المشهد اليمني... انحدار قريب الى الهاوية

شبكة النبأ: تشظت التوقعات بعد عودة صالح الى اليمن، خصوصا بعد ان جزم الكثيرين عدم اقدامه على مثل تلك الخطوة سيما بعد نجاته من موت محقق اثر محاولة اغتياله، الا ان الرئيس اليمني أجهض في ليلة مفاجأة آمال المطالبين باقالته عندما قرر العودة.

فيما بدى المشهد اليمني في الوقت الحالي اكثر ضبابية عما كان، مع غياب رؤية او خارطة طريق تنهي الازمة القائمة منذ عدة شهور، مما قد يمهد دون ادنى شك الى زيادة احتمال اندلاع حرب اهلية شرسة خلال الفترة القادمة، بعد ان انقسم الجيش الى موالي لصالح ومنشق مؤيد للثورة.

مفترق طرق

فقد عاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى بلاده فجأة مثلما غادرها وسواء كان يعتزم تفعيل انتقال للسلطة او القضاء على الاحتجاجات فان بلده صار برميل بارود يتجه نحو حرب اهلية.

وتختمر الاحتجاجات منذ ثلاثة شهور بينما يشهد اليمن مأزقا سياسيا في حين تعافى صالح في السعودية من محاولة اغتيال في يونيو حزيران.

لكن محاولات المحتجين تصعيد الاحتجاجات الاسبوع الماضي اشعلت قتالا ضاريا بين القوات الموالية لصالح والقوات المنشقة عنه التي تزعم انها تؤيد المعارضة. وخلفت الاشتباكات نحو 100 قتيل من المحتجين واستغل صالح الفرصة وانسل عائدا في جنح الظلام دون ان يعرف احد باستثناء قلة من حراس الامن.

وقال عبد الغني الارياني المحلل السياسي والمشارك في تأسيس حركة الصحوة الديمقراطية ان عودة صالح في وقت مثل هذا نذير شؤم وربما تشير الى انه يعتزم استخدام العنف لحل الازمة مضيفا ان هذا امر خطير.

وعلى مدى خمس سنوات كانت الانفجارات تدوي في انحاء عاصمته الواقعة بين جبال صخرية.

وابقت المخاوف من القناصة الذين يتربصون فوق اسطح المباني المحتجين على مدى اشهر في منطقة لا تتجاوز مساحتها اربعة كيلومترات اعادوا تسميتها "ساحة التغيير" وادخلت الرعب في قلوب السكان الذين يشعرون بأنهم محاصرون.

واسوأ السيناريوهات هو ان يرفض المتشددون في الحزب الحاكم - الذي يرأسه صالح بعد ان جرأتهم عودته - العودة الى مائدة المفاوضات الامر الذي يبقي على احتمال اشتعال فتيل حرب اهلية. وقال الارياني ان انصاره سيشعرون انهم في موقف اقوى وسيرفضون التسوية وهو ما يعني بشكل اساسي موت العملية السياسية.

ودعا صالح الذي يحكم اليمن الذي يعمه الفوضى منذ 33 عاما الى وقف اطلاق النار لدى عودته من اجل اجراء المحادثات على الرغم من تراجعه ثلاث مرات عن توقيع اتفاق لنقل السلطة. بحسب رويترز.

وقال جريجوري جونسين خبير الشؤون اليمنية بجامعة برينستون "انه تكتيك جديد" ويرى خطوة صالح بوصفها فرصة للتصرف كشخصية تدعو الى التضامن والتكاتف بهدف استعادة قبضته على السلطة. واضاف "هو رأى وضعا متدهورا ودمويا ورأى فرصة للعودة كشخصية وطنية تجمع شتات البلاد ..فعل ذلك في التسعينات وفي 2006 واعتقد انه يحاول فعله مرة اخرى."

لكن مع التوتر الشديد في الاوضاع في صنعاء فقد يأتي هذا الاسلوب بنتائج عكسية. وقال "يعود (صالح) في اسوأ اللحظات ومن المرجح ان يفاقم هذا الوضع."

ودفعت عودته غير المتوقعة حتى حليفته السابقة الولايات المتحدة الى مطالبته بالتنحي وترتيب انتقال كامل للسلطة والسماح لليمن "بالمضي قدما". وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في نيويورك "الشعب اليمني عاني بما فيه الكفاية ويستحق طريقا نحو مستقبل افضل."

والسيناريو الاخر هو ان القادة السعوديين سمحوا لصالح بالعودة كي ينقل في نهاية المطاف السلطة لاشخاص سيواصلون التعاون مع المملكة التي مولت صالح لفترة طويلة للمساعدة في القضاء على جناح نشط للقاعدة في اليمن. وقال غانم نسيبة وهو محلل وشريك في مؤسسة كورنر ستون جلوبال للاستشارات "اذا لم يكن هناك اي شيء لهم (السعوديين) لما سمحوا له بالعودة."

وقادت الرياض مبادرة خليجية لنقل السلطة في اليمن. واحدثت عودة صالح صدمة لدى الدبلوماسيون الموجودين في صنعاء لمحاولة التوصل لاتفاق لكنهم قالوا انه قد تكون هناك بارقة أمل. وقال مفاوض "اذا كان يستهدف التفاوض فالامل ان تقلل المحادثات المباشرة حالة البلبلة ووجود من يحاولون عرقلة فرص التقدم السياسي. قد يحمل ذلك انباء سارة."

وايد القيادي بالمعارضة محمد المتوكل هذا الرأي قائلا انه متفائل بشأن عودة صالح وانها ربما تجعل الوضع تحت السيطرة وان صالح قد يوقع المبادرة الخليجية. وقال انه لا يعتبر عودة صالح تصعيدا. وما يتفق عليه معظم الناس هو ان الانتفاضة المندلعة منذ ثمانية اشهر في اليمن بلغت منعطفا حاسما. وسئل عما تعنيه عود صالح فقال دبلوماسي مقيم في الرياض في ايجاز "انها سيئة حقا".

واذا تمسك صالح بالسلطة فقد يعقب ذلك حرب شاملة تهوي بالبلاد الى أتون معركة فوضوية بين الفصائل القبلية للمتمردين في الشمال والانفصاليين في الجنوب ومتشددي القاعدة الذين يتحركون لاستغلال هذه الفوضى.

وفي صنعاء وحدها يتعين حل مواجهة ثلاثية. فنجل صالح احمد علي صالح الذي يسيطر على الحرس الثوري يمانع في تخلي اسرته عن السلطة. وصادق الاحمر الزعيم القوي لاتحاد قبائل حاشد يقف في جانب المحتجين ويشتبك رجاله المدججون بالسلاح مع قوات الامن بضراوة دفعت سكان الحي الذي يعيش فيه الى الاختباء تحت الارض.

ويعتقد دبلوماسيون انه وشقيقه قطب الاعمال حميد الاحمر يشعران بالتهميش في المحادثات السياسية ويخشيان من فقد نصيبهما من ثروة اليمن. وفي هذه الاثناء يشتبه بأن اللواء علي محسن الذي مثل انضمامه للمحتجين ضربة قوية لصالح انخرط في اشتباكات مع القوات الحكومية الاسبوع قبل الماضي ربما بدافع من الاحباط من ان المحادثات السياسية قوضت دوره كثقل مرجح لميزان القوى في اليمن.

وايا كان المنتصر فسيتعين عليه تلبية مطالب عشرات الالاف من المحتجين الذين شلوا وسط صنعاء ويتعهدون بالبقاء في ساحة التغيير برغم اراقة الدماء الى ان تنتهي جميع الدلائل على وجود النظام.

أمريكا تطالبه بالتنحي

من جانبهم رأى معارضوه في عودته محاولة لاعادة التنظيم للحرب وقالوا انهم يتوقعون المزيد من اراقة الدماء في حين اتسم رد فعل انصاره بالفرح وقالوا انه قد يتمكن من استعادة النظام. وقال اكرم الاغبري الذي يعمل بوابا "انا سعيد.. انه رجل شريف وعظيم. انا اعرف انه عائد ليوقف هذا العنف الفظيع. الناس هنا بدونه يعرفون فقط كيف يحكمون بالسلاح لكن بعودته شاهد بنفسك.. سيعيد البلاد الى سابق عهدها."

وقال عبد الغني الارياني المحلل السياسي والمشارك في تأسيس حركة الصحوة الديمقراطية ان العنف قادم. وقال "هذه نذير شؤم. العودة في وقت كهذا على الارجح يعني انه ينوي استخدام العنف في حل الموقف. هذا خطير.

وانتشى انصار صالح وانطلقت محطات الاذاعة في بث أغنيات احتفالية وتجمع الالاف في مظاهرة مؤيدة لصالح ولوحوا بالاعلام وقرعوا الطبول وأطلقوا أبواق سياراتهم. وحذر التلفزيون اليمني الناس من اطلاق النار في الهواء احتفالا خوفا من اصابة المارة.

وفي ساحة السبعين بصنعاء مركز تجمع انصار صالح وصف الامام الذي القى خطبة الجمعة صالح بأنه نبض قلب اليمن والسعد والحب والعقل ورحب بعودته. وتصور الكثير من اليمنيين انهم شهدوا نهاية صالح عندما سافر الى السعودية في يونيو حزيران لتلقي العلاج بعد انفجار قنبلة في قصره الرئاسي واصابته بحروق شديدة.

ويشارك صالح بالفعل في المحاثات التي يتوسط فيها مجلس التعاون الخليجي من اجل رحيله عن السلطة وسبق ان وعد اكثر من مرة بالتنحي لكنه تراجع عن وعوده. وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة انها تريد من صالح توقيع الخطة التي قدمها مجلس التعاون الخليجي والتي تتضمن استقالة الرئيس.

وقال ياسر عامل التنظيف في احد الفنادق "لا اصدق انه عاد. ما كان يجب ان يعود... كأشخاص عاديين سئمناهم جميعا.. المعارضة والحكومة. الا يرون انهم سيدمرون هذا البلد.."

والجمت عودة صالح المفاجئة المعارضة السياسية والمحتجين والدبلوماسيين الذين يتوسلون اليه كي يرحل. ونفى اثنان من اعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن ان تكون عودة صالح نهاية للخطة الخليجية لنقل السلطة والتي تتضمن تسليمه السلطة الى نائبة عبد ربه منصور هادي.

وقال ياسر اليماني لتلفزيون الجزيرة ان المبادرة ما زالت فعالة وان هادي سيواصل الحوار من اجل انشاء الية ملزمة لتحقيق المبادرة الخليجية.

وتنص الخطة الخليجية على تنحي صالح خلال ثلاثة اشهر من توقيعه اياها. ووافق صالح ثلاث مرات على التوقيع لكنه تراجع في المرات الثلاث في اللحظات الاخيرة.

وقال مفاوض رفيع لرويترز انه لم يتوقع عودة صالح لكنه قال ان التعامل مع الرئيس وجها لوجه ربما يجعل الامور اسهل.

وتؤدي السعودية التي تشترك مع اليمن في حدود يبلغ امتدادها 1460 كيلومترا دورا رئيسيا في اليمن منذ عقود وقدمت الدعم لحكومة صالح لابعاد خطر القاعدة عنها وقادت محادثات اقليمية بشأن نقل السلطة.

واقام صالح في قصر فخم بالرياض. ويقول بعض المحللين ان السعودية ربما لم تكن تسمح لصالح بالعودة من دون التوصل الى اتفاق على الارجح.

وقال غانم نسيبه وهو محلل وشريك في شركة كونرستون جلوبال للاستشارات في لندن "انا متأكد انه تحدث بشأن عودته مع الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية خلال اجتماعهما ليل الاثنين." واضاف "السعوديون يريدون في حالة رحيلة ان يكون اي انتقال للسلطة في مصلحتهم ولا يؤدي الى تشكيل حكومة مناهضة للسعودية. اذا لم يكن هناك شيئا لمصلحتهم ما كانوا سمحوا له بالعودة."

وتوجه الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الى صنعاء جوا هذا الاسبوع في محاولة لاحياء الاتفاق لكنه غادر بعد يومين دون ابداء اي علامه عما اسفرت عنه جهوده.

السعودية مترددة

من جهتها بدت السعودية على الرغم من أنها قوة اقليمية لها من الثقل ما يمكنها من التأثير على الاتجاه السياسي في اليمن فانها غير قادرة فيما يبدو على اتخاذ قرار بالضغط على الرئيس علي عبد الله صالح ليتنحى وهي الخطوة التي قد تجنب بلاده شبح الحرب الاهلية.

ويقول محللون ان أسرة ال سعود الحاكمة منقسمة حول كيفية فرض نفوذها على جارها اليمن الذي يتمركز به تنظيم القاعدة بجزيرة العرب وقد تنقسم البلاد على أسس اقليمية وطائفية مما يهدد بانتشار الفوضى في ممرات ملاحية مهمة لشحن النفط في البحر الاحمر وخليج عدن.

وصالح الذي أصيب بحروق خطيرة في هجوم بقنبلة موجود في العاصمة السعودية الرياض منذ يونيو حزيران ووضعه السياسي محير لانه لا يعتبر في المنفى رسميا وفي نفس الوقت لا يقود بلاده قيادة كاملة.

وفي حين يبدو هناك اتفاق واسع النطاق بين أسرة ال سعود على أن حليفهم القديم ضد تنظيم القاعدة يجب أن يرحل فان أعضاءها مختلفون على من هو الاصلح للسيطرة على البلاد التي تدخل انتفاضتها ضد حكم صالح الشمولي شهرها التاسع. ويحكم صالح اليمن منذ 33 عاما.

ويقول غانم نسيبة وهو شريك في شركة (كورنرستون جلوبال) للاستشارات "هناك خلاف واضح في الرأي (داخل الاسرة الحاكمة) حول رؤيتهم لليمن بعد صالح." وأضاف "هناك من هم في النظام ممن يشعرون بارتياح اكبر ازاء مزيد من الديمقراطية في اليمن... وهناك اخرون لا يريدون أن يحدث هذا."

وقتل نحو 75 شخصا في اليمن منذ يوم الاحد اثر تصاعد أعمال العنف بدءا باطلاق الرصاص على المحتجين وانتهاء بالقتال بين الفصائل المسلحة المؤيدة والمناوئة لصلاح مما يزيد المخاوف من قرب اندلاع حرب أهلية. بحسب رويترز.

وتستضيف السعودية صالح في قصر حكومي فخم مكسو بالرخام في الرياض تصاحبه حاشية كبيرة من رجال الامن والمساعدين السياسيين. وهو يرفض حتى الان المناشدات الامريكية والاوروبية والخليجية لتنحيه.

ويعتقد محللون أن كبار أعضاء الاسرة السعودية الحاكمة جميعا متحدون الان حول فكرة ازاحة صالح من السلطة لكنهم لم يتفقوا بعد من الذي يجب أن تدعمه الرياض في ظل القبائل والفصائل العسكرية والسياسية اليمنية المتعددة.

ويقول روبرت جوردن وهو سفير سابق للولايات المتحدة في الرياض "من الصعب في مجتمع قبلي كثير الاجزاء معرفة النظام واللاعبين التاليين الذين تريد أن تدعمهم." واستطرد قائلا "لكنني أعتقد ان السعوديين لعبوا دورا بناء بتقديم الرعاية الطبية لصالح في الرياض والحرص على بقائه هناك (بدلا من عودته الى اليمن)."

ويقول اسعد الشملان استاذ العلوم السياسية بالرياض ان السعودية تريد استقرار اليمن وأن تكون له حكومة قوية قادرة على السيطرة على أراضيه ولا تتيح مجالا لتنظيمات "ارهابية" مثل القاعدة.

وتعتبر السعودية أن حدودها الوعرة غير المحكمة مع اليمن عند طرف شبه الجزيرة العربية أسوأ تهديد أمني لها.

وأصبح العمق القبلي باليمن ملاذا ليس لمتشددي القاعدة الذين يطمحون الى اسقاط الملكية السعودية وحسب بل ايضا لمسلحين من الطائفة الزيدية الشيعية الذين امتدت حربهم ضد صالح عام 2009 الى الاراضي السعودية لفترة قصيرة.

وأعلن وقف لاطلاق النار في صنعاء يوم الاربعاء وقالت مصادر بالمعارضة والحكومة ان المفاوضات مستمرة بشأن خطة خليجية يترك صالح بموجبها الحكم وهي المبادرة التي تراجع عن توقيعها ثلاث مرات.

والتقى صالح مع العاهل السعودي الملك عبد الله الى جانب عدد من كبار المسؤولين لكن لا توجد بوادر على التوصل الى اي اتفاق. وكان الامير سلطان ولي العهد السعودي مهيمنا على سياسة الرياض تجاه اليمن لكن منذ مرضه في الاعوام القليلة الماضية تدخل أمراء اخرون وهيئات حكومية بشكل وثيق.

تاريخيا كان الاعضاء البارزون بالاسرة الحاكمة ينشئون شبكات المحسوبية الخاصة بهم من رجال القبائل والساسة في اليمن بالاستعانة بالهدايا والمبالغ النقدية والنفوذ السياسي.

وقال الشملان ان مسألة اليمن بالنسبة للسعودية هي في الاساس ليست مسألة سياسة خارجية انها مسألة أمن قومي لها بعد في السياسة الخارجية ولهذا يهتم بها الكثير من الاجهزة في الحكومة السعودية.

والملك عبد الله هو صاحب القرار الاخير لكنه في اواخر الثمانينات من عمره وكان يعاني من مشكلة في ظهره اواخر العام الماضي. وفوض العاهل السعودي رئيس المخابرات السعودية الامير مقرن في بعض المسائل المتعلقة بالسياسة اليمنية.

كما أن وزير الداخلية الامير نايف وابنه نائب وزير الداخلية الامير محمد الذي يقود جهود المملكة لاجتثاث تنظيم القاعدة لهما مشاركة وثيقة في القضية اليمنية.

وينحي مساعدون لصالح (69 عاما) جانبا الاشارات الى أن سلطاته تقلصت بسبب اقامته في الرياض ويؤكدون أنه لايزال مسيطرا على الحكومة اليمنية من خلال المحادثات الهاتفية المستمرة مع المسؤولين وأفراد عائلته.

وتعهد صالح بالعودة الى الوطن في العديد من اللقطات التلفزيونية التي أعدت بعناية لاظهار تحسن حالته الصحية منذ ظهر للمرة الاولى بعد محاولة اغتياله الفاشلة وبه اثار حروق شديدة وقد لف رأسه بالضمادات.

وقال عبده الجندي نائب وزير الاعلام اليمني ان من المؤكد أن الرئيس سيعود الى الوطن حين ينهي فترة النقاهة.

ويقول المحتجون اليمنيون انهم يقاتلون من اجل الديمقراطية للتخلص من نخبة حاكمة تتسم بالفساد والمحسوبية تحت قيادة صالح أعاقت تنمية البلاد.

ويتجاوز معدل البطالة 35 في المئة ويعيش 40 في المئة من اليمنيين على دولارين في اليوم او اقل في حين يعاني الثلث من سوء التغذية.

وحتى الان استطاع صالح الذي شبه حكم اليمن ذات مرة بالرقص على رؤوس الثعابين تفادي التوقيع على خطة لنقل السلطة أعدت بوساطة دول الخليج المجاورة ولم يتنازل عن السيطرة على اجهزة الامن اليمنية واحتفظ بها من خلال ابنائه وابناء اخوته.

في الحقيقة يبدو أن صالح يفهم جيدا الديناميكية التي تحرك سياسة السعودية تجاه اليمن والتي تتطلب الا يكون اليمن شديد الضعف او شديد القوة.

وقال الشملان انه بما ان صالح ضيف فان هناك بعض العادات التقليدية التي تلتزم بها السعودية. وعبر عن اعتقاده بأنه لا يمكن احتجازه او فرض قيود عليه.

حقائق- الرئيس اليمني علي عبد الله صالح

- استغل صالح الممسك بزمام السلطة منذ اكثر من ثلاثة عقود الصراعات الداخلية مع المتمردين الحوثيين في الشمال والمتمردين الماركسيين في الجنوب وعناصر القاعدة في الشرق للحصول على معونات خارجية ودعم عسكري وتقوية قاعدة سلطته.

- اشرف صالح على توحيد شطري اليمن الشمالي والجنوبي عام 1990 وعمل منذ ذلك الحين على كسر شوكة المتمردين والانفصاليين.

- انتخبه البرلمان رئيسا في اكتوبر تشرين الاول عام 1994 وأضيح أول رئيس ينتخب بالاقتراع المباشر في سبتمبر ايلول عام 1999 بعد أن فاز بنسبة 96.3 في المئة من الاصوات. وأعيد انتخابه في سبتمبر أيلول 2006 لدورة جديدة مدتها سبع سنوات عام 2006.

- انضم عدد من حلفاء صالح الى المحتجين المحبطين من تفشي الفساد وارتفاع البطالة. ويعيش نحو 40 في المئة من السكان على دولارين في اليوم او اقل ويعاني ثلثهم من جوع مزمن.

- قدم صالح تنازلات شفهية كثيرة خلال الاحتجاجات التي بدأت في يناير كانون الثاني منها وعد بالتنحي مقابل منحه حصانة من الملاحقة القضائية. ووافقت المعارضة على خطة سلام توسطت فيها دول مجلس التعاون الخليجي.

- لم يوقع صالح بعد على اي خطة وتراجع ثلاث مرات في الدقائق الاخيرة عن توقيع اتفاق. وأطلق هذا في مايو ايار الشرارة لاقتتال بشوارع صنعاء بين قواته واتحاد قبائل حاشد القوي بقيادة صادق الاحمر الذي تدعم عائلته الاحتجاجات المطالبة بالاطاحة بصالح.

- أجبر القتال الاف السكان على الفرار من صنعاء وزاد من احتمالات الفوضى وهو ما قد يفيد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن ويهدد السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم. وقتل مئات في اليمن منذ بدأت الاحتجاجات من بينهم أكثر من 100 شخص لقوا حتفهم في العاصمة صنعاء في قتال جديد بين الموالين لصالح والمعارضين له منذ 18 سبتمبر أيلول.

- لحقت بصالح اصابات بالغة عندما انفجرت قنبلة أو أكثر داخل المسجد الملحق بقصره الرئاسي في الثالث من يونيو حزيران. وأصيبت يداه وذراعاه بحروق بالغة وأصيب جسده بشظايا خشبية. وأنحت الحكومة باللائمة في الهجوم على رجال قبائل لكن صادق الاحمر حمل الحكومة المسؤولية قائلا انها تريد تبرير تصعيدها القتال في العاصمة. وتوجه صالح الى السعودية في اليوم التالي لتلقي العلاج الطبي وأمضى فترة نقاهته بها قبل أن يعود الى صنعاء اليوم الجمعة.

- خلال فترة تعافيه بالسعودية ظهر عدة مرات في وسائل الاعلام وأدلى بكلمات عبر فيها عن موافقته على النظر في احياء خطة السلام الخليجية وقال انه سيعود لليمن قريبا. وحثته الولايات المتحدة على ألا يعود.

- في وقت سابق من سبتمبر أيلول كلف صالح نائبه بتوقيع اتفاق لنقل السلطة واجراء حوار مع المعارضة نيابة عنه. ورفضت المعارضة هذا.

* ملامح من حياته:

- ولد صالح في مارس اذار عام 1942 في قبيلة تعيش قرب صنعاء وتلقى تعليما محدودا قبل أن يلتحق بالجيش كضابط صف عام 1958.

- ذاع صيته أول ما ذاع عندما عينه رئيس اليمن الشمالي أحمد الغشمي الذي كان من قبيلة حاشد التي ينتمي اليها صالح حاكما عسكريا لتعز ثاني أكبر مدينة في اليمن الشمالي.

- عندما اغتيل الغشمي في انفجار سيارة ملغومة في عام 1978 حل صالح محله كزعيم للشمال وسحق محاولة للاطاحة به بعد بضعة أشهر.

- تسبب احكام قبضته على السلطة في زيادة التوتر مع الجنوب وتحولت اشتباكات متفرقة الى صراع مفتوح بين الدولتين عام 1979 . وفي الثمانينات توصل الجانبان بشكل تدريجي لمصالحة توجت بوحدة عام 1990 .

- حاول الجنوبيون الانفصال عام 1994 مما أثار حربا أهلية سحقتها قوات صالح مما أتاح له تعزيز سلطته.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/أيلول/2011 - 27/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م