
شبكة النبأ: تسعى تركيا لزيادة نفوذها
في العالم العربي، إلى أن كثيرا من العرب باتوا ينظرون إلى رئيس
الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بوصفه رمزا للبطولة. فالنظرة العربية
إلى أردوغان تأتي في ظل الدور التركي في بعض القضايا الراهنة في الشارع
العربي، إضافة إلى ما يتعلق بفك الحصار على غزة والوقوف في وجه التعنت
الإسرائيلي.
واستخدمت تركيا لهجة قوية ضد إسرائيل لعدم اعتذار تل أبيب بشأن قتل
الأخيرة عددا من المواطنين الأتراك بعد مهاجمتها سفينة تركية العام
الماضي كانت في طريقها إلى فك الحصار الإسرائيلي على غزة.
وأضافت وول ستريت جورنال أن رئيس الوزراء التركي يسعى إلى توسيع ما
وصفته بالنفوذ التركي في المنطقة موظفا شعبيته المتزايدة من جهة
وسياسته المتشددة ضد إسرائيل من جهة أخرى لتحقيق طموحات بلاده.
وقد بدأ أردوغان جولة له في بعض الدول العربية ضمن الربيع العربي،
حيث حط رحاله البارحة في مصر قبل أن يتوجه إلى تونس ثم ليبيا. وتسائل
محللون سياسيون في مجلة تايم بشأن الاستقبال الحافل الذي لقيه أردوغان
في مصر، موضحة أنه تم استقباله وكأنه أحد كبار نجوم الروك العالميين،
مضيفة أن الشارع العربي بات ينظر إلى أردوغان على أنه بطل.
ورجح محللون سياسيون من ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
الذي وصل إلى القاهرة في زيارة تشمل مصر وتونس وليبيا، في وقت تشدد
بلاده موقفها تجاه إسرائيل، يسعى لجعل تركيا قوة مسيطرة في الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا.
وإن أردوغان يسعى عبر زيارته لتونس وليبيا إلى إظهار دعم تركيا
للبلدين، موضحة أن نظام تركيا الديمقراطي ذا الصبغة الإسلامية يمكن أن
يكون نموذجا في الدول الثلاث.
ويعتقد خبراء أن السلوك المتشدد لأردوغان تجاه إسرائيل، وهي الحليف
المقرب لتركيا، فتح له مجال الإعجاب في العالم العربي، خاصة وسط تأكد
العرب من فشل أوباما في مساعدة الفلسطينيين في حين يقدم كامل دعمه
لإسرائيل، مما أوهن شعبية ونفوذ أميركا في المنطقة.
وقبل مغادرته إلى القاهرة، قال أردوغان في حوار صحفي إنه رأى غيوم
الحرب تتجمع ضد إسرائيل العام الماضي عندما سقط تسعة أتراك برصاص الجيش
الإسرائيلي الذي هاجم قافلة الحرية، لكنه فضل التعامل بصبر مع الموقف،
وقال إن تركيا في المستقبل سترسل سفنا لحماية أي قافلة مساعدات لغزة.
لكن تركيا استفادت من التغييرات في العالم العربي لأنها ستتلاءم على
الأغلب مع الحكومات الديمقراطية الجديدة حتى وإن كانت على علاقة جيدة
بالحكومات السابقة.
أن تركيا تستطيع الاستفادة من الفراغ الذي تركته دول كبيرة مثل مصر
وسوريا، فهي الآن أضعف من السابق، كما أن العراق لم يتعاف بعد من عواقب
سقوط نظام صدام حسين.
وتختلف تركيا كثيرا عن إيران في أن لها عددا قليلا من الأعداء، وهي
سعت للتوسط في البرنامج النووي الإيراني الذي تتوجس منه، كما أن أنقرة
وطهران تملكان عدوا مشتركا وهو التمرد الكردي.
ولعبت تركيا دورا سياسيا مؤثرا في الساحة العراقية لقدرتها على
التوسط بين مختلف الأحزاب والطوائف الدينية والعرقية، كما أنها تلعب
دورا تجاريا متناميا فيه أيضا.
في سوريا انتقد أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد بسبب القمع الذي
يمارسه، ربما لأنه يعتقد أن النظام السوري لن يستمر على الأقل في شكله
الحالي، وفي ليبيا حيث ترددت تركيا في البداية لكنها أسرعت بقطع الطريق
مع القذافي عندما أعطت الثوار 300 مليون دولار عندما احتاجوا المال،
كما أن تركيا كانت تشارك بكثافة في عمليات البناء بليبيا.
ورجح خبراء ان عزلة إسرائيل والتحرك الديمقراطي العربي وضعف الدول
العربية وتناقص الدور الأميركي في المنطقة، كلها عوامل تصب في صالح
الموقف التركي، لكنها استدركت بأن النفوذ التركي يتنامى في المنطقة
لكنه يحتاج وقتا طويلا ليتحكم في أحداثها. |