لا يخفى على احد ان ازمة طلبة السادس الاعدادي بات حديث الشارع
العراقي اليوم اكثر من الامور السياسية والاقتصادية..
فهناك عدة اسئلة تطرح نفسها على الواقع بقوة.. لماذا صدر امر زيادة
منتسبي وزارة التربية جميعهم بـ(150) الف دينار بعد صدور نتائج
امتحانات السادس الاعدادي الدور الاول ونسبة الرسوب العالية بينهم..!!؟
الم يكن من الواجب الوطني محاسبة الكوادر التدريسية ومديريات
التربية التي اخرجت نسبة نجاح اقل من النصف (لو تصفح اي احد موقع وزارة
التربية ويرى نتائج الدور الاول سيصدم من هول النتائج المتردية حيث لم
اجد خلال مطالعتي لأكثر من خمسين اعدادية نجاح بنسبة ثلاثين بالمئة
)..!؟
لماذا تأجلت امتحانات الدور الاول لطلبة السادس الاعدادي الى يوم
30/6/ بدلا عن الموعد المعروف في كل الاعوام على مر التاريخ وهو
3/6/..!!!؟
لماذا هذا الاصرار والعناد غير المبرر من قبل وزارة التربية بعدم
اجراء امتحانات دور ثالث رغم مناشدات بعض اعضاء مجلس النواب وبعض
القادة السياسيين واولياء امور الطلبة..!!!!؟؟
لماذا لم تراع ظروف الطالب العراقي (انقطاع الكهرباء في هذا الصيف
اللاهب الحالة المعيشية القاهرة لعوائل الطلبة والوضع الامني المزري
وحالة الطالب النفسية وهو يرى عدم الاستقرار السياسي للبلد وغيرها) كي
يضعوا اسئلة صعبة وملتوية وبعضها مبهمة وكأن الطالب العراقي يعيش نفس
الظروف الذي يعيشها الطالب في الدول الاخرى..؟؟؟
وهناك الكثير والكثير من الاسئلة التي تدور في فلك هذا الموضوع
الهام الذي يرتبط بمستقبل شباب العراق والذي بات مطلبا وطنيا من اجل
النهوض بالواقع العراقي من جديد..
انا مع رفع المستوى المعيشي للكادر التدريسي ولكن ليس على حساب
مستقبل ابنائنا الطلبة.. فنسبة الرسوب العالية بين الطلبة تدلل على
الخلل الكبير من قبل الكادر التدريسي والا بماذا يفسر نجاح طالب او
طالبين او ثلاث من مجموع خمسين او تسعين او حتى اكثر من مئة طالب في
اعدادية واحدة (كما مبين على موقع نتائج الطلبة للدور الاول وبالخصوص
العاصمة بغداد) فهل هذا يوعز بوجود خلل بفهم الطالب للمنهاج ام ضعف
الكادر التدريسي.. ؟؟؟
فكان الاجدر بوزارة التربية ان تحاسب هذه المدارس وكودرها التدريسية
لنسب النجاح الضئيلة بل وعقوبتهم بدلا من اعطاء مكافئة زيادة مقطوعة
بـ(150) الف دينار ليبقى البعض من التدريسيين على استخفافهم بمستقبل
ابنائنا الطلبة وعدم المبالاة بشرح المنهاج التعليمي بشكل اكثر وضوح
وزيادة في الجهد..
لماذا لم تستخدم وزارة التربية مبدأ الثواب والعقاب.. فالمدرسة التي
تخرج نسبة نجاح اكثر من النصف تكافئ بزيادة مرتباتهم والعكس هو
الصحيح.. لا ان نساوي المدرس الملتزم والغيور بقرينه غير المبالي وعدم
الكفوء..؟
اذن من حقنا ان نتسائل.. اذا كانت نتائج امتحانات طلبة الاعدادي
هكذا ثم يصدر قرار بعدها بمكافئة جميع منتسبي وزارة التربية ان هناك
اجندات خارجية عملت على تحطيم مستقبل الشاب العراقي وهناك مؤامرة تحاك
خلف الكواليس لتحطيم نفسية الطالب العراقي وهذه مكافئة لهم لاخراج
الطلبة بهكذا نتائج وحتى الناجحين كانت معدلاتهم دون المستوى المطلوب.!!!؟؟؟
* شاعر وصحفي
S_derbash@yahoo.com |