تقاذفت المواطن العراقي المبتلى في بغداد وبعض المدن العراقية موجة
من التفجيرات الدامية برغم خطة فرض القانون.. توالت هذه الجرائم
الارهابية تباعاً حتى لا يكاد المرء يلتقط انفاسه وانتابته الحيرة..
واجتاحه القلق على مصيره ومستقبله.. احداث مثيرة للدهشة تعكس وحشية
ودموية اعداء العراق.. وشعبه المظلوم.
قد تتحقق نتيجة ايجابية هنا او هناك باتجاه دفع العملية السياسية
الى امام ولكنها قطعا غير متناسبة مع فداحة وعظم التضحيات اليومية
للعراقيين.. قد يظن العراقي المظلوم بين الحين والاخر بان المسافة
للأمل.. والامان.. باتت قريبة لكنه يصحو من حلمه على صوت مفخخة..
مذهولاً بخبر احمر ملطخ بدماء بريئة..
يملأ شاشات الفضائيات التي لم ولن تشبع وترتوي من بحر الدم المتلاطم
وخصوصا فضائيات الامجاد اليعربية التي استساغت تلك المشاهد البشعة
لترويج اعلاناتها الخيالية الارباح.
وهكذا يستبد الرعب بالعراقي المسكين في الحل والترحال.. حيث صار
هدفاً سهلاً للعبوات اللاصقة.. الناسفة.. ومفارز قطع الرؤوس التكفيرية
المنطلقة من مواطن الارهاب المحصنة.. تلك المفارز التي تجثم مطمئنة في
ربوع ديالى والفلوجة والموصل.. والبصرة... والنخيب.... وغيرها من المدن
والضواحي.. العراقية....
بل وامسى المواطن البريء هدفا لتلك الجماعات التي غلّبت الحقد
الطائفي والقبلي والعرقي على تلك الانتماءات والاصول الطيبة النبيلة
التي اتصف بها العراقيون الشرفاء منذ آلاف السنين وحتى سقوط جرذ
العفالقة الذليل صدام الذي يبدو انه قذف بعقيدته وصفاته في ضمائر ونفوس
هذه الجماعات.
ان وهم تغير المعادلة الطائفية والمذهبية لبعض الفئات اوجد هاجس
خوف.. وحاجز انعدام الثقة الذي بطبيعته ينحو منحاً قبلياً.. واشعل
حرباً تجاوزتها حتى المجتمعات البدائية في مجاهل الامازون... هذه الحرب
التي وجدت لها جذوراً زرعتها عقيدة العفالقة المجرمين على ارض العراق
الخصبة... الامر الذي ساعد في استحضار البعض لأحقاده الجاهلية وهيأ
ملاذا للزمر التكفيرية والبهائم الانتحارية القادمة من اقبية الظلام..
وقمامة التاريخ..
وانقادت كأنها السعالي للارتواء من دماء العراقيين حيث حولت ارض
الرافدين الى حلبة صراع مميت... برغم ايماننا بأن شمس الحق لا تحجبها
ظلامية الجاهلين...
|