شركات السياحة الوهمية... شبكات نصب واحتيال تستغل الراغبين في السفر

تحقيق: دعاء القريشي

 

شبكة النبأ: يشكو أصحاب شركات السياحة والسفر في محافظة القادسية من انتشار الشركات غير المجازة التي اعتبروها "وهمية"، مؤكدين أنها تزاحمهم في عملهم وتسرق منهم لقمة العيش، إضافة إلى أنها تسيء إلى سمعة شركاتهم.

يقول هادي يوسف الركابي صاحب مكتب وشركة الفيروز للسياحة والسفر في الديوانية، ان هناك اكثر من (50) شركة وهمية غير مجازة، مستغربا عدم قيام أي مسؤول في المحافظة أو في مجلسها ولا في هيئة السياحة، بمنع وإيقاف هذه الشركات من مزاولة عملها.

ويشير الى ان الكثير من أصحاب هذه الشركات الوهمية لديهم أعمال تجارية أخرى او موظفين، وبالتالي لهم مصادر رزق أخرى توفر لهم مستلزمات عيشهم مع عوائلهم، بينما اغلب أصحاب الشركات المجازة لا يزاولون اي عمل آخر، معتبرا وجود مثل هذه الشركات سببا رئيسيا في قطع او تضييق رزق الكثير منهم.

وكشف الركابي عن وجود موظفين حكوميين وتجار وصياغ وأصحاب محال تجارية وحدادين وشرطة مرور وحتى نساء، يعملون بصفة "حملدار" وهم غير مرخصين جميعا بمزاولة هذا العمل، وقال ان من بين هؤلاء من يبرم اتفاقا مع مدراء بعض المدارس لتنظيم حملات سياحية، وهذا كله غير مسموح به قانونا لعدم امتلاكم الإجازة الرسمية.

لافتا خلال حديثه لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، الى ان مما يزيد من معاناتنا، ان أصحاب الشركات غير المجازة لا يدفعون الضرائب لأنهم أصلا غير مسجلين او مجازين رسميا، في حين اننا بصفتنا أصحاب شركات مجازة نسدد كافة المتعلقات المادية التي تترتب على عاتقنا كالضرائب وغيرها.

وأردف الركابي ان الإجازة لا تمنح لأي احد إلا اذا كان يملك خبرة ثلاث سنوات على اقل تقدير ومسجل اسمه بصفة موظف في أية شركة مجازة عمل فيها سابقا، هذا اذا كانت لديه شهادة بكالوريوس، اما إذا كان لديه شهادة دبلوم او إعدادية فلا يمنح الإجازة إلا بعد مدة عمل في احدى الشركات مدة عشرة سنوات.

مبيّنا اننا نرتبط بجهة رسمية وهي شعبة هيئة السياحة في الديوانية، ونحن نشترك في تدريبية وتطويرية، آخرها دورة على السياحة والطيران وعلى الدليل السياحي، تدربهم على كيفية تأسيس الشركات وواجبات المدير المفوضية وعدد موظفي الشركة وكيفية قطع تذاكر الطيران واسلوب التعامل مع المسافرين.

وتابع قائلا: لدينا تنسيق مع بعض الدول العربية والأجنبية مثل سوريا والمملكة العربية والسعودية ولبنان ومصر وتركيا وايران وماليزيا وتايلند، ويزداد الاقبال على السياحة في فصل الصيف وفي عطلة المدارس حيث تمتد من الشهر الثاني ولغاية الشهر التاسع، وذلك من خلال حجوزات مفردة او على شكل "كروبات" سياحية.

مؤكدا على ضرورة ان يكون هناك تنسيق مشترك بين شركات السفر والسياحة والحكومة المحلية، معتبرا ان ذلك يسهم كثيرا في دعم حركة السياحة والاستثمار في المحافظة، لافتا الى قيامهم برحلات الى قصر الملك غازي في منطقة صدر الدغارة  وآثار بابل ومدينة الزوراء في بغداد، كما قمنا بالتعاون مع مكتب دار الأيتام في الديوانية بإقامة رحلة الى ايران.

ويستغرب انمار محمد صاحب شركة الأنمار للسياحة والسفر وخدمات الحج والعمرة، عدم محاسبة الشركات الوهمية او غير المجازة لا من لدن هيئة السياحة ولا الأمن السياحي. مشيرا الى ان هناك تنسيق لشركته مع دوائر الحكومية المحلية في الديوانية، مثل تكفلنا بنقل موظفي النفط من والى دوائرهم وطلبة الجامعات.

وحمّل أنمار في حواره مع (شبكة النبأ المعلوماتية)، أصحاب الشركات السياحية الرسمية مجلس محافظة الديوانية، مسؤولية عدم النظر في الكثير من الاعتراضات والشكاوى التي وصلت اليهم، ولم تلق منهم اي رد، مما تسبب بزيادة اتساع ظاهرة الشركات الوهمية.

من جانبه، أوضح مدير سياحة الديوانية مؤيد عزيز طنيش ان هناك عددا من الإجراءات من شأنها منع مزاولة الشركات غير المجازة من مزاولة عملها، وقال ان محافظ الديوانية سالم حسين علوان أمر بتشكيل وتفعيل لجنة لمتابعة وتصنيف المرافق السياحية غير المجازة حصرا عند هيئة السياحة، مشكلة من قائمقام الديوانية وعضويتي ومسؤول شعبة الامن السياحي.

مستدركا لكن هذه اللجنة تأخرت ما يقارب (5) اشهر، وقد بُتَّ بالأمر حاليا، حيث تقوم اللجنة وحسب قانون هيئة السياحة المرقم 14 لسنة 1996، بغلق جميع المرافق السياحية التي تزاول عمل شركات السياحة والسفر إلا بعد منحها إجازة ممارسة مهنة السياحة من لدن الهيئة.

لافتا إلى ان هيئة السياحة هي الجهة المسؤولة الوحيدة في العراق عن منح إجازات مزاولة عمل شركات السفر والسياحة، مذكرا بأن هيئته عبارة عن شعبة ولتسيير الكثير من الإجراءات فأنهم يلجئون إلى محافظتي النجف او كربلاء.

وأضاف طنيش ان وضع دراسة كاملة من شأنها الحد من اتساع ظاهرة افتتاح الشركات السياحية او ممارسة بعض الأشخاص العمل السياحي من خلال استقطاب عدد من السائحين بشكل او بآخر دون الرجوع الى الهيئة، وقال انه سيقدم هذه الدراسة الى محافظ الديوانية لتفعيلها او تنفيذها في المحافظة.

وكشف انه قد حذّر عبر الوسائل الإعلامية من التعامل مع الشركات غير المجازة او الوهمية، وحدد طنيش ان الشركات المجازة في الديوانية هي (6) شركات فقط، هي الفيروز والنور الساطع والأنمار والمنصور العالمية وطريق الشمس والديوانية، وان الشركات غير المذكورة هي غير مجازة رسميا ولا يسمح لها بالعمل.

ونوّه إلى ان للشركات الرسمية زيارات للهيئة يسلمونا خلالها الموقف الشهري والفصلي لكل شركة منها، كرحلاتهم ومواقف حسابتهم وغيرها، وأضاف أننا بدورنا نرسل بهذه المواقف الى الهيئة في بغداد.

وأعرب طنيش عن استغرابه لعدم امتثال إذاعة الديوانية FM للمخاطبات التي يرسلها لها، بخصوص الإعلانات التي تبثها للإعلان عن بعض الشركات السياحية غير المجازة، لمخالفتها قانونيا، وحفاظا على حقوق الشركات المجازة.

لافتا الى قيام بعض شركات النقل المسؤولة عن توفير "باصات" نقل للشركات المجازة التي لا تملك وسائط نقل، تنظيمها سفرات سياحية دون الرجوع الى الشركة، مخالفة بذلك الضوابط.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15/تشرين الأول/2011 - 17/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م