أمراض النساء... من الخجل ما قتل

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تتعرض الكثير من النساء حول العالم لمختلف أنواع الأمراض التي تصيبها دون الرجال، لاسيما وهي تعاني الصعوبات خلال فترات معينة من حياتها أثناء الحمل والوضع والرضاعة وصولاً إلى ما يسمى بـ"سن اليأس" بعد أن يتوقف "المبيض" عن إنتاجه أواخر العقد الرابع من عمر المرأة، وقد أكدت الدراسات الحديثة على ضرورة مداومة النساء لمراجعة الأطباء والعيادات الطبية بصورة منتظمة من اجل تلافي أية مضاعفات محتملة، وتقف العديد من العقبات كحاجز يحول دون ذلك، خصوصاً على مستوى العادات والتقاليد وما تفرضه من أراء عجيبة قد تؤدي إلى تدهور الوضع الصحي لبعض النساء إلى مدى يعجز معه الطب من شفاء تلك الأمراض. 

الأمراض النسائـية والحرج

اذ ان كثير من السيدات يخجل من الأمراض النسائية، ولا يقدمن على زيارة الطبيب أو حتى الكشف المبكر، وبالتالي، غالبا ما نجد بعض النساء ينتظرن حتى تتطور حالاتهن ليقصدن الطبيب النسائي، وتعد التربية الاجتماعية وثقافة العيب، من أبرز الأسباب التي تقود المرأة الى الصمت عن الكثير من المشكلات، إضافة الى ضعف ثقافة الكشف المبكر، التي تجنب المرأة الاصابة ببعض الامراض الخطرة، وكشفت احدى الدراسات التي أجريت أخيراً في الامارات عن أن نسبة النساء اللواتي يخجلن من البوح بمشكلاتهن النسائية وصلت الى 40٪، الامر الذي يؤكد ضرورة التوعية في هذا المجال، وقالت الاستشارية في الأمراض النسائية والتوليد، الدكتورة عفاف الغنيمي، إن أبرز المشكلات النسائية التي نضعها ضمن خانة الأمراض التي تخجل النساء من طرحها، هي مرض السلس البولي، إضافة الى التغييرات والاضطرابات الهرمونية المرتبطة بسن اليأس، وأضافت «نواجه مشكلة مع الفتيات الصغار اللواتي لا يبحن بأمراضهن في فترة المراهقة ومع بداية البلوغ، ومنها المشكلات التي تتعلق بالتغير في الهرمونات أو مشكلات انقطاع الدورة، إذ يعتبر من المخجل أو المعيب زيارة الطبيبة النسائية قبل الزواج، واعتبرت أن الامراض الجنسية، تعد أيضاً واحدة من الأمراض التي تتردد النساء في البوح به، وتفيد بعض الدراسات بأن تمارين اليوغا تساعد النساء على علاج بعض الامراض النسائية، وأبرزها مرض السلس البولي، وتبين الدراسات أن مرض السلس البولي ينتج عن عدم القدرة على التحكم في جدار المثانة ومنطقة الحوض، وبالتالي فإن تمارين اليوغا الخاصة، التي تعمل على شد العضلات تسهم في التخفيف من المشكلة، ومن أفضل تمارين اليوغا الخاصة بهذه المشكلة «اسانس يوغا»، ويعمل هذا التمرين على زيادة الوعي بالجسم، وكذلك يمكّن المرأة من التحكم في جدار الحوض، الذي يعد البداية للسيطرة على مشكلة السلس البولي، وأوضحت أن تبسيط التعاطي مع هذه الأمراض يؤدي الى تطور الحالات، فأحيانا الأعراض البسيطة تخفي خلفها الكثير من الأمراض الخطرة، ومنها سرطان عنق الرحم او ما شابه».

وأشارت الغنيمي الى أن التأخر في عرض أي مرض على الطبيب، خصوصاً الاضطرابات الهرمونية والأورام، يؤدي الى عدم فاعلية العلاج، فيصبح الأمل في نجاح العلاج بسيطاً، مضيفة أن مرض السلس البولي يعد من الأمراض التي تزداد صعوبة مع الوقت، وشددت على أن أبرز مشكلة في العالم العربي هي أن المرأة لا تقصد العيادة الطبية بهدف الوقاية، علماً بأن هناك بعض الفحوص الدورية النسائية التي يجب القيام بها بشكل دوري، لتجنب الإصابة بالسرطانات، ومنها الكشف عن سرطان الثدي، وكذلك فحص مسحة عنق الرحم، وأكدت أن سرطان عنق الرحم يعد من الأمراض التي ترتبط بالالتهاب الفيروسي، والتطعيمات التي تعطى قبل الزواج يمكن ان تجنب المرأة هذه الأمراض، كما يمكن اكتشاف الاستعداد لحدوثه قبل ان تبدأ الخلايا بالتكون، وذلك من خلال تغير شكل الخلاي، وفصّلت الغنيمي كيفية حدوث مرض السلس البولي، كونه من أكثر الأمراض التي تخجل النساء من البوح به، وقالت «هناك نوعان من عدم القدرة على التحكم في البول»، منوهة الى ان اسباب النوع الأول هي كثرة الولادات، او الولادات العسيرة، أو الامراض المزمنة، أو تغير افراز الاستروجين في مرحلة سن اليأس، فيما في النوع الثاني يعد النشاط الزائد في المثانة أبرز أسباب حدوثه، وأشارت الى ان علاجه بات سهلا مع تطور التقنيات، والتدخل الطبي مضمون النجاح بنسبة 90٪.

من جهتها قالت الاخصائية النفسية رنا صدقي، ان العادات والتقاليد في المجتمعات الشرقية تجعل الكثير من النساء يخجلن من البوح بالمشكلات النسائية، ولفتت الى ان كثيراً من السيدات يشعر بالخجل من الذهاب الى الطبيب النسائي، وبالتالي بدا ملاحظا ذهاب معظم الحالات متأخرة، واعتبرت صدقي ان هناك كثيراً من المشكلات التي لا تستدعي الخجل، كمشكلة السلس البولي على سبيل المثال، الذي يصاب به معظم النساء، ولكنهن يرفضن الحديث عن المشكلة، أو حتى طرحها، لأنهن يخجلن من الموضوع، ونوهت الى ان احدى الدراسات بينت ان 40٪ من السيدات يخجلن من الحديث عن أمراضهن النسائية، وأشارت صدقي إلى أن التربية الاجتماعية في العالم العربي، تغرس في النفوس ان الطبيبة النسائية، هي للمرأة، ولا يمكن لغير المتزوجة زيارتها، فالفتاة في المجتمع الشرقي لا تتحدث عن مشكلاتها أو تزور الطبيبة النسائية، كون ذلك الامور المعيبة، أو غير المقبولة، ونسبة اللواتي يذهبن قليلة جد، لهذا شددت على وجوب التوعية، والمزيد من الارشاد الاجتماعي، منوهة الى أن الحملات الطبية تسهم في زيادة الوعي بضرورة إجراء بعض الفحوص، وهذا بدأ نسبياً يتحسن، وأوضحت صدقي، أن دور الاعلام يجب ان يكون مساندة الحملات لزيادة الوعي، كونه دوراً اساسياً في نشر الثقافة عند النساء وتوعيتهن، وأضافت «لا يوجد اختلاف في تعاطي الجنسيات العربية مع هذا الموضوع، بحكم تشابه العادات بين البلدان»، وحول مقارنة خجل المرأة من البوح بالأمراض النسائية، وبوح الرجل، أكدت صدقي، أن النسب ستكون متشابهة في حال قدمت الدراسات، وذلك كون الرجل ايضاً يخجل من مشكلات الانجاب، وأشارت الى وجوب الفحوص المبكرة، لتجنب الأثر النفسي الذي ينجم عن بعض الأمراض التي تكون صعبة، ومنها الأمراض السرطانية، كسرطان عنق الرحم أو الثدي والتي تستدعي الاستئصال، أو العلاجات الكيميائية، فهي شديدة التأثير في الصحة النفسية، ونوهت إلى أنها تؤدي إلى إصابة المرأة بالعزلة، والضجر، وتبتعد عن حياتها وزوجه، ونصحت بضرورة اتباع علاجات نفسية الى جانب العلاجات الطبية في الحالات الصعبة، لأن الدعم النفسي هو الذي يوفر القوة والدافعية للاستمرار في الحياة.

الحكمة الإلاهية للعدة

الى ذلك أكدت أحدث الدراسات والأبحاث العلمية التى أجراها فريق بحثي أمريكي حكمة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وأحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بتحديد فترة العدة للمرأة "120 يوما" وتحريم زواج الأشقاء بالرضاعة، وقال الدكتور جمال الدين إبراهيم استاذ علم التسمم بجامعة كاليفورنيا ومدير معامل أبحاث الحياه بالولايات المتحدة الأمريكية إن دراسة بحثية للجهاز المناعي للمرأة كشفت عن وجود خلايا مناعية متخصصة لها "ذاكرة وراثية" تتعرف على الأجسام التي تدخل جسم المرأة وتحافظ على صفاتها الوراثية، لافتا إلى أن تلك الخلايا تعيش لمدة 120 يوما في الجهاز التناسلي للمرأة، وأضاف أن الدراسة أكدت كذلك أنه إذا تغيرت أي أجسام دخيلة للمرأة مثل "السائل المنوي" قبل هذه المدة يحدث خلل في جهازها المناعي ويتسبب في تعرضها للأورام السرطانية، موضحا أن هذا يفسر علميا زيادة نسبة الإصابة بأورام الرحم والثدي للسيدات متعددة العلاقات الجنسية وبالتالي حكمة الشريعة في تحريم تعدد الأزواج للمرأة، وكشف أن الدراسة أثبتت أيضا أن تلك الخلايا المتخصصة تحتفظ بالمادة الوراثية للجسم الدخيل الأول لمدة "120 يوما" وبالتالي إذا حدث علاقة زواج قبل هذه الفترة ونتج عنها حدوث حمل فإن الجنين يحمل جزءا من الصفات الوراثية للجسم الدخيل الأول والجسم الدخيل الثاني.

ومن ناحية أخرى، أشار الدكتور جمال الدين إبراهيم إلى أن الدراسة للجهاز المناعي للمرأة كشفت أن لبن الأم يتكون من خلايا جذعية تحمل الصفات الوراثية المشتركة للأب والأم وبالتالي تنتقل تلك الصفات للطفل الذي تقوم الأم بإرضاعه مما يعلل حكمة التشريع في تحريم زواج الأشقاء بالرضاعة والذي يترتب عليه حدوث خلل في الجهاز المناعي للأطفال الناتجة عن تلك الزيجات بالإضافة إلى الأمراض الوراثية الأخرى الخطيرة، وذكر أن تلك الدراسة استمرت لمدة عام كامل وأجراها فريق بحثى مكون من 7 متخصصين من الولايات المتحدة الأمريكية من بينهم مصريون، مشيرا إلى أنه عرض نتائج تلك الدراسة التى أذهلت العلماء المتخصصين فى المؤتمر الدولى للاعجاز العلمى في القرآن الكريم والشريعة الذي عقد فى تركيا مؤخر، وأكد أن الشريعة الإسلامية تتسم أحكامها بالشمولية في تنظيم حياة الإنسان فهي شريعة شاملة ودستور حياة كامل، ووضعت أحكاما لتحرر المجتمعات من الأمراض والانحلال الأخلاقي، وتحرص على سلامة أفراد الأسرة جميعا صحيا ونفسيا وجسديا وعقليا.

زرع رحم في تركيا

في سياق متصل تتعافى دريا سرت في مستشفى في ضواحي أنطاليا (جنوب تركيا) وهي أول امرأة في العالم خضعت لزرع رحم أخذ من واهبة متوفية في اول عملية من شأنها أن تحيي الأمل عند آلاف النساء العاقرات، وأجرى الاطباء في مستشفى أكدينيز الجامعي عملية الزرع هذه التي تكللت بالنجاح في التاسع من آب/أغسطس لشابة في الحادية والعشرين من العمر ولدت من دون رحم شأنها في ذلك شأن خمسة آلاف امرأة أخرى في العالم، وتقول سرت وهي زوجة ميكانيكي من المنطقة دخلت المستشفى قبل ستة أشهر "أنا سعيدة جدا وإن شاء الله سأحمل ولدي بين ذراعي قريب، وأنا لم أخف يوما من الأوجاع التي قد أعانيه، فهذا الرحم بات واحدا من أعضائي ولطالما انتظرت هذه اللحظات" وهي تشكر عائلتها على الدعم الذي قدمته له، وهذه المحاولة الثانية لزرع رحم في العالم بعد محاولة أولى في المملكة العربية السعودية في العام 2000 باءت بالفشل بعد 99 يوما فاضطر الأطباء إلى سحب الرحم المزروع الذي وهبته امرأة لا تزال على قيد الحياة، ويشرح الجراح عمر اوزكان وهو أحد اعضاء فريق الأطباء الثمانية ومعاونيهم السبعة الذين أجروا هذه العملية "تصعب المهمة عندما تكون الواهبة على قيد الحياة"، لذا قرر الاطباء الأتراك حل هذه المشكلة وأخذ الرحم من واهبة متوفية فحصلوا على أنسجة أكثر واوعية أطول، وبنظر الاطباء تحسنت الأدوية التي تكبت المناعة وتحول دون نبذ العضو المزروع، خلال السنوات الاخيرة. بحسب فرانس برس.

ويقول الجراح "جرت العملية على خير لكن النجاح لا يتأكد إلا بعد إنجاب طفل، وفي الوقت الراهن الأنسجة حية" وهي لم تنبذ، وحسب الجراح، ينبغي انتظار ستة أشهر على الاقل قبل أن يزرع الاطباء اجنة في رحم الشابة، وخلال فترة الحمل "تتزايد المخاطر من قبيل العيوب الخلقية إثر الأدوية الكابتة للمناعة والمخاض المبكر والتأخر في نمو الجنين"، حسب ما تفسر الطبيبة النسائية منيرة إرمان أكار، ولا بد من تخفيف جرعات الأدوية لضمان صحة الأجنة، وقد بدأت الدورة الشهرية عند الشابة مما يدل على أن رحمها بحالة جيدة كما ان نتائج التصوير بالصدى جيدة أيض، ويمكن ان تعيش المرأة من دون رحم لكن عملية زرع رحم وحدها تسمح لها بإنجاب أطفال، بحسب الأطباء، وتضيف الطبيبة النسائية "عادة ما تكون المريضات في هذا النوع من الحالات شابات يتمتعن بمبيض طبيعي ويمكنهن تاليا محاولة إنجاب أطفال"، إلا أن الفريق الطبي يعتزم سحب الرحم المزروع عندما تنجب سرت طفلها بغية تفادي ان ينبذه جسمه، ويوضح الجراح عمر اوزكان أن الأمر "يعتمد على المريضة لكنني أفضل سحب العضو المزروع" إلا إذا كانت العائلة تنوي إنجاب طفل آخر وهذا ممكن بفضل الرحم الذي زرع، ونادرة هي الفرق الطبية التي تعمل على زرع الرحم في العالم وهي متوافرة خصوصا في السويد والولايات المتحدة بالإضافة إلى تركي، وتقول سرت "يسعدني أن أحيي آمال نساء أخريات وأحثهن على تحقيق أحلامهن.

كشف سرطان الثدي

الى ذلك يوصى بالكشف عن سرطان الثدي ابتداء من سن الخمسين، لكن امرأة من بين اثنتين تلجأ إليه بين الأربعين والخمسين، وبالنسبة إلى الخبراء لا بد من تقييم إيجابيات وسلبيات احتمال إخضاع النساء في الأربعين من عمرهن لكشف منظم.تشكل سرطانات الثدي بين سن الأربعين والخمسين 16،5% من مجموع أمراض سرطان الثدي، بحسب ما أوضح الدكتور مارك إيسبييه (مستشفى سان لوي) خلال مؤتمر نظمته اللجان النسائية للوقاية من الأمراض السرطانية والكشف عنه، وعملية الكشف المنظمة التي تقضي بإجراء فحص شعاعي للثدي مرة واحدة كل سنتين (في فرنسا) للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و74 عاما، لطالما كانت موضع تساؤل، وعلى الصعيد الشخصي، قد يؤدي هذا الكشف إلى الطمأنة من دون وجه حق (لأنه يمكن للسرطان أن يظهر بين صورتين شعاعيتين) أو عن قلق من دون وجه حق (من خلال الإضاءة على بعض الخلل الذي كان ليبقى هامدا)، لكن أهمية الكشف تقاس على صعيد الصحة العامة ومن خلال خفض الوفيات وخفض التكاليف التي يتحملها المجتمع، فهل يجب توسيع رقعة عملية الكشف لتشمل من هن في الأربعين من عمرهن، في حين أن نصف اللواتي تتراوح أعمارهن بين الأربعين والتاسعة والاربعين قد سبق وخضعن لصورة شعاعية للثدي؟، بالنسبة إلى الأستاذ المحاضر في الاقتصاد الصحي جان-بول مواتي، فإن مشكلة العلاقة بين الكلفة والفعالية تأتي ثانوية، فهو يرى أن "أساس الخيار الاجتماعي يتمحور حول النتائج السلبية للكشف"، محذرا من "استنتاج إما بالأبيض وإما بالأسود".

من جهتها تلفت المتخصصة في علم النفس وطبيبة الأمراض النفسية والعقلية ناتاشا إسبييه أن دعوة النساء إلى إجراء الكشف "يذكرهن بأن سرطان الثدي واقع" وأنه لا يمكن استبعاد القلق، كذلك فإن هذه الدعوة تخلق لدى بعض النساء "فكرة شبه سحرية" إذ يتوقعن من دون وجه حق أن الكشف سوف يجنبهم مرض السرطان.أما الدكتورة آن تارديفون (معهد كوري) فتشرح أن النساء الأصغر سنا يملكن عادة أثداء أكثر كثافة وأكثر تغايرا وتتأثر بالتغيرات الناجمة عن الدورات الهرمونية، وهذه كلها عوامل تزيد من احتمال "عدم كشف سرطان ما" أو على العكس تشخيص سرطان ما عن طريق الخط، ويأتي تفاقم الأمراض السرطانية لدى النساء الأصغر سنا أكثر سرعة، الأمر الذي يطرح سؤالا حول الفترة الزمنية بين صورتين شعاعيتين للثدي، من جهة أخرى تطرح القضية الدقيقة المتعلقة باحتمال الإصابة بالسرطان نتيجة التعرض للاشعاعات، والفحص المعتمد للكشف عن سرطان الثدي والذي يتكرر بانتظام هو الصورة الشعاعية للثدي التي تعتمد على الأشعة السينية، وبما أن الثدي هو أحد الأعضاء الأكثر تأثرا بالإشعاعات، كلما تعرض لها في سن مبكرة كلما ارتفعت احتمالات الإصابة بالسرطان بحسب ما تشرح الدكتورة كاترين كولين (أوسبيس سيفيل دو ليون). بحسب فرانس برس.

وتشير إلى أنه بعد سن الخمسين "نكون مطمئنين عادة"، لكن بين الأربعين والخامسة والأربعين "الدراسات لا تأتي جازمة"، ومن بين 24 بلدا تطبق برنامجا وطنيا للكشف المبكر، خمسة فقط حددت العتبة ابتداء من سن الأربعين واثنين ابتداء من الخامسة والأربعين، أما في بريطانيا فستخفض من 50 عاما إلى 47 عام، وتجزم أنييس بوزين رئيسة المعهد الوطني للسرطان (إنكا) أنه "ليس هناك من عناصر تبرر توسيع برنامج الكشف المعمم"، لكنها تشير من ناحية أخرى إلى أن "سؤالا يطرح حول كشف مبكر أكثر تهديفا يرتكز على عوامل خطر شخصية" (سابقة عائلية أو تدخين أو وزن زائد إلخ...)، تضيف "نحن حذرون حاليا"، بالنسبة إلى النساء اللواتي يحملن تغيرا جينيا مرتبطا باحتمال كبير في تشكيل سرطان في الثدي، لا يطرح السؤال، فهؤلاء ينصحن ابتداء من سن الثلاثين بمراقبة سنوية تشمل صورة شعاعية وصورة بالموجات فوق الصوتية وأخرى بالرنين المغنطيسي.

ويمكن خفض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 50%، من خلال التعرض لأشعة الشمس 3 ساعات يومي، وأفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية ان بحثاً جديداً من إعداد فريق كندي أظهر ان خلايا الثدي قادرة على تحويل الفيتامين "د" الموجود في أشعة الشمس إلى مميزات محاربة للسرطان، وقارن الباحثون 3101 مصابة بسرطان الثدي بـ3471 امرأة بصحة جيدة ولم يشكين يوماً من أورام ليخلصوا إلى ان التعرض لأشعة الشمس يخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي، وسئلت النساء عن الساعات التي يمضينها في الخارج بين نيسان/أبريل وتشرين الأول/أكتوبر خلال 4 مراحل مختلفة من حياتهن، وأظهر البحث ان النساء اللاتي أمضين ما لا يقل عن 21 ساعة أسبوعياً تحت أشعة الشمس خلال فترة المراهقة كن 29% أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي من اللواتي لم يتعرضن لهذه الأشعة إلا ساعة واحدة يومي، وبالنسبة إلى النساء اللاتي أمضين معظم وقتهن في الخارج خلال الأربعينات والخمسينات من العمر تراجع خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 26%، أما اللاتي في الـ60 من العمر وأكثر فانخفض خطر إصابتهن بالسرطان إلى النصف.

المرأة الطويلة وعلاقتها بالسرطان

فيما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم، أن دراسة علمية أجريت في بريطانيا عن العلاقة بين الطول والمرض خلصت إلى أن الأشخاص الأكثر طولا عرضة لبعض أنواع السرطان القاتلة الأكثر شيوع، وقالت الدراسة التي أجرتها وحدة أمراض السرطان بجامعة "أكسفورد "،إن المرأة الطويلة أكثر عرضة للإصابة بالسرطان وأن فرص الإصابة لديها تزيد بنسبة 16% مع كل 10 سنتيمتر زيادة في الطول عن 150 سنتيمتر، وتوصلت الدراسة التي أشرف عليها الدكتور جان جرين، إلى هذه النتائج بعد فحص 97 ألف امرأة مصابة بالمرض وتبلغ أطوالهن بين 150 و180 سنتيمتر، ورغم أنه من المعروف أن الطول يزيد من خطورة التعرض للسرطان، إلا أن هذه الدراسة التي تعد الأحدث والأكبر من نوعها والتي نشرت في مجلة "لانسيت" الطبية توضح أن المرأة الطويلة  عرضة لنحو 10 أنواع على الأقل من السرطانات أكثر مما كان يعتقد في الماضي، وتضم هذه الأنواع من السرطانات، سرطان الثدي والأمعاء والمبايض والجلد والدم والأورام الخبيثة، وتوصلت الدراسة أيضا أن كل 10 سنتيمترات زيادة في طول المرأة يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبايض بنسبة 17% وسرطان الرحم بنسبة 19%، وأوضحت الدراسة أن العلاقة بين الطول والمرض غير معروفة وأن الطول يرتبط بإنخفاض خطورة الإصابة بأمراض أخرى وخاصة أمراض القلب. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

انقطاع الطمث يزيد الكوليسترول

بدورها وجدت دراسة جديدة، أن انقطاع الطمث قد يزيد نسبة الكوليسترول «الرديء» في دم المرأة بشكل حاد، ولكن ليست هناك تغيرات دراماتيكية، في ما يخصّ خطر الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية أو الأمراض القلبية الوعائية،  وقالت أستاذة في علم النفس والأوبئة بجامعة بطرسبورغ الباحثة كارين ماثيوز، التي أعدت الدراسة، التي نشرت في دورية الكلية الأميركية للقلب «هذا يعني أنه عندما تقترب المرأة من سن اليأس يفترض بها فحص مستوى الشحوم في دمائها»، وذكرت دراستان أخريان، أن تناول جرعات مرتفعة من أدوية «ستاتينز» التي تخفض مستوى الكوليسترول «الرديء» وهو «أل دي أل» له فوائد على المدى البعيد على عكس الجرعات المنخفضة التي قد لا تمنع الإصابة بالسكتة القلبية، والوقاية من الأمراض القلبية الوعائية والموت المبكر، وأفادت ماثيوز بأن الدراسة التي شملت أكثر من 3000 امرأة أميركية منذ عام 1996 كان الهدف منها «محاولة فهم التغيرات التي تمر بها المرأة خلال الحياة»، ومن ضمن ذلك توقف العادة الشهرية بسبب انخفاض نسبة هرمون «أستروجين»، وهو من الهرمونات الأنثوية التي يفرزها المبيض ويتوقف عن نشاطه عند بلوغ المرأة سن انقطاع الحيض، وبحسب الباحثين، فإن خطر إصابة المرأة بالأمراض القلبية الوعائية يزداد بعد فترة انقطاع الطمث، ودعت ماثيوز النساء إلى اتباع نظام صحي عند اقترابهن من سن اليأس، وخفض أوزانهن وزيادة أنشطتهن الرياضية والامتناع عن التدخين.

سن اليأس وفقـدان الأنوثة

على صعيد مختلف تتمنى كثيرات من النساء ألا يمررن أبداً بمرحلة «سن اليأس»، ولا يرجع السبب في ذلك إلى خوفهن من الظواهر المزعجة التي تتهددهن في هذه المرحلة العمرية فحسب، بل أيضاً إلى أن سن اليأس يعد بمثابة منتصف العمر، كما تبدأ بعده مرحلة الشيخوخة، وتجد النساء اللائي يبدأ لديهن سن اليأس في وقت مبكر عما هو متوقع صعوبة أكبر في التعامل مع المتاعب الجسدية والأعباء النفسية المصاحبة لهذه الفترة من العمر، ويعتقدن أنهن ودّعن الأنوثة، رغم أن ذلك غير صحيح حسب مختصين، ويُطلق سن اليأس (الإياس) على فترة التغير الهرموني التي تحدث في نهاية مرحلة الخصوبة لدى المرأة، وعادة ما يبدأ سن اليأس عندما تتم المرأة عامها الـ45 تقريباً ويستمر لـ10 سنوات، وفي منتصف سن اليأس (50 عاماً) يحدث انقطاع للطمث، أي توقف نزول دم الحيض، ويوضح أخصائي أمراض النساء بمدينة هامبورغ شمال ألمانيا، فولفغانغ كريمر «يُعرف ذلك بأنه الحيض الأخير، غير أن هذا الأمر يسري فقط عندما تنقطع الدورة الشهرية بعد ذلك لعام»، ويقول الأستاذ في جامعة ريجينسبورغ جنوب ألمانيا، البروفيسور أولاف أورتمان، «عندما يحدث الحيض الأخير قبل سن الأربعين، فيُطلق على ذلك (انقطاع الطمث المبكر)»، وإذا بدأ سن اليأس قبل العام الـ35 من عمر المرأة، فيطلق عليه «سن اليأس المبكر»، وعن معدلات الإصابة به يقول أورتمان، «بحسب التقديرات تصل معدلات الإصابة إلى 10٪ من النساء»، ولا تلاحظ كثيرات منهن ذلك إلا في وقت متأخر، إذ لا يخطر ببال المرأة في منتصف الثلاثينات من عمرها أنها تمر بمرحلة سن يأس مبكر، حينما تعاني ذات مرة صعوبات نوم أو ما يعرف باسم «الهبات الساخنة».

ويقول كريمر «يمكن في الغالب إجراء تشخيص واضح حينما يتم قياس القيم الهرمونية عند الفحص»، وقد يرجع مجيء سن اليأس بشكل مبكر إلى أسباب طبية، على سبيل المثال بسبب العلاج الكيميائي أو إزالة الرحم، وبالإضافة إلى ذلك يوجد ما يعرف باسم «سن اليأس المبكر التلقائي»، ويرى أورتمان أن السبب قد يكمن في أحد الأمراض المرتبطة بالتمثيل الغذائي أو اضطراب هرموني أيضاً، مشيراً إلى أنه على الرغم من ذلك لا تكون الأسباب واضحة في الغالب، بينما تشير أخصائية علم النفس الطبي بالعاصمة الألمانية برلين، بياته شولتس تسيدن، إلى أن هناك قاسماً مشتركاً بين جميع المريضات، موضحة ذلك بقوله، «يشعرن بالمفاجأة ويعتريهن شعور قوي بعدم الأمان بسبب التغيرات التي تحدث في أجسادهن، ويتعين عليهن في بادئ الأمر تعلّم كيفية التعامل مع هذا الأمر، وكذلك مع العواقب الطبية المحتملة»، ويؤكد أورتمان ضرورة أن تخضع السيدات اللائي يعانين انقطاع الطمث المبكر للعلاج، نظراً لأنهن سيتعرضن لمشكلات صحية خطرة على المدى الطويل لو لم يتم علاجهن، كأن يصبن مثلاً بهشاشة العظام، مضيفاً أن العلاج الهرموني البديل يسهم في الحيلولة دون حدوث ذلك، أو تأخير حدوثه على أقل تقدير، ويعني العلاج الهرموني البديل تناول قرص إستروجين (هرمون الأنوثة)، ويقول كريمر «هذا العلاج ليس محلاً للخلاف، على عكس الحال مع النساء فوق الخمسين، ومع ذلك ينبغي على المريضة أن تتابع حالتها مع الطبيب المعالج على فترات منتظمة، وتطرح على نفسها السؤال التالي، هل مازلت أحتاج بالفعل إلى القرص؟».

وإلى جانب المتاعب الجسدية يجب أيضاً أخذ المشكلات النفسية بعين الاعتبار، وفي هذا السياق تقول شولتس تسيدن، «بعض السيدات يؤجلن رغبتهن في الإنجاب إلى وقت لاحق لأسباب تتعلق بوظيفتهن مثلاً»، وحينئذ يعني سن اليأس المبكر لديهن أن أوان الإنجاب قد فات، الأمر الذي يمكن أن يشكل عبئاً نفسياً كبيراً عليهن، ويقول أورتمان، «وتعاني نساء كثيرات مشكلة نفسية أخرى، ألا وهي أنهن لم يعدن يشعرن بأنوثتهن»، أوفي هذه الحالة يشكل شريك الحياة والصديقات المخلصات دعماً مهماً للمرأة، وتجد المرأة المشورة والمساعدة الطبية لدى طبيب أمراض النساء الحاصل على تأهيل في مجال العلاج النفسي أو لدى أحد المعالجين النفسيين، وبالنسبة للمريضات اللائي يتعين عليهن الخضوع لعلاج كيميائي، فيجدن الدعم والمشورة لدى أخصائيي علم نفس الأورام، فيما قال باحثون أميركيون ان تأثير انقطاع الطمث بسيط إن لم يكن معدوماً لجهة ارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري، وذكر الباحثون بجامعة ميتشيغن ان النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، أو ما يعرف أيضاً بمرحلة اليأس، لسن معرضات لخطر الإصابة بالسكري بشكل أكبر سواء كان الأمر انقطاعاً طبيعياً أو ناجماً عن استئصال المبيضين، وعمد فريق البحث برئاسة الدكتور كاثرين كيم إلى التدقيق في بيانات حول تجارب سريرية على 1237 امرأة تتراوح أعمارهن بين 40 و65 سنة، وكن معرضات للإصابة بالسكري، وقالت كيم ان "انقطاع الطمث هو أحد الخطوات الصغيرة العديدة في الشيخوخة، وهو لا يعني ان صحة المرأة ستسوء بعد بلوغ هذه المرحلة، ويشار إلى ان أدلة سابقة أشارت إلى ان انقطاع الطمث يسرع تطور السكري لأن النساء قبل بلوغ هذه المرحلة، لديهن معدلات أعلى من هرمون التستوسترون الذي يعد عامل خطر بالنسبة للسكري، إلا ان الدراسة الجديدة بينت انه لكل 100 امرأة تمت مراقبتها سنوياً، فإن 11.8 نساء قبل مرحلة انقطاع الطمث، أصبن بالسكري مقارنة مع 10.5 منهن في مرحلة انقطاع الطمث الناجمة عن عوامل طبيعية، و12.9 حالات لنساء استأصلن المبيضين.

التوتر الشديد يعـوق الحمل

من جانبه يُعد إنجاب الأطفال تتويجاً للسعادة الزوجية المشتركة، غير أن بعض الأزواج لا يُرزقون بأطفال بسهولة، ولا يرجع السبب في ذلك بالضرورة إلى عُقم أحد الزوجين أو كليهما، ففي حالات كثيرة يرجع السبب إلى نقص الخصوبة الذي غالباً ما يكون عضوياً، كما أن نمط حياة الزوجين وسنهما وحالتهما النفسية يمكن أن تلعب دوراً في عدم الإنجاب، خصوصا في حالات التوتر النفسي الشديد، وينبغي على الزوجين الذين سعيا دون جدوى إلى الإنجاب عبر فترة زمنية طويلة أن يستشيرا طبيباً مختص، وأوضح مؤسس مركز المساعدة على الإنجاب بالعاصمة الألمانية برلين راينهارد هانين أنه غالباً ما تسهم المعرفة الجيدة للتاريخ المرضي للزوجين في تحديد أسباب عدم الإنجاب، ويستعلم الطبيب من الزوجين عن وجود أمراض أولية ذات صلة بالإنجاب أو عمليات جراحية أو بعض الأعراض الدالة مثل الاضطرابات الشديدة في الدورة الشهرية، وللحصول على تشخيص مختلف يخضع الزوجان لفحوص طبية، منها جودة الحيونات المنوية لدى الرجل، ومدى انفتاح قناة فالوب لدى المرأة، وإذا تبين أن سبب عدم الإنجاب عضوي، فإنه تتوافر حاليا إمكانات عدة للعلاج تساعد على تحقيق رغبة الزوجين في الإنجاب، منها على سبيل المثال العلاج الهرموني في حال اضطرابات الدورة الشهرية أو التخصيب في الأنبوب (طفل الأنابيب) في حال بطء الحيوانات المنوية. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وترجع بعض أسباب نقص الخصوبة الجسدية إلى الإصابة بمرض أو الاستعداد الوراثي، والبعض الآخر يرجع إلى الزوجين نفسيهما ومن ثم يمكن التأثير فيها، كالوزن مثل، وأوضحت المُعالِجَة النفسية المتخصصة في الأمراض النفسجسدية المرتبطة بالولادة في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا، ألموت دورن، أن زيادة الوزن أو انخفاضه بشدة تترتب عليهما عواقب وخيمة، فزيادة الوزن قد تُحدث خللاً في التوازن الهرموني لدى الجنسين، أما نقص الوزن فتتسبب غالباً في اضطرابات بالدورة الشهرية لدى النساء، أو انخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال، وإلى جانب الأسباب العضوية أو نمط الحياة غير المناسب، يوجد عاملان آخران يندرجان ضمن أسباب عدم الإنجاب، هم، السن والحالة النفسية، وتلعب السن دوراً غير قابل للجدل في ذلك، فمع التقدم في العمر تقل معدلات الإباضة السنوية لدى المرأة، كما تتراجع جودة الحيوانات المنوية لدى الرجل، إذا لم يتم إيجاد سبب عضوي يحول دون حدوث الحمل، فيرجح الأطباء وجود مشكلة نفسية، لاسيما لوجود حالات فردية يبدو أن الحالة النفسية لعبت دوراً فيها، كحدوث الحمل بعدما يكون الزوجان قد صرفا النظر عن الإنجاب، وأوضحت مديرة مركز رعاية طبي للولادة والعلاج النفسي بميونيخ جنوب ألمانيا، فيفيان براماراتوف «مثل هذه الحالات مؤثرة، كحدوث الحمل المنشود بعد تبني طفل»، ونظراً لأن هذه الحالات نادرة للغاية، فإنها لا تعد دليلاً على تأثير الحالة النفسية في الحمل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحبط التوتر النفسي مهمة الإنجاب، بشكل غير مباشر، وتقول براماراتوف «التوتر والشد العصبي يؤثران بالسلب في العلاقة الزوجية أولاً، ومن ثم في الحمل»، موضحة أن الزوج لا يعاشر زوجته حينئذ إلا في ما ندر، وبالتالي تنخفض فرص حدوث حمل، وأفضل علاج في هذه الحالة يتمثل في التخلص من التوتر والضغوط، وكذلك قضاء الزوجين أوقاتاً حميمية مع بعضهما بعضا، يغلفها جو من الانسجام والوئام.

أنوف المواليد الجياع

من جانب اخر وجدت دراسة فرنسية جديدة أن المواليد يشمون رائحة حليب أمهاتهم، وأن أنوفهم هي التي تقودهم إلى مصدر غذائهمو وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن باحثين في "المركز الوطني للأبحاث العلمية" في مدينة ديجون الفرنسية وجدوا أن الأطفال يشمون رائحة حليب الأم بسبب سائل تفرزه غدد صغيرة له رائحة تجعل الأطفال غير قادرين على مقاومة الطعام، وتبيّن أن المواليد يأكلون أكثر ويزيد وزنهم بسرعة أكبر، لدى الرضاعة من أم تكثر عندها هذه الغدد التي تحيط بحلمة الثدي، وذكر العلماء أنه بالإمكان استخدام هذا السائل الذي تفرزه الغدد المذكورة لتعليم الأطفال الخدّج كيفية الرضاعة، و قد يساعدهم على الرضاعة بشكل أفضل عندما يصبحون قادرين على ذلك، ومن المعروف أن عدد هذه الغدد التي تدعى "الهالة"، يزداد عند الحمل وقد يتسرب منها أحياناً بعض السائل الذي كان يعتقد انه لترطيب البشرة، لكنه يبدو اليوم أنه يفتح شهية الرضّع. بحسب يونايتد برس.

سر الصحة في الكبر

في سياق ذي صلة غالباً ما يصبح الأطفال الفقراء أشخاصاً راشدين يشكون من سوء صحتهم، ولكن للأم دور في مثل هذه الحالة إذ ان تربيتها واهتمامها الكبير بأطفالها، مهما كانت حالة العائلة المادية سيئة، تنعكس صحة عليهم عندما يكبرون، وذكر موقع "هيلث دي نيوز" الأميركي ان دراسة جديدة كشفت عن ان بعض الأطفال، الذين ينتمون إلى عائلات فقيرة، قد يكونون راشدين أصحاء والسر هو رعاية والداتهم لهم وعنايتهن الشديدة بهم، وقال المعد الرئيسي للدراسة غريغوري ميلر من جامعة "بريتيش كولومبيا" الكندية ان الأطفال الفقراء أكثر ميلاً للمعاناة من مشاكل صحية عند بلوغ سن الرشد، "لكن هذا الخطر قد يتراجع إذا أعارت الأم اهتماماً كبيراً لوضع أطفالها العاطفي، وأظهرت لهم عاطفتها وحبها واهتمامها"، ويشار إلى ان الباحثين أجروا فحصاً جسدياً لـ1200 راشد وقدروا الوضع الاجتماعي والاقتصادي لهم بناء على مستوى تعليمهم، كما ركز الباحثون على مدى اهتمام الأهل بالمشاركين في الدراسة يوم كانوا أطفال، وتبين في الدراسة انه كلما كانت ثروة العائلة أكبر كان وضع أفرادها الصحي أحسن في مرحلة الرشد، واعتبر الباحثون ان التخفيف من حدة الإجهاد والتحكم به خلال مرحلة الطفولة وبعدها في وقت لاحق من الحياة هو ما يحدث فارقاً في الصحة، وشدد ميلر على انه بالإمكان القيام بالكثير من الأمور لمساعدة الأطفال على تخطي الأوقات العصيبة. بحسب يونايتد برس.

وسيلة جديدة لمنع الحمل

من جهتهم كشف باحثون أميركيون عن وسيلة جديدة لمنع الحمل طوّروها وجربوها على القردة، تتميز بأنها أكثر أماناً وتركيزاً من الوسائل الحالية المتاحة وهي تستهدف الأنزيمات المسؤولة عن إطلاق البويضة، وذكر موقع "ساينس ديلي" الأميركي أن الباحثين في جامعة "أوريغون" للصحة والعلوم، طوّروا وسيلة منع الحمل الجديدة التي لا تستهدف مستويات الهرمونات النسائية كما تفعل الوسائل الحالية، بل تركز على الآليات التي توصل مباشرة إلى إطلاق البويضة، وتستهدف الوسيلة الجديدة الأنزيمات الأساسية المسؤولة عن إطلاق البويضة والتي استطاع العلماء أن يحددوها لدى القردة الذين تتشارك والإنسان الجهاز التناسلي نفسه، وبيّن البحث أن استهداف هذه الأنزيمات يمكن أن يمنع إطلاق البويضة من المبيض، أما الخطوة الأخرى للباحثين فهي تحديد طريقة تناول النساء للدواء والجدول الزمني لذلك، وتعتمد وسائل منع الحمل الحالية على رفع مستويات بعض الهرمونات النسائية عن طريق تناول حبوب تحتوي على هرمونات مصنّعة من شأنها أن تقطع الدورة الشهرية الطبيعية ولها آثارها الجانبية. بحسب يونايتد برس.

اضطرابات الأكل

في حين وجدت دراسة بريطانية أن النساء اللاتي تعانين من فقدان الشهية والشره المرضي هن أكثر عرضة للسعي وراء العلاجات المساعدة على الحمل، وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأميركي أن الباحثين بجامعة "كينغز كولدج لندن" البريطانية وجدوا من خلال دراستهم أن النساء اللاتي عانين من اضطراب في الأكل، إن كان فقداناً للشهية أو شراهة، كن أكثر عرضة مرتين لتلقي العلاج أو المساعدة على الحمل، ووجدت الدراسة التي شملت 11088 حاملا، بينهن 171 عانين بفترة من حياتهن من فقدان الشهية المرضي، و199 منهن عانين من الشره المرضي، و82 عانين من المرضين معاً، أن 39.5% من النساء اللواتي عانين من اضطراب بالأكل خلال فترة من حياتهن، طالت مدة سعيهن للحمل لأكثر من 6 أشهر لينجحوا أخيراً بذلك مقارنة بغيرهن من النساء، في حين ان فترة السعي لم تتخط الـ 12 شهراً.وقالت 41.5% ممن عانين من فقدان الشهية المرضي إن حملهن لم يكن مخططا له مقابل 28.6% من النساء الأخريات، وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة ابيغال ايستر إن "هذا البحث يظهر وجود مخاطر تتعلق بالخصوبة مرتبط باضطرابات الأكل، لكن المعدلات العالية من الحمل غير المخطط له لدى نساء عانين من فقدان الشهية يظهر إنهن قد يكن يقللن من تقديرهن لفرص حملهن"، ونصحت الباحثة النساء اللاتي تعانين من اضطرابات بالأكل معالجة هذه المشكلة قبل الحمل. بحسب يونايتد برس.

بدانة الحوامل وذكاء الجنين

من ناحية اخرى حذر باحثون النساء الحوامل اللاتي يفرطن في تناول الطعام ويأكلن عن اثنين، من خطر تراجع مستوى ذكاء الجنين، وذكرت صحيفة "دايلي مايل" أن علماء من جامعة "ماكماستر" في أونتاريو بكندا، أجروا بحثاً شمل العشرات من الدراسات السابقة وتوصلوا إلى أن إفراط المرأة الحامل بتناول الطعام يعرض الجنين إلى خطر مواجهة مشاكل سلوكية في المستقبل، بالإضافة إلى اضطرابات غذائية واضطرابات بالصحة العقلية مثل الانفصام بالشخصية، وحذر العلماء النساء من كسب الكثير من الوزن خلال الحمل لأنه يعرض نموّ الطفل للخطر، ووجد علماء أميركيون أن نتائج اختبارات الذكاء الذي خضع له أطفال نساء بدينات كانت أقل بخمس نقاط من تلك التي سجلها أطفال الأمهات ذات الوزن الطبيعي، واستنتج علماء سويديون أن الأطفال يعانون من نقص بالتركيز أكثر في حال كانت أمهاتهم بديانات، وقال باحثون استراليون إن خطر إصابة المراهقين باضطرابات غذائية يزيد بـ11% مقابل كلّ نقطة يزيد فيها مؤشر البدانة في جسم الأم.ورجح العلماء أن تفسر التغيرات الكيميائية والهرمونية هذه النتائج. بحسب يونايتد برس.

التأمل هو العلاج الافضل

من ناحيتها وجدت دراسة أمريكية جديدة أن تقنية تأمل يسهل تعلمها قد تساعد في التخفيف من آثار الهبات الساخنة والتعرّق الليلي والأرق المرتبط بسن اليأس عند النساء، وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأمريكي أن الباحثين في جامعة "ماساتشوستس" وجدوا أن التدريب الذهني المعتمد على مبدأ التأمل البوذي يخفف من الانزعاج المرتبط بالهبات الساخنة عند النساء في فترة سن اليأس ويحسن الوظائف الفيزيائية والنفسية والجنسية عندهن، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة جيمس كارمودي إن هذه "النتائج مهمة لأن العلاج الهرموني البديل الذي يستخدم لعلاج أعراض سن اليأس، مرتبط بمخاطر صحية"، وقال الباحثون إن قرابة 40% من النساء في سن اليأس من الهبات الساخنة والتعرق الليلي، لكن كارمودي رأى أنه منذ ارتباط العلاج الهرموني البديل بمخاطر صحية متزايدة مثل سرطان الثدي فإن "النساء لا يبحثن وحدهن عن بديل لهذه العلاجات بل إن معاهد الصحة الوطنية تجاه هذه الأمر من أولوياتها"، وأشارت الدراسة إلى أنه لم يوجد بعد أي بديل عن العلاج الهرموني، لكن التدريب الذهني يظهر بأنه يخفف من ردة فعل النساء على أعراض سن اليأس، ويساعد العلاج التأملي على التركيز على الحاضر، ولا يصعب تعلم هذه التقنية لكنها تتطلب بعض الانضباط في البداية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25/تشرين الأول/2011 - 27/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م