سيدي بوزيد... مهد ثورة يتطلع الى ربيع جديد!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: مع نهاية الانتخابات في تونس وإعلان النتائج بفوز كبير لحزب النهضة الإسلامي، بدأت مرحلة جديدة في مسار التحولات المرتقبة فيه، وقد كانت البداية إسلامية بامتياز، بعد أن حققت (90) مقعداً في دولة توالى على حكمها قادة علمانيون "ابتدءاً من الحبيب بورقيبة وختاماً بالرئيس المخلوع بن علي" حاولوا جاهدين إلغاء الجذور الإسلامية لتونس، إلا إن صناديق الاقتراع غيرت المعادلة العلمانية في تونس بعد أن أضافت طرفاً إسلامياً إليها.

ولم يقتصر الأمر في إطار الخلاف الإسلامي-العلماني، بل انساقت الأحداث إلى اضطرابات هزت موطن الربيع العربي "سيدي بوزيد" بعد شعورهم بألاهانه، نتيجة إبطال الهيئة المستقلة التي تشرف على الانتخاب نتائج فوز العديد من مرشحي "حزب العريضة الشعبية" لرجل الإعمال الهاشمي ألحامدي، مما ينذر بمزيد من الصراعات والاحتجاجات إذا لم تنجح الأحزاب الفائزة في تحقيق مطالب الثورة وامتصاص غضب الجمهور.

مهد الثورة ما زال غاضبا

حيث أصبحت بلدة سيدي بوزيد التونسية مهد انتفاضات "الربيع العربي" قبل عام مضى بعدما مل سكانها تعالي النخب في العاصمة البعيدة، واندلع العنف مجددا في البلدة مؤخراً بسبب ما يقول سكان محليون انه عدم حدوث تغيير حقيقي رغم ثورة اطاحت بحكام البلاد وجاءت بقيادة اسلامية جديدة، وغضب محتجون بسبب الغاء نتائج لمرشحين ساندوهم في الانتخابات، وانخرط المحتجون في اعمال شغب في سيدي بوزيد فأضرموا النار في مبنى محكمة ومقار للشرطة ومكتب لرئيس البلدية ومكاتب لحزب منافس، وفي اسوأ اشتباكات في اول انتخابات بعد "الربيع العربي" والتي كانت ستمر سلمية لولا تلك الاشتباكات اطلقت القوات النار في الهواء لتحاول تفريق حشد يهاجم مكتب الحاكم الاقليمي، وقال رجل يدعى احمد امتنع مثل كثيرين في البلدة عن اعطاء اسمه بالكامل خشية ملاحقته قضائيا بسبب العنف "اين ذهب صوتي"، واضاف "كانت انتخابات مفتوحة ويمكنني التصويت لمن اريد، لقد سلبونا حقوقنا"، وسيدي بوزيد هي البلدة التي شهدت قبل 11 شهرا اضرام بائع الخضروات الشاب محمد بوعزيزي النار في نفسه في احتجاج تحول الى انتفاضة وطنية. بحسب رويترز.

وبعدما اطاحت الثورة التونسية بالرئيس زين العابدين بن علي أصبحت مصدر الهام لانتفاضات اطاحت بالزعيمين الراسخين لمصر وليبيا حسني مبارك ومعمر القذافي، واندلعت الشرارة لاحدث عنف في سيدي بوزيد بعدما ابطلت الهيئة المستقلة التي تشرف على انتخاب مجلس تأسيسي جديد نتائج فوز العديد من مرشحي حزب العريضة الشعبية الذي يتزعمه رجل الاعمال المقيم بلندن الهاشمي الحامدي، وكانت تلك مجرد الاهانة الاولى في عيون سكان هذه البلدة الواقعة على مسافة 280 كيلومترا جنوبي العاصمة، فقد قال مسؤولون كبار في حركة النهضة الاسلامية التي فازت في الانتخابات انهم لن يعملوا مع حزب الحامدي في المجلس التأسيسي وظهروا على التلفزيون ليصفوا سكان سيدي بوزيد بأنهم فقراء ومهمشون، وحين اعلنت هيئة الانتخابات ابطال فوز العديد من مرشحي العريضة الشعبية وقف صحفيون في المؤتمر الصحفي الذي بث على الهواء وصفقو، وشعر بعض السكان المحليين بأنها صفعة على وجوههم من العاصمة، وقال رجل اخر ذكر ان اسمه محمد "حين بدأ الصحفيون في التصفيق والزغردة بدأت عندها (اعمال العنف)".

وقال ساكن يدعى الامين ان مسؤولي النهضة "اهانونن، وهذا هو رد الفعل"، واشار الى شكوى اخرى قائلا ان الثورة في يناير كانون الثاني جلبت الديمقراطية لكنها فشلت حتى الان في جلب وظائف واسكان افضل كان كثير من الناس في ولايات تونس يأملون فيه، وقال الامين "ثورة تونس بدأت في سيدي بوزيد"، واضاف "ما نطلبه هو انهاء الاقليمية، نحن ابناء سيدي بوزيد ونحن نعاني من بطالة هائلة"، واضاف "اقول لهذه الاحزاب السياسية، نحن فخورون بالهاشمي الحامدي، لديه اصوات ولديه مؤيدون"، وتراجع العنف مخلفا وراءه مباني محترقة ومهدمة، وكانت السنة اللهب وسحابة خانقة من الدخان تتصاعد من مبنى الشرطة البلدية بعدما اضرم المحتجون النار فيه في وقت سابق وكانت المخلفات المحترقة تتناثر في الشوارع، وأتت النيران على مبنى المحكمة في البلدة ومكتب الحكومة البلدية، وتناثرت المقاعد والمناضد المحترقة في الانحاء كما تناثرت الاوراق في كل مكان وتدلت اسلاك الكهرباء من السقف، ولوحظ اكثر من عشر سيارات محترقة في الشوارع، ولم تكن هناك علامة على وجود للشرطة، ويبدو انها انسحبت وتركت الجيش يحاول استعادة النظام، وظهر اربعة جنود لحراسة مبنى المحكمة المحترق، ولدى سؤالهم لماذا لم يحضروا لمنع احراق المبنى قال احد الجنود انه لم يكن يعرف، وبدا الغضب على رجل وهو يتجول وسط الدمار، وردد كلمات راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة عن أن العنف من تنظيم مؤيدين لبن علي ما زالوا يحاولون تخريب الثورة، وقال "من يقف وراء ذلك هو النظام السابق".

وكانت اللجنة قد أعلنت أن حزب النهضة الإسلامي فاز بـ90 مقعدا من مقاعد المجلس التأسيسي الـ217، وبذلك يكون حزب النهضة قد حصل على أكثر من 41 في المئة من مقاعد المجلس، وقال كمال جندوبي رئيس لجنة الانتخابات إن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية العلماني بزعامة منصف المرزوقي حل في المرتبة الثانية حيث حصل على 30 مقعد، بينما حل التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر في المرتبة الثالثة محققا 21 مقعد، وبذلك يكون حزب النهضة قد حصل على ثلاثة أضعاف المقاعد التي حاز عليها أقرب منافسيه، وعقب الإعلان الرسمي عن فوز حزبه، تعهد راشد الغنوشي زعيم الحزب بحماية حقوق المرأة وغير المتدينين في تونس، وقال الغنوشي امام جمع من مؤيديه سنواصل هذه الثورة لتحقيق أهدافها المتمثلة في أن تكون تونس حرة ومستقلة ومتطورة ومزدهرة، حيث تضمن حقوق الله والرسول والنساء والرجال، المتدينين وغير المتدينين، لأن تونس ملك للجميع.

وتعهدت حركة النهضة إثر ذلك بإقامة نظام تعددي ديمقراطي في تونس، وقد أعلنت أنها لن تستبعد أي حزب تونسي من تلك المشاورات، كما تعهد الحزب بالعمل على اقامة مجتمع تعددي وعلماني واحترام حقوق الانسان، وفي تونس كلوي ارنولد إنه على الرغم من تعهدات حزب النهضة باحترام تعددية المجتمع إلا أن هناك مخاوف من أن الحزب سيغير من سياساته لاحق، وكانت مشاورات المرحلة الانتقالية قد بدات بعد ان أكدت النتائج الجزئية تقدم حزب حركة النهضة في تسع دوائر انتخابية، وأعلن حزب النهضة عن ترشيحه الرجل الثاني في الحزب وأمينه العام حمادي جبالي لتولي رئاسة الحكومة، ويبلغ جبالي من العمر 62 عاما وبدأ حياته المهنية كمهندس تحت التدريب ثم أصبح صحفيا ويعد أحد مؤسسي حزب النهضة.

الإسلاميون يحكمون تونس

فيما دعا راشد الغنوشي الى الهدوء في البلدة التي ولدت بها احتجاجات "الربيع العربي"، من ناحية أخرى قال حمادي الجبالي الامين العام لحركة النهضة الاسلامية التونسية ان حركته تتوقع تشكيل الحكومة الجديدة في غضون عشرة ايام، وتابع الجبالي رئيس الوزراء المحتمل في مؤتمر صحفي ان حركته ستسرع بعملية تشكيل حكومة جديدة وان ذلك سيستغرق ما بين اسبوع وعشرة ايام، وأضاف أن الحركة بدأت بالفعل مشاورات مع احزاب اخرى لتشكيل حكومة ائتلافية بعد فوزها في الانتخابات، وحظرت حركة النهضة لسنوات طويلة واضطر قادتها للفرار خارج البلاد لكنها ستقود الحكومة التونسية الجديدة بعد فوزها في الانتخابات الذي سيضرب المثال على الارجح لدول الشرق الاوسط الاخرى التي اجتاحتها الانتفاضات الشعبية هذا العام. بحسب رويترز.

وحاولت حركة النهضة طمأنة العلمانيين الذين يشعرون بالقلق بشأن تولي اسلاميين السلطة في واحدة من أكثر البلدان العربية تحرر، وقالت الحركة انها ستحترم حقوق المرأة ولن تفرض نموذجا أخلاقيا اسلاميا على المجتمع، وفي اول مؤتمر صحفي له بعد الانتخابات قال الغنوشي ان حركته لن تفرض الحجاب على المرأة التونسية لان كل محاولات الدول العربية لفعل ذلك باءت بالفشل، وأضاف ان المرأة ستشارك في الحكومة الائتلافية التي ستشكلها حركته سواء كانت محجبة ام ل، وقال الغنوشي ان حركته ستحترم المعاهدات الدولية التي وقعت عليها تونس عندما تشكل الحكومة الجديدة، وأنحى باللائمة في الاشتباكات التي شهدتها سيدي بوزيد على قوى مرتبطة بالزعيم المخلوع زين العابدين بن علي، ولم تكن للاحتجاجات الاخيرة علاقة مباشرة بفوز النهضة لكنها جاءت بسبب شطب نتائج حزب يتزعمه رجل اعمال بارز في البلدة بسبب مزاعم عن تجاوزات في تمويل الحملة الانتخابية، وقال شاهدا عيان في سيدي بوزيد ان حشدا كبيرا حاول مهاجمة مقر الحكومة المحلية، وقال عطية العثموني "الجيش يحاول تفريق الناس باطلاق النار في الهواء واطلاق الغاز المسيل للدموع"، وقال الشاهدان ان المتاجر والمدارس أغلقت وان طائرات هليكوبتر تابعة لقوات الامن تحلق في الجو.

الاحتفاظ ببعض الوزراء

الى ذلك قال راشد الغنوشي انه يحبذ الاحتفاظ ببعض الوزراء من الحكومة الحالية الذين قدموا اداء جيد، وحصلت النهضة على اقل قليلا من اغلبية الاصوات في الجمعية ولذلك تقود ائتلافا يشاركها فيه حزبان علمانيان، وتحدث زعيم النهضة في قاعة للافراح في تونس العاصمة قبل ان يدلي بتصريحات في اول مؤتمر صحفي له بعد الاعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات، وكان الغنوشي الذي ارتدى بذلته المعتادة ذات القميص المفتوح بدون رابطة عنق هادئا ومبتسم، وقضى الغنوشي 22 عاما في المنفى في بريطاني، وسئل الغنوشي عن تشكيل الحكومة الجديدة فقال ان التغيير لن يكون كاملا وان الاتجاه هو اجراء بعض التغييرات وان تلك القرارات ستتخذ بعد التشاور مع شركاء الحركة في الحكومة الائتلافية، وأبدى ثقته في العديد من الوزراء الذين يتسمون بالنزاهة والذين أدوا واجبهم بشكل جيد في القطاعات الاستراتيجية، وقال انه لا يرى اي فائدة في نقلهم لكنه قال ان الامر متوقف على المناقشة مع الشركاء في الائتلاف. بحسب رويترز.

ومن المقرر ان يعين ائتلاف الاغلبية في المجلس التأسيسي رئيسا جديدا وهو منصب شرفي الى حد كبير يشغله حاليا فؤاد المبزع المسؤول الوحيد الباقي من ادارة بن علي في منصب رفيع، وقال الغنوشي ان الحركة ليس لديها مرشح لمنصب الرئيس وانها تدعم مرشحي شركائها في الائتلاف مثل مصطفى بن جعفر ومنصف المرزوقي كما يمكن ان تدعم شخصية مستقلة، ويقود المرزوقي الحزب الذي حل ثانيا في الانتخابات وهو حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بينما يرأس بن جعفر حزب التكتل الذي حل في المركز الثالث، ومن المتوقع ان ينضم الحزبان الى النهضة في اتئلاف، وقال مسؤول رفيع في حركة النهضة ان رئيس الوزراء الحالي الباجي قائد السبسي من الممكن ان يكون الرئيس القادم.

تصريحات زعيم حزب النهضة

من جهتها طرحت حركة النهضة الاسلامية الفائزة بأول انتخابات بعد انتفاضات "الربيع العربي" خططها للحكومة الجديدة يوم الجمعة للمرة الاولى منذ الاعلان عن النتائج النهائية للانتخابات، وفيما يلي مقتطفات من تصريحات ادلى بها راشد الغنوشي زعيم الحركة وأمينها العام حمادي الجبالي الذي سيكون على الارجح رئيس الوزراء القادم في مؤتمر صحفي.

1.بشأن العنف في بلدة سيدي بوزيد، قال الغنوشي "نحن نبعث برسالة الى المنطقة التي بعثت الشرارة الاولى للثورة التونسية منطقة سيدي بوزيد، انكم المنتظر منكم ان تكونوا احرص الناس على هذه الثورة ولذلك ندعو الى الهدوء وندعو الى المحافظة على الممتلكات والارواح"، سيدي بوزيد لها الاولوية في مشاريع التنمية".

2.بشأن التزامات تونس الدولية، قال الغنوشي "تلتزم حركتنا بدعم جهود المحافظة على الامن والسلم في العالم ومقاومة كل الافات المهددة لهما كما تلتزم باحترام المواثيق الدولية والمعاهدات الموقعة من قبل الدولة التونسية".

3.بشأن حقوق المرأة، قال الغنوشي "ان للمرأة مكانة خاصة في مشروع الحركة الحضاري وينعكس ذلك في تعزيز حضورها وتمثيلها في مختلف المؤسسات القيادية والقوائم الانتخابية وانزالها المنزلة الرفيعة التي خصها بها ديننا الحنيف".

المرزوقي يرفض الوجوه القديمة

من جهة اخرى قال المنصف المرزوقي زعيم المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي) ان على رئيس الوزراء المؤقت الباجي قائد السبسي و"الوجوه القديمة في الحكومة" ان يتركوا المجال لغيرهم لخدمة تونس في المرحلة الانتقالية الجديدة، وفي مقابلة مع صحيفة "المغرب"، قال المرزوقي الذي اصبح حزبه القوة الثانية في البلاد بعد انتخابات 23 تشرين الاول/اكتوبر "نشكر السيد الباجي قائد السبسي على نجاحه في قيادة البلاد نحو الانتخابات ويكفيه هذا الدور" مشيرا الى "وقوع حكومته في اخطاء عددناها في ابانها"، وتردد في تونس احتمال ترشيح قائد السبسي (84 عاما) لتولي رئاسة الدولة في المرحلة الانتقالية الثانية منذ الثورة خاصة بعد الشعبية التي نالها منذ توليه الحكومة الموقتة في شباط/فبراير الماضي، غير ان المرزوقي قال ان "عليه ان يترك المجال لغيره لخدمة تونس التي تعج بالطاقات"، كما اكد المعارض التاريخي لنظام بن علي رفضه بقاء "الوجوه القديمة" في السلطة خلال المرحلة القادمة، وقال ردا على سؤال بشان تسريبات اشارت الى احتمال ان يوافق حزب النهضة الفائز الكبير على بقاء بعض الوزراء لضمان استمرار الدولة، "هذا لا سبيل اليه، نريد حكومة وحدة وطنية بوجوه وكفاءات جديدة مئة بالمئة". بحسب فرانس برس.

ويدعو حزب النهضة (90 مقعدا) الى تشكيل "حكومة ائتلاف وطني" ويؤيده في ذلك حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (30 مقعدا)، وفي المقابل يدعو حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات (يسار-21 مقعدا) الى "حكومة مصلحة وطنية"، ودعا حزب التجديد (الشيوعي سابقا) الى "حكومة كفاءات وطنية من خارج الاحزاب"، ويتجه هذا الاخير الى تشكيل معارضة المرحلة القادمة مع الحزب الديمقراطي التقدمي (وسط يسار) وحزب آفاق تونس (ليبرالي)، وبعد انقضاء اجل الطعون في نتائج انتخابات 23 تشرين الاول/اكتوبر، سيدعو الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع المجلس التاسيسي المنتخب الى الاجتماع، ويتولى المجلس التاسيسي اختيار رئيسه ونائبيه والاتفاق على نظامه الداخلي ونظام مؤقت لادارة الدولة كما يعين رئيسا مؤقتا جديدا محل المبزع الذي كان اعلن انسحابه من العمل السياسي، وبعد ذلك، يكلف الرئيس الموقت الجديد من تتفق عليه الاغلبية في المجلس بتشكيل حكومة جديدة للمرحلة الانتقالية الثانية منذ الاطاحة بنظام بن علي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/تشرين الثاني/2011 - 6/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م