القضية البحرينية... بين تعتيم الإعلام الخليجي وتغاضي المجتمع الدولي

صراع لا يستشرف إلا التغيير لعودة الاستقرار

حمزة اللامي

 

شبكة النبا: لا يخفى على العامة والخاصة ان شعب مملكة البحرين يطالب باصلاحات كثيرة تصل الى حد تغيير النظام بل تغييرها من مملكة الى جمهورية ، ونقصد هنا بالشعب البحريني بكافة اطيافة ولا كما يتصورها البعض من انها ثورة لمحبي للشيعة دون السُنة، بل انها انتفاضة شعبية جماهيرية اشترك فيها عامة الشعب البحريني الشيعي والسني، بيد ان النظام الحاكم مازال يواصل تعتيمه على هذه الثورة وهذه الانتفاضة هو وحلفائه من دول الخليج ، الذي حرموا على فضائياتهم نشر وعرض اية اخبار عن هذه الانتفاضة.

وكما نذكر ان علاقة حكومة البحرين تعكرت مع دولة قطر لعرضها الاخيرة برنامجا وثائقي عن البحرين في "قناة الجزيرة" التي تبث في اللغة الانكليزية ، فكان هذا التصادم بين البلدين مؤشرا خطيرا لكل من يساهم في نشر مجريات الشارع البحريني وكأن هذه الدول (دول مجلس التعاون الخليجي) متحالفة مع بعضها بهذا الشأن ، وهذا ما نراه جليا في الخطوة التي اقدمت عليها المملكة العربية السعودية في آذار من الوقوف بالضد من  الزحف " الربيع العربي " إلى تلك المنطقة، وقد تعاونت معها دولة الإمارات العربية المتحدة  ويقال ان الكويت ايضا ساهمت بقوة ، وقد وصلت تلك القوات المشتركة الى 1600 مقاتل المدربين على مواجهة أعمال الشغب بالإضافة إلى أكثر من 20 دبابة، عبروا جميعهم من على الجسر الذي يربط السعودية بمملكة البحرين لإخماد تلك الانتفاضة التي ادركوا ان قيادتها شيعية.

كما ادت هذه التدخلات العسكرية إلى قيام حزب المعارضة الشيعي "الوفاق" إلى سحب 18 من أعضائه في البرلمان المكون من 40 مقعداً وتقديم استقالتهم احتجاجاً على القوات المستقدمة من دول الخليج وعلى رأسها السعودية.

ولما نتابع ونرى الاحداث التي ستحدث في المستقبل القريب لنلاحظ هل ستنجح المظاهرات السلمية في مطالبها المشروعة ام ستنتصر آلة الشر التي يستخدمها حكام الخليج ، لاسيما نتائج الانتخابات ستقلب الموازين وستكون هنالك معركة شرسة بين المواطن والحكومة نظرا للاغلبية الشيعية التي تغلي في هذه المملكة وحتى إذا جرت هذه المعركة في الشوارع أو في صناديق الاقتراع، فالأمر يتعلق بالتصورات المتنافسة، وبإمكان المرء الاختيار. وفي أحدث الانتقادات التي نشرتها وسائل الاعلام، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" في صفحتها الأولى في 16 أيلول مقالة تضمنت مزاعم عن إجبار المعتقلين الشيعة على أكل ""البراز"" مما أثار رد فعل قوي من قبل سفير البحرين في واشنطن، الذي شكا بأن التقرير "يتغاضى النجاحات التي حققناها في توحيد غالبية البحرينيين". حسب زعمه!

وحتى ان اعتمد النظام على النتائج التكميلية للانتخابات فلن تغير نتائجها معادلة القوى في المنطقة ، فالمجلس الوطني هو هيئة استشارية بحتة ليس الا وليس للأعضاء الجدد اي نصيب في المجلس من حيث القرارت المهمة والمصيرية ، وبالتالي ليس لهم اية قوة سلطوية في المجلس، وسيبقى العامل السكاني هو الاعب الرئيس في المعادلة البحرينية ، وحتى عندما أُجري تعداد للسكان في البحرين، طُلب من الناس تعريف أنفسهم إن كانوا يهود (هناك أقل من 40 يهودي في الجزيرة، من بينهم سفيرة البحرين في واشنطن)، مسيحيين، مسلمين، أو"آخرين". ولكن لا يوجد تقسيم طائفي بين المسلمين السنة والشيعة.

ولذلك فإن تفاصيل الأرقام الديموغرافية بين الشيعة والسنة البحرينيين هي مسألة نزاع مرير. وقد اعترف مسؤول حكومي الذي عادة أكثر ما يُعرف بالثرثرة، ومع ذلك رفض أن يُذكر إسمه بأن المعارضة "تقول أن 70 % هم شيعة و30 % ، بينما يؤكد البعض على انها 50%  والحقيقة هي نسبة معروفة لدى الجميع.

وحصيلة حاصل .. فأن النظام الملكي في البحرين جهد نفسه من اجل اخفاء حقيقة مرة وليظهر بالمظهر اللائق امام نفسه وامام الساحة الدولية من انه نظام أقلية في العالم العربي يتمسك بالسلطة ضد إرادة سكان يعادون سياسته البغيضة ، وعندما تحدث الملك حمد بن عيسى آل خليفة في الأمم المتحدة في 22 أيلول/سبتمبر، كان الهدف "ربما الهدف الوحيد" لتصريحاته هو مجرد إظهار ما يكفي من الرغبة في الإصلاح للحصول على دعم الولايات المتحدة المستمر لحكومته، والتي يمثل فيها مرفق القاعدة البحرية الذي يضم مقر الأسطول الأمريكي الخامس، الرمز الأكثر وضوحاً. وكان على البيت الأبيض أن يقتنع بالكلمات التالية من قبل الملك: "نؤكد هنا دعمنا لنتائج الحوار الوطني". وربما كانت أقل نفعية هي سخرية الملك تجاه طهران لمواصلتها "احتلال" الجزر الإماراتية الثلاث.

الا ان الاوضاع في تلك الجزيرة الصغيرة تستشرف صراعات طويلة واضطرابات متواصلة قد لا تشهد لها استقرار الا في حال حصول تغيير شبيه بما حصل في بعض البلدان العربية مثل تونس ومصر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 10/تشرين الأول/2011 - 12/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م