
شبكة النبأ: لم تمر أية عملية تغيير
لحكام المنطقة في ربيع الشعوب العربية من دون أحداث وأزمات عنيفة
تخللها الكثير من النجاح والفشل، وكذلك عمليات الاعتقال والتعذيب
والقتل للمتظاهرين والمطالبين بالإصلاح والحرية، إلا إن درجات التحول
العنيف تلك "من سلب الإرادة إلى الحرية والديمقراطية" تفاوتت في
تقديراتها من بلد لأخر، إذ إن ما حدث في ليبيا لا يمكن أن يقارن بأي
حال من الأحوال بثورة تونس، وكذلك الحال إذ ما قورنت مصر والبحرين، لكن
الأمر في اليمن السعيد يختلف عن بقية البلدان العربية التي ناضلت
وتناضل لنيل كرامتها من قادتها المستبدين، ففي هذا البلد القبلي الطابع،
امتاز الرئيس "صالح" عن بقية الحكام العرب بفن "المماطلة" الذي يجيده
ويعشقه كثير، فبدلاً من رفضه التنازل عن السلطة بصورة معلنة كبقية
القادة العرب، ادخل اليمنيون والدول العربية صاحبة الوساطة والعالم في
متاهات الحيل والخداع من دون الوصول إلى نتيجة ملموسة، حتى مع حادثة
اغتياله الأخيرة والتي أخرجته "مكرهاً" عن البلد والعملية السياسية
لعدة أشهر، لكنه ما لبث أن عاد إلى وضعه السابق بعد أن رجع إلى اليمن
بزي المنتصر الفخور، ويبدوا إن انقسام المعارضة اليمنية على نفسها قد
سهل الأمر على صالح، والتي باتت تدرك جيداً إن الوقت يمر في غير صالحه،
وإن الأخير ليس بالخصم السهل، وان الضمانات التي يطالب بها ليست السبب
الحقيقي الذي يقف دون تنحيه عن السلطة.
صالح يريد ضمانات دولية
حيث قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح انه لن يوقع المبادرة
الخليجية التي تدعو الى تسليم السلطة في البلاد الا اذا قدمت له
الولايات المتحدة واوروبا ودول الخليج العربية ضمانات لم يحدده، ويقول
انه لن يسلم السلطة الا الى "أيد أمينة"، وقال صالح في اجتماع الدورة
الاستثنائية للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام "وهو الحزب الحاكم في
اليمن" "خلاص حضر الرئيس من الرياض لماذا عاد النائب بعد حضور الرئيس
ما في داعي يوقع النائب، حاضر انا اوقع"، واضاف "قدم ضمانات لتنفيذ
المبادرة الخليجية، قدم الضمانات، نشتي (نريد) ضمانات خليجية واحد
اثنين أوروبية ثلاثة أمريكية، هذه ثلاث ضمانات لا بد ان ترافق المبادرة
الخليجية"، وتقضي المبادرة الخليجية بأن يسلم صالح السلطة الى نائبه
قبل اجراء انتخابات جديدة، وجاءت تصريحات صالح بعد ان وزعت الدول الخمس
الدائمة العضوية في مجلس الامن مشروع قرار يحث على سرعة توقيع وتنفيذ
اتفاق "على اساس من" المبادرة الخليجية التي سيتمتع صالح بموجبها من
الحصانة من الملاحقة القضائية.
ونفى دبلوماسيون غربيون في مجلس الامن ان مشروع القرار اعتماد
للمبادرة الخليجية لكن مبعوثا قال ان المبادرة هي الحل الوحيد المطروح،
وجاء في مشروع القرار أن المجلس "يشدد على ضرورة محاسبة كل المسؤولين
عن العنف وانتهاكات حقوق الانسان والاساءات"، ولم يتضمن مشروع القرار
تفاصيل بشأن كيفية القيام بهذه المحاسبة، وقال دبلوماسيون في مجلس
الامن في احاديث خاصة انهم يأملون في اجراء التصويت على القرار واقراره،
وناشدت توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام هذا العام الامم المتحدة
أن ترفض المبادرة الخليجية التي تمنح صالح الحصانة من المحاكمة قائلة
انه "مجرم حرب"، وقالت انها تعتزم التشديد على هذه النقطة خلال لقائها
مع الامين العام للامم المتحدة بان جي مون، وقال متحدث باسم بان انه
يجب ألا يكون هناك "افلات من العقاب" فيما يخص انتهاكات الحقوق في
اليمن، وفي اشارة الى تفكيك حزب البعث الذي اصبح اليوم محظورا بعد
الاطاحة بالرئيس العراقي صدام في الغزو الامريكي عام 2003 قال صالح ان
العالم يضغط عليه لتوقيع المبادرة الخليجية دون اي ضمانات تخص مصير
اعضاء حكومته، وقال "من ضمن الضغوط الموجودة انه، وقعوا بدون قيد او
شرط وقعوا وبعدين نبحث تزمين الالية المزمنة" مضيفا أنه يتعين على من
يمارسون الضغوط ان "يثبتوا حسن نواياهم" اولا وعندها "حاضرين نوقع على
المبادرة". بحسب رويترز.
وتخشى الولايات المتحدة ان تؤدي الاحتجاجات في اليمن الى توسع
المتشددين ذوي الصلة بتنظيم القاعدة لسيطرتهم في اليمن الذي يملك حدودا
طويلة مع السعودية، وقال اللواء المنشق علي محسن الاحمر الذي انشق عن
الجيش اليمني وانضم الى المحتجين ان نحو 200 شخص قتلوا منذ عودة صالح
الى اليمن في 23 من سبتمبر ايلول، وسقط 26 قتيلا على الاقل خلال الايام
الماضية في الاشتباكات شبه اليومية بين قوات صالح والقوات الموالية
للاحمر وزعيم قبلي متحالف مع المحتجين، ويلقي صالح باللائمة في اعمال
العنف الاخيرة على المعارضة، وقال مسؤول يمني متحدثا عن أحدث اعمال
العنف ان مقاتلين قبليين فجروا انبوب نفط ينقل النفط الخام من محافظة
مأرب في وسط اليمن الى ميناء رأس عيسى على البحر الاحمر وهو خامس هجوم
على الانبوب خلال شهر، وفي جنوب اليمن قال شهود عيان واطباء ان مجهولا
القى قنبلة في سوق مزدحم في بلدة مما تسبب في مقتل شخصين واصابة 11 شخص،
وفر المهاجم في بلدة الحبيلين في محافظة لحج حيث ضعفت سيطرة الحكومة
المركزية بسبب الاحتجاجات.
مناشدة الامم المتحدة
الى ذلك وجهت توكل كرمان الناشطة اليمنية الفائزة بجائزة نوبل
للسلام مناشدة قوية للامم المتحدة لتتبرأ من خطة ترعاها دول خليجية
تمنح الحصانة لرئيس اليمن علي عبد الله صالح الذي قالت كرمان انه "مجرم
حرب"، واقتسمت جائزة نوبل للسلام مع ليبيريتين الى نيويورك في الوقت
الذي طرحت فيه الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن التابع للامم
المتحدة مشروع قرار على هيئة المجلس بكامل عضويته ويضم 15 دولة، ويحث
هذا الاقتراح على "توقيع وتنفيذ" الخطة التي يرعاها مجلس التعاون
الخليجي على وجه السرعة والتي بموجبها يتمتع صالح بالحصانة من اي
محاكمة، وقالت كرمان للصحفيين في مظاهرة قرب مقر الامم المتحدة حيث كان
في انتظارها نحو 150 امرأة يمنية من مؤيديها "تعارض حركة الشبان
السلمية مبادرة مجلس التعاون الخليجي" خاصة لانها تعطي صالح وأسرته
حصانة، وأضافت كرمان التي أهدت شرف الجائزة الى الربيع العربي ومن
قتلوا خلاله "لا نعتقد ان مجلس الامن" سيقع في فخ قرار يعطي حصانة
للنظام. بحسب رويترز.
وفي الوقت الذي يحث فيه مشروع قرار مجلس الامن على التنفيذ السريع
للمبادرة الخليجية فانه "يؤكد على ضرورة محاسبة كل المسؤولين عن العنف
وانتهاكات حقوق الانسان"، ولم يحدد مشروع القرار كيفية تحقيق هذه
المحاسبة، وانتقدت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش
المدافعتان عن حقوق الانسان اتفاق الحصانة وهو محوري للخطة الخليجية،
كما رفض مارتن نسيركي المتحدث باسم بان جي مون الامين العام للامم
المتحدة فكرة العفو وقال "انه شيء اساسي الا تكون هناك حصانة"، وقال
متحدث باسم مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف ان القانون
الدولي يحظر العفو عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، وعبر
دبلوماسيون في مجلس الامن عن أملهم في طرح مشروع القرار الذي صاغته
بريطانيا بالتشاور مع فرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين للتصويت
والموافقة عليه، وصرح دبلوماسيون بان روسيا والصين اللتين استخدمتا حق
النقض (الفيتو) ضد قرار اوروبي يدين حملة القمع في سوريا لا تعتزمان
تعطيل القرار الخاص باليمن.
ادانة العنف في اليمن
من جهته أدان مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة الحملة
الامنية العنيفة التي تشنها الحكومة اليمنية ضد المحتجين لكنه حث على
التوقيع على اتفاق يمنح الرئيس علي عبد الله صالح حصانة من الملاحقة
القضائية، وجاءت موافقة المجلس بالاجماع على مشروع قرار اعدته بريطانيا
بعد تسعة اشهر من بدء الاحتجاجات في اليمن بالهام من موجة الانتفاضات
الشعبية التي عرفت باسم "الربيع العربي" في تونس ومصر وليبي، وقال
القرار ان المجلس المؤلف من 15 دولة "يدين بقوة، الاستخدام المفرط
للقوة تجاه المحتجين السلميين"، واضاف ان "المسؤولين عن العنف
وانتهاكات حقوق الانسان والانتهاكات يجب ان يحاسبوا"، لكنه لم يقدم
تفاصيل حول كيفية اجراء المحاسبة اذا ابرم اتفاق يمنح الحصانة لصالح
والمقربين منه اعتمادا على مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي ستحميهم
من الملاحقة القضائية بشأن القمع الحكومي على مدى شهور للمتظاهرين
الداعين للديمقراطية في اليمن، ودعا القرار الحكومة والمعارضة الى "التوقف
الفوري عن استخدام العنف"، وقال السفير البريطاني في الامم المتحدة
مارك ليال جرانت ان القرار تضمن بعض "الرسائل القوية للرئيس صالح
والسلطات اليمنية وللمعارضة أيضا"، وقال "التصويت بالاجماع يعكس القلق
الدولي العميق جدا بشأن الموقف السياسي والانساني والامني والاقتصادي
المتدهور في اليمن". بحسب رويترز.
وعلى الرغم من انه لا يقر المبادرة الخليجية بشكل رسمي وهي المبادرة
التي تمنح صالح وأعوانه حصانة من الملاحقة القضائية دعا القرار الى
توقيع اتفاق على اساس هذا العرض"بأسرع ما يمكن"، وقال دبلوماسيون
غربيون انهم يشعرون بالارتياح لموافقة روسيا والصين اللتين عارضتا فكرة
اصدار قرار ملزم قانونيا لليمن على القرار الاخير، وكانت روسيا والصين
اللتين تحجمان في العادة عن ادانة عنف الحكومات في دول اخرى قد
استخدمتا حق الاعتراض في مجلس الامن (فيتو) على قرار يدين حملة سوريا
الامنية العنيفة ضد المحتجين المعارضين للحكومة والتي تقول الامم
المتحدة انها اودت بحياة 3000 شخص منذ مارس اذار، وكانت توكل كرمان
المعارضة التي حصلت على جائزة نوبل للسلام مع ليبيريتين تقف خارج مقر
المجلس ساعة التصويت، وقالت ان القرار كان يجب ان يمضي أبعد من ذلك،
وقالت كرمان للصحفيين ان القرار "ليس قويا بما يكفي، يجب أن يسلم (صالح)
الى السلطات فورا"، كما اعرب وليد العمري احد قادة الشبان الثوريين في
"ساحة التغيير" في العاصمة اليمنية صنعاء عن خيبة أمله، وقال ان هذا
القرار يخدم مصالح السلطات المهيمنة وبعض الدول في المنطقة لكنه لن
يناسب امال الشبان في اليمن، وقال فيليب بولوبيون من منظمة هيومان
رايتس ووتش ان القرار "ادانة طال انتظارها لانتهاكات الحكومة اليمنية"،
واضاف ان المجلس "كان يجب ان ينأى بنفسه بوضوح عن اتفاق الحصانة الذي
قدمه مجلس التعاون الخليجي".
الوضع الامني
من جهة اخرى اكد موفد الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر ان الوضع
الامني في هذا البلد تدهور "في شكل ماسوي"، وذلك فيما تتوالى النداءات
لاصدار قرار من مجلس الامن الدولي حول الازمة اليمنية، وقال بن عمر
للصحافيين اثر اجتماع لمجلس الامن بحث الوضع في اليمن ان "الوضع الامني
تدهور في شكل ماسوي" وخصوصا ان خمس او ست محافظات لم تعد تحت سيطرة
الحكومة، واوضح انه كان هناك اتفاق بين الحزب الحاكم والمعارضة يلحظ
فترة انتقالية لعامين تنظم خلالهما انتخابات، لكن الرئيس علي عبدالله
صالح رفض التزام هذا الاتفاق، واعتبر بن عمر ان العملية السياسية "في
مأزق"، واضاف "خلال مشاوراتنا مع اليمنيين، كان هناك شعور ملح" بضرورة
معالجة الازمة وخصوصا انها مستمرة منذ كانون الثاني/يناير ونتجت منها
تداعيات انسانية وامنية واقتصادية، وتابع انه "لا يمكن التوصل (الى حل)
الا في اطار عملية يقودها اليمنيون، عملية تجمع كل القوى السياسية في
البلاد"، وقد تظاهر عشرات الاف اليمنيين في صنعاء لمطالبة مجلس الامن
الدولي بدعوة صالح للتنحي، وعرض مبعوث الامم المتحدة الى اليمن جمال بن
عمر تقريرا حول الوضع في البلاد وحول الجهود المبذولة لانهاء الازمة
المستمرة منذ كانون الثاني/يناير الماضي، وذلك اثناء اجتماع مغلق للدول
ال15 الاعضاء في المجلس.
واقترح مجلس التعاون الخليجي خطة سلام تنص على رحيل الرئيس صالح
واقامة ادارة موقتة، لكن الرئيس الحاكم منذ 33 عاما رفضه، وتقدمت
بريطانيا والدول الاوروبية الاخرى في مجلس الامن بمشروع قرار عرض على
الدول الاعضاء، وقال السفير الالماني في الامم المتحدة بيتر فيتيغ "نريد
ان يكون المجلس نشطا وان يطلب من الرئيس صالح التوقيع والقبول بمرحلة
انتقالية اقترحها مجلس التعاون الخليجي"، واضاف امام الصحافيين "آن
الاوان للتحرك"، وكان مجلس الامن تبنى اعلانا الشهر الماضي يدعم مبادرة
مجلس التعاون الخليجي، لكن تبني قرار سيكون له وزن سياسي اكبر لاقناع
الرئيس صالح، واكدت المسؤولة عن العمليات الانسانية في الامم المتحدة
فاليري اموس من جهتها ان النزاع الذي يضاف الى الفقر والجفاف في اليمن
يتسبب بوضع "صراع يومي من اجل البقاء بالنسبة لملايين الاشخاص"، واضافت
اموس في بيان "كل مساء يذهب ثلث اليمنيين الى الفراش وهم يتضورون جوع،
وفي بعض الاماكن من البلاد يعاني طفل من ثلاثة من سوء التغذية التي تعد
من النسب الاكثر ارتفاعا لسؤ التغذية في العالم"، واكدت "ان المستشفيات
والعيادات مكتظة ولا تعمل والحصول على مياه الشرب اصبح اكثر صعوبة".
بحسب فرانس برس.
ميدانيا تظاهر عشرات الالاف في صنعاء لمطالبة مجلس الامن بمحاكمة
الرئيس علي عبدالله صالح، وذلك قبيل تلقي الهيئة الدولية تقريرا حول
الاوضاع في اليمن من المبعوث الاممي جمال بن عمر، وسار عشرات الالاف من
المتظاهرين المطالبين باسقاط النظام حول ساحة التغيير دون تسجيل اي
مواجهات، وكان منظمو المسيرة يقولون عبر مكبرات الصوت "هذه رسالة الى
العالم والى الدول الكبرى ومجلس الامن الدولي، نطالب الدول الكبرى
ومجلس الامن بمحاكمة الرئيس صالح ونظامه"، وردد المتظاهرون شعارات
مناهضة للرئيس اليمني مثل "علي صالح مجرم حرب" و"اسمع وافهم يا نظام،
حصلنا نوبل للسلام" في اشارة الى فوز الناشطة توكل كرمان بالجائزة
العالمية، وهتف المتظاهرون ايضا "لن نرتاح لن نرتاح حتى يحاكم السفاح"
و"ثورة ثورة حتى النصر لن يبقى فاسد في القصر"، من ناحية اخرى، قتل
عقيد في سلاح الجو اليمني وشرطي في اعتداءين بجنوب اليمن، وفق ما افادت
مصادر عسكرية وفي الشرطة، وقال مصدر عسكري ان "عبوة ناسفة انفجرت في
سيارة العقيد امين الشامي فقتلته"، كما "اصيب شخصان اخران اثناء
خروجهما من معسكر قاعدة العند الجوية" في لحج، واضاف المصدر ان الشامي
يعمل على تدريب طيارين بينما يعمل الجريحان فنيين في القاعدة الجوية.
وقال شاهد عيان ان العبوة انفجرت في سيارة كورولا بيضاء و"ادت الى
مصرع الضابط في الحال بينما نقل شخصان كانا على متن سيارته الى
المستشفى"، وفي عدن كبرى مدن الجنوب فجر انتحاري نفسه مساءً ما ادى الى
مقتل شرطي واصابة اثنين اخرين، وفق مصدر في الشرطة، وقال المصدر رافضا
كشف هويته ان "انتحاريا فجر نفسه قرب الية للشرطة كانت متوقفة عند مدخل
الفرع المحلي لوزارة السياحة، ما اسفر عن مقتل شرطي واصابة اثنين اخرين"،
واعقب الانفجار اطلاق نار كثيف وفق ما قال احد سكان حي الطواحي حيث وقع
الاعتداء، علما انه غير بعيد من مقر اجهزة الاستخبارات، وكثرت اخيرا
عمليات استهداف ضباط في جنوب اليمن خصوصا عبر زرع عبوات ناسفة في
مركباتهم، ويتم رفع مشروع قرار الى اعضاء المجلس خلال الايام المقبلة.
المعارضة اليمنية تشكك
في سياق متصل تراجع مسؤولون يمنيون عن تصريح الرئيس علي عبد الله
صالح الذي تعهد فيه بالتنحي عن السلطة في الايام القادمة ووصف معارضوه
العرض بانه خطة اخرى للمماطلة لمحاولة البقاء في السلطة، وتحدى صالح
(69 عاما) احتجاجات طوال العام ضد حكمه المستمر منذ ثلاثة عقود وتراجع
عن تعهدات متكررة بالتنحي، وتخشى الولايات المتحدة والسعودية احتمال ان
تؤدي الاضطرابات الى سقوط اليمن في حرب أهلية وانهيار اقتصادي، وقال
صالح في خطاب ألقاه في وقت متأخر "أنا أرفض السلطة، وسأرفضها في الايام
الجاية (القادمة)، سأتخلى عنها"، لكن عبده الجندي نائب وزير الاعلام
اليمني قال ان رحيل صالح يتوقف على التوصل الى اتفاق وهو ما لم يتم
التوقيع عليه بعد، وأضاف ان صالح قال هذا كي يظهر التزامه بالخطة لكن
لا توجد نية للاستقالة او نقل الصلاحيات قبل التوصل الى اتفاق وتوقيعه
حتى لا تسقط البلاد في حالة من الفوضى او حتى الحرب، وقال ان الرئيس
اليمني "مستعد لترك السلطة خلال ايام لكن هل سيحدث هذا في الايام او
الاشهر القادمة، هذا سيعتمد على نجاح المفاوضات في التوصل الى اتفاق"،
وأدت الاحتجاجات ضد حكم صالح الى اصابة اليمن بالشلل واضعاف سيطرة
الحكومة على قطاعات من اراضي البلاد واثارت مخاوف من امكان ان يستغل
تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الاضطرابات لتوسيع نطاق عمله قرب طرق شحن
النفط قي البحر الاحمر، ويحتمل أن تصريحات صالح تستهدف تفادي الانتقاد
في مجلس الامن الدولي الذي من المقرر اطلاعه على الوضع في اليمن خلال
الايام القادمة وقد يبحث اصدار قرار يطالب صالح بتنفيذ اتفاق نقل
السلطة.
ووصف خصوم صالح تصريحاته بانها حيلة، وقال محمد العسل وهو منظم
احتجاجات يقوم بها المناوئون لصالح الذين يعتصمون في ساحة بوسط العاصمة
صنعاء انه لم يتغير شيء منذ خطاب صالح، وأضاف ان المحتجين اعتادوا على
هذا من صالح فهو يقول اي شيء لخداع شعبه والعالم والمحتجون لا يلقون
بالا لهذ، وينصرف المحتجون المعتصمون في خيام في الساحة التي بات يطلق
عليها "ساحة التغيير" الى انشطتهم الاعتيادية المتمثلة في شراء الطعام
والطهي ومضغ القات، واجتمع وزير خارجية اليمن مع السفير الامريكي
لاجراء محادثات في اطار ما يتوقع كثيرون ان يكون مسعى دبلوماسيا لتفادي
اتخاذ اجراء في مجلس الامن، وجاء ضغط جديد من جانب غير متوقع عندما
منحت جائزة نوبل للسلام لتوكل كرمان وهي واحدة من الناشطات الرائدات
الموجودة في الشارع في "ساحة التغيير" امام جامعة صنعاء منذ فبراير
شباط، والاعتراف بناشطة يمنية تطالب بالديمقراطية من شأنه ان يجذب من
جديد الانتباه العالمي الى الصراع في اليمن، ويقول دبلوماسيون انهم
اوشكوا على تكوين اجماع دولي على استصدار قرار في مجلس الامن قد يصدر
خلال ايام يطالب الحكومة بتنفيذ المبادرة الخليجية، وغادر مبعوث الامم
المتحدة جمال بن عمر اليمن لاطلاع المجلس على نتائج مباحثاته بعد ان
حاول دون جدوى على مدى اسبوعين التوسط بين حكومة صالح والمعارضة. بحسب
رويترز.
وقالت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان السفير الامريكي جيرالد
فايرستاين التقى بوزير الخارجية ابو بكر القربي وبحثا خطة نقل السلطة،
وقال محمد العسل منظم الاحتجاج ان هذه كلها محاولات لتهدئة المجتمع
الدولي قبل اطلاع مجلس الامن على الاوضاع في اليمن، وفي كلمته كرر صالح
شرطه ألا يسلم السلطة لمنافسيه من احزاب المعارضة الذين يقول انهم
اختطفوا احتجاج النشطاء الشبان ويهدفون الى هدم العملية الدستورية،
وتنتهي فترة صالح الرئاسية في 2013 وقال انه لن يخوض انتخابات الرئاسة
مجددا لكن محللين يعتقدون انه يتمنى ان يكون قد اجتاز الازمة بحلول ذلك
الحين برغم ان حالته الصحية غير معروفة بعد اصابته بحروق شديدة في هجوم
في يونيو حزيران، وقال محمد الصبري المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك
المعارضة ان هذه دعاية جديدة من صالح قبل مناقشة موضوع اليمن في مجلس
الامن، واضاف متسائلا ان اربعة اشهر مرت منذ اعلانه قبول المبادرة
الخليجية فما الذي يمنعه من تنفيذها وهو أمر لا يحتاج منه حتى الى بضعة
ايام، وقالت طالبة من المحتجين تدعى فايزة السليماني "يبدو انها نفس
الكذبة نفس الكلام مرارا وتكرار، انه يريد تخفيف الضغوط من الامم
المتحدة وصرف كل الاهتمام الذي اثاره فوز توكل كرمان بجائزة نوبل
للسلام، بالنسبة لنا هذا لا يغير كثيرا".
حيلة جديدة لصالح
على صعيد مختلف كان اعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الأخير
اعتزامه ترك السلطة "في الايام الجاية" ما هو الا خطوة أخرى من سياسة
حافة الهاوية من زعيم أمضى أغلب الوقت في "الربيع العربي" معلنا أنه
على وشك التنحي، واعتبر اليمنيون بصفة عامة تقريبا كلمات صالح حيلة من
هذا الزعيم الذي رأوه وهو ينجو من المحن واحدة تلو الاخرى منذ أن تولى
السلطة عام 1978، قال جريجوري جونسن وهو باحث في شؤون اليمن "أين
الخدعة هن، صالح يتعامل مع عجز في الثقة في اليمن واليمنيون متوجسون
للغاية من وعود هذا الرئيس"، وعبارات مثل "في الايام الجاية" أي
القادمة لها معنى فضفاض بالنسبة لصالح الذي عاد من المملكة العربية
السعودية بعد محاولة اغتيال عقب شهر من قوله في خطاب لانصاره أنه سيعود
"قريبا"، وقال نائبه مرارا بعد اصابة صالح في محاولة الاغتيال في يونيو
حزيران انه سيعود من السعودية خلال أيام قلائل، وعرض صالح قائمة طويلة
من التنازلات الظاهرية منذ انطلاق النشطاء لاول مرة الى الشوارع "عقب
قيام ثورة في كل من تونس ومصر" في صنعاء في يناير كانون الثاني احتجاجا
على حكم صالح وللمطالبة بانهاء حكمه واصلاحات ديمقراطية.
ومع الاسف فان كثيرا ما كانت تحدث هذه التنازلات بثمن باهظ، فبعد أن
دعا حزبه الحاكم للحوار مع المعارضة في محاولة للقضاء على الاحتجاجات
المناهضة للحكومة يوم 29 يناير كانون الثاني هاجم أنصاره اليمنيين
الذين كانوا يحاولون تنظيم مسيرة الى السفارة المصرية تضامنا مع
المصريين الذين نجحوا بعد اسبوعين في اسقاط الرئيس حسني مبارك، وقال
علي سيف حسن وهو سياسي معارض انه لا يعني حرفيا أنه سيترك السلطة خلال
أيام قليلة بل انه يحاول تهديد المعارضة بأنه يمكن أن يخوض وحده
انتخابات جديدة بدون اتفاق لكنه لا يستطيع ذلك الان لان الوقت مضى،
وبعد أن قتل قناصة تابعون للحكومة بالرصاص 52 شخصا في أحد أيام شهر
مارس اذار غير صالح من نبرته وتحدث علانية في اكثر من مناسبة عن
استعداده للتنحي وأنه عازف عن التمسك بالسلطة في حد ذاتها لكنه أبدى
رغبته في التحقق من الناس الذين سيسلم لهم السلطة، وقال لالاف من
أنصاره في 25 مارس اذار "لسنا بحاجة الى السلطة، لكننا بحاجة الى تسليم
السلطة الى أياد أمينة، لا الى أياد حاقدة وفاسدة ومتامرة"، وبعد ذلك
انخرطت حكومته صراحة في محادثات توسطت فيها دول الخليج بقيادة السعودية
وبدعم من الولايات المتحدة حول الية لنقل السلطة من خلال اجراء
انتخابات برلمانية ورئاسية بعد أن يشكل صالح حكومة تقودها المعارضة ثم
يتنازل عن الرئاسة.
لكن هذا الترتيب "الذي عرض حتى ضمانات بعدم اتخاذ أي اجراءات
قانونية ضد صالح وأفراد عائلته" انهار ثلاث مرات عندما كان يتذرع صالح
في اللحظات الاخيرة بحجج لعدم التوقيع على اتفاق تسليم السلطة، وخلال
اقامة الرئيس اليمني في الرياض بدأ تشديد موقفه أكثر قائلا ان مبادرة
الخليج تحتاج تعديلا للتأكد من عدم توريث السلطة للمعارضة، وقال مستشار
طلب عدم نشر اسمه "أوضح صالح أنه مستعد لترك السلطة لكن هذا لن يحدث
قبل قيادة اليمن الى مكان امن يمكن فيه نقل السلطة سلميا"، لكن محللين
يرون أن صالح ربما كان له سبب وجيه في اعطاء الانطباع بأنه يوشك على
اتخاذ خطوة م، ومن المفترض أن يؤدي الاعتراف بفضل ناشطة يمنية مطالبة
بالديمقراطية الى تجدد الاهتمام العالمي بالكفاح في اليمن، واستغلت
كرمان الجائزة في لفت الانظار الى الرسالة التي تقول ان احتجاجات
الشوارع لن تتوقف قبل أن تشمل ثورات "الربيع العربي" اليمن أيض، وقالت
في صنعاء ان هذه الجائزة انتصار للشعب اليمني وللثورة اليمنية ولكل
الثورات العربية وأضافت أن الثورة السلمية ستستمر في اليمن لحين
الاطاحة بنظام صالح واقامة دولة مدنية. بحسب رويترز.
وربما يكون الامر الوحيد الذي قد يرغب صالح في تجنبه هو خروج مخز من
السلطة تحت ضغط دولي، ويقول هو بنفسه انه في حالة تركه للسلطة فسيكون
ذلك بكرامة وعبارة "في الايام الجاية" عبارة مبهمة بما يكفي لجعل الباب
مفتوحا لخروج على المدى القصير أو المتوسط اذا أصبحت كل الظروف ضده في
النهاية، ولو كانت الظروف سانحة لكان من المعتاد أن يرغب صالح في
التمسك بمنصبه حتى انتهاء فترته في سبتمبر أيلول عام 2013، والى جانب
المناورات الداخلية الحاذقة فان ممارسات صالح أثارت قلق الحلفاء
الدوليين، ولم يكن هناك ضغط شعبي أمريكي بينما كان يتعاون مع واشنطن في
حربها السرية على المتشددين في اليمن، وقتلت طائرة امريكية بلا طيار
تابعة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية رجل الدين الامريكي اليمني
الاصل انور العولقي في اليمن الشهر الماضي فيما اعتبر ضربة كبيرة
للرئيس الامريكي باراك أوباما في المعركة مع القاعدة، وترغب السعودية
وهي مصدر تمويل رئيسي لحكومة صالح في السيطرة على عملية الخلافة مثله
تمام، وقال مستشار للحكومة السعودية ان صالح ما زال ملتزما باتفاق مع
الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية لتسليم السلطة، وأضاف
المستشار "هذا جزء من التفاهم الذي توصل اليه صالح مع الملك وسيتعين
عليه الآن احترام خطة الخليج وتنفيذها".
اليمن يغرق في الصراع
من ناحية اخرى بعد شهور من الاحتجاجات واراقة الدماء والدبلوماسية
أصبح اليمن منغمسا في صراع بين الرئيس علي عبد الله صالح وخصومه بشكل
ربما يؤدي الى دخول البلاد الفقيرة في حرب أهلية وانهيار اقتصادي، وطغت
المعركة التي يخوضها صالح في مواجهة كل من اللواء علي محسن الذي انشق
عن القوات الحكومية وقادة القبائل الذين كانوا يوما حلفاء أقوياء على
الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ يناير كانون الثاني ضد حكم صالح
للمطالبة بالديمقراطية، وسرعان ما تمكنت احتجاجات في كل من تونس ومصر
من خلع رئيسي البلدين هذا العام لكنها أخذت شكل صراع مطول ودامي
للاطاحة بالزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، كما تجلى مدى عنف
الانتفاضات الشعبية في كل من سوريا واليمن ولم تتضح بعد نتيجته، أدى
الصراع السياسي الى ارخاء سيطرة الدولة على أغلب أجزاء اليمن مما تسبب
في اطلاق يد المتمردين الحوثيين في الشمال والحركات الانفصالية في
الجنوب والمتشددين من تنظيم القاعدة بينما يعاني سكان البلاد من نقص في
الغذاء والماء والوقود والوظائف.مل اليمنيون من المعارك المتلاحقة بين
القوات الموالية لصالح وقوات المعارضة والتي أوقفت بشكل مؤقت المساعي
الدبلوماسية لدفع الرئيس اليمني المخضرم الى التنازل عن السلطة.وقال
دبلوماسي غربي رفيع "نظل نتصور أننا نقترب من اتفاق ثم ينفلت من بين
أيدينا مرة اخرى، هناك أطراف قوية جدا لها دخل ولا تريد الاتفاق بسبب
مصالحها المالية، ولانقاذ أرواحها"، حتى داخل الحزب الحاكم نفد صبر
المسؤولين فيه.
وقال قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام كان يشجع صالح يوما على
التمسك بالسلطة "اذا كنا نريد الاستمرار كحزب في المستقبل فمن مصلحتنا
التوقيع على حل سياسي في أسرع وقت ممكن"، كما يضغط رجال أعمال لهم نفوذ
على رجال السياسة للتوقيع على اتفاق قائلين ان المسؤولية عن الكابوس
الاقتصادي الذي يعيش فيه اليمن ستنصب أساسا على الحزب الحاكم ما لم
يوقع الاتفاق، مثل هذه الحجج تبدو بلا جدوى بالنسبة للرئيس المنخرط في
صراع ثلاثي مع حلفائه السابقين وهم عائلة الاحمر التي تقود تحالفا
قبليا واللواء محسن، وانشق على صالح أفراد عائلة الاحمر واللواء محسن
كل على حدة في وقت سابق من العام الجاري ولكن ليست بينهم قواسم مشتركة
تذكر مع المحتجين الشبان الذين ينظمون احتجاجات شبه يومية مناهضة
للرئيس منذ أكثر من ثمانية أشهر، ويلمح كل من صالح ومحسن وعائلة الاحمر
الى أنه سيتنحى اذا فعل الطرف الاخر ذلك لكن المواجهة ما زالت قائمة
مما حول العاصمة صنعاء الى مناطق مقسمة تسيطر عليها قوات حكومية أو
قوات تابعة للمعارضة، وقال احد المفاوضين "على مستوى م، يريدون صراعا
عسكريا لانهم يعتقدون أن بامكانهم أن يكونوا الطرف المنتصر، ثم يعيدون
التفكير ويكونون غير متأكدين، فينتهي بنا الحال الى هذه المواجهة"،
وتخشى قوى أجنبية من أن تزيد الاضطرابات في اليمن من جرأة تنظيم
القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في البلاد رغم مقتل أنور العولقي كبير
مسؤولي الدعاية باللغة الانجليزية في ضربة شنتها طائرة أمريكية بلا
طيار. بحسب رويترز.
وتسبب العنف في نزوح مئات الالاف من اليمنيين مما أدى لتفاقم أزمة
من الممكن أن تؤثر على المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج
التي تحاول اخراج صالح من السلطة بخطة انتقالية، وتتشارك كافة الاطراف
في مسؤولية اعاقة التوصل الى اتفاق لكن محللين يقولون ان صالح وأفراد
عائلته هم العقبة الرئيسية، وقال مفاوض غربي "الامر كله يتلخص في رجل
لا يريد حقا التنازل عن السلطة"، وأضاف "يشعر أفراد عائلته بالقلق بشأن
مستقبلهم وأرواحهم، لا يعرفون يمنا لا يسيطرون عليه، هذا النوع من
اليمن مخيف جدا بالنسبة لهم، لذلك فانهم يعارضون أي اتفاق"، وعلى السطح
فان الجدل قائم حول الية نقل السلطة، وترفض المعارضة الانضمام الى
حكومة انتقالية ما لم يفوض صالح سلطاته رسميا أو على الاقل عمليا الى
نائبه، ويقول بعض المحللين ان القوى الغربية تشجع صالح فعليا على
التمسك بالسلطة حتى على الرغم من أن واشنطن جددت دعوته الى التنحي بعد
ساعات فقط من مقتل العولقي.وقال جيرد نونمان وهو متخصص في شؤون الخليج
بجامعة جورجتاون ومقره قطر ان التعاون الغربي في مجال مكافحة الارهاب
مع قوات يديرها ابن صالح وابن اخيه لابد ان يتوقف، وقال "انه أمر طيب
للغاية بالنسبة للولايات المتحدة أن تصدر بيانا من حين لاخر تقول فيه
انها تأمل أن يوقع صالح على الاتفاق ويستقيل، لكن العائلة تنظر الى كل
هذا القدر من التعاون مع ابنه وابن أخيه، ويقولون لانفسهم، اصمدو،
لماذا لا نصمد حتى النهاية، لن يخرجنا أحد حقا".
ويرفض دبلوماسيون غربيون زيارة صالح منذ عودته لليمن وركزوا فقط على
نائبه عبد ربه منصور هادي، وقال دبلوماسي انهم يسعون الى تفنيد
اعتراضات صالح على اتفاق نقل السلطة، مضيفا "سنرى ما اذا كانت ستنفد
حججه أولا أم أن خياراتنا نحن ستنفد أولا"، وبينما يتداول المفاوضون
سرا يحفر أفراد القبائل والجنود الخنادق في شوارع صنعاء حيث تنتشر
شاحنات عليها صواريخ ومدافع الية، واستاء كثير من اليمنيين من ان يطغى
الصراع بين الجيش والنخب القبلية على حركة الاحتجاجات الشعبية، وليس من
المستحيل أن تعيد تلك الاطراف التحالف مرة اخرى نظرا لكونها "أي عائلة
الاحمر ومحسن وال صالح" تنضوي تحت لواء اتحاد حاشد القبلي، وقال ماهر
(30 عاما) وهو محام يقود سيارة أجرة "الامر لا يتعلق بالمواطن اليمني
العادي، بل انها نسخة جديدة لصراع طويل بين الاطراف ذاته، نحن فقط
الذين نقتل"، ويعتقد بعض المفاوضين ان الخلافات المتعلقة باتفاق تسليم
السلطة بسيطة للغاية لدرجة أن النجاح ربما يتحقق بعد عدة أيام اذا
توفرت الارادة السياسية لكن اليمنيين لا يكترثون كثيرا بهذا الجدل،
وقال المحلل علي سيف حسن "من نافذتي، أرى مقاتلين يفصل بينهم أقل من
300 متر، كلما اقترب الساسة من اتفاق كلما اقترب المقاتلون (من
الاشتباك) مع بعضهم البعض، سنرى من الذي يصل أولا". |