ما زال الغموض يكتنف مسألة عناد واصرار وزارة التربية بعدم وضع حل
مناسب لطلبة السادس الاعدادي رغم المناشدادت من قبل الطلبة واولياء
امورهم ورغم انتحار البعض وموت طالبة وحوادث اخرى وصولا الى مناشدات
اكثر من مئتي نائب في البرلمان بإعطاء دور ثالث لإفساح المجال امام
الطلبة او اعطاء مرحلة العبور او اعطاء درجة قرار (20) او (25) نظرا
لنسبة الرسوب العالية ودرجاتهم المتدنية.. الا ان هذه المناشدات
والحلول لم تقنع وزارة التربية ولم تعدلها عن عنادها واصرارها غير
المبرر..
فتناقض تصريحات مسؤولي وزارة التربية بدأ من وزيرها مرورا بناطقها
الاعلامي ووكلاء الوزير تدل على ان في الامر شيئا مريبا.. وان نسبة
الرسوب هو (امر دبر بليل)... فسيادة وزير التربية صرح ان لا دور ثالث
ثم صرح ان الامر مناط بمجلس الوزراء وان الدور الثالث يعتبر خرقا
للدستور والقانون (والحمد لله لم يقل خرقا لقرارات مجلس الامن لفرض
عقوبات على العراق) وبعده بيوم واحد اعلن وزير التعليم العالي عن دور
ثالث للجامعات والمعاهد!!! ولا ندري هل الدستور والقانون رحمن رحيم
للتعليم العالي وشديد العقاب للتربية..!!!؟.
الناطق الاعلامي لوزارة التربية اعلن يوم 11/ 10 (وكما هو منشور في
جريدة الصباح) عن نفي وزارة التربية باحتساب العام الدراسي سنة عدم
رسوب.. ليأتي الناطق بنفسه في يوم 12/10 (وبنفس الجريدة ) ليصرح عن
احتساب العام الدراسي بسنة عدم رسوب (سبحان مغير الاحوال) فهل يعقل ان
يكون قرار مهم ومصيري يتخذ ويتغير في يوم وليلة..!!؟
السيد وكيل الوزير عدنان ابراهيم وعبر لقاء تلفزيوني في قناة (المسار
الفضائية) يصرح بعدم كفاءة بعض التدريسيين والبعض لا يبال بإيصال
المعلومة للطالب.. وان هناك دورات ستقام للكادر التدريسي بسبب تغيير
المناهج وكل هذا يحمل الطالب مسؤولية الرسوب..
وغيرها من التصريحات كما قال احدهم عبر قناة الفرات (وهو يضحك
مستهزئا) ان نسبة الرسوب في مادة الانكليزي (سيئت الصيت) قليلة جدا
وواقع الحال يعكس غير ذلك (فمعظم الراسبين هم من مادة الانكليزي).. هذه
التصريحات والتناقضات هي التي شلت افكارنا وجعلتنا نفكر ان هناك اجندات
خارجية هي التي تعمل وتمارس الضغط على وزارة التربية من اجل تحطيم
نفسية الطالب العراقي... والا بماذا يفسر هذا العناد المجحف بعدم اعطاء
فرصة الدور الثالث لمرحلتي المتوسطة والاعدادية كنظرائهم في الجامعات
والمعاهد..!!!؟
واذا كان في امر الدور الثالث صعوبة بالغة (خوفا من انحراف الكرة
الارضية لان طلبة الاعدادي هم مركز الارض ومحورها) فهناك مسألة العبور
او اعطاء درجة قرار (20) او (25) وحتما ستنتهي الازمة فلماذا لا يلجؤون
الى مثل هكذا قرارات..!!؟
اللاءات الثلاثة لوزارة التربية (لا دور ثالث ولا عبور ولا اعطاء
درجة قرار مناسبة) واصرارها بعدم حلحلة ازمة الطلبة والتي جراؤها حطمت
نفسية الشاب العراقي الذي بات اكثرهم يفكرون بعدم جدوى الدراسة ناهيك
عن عدم قدرة الكوادر التدريسية باستيعاب الكم الهائل لطلبة السادس
الاعدادي(الراسبين في السادس والناجحين من الخامس) مما يؤثر سلبا على
انسيابية الدراسة برأيي الشخصي ولد ارتياح عام وفرحة كبرى لدى القيادات
الاسرائيلية لنسبة الرسوب بين طلبة العراق وهذا بنظر اسرائيل سوف يؤخر
عجلة تقدم العراق والذي يحقق لهم الامن والامان لكيانهم وتحقيق حلمهم
(من النيل الى الفرات) فوافقوا على اطلاق الف سجين فلسطيني مقابل
شاليط.!!!!
* شاعر وصحفي
S_derbash@yahoo.com |