الفيسبوك والعرب والاغتصاب... انتهاكات تحد من شعبيته

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: انتهاكات كبيرة لخصوصيات متصفحي الفيسبوك، وتحول العديد من صفحاته إلى ملتقى يكرس الدعوة الى العنف والاغتصاب، ورقابة غير مسبوقة على الحرية السياسية، حيث أغلقت صفحة فلسطينية نادت لانتفاضة ثالثة ضد الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وغيرها الكثير من علامات الاستفهام التي أثيرت مؤخراً حول مدى جدية السياسة المتبعة من قبل إدارة عملاق المواقع الاجتماعية وصاحب مئات الملايين من المشتركين من مختلف القارات، وبرغم التأكيد المستمرة للفيسبوك حول مراعاة معادلة التوازن بين حرية التعبير وعدم استخدام هذه الحرية في نشر ما يدعو إلى العنف والكراهية والفساد، إلا إن المعادلة الأصعب التي تواجه الفيسبوك تتمحور في حفاظها على مفاتيح النجاح والمقبولية في ظل المنافسة الشرسة لمواقع الكسب الاجتماعي الأخرى.

ضغوط بسبب الخصوصية

الى ذلك يواجه "فيسبوك" تدقيقا تنظيمياً في ايرلندا، حيث المقر الأوروبي لموقع التواصل الاجتماعي الشهير، حول طريقة تعامله مع البيانات الخاصة، وفقاً لصحيفة فايننشال تايمزو وقالت الصحيفة ان مفوض حماية البيانات الايرلندية سيقود مراجعة لأنشطة فيسبوك المتعلقة بالخصوصية خارج الولايات المتحدة وكندا، بعد شكاوى تقدمت بها جماعات أوروبية وأمريكية الى المفوض الايرلندي ولجنة التجارة الفدرالية الامريكية، وأبدت الجماعات تخوفها من "تقاسم مفترض" لنشاطات القراءة والاستماع والمشاهدة، وكذلك استخدام "الكوكيز" لتعقب ما يتصفحه المستخدمون، ونقلت الصحيفة عن غاري ديفيس نائب المفوض الايرلندي لحماية البيانات، قوله انه سيجري مراجعة تفصيلية لأنشطة المجموعة خارج الولايات المتحدة وكندا"، سينظر هذا التدقيق في موضوع الشكوى، لكنه سيكون أيضا أكثر شمولا، وسيسعى إلى دراسة مدى امتثال فيسبوك للقانون الايرلندي لحماية البيانات"، الجدير ذكره أن مقر فيسبوك الأوروبي في دبلن، مما يجعل عملياته خارج الولايات المتحدة وكندا تخضع للتشريعات الايرلندية لحماية البيانات الأوروبية.

من جهته قال موقع الفيسبوك للتواصل الاجتماعي إنه سيدخل تغييرات كبيرة على كيفية تحكم مستخدميه في شروط الخصوصية المتاحة أمامهم، وستشمل التغييرات إمكانية تحكم مستخدمي الموقع في اختيار الأعضاء الذين يجوز لهم الاطلاع على المواد المنشورة في حساب الفيسبوك، والتعديل الأخير هو الأحدث في سلسلة محاولات بذلها موقع الفيسبوك لتبسيط وتنظيم كيفية إدارة الأعضاء معلوماتهم الشخصية، ويذكر أن الموقع تعرض لانتقادات في الماضي بسبب إخفائه خيار إعدادات الخصوصية في زاوية غير بارزة، لكن الآن عندما يُشعر المستخدمون بنشر مواد معينة مثل صورة أو مقطع فيديو فسيكون بإمكانهم تأكيد هوياتهم أو إخفاءها قبل أن تظهر تلك المواد في المعلومات الخاصة بهم، ومن المأمول أن يتيح هذا الإجراء للمستخدمين التخلص من مشكلة الإشعار المغرض والذي غالبا ما يستخدمه رواد الإنترنت الذين ينشرون رسائل غير بريئة بشأن الآخرين بدون أن تكشف هوياتهم إذ يضيفون أسماء الآخرين إلى جانب صور غير بريئة، وقال نائب مدير المنتجات في الفيسبوك، كريس كوكس، إن اعتماد خيار جديد للخصوصية لا يعني بالضرورة أن النظام القديم كان مربك، وأضاف "لا أظن أن خيارات التحكم القديمة سيئة وإنما أظن أن الإعدادات الجديدة تتيح خيارات أفضل". بحسب بي بي سي.

وقلل كوكس من الاقتراحات التي ذهبت إلى أن الفيسبوك بصدد إدخال تحسينات على خيارات الخصوصية في ظل استعداده للسماح للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاما بالاشتراك فيه، وكان مؤسس الموقع، مارك زوكربرغ، قد قال إنه يرغب في رؤية هذا الأمر يتحقق، ومضى كوكيس قائلا "هذا التغيير سيشمل المشتركين في الفيسبوك اليوم والمستخدمين الجدد الذين انضموا إليه مؤخرا ما سيجعل من السهل بالنسبة إليهم استخدام خيار الخصوصية"، وتعهد بعدم حدوث أي تغييرات غير متوقعة فيما يتعلق بإعدادات الخصوصية خلال مرحلة الانتقال من الخصائص القديمة إلى الميزات الجديدة، ويذكر أن المستخدمين الحاليين سيحتفظون بالإعدادات الافتراضية المعمول بها حالي، وعندما يتبادل الأعضاء الجدد في الفيسبوك ولأول مرة محتوى معينا، فإن الخيار الأول المتاح أمامهم هو أن الأعضاء الآخرين سيكون بمقدورهم الاطلاع عليه، لكن إن اختاروا خيارا آخر، فسيكون هو الخيار الافتراضي في المستقبل، علماً ان الخصائص الجديدة دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من الثلاثاء 25 أغسطس/آب الماضي.

يحذّر مستخدميه

في سياق متصل عزز موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من حملته ضد محاولات اختراق معلومات مستخدميه أو تدمير اجهزتهم وذلك بالتعاون مع شركة "ويبسينس" المتخصصة في هذا المجال، ويتعرض العديد من مستخدمي الموقع لمحاولة الحصول على معلوماتهم الشخصية عبر إرسال ايميلات مزيفة إليهم باعتبارها مرسلة من شركات أو مؤسسات حقيقية، ويتلقى مستخدمو فيسبوك تحذيرات في حال أقدموا على الدخول إلى مواقع خادعة على شبكة الانترنت، ويضغط العديد من مستخدمي الموقع الاجتماعي، البالغ عددهم 700 مليون، على روابط خادعة عن طريق الخطأ لافتراضهم أنها أرسلت بواسطة أصدقاء لهم، ويؤدي غالبا إلى أن يطّلع آخرون على معلومات أو كلمات السر الخاصة بالمستخدم، يذكر أن فيسبوك يحذر مستخدميه الآن إذا كانوا مقبلين على زيارة موقع خارجي، غير أن الخصائص المتوافرة حاليا لا تفرق بين المواقع الصديقة وتلك التي تحتوي على مخاطر، لكن التقنية الجديدة تتيح للمستخدمين الإطلاع على شاشة تحذيرية عندما يكون هناك شك في أن صفحة ما قد تشكل خطرا عليهم، وستعطيهم تفاصيل أكثر عن هذا الخطر المحتمل، كما ستنصحهم إرشادات الموقع بالعودة إلى الصفحة السابقة وعدم المضي قدما لزيارة ذلك الموقع.لكن سيكون بمقدورهم أيضا زيارة تلك الصفحة على مسؤوليتهم الشخصية، ويأمل كلا من فيسبوك وشركة ويبسينس في أن تكون الإجراءات الجديدة كافية لصرف من يرسلون الإيميلات الخادعة عن التركيز على الموقع الاجتماعي واسع الانتشار، ويذكر أن الرسائل الخادعة تنجح في اصطياد مئات الآلاف من مستخدمي شبكة الانترنت في المرة الواحدة، وقال سبينسر باركر من شركة "ويبسينس" "إن من المجدي بصورة كبيرة لمن يبعثون الرسائل الكاذبة أن يستهدفوا موقع فيسبوك"، مشيرا إلى العدد الكبير لمستخدميه، وسيعتمد موقع فيسبوك في إجراءات الحماية الجديدة على نظام يعرف باسم "ثريتسييكر كلاود" يقوم بتخزين شبكة معلومات عن الروابط الخادعة على شبكة الانترنت. بحسب بي بي سي.

الأرجنتينيون ثالثاً

حيث أظهرت دراسة أجرتها شركة "كومسكور" أن الأرجنتينيين يحتلون المرتبة الثالثة عالميا من حيث استخدام موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إذ إن المستخدم الواحد يمضي ما معدله عشر ساعات شهريا على الموقع المذكور، أما الذين يمضون الوقت الأكبر على هذا الموقع الالكتروني فهم الاسرائيليون الذين يستخدم واحدهم الموقع لفترة معدلها 11،8 ساعات شهريا، يتبعهم الروس (10،6 ساعات) ثم الأرجنتينيون، وحل الأتراك في المرتبة الرابعة (9،3 ساعات) تبعهم التشيليون (8،7 ساعات) والفيليبينيون (8،4 ساعات) والكولومبيون (8،4 ساعات) والفنزويليون (8 ساعات) والكنديون (7،2 ساعات) والمكسيكيون (7،1 ساعات)، أما الأميركيون فجاءوا في المرتبة الثالثة عشرة (6،3 ساعات)، وذكرت "كومسكور" أن 11،8 مليون أرجنتيني من أصل 40 مليون لديهم حساب على "فيسبوك"، وتقول العالمة الاجتماعية سيلفيا لاغو مارتينيز إن "الجانب العاطفي والحاجة إلى التشارك يلعبان دورا مهما في ثقافة الأرجنتينيين"، وتضيف أن "هناك أسبابا مادية صرف فإمكانيات الاتصال بالانترنت في الأرجنتين أكبر منها في بقية أنحاء أميركا اللاتينية". بحسب فرانس برس.

العالم العربي

فيما أظهرت النسخة الثانية من تقرير الاعلام الاجتماعي العربي الذي تصدره كلية دبي للادارة الحكومية أن عدد مستخدمي موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي في العالم العربي وصل الى ما يقرب من 32 مليون مستخدم في شهر أغسطس /آب الماضي بمعدل نمو قدره 50 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، وكان التقرير السابق قد قدر عدد مستخدمي فيسبوك في أبريل/نيسان 2011 بنحو 27.7 مليون مستخدم، وأوضح بيان صحفي أن الامارات وقطر والكويت والبحرين ولبنان أعلى خمس دول عربية من حيث نسبة مستخدمي فيسبوك وتويتر بين سكانه، ورغم ذلك تسارع استخدام وسائل الاعلام الاجتماعي بشكل خاص في الدول العربية التي تشهد احتجاجات شعبية بحسب ما جاء في التقرير، وقال التقرير ان مصر أضافت وحدها ما يقرب من أربعة ملايين مستخدم للفيسبوك منذ بداية عام 2011 وحتى شهر أغسطس/آب الماضي، وشهدت مصر في يناير/كانون الثاني الماضي ثورة شعبية أجبرت الرئيس حسني مبارك على التنحي في فبراير/شباط، وقد اضطرت السلطات في مصر لقطع خدمات الهاتف المحمول والإنترنت عدة أيام في أوج الثورة التي ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في حشد المحتجين خلالها. بحسب رويترز.

كما بلغ عدد مستخدمي تويتر في الوطن العربي خلال الربع الاول من العام الحالي نحو 1.1 مليون أرسلوا في تلك الفترة ما يزيد عن 22.7 مليون مشاركة تركزت حول الاحداث المتلاحقة للتحركات الشعبية العربية، وشكلت كلمات "مصر" و"25 يناير" و"ليبيا" و"البحرين" و"مظاهرة" شكلت أبرز رؤوس الموضوعات شيوعا بين مستخدمي تويتر العرب خلال الربع الاول، وأظهر التقرير الذي أعده برنامج "الحوكمة والابتكار" في كلية دبي للادارة الحكومية أن النساء العربيات تمثلن فقط ثلث مستخدمي وسائل الاعلام الاجتماعي في المنطقة، وقال فادي سالم مدير البرنامج "لا يزال دور الاعلام الاجتماعي وقدرته على التأثير في صنع القرار والمشاركة الشعبية موضع نقاش حاد في الوطن العربي منذ بدء عام 2011"، ويرى سالم أن النمو المطرد للاعلام الاجتماعي والتحولات في اتجاهات استخدامه يلعب دورا بالغ الاهمية في تشكيل اراء الشباب في الوطن العربي، ويعد التقرير الثاني ضمن سلسلة يعدها "برنامج الحوكمة والابتكار" لرصد نمو استخدام الفيسبوك وتويتر في المنطقة.

صفحة الإغتصاب

تعرض موقع التواصل الإجتماعي الشهير فيسبوك لانتقادات شديدة بسبب إحجامه عن إزالة صفحة مثيرة للجدل تقول جمعيات مساعدة ضحايا الإغتصاب إنها تنشر تفاصيل مشينة ونكاتا عن ضحايا الإغتصاب، وقد حظيت بنحو 194370 مشاركة حتى الآن، وتقول جماعات مساندة ضحايا الإغتصاب إن تلك الصحفة "مقززة"، كما أن الشركات التي تنشر إعلاناتها على الفيسبوك طالبت بإبعاد إعلاناتها عن تلك الصفحة، وتقول تلك الجماعات إن موقع فيسبوك يعد واحدة من القوى الإجتماعية المؤثرة ، ومن المؤسف أن تلك الصفحة تعكس نظرة الموقع إلى المرأة، وتقول "أورلا" وهي طالبة جامعية في بلفاست وضحية اغتصاب إنها شاهدت الصفحة وشعرت بالغضب، وتقول "أورلا" " هذه ليست مزحة ، هناك أناس يشجعون على الإغتصاب وهناك فتيات يبدو أنهن يحببن الإعتراف بأنهن اغتصبن"، ويذكر أن قائمة الشروط لفتح حساب في موقع فيسبوك تنص على أن المشترك "ينبغي ألا ينشر مواد إباحية أو تتضمن عريا أو تحض على العنف الجنسي أوذات محتوى يحض على الكراهية أو يتضمن تهديدا أو يشجع على العنف"، وتقول أورلا وغيرها من ناشطات مساعدة ضحايا الإغتصاب إن الجماعة التي أنشأت تلك الصحفة ترتكب خرقا واضحا لشروط عضوية فيسبوك، وبدأت هاتيك الناشطات حملة لمطالبة إدارة الموقع بإزالة تلك الصفحة. بحسب بي بي سي.

ورفض الموقع إزالة الصفحة بدعوى حرية التعبير، وقال الموقع في بيان إن "من المهم للغاية الإشارة إلى أن ما يجده شخص ما أمرا جارحا ربما كان مسليا في نظر شخص آخر، والأمر يشبه لو أنك سمعت نكتة فجة اثناء جلوسك في المقهى، عندها قد تمتعض ولكنك لن تخرج من المقهى، وهكذا فإن تلك الصحفة لن تطرد الناس من فيسبوك"، وقد طلبت شركات عملاقة مثل سوني وأمريكان إكسبريس وبلاكبيري من إدارة موقع فيسبوك إزالة أعلاناتها من صفحة الإغتصاب، وهو ما استجاب له الموقع بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن الموقع لم يسحب الصفحة بالكامل، وإنما أصدر بيانا لاحقا قال فيه إن "الجماعات أو الأشخاص الذين يبدون رأيا في أمر بعينه أو مؤسسة بعينها أو مجموعة معتقدات أو اتجاه سياسي أو اجتماعي لا يشكلون أي انتهاك لقواعدنا مهما كانت آراؤهم استفزازية أو جارحة"، ومضى البيان قائلا إن "تلك المناقشات التي تدور عبر الإنترنت هي الواقع انعكاس لما يدور في الواقع حيث يتحاور الناس بكل حرية داخل منازلهم أو على المقاهي أو عبر خطوط الهاتف"، وأضاف البيان إن أكثر من 800 مليون شخص يستخدمون موقع فيسبوك كوسيلة للحوار وتبادل الأفكار حول الأمور التي تهمهم، ولعل هذه الصحفة تتعلق بأمر حساس ومثير للجدل ولكنها لا تنطوي على انتهاك لقواعد فيسبوك، وهناك من المستخدمين من رأي أن الصفحة جذابة ولا ضرر منها، مثل تينا ماري سميث التي تقول إن "الصفحة جذابة للغاية ولا علاقة لها بالتشجيع على الإغتصاب، بل هي مجرد مادة للفكاهة، وأذا لم تعجب شخصا فليس عليه أن يقرأها، أنا لا أقول إن الاغتصاب أمر طيب، بل هو كريه وبشع، ولكن عندما يشعر الإنسان بالاكتئاب والضيق، فلا بأس من أن يجد بعض الدعابة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 24/تشرين الأول/2011 - 26/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م