
شبكة النبأ: بدت اثار "يوم غضب" عالمي
ضد المصرفيين والساسة بسيطة في أماكن عدة يوم الاحد بعد احتجاجات اتسمت
بالسلمية في كل الدول عدا ايطاليا.
فقد انتشرت دعوات في المواقع الإجتماعية لتنظيم احتجاجات دولية في
15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في أكثر من 25 دولة حول العالم. كما
انتشرت دعوات على "فيسبوك" لاحتلال "بورصة لندن" أكبر بورصات أوروبا
والرابعة عالمياً، وتجاوز عدد أتباع الدعوة أكثر من 6 آلاف مشترك
بالموقع الإجتماعي.
واستوحت حركة "احتلوا وول ستريت" احتجاجاتها من مد "الربيع العربي"،
الذي اجتاح منطقة الشرق الأوسط، وأطاح، حتى اللحظة، برؤساء تونس زين
العابدين بن علي، ومصر حسني مبارك، وليبيا معمر القذافي، فيما لا تزال
رياح التغيير تهب في مناطق أخرى.
وتقول الحركة المنظمة لـ"احتلوا وول ستريت" في موقعها الإلكتروني: "العامل
المشترك الذي يجمع بيننا، هو أننا نمثل 99 في المائة، ولن نتسامح مع
جشع وفساد الـ1 في المائة."
وتنتشر حملات احتجاجية أخرى مشابهة، في مواقع التواصل الاجتماعي،
ففي استراليا ظهرت دعوات لتنظيم احتجاجات باحتلال عدد من المدن بالبلاد.
وقال ألكيس غيراد: "من العظيم أن ينتفض الناس، أخيراً، ضد القلة
المحظوظة.. نريد أن نقف جميعاً ونقول: كفى."
وأوضح غيراد، وهو أحد منظمي حملة "احتلوا ملبورن": "نستلهم مما يحدث
في وول ستريت وننسق مع بعضنا البعض لكنها ليست منظمة مركزية الشكل."
وتوسعت الحركة، التي بدأت في 17 سبتمبر/أيلول الفائت، لتمتد، السبت،
إلى مدن أمريكية أخرى منها لاس فيغاس، وأريزونا وواشنطن ومن ثم الى
مختلف دول العالم.
وشهدت مدن من شرق اسيا الى اوروبا وامريكا الشمالية احتجاجات يوم
السبت نددت بالرأسمالية وعدم المساواة والازمة الاقتصادية لكن لم تكن
هناك حاجة للاستعانة بشرطة مكافحة الشغب سوى في روما.
وعادت الاوضاع لطبيعتها يوم الاحد بعد يوم من اشعال محتجين ملثمين
ومسلحين النار في سيارات ومهاجمتهم بنوكا وقيامهم بقذف الحجارة.
وقالت صحيفة لا ستامبا "مرة أخرى أظهرنا للعالم امس شذوذ ايطاليا
واليوم مرة أخرى يجب أن نشعر بالخزي." وقال رئيس البلدية جياني اليمانو
ان العاصمة ستعاني لفترة طويلة من "الاثر المعنوي" للخراب.
وخرج عشرات الالاف الاخرين من "الساخطين" في مسيرة سلمية ضد حكومة
ايطاليا الغارقة في الديون.
وخرجت في لشبونة ومدريد مسيرات شارك فيها عشرات الالاف لكن درجة
الاقبال كانت أقل في معظم الدول. وقال تروي سيمونز (47 عاما) خلال
احتجاج في نيويورك حيث بدأت حركة (احتلوا وول ستريت) التي كانت مصدر
الالهام لهذا اليوم العالمي من الاحتجاجات "الناس لا يريدون المشاركة.
يفضلون مشاهدة التلفزيون."بحسب رويترز.
وفي نيويورك ألقي القبض على بضع عشرات لارتكابهم مخالفات بسيطة.
وشهدت مدن أخرى في الولايات المتحدة وكندا مظاهرات سلمية ومتواضعة
الحجم.
وقال ناثانيال براون وهو طالب في واشنطن "سأبدأ حياتي كراشد وانا
مديون وهذا ليس عدلا."
وأضاف "ملايين المراهقين في انحاء البلاد سيبدأون مستقبلهم بالديون
فلماذا تجري تغذية كل هذه الشركات بالمال طوال الوقت بينما لا يستطيع
اي منا الحصول عليه."
ولم تنته موجة الاحتجاجات تماما يوم الاحد. اعتصم نحو 250 محتجا
أمام كاتدرائية سان بول في وسط لندن اليوم الاحد وتوعدوا بالبقاء في
هذا الموقع لاجل غير مسمى تعبيرا عن الغضب من رجال البنوك والسياسيين
فيما يتعلق بالازمة الاقتصادية العالمية.
وحاولت المجموعة السيطرة على المنطقة الواقعة امام بورصة لندن.
وبعد احباط صفوف من الشرطة لهذه المحاولة انتقلت المجموعة الى
الكاتدرائية الواقعة بجوار الساحة التي تضم بورصة لندن حيث نصبوا نحو
70 خيمة واعتصموا هناك الليلة الماضية.
وقال البعض انهم سيبقون هناك لاطول فترة ممكنة.
وقالت واحدة من المحتجين تدعى جين مكينتاير "الناس يقولون ان صبرهم
نفد.. نريد ديمقراطية حقيقية وليست ديمقراطية قائمة على مصالح الشركات
الكبرى والنظام المصرفي."
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان لديه قدرا من التعاطف مع
الناس الذين يشعرون باستياء من المشكلات الاقتصادية العالمية.
وصرح لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "لكن الاحتجاج لن
يكون الحل. الحل هو سيطرة الحكومات على ديونها وعجزها. يؤسفني القول أن
الاحتجاج في الشوارع لن يحل المشكلة."
وأضاف هيج "نؤيد الحق في الاحتجاج السلمي من المهم جدا أن تظل هذه
الاحتجاجات سلمية."
ورغم ان احتجاج "احتلوا لندن" نال اهتماما اعلاميا فانه أصغر بكثير
من مظاهرات أخرى جرت في لندن في الاونة الاخيرة والتي خرجت اعتراضا على
خفض الوظائف ومصروفات الجامعات.
ونصبت نحو 12 خيمة بها نحو 40 محتجا امام مقر البنك المركزي
الاوروبي في فرانكفورت.
وشارك محتجون في اليابان وفي أنحاء جنوب شرق اسيا في الاحتجاجات لكن
بأعداد لم تتجاوز المئات على الاكثر. ولم تشهد سنغافورة مثل هذه
الاحتجاجات.
وبدا ان صحيفة صنداي تايمز الموالية للحكومة تفخر بعدم الاقبال على
التظاهر في سنغافورة بعد فشل دعوة للتجمهر في منطقة رافلز بليس بحي
المال.
وتساءلت الصحيفة على صفحتها الاولى فوق صورة لثلاثة من أفراد الشرطة
في دورية برافلز بليس الخاوي تقريبا "ما الذي ينقص هذه الصورة."
وفي منطقة لاتزال دول كثير منها في طور الازدهار فان شكاوى المحتجين
أقل ارتباطا بالاقتصاد عنها في اوروبا وامريكا الشمالية.
وقال وونج تشين هوات (38 عاما) وهو محاضر خلال احتجاج صغير في
كوالالمبور "مناهضة الرأسمالية ليست قضيتي ولكن مناهضة الاستبداد
بالطبع قضيتي ونحن كمواطنين جئنا هنا للدفاع عن حقوقنا."
وفي طوكيو تجمع كثيرون للشكوى من التسرب الاشعاعي من محطة فوكوشيما
النووية بعد سبعة اشهر من زلزال عنيف أعقبته أمواج مد عاتية.
ولا تعاني معظم دول اسيا من أعباء الديون التي تتأثر بها الولايات
المتحدة ودول اوروبا.
وقال رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه ان معاهدة
الاتحاد الاوروبي يجب ان تتغير حتى لا تزعزع احدى الدول الاعضاء
استقرار الاتحاد وحثت على حكم أقوى لمنطقة اليورو.
وأضاف "من وجهة نظري من الضروري تغيير المعاهدة حتى لا تشرد احدى
الدول الاعضاء وتسبب مشاكل للباقين جميعا."
وبعد اسابيع من التغطية الاعلامية المكثفة لا تزال الاحتجاجات في
الولايات المتحدة اصغر من المظاهرات التي واكبت اجتماعات مجموعة
العشرين وغيرها من المؤتمرات السياسية خلال الاعوام الاخيرة الماضية.
وتجذب مثل هذه الاحداث عشرات الالاف من المتظاهرين.
وتتزامن المظاهرات مع اجتماع لاعضاء مجموعة العشرين في باريس حيث
يعقد وزراء خارجية ومحافظو البنوك المركزية لاكبر اقتصادات العالم
محادثات بشأن الديون وازمات العجز التي تؤثر على العديد من الدول
الغربية.
وحشدت حركة احتلوا وول ستريت طاقاتها منذ نحو الشهر ووصلت لذروتها
بيوم التحرك العالمي. ولم تتضح بعد ما ستفعله الحركة المدفوعة بالاعلام
الاجتماعي بعد احتجاجات السبت.
ويشعر المحتجون الامريكيون بالغضب لان البنوك الامريكية تتمتع
بارباح كبيرة بعد حصولها على حزم انقاذ ضخمة في 2008 بينما يكافح الناس
العاديون في ظل اقتصاد صعب يشهد وصول نسبة البطالة الى تسعة في المئة
وضالة المساعدة من واشنطن.
وفي نيويورك حيث بدأت الحركة عندما نصب محتجون مخيما مؤقتا في حديقة
مانهاتن في 17 سبتمبر ايلول قال المنظمون ان الاحتجاج نما ليشهد خمسة
الاف شخص على الاقل وانهم ساروا الى ميدان تايمز سكوير في وسط مانهاتن.
واعرب البعض عن الاحباط لصغر حجم الحشد.
وقال تروي سيمونز البالغ من العمر 47 عاما الذي انضم للمتظاهرين بعد
مغادرته لعمله "ان الناس لا يرغبون في المشاركة. انهم يفضلون مشاهدة
التلفزيون. كان بمقدور المحتجون ان (يحتشدوا) بشكل اكبر اليوم...كان
ينبغي على الناس من كل المنطقة ان يكونوا هنا لكن ذلك لم يحدث."
وتشبه الاجواء في ميدان تايمز سكوير احتفالات العام الجديد التي
تشهد انزال كرة الزمن الشهيرة وسط الميدان ايذانا ببدء العام الميلادي
الجديد. وفي جو احتفالي انضم للمحتجين حشود من السائحين الذي كانوا
يلتقون الصور الفوتوغرافية حيث شرعوا معا في العد تنازليا من عشرة
وصاحوا قائلين "عام سعيد."
وقالت الشرطة ان ثلاثة اشخاص اعتقلوا في تايمز سكوير لاسقاطهم حواجز
نصبتها الشرطة وان خمسة اخرين اعتقلوا في وقت سابق لارتدائهم اقنعة.
واعتقلت الشرطة ايضا 24 شخصا في فرع لمصرف سيتي بنك في مانهاتن اغلبهم
بتهمة التعدي على ممتلكات الغير.
ودفعت احتجاجات اخرى صغيرة وسلمية كرة الثلج لتتضخم عبر منطقة اسيا
والمحيط الهادي امس السبت. وفي اوكلاند كبرى مدن نيوزيلندا شارك نحو
ثلاثة الاف شخص في احتجاج حيث رددوا هتافات وقرعوا الطبول.
وفي سيدني نظم نحو الفي شخص بينهم ممثلون عن السكان الاصليين
واشتراكيون وممثلون عن النقابات العمالية احتجاجا خارج البنك المركزي
الاسترالي.
وشارك المئات في مسيرة في طوكيو واحتشد اكثر من 100 شخص في بورصة
تايبه ورددوا قائلين"نحن 99 في المئة من تايوان" وقالوا ان النمو
الاقتصادي عاد بالنفع فقط على الشركات بينما تغطي مرتبات المنتمين
للطبقة الوسطى التكاليف الاساسية بالكاد.
وفي هونج كونج التي تقع بها مقار بنوك اسيا الاستثمارية ومنها
جولدمان ساكس احتشد اكثر من مئة شخص في ميدان البورصة بالحي المركزي.
وانضم طلاب جامعيون لاخرين من ارباب المعاشات ورفعوا لافتات تصف البنوك
بالسرطان.
وكانت البرتغال مسرحا لاكبر احتجاجات حيث شارك اكثر من عشرين الف
شخص في مسيرة بالعاصمة لشبونة وعدد اخر مماثل في اوبورتو ثاني كبرى
المدن بالبلاد بعد يومين من اعلان الحكومة عن حزمة جديدة من الاجراءات
التقشفية.
واخترق المئات سياجا فرضته الشرطة حول البرلمان في لشبونة واحتلوا
درجه الرخامي.
وردد المتظاهرون "هذه الديون ليست ديوننا." وطالبوا بخروج صندوق
النقد الدولي من البلاد. ورفع المتظاهرون لافتات تقول "لسنا سلعة في
ايدي المصرفيين" واخرى تقول "لا مزيد من قروض الانقاذ للبنوك."
واشترك نحو اربعة الاف يوناني يرفعون لافتات عليها شعارات مثل "اليونان
ليست للبيع" في مظاهرة مناهضة لاجراءات التقشف بميدان سينتاجما في
العاصمة اثينا مسرح الاشتباكات العنيفة بين الشرطة والشبان في يونيو
حزيران.
واعرب العديد منهم عن غضبهم ازاء الاجراءات التقشفية التي فرضتها
الحكومة لتقليل الدين الناجم عن الانفاق والفساد وكيف قوضت هذه
الاجراءات حياة اليونانيين العاديين.
وفي باريس احتشد نحو الف محتج امام مبنى المجلس البلدي للمدينة
بالتزامن مع اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين بعد تجمعهم من ضاحية
بيليفل التي يقطنها ابناء الطبقة العاملة.
وقال اوليفير ميليرون وهو طبيب كان يتقدم مجموعة من العازفين "هذه
على الارجح بداية حركة قوية."
وكان بين المحتجين الذي نظموا احتجاجات روما والذين اطلقوا على
انفسهم لقب "الساخطون" عاطلون عن العمل وطلاب وارباب معاشات.
وقالت دانيلا كوكونيا وهي مدرسة تبلغ من العمر 43 عاما "انا هنا
لاظهر دعمي لاولئك الذين لا يملكون مالا يكفيهم حتي يتقاضوا راتب الشهر
التالي بينما يواصل البنك المركزي الاوروبي امداد البنوك وقتل العمال
والاسر."
وقالت اخرى وتدعى نيكلا كريبا "لا يمكننا ان نتحمل بعد ذلك الدين
العام الذي لم نتسبب فيه ولكنه مسؤولية حكومات تسرق ومصارف فاسدة
ومضاربين لا يهتمون بنا."
ومضت تقول "لقد تسببوا في هذه الازمة العالمية ولا يزالون يتربحون
منها . ينبغي عليهم ان يدفعوا ثمن ذلك."
وفي تقليد لاحتلال حديقة زوكوتي قرب وول ستريت في مانهاتن يعسكر
المحتجون في شارع مقر بنك ايطاليا المركزي منذ بضعة ايام.
وفي احتجاج صغير في دبلن بايرلندا قال جوردون لوكاس وهو مهندس
برمجيات لا يعمل "لم يعد لدينا اي ديمقراطية اقتصادية بعد اليوم...لا
اشعر ان هناك من يمثلني."
وفي مدريد نظم نحو الفي شخص مسيرة الى ميدان بويرتا ديل سول رفعوا
خلالها لافتات تقول "ضعوا المصرفيين على مقاعد البدلاء" واخرى تقول "كفى
مسكنات--القتل الرحيم للبنوك."
وقالت فابيا البالغة من العمر 44 عاما وهي موظفة بشركة اتصالات رفضت
الكشف عن اسمها بالكامل "ليس من العدل ان يأخذوا منزلك اذا لم تتمكن من
دفع قيمة الرهن العقاري مع انه يتم تقديم المليارات للبنوك لدواع غير
واضحة."
وفي لندن تجمع نحو الفي شخص خارج كاتدرائية سان بول قرب حي المال
للمشاركة في مظاهرة تحت اسم "احتلوا بورصة لندن."
وقال جو داوسون الذي فقد وظيفته في مصرف باركليز انه اصطحب طفليه
البالغين من العمر 8 وعشرة اعوام للمشاركة في الاحتجاج ليريهما ان
للناس صوت.
وقال داوسون "لن اكون سلبيا بعد اليوم ولا ارغب ان يكونا كذلك. انه
مستقبلهما ايضا. اعمل في اربع جهات بدوام جزئي واجمع ما استطيع قدر
الامكان."
وأبلغ جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس الحشد "أمل ان يسفر هذا الاحتجاج
عن عملية مشابهة لتلك التي رأيناها في نيويورك والقاهرة وتونس."
وقالت نيكلا كريبا (49 عاما) التي كانت ترتدي قميصا مكتوبا عليه "كفى"
لدى وصولها للمشاركة في مظاهرة روما "على المستوى العالمي لا يمكن أن
نظل نتحمل عبء دين عام لم نتسبب فيه بل تسببت فيه حكومات السرقة وبنوك
فاسدة ومضاربون لا يعبأون بنا. "لقد تسببوا في هذه الازمة العالمية
ومازالوا يتربحون من ورائها .. ينبغي أن يدفعوا ثمنها."
وقال نيك كارسون المتحدث باسم حملة "احتلوا ملبورن.أورج" بينما كان
نحو ألف شخص يحتشدون في المدينة الاسترالية "أعتقد أن الناس تريد
ديمقراطية حقيقية. "لا يريدون نفوذا للشركات على ساستهم. يريدون أن
يخضع ساستهم للمساءلة."
وفي العاصمة واشنطن تجمع ما بين 2-3 آلاف في مركز للتسوق عشية تدشين
نصب لناشط الحقوق المدنية الحاصل على جائزة نوبل للسلام مارتن لوثر كنغ
الذي اغتيل عام 1968.
وقال ولده مارتن لوثر كينغ الثالث في كلمة ألقاها في الحشد لقد
أنقذنا قطاع صناعة السيارات، وأنقذنا وول ستريت، والآن آن الأوان
لإنقاذ الأمريكيين العاملين . وأضاف قائلا أعتقد أنه لو كان والدي حيا
لكان بيننا الآن .
ويقول منظمو الاحتجاجات العالمية على جشع الشركات وسياسات التقشف
الحكومية على موقعهم الالكتروني ان هدفهم هو اطلاق التغيير العالمي
الذي نريده.
واعلن المنظمون: بصوت موحد سنعلن السياسيين، والنخب المالية التي
يعملون لخدمتها، ان الامر بيدنا نحن الشعوب لنقرر مستقبلنا .
وقال دانيال شريبر، وهو محرر يقيم في برلين: انتظر هذ الاحتجاج منذ
فترة طويلة منذ 2008. كنت اتعجب دائما لماذا لم يغضب الناس ولماذا لم
يحدث اي شيء وفي النهاية وبعد ثلاث سنوات يحدث ذلك .
وقال سبايرو، احد المشرفين على صفحة على موقع فيسبوك في لندن وصل
عدد اعضائها الى نحو 12 الفا خلال اسابيع قليلة: ينضم الينا يوميا اناس
من كل مناحي الحياة .
ولخص سبايرو، الذي يعمل في وظيفة يتقاضى منها راتبا جيدا ولا يرغب
في الكشف عن اسمه بالكامل، الهدف الرئيسي للاحتجاجات العالمية بأنه
النظام المالي .
ونقلت عنه رويترز اعرابه عن غضبه من حزم انقاذ البنوك التي اعتمدت
على اموال دافعي الضرائب منذ 2008 وعلى المكافآت الضخمة التي لا تزال
تقدم لبعض العاملين بنفس البنوك بينما تفسد البطالة حياة العديد من
الشباب البريطاني. وقال سبايرو: الناس من كل انحاء العالم. نقول كفى
يعنى كفى .
وقالت جماعة الديمقراطية الحقيقية داعية الناس للانضمام للاحتجاج:
ما يحدث في اليونان الان هو الكابوس الذي ينتظر دول اخرى في المستقبل.
التضامن هو سلاح الشعب .
وقال الموقع الالكتروني متحدون من اجل التغيير العالمي على صفحته:
حان الوقت امامنا لكي نتحد وحان الوقت لكي ينصتوا. شعوب العالم انهضوا.
لسنا متاعا في ايدي الساسة والمصرفيين الذين لا يمثلوننا. سنتظاهر
سلميا ونتحدث وننتظم حتى يتحقق ذلك .
وفي لشبونة نظم حوالي 40 ألف شخص مسيرة في البرتغال في اطار يوم
عالمي للاحتجاج على النخبة المالية واحترق المئات سياجا تفرضه الشرطة
حول البرلمان في لشبونة واحتلوا درجه الرخامي. وكانت المظاهرة واحدة من
اكبر المظاهرات التي خرجت في أنحاء شتى في العالم وجاءت بعد أن أعلنت
حكومة يمين الوسط يوم الخميس حزمة جديدة من اجراءات التقشف.
وشارك أكثر من 20 ألفا في مسيرة في لشبونة من ميدان مارك دي بومبال
ليحاصروا قصر ساو بينتو حيث يوجد مقر الجمعية الوطنية (البرلمان).
وردد المتظاهرون "هذه الديون ليست ديوننا." وطالبوا بخروج صندوق
النقد الدولي من البلاد.
ورفعت لافتات تندد بالبنوك وسياساتها. واقتحمت مجموعة من الشبان
البرلمان وهم يهتفون "الغزو.. الغزو" وسيطرت شرطة مكافحة الشغب على
الوضع دون حدوث عنف يتجاوز الدفع والتدافع. وتظاهر حوالي 20 ألفا اخرون
في أوبورتو ثاني كبرى مدن البرتغال.
وقال أنتونيو روي (46 عاما) عامل بناء "سئمنا من أن نكون دائما من
يدفع فاتورة هذه الازمة. ان البنوك لم تدفعها قط.. الشعب هو من يدفع
دائما." |