مواطنو كربلاء: الشارع العراقي فقد الثقة بقادته

استياء متزايد بسبب البون الشاسع بين مرتبات موظفي الدولة

عصام حاكم

 

شبكة النبأ: لا تخفي السيدة شيماء الكرغولي استيائها المستمر من الأداء السياسي والإداري للنخبة الحاكمة في العراق، خصوصا بعد فشلهم المستمر في إرساء الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي أيضا طوال الثمان سنوات الماضية.

حيث تقول شيماء والتي تعمل صحفية في مدينة كربلاء المقدسة وسط العراق، أصبحت لا أبالي بطبيعة الحراك السياسي الحالي، على الرغم من كوني اعمل في مهنة على تماس مباشر بهذا الصعيد.

وتتابع، كما بت اشعر أنني غير معنية بأي ممارسة ديمقراطية قادمة في المستقبل، ان كانت على صعيد الانتخابات البرلمانية او حتى المحلية.

وتسود مشاعر الإحباط الكثير من العراقيين بعد ان استنفذت الحكومة العراقية جميع وعودها دون اي تحسن ملحوظ على الوضع الخدمي، سيما على صعيد إمدادات الطاقة الكهربائية، بالإضافة الى فشل القوى الأمنية في الحد من الخروقات الحاصلة بين الفينة والأخرى.

وتشير الكرغولي خلال حديثها لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، الدولة العراقية فشلت في وضع برامج محددة تحسن من الواقع المعاش، فضلا عن سقوط معظم القيادات السياسية في دائرة الشبه، او التورط في ملفات فساد إداري أو مالي.

أما الحقوقية إيمان وادي هي الأخرى ابدت امتعاضها على ما تعتبره البون الشاسع بين معدلات الرواتب التي تمنحها الدولة لموظفيها، سيما بين الموظف البسيط ورجالات السياسة الحاليين، فتقول، يبلغ راتب المسئول ما يوازي مرتب مئات المتقاعدين وبعض الموظفين، مما يؤكد غياب العدالة الاجتماعية في العراق.

وتشير، في الوقت الذي أصبح المواطن العراقي يبحث عن فرصة عمل خارج البلاد أملا في تحسين واقعة الاقتصادي، نلحظ ضخامة الرواتب الممنوحة للسادة الوزراء وأعضاء البرلمان ووكلاء الوزارات وأصحاب الدرجات الخاصة.

من جانبه يرى الشيخ نزار التميمي وهو باحث إسلامي في مدينة كربلاء المقدسة ان الواقع المعيشي في العراق بات من ابرز الإشكاليات الاجتماعية التي تضاف الى جملة القضايا التي يعاني منها المواطن، فيقول، الثراء الفاحش الذي بات يتمتع به بعض الساسة وموظفي الدولة الكبار يمثل ظلما وغياب واضح للعدالة اجتماعية.

ويشير التميمي في حديثه لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، انها مخالفة للشرع ومخالفة للعقل ومخالفة للمروءة، وتتعارض مع جميع الأعراف الإنسانية والأخلاقية.

ويتساءل، وإلا كيف يبرر السادة المسئولين وهم من اقسم على خدمة البلاد والعباد تمتعهم بأفضل الأحوال المعيشية في حين ترزح معظم قطاعات الشعب تحت الفاقة والعوز.

الى ذلك تستشهد الشابة آلاء حسين ومن منطلق دراستها لتاريخ الدولة العراقية بسيرة الزعيم العراقي الراحل عبد كريم قاسم، والذي يعتبره الكثير من العراقيين مثال لكفاف اليد والنزاهة، فتقول، قام الرئيس المذكور بالتبرع بقطعة ارض ورثها عن والدته وهي كانت كل ما يملك بحسب المقربون منه في سبيل تشييد مدرسة في قضاء الصويرة الى مستوصف، ودون اي مقابل.

وتتساءل آلاء، هل يقدم ساسة العراق الجدد على مثل تلك الخطوة في سبيل التخفيف من ازمة السكن، او تييد مرافق صحية يعاني العراق من قلتها؟.

وتجيب في الوقت ذاته، على العكس، فالسادة الوزراء أصدروا قرارا بتمليك كل واحد منهم قطعة في قلب بغداد وعلى شواطئ دجلة، دون الالتفات الى أزمة السكن التي يعاني منها المواطن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/أيلول/2011 - 28/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م