الحيرة تتملك مانحي نوبل... والربيع العربي حاضر بقوة

 

شبكة النبأ: أفرزت الإحداث العاصفة التي شهدتها دول العالم ترددا ملحوظا لدى اللجنة المشرفة على منح جائزة نوبل للسلام، والتي تمنح بشكل سنوي لأكثر الشخصيات تأثيرا بشكل ايجابي في العالم.

وغالبا ما تذهب تلك الجائزة الى الناشطين في الشؤون الاجتماعية والسياسية والعلمية، الذين أسهمت جهودهم في تحسين واقع البيئة المحيطة بهم، او منح العالم ابتكارا يسهم خدمة الإنسانية.

الا ان هذا العام شهد الكثير من الاحداث التي تشترك في اهميتها بدرجة شبه متساو، انطلاقا من الربيع العربي وما اطلق من ديمقراطية جديدة، مرورا بجوليان اسانج صاحب موقع ويكليكس الشهير الذي افشى الكثير من اسرار المؤامرات الدولية التي تحاك، واخيرا وليس آخرا، وداعية حقوق الانسان الافغانية سيما سمر، الامر الذي يصعب على اللجنة المشرفة اختيار احدى الشخصيات هذا العام.  

جائزة مثيرة

فقد قال رئيس لجنة جوائز نوبل النرويجية ان جائزة نوبل للسلام هذا العام ستكون "مثيرة" مثل الجائزتين اللتين منحتا لباراك اوباما والمعارض الصيني ليو شياو بو. وتحت قيادة توربيورن ياجلاند - رئيس وزراء النرويج السابق - على مدى عامين منحت جائزة نوبل للسلام للرئيس الامريكي قبل ان يمر عام على توليه السلطة والى النشط المدافع عن الديمقراطية السجين وهو ما أثار غضب بكين الشديد حتى هذا اليوم.

وقال ياجلاند عندما سئل بشأن كيف يمكن مقارنة الفائز بالجائزة هذا العام مع الفائزين في العامين السابقين "أعتقد أنها ستكون جائزة مثيرة هذا العام." وأضاف "ستكون جائزة مثيرة ومهمة للغاية ... " وقال "الطريقة التي تم بها الترحيب بهاتين الجائزتين في العالم شجعتني وشجعت اللجنة أيضا وفق اعتقادي."

وقال مراقبون مقربون من الجائزة وهم يشيرون الى رغبة اللجنة في التعامل مع القضايا الكبيرة الان وأثرها على الاحداث الراهنة ان جائزة نوبل للسلام هذا العام قد تعترف بجهود نشطين ساعدوا في اطلاق الموجة الثورية التي اجتاحت شمال افريقيا والشرق الاوسط.

وقال محلل ان وائل غنيم وهو نشط مصري على شبكة الانترنت ومسؤول بشركة جوجل وحركة 6 أبريل واحدى مؤسسيها اسراء عبد الفتاح والمدونة التونسية لينا بن مهني قد يكونون ضمن المرشحين للفوز بالجائزة عند الاعلان عنها في السابع من اكتوبر تشرين الاول. بحسب رويترز.

وامتنع ياجلاند عن قول ما هي في رأيه الاحداث الكبيرة التي تتعلق بالسلام هذا العام. ولم يعلق على ما اذا كان الربيع العربي جزءا من مداولات لجنة نوبل. وقال "يوجد ... الكثير من التطورات الايجابية (في 2011 ) . اذا ذكرتها بالاسم فانني أكون قد ذهبت الى مدى بعيد في قول الى أين ستذهب الجائزة. لكن يوجد عدد من التطورات الايجابية التي بحثناها."

وتجتمع اللجنة المكونة من خمسة اعضاء يوم 30 سبتمبر ايلول لما يتوقع ان يكون الاجتماع الاخير. وقال امين لجنة نوبل جير لونديشتاد ان اللجنة لم تتخذ قرارا بعد مضيفا انه يوجد عدد "صغير" من المرشحين المرتبطين بالربيع العربي بين المرشحين لهذا العام. وامتنع عن ذكر اسمائهم.

ويوجد عدد قياسي بلغ 241 مرشحا بينهم 53 منظمة للفوز بجائزة هذا العام التي تبلغ قيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية (1.5 مليون دولار). ومن بين المرشحين هذا العام موقع ويكيليكس الالكتروني ورئيسه جوليان اسانج والمايسترو الاسرائيلي دانيل بارينبويم وداعية حقوق الانسان الافغانية سيما سمر والاتحاد الاوروبي والمستشار الالماني السابق هيلموت كول.

وقال ياجلاند ان الغضب الشعبي ضد الفساد كان عاملا محركا للانتفاضات في الشمال الافريقي. وأضاف "في نهاية المطاف لن يتسامح الناس مع هذا الفساد." وأضاف "هذا هو السبب الرئيسي وراء حدوث الثورات في جنوبي البحر المتوسط ... انهم يرون كيف كان الزعماء يسرقون البلد بأكمله. وهذا هو محور النقاش الكبير الدائر في الصين الان .. كيف يتطور الفساد .. لاسيما على المستوى المحلي."

وقال ياجلاند ان من السابق لاوانه القول ما اذا كانت الانتفاضات الشعبية التي تحدث في انحاء العالم العربي ستقود الى نفس الموجة من التحول الى الديمقراطية التي شهدها شرق اروبا عام 1989 لان المنطقة ليس بها تقاليد ديمقراطية مثل التي كانت لدى شرق اوروبا قبل سنوات الشيوعية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3/تشرين الأول/2011 - 5/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م