في تصريح متعجل وتعقيبا على ما نشرته وسائل الإعلام عن (الحزب
الشيعي) قال الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر، إن الأزهر سيقوم
بحماية الإسلام السني ويرفض التطرف والعنصرية والطائفية والمد الشيعي،
مؤكداً على أنه سيتصدي بقوة لأي محاولات للإختراق الشيعي للحفاظ علي
وحدة الوطن وتماسكه.
كما عبر الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلى
للشؤون الإسلامية السابق عن رفضه لحزب يعبر عن الشيعة، مشيراً إلي أن
الشيعة إذا كان لهم برامج وأطروحات كطائفة في المجتمع تساهم في تطور
المجتمع والدولة دون إثارة نعرات طائفية، فلا مانع من إنشائه وفقاً
لمبادئ المواطنة.
يبدو أن هؤلاء السادة ما زالوا يعيشون بعقولهم وأرواحهم في العهد
المبارك لا رده الله سالما ولا غانما ولذا نراهم يستخدمون نفس
المصطلحات البائسة التي طالما استخدمها أمن المخلوع من شاكلة (سنتصدى
بقوة – الاختراق الشيعي – الحفاظ على وحدة الوطن وتماسكه)!!.
أما الشيخ الجندي فيتناقض مع نفسه عندما يعرب عن رفضه لتأسيس (حزب
يعبر عن الشيعة) قبل أن يعطي عدم ممانعته السامية على مشاركة الحزب
المشار إليه حال (عدم إثارة النعرات الطائفية والتزامه مباديء المواطنة)!!.
لا ندري لماذا لم نسمع صوت هؤلاء السادة عندما رفع العلم السعودي في
ميدان التحرير من قبل السلفيين وهل جاء هذا متوافقا مع ما يسميه السيد
المبجل بمبادئ المواطنة؟!.
الحكم على شيعية أي حزب من عدمه يتوقف على معرفة بعض الحقائق التي
يمكن لشيخ الأزهر أن يعرفها بنفسه أو عبر مستشاريه لو طلب برنامج الحزب
وهو أمر ليس سهل وميسور ولا يحتاج لأكثر من اتصال هاتفي كلفته بضعة
قروش بدلا من أن يستقي معلوماته من الصحافة التي باتت كلها صفراء فاقع
لونها تعمي الناظرين.
الأهم من هذا وذاك أن مستشار الشيخ الذي أعلن (أنه ليس جهة سياسية
لمتابعة الأحزاب أو التعليق عليها، وبالتالي لا يشجع حزباً معيناً، ولا
يقف ضد أحد، ويقف علي مسافات واحدة من القوى والتيارات السياسية) ورغم
ذلك فقد أعرب عن قلقه، يعرف جيدا أن قانون الأحزاب المصري لا يسمح
بقيام حزب على أساس ديني، ومن ثم تصبح أسطورة الحزب الشيعي هذه قصة من
نسج خيال الصحافة الصفراء التي لا يسرها بكل تأكيد أن يكون لبعض
المضطهدين والمقهورين من العهد المبارك (برامج وأطروحات تساهم في تطور
المجتمع والدولة دون إثارة نعرات طائفية!!)، أو كما قال الشيخ الجندي.
المشكلة كما قال صديقنا المخضرم بالحرف الواحد بعد حوار طويل حول
الحزب وهويته الطائفية المزعومة وبعد أن كررت عليه ما كررته على وسائل
الإعلام وما هو ثابت في برنامج الحزب من أنه لا ينتمي لطائفة معينة بل
هو لجميع المصريين، فرد قائلا: المشكلة ليست في البرنامج ولا في الحزب،
بل في شخصكم الكريم!!.
وحتى يأذن الله بأحد الأجلين إما تأسيس الحزب بعد أيام أو زوال
(شخصنا الكريم) سندع القوم يضربون أخماسا في أسداس ويقولون الشيء
ونقيضه والله غالب على أمره.
elnafis.com |