
شبكة النبأ: على الرغم من التكتم
الشديد الذي تحرص عليه العائلة المالكة في السعودية حول إجراءات تنصيب
ولي عهد جديد للملك عبد الله، إلا أن التسريبات تشير الى وجود أزمة
حقيقية يعيشها أقطاب السلطة والقرار في تلك المملكة، خصوصا بعدما رشح
وجود أكثر من منافس على ذلك المنصب الذي يمهد الى تولي العرش خلال
الفترة القصيرة القادمة.
فيما كان لرياح التغيير التي تضرب المنطقة منذ شهور تأثيرها بحسب
المراقبين على هذا الحدث البارز، كون وفاة ولي العهد السابق سلطان جاء
في أوقات بالغة الحرج على العائلة المالكة، وهي تتعرض لضغوط كبيرة جراء
الاضطرابات التي شهدتها السعودية في بعض مناطقها، وتوالي الدعوات
الشعبية المطالبة بالإصلاح السياسي.
كما عززت تلك الاضطرابات بروز جيل جديد من ذات العائلة الحاكمة، ممن
يسعون الى تغيير وجه السلطة بشكل أكثر حداثة بما يتلاءم مع المناخات
الدولية الأكثر انفتاحا، وإشراك ما يسمى بالجيل بالثالث في تولي السلطة،
مما أفرز انشقاقات خطيرة قد تكشف في الأيام المقبلة.
اختبار هيئة البيعة
فقد تسلط وفاة ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز الضوء
على نظام للخلافة لم يختبر بعد أنشأه الملك عبد الله عاهل السعودية عام
2006 حتى يضمن الاستقرار في المملكة. وتحاصر الاضطرابات قوى عربية أخرى
لهذا تمثل القيادة السعودية قوة قابلة للاستمرارية على رأس دولة بها
اكثر من خمس خام النفط على مستوى العالم.
يقول طراد العامري المحلل السياسي في السعودية ان استقرار السعودية
بات أهم من أي وقت مضى لان الدول المحيطة بها تتداعى وميزان القوى في
الشرق الاوسط يتغير. في العام الحالي سقط زعماء مصر وليبيا وتونس
بينما يواجه رئيسا سوريا واليمن انتفاضتين. على النقيض لاتزال السعودية
مستقرة نسبيا لكن هيئة البيعة التي أنشأتها منذ خمس سنوات لم تتخذ
قرارا بشأن اي خلافة حتى الان.
فيما مضى كان الملك وعدد من الامراء ذوي النفوذ يقررون من سيصبح
وليا للعهد سرا. لكن بموجب القواعد الجديدة يجب أن تصوت هيئة البيعة
التي تمثل كل فروع عائلة ال سعود بالموافقة على الوريث الذي يرشحه
الملك عبد الله.
ومن المرجح أن يقع الاختيار على وزير الداخلية المخضرم الامير نايف
والذي عين في منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء عام 2009 . وقال أسعد
الشملان استاذ العلوم السياسية بالرياض "اختيار ولي العهد سيجري بشكل
منظم... المرجعية ستكون تصويت هيئة البيعة. أعتقد أن من المرجح أن يجري
اختيار الامير نايف. اذا أصبح وليا للعهد لا أتوقع أن يكون هناك تغيير
فوري كبير."
والملك عبد الله في الثمانينات من عمره وخضع لجراحة بالظهر في
الرياض يوم الاثنين. وظهر في وقت لاحق على شاشة التلفزيون السعودي في
صحة جيدة فيما يبدو ويتجاذب أطراف الحديث مع أمراء حول سريره بالمستشفى.
واضطلع الامير نايف بدور أبرز في السنوات القليلة الماضية فكان ينوب عن
الملك وولي العهد عند غيابهما عن المملكة للعلاج. بحسب رويترز.
وحين أجرى الملك عبد الله الجراحة مؤخرا حل الامير نايف محله في
الاجتماع الاسبوعي للحكومة وعندما وصل زعماء مسلمون الى مكة العام
الماضي لاداء فريضة الحج استقبلهم الامير نايف في المطار. وأزعج ظهور
نايف بوصفه العضو الانشط بالاسرة الحاكمة السعوديين الليبراليين لما
عرف عنه من ميل للاتجاه المحافظ وارتباطه بصلات وثيقة برجال الدين
الاقوياء.
لكن ربما حين يصبح الامير نايف ملكا سيتجه نحو نظام سياسي توافقي
مما يعني أن تستمر عملية الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية البطيئة
التي بدأها الملك عبد الله. وقال روبرت جوردان سفير الولايات المتحدة
في الرياض من عام 2001 الى 2003 "يجب أن نضع في اعتبارنا أن الملك عبد
الله حين أصبح وليا للعهد كان ينظر اليه بنفس الطريقة التي ينظر بها
الى الامير نايف وهي أنه متدين جدا وغير موال للغرب وتبين أنه اصلاحي."
وأضاف "أعرف الامير نايف وابنه وقد تحدث بعض المفاجات اذا أصبح الامير
نايف ملكا."
وتبدو عملية الخلافة داخل أسرة ال سعود غامضة لمن يراقبها من
الخارج. لكن وراء أبواب قصور الرياض يصوغ أبرز الامراء في الاسرة
المكونة من الاف الاعضاء الخطوات التالية في منافسة معقدة على الحكم.
وفي اختلاف عن الانظمة الملكية الاوروبية فان خط الخلافة الملكية لا
ينتقل مباشرة من الاب الى اكبر ابنائه وانما ينتقل بين مجموعة من
الاخوة ابناء الملك عبد العزيز بن سعود الذي توفي عام 1953 .
وحتى الان أصبح خمسة من الاخوة ملوكا ولايزال نحو 20 على قيد الحياة
لكن قلة من هؤلاء يمثلون مرشحين واقعيين لحكم البلاد التي شهدت مولد
الاسلام منذ اكثر من 14 قرنا. وتم تجاوز البعض بالفعل او تخلوا عن
المطالبة بالحكم.
وتضم هيئة البيعة في عضويتها 34 أميرا يمثل كل منهم عائلة ابن من
ابناء الملك عبد العزيز بن سعود ويستطيع كل منهم الادلاء بصوته لاختيار
وريث العرش القادم. وسيرشح الملك عبد الله وليا جديدا للعهد حتى
يوافقوا عليه لكن الهيئة تتمتع بصلاحية رفض اختياره لصالح مرشحها هي.
يقول خالد المعينا الصحفي بجريدة اراب نيوز التي تصدر باللغة
الانجليزية قبل وفاة الامير سلطان ببضعة ايام "سار النظام جيدا فيما
مضى لكن هناك تحديات جديدة." وأضاف "لكنها ستسير بسلاسة حتى بعد عشر
سنوات. هذه من العلامات المميزة لاسرة ال سعود."
ويعتقد أن الكتلة الاقوى في صفوف الاسرة الحاكمة تتكون من ابناء
الملك عبد العزيز بن سعود الذين أنجبتهم زوجته حصة بنت احمد السديري.
ويشمل هؤلاء الملك فهد والامير سلطان والامير نايف والامير سلمان أمير
الرياض.
لكن الكثير من المحللين يتساءلون ماذا سيحدث حين تنتقل الخلافة من
ابناء الملك عبد العزيز الى أحد أحفاده. ربما لا يتخذ هذا القرار لعشر
سنوات او اكثر لكن مراقبين يرون ظهور مجموعة من المنافسين الاكثر جدارة
بالحكم فيما يبدو من ابناء عمومتهم.
ولا توجد قواعد رسمية تحدد كيفية انتقال الخلافة من جيل الى جيل سوى
من خلال هيئة البيعة. لكن اي مرشح سيحتاج الى دعم واسع النطاق من
الاسرة فضلا عن سجل قوي من الخبرة السياسية.
وقد يشير هذا الى أحد احفاد الملك عبد العزيز من ابناء زوجته حصة
مثل الامير محمد ابن الملك فهد امير المنطقة الشرقية والامير خالد ابن
الامير سلطان وهو نائب وزير الدفاع وقاد القوات السعودية خلال حرب
الخليج عام 1991 او الامير محمد ابن الامير نايف الذي لعب دورا في وقف
عمليات تنظيم القاعدة في السعودية منذ ست سنوات بوصفه مساعدا لوزير
الداخلية.
ومن بين المرشحين المحتملين في الجيل الثالث من أسرة ال سعود الامير
خالد الفيصل ابن الملك الراحل فيصل وأمير منطقة مكة وهذا أحد المناصب
المرموقة في البلاد.
وورث الامير متعب بن عبد الله ابن الملك الحالي عن والده منصب رئيس
الحرس الوطني السعودي وهو وحدة عسكرية منفصلة عن القوات المسلحة
ووظيفتها الحماية من خطر الانقلابات.
تعيينات هامة
في سياق متصل يتعين على الملك عبد الله الحفاظ على توازن حساس
للسلطة في العائلة الحاكمة التي تضم الاف الافراد وعشرات الافرع وتهيمن
على الحكومة والقوات المسلحة والاعمال في السعودية.
وقال خالد الدخيل وهو أستاذ للعلوم السياسية في الرياض ان التوازن
هو دائما مبعث قلق الملوك مضيفا أن الامر يتعلق بالحفاظ على التوازن
داخل الاسرة على جميع المستويات.
وقد تدفع التغييرات في الشخصيات البارزة الملك عبد الله لاجراء أول
تعديل حكومي كبير خلال حكمه في حدث أثار تكهنات لفترة طويلة. ومع ذلك
قال محللون انه قد يفضل الانتظار لتجنب أي تصور بأن التغييرات تجرى تحت
ضغط.
وخصصت قناة الاخبارية المملوكة للدولة معظم تغطيتها يوم الاحد
للوفاة وعرضت صورة للامير سلطان وهو يصلي في الوقت الذي تبث فيه
مقابلات مع المعلقين ولقطات له وهو يتفقد القوات السعودية في الستينات.
وقال الدخيل انه نظرا لان ولي العهد توفي في هذا التوقيت الذي يتسم
فيه الموقف في الشرق الاوسط والعالم العربي الان بالفوضى سيكون من
الايجابي تنشيط هيئة البيعة ومنحها الفرصة لاختيار ولي العهد الجديد.
وأبدى الامير نايف وهو الاختيار المرجح لهذا المنصب مواقف متشددة في
السابق بشأن الديمقراطية وحقوق النساء. كما نقل عنه بعد هجمات 11
سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة تشكيكه في تورط مواطنين سعوديين في
حين ان 15 سعوديا كانوا بين الخاطفين التسعة عشر.
الا أنه أشرف فيما بعد على حملة القمع ضد تنظيم القاعدة في المملكة
ويقول محللون انه اذا اصبح ملكا للسعودية فقد يسعى لنفي هذه السمة
المحافظة عن نفسه. وهناك خليفة محتمل اخر بين أبناء الملك عبد العزيز
بن سعود مؤسس المملكة هو الامير مقرن رئيس جهاز المخابرات السعودي.
ولوزير الدفاع السعودي مسؤولية تنظيم مشتريات الدفاع بمليارات
الدولارات التي تستخدمها الرياض تاريخيا لتعزيز علاقاتها مع كبار
حلفائها بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
من جهته عبر وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا عن ثقته في قدرة
الرياض على تنظيم انتقال فعال فيما يتعلق بالدفاع بعد وفاة ولي العهد.
وأعرب بانيتا متحدثا في اندونيسيا عن ثقته في مستقبل سياسة الدفاع
السعودية. وقال "أعتقد ان بالامكان تحقيق تحول فعال في السعودية فيما
يتعلق بمجال الدفاع." واضاف "شهدنا هذه التحولات من قبل... أشعر بالثقة
في أن من الممكن أن نمضي في هذا التحول ونحن ننتقل الى وزير دفاع جديد."
الربيع العربي
من جهتها خصصت صحيفة الغارديان افتتاحيتها الرئيسية للحديث عن
إمكانية صمود النظام الملكي السعودي في وجه رياح الربيع العربي . فنقرأ
في افتتاحية الغارديان، والتي جاءت بعنوان السعودية والربيع العربي:
الملكية المطلقة تمسك بزمام الأمور ، أن للعودة المفاجئة للرئيس اليمني
علي عبد الله صالح إلى بلاده من رحلة علاجية طويلة في السعودية، ولمقتل
أنور العولقي في عملية أمريكية دقيقة في اليمن انعكاسات كبيرة على
الربيع العربي ، وتحديدا على السعودية.
وترى الغارديان: إن السعوديين يقودون النُّظم الملكية الأخرى في
المنطقة في الهجوم المضاد للتغيير السياسي. فقد دعموا الديكتاتورين في
كل من تونس ومصر حتى الدقيقة الأخيرة، وقدَّموا مبلغ 1.4 مليار دولار
أمريكي كمساعدة للأردنيين، ووافقوا على ضم الأردن والمغرب إلى مجلس
التعاون الخليجي . وتضيف: ومع دول الخليج الأخرى، أرسلت السعودية
قواتها إلى البحرين لقمع حركة الاحتجاجات التي يهيمن عليها الشيعة .
وتمضي الافتتاحية إلى الافتراض بأن السعودية ستكون إحدى البلدان
العربية التي ستتأثر بلا شك بما شهدته وتشهده جارتها الجنوبية اليمن من
أحداث، ومنها عودة صالح ومقتل العولقي. وتضيف: من الحماقة أن نتخيَّل
أنها (السعودية) يمكنها أن تحصِّن نفسها ضد التغيير السياسي الذي أطاح
بثلاثة ديكتاتوريين، ولكن هذا ما تحاول هي حقيقة فعله .
وتتابع الصحيفة قائلة: لقد قام الملك عبد الله (بن عبد العزيز)،
البالغ من العمر 87 عاما، بخطوتين هذا الأسبوع لتقديم وجه أكثر
ليبرالية (تحررا): فقد أبطل حكما بجلد امرأة 10 جلدات لقيادتها السيارة،
وأصدر أمرا ملكيا يقضي بالسَّماح للمرأة بالمشاركة بانتخابات المجالس (الشورى
والبلدية) في عام 2015 .
إلاَّ أنَّ الصحيفة ترى أن أيَّا من القرارين المذكورين لن يترك من
أثر أكثر من كونهما تموُّجات على السطح ، لطالما كانت نصف مقاعد مجلس
الشورى فقط تُشغل عن طريق الانتخابات، وأن لا سلطة حقيقة لمجلس الشورى
وللمجالس البلدية في اللملكة، إذ أن كافة المناصب الهامَّة في المناطق
يشغلها أفراد من الأسرة المالكة .
ورغم أن الصحيفة تعتبر أن التحدي الأكبر للسعوديين خلال الفترة
المقبلة سوف يكون النفوذ المتصاعد لتركيا في المنطقة، إلاَّ أن نقطة
ضعف المملكة تظل في داخلها.
وتختتم الافتتاحية بالقول: إن السعوديين، سواء أكانوا نساء يقدن
السيارات، أو أي شخص آخر يتوق للمزيد من الحرية، هم جزء لا يتجزَّأ من
المنطقة، وهم يراقبون عن كثب ما يجري من حولهم .
نبذة عن سلطان
الأمير سلطان بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود كان يعد من أقوى
الشخصيات في العائلة المالكة السعودية، وهو الابن الخامس عشر من أبناء
الملك عبد العزيز الذكور والذين يتوارثون منذ عقود عرش المملكة.
ولد في الرياض عام 1924، ودرس على أيدى مدرسين خاصين، وكذلك في
مدرسة خاصة بالأمراء.
ووالدته هي الأميرة حصة بنت أحمد السديري، وهو أحد من يطلق عليهم
مصطلح "السديريون السبعة" (أبناء الملك عبد العزيز من الأميرة حصة) وهم
الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير
الداخلية، والأمير عبد الرحمن، والأمير تركي، والأمير سلمان، الأمير
أحمد.
بدأ حياته السياسية بتولي إمارة منطقة الرياض عام 1947، وعين وزيرا
للزراعة والمياه عام 1953 ثم المواصلات عام 1955، وينسب إليه الفضل في
تأسيس وتطوير الخطوط الجوية السعودية.
"السديريون السبعة"
الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود.
الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود.
الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سعود.
الأمير تركي الثاني بن عبد العزيز آل سعود.
الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود.
الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود.
وعين وزيرا للدفاع في أكتوبر/تشرين الأول عام 1962، وبعد وفاة الملك
خالد بن عبد العزيز آل سعود في 13 يونيو 1982 وتولي أخيه فهد الحكم عين
نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى مسؤوليته كوزير للدفاع.
وبعد وفاة الملك فهد في الأول من اغسطس/ آب 2005 عين وليا لعهد اخيه
الملك عبد الله ونائبا اول لرئيس مجلس الوزراء مع احتفاظه بمنصب وزير
الدفاع.
وكان أول ظهور له في محفل دولي بعد توليه ولاية العهد خلال اجتماعات
الجمعية العامة للأمم المتحدة حين ألقى كلمة بلاده امام الجمعية في 15
سبتمبر/أيلول 2005.
يقول المحللون إن سلطان قاد برنامج تحديث القوات المسلحة السعودية
بإبرام صفقات تسلح مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
وكان من أبرز مؤيدي التحالف مع الولايات المتحدة، وشجع شراء كميات
كبيرة من الأسلحة من الولايات المتحدة بما فيها الدبابات والمروحيات
والصواريخ وأنظمة الإنذار (أواكس) المحمولة جوا في صفقات وصلت قيمتها
إلى 100 مليار دولار.
كما زاد عدد جنود الجيش السعودي إلى أكثر من 100 ألف.
وبعد هجمات سبتمبر/أيلول 2001 أيد بقوة جهود تعزيز العلاقات مع
الولايات المتحدة، كما أن نجله الأمير بندر عمل لنحو عشرين عاما سفيرا
للمملكة في واشنطن.
ورغم ذلك فقد نأى بنفسه عن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أسوة
ببقية أفراد العائلة المالكة السعودية. وجاء اختياره وليا للعهد ليضعه
في المرتبة الأولى لوراثة العرش، لكن سرعان ما بدأ يعاني من مشكلات
صحية أبعدته في فترات كثيرة عن العمل العام.
فقد ترددت أنباء عن إصابته بسرطان في القولون عام 2004 ، وزار جنيف
في أبريل/ نيسان 2008 لاجراء ما وصف بأنه فحوص روتينية بحسب المصادر
الرسمية السعودية.
وتوجه سلطان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 الى الولايات المتحدة
لاجراء فحوص وتلقي علاج طبي بحسب ما اعلنت السلطات السعودية التي لم
تكشف حقيقة مرضه.
وقد خضع لجراحة في نيويورك في فبراير/ شباط 2009، وبعد ذلك توجه
سلطان إلي قصره في أغادير بالمغرب لقضاء فترة نقاهة استمرت حتى نهاية
ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام.
وقد وصفت أحدى البرقيات التي نشرها موقع ويكيليكس الأمير سلطان بأنه
"غير مؤهل لقيادة البلاد" نظرا لوضعه الصحي وكبر سنه.
وفي مارس/ آذار 2009 عين الملك عبد الله وزير الداخلية نايف بن عبد
العزيز في منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء
وفي يونيو/حزيران 2011 عاد ولي العهد السعودي مجددا إلى الولايات
المتحدة للعلاج، وأجرى الملك عبد الله جراحة أخرى في الظهر بالرياض في
أكتوبر/تشرين الأول 2011 ليرأس الأمير نايف اجتماع مجلس الوزراء.
اللافت أنه بعد اختيار الأمير سلطان وليا للعهد بنحو عام أعلن
العاهل السعودي عبد الله تغيير نظام تولى العرش وولاية العهد من خلال
مرسوم تشكيل "هيئة البيعة" الذي صدر في أكتوبر/ تشرين الاول 2006.
وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول 2011 أعلن الديوان الملكي السعودي رسميا
وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز عن عمر ناهز 86 عاما. |