
شبكة النبأ: بعد مرور العقد الأول على
إعلان "بوش الابن" الحرب العالمية على الإرهاب الدولي اثر انهيار برجي
التجارة العالمي، وانقسام العالم بين الأبيض والأسود "بعد ان حذفت
الوسطية من مصطلح البيت الأبيض" والتي أسفرت عن احتلال أفغانستان
والعراق وفرض الحصار على دول أخرى وقتل ومطاردة وسجن المئات من
المنتمين إلى التنظيمات والحركات المتشددة باستخدام أساليب جديدة
ومتطورة، ما زال الخوف من تكرار أحداث مماثلة يقض مضجع الإدارة
الأمريكية ويحثهم على المزيد من التحركات الاستباقية والتعامل مع
التهديدات المحتملة بصورة جدية، وبرغم التطمينات التي قدمها الرئيس
الأمريكي "اوباما" حول صعوبة قيام القاعدة أو غيرها بهجمات مماثلة
لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وكذلك ما تقوم به الطائرات الموجه عن بعد
من صيد عناصر القاعدة البارزين الواحد تلو الأخر، إلا إن الخوف الذي
تجذر في قلوب الأمريكيين مازال هو المسيطر.
زعيم القاعدة في العراق
اذ قررت وزارة الخارجية الأمريكية إدراج الزعيم الجديد لتنظيم
القاعدة في العراق، إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري "أبو دعاء،" على
قائمة الشخصيات المتهمة بالإرهاب، كما وضعت جائزة مالية تصل إلى عشرة
ملايين دولار لمن يقدم معلومات تقود إليه، وبحسب القرار الأمريكي فإن
البدري سيصنف على أنه "إرهابي دولي،" وسيكون من نتائج الخطوة تجميد
أصوله المالي وحظر تقديم جميع أشكال الدعم المالي له، وكانت الولايات
المتحدة قد صنفت تنظيم القاعدة ضمن الحركات الإرهابية منذ عام 2004،
وتخوض واشنطن مواجهات مفتوحة مع القاعدة على عدة جبهات حول العالم في
إطار "الحرب على الإرهاب"، ويعتقد خبراء في المجال الأمني أن البدري
يقود التنظيم منذ فترة، بعد مقتل كل من "أبو أيوب المصري، زعيم تنظيم
القاعدة في العراق، وأبو عمر البغدادي زعيم ما يعرف "بدولة العراق
الإسلامية"، وقد جاء الإعلان عن مقتلهما في 19 أبريل/نيسان 2010 بعد
عملية جرت في منطقة الثرثار، واستهدفت منزلاً كان البغدادي والمصري فيه،
وقد حاولا الاختباء في حفرة داخله، يشار إلى أن المصري كان قد وصل إلى
منصبه بعد مقتل الزعيم المؤسس للتنظيم، أبو مصعب الزرقاوي، في غارة
أمريكية عام 2006، وبحسب القرار الأمريكي بحق البدري فإن واشنطن تشتبه
بأنه يقف وراء تخطيط وتنفيذ عمليات كبيرة، على غرار تفجير مسجد أم
القرى في 28 أغسطس/آب الماضي، وتنفيذ تفجير في مدينة الحلة، راح ضحيته
24 من عناصر الشرطة العراقية، إلى جانب عمليات أخرى. بحسب سي ان ان.
لجنة سرية
قال مسؤولون أمريكيون ان متشددين أمريكيين مثل أنور العولقي موضوعون
على قائمة اغتيالات تعدها لجنة سرية من كبار المسؤولين في الادارة ثم
تبلغ الرئيس بقراراته، وصرح مسؤولون امريكيون حاليون وسابقون بأنه لا
يوجد سجل لعمليات او قرارات اللجنة التي تتبع مجلس الامن القومي في
البيت الابيض، كما لا يوجد اي قانون تشكلت بموجبه اللجنة او تعمل وفقا
لاحكامه، وكانت هذه اللجنة وراء قرار اضافة العولقي وهو رجل دين أمريكي
من أصل يمني له علاقات مزعومة مع القاعدة الى قائمة الاغتيالات، وقتل
العولقي خلال هجوم بطائرة امريكية بلا طيار في اليمن، ودور الرئيس
الامريكي في الامر او التصديق على قرار باستهداف مواطن أمريكي هو غير
واضح، ورفض تومي فيتور المتحدث باسم البيت الابيض مناقشة اي شيء متعلق
بعمل اللجنة، وقال مسؤولون امريكيون حاليون وسابقون انه على حد علمهم
كان العولقي الامريكي الوحيد الذي وضع في قائمة الحكومة الامريكية
للاغتيال او الاعتقال بسبب تورطه المزعوم مع متشددين، ويقول البيت
الابيض ان العولقي كان شخصية بارزة في جناح القاعدة في جزيرة العرب
الذي يتخذ من اليمن مقرا له، ويقول البيت الابيض ان مقتل العولقي يثبت
اصرار الرئيس الامريكي باراك أوباما على التعامل مع المتشددين الذين
يهددون الولايات المتحدة، لكن العملية التي أدت الى مقتله تعرضت
لانتقاد شديد من اليسار واليمين، وفي تحول له مغزى أصبح أوباما الذي
شجب سلفه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش لاستخدامه المفرط للقوة في "الحرب
على الارهاب" عرضة للنقد في بعض الدوائر لاستخدامه نفس الاساليب والتي
من بينها مبررات قانونية سرية وتقييم مخابراتي لا يكشف عنه، وانتقد
ليبراليون استخدام طائرة بلا طيار لقتل مواطن أمريكي ووصفوه بانه جريمة
ارتكبت خارج ساحات القضاء. بحسب رويترز.
كما انتقد المحافظون أوباما لرفضه الكشف عن الرأي القانوني لوزارة
العدل الامريكية الذي قيل انه برر قتل العولقي، واتهموا أوباما بالنفاق
مشيرين الى اصرار حكومته على نشر الوثائق القانونية لحقبة بوش والتي
بررت استخدام اساليب استجواب قال كثيرون انها تصل الى حد التعذيب لكن
الادارة ترفض الان نشر المنطق القانوني الذي جعلها تقتل مواطنا أمريكيا
خارج الاطار القانوني المعتاد، وطلب مسؤولون عدم الكشف عن هوايتهم
للتحدث في الامر، وأكدوا انه تم استشارة محامين من بينهم محامو وزارة
العدل قبل اضافة العولقي لقائمة الاغتيالات، وقدموا نظريتين قانونيتين
أولهما ان الكونجرس أقر مثل هذا التحرك حين أقر استخدام القوة العسكرية
ضد المتشددين بعد الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11
سبتمبر ايلول عام 2001 وثانيهما ان القانون الدولي يقر هذا التحرك اذا
كانت الدولة تدافع عن نفسه، وأكد مسؤولون امريكيون ان مواطنا أمريكيا
ثانيا هو سمير خان قتل في نفس الهجوم الذي قتل فيه العولقي، وخان هو
رئيس تحرير مجلة (اينسباير) التي تصدر بالانجليزية وتستخدمها القاعدة
في جزيرة العرب للدعاية وتجنيد الاعضاء، وذكر المسؤولون ان خان لم يكن
في قائمة الاغتيال ولم يكن مستهدفا في هجوم الطائرة الامريكية بلا طيار
لكنه تواجد في المكان الخطأ في الوقت غير المناسب، وصرح المسؤولون بأن
العولقي الذي كانت خطبه الملتهبة تنشر على مواقع للمتشددين باللغة
الانجليزية استهدف بعد ان خلصت واشنطن الى ان دوره في القاعدة بجزيرة
العرب تحول من "الالهامي الى العملي" وهذا يعني انه بدلا من ان يقتصر
دوره على الدعاية لاهداف القاعدة شارك بشكل مباشر في خطط مزعومة لضرب
اهداف أمريكية.
ما بعد العولقي
فيما قال مسؤولو أمن أمريكيون كبار مؤخراً إن الولايات المتحدة
تراقب عن كثب كيف سيؤثر مقتل أنور العولقي "وهو رجل دين من أصل يمني
أمريكي المولد له صلات بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب" على الجماعة
التي تتخذ من اليمن مقرا لها واحتمال أن تشن هجمات انتقامية، ويقول
مسؤولون أمريكيون إن العولقي الذي قتل في هجوم بطائرة أمريكية بدون
طيار كان له صلة بمؤامرات فاشلة لتفجير طائرة ركاب كانت في طريقها
للولايات المتحدة في عام 2009 وطائرات شحن وهي في طريقها أيضا للولايات
المتحدة في عام 2010، وقال ماثيو أولسن مدير المركز القومي لمكافحة
الارهاب أمام جلسة استماع في لجنة المخابرات بمجلس النواب الامريكي "العولقي
خطط وأدار محاولات لقتل أمريكيين ودعا مرارا الافراد في الولايات
المتحدة وفي شتى أنحاء العالم الى ارتكاب جرائم ارهابية"، وأضاف "مقتله
وجه ضربة لواحد من أكثر التنظيمات المرتبطة بالقاعدة نشاطا"، وتركز
أجهزة الامن الامريكية على الكيفية التي سيؤثر بها مقتل العولقي على
تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره الولايات المتحدة التنظيم
الاكثر خطورة، وقال أولسن "نظل قلقين من نية الجماعة مهاجمة أهداف
غربية وكذلك جهودها الدعائية التي تستهدف الهام متطرفين غربيين لديهم
عقليات مماثلة"، وأضاف أولسن أن اليمن ساحة رئيسية في المعركة وقاعد
اقليمية لعمليات القاعدة في جزيرة العرب. بحسب رويترز.
ومضى يقول "المكاسب التي تحققت في الاونة الاخيرة في اليمن وتحديات
الحكم التي تواجهها الحكومة اليمنية تزيد من مخاوفنا بشأن قدرة تنظيم
القاعدة في جزيرة العرب على شن هجمات اضافية تستهدف الاراضي الامريكية
والمصالح الامريكية في الخارج"، وتشعر السلطات الامريكية بقلق من
ارتباط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بمتشددي حركة الشباب في الصومال
والذين تربطهم أيضا صلات بالقاعدة، وقال أولسن "يظل ذلك تخوف مهم،
التحالف المحتمل بين الشباب والقاعدة في جزيرة العرب وقدرة الشباب على
تجنيد أشخاص في الولايات المتحدة"، وقال روبرت مولر مدير مكتب
التحقيقات الاتحادي ان الولايات المتحدة يجب أن تظل حذرة ضد الخطر الذي
تمثله القاعدة في جزيرة العرب، وقال "القاعدة في جزيرة العرب أثبتت
قدرتها على شن هجمات مباشرة داخل الولايات المتحدة والهجوم على أحد
قياداتها حتى لو كان مهما لا يقضي على قدرة التنظيم على الانتقام أو
القيام بأي عمل اخر"، كذلك عبر المسؤولون الامريكيون عن قلقهم من خطر "عنف
المتطرفين في الداخل" ومن الهجمات الالكترونية.
مذكرة سرية
في سياق متصل افادت صحيفة نيويورك تايمز ان ادارة الرئيس الاميركي
باراك اوباما اصدرت مذكرة سرية قبل اغتيال انور العولقي الامام المتطرف
الاميركي-اليمني تجيز تصفية مواطن اميركي بدون محاكمة، واعدت الوثيقة
في العام 2010 لتبرير هذه العملية رغم وجود اطار قانوني يحظر على البيت
الابيض ان يامر باغتيالات كما قالت الصحيفة نقلا عن مصادر مقربة من
الملف، والنص الواقع في 50 صفحة واستكمل في حزيران/يونيو 2010 ينص على
ان اغتيال شخص ما، لا يمكن ان يكون مشروعا الا في حال تعذر اعتقاله على
قيد الحياة، وقتل الامام الاميركي-اليمني في نهاية ايلول/سبتمبر في
اليمن بضربة من طائرة اميركية بدون طيار، واعلن الرئيس الاميركي باراك
اوباما انذاك ان مقتله يشكل "ضربة قاسية جدا للفرع الاكثر نشاطا في
شبكة القاعدة" مؤكدا ان الولايات المتحدة تبقى مصممة على القضاء على
الشبكات الارهابية، وقالت نيويورك تايمز ان المذكرة اعدت خصيصا تحسبا
لاغتيال العولقي، وتشير الى ان الامام المتطرف ضالع في الحرب بين
القاعدة والولايات المتحدة ويشكل خصوصا تهديدا كبيرا لكن بدون تقديم
ادلة ضده، ورفض البيت الابيض الرد على الاسئلة التي اثارتها عملية
اغتيال العولقي، ونددت مجموعات مدافعة عن حقوق الانسان بقتله معتبرة
انه من غير الشرعي ان يقوم عسكريون اميركيون بقتل مواطن اميركي في
ميدان معركة، وكانت واشنطن تعتبر ان العولقي يشكل تهديدا مثل ذلك الذي
كان يشكله اسامة بن لادن، وتشتبه في علاقته بالنيجيري عمر فاروق عبد
المطلب منفذ الاعتداء الذي احبط في 25 كانون الاول/ديسمبر 2009 على متن
طائرة ركاب اميركية، كما كانت لديه مراسلات مع القومندان الاميركي نضال
حسن الذي يشتبه انه اطلق النار في قاعدة فورت هود بتكساس في تشرين
الثاني/نوفمبر 2009 ما ادى الى سقوط 13 قتيلا. بحسب فرانس برس.
محاولة تفجير طائرة
من جهته قال نيجيري اتهم بمحاولة تفجير طائرة أمريكية يوم عيد
الميلاد عام 2009 أمام قاضية اتحادية انه يريد أن يُقر بارتكابه كل
الاتهامات الموجهة اليه، وأقر عمر فاروق عبد المطلب (24 عاما) بالذنب
بعد يوم من بدء المحاكمة، وكانت دفوع بالبراءة قد قدمت في السابق من
عبد المطلب الذي يتولى الدفاع عن نفسه أمام المحكمة بمساعدة محام،
ويواجه عبد المطلب ثمانية اتهامات من بينها التامر لارتكاب عمل ارهابي
والشروع في قتل ومحاولة استخدام سلاح دمار شامل وقد يحكم عليه بالسجن
المؤبد اذا أدين، واتهم عبد المطلب بمحاولة تفجير مواد ناسفة مخبأة في
ملابسه الداخلية في الطائرة، وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره
اليمن مسؤوليته عن محاولة التفجير وأثنى عليها أسامة بن لادن زعيم
القاعدة قبل شهور من مقتله في عملية نفذتها قوات أمريكية في باكستان،
وسألت القاضية نانسي ادموندز عبد المطلب اذا كان يريد الاعتراف
بالاتهامات المنسوبة اليه، وبينما كانت تتلو الاتهام الواحد تلو الاخر
كان يقول "أقر بأني مذنب"، وعبد المطلب محتجز حاليا في سجن اتحادي
بميشيجان انتظارا لمحاكمته، وقال مسؤولون أمريكيون ان عبد المطلب أبلغ
محققين أمريكيين انه حصل على القنبلة التي لم تنفجر بالكامل من متشددين
تابعين للقاعدة في اليمن قاموا أيضا بتدريبه، وبعد المحاولة الفاشلة
تحركت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما لتعزيز الامن الجوي في
الولايات المتحدة ووضعت أجهزة تفحص الجسد بالكامل في محاولة لاكتشاف
المتفجرات التي قد تكون مخبأة في ملابس المسافر. بحسب رويترز.
وصف النيجيري المتهم أمريكا بأنها سرطان، وقبل ساعات من اختيار هيئة
المحلفين في محاكمته صاح عمر الفاروق عبد المطلب قائلا "أنور حي" في
اشارة فيما يبدو لانور العولقي رجل الدين الامريكي المولد الذي تربطه
صلة بالمتهم وكذلك بتنظيم القاعدة والذي قتل في اليمن في هجوم بطائرة
أمريكية بلا طيار، واتهم عبد المطلب (24 عاما) بمحاولة تفجير مواد
ناسفة مخبأة في ملابسه الداخلية في طائرة كانت متجهة من امستردام الى
ديترويت، لكن المواد الناسفة لم تنفجر وتمكن الركاب من السيطرة على عبد
المطلب الذي يواجه عقوبة السجن مدى الحياة في حالة الادانة، وكان عبد
المطلب الذي يتحدث الانجليزية بطلاقة وطلب الدفاع عن نفسه يرتدي قميصا
قطنيا أبيض اللون لا يتناسب مقاسه مع جسمه، ونصحته القاضية نانسي
ادموندز بارتداء قميص مناسب حتى يترك انطباعا جيدا لدى المحلفين، وفي
البداية رفض عبد المطلب ارتداء الملابس الغربية التي اشتراها له
المحامي الذي عينته له المحكمة ثم وافق لاحقا فرفعت الجلسة لفترة قصيرة
واصطحبه الحارس ليغير ملابسه ويرتدي شيئا أكثر رسمية.
وحين عادت المحكمة للانعقاد بعد دقائق معدودة عاد عبد المطلب مرتديا
سترة سوداء على جلباب قصير وسروال فضفاض، كما كان يرتدي غطاء رأس أسود،
وقالت المخابرات الامريكية ان العولقي اليمني الاصل هو "رئيس الدعاية
الخارجية" لجناح القاعدة في اليمن، وقال عبد المطلب وهو يحضر جلسة
اجرائية "اسامة حي"، وحين كانت القاضية تتلو صحيفة الاتهام واستخدمت
عبارة القاعدة ردد كلمة "جهاد"، ووجهت المحكمة لعبد المطلب الذي درس في
جامعة كوليدج بلندن ثماني تهم منها التامر لارتكاب فعل ارهابي والشروع
في القتل ومحاولة استخدام سلاح من اسلحة الدمار الشامل، وبدأت المحكمة
في سماع المرافعات يوم 11 اكتوبر تشرين الاول ومن المتوقع ان تستمر
المحاكمة شهرا.
من الصعب للغاية
من جهة اخرى قال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان "من الصعب للغاية"
على القاعدة ان تشن هجوما اخر كبيرا على الولايات المتحدة حيث ان
قيادتها صفي أغلبه، وقتلت القوات الخاصة الامريكية زعيم القاعدة اسامة
بن لادن في مايو ايار في مخبئه قرب اسلام اباد وقتلت الهجمات الجوية
الامريكية باستخدام طائرات بلا طيار بعض المتشددين القياديين في
المناطق الباكستانية الواقعة على الحدود مع افغانستان وفي اليمن، وسئل
أوباما حول ان كانت "الهزيمة الاستراتيجية" للقاعدة باتت في متناول يدي
الولايات المتحدة فقال "لقد فعلنا في العامين الاخيرين أكثر مما فعلناه
في اي وقت في السنوات العاشر الماضية لتحقيق هذا الهدف"، واضاف "ومن
الواضح ان ابرز ما أنجزناه هو أننا نلنا من بن لادن لكن عندما تنظر الى
هيكل القيادة الكامل للقاعدة لقد قضي على أغلبه"، وقال أوباما ان
المتشددين "يقتربون بسرعة من المرحلة التي لا يمكنهم عندها استعواض
عناصرهم التنفيذية الماهرة عن طريق التدريب"، وتابع ان الولايات
المتحدة "ستظل دائما عرضة للخطر" بسبب مجتمعها المفتوح وان القاعدة "ما
زالت خطرة وما زالت عدونا الاول"، وأضاف "لكنني أعتقد اننا في وضع اذا
استمرينا عليه على مدى السنوات القليلة القادمة فسيكون من الصعب للغاية
عليهم ان يشنوا هجمات مشهودة من النوع الذي رايناه في 11/9". بحسب
رويترز.
مؤسسة خيرية تدعم الارهاب
بدورها اصدرت محكمة امريكية حكما بان مسؤولين امريكيين خلصوا بشكل
سليم الى ان مؤسسة الحرمين الاسلامية في اوريجون تدعم الارهاب ولكن
اصولها صودرت بشكل غير سليم، وحكمت الدائرة التاسعة لمحكمة النقض
الامريكية بان وزارة الخزانة الامريكية اصابت حين توصلت لان المؤسسة
الخيرية ذات صلة بالارهاب لان احد اعضاء مجلس ادارتها وصفته الخزانة
بانه على صلة بالارهاب كما قدمت المؤسسة الخيرية تمويلا لانشطة ارهابية
في البانيا والشيشان، لكن المحكمة خلصت الى ان مكتب ادارة الاصول
الاجنبية بوزارة الخزانة صادر اموال المؤسسة الخيرية في اوريجون بشكل
غير سليم، ورفض متحدث باسم وزارة العدل التي تمثل وزارة الخزانة في
المحكمة التعقيب على الحكم، واعاد القضاء الدعوى لمحكمة ادنى لتقدير
التعويضات، واتخذت اجراءات تضمنت وصف المؤسسة الخيرية بانها ارهابية مع
تجميد الاصول عقب هجمات 11 سبتمبر ايلول من جانب ادارة الرئيس السابق
جوج بوش في محاولة لتجفيف منابع الدعم المالي لتنظيم القاعدة، وجمدت
وزارة الخزانة اصول المؤسسة في اوريجون في عام 2004 لحين انتهاء
التحقيق وقالت ان قيمتها الاجمالية بلغت اكثر من 20 ألف دولار، وقالت
المؤسسة انه جرى تجميد 440 ألف دولار اخرى حصيلة بيع بعض الممتلكات.
بحسب رويترز.
جماعة الشباب وسكان
الى ذلك قال مسؤول بجماعة الشباب الصومالية المتمردة وسكان ان طائرة
تجسس أمريكية بدون طيار سقطت في مدينة كيسمايو الساحلية بجنوب البلاد
معقل الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وجاء الحادث الذي وقع مؤخراً في
الوقت الذي اشار فيه سكان الى زيادة وجود طائرات بدون طيار تحلق فوق
كيسمايو مؤخر، ورفضت السفارة الامريكية في نيروبي التعليق على الفور،
وقال شيخ ابراهيم جوليد المسؤول بحركة الشباب "كانت هذه طائرة تجسس
تعمل لحساب الحكومة الامريكية وبمشيئة الله تحطمت قرب المطار"، وقال "لم
نستهدفها لكنها سقطت" رغم أن محطة اذاعية تابعة للجماعة في كيسمايو
قالت ان متمردين اطلقوا النار على الطائرة فأسقطوها بينما كانت تقوم
بدورية فوق المطار، وأكد احد سكان كيسمايو ويدعى علي جاب انه شاهد سقوط
الطائرة، وقال "شاهدت الطائرة عند مركز للشرطة، لم نشهد اي اضرار عليها"
مما يشير الى أن خللا فنيا ربما قد تسبب في تحطم الطائرة. بحسب رويترز.
وكانت الولايات المتحدة سمحت بعمليات سرية في الدولة الواقعة في
منطقة القرن الافريقي في الماضي، وقتلت قوات خاصة أمريكية الكيني صالح
علي نبهان أحد كبار مقاتلي القاعدة بشرق افريقيا في جنوب الصومال في
سبتمبر ايلول 2009، وقال مسؤولون أمريكيون ان لديهم قائمة بالمشتبه بهم
الذين يعتقد انهم في الصومال وانهم يراقبون البلاد بشكل مستمر بهدف
الهجوم عند رصد اي شخص، وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الولايات المتحدة
تبني شبكة من القواعد السرية لطائرات بلا طيار في القرن الافريقي وشبه
الجزيرة العربية في اطار حملة نشطة ضد جماعات مرتبطة بالقاعدة في
الصومال واليمن، وذكر المقال أن واشنطن أطلقت طائرات بلا طيار فوق
الصومال واليمن من قواعد في دولة جيبوتي الافريقية، وأظهرت برقيات
دبلوماسية أمريكية سرية أن طائرات بلا طيار نفذت مهام فوق الصومال من
سيشل.
ارهاب في أعماق المحيط
على صعيد مختلف انطلق عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI
إلى أعماق المحيط، ليس من أجل البحث عن أسماك القرش المفترسة، بل عن
مهاجمين من نوع آخر، فقد انتدب المكتب نخبة من عملاء خاصين كي يتتبعوا
الإرهاب تحت سطح الماء، وبدءا من العام المقبل، سيتمكن فريق مكون من 10
عملاء، من البحث عن أدلة يخلفها الإرهابيون في المياه الملوثة بالمواد
الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية أو النفايات النووية، وقال العميل
الخاص جيمس تولباين المشرف على الفريق "هناك ما يكفي من السيناريوهات
في الآونة الأخيرة،" في إشارة إلى هجمات 2008 في مومباي بالهند، والتي
بدأت عندما دخل المهاجمون المدينة بواسطة القوارب، وأضاف "إذا نظرتم
إلى مومباي ونظرتم إلى الحوادث الدولية المختلفة، سترون أن هناك هجمات
على المدنيين الأمريكيين أو هجمات على المصالح الأميركية، حيث كان
للمياه دور، نحن عازمون على توسيع قدراتنا"، وقبل نحو عام، أنشأ مكتب
التحقيقات الاتحادي فريق الغطس التقني مع مهمة رئيسية هي جمع الأدلة
بعد هجوم إرهابي للمساعدة في العثور على المسؤولين عنه ومقاضاتهم، ومن
المقرر أن الفريق الذي وصل الآن إلى منتصف برنامج تدريبي مدته سنتين،
سيبدأ في العمل بكامل طاقته بحلول العام المقبل، وفقا لما أكده تولباين،
وقبل بضعة أسابيع، استدعي الفريق من قبل حرس السواحل الأمريكي الذي طلب
من مكتب التحقيقات الفيدرالي تقديم المساعدة في قضية تنطوي على "شبهة
المخدرات،" عن طريق سفينة تشبه الغواصة تستخدم لتهريب المخدرات. بحسب
سي ان ان.
تهديد محتمل
من جانبها أمرت السلطات في ولاية ميتشيغن الأمريكية بإغلاق ثلاث
مدارس على الأقل، كإجراء احترازي خوفاً من تهديد محتمل، بعد اكتشاف
عبارات مكتوبة داخل أحد المباني التعليمية، اعتبرت الشرطة أنها تنطوي
على "تهديدات جدية"، وعثر أحد المدرسين على عبارة تتضمن كلمات مثل "انتقام
الطالب"، قبل قليل من بدء اليوم الدراسي، وفق ما أكد المسؤول في شرطة
مقاطعة "كانتون"، مارك شولتز، دون أن تعلن الشرطة عن المكان الذي تم
فيه العثور على تلك الملاحظات، وبحلول الظهر، كانت المدارس الثلاث،
التي تقع ضمن مجمع "بلايماوث كانتون" التعليمي، قد اتخذت "خطواتها
النهائية لصرف جميع الطلاب"، بحسب تأكيد مدير علاقات المجمع، فرانك
روغريللو، والذي وصف عملية صرف الطلاب بأنها كانت "سلسة ومنظمة"، وذكرت
إحدى المدارس في بيان، أن الطلاب الذين يستقلون عادةً الحافلات في
طريقهم من وإلى المدرسة، تمت إعادتهم إلى منازلهم، بعد استدعاء
الحافلات على عجل، بينما تم اصطحاب الطلاب الذين يقلهم أحد من أفراد
أسرتهم، إلى إحدى المدارس المتوسطة، لانتظار ذويهم، ولم تكشف السلطات،
عن مصدر تلك العبارات التهديدية، إلا أن مدرسة مقاطعة "بلايماوث-
كانتون"، وقالت في رسالة وجهتها إلى أولياء أمور الطلاب، إنها "مقتنعة
بأننا يمكننا إعادة فتح المدرسة دون خوف"، وأضافت المقاطعة في رسالته،
"مسؤولو المقاطعة والشرطة لن يهدأ لهم بال حتى يتم تقديم الشخص أو
الأشخاص المسؤولين عن تلك الملاحظات التهديدية، إلى العدالة"، كما عرضت
مكافأة مالية بقيمة ألف دولار، لكل من لديه معلومات يمكن أن تفيد
الشرطة في "اعتقال هؤلاء الأشخاص"، وبينما تواصل الشرطة تحقيقاتها بشأن
"التهديدات المشتبهة"، ينتظر مسؤولو المدارس صدور أي تعليمات جديدة من
الشرطة، بشأن إعادة فتح الفصول أمام الطلاب، وينتظم في تلك المدارس نحو
ستة آلاف طالب وطالبة. بحسب سي ان ان.
بسبب جوانتانامو
من جانبها أظهرت رسالة نشرت مؤخراً أن زعيم الاغلبية بمجلس الشيوخ
الامريكي هاري ريد وهو ديمقراطي سيعرقل بحث مشروع قانون للدفاع الى أن
يتم تغيير المواد المتعلقة بكيفية معاملة المشتبه بهم، وقال ريد الذي
يتحكم في جدول جلسات المجلس انه لن يطرح قانون التفويض بالدفاع الوطني
الى ان يتم ادخال تعديلات عليه لمعالجة المخاوف التي أثارتها ادارة
الرئيس باراك أوباما وبعض اعضاء المجلس بشأن القيود على اعتقال المشتبه
في صلاتهم بالارهاب، ووافقت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ على حل
وسط بشأن المعتقلين ينطوي على الاعتقال العسكري للمشتبه بهم الرئيسيين
من تنظيم القاعدة والحد من عمليات النقل الى الخارج ومنع الجيش من بناء
منشات على اراضي الولايات المتحدة ليقيم بها المعتقلون المحتجزون في
سجن جوانتانامو بكوب، وقال ريد في رسالة بتاريخ الرابع من اكتوبر تشرين
الاول وجهت لقيادات اللجنة ان ادارة أوباما بحاجة الى مزيد من المرونة
حين يتعلق الامر بالتعامل مع المشتبه في صلاتهم بالارهاب. بحسب رويترز.
وأضاف "يشمل هذا استخدام نظامنا القضائي الجنائي، القيود على هذه
المرونة او على اتاحة الادوات الرئيسية لمكافحة الارهاب سيهدد أمننا
القومي تهديدا كبيرا"، وعارض الجمهوريون بل وبعض الديمقراطيين الذين
ينتمون الى حزب أوباما نقل المشتبه في صلاتهم بالارهاب المحتجزين في
سجن جوانتانامو العسكري بكوبا الى الاراضي الامريكية لمحاكمتهم امام
المحاكم الجنائية الاتحادية، ومنع الكونجرس ادارة أوباما من نقل اي من
المشتبه بهم المحتجزين الى الاراضي الامريكية لمحاكمتهم قائلا انه يجب
الا يمنحوا حقوقا قانونية أمريكية كاملة وانهم قد يجعلون المدن التي
يحاكمون فيها أهدافا للهجمات، واضطرت الادارة الى التراجع عن خطط لنقل
المتهمين الخمسة بالضلوع في هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 الى مدينة
نيويورك لمحاكمتهم امام محكمة جنائية، وسيحاكمون الان امام لجان عسكرية
في سجن جوانتانامو، وحث ميتش مكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ
ريد زعيم الاغلبية في المجلس على اعادة النظر في الامر للسماح بمناقشة
المسألة، وقال في مجلس الشيوخ "أعلم أن الكثير من الاعضاء في جانبي
سيقدرون اجراء مناقشة عن أهمية منع معتقلين محتجزين حاليا في
جوانتانامو من العودة الى ساحة القتال خاصة في أماكن مثل اليمن"، وكان
بعض المعتقلين الذين كانوا محتجزين في جوانتانامو وأفرج عنهم قد عادوا
الى القتال ضد الولايات المتحدة، وينشط في اليمن تنظيم القاعدة في
جزيرة العرب. |