أجرام وكواكب تخضع لتقصي الإنسان

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: من وقت لأخر يرسل علماء الفضاء مركباتهم الفضائية المخصصة لسبر اغوار المجهول وهي تبحث عن أي اثر للحياة خلال المجرات والكواكب التي تبعد عن مجموعتنا الشمسية مليارات الكيلومترات والسنين الضوئية، بعد أن زاد فضول الإنسان المعرفي والذي أوصله إلى التحرر من قيود الجاذبية الأرضية لينطلق نحو الفضاء، كما رصد من خلال التلسكوبات الضخمة الكثير من الأسرار المذهلة عن الفضاء والتي استطاع حل البعض منها في حين يعكف على تفسير القسم الأخر، ومن هذه الاكتشافات تحول الفضاء إلى ساحة علمية مفتوحة يحاول الرواد والعلماء والمكتشفون أن ينهلوا القليل من مداه الواسع.

أرضي عملاقة

حيث نجح علماء الفلك في تحديد كوكب واحد على الأقل شبيهاً بكوكب الأرض، ويمكن أن يكون قابلاً للعيش فيه، ليس هذا فحسب، بل أعلن المرصد الأوروبي الجنوبي مؤخراً عن اكتشاف ما لا يقل عن 50 كوكباً خارج مجموعتنا الشمسية، تتضمن 16 كوكباً "أرضياً" عملاقاً يتراوح جمها بين ضعف و10 أضعاف حجم الأرض، ومن بين هذه الكواكب، يوجد واحد على وجه التحديد يمكن أن يكون، من الناحية النظرية، موطناً للحياة إذا ما توافرت الظروف الملائمة، وأطلاق العلماء على الكوكب اسم HD 85512b، وقالوا إن كتلته تقدر بـ3.6 كتلة كوكب الأرض الذي نعيش عليه، ويبعد هذا الكوكب عن الأرض حوالي 35 سنة ضوئية، وموقعه بالنسبة لشمسه يشير إلى أنه يحتوي على الماء السائل تحت قشرته، غير أن هذا يعني أن الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث حول ما إذا كان مناسب حقاً للحياة عليه، وجاء هذا الكشف من خلال المرصد الموجود في تشيلي والمعروف باسم "مرصد لا سيلا"، وهو جزء من تيليسكوب طوله 12 قدماً.وحتى الآن، أكد العلماء وجود 564 كوكباً خارج نظامنا الشمسي، بحسب موقع "بلانيت كويست" التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، على أن مهمة المركبة "كيبلر" التابعة لناسا تمكنت من اكتشاف 1200 كوكب محتملا تتسم جميعها بالضخامة مقارنة بالأرض، وقال مايكل مايور، الذي يقود فريق العلماء في المرصد في تشيلي في بيان له "خلال العقد أو العقدين المقبلين، ينبغي أن تكون لدينا أول قائمة للكواكب التي يحتمل أن تكون قابلة للحياة عليها ستكون قريبة من الشمس، وأضاف أن وضع مثل هذه القائمة  ضروري قبل البدء بالتجارب المستقبلية للبحث عن مؤشرات للحياة عليها. بحسب سي ان ان.

مستودع هائل للمياه

فيما اكتشف علماء الفلك ما يعتقد أنه أكبر مستودع للماء، ويقدر حجمه بنحو 140 تريليون مرة حجم المياه في المحيطات على كوكب الأرض، ولكن لا تستعجلوا الخروج بنتائج وأن هذه المياه تكفي لإنقاذ سكان المناطق التي تعاني من الجفاف، مثل القرن الأفريقي أو حتى مناطق جنوبي الولايات المتحدة، فهذه المياه بعيدة للغاية عن متناول الإنسان، إذ توجد في الفضاء السحيق، وربما على بعد 12 مليار سنة ضوئية عن الأرض، لذلك، حتى لو كان بإمكان الإنسان تحريك مركبة فضائية أو آلة بسرعة الضوء، فهذا يعني أن الإنسان قد يفني عمره أو بالأحرى تريليونات الحيوات قبل الوصول إلى تلك التجمعات من المياه وقبل حتى التفكير في جلبها إلى الأرض، مع العلم أن أسرع مركبة صنعتها ناسا تقل سرعتها عن سرعة الضوء بنحو 20 ألف مرة، غير أن هذه المياه يمكنها أن تعلمنا أكثر عن الكون عندما كان عمره كسراً ضئيلاً من عمره الحالي، وكان علماء الفلك قد أفادوا في سنوات سابقة بأنهم تمكنوا من رصد ضوء منبعث من النجوم الأولى التي تشكلت في الكون. بحسب سي ان ان.

وقال العلماء إنهم تمكنوا من رؤية ضوء تولد عن مجرات تشكلت قبل 13 مليار سنة، وذلك عندما كان عمر الكون آنذاك 550 مليون سنة، وفي ذلك الوقت، كان الكون ما يزال يكمن في "عصر الظلام الكوني" لأن ذرات الهيدروجين لم تكن قد انقسمت ولم تكن النجوم قد تشكلت بعد، كذلك سبق للعلماء أن اصطدم بفراغ كوني عملاق يقع على بعد مليار سنة ضوئية الأمر الذي أثار حيرتهم ودفعهم للتفكير في ما "لا يوجد" هناك، فالفراغ الكوني الضخم الذي تم اكتشافه، ويبلغ طوله نحو 6 مليارات تريليون ميل، ليس مجموعة من النجوم الشاردة أو التائهة، ولا مجرات وليس ثقوباً سوداء، ولا حتى مادة سوداء غامضة، وفقاً لما أعلنه فريق من العلماء بجامعة مينيسوتا الأمريكية، وكان علماء الفلك قد شهدوا وجود مناطق فارغة في الكون في السنوات الماضية، وفي الواقع ثمة منطقة خالية أو فارغة قريبة منا، تبعد نحو مليوني سنة ضوئية فقط، غير أن ما اكتشفه علماء جامعة مينيسوتا يتجاوز كثيراً ما يمكن أن يتخيله العلماء.

الكوكب المظلم

الى ذلك قال علماء فلك إنهم اكتشفوا مؤخراً عالماً أكثر ظلاماً، وهو كوكب يعمه ظلام دامس، وأنه أكثر إعتاماً وقتامة من الفحم، ذلك أنه يمتص نحو 99 في المائة من الأشعة التي يرسلها إليه النجم الذي يتبعه ذلك الكوكب، والكوكب المظلم هذا يطلق عليه اسم TrEs-2b، وهو كوكب غازي بحجم كوكب المشتري ويدور حول نجم يبعد عن الأرض بنحو 750 سنة ضوئية، باتجاه كوكبة "دراكو"، واكتشف علم الفلك حقيقة هذا الكوكب المظلم باستخدام بيانات حصلت عليها "كيبلر" المركبة الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" والتي تقوم بدراسة مجرة درب التبانة بحثاً عن كواكب شبيهة بالأرض، غير أن الكوكب المظلم لا يصنف ضمن الكواكب الشبيهة بالأرض بالنظر إلى أنه كوكب غازي، ويمتص معظم الأشعة المتجهة نحوه، ما يضعه في خانة الكواكبة الغريبة، بحسب عالم الفلك ديفيد كيبينغ، الأستاذ بمركز سميثسونيان لعلوم الفلك بجامعة هارفارد، وقال كيبينغ وزميله ديفيد سيغل، من  جامعة برينستون، في دراسة مشتركة إن الكوكب TrEs-2b عالم شبيه بمرجل ماء نصل فيه درجة الحرارة إلى نحو 980 درجة مئوية، وأضاف عالما الفلك إن جو الكوكب ربما يحتوي على بخار الصوديوم والبوتاسيوم أو غاز أكسيد التيتانيوم، وهي المواد التي تمتص الضوء رغم أنها ليست مسؤولة بالكامل عن "ظلام" الكوكب، وأضاف سيغل إنه ليس واضحاً سبب كون الكوكب حالك الظلام"، مضيفاً أن الكوكب ساخن جداً بحيث أنه يصدر وهجاً أحمر باهت، وتم اكتشاف الكوكب عندما وقع بين المركبة الفضائية كيبلر والشمس التي يدور حولها الكوكب. بحسب سي ان ان.

لغز غازات تاج الشمس

في سياق متصل حلت دراسة جديدة لغز درجات الحرارة المرتفعة جدا التي تسيطر على تاج الشمس الطبقة البعيدة في غلافها الجوي، التي قد تزيد عن 200 مرة عن درجة الحرارة المسجلة على سطح هذا الكوكب الظاهر، واشار سكوت ماكينتوش (المركز الوطني الاميركي لابحاث الجو في بولدر في الولايات المتحدة) وزملاؤه في المجلة العلمية "نيتشر" ان وصول الحرارة في تاج الشمس الى عدة ملايين درجة وتسريع الرياح الشمسية التي تنتشر في كل الاتجاهات بما فيها الارض، لتصل الى مئات الكيلومترات في الثانية، يحتاجان الى الطاقة، وتبلغ الحرارة على سطح الشمس حوالى ستة الاف درجة فيما تصل الى مليونين الى 3 ملايين درجة في تاجها مع انه بعيد جدا من قلب الشمس حيث التفاعلات النووية التي تصدر الحرارة، اذا يبقى السؤال من اي تصل هذه الطاقة الاضافية الى تاج الشمس؟، هانيس الفين الفيزيائي السويدي الحائز جائزة نوبل العام 1970 توقع وجود موجات تسير هذه الطاقة عبر خطوط الحقل المغنطيسي في الغاز المؤين (غاز جزيئيات مشحونة كهربائيا) للتاج، ولم تكن قد رصدت حتى الان كميات كافية من هذه الموجات لتوفير الطاقة المطلوبة في التاج. بحسب فرانس برس.

وبفضل صور عالية الوضوح باستخدم الاشعاعات فوق البنفحسية التقطت بوتيرة سريعة (كل ثماني ثوان) بفضل القمر الاصطناعي التابع للناسا "سولار دايناميكس اوبرزفاتوري" (اس دي او) تمكن فريق سكوت ماكينتوش من رصد موجات "الفين" بكميات كبيرة، وهي تنتشر بسرعة فائقة (200 الى 250 كيلومترا في الثانية) داخل الغاز المؤين المتحرك على ما اوضح بيان صادر عن الاستاذ الجامعي مارسيل غوسينز من جامعة لوفان الكاثوليكية الذي شارك في الابحاث، وهذه الموجات التي تصدر دفقا من الطاقة قوته 100 الى 200 وات في المتر المربع "كافية لتوفير الطاقة الضرورية لدفع الرياح الشمسية السريعة وتعويض نقص الحرارة في المناطق الهادئة من تاج الشمس" على ما استنتج واضعو الدراسة، الا ان ذلك "لا يكفي لتوفير الفي وات في المتر المربع وهي الكمية الضرورية لتغذية المناطق النشطة من التاج" على ما اضاف هؤلاء في المجلة مشيرين الى انهم بحاجة الى معدات ذات وضوح اكبر في الفضاء "لدراسة الطيف الكامل للطاقة المشعة في المناطق النشطة"، ويبقى تحد اخر بالنسبة لهم ويتمثل "بفهم كيف تصدر هذه الموجات وتتبدد في اجواء الشمس".

نيزك "طروادي" يرافق الارض

بدورها ذكرت مجلة "نيتشر" العلمية البريطانية ان الارض لا تدور بمفردها حول الشمس بل ان نيزكا صغيرا "طرواديا" يرافقها في دروته، ويبلغ قطر النيزك الصغير جدا هذا 300 متر وهو يطلق عليه اسم "طروادي" بسبب موقعه الخاص في نقطة ثابتة امام الكوكب او وراءه، وبما ان النيزك والكوكب يتبعان دائما المدار ذاته لا يمكنهما ان يصطدما ببعضهما البعض ابد، وتمتلك كواكب المشتري والمريخ ونبتون نيازك "طروادية" ترافقها ايضا فضلا عن قمرين من اقمار زحل، واكتشف العلماء في كالة الفضاء الاميركية النيزك الذي يبعد 80 مليون كيلومتر عن الارض بفضل التلسكوب "وايز" (وايد-فيلد انفراريد سورفير اكسبلورير)، ولطالما اشتبه العلماء بان نيازك "طروادية" ترافق الارض الا انهم لم يتمنكوا من اثبات ذلك بسبب صعوبة رؤيتاها في وضح النهار لان نور الشمس يغطيه، وقال مارتن كونورز الاستاذ في جامعة اثاباسكا الكندية والمشرف الرئيسي على الدراسة التي نشرتها "نيتشر" حول الاكتشاف "الا ان التسلكوب "وايز" غير المعادلة ووفر لنا رؤية يصعب الحصول عليها من الارض"، ونيزك الارض "الطروادي" الذي اطلق عليه رسميا اسم "2010 تي كاي 7" لديه مدار غير انتظامي يبعده عن القمر مسافة اكبر من النيازك الاخرى من هذا النوع اذ انه يتحرك فوق خط المدار وتحته وهذا ما لفت انتباه العلماء، وقام كونورز وفريقه بمسح للسماء من كانون الثاني/يناير 2010 الى شباط/فبراير 2011 مستخدمين بيانات اضافية وفرها التلسكوب المشترك بين كندا وفرنسا وهاواي في مونا كيا في هاواي في محاولة لمعرفة مكان وجود النيزك "الطروادي"، وقال كونورز ان "مدار النيزك ثابت لمدة الف سنة على الاقل" واقرب مسافة له من الارض ستكون 24 مليون كيلومتر في السنوات المئة المقبلة على ما اكدت الناسا. بحسب فرانس برس.

شكل القمر الأرضي

من جهتهم قال علماء ان التصادم والاندماج الذي حدث في قديم الأزل بين قمرين كانا يدوران حول الأرض يفسر السبب الذي يجعل القمر الحالي منبعجا نوعا ما وأن جانبه البعيد عن الارض يحتوي على صخور أكثر من الجانب الذي يواجه الأرض، وتشير الأبحاث التي نشرت في دورية (نيتشر) العلمية الى أن القمر الحالي كان يرافقه في قديم الازل قمر آخر أصغر يبلغ نحو واحد على ثلاثين من كتلته، وكان القمران يدوران حول الارض الواحد تلو الآخر قبل أكثر من أربعة مليارات سنة.لكن اريك اسبوج وهو عالم كواكب في جامعة كاليفورنيا بسانتا كروز قال انه مع دوران القمرين بعيدا عن الارض تعرضا لتأثير أكبر من قوة الجاذبية الشمسية مما أدى الى اختلال مدارهما المُشترك والتسبب في وضعهما في مسار تصادمي، وأضاف اسبوج أنه بعد نحو 100 مليون سنة من التعايش اصطدم القمر الأصغر في نهاية الأمر بالقمر الأكبر في تصادم استمر لعدة ساعات وأدى الى اندماج الكتلتين. بحسب رويترز.

ووقعت كل هذه الأحداث على بعد نحو 129 ألف كيلومتر فقط من الارض أي نحو ثلث المسافة الحالية من القمر والتي تبلغ نحو 400 ألف كيلومتر، وخلص العلماء الى أن هذا الاتحاد العنيف يفسر الكثير فيما يتعلق بالاختلاف الواضح في القمر الحالي بين جانبه الجبلي البعيد عن الارض والجانب الآخر القريب من الارض والذي يحتوي على سهول شاسعة يمكن رؤيتها في السماء ليلا من على الارض، كما يفسر التصادم بين القمرين عدم اتساق شكل القمر نظرا لانبعاجه اكثر على الجانب البعيد من الارض وهي مسألة لم تكن تفسرها بشكل مقنع قوة المد المنبعثة من الارض، كما يدلل على حدوث التصادم تنوع تركيبة قشرة القمر اذ يحتوي الجانب القريب من الارض على كميات أكبر بكثير من البوتاسيوم والمعادن النادرة والفوسفور، وقال اسبوج أن هذه العناصر كانت متركزة في المادة المنصهرة التي تمر بمرحلة تبريد تحت سطح القمر والتي تناثرت على الجانب الاخر نتيجة شدة التصادم.

نجوم على حافة المجرة

من جهة اخرى اعلنت جامعة زيورخ السويسرية أن فريقا من علمائها بالتعاون مع فريق من جامعة (كاليفورنيا - سانتا كروز) الامريكية قد اكد وجود نجوم على الحافة الخارجية لمجرة درب التبانة، واشار بيان صادر عن الجامعة ان الفريق العلمي السويسري الامريكي المشترك قد تمكن من تحديد تلك النجوم بعد نجاح محاكاة تشكيل المجرة باستخدام حاسوب عالي السرعة في (المركز الوطني السويسري للحوسبة الفائقة)، كما تؤكد نتائج المحاكاة الجديدة ان المجرات البدائية تتكون من غازات ونجوم في مركزها وتشكلت بالفعل بعد مليار سنة من وقوع الانفجار الكبير وذلك قبل فترة طويلة من ظهور المجرات كما نعرفها الان، ويتوقع العلماء امكانية رؤية تلك النجوم على الهالة الخارجية للمجرة من خلال الجيل القادم من التلسكوبات والمسابر الفضائية بينما تساعد النتائج الحالية في تعديل المعلومات المتعلقة بتوزيع اشعاعات الغازات الساخنة حول قرص المجرة المركزي، وتغلب الفريق العلمي على مشكلتين اساسيتين اعترضتا محاكاة عمل المجرات الحلزونية على الحاسوب وهما اما ان محاكاة تلك المجرات كانت تظهر عددا هائلا من النجوم في مركزها على عكس الواقع أو ان كتلة النجوم في مركزها كانت ضخمة للغاية ما يعطي نتائج غير منطقية في كلتا الحالتين. بحسب وكالة الانباء الكويتية.

وتكمن اهمية تلك النتائج في نجاح العلماء للمرة الاولى في محاكاة نظام معقد مثل تشكيل مجرة درب التبانة بصورة اقرب ما يكون الى الواقع ما يعد ايضا دليلا قاطعا على أن النظريات الاساسية لعلم الفيزياء الفلكية صحيحة، واهتمت الدوائر العلمية بتلك النتائج ونشرتها دورية (استروفيزيكال جورنال)، وتعد تلك النتائج نجاحا للمركز السويسري للحوسبة الفائقة بعد نجاحه العام الماضي في محاكاة مجرات متناهية الصغر ونموذج عالي الدقة يحاكي تشكيل مجرة تضم 790 مليار كتلة شمسية و 6ر18 مليار جزيئ كمثال على انتاج الغازات والمادة المظلمة، وتحتوي مجرة (درب التبانة) أو المعروفة ايضا باسم (درب اللبانة) وفق التسمية الاغريقية على ما بين 200 إلى 400 مليار نجم ويبلغ عرضها حوالي 100 ألف سنة ضوئية وسمكها حوالي ألف سنة ضوئية، وتوجد المجموعة الشمسية على حافة تلك المجرة التي تبعد نحو ثلثي المسافة عن مركز المجرة.

ناسا وصاروخها العملاق

من جانبها كشفت ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) مؤخراً عن خطط لتصنيع صاروخ عملاق يصل الي اعماق الفضاء ويحمل روادا الى القمر والمريخ ومواقع أخرى أبعد من المحطة الفضائية الدولية، وسيتكلف مشروع الصاروخ عشرة مليارات دولار حتى 2017 الموعد المقرر لاطلاق اول رحلة تجريبية فيما يعرف (بنظام الاطلاق الفضائي) من مركز كنيدي الفضائي بولاية فلوريد، وهناك ستة مليارات دولار أخرى مخصصة لبناء الكبسولة (اوريون) التي ستحمل رواد الفضاء الى اعماق الفضاء وهي مأخوذة من مبادرة (كونستيلشن) لاستكشاف القمر التي ألغتها حكومة الرئيس باراك أوبام، وبالاضافة الى ذلك سيجري انفاق ملياري دولار على تجديد قاعدة اطلاق المركبات الفضائية التابعة لناسا في فلوريدا لتستوعب الصاروخ الجديد، وسيكون الصاروخ الجديد اشد قوة من صاروخ الدفع ساتورن الذي استخدم في عهد المركبات الفضائية ابولو والذي حمل اطقما ومعدات الى القمر بين عامي 1969 و1972، وقال بيل جيرستنماير مساعد مدير عمليات الفضاء في ناسا للصحفيين في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية "هذه خطوة هائلة للامام وتتيح لنا بالفعل المضي قدما في الاستكشاف"، ويأتي هذا الاعلان بعد جدال لمدة عام مع الكونجرس بشان تكلفة المشروع والهدف منه والمواصفات الفنية، وعلقت ادارة اوباما خططها لحين حصولها على تقدير للتكلفة من جهة مستقلة بشان (نظام الاطلاق الفضائي). بحسب رويترز.

كوكب  يستمتع بغروبين

على صعيد مختلف اورد علماء في صحيفة جورنال ساينس ان النهار في الكوكب كبلر - 16 بي ينتهي بغروب مزدوج، وفي مشهد يذكر بقصص الخيال العلمي اكتشف باحثون باستخدام ملاحظات رصدتها مركبة الفضاء كبلر التابعة لادارة الطيران والفضاء الامريكية ناسا كوكبا بعيدا يدور في فلك نجمين وهي المرة الاولى التي يتم فيها تاكيد مثل هذه الظاهرة، وشوهدت النجوم الثنائية التي تعد بمثابة شمسين يدوران حول بعضهما البعض من قبل وشك علماء فلك في وجود كواكب حولها لكن ملاحظات كبلر هي الاولى التي تؤكد وجود هذه الظاهرة، ومهمة كبلر هي البحث في الجزء الذي تقع فيه الارض من مجرة الطريق اللبني للبحث عن كواكب مشابهة للارض فيما يوصف "بالمنطقة الصالحة للسكنى" التي ليست قريبة جدا او بعيدة جدا عن النجوم التي تدور في فلكها. بحسب رويترز.

من خلال الكمبيوتر

من جانب اخر أزاحت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) النقاب عن تطبيق تفاعلي جديد يعمل من خلال الإنترنت، ويتيح للمستخدم العادي إمكانية القيام برحلة عبر النظام الشمسي باستخدام بيانات بعثات الفضاء الفعلية، ويحمل هذا البرنامج اسم «نظرة على النظام الشمسي» وهو يجمع بين تكنولوجيا ألعاب الفيديو وبيانات وكالة ناسا، ليصنع بيئة محيطة تسمح للمستخدم بالسفر على متن سفينة فضاء افتراضية واستكشاف النظام الشمسي، وتعتمد المؤثرات البصرية ومواقع الكواكب والمناورات التي تقوم بها سفينة الفضاء على بيانات فعلية دقيقة تم جمعها خلال بعثات الفضاء، ويقول مدير قسم علوم الكواكب في مقر وكالة ناسا بواشنطن جيم جرين، «هذه هي المرة الأولى التي يستطيع فيها الجمهور التعرف إلى النظام الشمسي بالكامل، ومشاهدة بعثاتنا الفضائية وهي تتحرك بالتوقيت الفعلي»، مضيفاً أن هذا التطبيق يعكس الالتزام المستمر من جانب «ناسا» لتقاسم علومنا مع الجميع، وتستخدم البيئة الافتراضية محرك ألعاب «يونيتي» لإظهار أشكال الكواكب والأقمار والمذنبات وسفن الفضاء وهي تتحرك عبر النظام الشمسي، ويقول المدير التنفيذي في مكتب الاتصال والتعليم في مختبر المحركات النفاثة بوكالة ناسا، ومقره في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا بلاين باجيت «أصبحت لك مطلق الحرية كي تجوب النظام الشمسي، وأن تشاهد الأشياء التي تراها سفن الفضاء التابعة لوكالة ناسا لحظة بلحظة، من دون أن تتحرك من أمام شاشة الكمبيوتر». بحسب وكالة الانباء الالمانية.

النفايات الفضائية

الى ذلك أفاد فريق استشاري من الخبراء في الأول من أيلول/سبتمبر أن قطع الحطام التي تدور حول الأرض في مدار منخفض تُشكِّل خطراً جسيماً يهدد المركبات الفضائية ورواد الفضاء ويجب على وكالة الفضاء الأميركية ناسا أن تضع خطة ترمي إلى التخفيف من وطأة هذا الخطر، وتتعقب وكالة الفضاء الأميركية حوالي 22 ألف قطعة من هذا الحطام الذي يعرف بالنفايات الفضائية، ولكن التقرير الذي أصدره المجلس القومي للأبحاث (NRC) في الأول من أيلول/سبتمبر يقدر أن هناك 500 ألف قطعة من النفايات بطول 10 سنتمرات أو أقل تدور سابحة هناك في الفضاء، ولكن ماذا بشأن قطع الحطام التي يقل طولها عن سنتمتر واحد؟، يقدر المجلس القومي للأبحاث بأن هناك عشرات الملايين من هذه القطع، من الأقمار الصناعية المهجورة، والمعدات المفقودة من البعثات، وشظايا الطلاء، والحطام الفضائي، والنيازك تُشكِّل الركام المداري الذي لا يمكن إلا ان يزداد سوء، واستناداً إلى التقرير الذي يحمل العنوان "الحد من مخاطر الاصطدام بالمركبات الفضائية في المستقبل"، من الأرجح ان تصطدم الأشياء الموجودة مع قطع حطام أخرى فينتج عن ذلك أجزاء إضافية أصغر حجماً، مما يؤدي إلى زيادة احتمالات حصول اصطدامات إضافية وفشل أقمار صناعية". بحسب موقع أي أي بي.

وحاولت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) مراقبة النفايات الفضائية منذ عام 1979، ولكنه من غير الممكن تعقب الأجزاء الصغيرة بواسطة التكنولوجيات الحالية، فالنيازك الصغيرة هي جزيئات صغيرة جداً من مذنبات او كويكبات تسافر عبر الفضاء وتغير اتجاهها نحو الغلاف الجوي للأرض، ومرة أخرى لا يستطيع العلم في يومنا الحاضر تتبع مساراتها باتجاه كوكبن، واعتمدت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بعض المعدات الوقائية لمركباتها الفضائية، وبنوع خاص شكل من التدريع يضاف إلى المحطة الفضائية الدولية ولكن المشكلة بدأت تتنامى وتتجاوز فعالية التكنولوجيات السلبية والتكاليف التي تضيفها إلى كلفة المهمات، ويبدو وكأن إرسال طاقم تنظيف إلى الفضاء يُشكِّل حلاً، ولكن التقرير يشير إلى تعقيدات القانون الدولي التي تحدّ من القيام بمثل هذا الجهد، ولقد صدرت نسبة سبعين بالمئة من القطع الموثقة للنفايات الفضائية من مركبات فضائية غير أميركية، وتمنع السوابق القانونية الدولية على أي دولة واحدة أن تقوم بجمع أو التخلص من قطع تعود ملكيتها إلى حكومة أخرى، وفي حين أن تقرير المجلس القومي للأبحاث يحدد المشكلة بالتفصيل فإنه لا يقدم حلولاً جاهزة، ويوصي المجلس وكالة الفضاء الأميركية بالتعاون مع وكالات تجارية وقومية ودولية من أجل استنباط الحلول لتجنب الاصطدام مع قطع الحطام، وتخفيف احتمالات حصولها، ومراقبتها.

المركبة أُبورتشونيتي

بينما غادرت المركبة الفضائية الجوالة "أُبورتشونيتي" الأرض منذ وقت طويل، وقضت ما يزيد عن سبع سنوات وهي ترصد، وتأخذ عينات، وتجوب سطح كوكب المريخ، اما العلماء العاملون في مختبر الدفع النفاث (JPL) والذين يدرسون البيانات المرسلة من المركبة أعلنوا في الأول من أيلول/سبتمبر ان أحدث رقعة من أرض المريخ التي تستكشفها الآن مركبة أبورتشونتي تنتج صخوراً لا تشبه أي شيء جرت دراسته في السابق، ووصلت المركبة الجوالة قبل عدة أسابيع إلى حافة فوهة بركان كبير أطلق عليه العلماء اسم "إنديفور"، وقال ستيف سكويرز، المحقق الرئيسي لمركبة أبورتشونيتي في جامعة كورنيل، في تعليق له خلال مؤتمر صحفي عقدته وكالة ناسا، "إن هذه الصخرة مختلفة عن أية صخرة شوهدت في السابق على المريخ"، كما لو أن الوصول إلى إنديفور قد "أعطانا ما يساوي موقع هبوط ثانٍ لمركبة أبورتشونيتي"، وكان لدى فريق مركبة أُبورتشونيتي أسباب للاعتقاد بأن بعض المظاهر الصخرية على حافة فوهة بركان "إنديفور" ربما يعود تاريخها إلى وقت مبكر من تاريخ كوكب المريخ وهي تشمل معادن طينية قد تكون ملائمة للحياة.

وقال ري أرفيدسون، المحقق الذي يعمل في هذه المهمة من جامعة واشنطن في سانت لويس، إنهم يوجهون المركبة الجوالة نحو حيد صخري "يبدو وكأنه صخرة ترسبية مقطوعة ومملوءة بعروق من مادة ربما أوصلتها إليها المياه"كانت مركبة أبورتشونيتي تعمل لفترة أطلقت عليها وكالة ناسا "ساعات عمل إضافية إكرامية" منذ عام 2004، بعد أن أكملت المركبة مهمتها التي استغرقت 90 يوماً والتي صممت من أجلها، وهي دراسة تاريخ الظروف البيئية في مواقع توحي الآثار بوجود الماء عند نقطة ما في الماضي السحيق، وجدت مركبة أُبورتشونيتي والمركبة التوأم، سبيريت، مؤشرات جيولوجية إلى ماض مائي عند موقعين مختلفين جداً هبطتا فيه، وبعد انقضاء تلك الأشهر الثلاثة الأولى، وجّه العلماء المركبة الجوالة إلى مواقع أخرى على سطح المريخ للاستمرار في البحث عن دليل لوجود الماء، واستمرت المركبة في إرسال بيانات مفيدة إلى الأرض حتى عام 2010، عندما فُقد الاتصال به، وحتى هذا الوقت، قطعت مركبة أُبورتشونيتي مسافة تزيد عن 30 كيلومتراً، أي اكثر من 50 مرة من المسافة التي خططت لها مهمتها في الأساس، خدمت مركبة أُبورتشونيتي مدة أطول مما كان متوقعاً على الإطلاق لذلك، يمكن أن تعاني من فشل النظام في أي لحظة، وفي هذه الأثناء يشعر فريق العلماء العاملين في مختبر الدفع النفاث (JPL) بالسرور لدراسة أية مشاهد جديدة لكوكب المريخ ترسلها هذه المركبة، وسوف تبدأ قريباً مركبة جوالة من الجيل الجديد رحلتها إلى كوكب المريخ ومن المتوقع أن يبدأ إطلاقها في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر وستدوم رحلتها مدة ثلاثة أسابيع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 29/أيلول/2011 - 30/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م