنة نحو حل وسط من شأنه الموافقة على الزيادة الكاملة في بانكوك وستة اقاليم اخرى فقط ابتداء من يناير كانون الثاني ولكن اصحاب الاعمال يريد الان قرارا بتأجيل ذلك ستة اشهر.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 5/تشرين الثاني/2011 - 8/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م