مواطن في مملكة المعايير المزدوجة

حسن آل حمادة

(1)

للجهلة الذين يزايدون على موضوع الوطنية والولاء، أوّد تذكيرهم بالآتي:

أثناء حرب الخليج الأولى دعمت (دولنا) بكل ما تملك من قوة، حامي البوابة الشرقية (صدام حسين)، في حربه ضد الدولة المجوسية (إيران)! وبعد غزوه للكويت -في حرب الخليج الثانية- حُسب (البطل الصنديد) في عداد الكفرة الفجرة!! وعندما سُحِق وزال في حرب الخليج الثالثة، أصبح شهيدًا.

الجميل في الأمر أن شيعة المنطقة الشرقية مكثوا فيها، حين دكتها صواريخ (أبو عدي) وأعلنوا استعدادهم للدفاع عن الوطن، والتحق بعضهم بالجيش السعودي، وحتى المعارضة في الخارج، أعلنت وقفوها مع الدولة، وسخرت من مغازلة صدام حسين للمواطنين الشيعة!!

فهل يستذكر من يزايد علينا هذه الأحداث؟

وهل يقرأ ما بين السطور، ليعرف أبجديات المواطنة الحقّة؟

(2)

من أراضينا خرجت الفتاوى بجواز الاستعانة بأمريكا لإخراج (صدام) من الكويت!

ومن أراضينا نُعِتَ شيعة العراق -المغلوب على أمرهم- بأنهم عملاء وطابور خامس، حين قررت (أمريكا) إخراج (صدام) من الحياة!

ومن أراضينا تُقَدَّمُ التهاني والتبريكات للشعب الليبي، لأنه استعان بأمريكا -وقوات الناتو- في ثورته ضد (القذافي) المعتوه!

ومن أراضينا يتم التصفيق لأمريكا، لأنها اكتشفت ما حُسب محاولة من إيران لاغتيال سفيرنا في أراضيها! فحيينا أمريكا، وعادينا إيران، ونحن لم نتبين بعد، كما أوصانا بذلك القرآن الكريم، إذ يقول -سبحانه وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}[الحجرت:6]. فجأة، وإذا بأوباما يصبح الصادق المصدّق!!

عقولنا ما عادت تستوعب ما يجري، فهل أمريكا: ملاك رحيم؟ أم شيطان رجيم؟

(3)

حفظ الله أمي علوية؛ فمنها سمعت -لأول مرّة- بالمثل الشعبي الجميل: "عيسى بدينه وموسى بدينه"! ولا أدري متى ستعمل بلادنا وفق هذا المنهج؟ فقد سئمنا من الطائفية التي تُنثر علينا -من المهد إلى اللحد- عبر: المناهج التعليمية، والإعلام الرسمي، و...إلخ!!

باختصار بلادي = مملكة المعايير المزدوجة!

فهي تُنظم وترعى مؤتمرات تعنى بحوار الأديان! وفي الجانب الآخر لا تتحاور مع مواطنيها الشيعة، بل لا تعترف بحقوقهم المذهبية و...إلخ!

(4)

مواطن وشماغ

أراد إثبات وطنيته لبلده، فالتقط لنفسه صورة شخصية، ارتدى خلالها الشماغ الأحمر، وبدا علم بلاده واضحًا في خلفية المشهد، ولم ينسَ أن يتمتم أثناءها بالنشيد الوطني: "سارعي للمجد والعلياء.. مجدي لخالق السماء"! وعلى فوره سارع في سرقة الوطن والمواطنين!!

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 16/تشرين الأول/2011 - 18/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م