العالم وخيار التسلح... سباق لابد منه!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: أسلحة تقليدية وأخرى نووية أو كيماوية، دبابات وطائرات حربية وبأرجات ومدمرات وغواصات، صواريخ عابرة للقارات وأخرى للجو أو البحر، وغيرها من أسماء الأسلحة "الخفيفة والثقيلة" التي أرعبت الملايين من البشر حول العالم وهي تشارك في حملة إبادة الإنسان على يد الإنسان وليس من قبل فضائيين أو جنس أخر لا نعرفه، ويبدوا إن الرغبة المتعاظمة لدى الجميع في زيادة مخزونها الحربي والبحث المتواصل عن تحديث سلاحها القديم، منبعها العديد من الأسباب التي دفعت الآخرين إلى هذا الطريق وتنوعت بين الثقة المفقودة بين الدول ورغبة السيطرة واستعراض العضلات والخلافات المتجذرة بين بعض الشعوب بسبب الدين أو الايدولوجيا ومشاكل الحدود وحركات التمرد وغيرها الكثير، برغم الماسي والآلام التي سببتها الترسانات الحربية للدول المتصارعة خلال حروب طويلة ومريرة خلفت ملايين القتلى والمعاقين، وتدمير على نطاق واسع للبنى التحتية وخسائر لا تقدر بثمن. 

توقيع اتفاق مبدئي

اذ قال مستشار لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان بلاده وقعت اتفاقا مع الولايات المتحدة ودفعت جزءا من المبالغ لشراء 18 مقاتلة اف-16 للعراق، وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي للمالكي ان "العراق وقع مع واشنطن اتفاقا لشراء شراء مقاتلات البالغة طائرات اف-16"، واضاف ان "هذا الاتفاق الذي تم دفع بعض مبالغه هو مبديا لشراء 18 طائرة كمرحلة اولى"، واوضح الموسوي ان العراق يسعى لشراء 36 مقاتلة، ولم يعط الموسوي تفاصيل عن الاتفاق او موعد التسليم ولا المبالغ التي تم تسليمه، لكن صحيفة وول ستريت جورنال افادت ان بغداد دفعت ما قيمته 1،5 مليار دولار، وفقا لمسوؤلين في واشنطن، وكانت الصفقة وشيكة جدا بين العراق والولايات المتحدة في بداية العام الجاري، لكن بغداد قررت الاحتفاظ بالاموال لدعم البطاقة التموينية اثر احتجاجات شعبية، وكان المالكي اعلن الصيف الماضي انه يرغب في شراء نحو 36 طائرة وليس 18 طائرة كما كان مقررا سابق، واضاف ان العقد الجديد سيكون اكبر من الذي تم الاتفاق عليه سابقا لتوفير الامن للعراق، واي صفقة شراء طائرات تكلف مليارات الدولارات كما تستغرق سنوات نظرا لطول فترة صناعة الطائرة وتدريب الطيارين العراقيين عليه، ويجري تدريب طيارين عراقيين بالفعل على تلك الطائرات في الولايات المتحدة، وقد ينتهون من التدريب قبل تسليم الدفعة الاولى من تلك الطائرات الى بغداد، حسبما افاد روس هاندي قائد القوة الجوية الاميركية. بحسب فرانس برس.

سلاح الجو الخليجي

من جهتها احتفلت شركة لوكهيد مارتن الامريكية لصناعة الطائرات بتسليم قطر أربع طائرات من طراز "سي 130 جي سوبر هركيوليز" للنقل الجوي وجرى احتفال التسليم الرسمي في مقر شركة لوكهيد مارتن الامريكية، وتعد الطائرات الجديدة التي ستسلم لسلاح الجو الأميري القطري اطول نموذج من حيث الهيكل الطائرة للطراز "سي 130 جي" ويستخدم هذا الطراز من الطائرات في عمليات الإغاثة الانسانية كما يتوقع ان تسهم الصفقة الجديدة من الطائرات بدور كبير في العمليات الدفاعية عن الاراضي القطرية ووفقا لتصريحات مسؤولين في لوكهيد فإن الطائرات الجديدة سيتم شحنها إلى قطر في أكتوبر القادم، وقال لورين مارتن نائب رئيس شركة لوكهيد مارتن لشؤون برامج الطائرة سي 130 "إنه يوم تاريخي لكل من القوات المسلحة القطرية وشركة لوكهيد ونحن نرحب بانضمام قطر إلى عائلة سي 130 الدولية"، وأضاف مارتن "إن حيازة قطر لهذا الاسطول من طائرات "سي 130 جي" توفر لها قدرات عالية وهائلة في مجال النقل الجوي وتجعلها أول مالك ومشغل لهذا النوع من الطائرات في الشرق الاوسط بما يمنحها مكانا فريدا في تاريخ الطائرة سي130"، ووفقا لما قاله لورين مارتن نائب رئيس شركة لوكهيد فإن الصفقة ستتضمن أيضا فرقا للتدريب على التشغيل والصيانة كما تتضمن تقديم قطع الغيار للطائرات وعمليات الدعم الأرضي ومعدات الاختبار إضافة إلى فريق من الفنيين المختصين للعناية بالطائرات خلال الفترة الاولى من التشغيل.

من ناحية اخرى أعلنت شركة بوينغ مؤخراً عن قيامها بتسليم طائرة رابعة من طراز "سي-17 غلوبماستر 3" لسلاح الجو والدفاع الجوي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من منشأة بوينغ المخصصة لعمليات التجميع النهائي لبرنامج طائرات "سي-17" في منطقة لونغ بيتش، هذا وكانت شركة بوينغ قد قامت بتسليم الطائرات الثلاث الأولى من طراز "سي-17" لدولة الإمارات العربية المتحدة في أشهر مايو ويونيو ويوليو من هذا العام، وسوف تقوم بتسليمها طائرتين أخرتين من هذا الطراز في العام 2012، ومن الجدير بالذكر أن "سي-17"، الناقلة الجوية التكتيكية والاستراتيجية الرائدة عالمياً، تمنح القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة بالمرونة والموثوقية اللازمة لتلبية مختلف متطلبات مهام النقل الجوي لديه، وفي هذا الصدد، قال العقيد المهندس أحمد المازمي، الذي منح الموافقة السمية لاستلام الطائرة الرابعة من طراز "سي-17" لدولة الإمارات العربية المتحدة "ما من شكّ بأن طائرات سي-17 هي الخيار الأمثل بالنسبة لنا، إذ أنها تتمتع بقدرة كبيرة على قطع مسافات شاسعة والتعامل مع أقسى الظروف المناخية التي تواجه طائراتنا"، من جانبه، قال بوب سيسلا، مدير برنامج طائرات بوينغ سي-17 "تفخر شركة بوينغ وشركاؤها الموردون في جميع أنحاء العالم بأن تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بطائرات سي-17، إن كل مهمة إنسانية تجريها القوات الجوية الإماراتية في أي مكان من العالم بواسطة طائرات سي-17 هي تأكيد آخر على القدرات الفريدة التي تتمتع بها هذه الناقلة الجوية".

وقد شاركت طائرات "سي-17" الثلاث الأولى التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة في بعثات عالمية متعددة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى ضحايا الكوارث الطبيعية، كما قدمت الدعم للعمليات العسكرية عندما دعت الحاجة أو تم طلب ذلك من قبل حلفائه، وتمتاز طائرات سي-17 بقدرتها على نقل حمولات تصل إلى 170 ألف رطل، والتحليق لمسافة 2400 ميل بحري دون التزود بالوقود، ويمكن استخدامها لنقل القوات والكتائب لعمليات الإنزال الجوي، ولإجراء التقييمات الطبية الجوية، وبصفتها عضواً في الأسطول الافتراضي لطائرات سي- 17 حول العالم، ستستفيد دولة الإمارات العربية المتحدة من اتفاقية الشراكة المستدامة الخاصة ببرنامج طائرات "سي-17 غلوبماستر 3"، التي تعد برنامج دعم لوجستي متعدد الجنسيات، ويضمن هذا البرنامج الناجح مستويات عالية من الجهوزية لتنفيذ المهمات من خلال تزويد جميع عملاء طائرات سي- 17، بغض النظر عن حجم الأسطول، بإمكانية الوصول إلى شبكة دعم واسعة النطاق لتوفر قطع الغيار في جميع أنحاء العالم مع وفورات الحجم عند شراء المواد، وتعمل في الوقت الراهن 235 طائرة من طراز "سي-17" على المستوى العالمي.

ويمتلك سلاح الجو الأمريكي، بوحداته العاملة والدفاعية والاحتياطية، 211 طائرة من هذا الطراز، و24 لعملاء دوليين بما فيهم سلاح الجو الملكي البريطاني وسلاح الجو الملكي الأسترالي وقوات الدفاع الكندية وسلاح الجو الأميري القطري، بالإضافة إلى مجموعة الدول الـ12 المنضمة إلى ائتلاف الجسر الجوي الاستراتيجي التابع لحلف الناتو ومجموعة الشراكة من أجل السلام، وسوف تحصل وزارة الدفاع الهندية على 10 طائرات من طراز سي-17، من المقرر تسليمها خلال الفترة بين عامي 2013 و2014، وتعد شركة بوينغ للدفاع والفضاء والأمن، إحدى الوحدات التابعة لشركة بوينغ، من أكبر الشركات المختصة في مجالات الدفاع والفضاء والأمن، حيث تعمل على تقديم حلول مبتكرة متوافقة مع احتياجات العملاء في هذا المجال، كما تعد أكبر شركة تقوم بتصنيع مجموعة متنوعة من الطائرات العسكرية في العالم، وتتخذ هذه الوحدة من سان لويس مقراً لها، حيث تقدر قيمة أعمالها بـ32 مليار دولار أمريكي، ويعمل لديها 64 ألف موظف في كافة أرجاء العالم.

السعودية أهم زبون للغرب

من ناحية اخرى تعتبر السعودية من ضمن عشر دول هي الأكثر إنفاقا على الأسلحة، وهي أهم زبون بالنسبة لشركات الأسلحة الغربية، ويقول المراقبون إن الولايات المتحدة قلصت من بيع الأسلحة للسعودية بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ومع ذلك فإن حجم الإنفاق السعودي على الأسلحة قد يتجاوز الخمسين فى المئة من دخلها، وتتجاوز الولايات المتحدة في نسبة الأنفاق على السلاح من إجمالي الدخل القومى، ويقول بول بيفر، وهو محلل عسكري مستقل إن السعودية "تتصدر دائما" قائمة الدول التي تستورد أسلحة أمريكية وبريطانية وفرنسية، ويضيف بيفر أنه بسبب إرتفاع أسعار النفط استطاعت السعودية "أن تنفذ بعض المشاريع التي كانت تخطط لها منذ فترة منها بناء حاجز على حدودها مع العراق بالتعاقد مع شركة فرنسية ومشروع لربط أجهزة الكمبيوتر فى كل وزاراتها بالتعاقد مع شركة أمريكية إضافة إلى طائرات اليوروفايتر"، ويشير إلى أن السعودية "تنفق حوالي ثلاثين مليار دولار سنويا وبذلك تكون الدولة الأكثر إنفاقا على الأسلحة في الشرق الأوسط"، لكن الإنفاق على الأسلحة انخفض في الآونة الأخيرة بسبب تخصيص أموال لإنشاء عدد أكبر من المشاريع المدنية، ويجمع المحللون الغربيون على أن الحصول على أرقام موثقة للإنفاق مستحيلة بسبب غياب الشفافية و توزيع الأمور المالية على عدد من المؤسسات المالية، ويؤكد بيفر على أن من الصعب معرفة المبالغ المالية التحى تنفق في الدول التي لا توجد فيها ممارسة ديمقراطية برلمانية.

لكن بالرغم من توفر الأسلحة لا يعتقد المحللون العسكريون أن الجيش السعودي يشكل قوة قتالية، ويقول بيفر إن القوات المسلحة السعودية "لا تقوم عادة بتدريبات مشتركة وهناك قلق في المملكة من جيش قوي؟، ويضيف أن الجيش السعودي "مختلف تماما عن الحرس الوطني إذ أن له معدات مختلفة وميزانية مستقلة ويتم اختيار الجنود في المؤسستين من أماكن مختلفة من المملكة ومن قبائل متباينة"، غير أن الاعتقاد السائد هو أن التسلح لا يزال من أولويات المملكة خاصة في ظل تصاعد قوة إيران في المنطقة،

وفي سياق الموضوع اعلنت الادارة الاميركية مؤخراً، انها ابرمت مع السعودية اضخم صفقة بيع اسلحة في تاريخ الولايات المتحدة على الاطلاق، تشمل بيع مقاتلات ومروحيات عسكرية قد تصل قيمتها الى 60 مليار دولار، وينص المشروع الذي عرضته ادارة الرئيس باراك اوباما على الكونغرس، بان يسمح لها بان تبيع السعودية 84 مقاتلة قاذفة من طراز اف-15 وتحديث 70 اخرى، كما تتضمن الصفقة تزويد الرياض بـ178 مروحية هجومية 70 منها من طراز اباتشي و72 من طراز بلاك هوك و36 من طراز اي اتش-6 آي، اضافة الى 12 مروحية خفيفة للتدريب من طراز "ام دي-530اف"، كما اوضح اندرو شابيرو مساعد وزيرة الخارجية المكلف الشؤون السياسية-العسكرية، وستتسلم السعودية الاسلحة الواردة ضمن هذه الصفقة خلال فترة تمتد بين 15 الى 20 عام، وتقدر القيمة الاجمالية للصفقة بـ60 مليار دولار، وفي حال تم تطبيقها كاملة فهي ستصبح اضخم صفقة بيع اسلحة تبرمها الولايات المتحدة في تاريخها، كما اعلن في سبتمبر مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية.

وقال الخبير السعودي الذي لم يكشف عن إسمه، "نحتاج إلى ضمان أمننا وأمن حلفائنا"، ولعل أكثر ما يقلق السعودية في المجال الدفاعي هو برامج إيران لصناعة صواريخ دقيقة وطويلة المدى، مع امكانية حصول الجمهورية الإسلامية على السلاح النووي، وتشتبه الولايات المتحدة وإسرائيل ودول غربية أخرى بأن إيران تستخدم برنامجها النووي المدني غطاء لبرنامج تسلح نووي، الأمر الذي تنفيه طهران، إلا أن تفوق السعودية الجوي موجود أصلاً بفضل مقاتلات "أف 15" السبعين التي تنوي المملكة تحديثها، إلى جانب حوالي 80 مقاتلة "تورنادو" الاوروبية تملكها، و72 مقاتلة "تايفون يوروفايتر" تتسلمها حالياً تدريجياً، وذلك بحسب تيودور كاراسيك، المحلل في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، وقال كاراسيك "إن الطيران الإيراني لا يتمتع بقدرات كبيرة، أنا أعتقد أن السعوديين أو الإماراتيين يمكنهم القضاء على هذا الطيران بسرعة"، وأي نزاع مسلح مع إيران سيشكل خطراً على المنشآت النفطية السعودية، وصفقة التسلح المنتظرة ستعزز قدرات المملكة الدفاعية، فضلاً عن قدراتها على شن هجمات مضادة، وقال كاراسيكك إن "الصفقة تهدف أيضاً إلى سد بعض الثغرات الدفاعية التي تبينت خلال حرب القوات السعودية مع المتمردين الحوثيين الزيديين، على الحدود مع اليمن نهاية العام 2009 وبداية العام 2010"، وبالرغم من تفوق كبير بالقدرات العسكرية، خسرت المملكة 109 رجال في هذه المعارك، التي اتخذت طابع حرب العصابات في مناطق جبلية وعرة، واستمرت أكثر بكثير من المتوقع، وأوضح كاراسيك إن "القوات السعودية لم تكن مستعدة لهذا النوع من الحروب، لقد عانت كما عانت القوات السوفياتية في أفغانستان"، وبحسب المحلل، فإن تزويد القوات السعودية بالمروحيات الهجومية وبالقنابل الذكية وبتقنيات متطورة للرؤية الليلية، سيعزز قدراتها في سيناريوهات مشابهة للحرب مع الحوثيين، وذكر محلل عسكري آخر، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن السعوديين "أرادوا الحصول أيضاً على طائرات من دون طيار قادرة على حمل صواريخ شبيهة بطائرات "بريداتور" التي تستخدمها القوات الأميركية في افغانستان"، إلا أن من غير المرجح بحسب الخبير أن يحصلوا عليه، وتعود جذور هذه الصفقة إلى عهد الرئيس الاميركي السابق، جورج بوش الإبن، الذي وضع عام 2007 الأسس لصفقات تسلح ضخمة لحلفاء أميركا في الخليج، وذلك لمواجهة تنامي النفوذ الإيراني ولتعزيز الروابط بين واشنطن والخليجيين، وقال الخبير العسكري السعودي إن "هذه الصفقة تتوج 15 سنة من التعاون العسكري الوثيق" مع واشنطن

ازدهار تجارة الأسلحة

الى ذلك ‏‏تسارع سباق التسلح الدولي بصورة دراماتيكية في أميركا الجنوبية وجنوب شرق آسيا، على الرغم من الازمة المالية العالمية، وقال تقرير صدر عن معهد استكهولم الدولي لأبحاث السلام قبل يومين إن معدل مبيعات الاسلحة تزايد بنسبة 22٪ خلال السنوات الخمس الماضية، مقارنة بفترة الخمس سنوات التي سبقته، وتميز العامان السابقان باضطراب مالي كبير لن يتم التعافي منه قريباً، ومع ذلك فإن تجارة السلاح تزدهر باطراد، ولم يقدم التقرير أرقاماً عن تكاليف صفقات السلاح، لأن معظم الحكومات لم تعد تعلن عن اية أرقام في هذا المجال، وتوقفت بريطانيا عن نشر رقم مبيعات أسلحتها العام الماضي، وتبقى الولايات المتحدة في طليعة المصدرين للسلاح في العالم، حيث قدمت 30٪ من إجمالي مبيعات السلاح في العالم، تلتها روسيا التي باعت 23٪ ثم المانيا بنسبة 11٪ وفرنسا بنسبة 8٪. وشهدت بريطانيا التي بلغت نسبة مبيعاتها 4٪ هبوطا في حجم صادراتها من الاسلحة، وذلك نظراً إلى أن صفقة 72 طائرة يوروفايتر تايفون للمملكة العربية السعودية كانت قيد البحث، وارتفعت صادرات الأسلحة الألمانية بأكثر من 100٪، نظراً لصفقات بيع العربات المدرعة، كما ذكر التقرير، وارتفعت صادرات الأسلحة إلى أميركا الجنوبية بنسبة كبيرة، ما ينذر بحدوث سباق تسلح في المنطقة، واشترت فنزويلا في العام الماضي أنظمة دفاعية ومدفعية وعربات مدرعة ودبابات.

وقال الباحث في معهد استكهولم والخبير في اميركا الجنوبية مارك بروملي «نشهد أدلة على وجود سلوك تنافسي في الحصول على السلاح في أميركا الجنوبية، ويُظهر هذا بجلاء اننا بحاجة للشفافية وإجراءات بناء الثقة لتخفيف التوتر في المنطقة»، وتزايدت مبيعات الأسحة في جنوب شرق آسيا لاندونيسيا وماليزيا بصورة كبيرة، في حين أصبحت سنغافورة من بين أكبر 10 مستوردين للاسلحة في العام منذ نهاية حرب فيتنام، وقال الباحث في شؤون آسيا من معهد استكهولم سيمون ويزيمان «في عام 2009 أصبحت فيتنام آخر دولة في جنوب شرق آسيا تشتري طائرات مقاتلة بعيدة المدى وغواصات»، وأضاف «الموجة الحالية من شراء الأسلحة يمكن أن تعرض استقرار وأمن المنطقة للخطر»، وكانت الصين أكبر مستوردي الاسلحة في العالم خلال السنوات الخمس الماضية، حيث بلغت وارداتها 9٪ من اجمالي واردات الاسلحة في العالم، تلتها الهند، ثم كوريا الجنوبية، ثم الامارات العربية، ثم اليونان، التي طالما كانت مستورداً كبيراً للاسلحة بصورة تقليدية، ولكنها ترزح الآن تحت أزمة اقتصادية طاحنة، وشكلت الطائرات المقاتلة 39٪ من مبيعات الاسلحة الاميركية خلال السنوات الخمس الماضية، و40٪ من مبيعات الاسلحة الروسية، طبقاً لما ذكره التقرير الذي حذر من أن مبيعات الطائرات المــقاتلة يمكن أن تثير سباق تسلح في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، وأميركا الجنوبية وجنوب آسي، وكانت باكستان قد اشــترت 300 طائرة مقاتلة من الصين وطائـــرة إنذار مبكر من السويد.

الروس يهجرون الكلاشينكوف

فيما صرح مسؤول بارز في الجيش الروسي مؤخراً بأن الجيش أحجم عن شراء بنادق كلاشينكوف آلية، وذلك للمرة الأولى خلال نصف قرن، وقال رئيس أركان الجيش الروسي نيكولاي ماكاروف، ''لدينا عشرة أضعاف ما نحتاج إليه حاليا (من هذه الأسلحة) في المستودعات الحربية، ولذلك لن نقبل على شراء المزيد''، وذكرت صحيفة ''إزفيستيا'' الروسية أن الجيش أصدر تعليمات لمجمع ''إيجماش'' الصناعي الخاص بالبنادق الآلية طراز إيه.كيه-74 ، ومقرها مدينة إيجيفسك وسط روسيا، لتطوير سلاح أطول في المدى وأكثر دقة. وقال ماكاروف لوكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إن ''ما لدينا الآن لسنا راضين عنه .. نريد تسليح قواتنا بمعدات أحدث''. كان الجيش السوفيتي قد تبنى أولا بندقية آلية صممها ضابط الجيش الأحمر سابقا ميخائيل كلاشينكوف عام 1947 . وصارت البندقية إيه.كيه-47 أكثر البنادق توزيعا على أفراد الجيوش في العالم. واشتهرت كافة تصميمات النسخة المحدثة من إيه.كيه-47 ، وهي بنادق كلاشينكوف ''إيه.كيه-74'' ، بحدتها وصلابتها ، إلا أن السلاح يظهر أحيانا بعض القصور عند استخدامه ليلا أو عند التصويب على أهداف دقيقة. ويعمل مجمع إيجماش الصناعي على تطوير مجموعة متنوعة من البدائل المحتملة لبنادق إيه.كي، ومن بينها أسلحة تستخدم ذخيرة مطابقة لمعايير حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو أسلحة تصنع من مواد خفيفة الوزن. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

قوات روسيا الاستراتيجية

في سياق متصل صرح إيغور كوروتشينكو عضو رئاسة المجلس الاجتماعي لدى وزارة الدفاع الروسية يوم 14 سبتمبر/أيلول  لوكالة "نوفوستي" الروسية للانباء بان روسيا الاتحادية يجب ان تعيد تسليح قواتها الاستراتيجية النووية باسرع وقت وتزويدها بصواريخ "يارس" و"بولافا" الحديثة القادرة على تجاوز منظومات الدرع الصاروخية وان تقوم بإنشاء منظومة للدفاع الفضائي والجوي، وجاء ذلك في تعليقه على توقيع الاتفاقية بين الولايات المتحدة ورومانيا في موضوع نشر الصواريخ الامريكية المضادة البرية من طراز "أس أم – 3" ومنظومة "إجيس" في قاعدة ديفيسيلو" الجوية بروماني، وقال كوروتشينكو، "في مثل هذه الظروف يجب تركيز الجهود على تزويد القوات النووية الاستراتيجية بانواع حديثة  للصواريخ المتعددة الرؤوس والعاملة بالوقود الجاف التي بوسعها التجاوز الناجح لمنظومات الدرع الصاروخية الحالية والمستقبلية على حد سواء، والمقصود بالامر هو  صواريخ "أر اس – 24 يارس" الباليستية العابرة للقارت الثابتة والمتحركة بالاضافة الى صواريخ "بولافا" البحرية المخصصة للغواصات الذرية الاستراتيجية من طراز "بوريه"، علما ان برنامج التسليح الحكومي يقضي بإنشاء 8 غواصات من هذا النوع بحلول عام 2020، وهناك مهمة لا تقل اهمية بحسب رأي الخبير العسكري الروسي، وهي تشكيل منظومة الدفاع الفضائي والجوي وإنشاء مؤسسة انتاجية  للدفاع الفضائي والجوي على اساس مؤسسة "ألماس – أنتاي" للدفاع الجوي  وضم  كل الشركات المتخصصة في صنع الآليات الحربية من هذا النوع اليها. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

فيما يجري العمل على تشكيل الدفاع الفضائي والجوي في روسيا على قدم وساق، والمقصود بالامر هو  تشكيل منظومة موحدة للقيادة من شأنها تنفيذ كافة المهام  التي ستطرح امام الدفاع الفضائي والجوي مستقبلا، وبينها مهمة الانذار عن الهجوم الفضائي واكتشاف الاهداف المعادية وتدميرها واسكات راداراتها وحماية الاهداف الصديقة، وقال كوروتشينكو" ان الخطوات المذكورة  للرد العسكري والفني ستسمح الى حد كبير بالتخفيض من الخطر المحتمل الناجم عن  الناتو والولايات المتحدة  في حال فشل جهودنا الرامية الى المشاركة المتكافئة لبلادنا في الدرع الصاروخية الاوروبية"، واشار الجنرال الى ان  الاتفاق على نشر الصواريخ المضادة الامريكية "أس أم – 3" في رومانيا  يدل على ان الولايات المتحدة  تقوم بالتطبيق المتواصل لعقيدة إنشاء الدرع الصاروخية القومية المتعددة الانساق التي ستكون الدرع الصاروخية الاوروبية عنصرا هاما فيه، وتؤكد الاتفاقية الموقعة بين الولايات المتحدة ورومانيا الاستنتاجات التي توصلت اليها هيئة الاركان العامة الروسية ومفادها بان الدرع الصاروخية الاوروبية ستمتلك ابتداءً من عام 2015  امكانات اعتراض الصواريخ الباليستية الروسية العابرة للقارات، الامر الذي سيؤدي الى نزع القدرات المدمرة عنه، واضاف كوروتشينكو ان هذا الامر هو أمر متوقع.

هذا وأشار ميخائيل بارابانوف رئيس هيئة تحرير مجلة "  Moskow Defence Brief" الى ان توقيع الاتفاقية مع رومانيا بشأن الدرع الصاروخية هو خطوة موضوعية  لنشر المنظومة المحدودة للدرع الصاروخية في اوروبا في أطار ما يسمى  بالموقف المرن"، واوضح بارابانوف قائلا"، هذا ما توقعنا فيه، ومن المفترض ان يعمل 24  صاروخا من طراز " Sm 3 – Blok IB  "المخطط لنشرها في رومانيا بحلول عام  2015 استنادا الى معطيات دلالة الاهداف الواردة من  الرادار " An/Try – 2 " المخطط لنشرها في تركي، كما يخطط لان تحل صواريخ "Sm 3 – Blok II"   محل الصواريخ المضادة المذكورة، اذن فبالرغم من احتجاجات موسكو  فان عملية نشر الامريكيين للدرع الصاروخية دخلت  مرحلة التطبيق العملي، واشار الخبير الى ان صواريخ " Sm 3 " ستكون منظومة للدرع الصاروخية، وهي  تمتلك امكانات محدودة، ولن تشكل حتى فترة اعوام 2018 – 2020 الا  تمثيلا للدرع الصاروخية وليست امكانية حقيقية للحماية، لكن حتى الدرع الصاروخية المحدودة الامكانات تدخل  نوعا من التشويش في التخطيط الاستراتيجي لدول اخرى وتقوض مبدأ الاحترام المتبادل.

واشنطن تتهم باكستان

من جهة اخرى نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين حكوميين وبرلمانيين اميركيين ان واشنطن اتهمت اسلام اباد باجراء تعديلات غير شرعية على صواريخ اميركية الصنع مضادة للسفن لجعلها قادرة على ضرب اهداف برية وبالتالي لتهديد الهند، واوضحت الصحيفة الاميركية ان هذا الاتهام تم ابلاغه نهاية  يونيو الى رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، والصواريخ مدار الجدل هي صواريخ هاربون البعيدة المدى المضادة للسفن والتي اشترتها باكستان من الولايات المتحدة في عهد الرئيس الاميركي رونالد ريغان في ثمانينات القرن الماضي، وبحسب الصحيفة فان مسؤولين اميركيين في الجيش والاستخبارات يشكون في ان اسلام اباد اجرت تعديلات على هذه الصواريخ، الامر الذي يشكل انتهاكا للشروط التي تحكم استخدام هذه الصواريخ، واضافت الصحيفة ان اسلام اباد نفت التهم الموجهة اليها مؤكدة ان صواريخها موضع الجدل ليست اميركية الصنع بل صواريخ مصنعة بالكامل في باكستان، الا ان الصحيفة اكدت ان اجهزة الاستخبارات الاميركية ضبطت في 23  ابريل تجربة اجرتها باكستان على اطلاق صاروخ يمكن ان يصيب هدفا بريا. بحسب فرانس برس.

اليابان وصفقة جديدة

بدورها اعلنت وزارة الدفاع اليابانية تلقيها عروضا رسمية لمواصفات واسعار طائرات عسكرية مقاتلة من الولايات المتحدة ودول اوروبية في جو تنافسي للفوز بصفقة بيع هذا النوع من الطائرات لليابان، وذكرت هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية ان ثلاث شركات متنافسة قامت اليوم بتقديم عطاءاتها لوزارة الدفاع التي تعتزم شراء من 40 الى 50 طائرة مقاتلة جديدة لاستبدال طائرات (اف-4) التي قامت بشرائها قبل 40 عاما لافتة الى انه من المقرر ان تقوم الوزارة بالاختيار في نهاية شهر نوفمبر المقبل، وتتناول العطاءات المقدمة شرح مواصفات الطائرات من حيث السرعة والاداء وقدرة معالجة البيانات الخاصة بها بالاضافة الى معلومات عن تجميعها في اليابان، ومن الانواع التي تم تقديمها وستقوم اليابان بالاختيار من بينها طائرة (بوينغ اف ايه 18 سوبر هورنيت) وطائرات (اف 35) من انتاج شركة (لوكهيد مارتن) وطائرة (البرق الثانية) التي صنعتها الولايات المتحدة وبريطانيا و(يوروفايتر) التي شاركت كل من بريطانيا والمانيا وايطاليا واسبانيا في تصنيعه، ولفتت وزارة الدفاع اليابانية الى انها تأمل من خلال هذه الخطوة تعزيز قدراتها الدفاعية مثلما قامت كل من الصين وروسيا بتعزيز قواتها الجوية من خلال تطوير الجيل المقبل من الطائرات. بحسب وكالة الانباء الكويتية.

القوات البحرية الصينية

على صعيد مختلف تلعب البحرية الصينية دورا مهما في تحول هذا البلد الى قوة عسكرية عالمية، وذلك بتجارب اجرتها مؤخرا على اول حاملة طائرات تابعة لها ما يبرز حجم التطلعات البحرية لبكين، وقد اصبحت الصين اكثر انطلاقا وتأكيدا لقدراتها في أعالى البحار، وأثارت اول رحلة لحاملة الطائرات مؤخراً مخاوف في الولايات المتحدة واليابان اللتين اشارتا الى ان هذا التحرك سيترك "تأثيرا كبيرا" على المنطقة، ويعد جيش التحرير الشعبي، وهو الاسم الرسمي للجيش الصيني، اكبر قوات مسلحة في العالم، غير انه بالاساس قوة برية، غير ان البحرية الصينية بدأت تلعب دورا متزايدا مع تأكيد الصين على احقيتها في مياه متنازع عليها في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، وفي زيارة نادرة على متن فرقاطة الصواريخ انكينغ بقاعدة الاسطول الشرقي في نينغبو جنوبي شنغهاي، اصطحبت مجموعة من الضباط الصحافيين بينما اطل الجنود بأنظار جامدة، ولم يدل الضباط بالكثير من المعلومات وبدا ان السفينة الحربية اشبه بمتحف، وقال الكابتن واي هوا رئيس اركان قاعدة شنغهاي البحرية للزائرين من الصحافيين "يتعين على الصين بصفتها عضو دائم في مجلس الامن الدولي الاضطلاع بمسؤولية اكبر في شؤون العالم"، ذوتابع "لدينا سواحل تمتد 18 الف كيلومتر فضلا عن نطاق بحري يربو على ثلاثة ملايين كيلومتر مربع، ومن ثم فمن الاهمية البالغة بناء بحرية قوية لحماية البلاد ومصالحها"، وتحظى تايوان التي تحكم نفسها بنفسها منذ نهايةالحرب الاهلية عام 1949 وتعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من اراضيها، بأهمية كبيرة في الاستراتيجية الدفاعية لبكين، غير انها ليست مصلحتها الوحيدة، فالصين تقول ان مساحات واسعة من بحر الصين الجنوبي تابعة لها وهو الامر الذي يرفضه جيرانها الاصغر، كما تعمد بكين لتأمين طرق إمداد وموارد جديدة للمواد الخام لتكون وقودا لاقتصادها المزدهر، ويقول احد خبراء الدفاع الدولي "تنوي بكين اخضاع بحر الصين (الجنوبي)، الذي تعتبره ساحتها الخلفية، بالكامل لنطاق نفوذها". بحسب فرانس برس.

ومنذ عام 2007 تشغل البحرية مقعدا دائما في اللجنة العسكرية المركزية، وهي السلطة العسكرية العليا النافذة بالصين وذلك بناء على طلب من الرئيس هو جينتاو، والان بدأت البحرية تطل بنظرها لابعد من ذلك، فهي تشارك بالفعل في مكافحة القراصنة الصوماليين في المحيط الهندي، ويقول واي "كما تتطور الصين كبلد تتطور كذلك بحريتها"، ويفرض الجيش الشعبي الذي يبلغ عدد قواته 2،3 مليون جندي سرية مطلقة على برامجه الدفاعية، والتي تستفيد بموازنة عسكرية متضخمة يعززها النمو الاقتصادي الكبير للبلاد، وقد حذر البنتاغون الاميركي الشهر الماضي في تقرير سنوي امام الكونغرس حول القدرات العسكرية الصينية من تركيز الصين بشكل متزايد على قواتها البحرية مشيرا الى ان بكين استثمرت في اسلحة عالية التقنية تزيد مداها في المحيط الهادي وما يتجاوزه، وبحسب تقرير البنتاغون فقد زادت الصين جهودها لانتاج الصواريخ المضادة للسفن التي بإمكانها ضرب حاملات طائرات وحسنت من قدرات الرصد الرادارية ووسعت اسطولها من الغواصات التي تدار بالطاقة النووية ومن السفن الحربية وخطت خطوات واسعة في مجال تقنية الاقمار الصناعية والحرب الالكترونية، ويقول آرثر دينغ الخبير في شؤون الجيش الشعبي الصيني ان حيازة حاملة طائرات مسألة اعتبارية هامة بالنسبة للصين، ويضيف "مع اتصاع مصالح الصين دوليا، ستحتاج البحرية الصينية لتوسيع مدى حركتها دون الارتباط بالسواحل الصينية، ومن ثم يلزم وجود حاملة طائرات"، وكانت التجارب البحرية الاولى لحاملة الطائرات السوفييتية السابقة، التي اشترتها الصين في التسعينات من اوكرانيا ثم اعادت ترميمها وتسليحها بالكامل في الصين، قد اعتبرت مؤشرا على تطلعات بكين، ولكن بالسؤال عن الحاملة، ابقى الجيش الصيني على السرية ازاء الدور المقصود من ورائه، فقد قال الكابتن واي ان الحاملة "يمكنها لعب دور في الكوارث في الصين او في البلدان المجاورة، مثلما فعلت الولايات المتحدة بعد الزلزال الذي ضرب اليابان" في اذار/مارس، وتابع قائلا "انه تحرك منطقي، فالعديد من البلدان لديها حاملات طائرات، كالهند، هذا البرنامج غير موجه ضد احد"، وقد قلل احد الخبراء من التهديد المحتمل، اذ قال ان حاملة الطائرات "ربما كانت منصة تدريب بسيطة، وسيستغرق الامر سنوات قبل ان يكون لدى الصينيين طاقم حاملة قتالية فاعل.

الارز مقابل الاسلحة

من جانبها افادت وثيقة دبلوماسية اميركية نشرها موقع ويكيليكس ان بورما صدرت الارز الى كوريا الشمالية مقابل الحصول على شحنات اسلحة، في اشارة جديدة الى وجود علاقات محتملة بين الدولتين العدوتين لواشنطن، وتؤكد وثيقة السفارة الاميركية في رانغون التي يعود تاريخها الى العام 2009، ان الفريق العسكري الحاكم صدر حوالى 20 الف طن من الارز الى كوريا الشمالية عبر شركة "ميانمار ايكونوميك هولدينغز ليمتد" التي يسيطر عليها العسكريون، وافاد رجل اعمال مقرب من الملف ان النظام البورمي "صدر الارز ومنتجات زراعية اخرى الى كوريا الشمالية خلال اكثر من خمس سنوات، مقابل (الحصول) على اسلحة" وخدمات، كما اوضحت المذكرة التي اشارت الى "اسلحة تقليدية"، ولم يتم ابلاغ الامم المتحدة بشأن هذه الشحنات للسلع الغذائية بحسب المصدر نفسه الذي اوضح ان الارز "كان من نوعية رديئة يكاد يكون غير صالح للاستهلاك"، واضافت الوثيقة نقلا عن المصدر نفسه "بالرغم من ان القوانين التجارية البورمية تفرض ان يحصل الباعة على رسالة اعتماد قبل التصدير، فان ايا من شحنات الارز المرسلة الى كوريا الشمالية لم تتبعها"، وكانت برقيات دبلوماسية اخرى نشرها موقع ويكيليكس في كانون الاول/ديسمبر الماضي كشفت ان الولايات المتحدة تشتبه منذ بداية الالفية الثانية باعداد الفريق العسكري الحاكم برنامجا نوويا وتخشى منذ تلك الفترة تطورا في علاقاته مع بيونغ يانغ، وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي اكد تقرير للامم المتحدة ان كوريا الشمالية تبيع اسلحة نووية وبالستية الى بورما وكذلك الى ايران وسوريا.لكن النظام البورمي نفى منذ ذلك الحين اي علاقات مع نظام كيم جونغ ايل مضيفا انه ليس في نيته قطعا الحصول على السلاح النووي، ويتولى الجيش الحكم في بورما منذ العام 1962، لكن الفريق الحاكم برئاسة الجنرال ثان شوي ترك المكان في الربيع لنظام "مدني"، منبثق عن انتخابات مثيرة للجدل جرت في تشرين الثاني/نوفبمر الماضي، لكنه لا يزال خاضعا لسيطرة العسكر. بحسب فرانس برس.

الهند اكبر مشتر للسلاح

من جانب اخر اقتنت الهند عام 2010 اسلحة بمبلغ 5.8 مليار دولار، واصبحت بذلك اكبر مشتر للسلاح بن البلدان النامية، كما جاء ذلك في تقرير الكونغرس الامريكي، الذي نقلت وسائل الاعلام الهندية مقتطفات منه يوم 30 سبتمبر/ايلول، وتحتل الموقع الثاني، حسب التقرير، تايوان بصرفها 2.7 مليار دولار، وتليها السعودية وباكستان، وقدر معدو التقرير قيمة اتفاقيات بيع السلاح عام 2010 في كافة انحاء العام بمبلغ 40.4 مليار دولار، وهذا ادنى مؤشر منذ عام 2003، وشكل مجمل انحسار مبيعات السلاح عالميا 38.1% مقارنة بعام 2009، وتبقى الولايات المتحدة وروسيا في غضون ذلك من اكبر بائعي السلاح، ويشير التقرير الى انه "رغم هيمنة روسيا على سوق السلاح الهندي، بدأت نيودلهي تنويع قاعدة استيراد السلاح، باقتنائها منظومات عالية التكنولوجيا من اسرائيل وفرنسا وكذلك الولايات المتحدة"، ويذكر التقرير ان عقد تزويد سلاح الجو الهندي بـ 29 مقاتلة من طراز "ميغ ـ 29 ك" بمبلغ 1.5 مليار دولار، كان احد اكبر الصفقات الروسية الهندية الهامة في مجال التعاون العسكري التقني في عام 2010، واعلنت بريطانيا في نهاية عام 2010 عن بيع 57 مقاتلة تدريب "Hawk" بمبلغ 1.1 مليار دولار، ووافقت الولايات المتحدة في عام 2010 على تزويد الهند بـ 10 طائرات نقل طراز "س ـ 17"  بمبلغ 4.1 مليار دولار، ويؤكد معدو التقرير ان "خارطة مشتريات السلاح الهندية هذه تظهر انه من المحتمل تماما ان تنتظر روسيا انطلاقة تنافس قوية جديدة من جانب  موردي السلاح الكبار الآخرين الى السوق الهندية". بحسب وكالة الانباء الالمانية.

اسرائيل وحرب الفوكلاند

في سياق ذي صلة كشف كتاب جديد أن "إسرائيل" زودت سراً الأرجنتين بأسلحة خلال حرب الفوكلاند عام 1982 بسبب الكراهية الشخصية لرئيس وزرائها وقتها مناحيم بيغن للبريطانيين، وقالت صحيفة "ديلي تلغراف" نقلا عن كتاب "عملية إسرائيل، إعادة تسليح الأرجنتين خلال فترة الديكتاتورية 1976/1983" إن إسرائيل "شحنت صواريخ "أرض-جو" وأنظمة رادار للإنذار المبكر من الهجمات الصاروخية وخزانات وقود للقاذفات المقاتلة وأقنعة واقية من الغازات إلى البيرو، وجرى نقلها من هناك إلى الأرجنتين"، وذكر الكتاب أن بيغن "رأى في شحنات الأسلحة شكلاً من أشكال الانتقام لشنق صديقه الشخصي دوف غرونر من قبل سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين عام 1947، وقام سلاح الجو الأرجنتيني بالاتصال بشركة الأسلحة الإسرائيلية "إسريكس" تم على أثره ترتيب اجتماع بين ممثلي الشركة ورئيس الوزراء بيغن وقتها"، وحُكم على غرونر بالإعدام لدوره في الهجوم على مركز للشرطة شنته الحركة الصهيونية شبه العسكرية "أرغون"، التي قادها بيغن قبل قيام دولة إسرائيل، وقال الكتاب إن بيغن "قاطع ممثلي شركة إسريكس بينما كانوا يحاولون شرح الوضع وابلغهم بأنهم جاؤوا للحديث بصورة سيئة عن البريطانيين، وسألهم ما إذا كانت الأسلحة ستُستخدم لقتل الانكليز"، وأضاف أن إسرائيل احتاجت إلى طرف ثالث للمساعدة في نقل الأسلحة كي لا يعرف البريطانيون أنها كانت تساعد الأرجنتين، وأذن رئيس البيرو وقتها فرناندو بلوندي ثيري لإسرائيل بنقل الأسلحة إلى العاصمة ليما وإلى كالاو الميناء الرئيس في البيرو، قبل نقلها جواً إلى بيونس آيرس على متن طائرات أرجنتينية، وقالت الصحيفة نقلاً عن الكتاب إن الحاجة لاستخدام طائرات أكبر من طائرات الشحن المتوفرة لدى سلاح الجو في البيرو لنقل بعض المعدات العسكرية الإسرائيلية الثقيلة إلى الأرجنتين قاد إلى إشراك شركة بلجيكية في عمليات النقل باستخدام علامة لوكسمبورغ وبموافقة جهاز الموساد الإسرائيلي، وأضافت "كانت هناك خمس رحلات في المجموع العام من تل أبيب إلى بيونس آيرس عبر ليما، تم تحميلها بمعدات مثل الأقنعة الواقية من الغاز، وصواريخ "أرض-جو"، وأنظمة رادار للإنذار المبكر من الهجمات الصاروخية وقطع الغيار، وأشارت الصحيفة نقلاً عن الكتاب أن أجهزة المخابرات البريطانية راقبت مسار هبوط الطائرات في البيرو وقامت بتصوير وصول بعضها. بحسب يونايتد برس.

توسع الجيش الإيراني

من ناحيتها تسلمت القوة الجوية بالحرس الثوري الإيراني، دفعة من صواريخ «قيام 1» من المؤسسة الجوفضائية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، ووفقا للتقارير فإن هذا الصاروخ طورته إيران بحيث يصعب على المنظومات المضادة للصواريخ رصده، وخلال مراسم التسليم أوضح وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي أن الصاروخ «قيام 1» هو أول صاروخ من دون أجنحة تنتجه إيران، وهو ما يزيد من سرعته ويقلل من فترة إعداده للإطلاق ويتيح إمكانية إطلاقه في أماكن مختلفة، وأوضح وزير الدفاع أن هذا الصاروخ قادر على إصابة الأهداف المطلوبة بدقة عالية جداً، دون أن يكشف عن مداه، ونقلت قناة «العالم» التي تبث بالعربية عن الوزير القول إن تسلم هذه الصواريخ «يؤشر للاكتفاء الذاتي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في إنتاج مختلف أنواع الصواريخ، ويفضح أدعياء كاذبين زعموا أخيرا وجود تعاون في هذا المجال بين إيران وبعض الدول». بحسب وكالة الانباء الالمانية.

فيما أعلنت ايران ايضاً، أنها أطلقت خط إنتاج لزورقين سريعين يمكن تجهيزهما بقاذفات صواريخ واستخدامها في دوريات أو عمليات هجومية، كما ذكرت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية، ويأتي الاعلان عن تدشين خطي انتاج هذين النوعين الجديدين من الزوارق السريعة وهما «سراج» و«ذو الفقار»، غداة كشف الرئيس محمود احمدي نجاد عن اول طائرة «قاذفة» من دون طيار اطلق عليها اسم «كرار»، ويصل مداها الى 1000 كلم، في الأثناء ذاتها قالت مصادر صحافية إن تركيا رفعت الجمهورية الإسلامية من قائمة الدول التي تشكل تهديداً لأمنها القومي، وسيتم انتاج زورقي «سراج» و«ذو الفقار» في المجمع الصناعي البحري في وزارة الدفاع، بحسب الوكالة، ودشن وزير الدفاع احمد وحيدي خط تجميع الزورقين السريعين، مشيراً الى انهما سيعززان قوات الدفاع الإيرانية، وقال «اليوم تعتمد الجمهورية الاسلامية على صناعة دفاعية مهمة وقوات (الحرس الثوري) والجيش التي يمكنها ان تضمن الامن في الخليج (العربي) وبحر عمان ومضيق هرمز»، و«ذو الفقار» جيل جديد من الزوارق السريعة القاذفة للصواريخ التي يمكن استخدامها للقيام بدوريات او عمليات هجومية، بحسب وكالة الانباء الإيرانية، وأضافت الوكالة انه «زورق مصمم للهجمات السريعة على سفن وهو مجهز بقاذفتي صواريخ ورشاشين ونظام معلوماتي للتحكم بالصواريخ»، وصمم «سراج» للمناخات الاستوائية وهو أيضاً زورق سريع هجومي يستخدم في بحر قزوين والخليج وبحر عمان، كما قالت الوكالة الايرانية، مؤكدة انه قادر على اطلاق الصواريخ وتنفيذ عمليات في بحر هائج.

ونقلت الوكالة عن وحيدي قوله ان «سراج زورق سريع قاذف للصواريخ يعتمد على تكنولوجيا متطورة وحديثة»، ويأتي هذا الاعلان غداة كشف احمدي نجاد عن طائرة قاذفة يصل مداها الى 1000 كلم، وبحسب الصحف الرسمية فإنه يمكن لطائرة «كرار» ان تحمل وتطلق اربعة صواريخ مجنحة، وأن تنقل بحسب المهمات قنبلتين زنة كل واحدة 115 كلغ او صاروخا عالي الدقة زنته 230 كلغ، كما قدمت ايران صاروخ ارض-ارض محلي الصنع من طراز «قيام» يصل مداه الى 1500 كلم، بحسب وسائل الإعلام، ويتوقع ان تكشف ايران في الأيام المقبلة عن اسلحة اخرى بمناسبة الاحتفال بـ«اسبوع الحكومة» الذي تكشف خلاله طهران عن آخر انجازاتها التكنولوجية، وذكرت صحيفة «ميلييت» التركية ان انقرة قررت سحب ايران من الدول التي تطرح تهديداً على تركيا في وثيقتها السياسية الجديدة المتعلقة بالأمن القومي، وقالت الصحيفة إن مجلس الأمن القومي سيتبنى وثيقة بهذا المعنى خلال اجتماعه في اكتوبر المقبل لم يذكر فيها ان ايران «تطرح تهديدا»، وايران الدولة المجاورة لتركيا تشتبه الدول الغربية في انها تسعى الى امتلاك سلاح ذري تحت ستار برنامج نووي مدني وهو ما تنفيه الاخيرة، ولم يتسن الاتصال بمجلس الأمن القومي، الهيئة الاستشارية التي تضم مسؤولين من الحكومة والجيش وتضع الخطوط العريضة للسياسة الخارجية التركية، للتعليق على الموضوع. بحسب فرانس برس.

والوثيقة الجديدة التي تحل مكان اخرى صيغت في ،2005 تشير الى برنامج ايران النووي المثير للجدل وتذكر بمبدأ الدبلوماسية التركية التي تدعو الى شرق اوسط خال من الاسلحة النووية، في اشارة الى اسرائيل، وأضافت الوثيقة انه حتى إن لم تكن ايران ديمقراطية، فهي لا تسعى الى «تصدير نظامها» الاسلامي الى تركيا المسلمة لكن ذات النظام العلماني، وأثارت تركيا العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، تساؤلات من قبل حلفائها حيال تعديل مواقفها، لاسيما من جانب الولايات المتحدة، عندما صوتت ضد فرض عقوبات جديدة على طهران تبناها مجلس الأمن الدولي في يونيو الماضي، وتؤكد الحكومة الاسلامية المحافظة التي يتزعمها رجب طيب اردوغان، انها مازالت متمسكة بالعلاقات مع الغرب، وتطرح نفسها على انها قوة اقليمية تبحث عن اسواق جديدة في آسيا والشرق الأوسط، وتخفض الوثيقة ايضاً مستوى التهديد الذي تطرحه اليونان على تركيا بحسب الصحيفة، وهناك خلافات جدية بين البلدين

في بحر ايجه الذي يفصلهما، لكن العلاقات بينهما تحسنت بفضل اتفاقات تعاون تجاري واقتصادي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/تشرين الأول/2011 - 20/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م