أفغانستان... الخاسر الأكبر من حرب السنوات العشر

نجاح أمريكي في تصفية القاعدة... لكن من دفع الثمن؟

متابعة وتحليل: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: على الرغم من تحقيق مجمل أهدافها في أفغانستان، لا تزال الولايات المتحدة تعاني أرق جماعة طالبان المتشددة، بعد فشل القوات الدولية المرابطة في تلك الدولة منذ عشر سنوات من حرب ضروس.

فالولايات المتحدة استطاعت تصفية واعتقال معظم من كانوا سببا في اندلاع الحرب على افغانستان من تنظيم القاعدة، خصوصا انها استطاعت الفتك بقائد التنظيم والصف الاول من الزعماء الميدانيين والمنظرين للعمليات الإرهابية التي استهدف الولايات المتحدة سابقا.

الا انها عجزت مع القوات المشتركة في تحقيق وعودها التي قطعتها، خصوصا تأمين الحرية المطلقة والديمقراطية والامن، حيث لا تزال افغانستان تعد من اخطر دول العالم، وتعاني من سطوة الجماعات الارهابية حتى الان.

الذكرى العاشرة

حيث تحيي افغانستان الجمعة الذكرى العاشرة للاجتياح الذي شنه الائتلاف الدولي للبلاد واطاح بنظام طالبان، لتبدا بعد ذلك حرب مستمرة منذ عشر سنوات اسفرت عن مقتل الالاف وكلفت مئات مليارات الدولارات. وفي غضون اسابيع انهار نظام طالبان تحت ضربات عملية "الحرية الدائمة" التي شنها التحالف. وفر مقاتلوه، وخرج الافغان من منازلهم للاحتفال بانهيار واحد من اكثر الانظمة قمعا في العصر الحديث.

ولكن وبعد ان حولت الولايات المتحدة انظارها الى العراق وارسلت عشرات الاف القوات الى هناك وخصصت مليارات الدولارات للاطاحة بالديكتاتور العراقي الراحل صدام حسين، بدأت حركة طالبان في التحول من مجموعة من المتمردين الى مليشيا منضبطة قوية.

وبعد عشر سنوات، يرى مسؤولون اميركيون ان التسوية السياسية مع الشعب الذي تعرض للقصف الاميركي هي الحل لانهاء واحدة من اطول الحروب في تاريخ الولايات المتحدة والتي اصبحت اطول من المغامرة السوفياتية الفاشلة في افغانستان والتي استمرت عشر سنوات.

والقى ستانلي ماكريستال الذي شغل منصب قائد القوات في افغانستان الى حين اقالته عام 2010، كلمة عشية الذكرى السنوية العاشرة قال فيها ان المهمة التي يقوم بها حلف الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة "قطعت اكثر بقليل من نصف الطريق" لتحقيق اهدافها العسكرية.

وقال "لم نكن نعرف بما فيه الكفاية، ولا زلنا لا نعرف الكفاية" مضيفا ان الولايات المتحدة وحلفاءها "لديهم فكرة مبسطة بشكل مخيف" عن التاريخ القريب.

وفي افغانستان مرت الذكرى دون اية احتفالات رسمية سواء من الحكومة او من حلف الاطلسي، بينما كان هذا اليوم بالنسبة للجنود المائة والاربعين الفا على الجبهة يوما عاديا. وفي كابول قال مسؤولون انها يعززون الاجراءات الامنية تحسبا لاية هجمات لطالبان كتلك التي هزت العاصمة كابول مؤخرا.

وتحدث العديد من الافغان الذي رحبوا بالمكاسب الكبيرة التي تحققت في مجالي محو الامية والصحة خلال السنوات العشر الماضية، عما عنته الحرب لبلادهم والتأثيرات المحتملة للانسحاب التدريجي المقرر ان تستكمله القوات الاجنبية بحلول عام 2014.

وحفيظ الله احمدي (33 عاما) الذي يتقن اللغة الانكليزية، هو احد المستفيدين من نهاية "عصر طالبان المظلم"، ويعمل مترجما. وقال حفيظ الله "عندما جاءت الولايات المتحدة وحلفاؤها الى افغانستان انتهت الحرب وعمليات القتل، واصبح الناس قادرون على الحصول على كل ما يريدوه، بينما لم يكونوا يستطيعون ذلك في عهد طالبان". بحسب فرانس برس.

الا ان الذكرى العاشرة لبدء الحرب تبرز العداء للقوات الغربية والغضب من وقوع الاف الضحايا المدنيين ومن الفساد في حكومة الرئيس حميد كرزاي المدعمة من الولايات المتحدة وحلفائها.

وقال خان اغا (30 عاما) وهو بائع متجول "سنكون مسرورين بانسحابهم (القوات الاميركية) من افغانستان .. وكل شيء سيعود الى طبيعته". واضاف ان "الولايات المتحدة وحلفاءها لم يفعلوا خيرا عندما غزوا البلاد. ورغم كل الصعوبات، كنا ننعم بالامن في عهد طالبان الاسلام".

وعشية الذكرى العاشرة للحرب، طالب نحو 200 افغاني برحيل القوات الاجنبية وهتفوا "الموت لاميركا والدمى الافغانية" واشعلوا النار في العلم الاميركي في وسط كابول.

وكتب السفير البريطاني السابق في كابول شيرارد كاوبير-كولز في صحيفة "ديلي تلغراف البريطانية مقالا تحت عنوان "ان الاعتقاد باننا نكسب الحرب في افغانستان هو ضرب من الخيال".

وقال في انتقاد شديد للاستراتيجية الغربية في ذلك البلد ان العمليات العسكرية "لا تعالج مرض" التمرد ولا يمكن سوى "لدبلوماسية خارقة تقودها الولايات المتحدة" ان تصلح الاخطاء التي ارتكبت في العقد الماضي. واضاف "بدون وجود استراتيجية سياسية ذات مصداقية لتقديمها للشعوب المتضررة من الحرب، فلن تنجح اية تسوية. هذا هو العيب القاتل في عملية التدخل بأكملها".

ولم تحرز جهود التوصل الى سلام مع طالبان اي تقدم حتى قبل اغتيال برهان الدين رباني، مبعوث كرزاي للسلام، في 20 ايلول/سبتمبر الماضي، والذي كان ضربة قاسمة لاستراتيجية الحكومة للوساطة من اجل انهاء الحرب.

ويخشى بعض الخبراء من ان افغانستان تسير نحو حرب اهلية تشبه تلك التي دارت في الاعوام من 1992 حتى 1996 والتي ادت الى مقتل وتشريد الالاف. وفي 7 تشرين الاول/اكتوبر 2001 اسقطت الطائرات الاميركية عشرات صواريخ كروز والقنابل الموجهة بالليزر على مواقع استراتيجية في كابول وغيرها من المدن الافغانية بعد ان رفض نظام طالبان تسليم زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن عقب هجمات 11 ايلول/سبتمبر.

ومنذ ذلك الحين قتل 33877 شخصا على الاقل من بينهم جنود اجانب وافغان، ومدنين ومقاتلون مناوئون للقوات الاجنبية وغيرهم، بحسب جامعة براون في الاميركية، بينما قال الكونغرس ان الولايات المتحدة انفقت لوحدها 444 مليار دولار على تلك الحرب.

وكتب تيري باتر كبير المستشارين في مجموعة "اي اتش اس جينز" يقول ان "الوقت يمضي بسرعة لمغادرة افغانستان وتركها في وضع مقبول يبرر الوقت والمال والضحايا الذين سقطوا في توسيع المهمة من مجرد مهمة مكافحة ارهاب الى بناء دولة".

المدنيون يدفعون الثمن

من جهتها اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان المدنيين لا يزالون يدفعون ثمن النزاع في افغانستان بعد 10 سنوات على سقوط نظام طالبان. وقال جاك دو مايو المسؤول عن عمليات اللجنة الدولية للصليب الاحمر لجنوب اسيا في بيان "رغم ان نوعية الحياة تحسنت بالنسبة لبعض فئات المجتمع في السنوات ال10 الاخيرة تبقى الظروف الامنية مقلقة في مناطق عدة من البلاد".

وقال الصليب الاحمر ان المشاكل الامنية والرعاية الصحية هي المعضلات الاساسية في المجال الانساني التي يواجهها المدنيون اليوم في افغانستان. وتابع المسؤول "اننا قلقون خصوصا للمدنيين الذين يتعرضون للنيران والاسر التي نزحت وفقدت كل ممتلكاتها والمرضى والجرحى الذين لا يتلقون اي عناية صحية والفرق الطبية التي تتعرض لمضايقات اثناء تقديم العلاج لسكان اصابهم اليأس".

وشدد خصوصا على ان تأمين العناية الصحية "صعب جدا في مناطق النزاع حيث اغلقت احيانا العيادات المحلية بسبب المعارك والهجمات او ترهيب الموظفين". واوضح ان "الطرقات مزروعة بالالغام او مقطوعة بنقاط تفتيش. بالتالي يتم توقيف الاشخاص الذين ينقلون المرضى والجرحى الى المستشفى مطولا ويكون لذلك عواقب مأساوية". واضاف الصليب الاحمر انه بسبب الفقر المستشري لا يتوفر لعدد كبير من الافغان في المناطق الريفية النائية المال لتغطية نفقات نقل المرضى والجرحى الى المستشفى. وفي العام المنصرم ازداد سوء التغذية في جنوب البلاد وتفشت الامراض الموسمية بشكل اكبر خصوصا الحصبة، حيث تحتدم المعارك بحسب البيان.

وفي حين انه من المقرر ان تنسحب القوات المسلحة الدولية من البلاد وان تنقل المسؤولية الامنية الى السلطات الافغانية، اكد الصليب الاحمر انه "يراقب الطريقة التي تنجز فيها قوات الدفاع والامن الوطنية مهمتها خصوصا في مجال الاعتقال". ويقوم الصليب الاحمر باهم عملياته في العالم في افغانستان حيث ينشط منذ 25 سنة.

اوباما اكثر تفاؤلا

الى ذلك اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان بلاده ستنهي الحرب "بمسؤولية". وقال اوباما في بيان "قبل عشر سنوات من اليوم وردا على اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر دخل بلدنا في حرب ضد القاعدة ونظام طالبان حاميها في افغانستان".

وقال "بعد عقد صعب اننا نضع حاليا بطريقة مسؤولة حدا لحربي اليوم (في افغانستان والعراق) من موقع قوة"، مؤكدا "اننا الان اقرب لهزيمة القاعدة وشبكتها القاتلة من اي وقت مضى".

وعلى وقع هتافات "الطائرات تحلق، الاطفال يموتون، اوقفوا الحرب الآن"، تظاهر اكثر من 200 شخص امام البيت الابيض بدعوة من جمعية "اوقفوا الالة" التي بدات اعتصاما في ساحة في واشنطن على غرار الاحتجاجات المناهضة لوول ستريت في نيويورك.

وفي افغانستان ساد شعور بالمرارة فيما اقر الرئيس حميد كرزاي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) بان حكومته وقوات حلف الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة اخفقا في توفير الامن للافغان في السنوات العشر الفائتة.

فيما تعهدت حركة طالبان في بيان بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للحملة العسكرية الامريكية على أفغانستان بمواصلة القتال حتى تغادر كل القوات الاجنبية البلاد. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة في بيان صدر بالانجليزية ان القتال الذي خاضته الحركة في العقد الماضي "حتى مع ندرة الاسلحة والعتاد...أجبر المحتلين الذين كانوا ينوون البقاء للابد على اعادة التفكير في أوضاعهم."

وذكر بيان طالبان الذي نشر عبر البريد الالكتروني "مع انقضاء عشر سنوات على الجهاد الابي للشعب الافغاني ضد الغزاة يتعين علينا ان نتذكر ان النصر الالهي حليفنا." وأضاف البيان "اذا اعتصمنا بحبل الله وتجنبنا عدم الاخلاص والفرقة والرياء وغيرها من العلل فاننا وبعون الله سنجبر عدونا على الانسحاب الكامل من بلادنا."

في حين افاد تقرير للامم المتحدة ان اعمال العنف في اطار الحرب الدامية التي تشهدها افغانستان ارتفعت بنسبة 40% هذا العام مقارنة بالفترة نفسها عام 2010. وتحدثت الامانة العامة للامم المتحدة في تقريرها الفصلي الى مجلس الامن عن "معدل 2,108 حادثة عنف شهريا" في الاشهر الثمانية الاولى من 2011 "اي بارتفاع 39%" مقارنة بالفترة نفسها من العام 2010.

وتركز ثلثا اعمال العنف هذه في جنوب افغانستان وجنوب شرقها حيث المعاقل التقليدية لطالبان وغيرها من الجماعات المسلحة المتعلقة بها، بحسب الامم المتحدة، ولا سيما في مهد الحركة في ولاية قندهار.

بالتالي ارتفع عدد المدنيين القتلى في الصيف بنسبة 5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الفائت، بحسب التقرير. واحصت بعثة الامم المتحدة في افغانستان مقتل 971 مدنيا من حزيران/يونيو الى اب/اغسطس 2011 نسب مقتل 75% منهم الى عمليات المتمردين و12% بسبب اخطاء القوة الدولية التابعة للحلف الاطلسي بقيادة اميركية.

ويؤدي تكثيف الهجمات الانتحارية في المراكز السكنية هذا العام ولا سيما في كابول في العام الجاري الى جانب عدد من الاغتيالات التي استهدفت مسؤولين حكوميين او محليين او قادة شرطة الى تعزيز فكرة توسع التمرد بعد اشهر على اعلان الولايات المتحدة والحلف الاطلسي عن سحب قواتهما المقاتلة تدريجيا حتى نهاية العام 2014.

وينوي المجتمع الدولي مع حلول هذا الاجل الانتهاء من نقل مسؤوليات الامن في البلاد الى القوات الافغانية التي يتم تجنيبها وتدريبها بوتيرة سريعة. لكن الخبراء الدوليين في شؤون افغانستان يعتبرون ذلك مهمة شبه مستحيلة.

وافاد تقرير الامم المتحدة ان عدد العمليات الانتحارية لعام 2011 هو تقريبا ما كان عليه في الاشهر الثمانية الاولى من 2010 لكن يبدو ان نسبة الهجمات المعقدة والمنسقة التي شنتها فرق كوماندوس وانتحاريين ارتفعت الى حد كبير اي بنسبة 50% ونفذت بوتيرة ثلاث هجمات اسبوعيا، "على خلفية تكثف عام للمعارك" بحسب التقرير.

واشار التقرير الفصلي السابق للامم المتحدة حول الوضع في افغانستان الى ارتفاع بنسبة 15% في عدد القتلى المدنيين في الاشهر الستة الاولى من العام مقارنة بالفترة نفسها من 2010، ما ينبئ بان العام الجاري قد يكون الاكثر دمويا في عشر سنوات من الحرب.

احتجاج مناهض لأمريكا

في السياق ذاته سار مئات الافغان في شوارع العاصمة كابول عشية الذكرى العاشرة للحرب ووصفوا الامريكيين بأنهم قوة احتلال وطالبوا بالانسحاب الفوري للقوات الاجنبية. وتجمع نحو 300 من الرجال والنساء في الساعات الاولى من الصباح حاملين لافتات ورايات تتهم الولايات المتحدة بارتكاب "مذبحة" بحق المدنيين كما اتهموا الرئيس الافغاني حامد كرزاي بالعمالة والرضوخ لواشنطن.

وكتب على لافتة رفعتها امرأتان محجبتان "احتلال - انتهاكات - وحشية" وكتب على أخرى "لا للاحتلال" كما أحرق العلم الامريكي. ورسمت على لافتة اخرى صورة كرزاي كدمية على شكل قفاز توقع وثيقة عنوانها "تعهدات مقدمة للولايات المتحدة." واستمر الاحتجاج في وسط كابول نحو ثلاث ساعات ثم انفض سلميا.

وقال حفيظ الله راسخ وهو احد منظمي الاحتجاج "عشر سنوات منذ الغزو وكل ما شاهدناه هو المعاناة وعدم الاستقرار والفقر في بلادنا." وكان من بين الصور البارزة في الاحتجاج صورة للجندي الامريكي اندرو هولمز والى جواره جثة المزارع الافغاني الشاب الذي قتله بالرصاص. وحكم على الجندي الامريكي بالسجن سبع سنوات عن الجريمة التي وقعت عام 2010 . وصاح رجل في مكبر للصوت "سفك الدماء الذي أراه في هذا البلد هو نتيجة الغزو الامريكي لافغانستان. بعد رحيل الغزاة ستكون بلادنا آمنة."

اثرياء كابول

من جهة أخرى جمع جيل جديد من الشبان الافغان يعرفون من سياراتهم الفخمة وملابسهم العصرية جدا، ثروات خلال عشر سنوات من الاحتلال الغربي لكنهم يشعرون بالقلق حيال الغموض الذي يلف مستقبل بلدهم. ويقول سيد حبيب (34 عاما) الذي يملك محلا لبيع الملابس الجاهزة في احد المراكز التجارية الفخمة في كابول ان "الاعمال مزدهرة وكسبت مبالغ كبيرة من الاموال منذ رحيل طالبان".

وكغيره من الكثير من سكان كابول، استفاد هذا الشاب من القدرة الشرائية الجديدة لآلاف الافغان الذين يعملون بشكل مباشر مع حلف شمال الاطلسي او منظمات دولية، او يعقدون صفقات معها.

الا ان هؤلاء المتعهدين يخشون انسحاب 140 الف جندي في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي سيؤدي حتما برأيهم وبرأي خبراء كثر الى حرب اهلية جديدة او الى عودة طالبان الى السلطة.

وهم يرون ان هذا الانسحاب الذي بدأ في تموز/يوليو وسينتهي في نهاية 2014، سيؤدي في كل الاحوال الى توقف اعمالهم. ويقول احمد ليث الذي يدير شركة تعمل مع الجيوش الاجنبية "لست الوحيد الذي يعتقد ان الفورة التي ادت الى هذا الاقتصاد ستنهار فور توقف المساعدة الاجنبية ورحيل الجنود الاجانب، بل كل المستثمرين يتوقعون ذلك".

وتحصل افغانستان على مساعدات اجنبية تبلغ 15 مليار دولار سنويا تخصص لاعادة اعمار البلاد وتأهيل قوات الامن (الجيش والشرطة). لكن هذه الاموال ستتراجع تدريجيا مع انسحاب جنود القوات الدولية من افغانستان.

وكان تقرير لمجلس الشيوخ الاميركي يعود الى حزيران/يونيو رأى ان هذا الانسحاب يمكن ان يؤدي الى "ركود اقتصادي حاد" في افغانستان. ويملك احمد منزلين في كابول ويرتدي ازياء غربية ويقود سيارة رباعية الدفع من طراز تويوتا لاند كروزر حديثة، السيارة الفضلة للاجانب والاغنياء الافغان.

ويقول "عدت الى افغانستان عندما انهار نظام طالبان" في نهاية 2001. واضاف ان "شركتنا فازت بعقد لتأمين الوقود للقوات الدولية. ثم اعدت استثمار ارباحي في بناء مصنعين ووظفت 150 شخصا". ويضيف انه ينتج مواد بناء "تستخدم في تشييد آلاف المنازل في كابول"، لكن شحنات الوقود لقوات حلف شمال الاطلسي لا تكف عن التراجع. بحسب رويترز.

وقال نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة الافغانية خان جام الوكوزاي ان الاعلان عن انسحاب القوات الاجنبية دفع عددا من المستثمرين الى الرحيل. واضاف "عندما اعلن (الرئيس الاميركي باراك) اوباما ان الانسحاب يشمل كل الجنود، بدأ وشركاؤنا التجاريون الدوليون وبينهم عدد كبير من الغربيين الاستعداد لمغادرة البلاد".

وتابع "نحاول طمأنتهم بشأن امن استثماراتهم لكنهم يرون باعينهم ان السفارة الاميركية في كابول نفسها ليست آمنة"، مشيرا الى الهجوم الجرىء الذي شنه عدد من مقاتلي طالبان على مقر البعثة الدبلوماسية الاميركية في العاصمة الافغانية في 13 ايلول/سبتمبر.

واكد الوكوزاي ان "الجميع استثمروا في افغانستان اعتقادا منهم بان الولايات المتحدة والحلف الاطلسي سيبقيان لفترة طويلة"، موضحا انه "حاليا لا يمكن الاعتماد على قوات الامن الافغانية" التي ستحل محلهم في تولي المسؤولية في البلاد.

ومن الذين ينوون الرحيل تاجر السيارات حاجي ذبيح الله لينتقل الى دبي مثلا. ويقول "اذا رحل الاميركيون فلن يكون من المستحيل ان انقل استثماراتي".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/تشرين الأول/2011 - 11/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م