المالكي: أمريكا مخيرة وإلا سنستعين بالناتو

شبكة النبأ: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان القوات الامريكية أمامها خيار البقاء في العراق للعمل كمدربين بعد موعد انسحابها من البلاد بنهاية عام 2011 بعد القرار الذي اتخذته الكتل السياسية في البلاد برفض منح حصانة لاي جندي امريكي.

وقال المالكي في مقابلة اجرتها معه رويترز في بغداد ان هناك خيارات متعددة يجري بحثها مع الجانب الامريكي لتوفير الغطاء القانوني لتنظيم عملية ابقاء مدربين وخبراء عسكريين بعد اكمال انسحاب القوات. وفيما يلي نص المقابلة مع المالكي:

* في ظل الجدل الدائر الان حول الانسحاب الامريكي والمدربين.. اين وصلت المباحثات مع الجانب الاميركي..

- بالتأكيد القضية تحتاج الى المزيد من النقاشات والحوارات بين مختلف المعنيين سواء كانوا كتلا (سياسية) او سياسيين في موقع التصدي لكن العملية السياسية تمضي بالاتجاه الصحيح واولى فقرات الاتجاه الصحيح ان الجانبين الامريكي والعراقي التزما بما تم الاتفاق عليه وبما تم التوقيع عليه في اتفاقية الانسحاب والتنفيذ جاري بشكل سليم ودقيق كما هو متفق عليه وهذا يؤكد عدة حقائق... ان الجانب الامريكي لم يأت ليبق وانما انجز مهمة ويخرج بنجاح والجانب العراقي ايضا حين وعد بانهاء وجود التحالف بشكل عام ايضا التزم بما وعد به على ضوء الاتفاقية. هذا فصل من القضية.

الفصل الثاني ان العراق يحتاج المدربين وهم بالحقيقة ليسوا مدربين كما يفهم البعض من التدريب الجسدي او التدريب على البندقية وانما هو تدريب كما يسمونه احيانا تدريب تعبوي او خبراء على صيانة السلاح لان السلاح قيمته بصيانته وهناك ايضا تدريب مثلا على تعشيق العلاقة بين الرادارات والطائرات التي تميز بين الطائرات العدوة والطائرات الصديقة. هذا هو المقصود بالتدريب ليس فقط على سياقة (قيادة) الدبابة انما على (ادامة) محرك الدبابة وعلى تعبئتها. هذا ما نحتاج اليه.

وهذا لدى الجانب الامريكي يعتمد على عسكريين وامريكا لديها التزام في كل دول العالم انها لا تبقي عسكريا الا بحصانة كاملة. هذا بالنسبة للجانب العراقي دخل في جدل يتعلق مرة بالسيادة ومرة بالقضية العقائدية. المهم هناك موقف من قضية منح الحصانة.... النتيجة كانت عدم منح الحصانة لان البرلمان قطعا سوف لن يعطيها (وهذا) واضح من خلال الاجواء.

نعود مرة اخرى ما دامت الحاجة موجودة للتدريب والكتل (السياسية) جميعا اقرت هذه الحاجة. فأمامنا عدة خيارات. الان تجري المحادثات بيننا وبين الجانب الامريكي منها ان تكون (تعمل) القوات الامريكية ضمن حلف الناتو. لدينا حاليا اتفاقية لحلف الناتو. الان قانونهم (مدربو الناتو) مطروح امام مجلس النواب. 300 مدرب للناتو يمكن ان ندخل معهم مدربين وخبراء امريكيين. يمكن ان يزيد العدد. او يتحول الى تدريب لخبراء الشركات.. شركات السلاح. يعني ليس الجيش وانما من يصنع السلاح.. الدبابة والمدفع هو الذي يبعث بخبرائه للتدريب. وهذا منطق طبيعي لا يحتاج الى حصانة. انما كل السياقات في العالم حينما تشتري السلاح يجب ان تشتري معه الخبرة والصيانة والتأهيل.

هذا جانب. الجانب الاخر المطروح. وانا في الحقيقة حتى الان لم ادقق. هل يمكن او لا. هو ان يكون من خلال السفارة. يعني يقطنون في السفارة ويمنحون الصفة الديبلوماسية ويدربون وهذه اعتقد فيها اشكال لكن حتى الان لم تناقش.

المهم ما نمضي به الان باتجاه ايجاد مدربين وخبراء للسلاح الامريكي المشترى في العراق هو ان يكون الاتفاق بلا حصانة وبلا ذهاب الى البرلمان لا يمكن ان يحصل على موافقة. هذه في الحقيقة خيارات مشتركة بيننا وبينهم من خلال التفكير والتأمل المشترك انه كيف يمكن تحقيق المطلب بوجود خبراء ومدربين وبين تلافي الحاجة الى تشريع ومجلس النواب وحصانة كاملة.

* عندما نتحدث عن مدربين ضمن اعداد نتحدث عن مئات ام الاف وضمن اي فترة زمنية.. المسؤولون الامريكيون يتحدثون عن 6000 او 7000..

- هو في الحقيقة ليس 6000 او 7000 وانما اخر طرح كان عندهم قبل الكلام (القرار) الذي صدر من الكتل (السياسية) هو 3400. الجانب العراقي يعتقد (اننا)... لسنا محتاجين لهذا العدد الكبير لكن كم.... الى الان لم يعط الجانب العراقي الرقم المطلوب. ربما يسأل لماذا لم نعط الرقم المطلوب لانه لما اصر الجانب الامريكي على انه لا بقاء لجندي (امريكي) واحد الا بحصانة توقف الجانب العراقي عن الحديث عن الارقام. لانه ما الفائدة من الحديث عن الارقام وهي سلبية بعدم وجود الحصانة.

الان عدنا الى الحديث مرة اخرى مثلا في القوة البحرية كم نحتاج.. في المدرعات في المدفعية.. في الدبابات في الطائرات.. وسيقدم قريبا هذا العدد للجانب الامريكي ولكن يقدم هذا العدد الى الجانب الامريكي ايضا اذا تم الاتفاق تحت اي غطاء (قانوني) وتحت اي عنوان. لان هذا حتى الان (لم يحسم) بعد لانهم لديهم ثلاثة او اربعة خيارات ونحن نلتقي معهم في بعض الخيارات كليا او جزئيا لكن نلتقي على قاعدة واحدة اساسية وهي الحاجة الى المدربين. نحن نقول حاجتنا وهم يقولون استعدادنا ولكن نريد لها الغطاء (القانوني) والالية التي يمكن ان نتفق عليها.

* هذا يعني - سيادة رئيس الوزراء- انكم حتى اللحظة لا زلتم تفاوضون على الفترة الزمنية والعدد؟

- نعم نفاوض على هذه لكن كما بينت لكم الان المفاوضات الاكثر جدية هي (بشأن) توفير الغطاء.. تحت اي عنوان.. وبقية الاشياء تاتي ضمن السياقات الطبيعية. نحن لسنا الدولة البدعة في العالم. كل دول العالم تشتري السلاح وياتي المدربون والخبراء مع السلاح.

* من سيؤمن الحماية لهؤلاء؟ هذه احدى المشاكل التي يواجهها الامريكيون ايضا..

- هذه ايضا من المباحث الاساسية ان هذا المدرب كيف يوفر له العراق الحماية. المتعارف عليه في التدريب سابقا ان الخبراء والمدربين ياتون الى المعسكرات. مثلا معسكر دروع. ياتي فريق التدريب الى المعسكر ويتواجد هناك ويدرب ويكمل دورته وينسحب. فحماية هؤلاء ستكون قطعا على الجانب العراقي سواء بحركته (المدرب) من المطار الى المعسكر او بحركته من معسكر الى معسكر. هذه ستكون من مسؤولية الجانب العراقي.

* دائما تتحدثون عن انه لا خشية من اي مخاطر داخلية لكن الخشية من المخاطر الخارجية. هناك عجز او شبه عجز في القوات الجوية هناك مشكلة في القوات البحرية. ما هي البدائل ستؤمنونها حتى يتم تجهيز القوات الامنية العراقية بالطائرات التي تم التعاقد عليها؟

- فعلا نحن من ناحية الامن الداخلي لم تعد تلك الاجواء التي كانت تسيطر فيها القاعدة والميليشيات على الاوضاع في البلد. هذه انتهت لكن تبقى مثل هذه العمليات. عمليات الغدر والعصابات. اما الجانب الاخر كما تفضلت النقص فيه ليس كليا.

لا.. عندنا خبرة بحرية وعندنا خبرة في التدريب وعندنا ايضا طائرات. اكثر من 150 طائرة هيلكوبتر مسلحة لها قدرة دفاع عندنا. ولكن الدفاع الحقيقي بالنسبة للاجواء يحتاج الى شيء اكثر من هذا وهو ما تقبل عليه الحكومة العراقية حاليا (بشراء) رادارات متطورة وطائرات متطورة اعتراضية مقاتلة ومقاومات ارضية للطائرات التي قد تخترق الاجواء العراقية. هذا ما تم التعاقد عليه مع الجانب الامريكي الان على شراء طائرات اف 16 ورادارات موجودة ستترك للعراق بالاتفاق مع الجانب الاميركي ونستفيد منها. لدينا مساعي جادة وحثيثة يمكن ان نوفر المطلوب من الحماية.

ثانيا لا نشعر بان العراق مهدد باحتلال خارجي حاليا او ان الوضع الموجود في المنطقة يسمح باختراقات اجواء او بتدخل بشؤون داخليه. او دخول قوات او احتلال. لا هذه قضية انتهت في العالم والمنطقة بالذات الان هي ابعد ما يكون عن مثل هكذا تفكير.

* سمعنا ان هناك نية لتأجير منظومات دفاع جوي.. هل ترون ان هذا هو الخيار العملي الاقرب للتحقق خلال الفترة الزمنية المقبلة؟

- الخيار العملي ليس هذا. ان يكون للعراق طائراته ومدفعيته ومقاوماته وراداراته الخاصة به ولكن هذا الشيء جزئي لمعالجة هذه الحالة... حلول وقتية الى ان نستلم الطائرات الحديثة الى ان نبني الرادارات وهذه ان شاء الله لن تطول.

لانه تعاقدنا وهذا المبلغ المتعاقد عليه هو الدفعة الاولى لشراء طائرات اف 16 (وهو) مليار واربعمئة وستين مليون دولار. هذه الدفعه الاولى لطائرات الاف 16. نعم يوجد مثل هكذا تجربة ايجار طائرات. العراق في زمن النظام السابق استأجر طائرات سوبر اتندار من فرنسا واستخدمها في الحرب ضد ايران. توجد مثل هكذا تجربة بالامكان الاتفاق اما اتفاق تعاون مشترك مع دولة اخرى او بتأجير خدمة او الى اي اتجاه تمضي.. نحن نبحث عن فرص بديلة مؤقتة لحين استكمال دفاعاتنا. لا يوجد قرار بهذا الاتجاه ولكن يوجد عروض من قبل مجلس الدفاع الامني المشترك.

* من امريكا فقط؟

- لا ليس بالضرورة. من اي دولة تستطيع وضمن السياقات القانونية المقبولة التي لا تخل بالسيادة ولا تخل بالدواعي الامنية والقانونية. هذه اذا امكن فسنتجه اليها.

* من سياق الحديث ذكرتم انه يمكن شراء ما تتركه القوات الامريكية من اسلحة ومعدات.. وماذا عن عقود التسليح الاخرى؟

- بالتاكيد ان العراق ليس حاجته فقط 18 طائرة اف 16. لا. نحتاج في تقديرنا الاولي الى 180 طائرة اف 16 او طائرات اخرى متطورة وهي الان مستعملة في دول الجوار ولكن هذه الصفقة الاولى والصفقة الثانية تحت التداول بيننا وبين الجانب الامريكي وربما نذهب اكثر من هذا بالاتجاه الاخر. حاجة العراق من الطائرات يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار من خلال ملاحظة وضعه الاقليمي وما يحاط به من تحديات. نحن لا نفكر بجيش هجومي او تدخلي او احتلالي لاي دولة اخرى انما جيش دفاعي وينبغي ان تكون قدرته الدفاعية فعلا بمستوى حماية هذه المساحة الكبيرة من الارض اما على موضوع السلاح الامريكي الموجود نحن اتفقنا معهم واشترينا والان نستلم.

اشترينا منهم اكثر من الف ومئة ناقلة جنود مدرعة خفيفة وثقيلة واشترينا ستة كتائب مدفعية ثقيلة واشترينا ناقلات دبابات وغيرها من الاسلحة. الرادارات التي اشتريناها من الامريكيين ليس تلك المقصودة برصد الاجواء والتعشيق مع الطائرات انما هي رادارات استمكان او البالونات التي تحمل كاميرات لاغراض المسح والمراقبة. ولكن ايضا نفكر بان نشتري ولدينا حوار.

اذا كان بالامكان وليس هناك مشكلة من الجانب الامريكي يمكن ان تسهل علينا العملية ان تكون الرادارات العاملة هنا في العراق ان تشترى من قبل الجانب العراقي هذا سيوفر لنا الفرصة وثانيا يمكن ان تشترى المقاومات الارضية يعني مقاومات ارض - جو ايضا. لدينا حوار موجود مع الجانب الامريكي اما ذاك الجانب الاول اشترينا ما قيمته اكثر من تسعمائة مليون دولار واتفقنا عليه وبدانا نستلم هذه الاسلحة.

* هذا الموضوع سيوفر لكم كلفة ووقت؟

- نعم يوفر لنا وللامانة. الجانب الامريكي لم يستلم منا التسعمئة مليون دولار وانما تسلم منا مئة واربعين مليون دولار والباقي اعتبره هدية من الكونجرس والمتبقي ان شاء الله ايضا يهدونه الينا.

* وماذا عن عقود التسليح الاخرى؟

- على مستوى الطائرات المقاتلة ليس لدينا عقود اخرى وانما لدينا عروض من مختلف الدول لكننا متجهين مع طائرات اف 16 واعتقد انها الطائرة المناسبة للعراق في ظل الاجواء المحيطة. توجهنا هذا.

* ذكرتم ان حاجة العراق هو 180 طائرة؟

- نعم لدينا حسب تقديرات الدفاع لحماية الاجواء العراقية بين 180 - 160 او 150 المهم ليس 18 طائرة اما بقية الطائرات التي اشتريناها هي طائرات مقاتلة لكنها مروحيات اخذنا من امريكا لدينا صفقة وصلت او بدات تصل وصفقة كانت مع فرنسا (لشراء) طائرة اوربية متطورة ولدينا ايضا طائرات من روسيا وبقية الدول الاشتراكية. هذه وصلت وتسلمناها. وهذه ايضا طائرات مقاتلة لكنها ليست مقاتلة بمعنى مواجهة الطائرات النفاثة التي تدخل الاجواء او تقاتل.

اريد ان اقول ان الفهم عن الانسحاب والحصانة ربما فهم بشكل سلبي. نحن والجانب الامريكي نفهمه بشكل ايجابي نفهم بان البلدين تعاونا بشكل وثيق. هزمنا القاعدة وحققنا استقرارا ودولة ديمقراطية وانتخابات ومهمة انتهت. نحن لا نقول غير ان المهمة التي جاءت بها القوات الامريكية حسب السياقات التي كانت عليها انتهت. وسنقيم احتفالا ومهرجانا كبيرا في العراق وفي واشنطن لانهاء المهمة القتالية... هذه رسالة للعالم ان العراق التزم بما اراد من الاتفاقية والجانب الامريكي ايضا التزم وهذه جيدة للعالم وتعطي رسالة مصداقية ليس كما كان يتصور الكثير من الاقليمين في المنطقة ان الامريكيين دخلوا المنطقة ولن يخرجوا منها انما كان الخروج بتوافق وتفاهم ووسط اجواء احتفالية.

نحن غير معروض علينا شيء يقول يجب ان يبقى الاميركيون بصراحة انما الشيء المطروح من الادارة الامريكية هو الانسحاب الكامل ومخطط الانسحاب موضوع امامنا الان وفي كل يوم يسلمون معسكرات وسينتهي (الانسحاب) ضمن الفترة الزمنية التي حددوها بعد 68 يوما تنسحب كامل القوات وما تبقى من هذه السنة هي عملية ترتيب امور اخرى فنية. اما طلب بقاء اكثر من قضية مدربين غير موجود وغير ممكن ايضا لان الاتفاقية لا تسمح والاجواء العراقية لا تسمح واي بقاء لاي جندي مقاتل يحتاج الى موافقة برلمان وهذا غير ممكن.

* اي الخيارات المطروحة امام القوات الامريكية هو الاكثر قبولا؟

- كان هناك عملية استعراض للخيارات المطروحة تمت بيننا وبينهم بعد ان طوينا صفحة وجود قوات او الحصانة فصرنا امام الحاجة المشتركة وهو التدريب الذي لا يصطدم بالدستور والقانون ولا يحتاج الى حصانة. فجاءت هذه الافكار. هذه الافكار اولية خام. هذه كلها لم تحسم بعد. هذه افكار هم يدرسونها ونحن ندرسها من جانبنا وسيلتقي الفريقان من اجل مناقشتها ووضعها في الموضع الصحيح لاننا ايضا لا نريد ان نثير ازمة ثانية في الساحة السياسية. نريد ان نتعامل بتوفير التدريب بدون اثارة حساسية سياسية.

* هل هناك سقف زمني محدد لاعلان الخيارات النهائية؟

- نعم بالتاكيد هذا غير مفتوح. يعني ان المدة الموضوعة لهم لحسم هذا الموضوع هو 15 نوفمبر (تشرين الثاني) لكلا الجانبين. يجب ان تحسم هذا القضية لاننا نحن ايضا نريد ان نعرف ماذا نفعل في حال انسحب الامريكيون في موضوع التدريب. بعض القضايا.. نعم الجيش العراقي لديه خبراء وخبرة ولكن بعض القضايا انت تعلمين ان السلاح العراقي السابق هو كله روسي وفيه فرنسي قليل. وليس فيه امريكي ابدا الان السلاح العراقي يجمع بين السلاح الروسي والبولوني والفرنسي وغيره وبين الامريكي الذي هو الاكثر في الساحة. العقيدة العسكرية ايضا تختلف.. عقيدة السلاح الروسي تختلف عن عقيدة السلاح الامريكي. فما دمنا نمتلك السلاح الامريكي فلابد من وجود مدربين. هذه القضية ليست كمالية. اذا لم نتفق معهم على شيء فلابد وان نبحث عن البديل.

* ماهي البدائل في حال اصر الامريكيون على الانسحاب؟

- انا بصراحة حتى الان ليس لدي رؤية محددة ما هي البدائل. ربما اذا وافق الناتو على بقاء لقواته على اعتبار ان سلاح الناتو ايضا غربي وفيه سلاح امريكي وضمنه ايضا امريكا ربما يكون الناتو هو الاقرب لايجاد الخبراء.

* هل الانتقال الى الاتفاق الاطاري او الجزء التالي من الاتفاقية العراقية الامريكية سيكون سلس وبكل ود من الطرفين وما هي انعكاسات المرحلة الاولى من الاتفاق على ما يليه؟

- هو هذا ما ينبغي ان يفهم ان هذا الموضوع سوف لن يؤثر على استراتيجية العلاقة بين البلدين التي تحكمها اتفاقية الاطار الاستراتيجي سياسيا وتجاريا واقتصاديا وثقافيا وعلميا... تلك الاتفاقية غير محددة بزمن مثل اتفاقية الانسحاب انما هي علاقات واسعة بين بلدين يريدان ان يتعاونا ويتكاملا في موضوعات مختلفة.

هذا الجانب العسكري هو ينتهي اولا واخيرا ولكن الجانب الاخر وهو جانب الاقتصاد والسياسة والتجارة وغيرها هو الذي سيكون البديل والعراق متجه الى اقامة علاقة بديلة عن الجانب العسكري الذي انجز مهماته. اكملنا المهمات العسكرية وعلينا ان نبني الجانب الاخر بالعلاقات وفق الاطار الاستراتيجي لذلك انا مطمئن ان هذه لا تؤثر على تلك هذا. موضوع له سياقاته وذاك موضوع له سياقاته لا يمكن ان يتضرر الجانب الاستراتيجي بالعلاقة بالجانب المؤقت الذي يرتبط بوجود القوات التي تنتهي بوجود الاتفاقية. لذلك لا خوف على العلاقات بين البلدين.

* ما هي السياسة التي يعتمدها العراق في ادارة علاقاته الخارجية مع البلدان العربية وغير العربية خاصة في ظل الحراك الذي تشهده المنطقة؟

- صحيح المنطقة فيها تجاذبات وفيها حراك لم يصل الى الان الى مستوى الاستقرار المطمئن وربما تستمر هذه الحالة ببروز مطالبة شعبية لتحقيق عدالة وحرية وانتخابات وشراكة.. هذا الذي يقلق المنطقة في الحقيقة... العراق سجل نجاحات في العملية السياسية كثيرة رغم ان الاعلام دائما يلتقط الضعف او السلبية وهي موجودة لا ننفي ان لدينا ضعف وسلبية لكن استطعنا ان نحقق سياسة خارجية متوازنة حتى ان البعض يقول كيف استطعتم ان توازنوا في العلاقة مثلا بين ايران وبين امريكا وبينهما تقاطع.. بين تركيا وبين ايران..نحن بموجب الدستور والتجربة نفتح ابواب العلاقة للجميع ولا نريد ان نختنق او ننحصر بسياستنا الخارجية مع دولة على حساب دولة انما نريد ان نكون اصدقاء لكل الدول على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان هذه المبادئ الهادئة المعقولة الحكيمة لا احد يرفضها يعني.. اميركا (لن) تقول لا تقيموا علاقة مع ايران ولا... ايران تقول لا تقيموا علاقة مع تركيا. تركيا متواجدة بقوة في العراق بشركاتها ووضعها ايران موجودة شركاتها امريكا موجودة وكل دول الاتحاد الاوربي كلهم موجودون ويعملون في الارض العراقية شركات نفط كهرباء تجارة وغيرها.

انا في تقديري ستكون التجربة الرائدة في السياسة الخارجية في المنطقة هي سياسة الابواب المفتوحة وليست الابواب الموصدة بوجه جانب ومفتوحة بوجه جانب اخر. نعم من حقنا ان نقول يحكمها مصالحنا مصالح بلدنا وليس مصالح الاخرين نحن نتمنى للاخرين كل الخير ولكن ليس على حساب مصالح بلدنا هذه هي التي تحكم ولذلك قرب وبعد الدول عنا هو بمقدار قربها وبعدها من مصالحنا وعدم تدخلها في شؤوننا الداخلية وعدم اثارة مشاكل في الساحة العراقية والرغبة في التعاون المشترك اقتصاديا سياسيا علميا اجتماعيا هذه هي السياسة التي نعتقد انها ستحمينا في مختلف المجالات اقتصاديا وتحمينا حتى امنيا.

* تدعون دائما الى اجراء اصلاحات في سوريا. اي نوع من الاصلاحات تعنون؟

- نحن نؤيد كل مطالبة تتقدم بها الشعوب سواء كانت شعوبنا العربية والاسلامية او الشعوب الاوربية. انا اعتقد اليوم ان المطالبة اصبحت ليست عربية فقط واسلامية حتى في دول اوروبا اليوم هناك مطالبات هذه نؤيدها ونقف الى جانبها لاننا شعب كنا نعاني منها واضطهدنا وظلمنا وصار عندنا تهميش طائفي وقومي وامن واعتقال وارهاب واعدامات ومقابر جماعية واسلحة كيمياوية واقصاء عن العملية السياسية لذلك لا يمكن ان نقبل للاخرين ما كنا نرفضه بالنسبة لنا اما الاصلاحات هي التي تنسجم مع هذه المطالب نحن نؤيدها ندعمها نقف الى جانبها يعني عدم التمييز فسح المجال لمن يريد ان يدخل العملية السياسية بافكاره والتنافس على اساس الانتخاب وعلى اساس الشراكة التي يمكن ان تكون ضمن المعايير والموازين لا نريد حكومة اللون الواحد لا اللون السياسي ولا اللون المذهبي ولا اللون الديني ولا اللون الطائفي انما نريد ما ندعو له بالاصلاحات بصراحة هو كما موجود عندنا في العراق نعم توجد بعض الشوائب في الصورة عندنا ولكن مطلبنا النهائي هو ان تكون دولة المواطن تحترم كل انتماءاته وخلفياته المذهبية والدينية وهوياته السياسية ولكن امام القانون والدولة هو مواطن له صوت يساوي صوت لا نقبل ابدا بصوت ذهبي وصوت من البرونز هذا هو الذي فجر مشاعر الشعوب.

* هل هذا يعني انكم تدعمون فكرة انتهاء حكم الحزب الواحد والرئيس الواحد مثل الاسد؟

- نعم بالتاكيد ندعم فكرة انهاء حكم الحزب الواحد والشخص الواحد والطائفة الواحدة والقومية الواحدة وقلت صراحة نحن ندعم فكرة الدولة التي تعتمد على المواطن الدولة والحكومة التي يعينها المواطن وليس التي تعينها الغرف غير المرئية والمنظورة

* هذا يقودنا للحديث عن القصف التركي الايراني للحدود العراقية الشمالية كيف تنظرون الى الموضوع؟

- هذه واحدة من الامور التي تقلقنا وتؤلمنا بصراحة وهي من المسائل المعقدة ومن مخلفات النظام المقبور الذي كان يلعب على خلط التناقضات ياتي بهذه المعارضة ليضرب هذه الدولة ويدعم هذا ليضرب ذاك فخلفت لنا هذه السياسة مجاميع ارهابية مستوطنة في العراق مجاهدي خلق وحزب العمال الكردستاني وحزب البيجاك المشكلة لو كانوا يستوطنون فقط لكان الامر اسهل ولكنهم يستوطنون ويتدخلون بشؤون الدول المجاورة يضربون تركيا ويضربون ايران بل والاسوا من هذا انهم يتدخلون حتى بشأننا الداخلي. هم منظمات ارهابية ليس لها اي غطاء قانوني وليست هي من نسيج المجتمع العراقي تتدخل بالشأن العراقي المؤسف ان بعض الدول تراهن عليها دستورنا لا يسمح ببقاء هذه المجاميع مصلحتنا لا تسمح تكلمت انا عن العلاقات الثنائية التي تقوم على الاحترام المتبادل.

اذا انا سمحت بان تكون ارضي منطلقا للمنظمات الارهابية ستكون اراضيهم ايضا منطلق وبالتالي نعود الى اجواء التوتر لذلك لن نسمح ابدا ولن نتساهل ولن نسكت على وجود هذه المنظمات على ارضنا واذا كانت هناك صعوبة تمنعنا في مسألة وجود حزب العمال لانه يتواجد في مناطق قاسية صعبة جبلية انا اعرفها ومطلع عليها والجيش العراقي بقدراته السابقة لم يتمكن من حسم هذا الموضوع مع المناضلين الذين كانوا متواجدين في هذه المناطق من العراقيين الكرد وغير الكرد منطقة صعبة جدا ووعرة جدا لكن نحن يجب ان نعمل ونتحمل مسؤوليتنا لانه بالنتيجة هذا ينطلق من ارضنا والطرف الاخر يتلقى ضربات ويوميا يقتل منه اناس مدنيين او عسكريين قضية ان نقول لهم تحملوا واصبروا وهم يقتلون قطعا هذا المنطق لن يقبلوه وسيتدخلون ولذلك تحصل مثل هذه التدخلات

* تقصدون القصف؟

- القصف والمطالبة بدخول العراق قلنا لهم لا نسمح بالدخول الى الاراضي العراقية القصف ايضا لا نسمح به وهو يستهدف مناطق مدنية ويستهدف مدنيين ومواطنيين عراقيين ابرياء انما اذا كان يستهدف مقرات هؤلاء فقط يمكن ان يكون الموضوع مقبولا لكن المسألة لا تحل بهذه الطريقة الانتقائية اقصف مقر ام اقصف قرية كردية انما تحتاج الى جهد نحن بصدده ونعمل مع تركيا بلجنة ثلاثية موجودة حاليا تعمل لتضييق الخناق على حزب العمال.

القوات الامريكية عندما كانت موجودة والقوات العراقية والقوات التركية هناك لجنة عليا تقلص وجودهم الاعلامي.. وجودهم السياسي.. تمنع استفادتهم من المناطق في المحافظات الكردية في كردستان والى غير ذلك وتضايقهم. كان عندهم مخيم فيه 12 الف واحد فككناه. تركيا اعطتهم حق العودة ورجعوا يعني عملنا اشياء لمحاصرة نفوذ حزب العمال الكردستاني. الان ايضا بصدد اقامة مثل هكذا لجنة مع الجانب الايراني لمحاصرة نشاط الحزب العمالي الايراني يسمونه البيجاك او الحياة اما مجاهدي خلق نحن اعطيناهم فرصة وللمجتمع الدولي فرصة الى نهاية هذه السنة وبعده نحن احرار في ان نتخذ القرار الذي ينهي وجودهم على الارض العراقية نحن نطلب من الدول المجاورة لا نقول لهم اسكتوا على القتل ولكن تعالوا نتعاون فيما بيننا على اساس الاحترام المتبادل والسيادة المحترمة من قبل الطرفين.

* هل في النية ارسال قوات الى الحدود الشمالية لمقاتلة هؤلاء؟

- المنطق الطبيعي لانهاء وجودهم..لانهاء ازمة التدخل التركي الايراني في الشأن العراقي هو ان نذهب بقوات او نوجد تدابير عراقية كافية لمنع وجودهم على الارض العراقية. اما متى وكيف.. هذه مرتبطة بقدراتنا العسكرية وطبيعة اوضاعنا وتحدياتنا حينما تسنح الفرصة او تتوفر القدرات سنكون موجودين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13/تشرين الأول/2011 - 15/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م