الكتاب: نهاية الصحف ومستقبل الاعلام
الكاتب: برنار بوليه
ترجمة: خالد طه الخالد
اصدار: وزارة التعليم العالي الملحقية
الثقافية السعودية في فرنسا
عدد الصفحات: 221 صفحة من القطع المتوسط
عرض: جورج جحا-رويترز
شبكة النبأ: هل انتهى عصر الصحافة
التقليدية...؟ يجيب عن هذا السؤال الصحافي الفرنسي برنار بوليه في كتاب
ترجمه الى العربية خالد طه الخالد حيث يقول ان هناك عوامل عديدة تشكل
خطرا على الصحف وان كان الامر في فرنسا اقل مما قد وصل اليه في
الولايات المتحدة.
حمل الكتاب عنوان "نهاية الصحف ومستقبل الاعلام" وصدر في 221 صفحة
متوسطة القطع عن (وزارة التعليم العالي الملحقية الثقافية السعودية في
فرنسا).
وفي تلخيص للعوامل التي ذكرها برنار بوليه وقال انها تضر بالاعلام
الورقي ورد ما يلي "تزايد في سلطة الانترنت. انخفاض في الميزانيات
الاعلانية للصحف التقليدية واتجاهها نحو وسائل الاعلام الالكترونية.
عدم اهتمام جمهور الشباب بالمطبوع. تغير في انماط التفكير والقراءة لدى
مجتمع المعرفة. انتصار ثقافة الحصول المجاني على كل شيء... هذه هي
الثورة التي تعصف بالصحافة المكتوبة في كل مكان."
وبوليه صحافي معروف وهو الان يعمل رئيسا لتحرير صحيفة ليكسبانسيون
المتخصصة في مجال الاقتصاد. وخالد طه الخالد باحث اكاديمي في علوم
الاتصال والاعلام في جامعة السوربون في باريس.
قال الكاتب الفرنسي "الى ذلك تتزامن تحولات العصر الرقمي مع صعود
قوى اقتصادية احتكارية لا ترى في الاعلام الرقمي الا مجرد سلعة ضمن
منتجات اخرى. لكنها في الواقع تصوغ مستقبل البشرية.
"أما ديمقراطية الانترنت فقد فرضت فرزا للاعلام من جهة معلومات غنية
للاغنياء منتقاة ومنظمة ومحققة ومن الجهة الاخرى معلومات فقيرة للفقراء
مجانية وسريعة ومكرورة لكنها الية وخاضعة للعمليات الحسابية لاباطرة
الانترنت الذين يقدمون خدمات مجانية تسمح لهم بتسجيل بيانات كل مستخدم
للشبكة وتستشف ما يبحثون عنه ومن ثم تحقيق المكاسب. تفاعلات جذرية جمة
يمر بها عالم الاعلام الذي يتغير نحو افاق اخرى قد تصيب بالذعر."
الا ان بوليه يقول في مقدمة الكتاب "اذا كان موضوع "نهاية الصحف"
والتساؤلات حول بقاء الصحافة الاخبارية تشكل قضية ساخنة في النقاش
العام في الولايات المتحدة الامريكية منذ سنوات عديدة فاننا في فرنسا
مازلنا نفضل الحديث عن عملية "اصلاح" او "مرحلة انتقالية" او "عملية
تكييف" ولم نناقش حتى اللحظة فرضية امكان اختفاء جوهر الصحف الورقية
والمنعطف الذي تمر به عملية انتاج الاعلام."
اضاف "لاشك في ان الجميع يعترفون بأن الصحافة في ازمة وقد نبه الى
اهمية هذا الامر رئيس الجهمورية الفرنسية نيكولا ساركوزي باطلاقه
الهيئة العامة للصحافة المكتوبة في خريف 2008 لكن هذه الهيئة كما هو
الحال في الاسواق المالية لم تقم في نهاية المطاف باكثر من اجراء تعديل
في عملية التنظيم.
"لا ينبغي القول ان الاعلام مهدد بالموت لان رئيس الجمهورية لا
يعتقد انه سيأتي اليوم الذي لن يكون هناك احد مستعدا للدفع من اجل
التحليل والاستقصاء. ولا ينبغي التأكيد ان العديد من كبريات الصحف قد
تختفي قريبا لان الاتحاد العالمي للصحف (وان) يؤكد لنا ان الصحيفة هي
مؤسسة اعلامية في قمة النمو وعلاوة على ذلك فان رئيسنا يؤمن بمستقبل
الورق."
ومضى يقول في مكان اخر "عندما تقوم ثورة ما يجب اعادة التفكير في كل
شيء. فنمط صناعة ونشر الاعلام كما عرفناه منذ قرابة قرنين وصل الى نقطة
تحول ولن يعود عما قريب الى ما كان عليه. ولم يعد الامر يتعلق باجراء
اصلاح من اجل المواصلة كما في السابق لكنه يتعلق باعادة اختراع. واذا
تبدلت ظروف تنظيم المشهد العام حيث تتواجه الاراء على ضوء الاحداث
المذكورة باوضح شكل ممكن فهنا ستبرز قوة الديمقراطية نفسها التي يجب
اعادة تعريفها."
وخلص الى القول في هذا المجال "يطمح هذا الكتاب الى اجراء تشخيص
دقيق ومفصل الى اكبر حد ممكن لهذه التحولات والتفكير في الاجوبة
العلمية التي ينبغي صياغتها. ولا نقول ان جميع الصحف ستغلق ابوابها
صباح الغد لكن نقول اننا دخلنا في فترة تشوش.
"التشوش هو فترة التجارب وليس فترة الافكار الوهمية. وحتى الحلم
بانتقال سلمي للطباعة على الورق اي الانتقال من الورق الى الانترنت يجب
ان يناقش فعندما يبدو انعدام مردود المواقع الاخبارية على النت كما
يشير اليه مراقب ثاقب فاننا نؤكد بجدية ان هذا المردود لن يتوفر على
الارجح الا بعد فترة طويلة.
"الفترات الانتقالية حتى الثورية منها تطول احيانا ونعلم انه من
الصعب القبول بان ينتهي عالم ما وان نستسلم امام رؤية اختفاء ما عرفنا
حياتنا من خلاله. فتكرار ان عالما بدون صحف لا يمكن تخيله مقولة لا
تعفي من تقدير حجم المشكلة دون تعلل بالاوهام من اجل التمكن من
مواجهتها وايجاد مخارج جديدة."
وقال "وهذا هو معنى ومغزى سعينا. فنحن نتبع في هذا الامر الفيلسوف
جان بيير دوبي ونظريته عن "الكوارثية المستنيرة" حتى عندما نعرف ان
الكارثة امامنا فاننا لا نؤمن بما نعرف. فعدم اليقين ليس هو ما يمنعنا
من التصرف بل عدم امكانية تصديق ان الاسوأ سيحدث. وبمعنى اخر.. حالة
واحدة لا سواها يمكنها ان تمكننا من مواجهة الكارثة وهي ان نعتبر انه
لا محالة من كارثة." |