العقاقير الطبية... بين دواء شاف وداء قاتل

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: منذ أن بدء الإنسان الاستفادة من الطبيعة في استخلاص العقاقير الطبية كعلاج لمختلف أنواع الأمراض والآلام التي عانى منه، وحتى تحولت هذه العملية إلى صناعة ضخمة تتبع قواعد رقابية صارمة وتنهج الطريق العلمي من خلال البحث والدراسة وإقامة التجارب السريرية للبت بمدى نجاح العلاج من فشله، وقد أضاف العلماء والصيادلة العديد من المواد الكيماوية إلى التركيبة الدوائية التي لم تعد تقتصر على الطبيعة في إعدادها من اجل الوصول إلى أفضل النتائج العلاجية الممكنة.

في السياق ذاته أظهرت العديد من التقارير والدراسات الطبية والمنشورة حديثاً إلى مجموعة من الحقائق الجديدة التي تضمنت بعضها أمور ايجابية كشفت عن إمكانية الاستفادة من بعض العقاقير في علاج العديد من الأمراض التي لم يتم تحديد الدواء المناسب له، في حين كشفت المجموعة الأخرى عن توقعات سلبية تتعلق بالتأثيرات الجانبية لبعض الأدوية ومدى فعالية المضادات الحيوية المستخدمة للقضاء على اخطر أنواع البكتريا وغيرها من الأمور التي تجعل الإنسان يعيش بين الأمل والقلق. 

مخاوف من نقص الأدوية

فقد أثار النقص في الأدوية الحيوية لا سيما تلك التي تساعد في مكافحة مرض السرطان مخاوف في الولايات المتحدة حيث غالبا ما تتسابق الهيئات المنظمة لاستحداث بدائل، ويشير تقرير صادر عن إدارة الأدوية الفدرالية (إف دي إيه) إلى أن عدد العلاجات المهمة التي من الصعب أو حتى من المستحيل الحصول عليها قد ارتفع بمعدل ثلاث مرات تقريبا من 61 إلى 178 ما بين العامين 2005 و 2010، ولا تستخدم أغلبية العلاجات النادرة إلا في المستشفيات وهي على سبيل التعداد لا الحصر الحقن المعقمة والعلاجات بالحقن الوريدي ومواد التخدير والمضادات الحيوية التي قد تحمل اسم العلامة التجارية أو لا تحمله، وتقول شيلي بورغس المتحدثة باسم إدارة الأدوية الفدرالية إن "المرضى ومنظمات الرعاية الصحية والمتخصصين في هذا المجال يخبروننا عن الأثر المريع لنقص الأدوية"، واضافت "سنواصل القيام بكل ما بوسعنا بموجب سلطتنا الحالية لحل مشاكل نقص الأدوية عند وقوعها"، لكن الإدارة تتعثر في جهودها إذ أنها لا تستطيع ان تجبر الشركات الصيدلانية الخاصة على انتاج بعض الأدوية أو تطلب منها إعلامها بعزمها التوقف عن انتاح دواء ما، على حد قول شيلي بورغس، وفي العام 2010، تمكنت الإدارة من درء 38 نقصا بعد أن أقنعت الجهات الصناعية بانتاج الأدوية أو المساعدة في حل المشاكل الانتاجية، لكن دراسة شملت 820 مستشفى أجراها في حزيران/يونيو اتحاد المستشفيات الأميركية أظهرت أن دواء مهما قد نفد من أغلبية المستشفيات خلال الأشهر الستة الماضية، وجاء في الدراسة أن 80% من المستشفيات أجلت علاجات المرضى بسبب شح الأدوية و70% منها قدمت علاجات أقل فعالية. بحسب فرانس برس.

ويقول مايك كوهن وهو صيدلي في منظمة "سيف ميديكل براكتيسيس" التي لا تبغى الربح "ينبغي أن نتنبه لما يحصل، فأنا لم أشهد حالة مماثلة في مسيرتي المهنية منذ أكثر من 40 عاما"، وقد استطلعت المنظمة منذ فترة وجيزة آراء 1800 اختصاصي في مجال الصحة فوجدت أن ثلث الأطباء وخمس الصيادلة قد عاينوا الآثار الوخيمة لنقص الأدوية عند مرضاهم التي وصلت إلى حالات وفاة، وتوضح سينتيا رايلي من جمعية "أميريكن سوسايتي أوف هيلث سيستم فارمسيستس" أن هذا "الازدياد الهائل" في نقص الأدوية يعزى بجزء منه إلى "مشاكل في النوعية" مضيفة "في أغلب الحالات، تواجه الجهات المصنعة مشاكل في الخطوط الانتاجية أو تعثر على جزيئات ما في القوارير فتضطر إلى استردادها"، وتخشى سينتيا رايلي تفاقم النقص في الأدوية في ظل اندماج الكثير من الشركات الصناعية الصيدلانية وتوقف الكثير منها عن انتاج الأدوية الجنيسة لأنها لا تدر أرباحا كبيرة"، فتقول "منذ بضع سنوات كانت خمس شركات تنتج الدواء عينه أما الآن فقد انخفض هذا العدد إلى شركة واحدة أو شركتين، ولا يتوفر العديد من الشركات لسد الفراغ"، وهي شانها شأن الكثيرين، على قناعة بأنه لا بد من تشريع جديد يسمح لإدارة الادوية الفدرالية بإجبار الشركات على إبلاغها بإغلاق خط إنتاجي قبل ستة أشهر مما سيوفر للوكالة المزيد من الوقت لإيجاد بديل، ويشار إلى أن مشروعي قانون يتمتعان بدعم كبير هما حاليا قيد المناقشة في الكونغرس، لكن لا بد أيضا من حل مشكلة أخرى ألا وهي ما يعرف بالسوق الموازية حيث يقوم موزعون بتجميع ادوية نادرة ثم بيعها للمستشفيات بأسعار خيالية، وقد يزداد سعر بعض الأدوية ألف مرة عن السعر العادي.

آثار جانبية

فيما بات من المعروف ان جميع الأدوية لها أثار جانبية، من أقراص الاسبرين العادية إلى المستحضرات العشبية، ومن الأدوية المعيارية المضادة للسرطان إلى مثبطات المناعة التجريبية، ورغم ذلك، يكاد يكون من قبيل المستحيل التنبؤ بالآثار الجانبية المهمة للعقاقير الطبية، أو ما يعرف باسم "الآثار الجانبية الخطيرة للدواء"، بالمفهوم الحالي، وذكر موقع "ساينس ديلي" الإلكتروني المتخصص في مجال الصحة والعلوم أنه يمكن لتكنولوجيا الشبكات العصبية التي يتم تغذيتها بالبيانات أن توفر لشركات الأدوية والعاملين في قطاع الرعاية الصحية أداة جديدة لتحديد الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة لأي دواء، وكشفت مجلة "ميديكال انجنيرنج آند انفورماتيكس" العالمية أن فريقا من جامعة الطب وطب الأسنان في ولاية نيوجيرسي الأمريكية ابتكر نموذجا جديدا أظهرت الاختبارات دقته بنسبة 87ر99% في التنبؤ بالآثار الجانبية الخطيرة، وبنسبة 100% للآثار غير الخطيرة، بعد أن تم تخزين عشرة آلاف ملاحظة طبية به، أوضح بينج-فانج ين، وزميلاه دينيش ميتال وشانكر سرينيفاسان، أن نشرات التحذير التي تحتويها عبوات الأدوية لا تسبب سوى إشاعة الخوف والقلق بين المرضى، في حين أن المنتجات التي يتم سحبها من السوق بسبب آثارها الجانبية الخطيرة المتكررة تقوض من صناعة الدواء، من وجهة نظر العاملين في صناعة الأدوية والمرضى. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ويمكن تبديد هذا القلق المتزايد من خلال تكنولوجيا جديدة، تنقذ حياة المرضى وسمعة الصناعة وتقلص تكاليف الرعاية الصحية، تراقب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية مدى سلامة الأدوية بصفة مستمرة، بيد أن هناك حاجة ملحة إلى تكنولوجيا يمكن أن تحدد الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة للدواء في مرحلة مبكرة قدر الإمكان من تطوير الدواء وترخيصه وتسويقه، لذا، ابتكر الفريق شبكة عصبية اصطناعية تعد نموذجا مطابقا لشبكة الخلايا العصبية في الكائنات الحية، في صورة برنامج الكتروني، تم تغذية هذا البرنامج ببيانات ترتبط بالأدوية وآثارها الجانبية الخطيرة المعروفة، فعند توقع نتيجة معروفة بصورة خاطئة، تظهر دائرة توضح تلك الروابط، ومع إضافة البيانات مرة بعد أخرى، يقوم النموذج المبتكر بإنشاء شبكة من "التوقعات" السليمة، وبعد تغذية البرنامج بالقدر الكافي، يمكن اختبار الشبكة على مجموعة أخرى من الأدوية، ويتم مقارنة النتائج بالآثار الجانبية الخطيرة المعروفة، وفي حال كان معدل الدقة عاليا بقدر كاف، يمكن حينئذ استخدام الشبكة للتنبؤ بالآثار الخطيرة للأدوية الجديدة، وأظهر الفريق دقة بنسبة 95% في الاختبارات الأولية، ويستخدم حاليا شبكة أكبر من البيانات تضم عشرة آلاف ملاحظة خاصة بجزيئات الأدوية والآثار الجانبية الخطيرة، لتأهيل الشبكة إلى مستوى أعلى من الدقة.

سلاح المضادات الحيوية

الى ذلك قال رئيس معهد روبرت كوخ الألماني إن استخدام المضادات الحيوية كسلاح ضد البكتريا يهدد بالانتهاء بسبب تزايد مناعة البكتريا ضد هذه المضادات، وأضاف راينهارد بورجر بمناسبة اليوم العالمي للصحة، "أرى أن خطر انتهاء المضادات الحيوية كعلاج كبير، لقد أصبح سلاح المضادات الحيوية باردا بشكل متزايد"، وحسب اتحاد الصيادلة الألماني فإن واحدا من كل أربعة أشخاص مؤمن عليهم صحيا عولج بالمضادات الحيوية مرة على الأقل عام 2009، وتعتزم الحكومة الألمانية مناقشة هذه المشكلة حيث قال وزير الصحة الألماني فيليب روسلر، "هدفنا هو خفض حالات العدوى"، وأشار روسلر إلى أن هناك مشروع قانون ينتظر أن يساعد على الحد من حالات العدوى في المستشفيات والتي لا يقل عددها عن 600 ألف حالة سنويا وحالات الوفاة التي تنتج عنها والتي قد تصل إلى 15 ألف حالة، ورأى روسلر ضرورة أن يفحص الأطباء المعتمدون مرضاهم للتأكد من عدم إصابتهم ببكتريا مستعصية على المضادات الحالية، كما أكدت وزيرة الزراعة الألمانية ايلزه أيجنر ضرورة مكافحة الأمراض التي تنتقل من الحيوان للإنسان وحذرت من استخدام المضادات الحيوية في علاج الحيوانات إلا في حالة الضرورة، وحسب تقديرات المعهد الألماني للعقاقير فإن أكثر من 18 مليون مؤمن عليه صحيا في ألمانيا تناول مضادات حيوية عام 2009 وذلك بمعدل علبتين من هذه المضادات لكل شخص حيث بلغ عدد علب المضادات الحيوية التي بيعت عام 2009 45 مليون علبة، ولم تتوفر بيانات خاصة بعام 2010 بعد. بحسب فرانس برس.

ويشار إلى أن العالم اكتشف المضادات الحيوية قبل أكثر من 100 عام وينتجها منذ نحو 70 سنة، وفي سياق متصل دقت منظمة الصحة العالمية نواقيس الخطر ضد الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية والذي يتم بلا أي اكتراث حسب المنظمة، وجاء في بيان المنظمة الذي نشر اليوم في كوبنهاجن بمناسبة اليوم العالمي للصحة أنه "في حالة الاستمرار في استخدام المضادات الحيوية بلا هوادة ودون اعتبار للضرورات التي يستوجبها هذا الاستخدام، فإن العودة للفترات التي سبقت هذه المضادات غير مستبعد لأنه حتى الجراثيم العادية نفسها ستصبح قادرة على مقاومة هذه المضادات مما يجعلها لا تستجيب للعلاج بها"، وحسب المقر الرئيسي للمنظمة في كوبنهاجن فإن 25 ألف شخص يموتون سنويا داخل الاتحاد الأوروبي بسبب العدوى ببكتريا مقاومة للمضادات الحيوية والتي ينشأ معظمها أثناء العلاج في المستشفيات، وحذرت منظمة الصحة العالمية من أنه إذا لم يتم استخدام المضادات الحيوية بشكل موضوعي وعملي فإن الجراثيم الأكثر شراسة تظل حية وتستطيع التكاثر مرة أخرى مما يمكن أن يؤدي إلى نشأة فصائل أخرى من البكتريا التي لا يؤثر معها استخدام أي نوع من المضادات الحيوية، وعن ذلك قالت رئيسة منظمة الصحة العالمية في أوروبا شوزانا ياكاب"، وصلنا إلى نقطة حرجة لأن مقاومة المضادات الحيوية المتوفرة وصلت إلى قدر غير مسبوق في حين لا يمكن توفير مضادات حيوية جديدة بالسرعة الكافية".

تحذير جديد من الباراسيتامول

في سياق متصل طلبت الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير "أف دي أيه" بأن تزود بعض مسكنات الآلام التي تباع بحسب وصفة طبية والتي تحتوي على مادة "باراسيتامول" بتحذير يشير إلى المخاطر المحتملة على الكبد، وهذه التحديثات لا تطال الأدوية التي تباع من دون وصفة طبية، وإنما فقط مجموعة من العقاقير التي تباع بحسب وصفة والتي تجمع مثلا ما بين "الكوديين" وكل من "البيركوسيه" و"الفيكودين" و"التيلينول"، كذلك طالبت وكالة "أف دي أيه" المصنعين بوضع حد لجرعة "الباراسيتامول" أو "الأسيتامينوفين" في كل حبة دواء لا يتجاوز 325 مليغراما، وذلك بهدف خفض مخاطر الإصابة بمشاكل في الكبد، وفي بيان، شرحت ساندرا كويدر من الوكالة أن "الجرعات الزائدة من المنتجات التي تباع بحسب وصفة طبية والتي تجمع ما بين عقاقير عدة تحتوي على "أسيتامينوفين"، تشكل نصف أسباب حالات القصور الكبدي التي ترتبط بمادة "أسيتامينوفين" في الولايات المتحدة والتي تتطلب حالات كثيرة منها عمليات زرع أو تؤدي إلى الموت"، واضافت كويدر أن "مخاطر إصابة الكبد تأتي بشكل خاص عندما يستهلك المرضى في الوقت نفسه منتجات عدة تحتوي على مادة "أسيتامينوفين"، متخطين الجرعة القصوى التي تحدد بأربعة آلاف مليغرام خلال 24 ساعة". بحسب فرانس برس.

كما أكدت مجموعة من الأطباء أن الدراسات العيادية التي أجريت على علاج "إينفيوز" من الشركة الأميركية "ميدترونيك" الهادف إلى تحفيز نمو العظام بعد جراحة العمود الفقري تغاضت عن آثاره الجانبية الخطرة والمميتة أحيان، ولم يشر أي من الاختبارات العيادية التي مولتها "ميدترونيك" وشارك فيها 780 مريضا أي آثار جانبية مرتبطة بـ"إينفيوز"، بحسب تحاليل هذه الدراسات التي أجراها الدكتور يوجين كاراجي وهو رئيس قسم جراحة العمود الفقري في كلية الطب في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا (غرب)، وتشير البيانات التي قدمت إلى المنظمة الأميركية للأغذية والعقاقير إلى أن ما لا يقل عن 50 % من المرضى يعانون آثارا جانبية، منها آلام في الساقين والتهابات وتكيس وأنواع من السرطان وعقم لدى الرجال، وكان علاج "إينفيوز" قد لاقى اهتماما متزايدا بعد موافقة المنظمة الأميركية للأغذية والعقاقير على طرحه في الأسواق سنة 2002، عندما بدأ بعض المرضى يعانون من آثاره الجانبية غير المتوقعة، ولكن الأرقام تشير إلى أقل من خمس وفيات من أصل نحو 500 ألف مريض خضعوا لهذا العلاج منذ بدء تسويقه، ويأتي نشر هذه التحاليل بعد بضعة أيام من مباشرة اللجنة المالية في مجلس الشيوخ تحقيقا لمعرفة ما إذا كان أطباء تابعون ل "ميدترونيك" تغاضوا عن التنبيه إلى الآثار الجانبية الخطرة لهذا العلاج في الاختبارات العيادية التي قاموا به، وكتب السيناتور ماكس بوكس (ديمقراطي) وهو رئيس اللجنة المالية والسيناتور تشاك غراسلي (جمهوري) "نحن قلقون جدا بعد ورود معلومات صحافية تلمح إلى أن أطباء أجروا تحاليل عيادية للتأكد من أمان "إينفيوز" وفعاليته، وكانوا يدركون أن هذا العلاج يمكن أن يتسبب بمضاعفات ولكنهم لم يعلنوا عن ذلك"، وأضافا "ما يفاقم المشكلة هو أن بعض الباحثين لديهم علاقات مالية مهمة مع "ميدترونيك"، طالبين من هذه الشركة تزويدهما بقيمة المبالغ التي دفعت إلى الأطباء الذين أجروا الاختبارات، ويوضح رئيس "ميدترونيك، عمر إشراق، قائلا "في حين أن مقالات مجلة "سباين جورنال" تطرح تساؤلات حول استنتاجات المسؤولين عن الاختبارات العيادية، إلا أنها لا تشكك في البيانات التي رفعتها "ميدترونيك" إلى المنظمة الأميركية للأغذية والعقاقير ولا في المعلومات المقدمة إلى الأطباء والمتعلقة بإرشادات استعمال "إينفيوز"، ويضيف "على أساس هذه البيانات، نحن مقتنعون بأن سلامة العلاج المصرح به لدى المنظمة الأميركية للأغذية والعقاقير والموجز على الورقة المرفقة بالدواء يسمح باستخدام "اينفيوز" من دون مخاطر"، ويؤمن "إينفيوز" ل "ميدترونيك" حوالى 900 مليون دولار من المبيعات، بحسب أرقام وسائل الإعلام.

الأسبيرين ضد السرطان

من جهتها أظهرت دراسة أميركية جديدة أن تناول الأسبرين للحماية ضدر سرطان القولون والمستقيم قد يكون فعالاً بل على الأغلب لدى من لديهم خطراً متزايداً للإصابة بالمرض بسبب ارتفاع معدل المؤشر البيولوجي للالتهاب في دمهم، وذكر موقع "هلث داي نيو" الأميركي أن الباحثين في مستشفى "ماستوستس" العام ومعهد "دانا فاربر" للسرطان، وجدوا أن ارتفاع معدلات مؤشر الالتهاب "sTNFR-2" مرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وأن هؤلاء الأشخاص هم من يستفيدون من تناول الأسبرين أو أي مضاد للالتهاب غير ستيرويدي، وقال الطبيب المسؤول عن الدراسة اندرو شان إن "هذه النتائج تظهر أن المؤشرات البيولوجية في الدم قد تساعد في تقرير إن كان ينبغي ان يتناول الشخص الأسبرين أو مضاد التهاب غير استيرودي لتقليص خطر إصابته بالسرطان"، لكنه أشار إلى أن طرق الالتهابات المزمة معقدة جداً، والأمر بحاجة لمزيد من الدراسات لفهم أية ردود فعل على الاتهابات من قبل الجسم مرتبطة على الغالب بتطور سرطان القولون والمستقيم، وقد حلل الباحثون في دراستهم عينات دم جمعت من العام 1989 حتى العام 1990 لـ 280 شخصاً أصيبوا في السنوات الـ 14 التالية بهذا النوع من السرطان، وقد قورنت التحليلات بتحليلات لـ 555 شخصاً آخر لم يصب بالسرطان. بحسب يونايتد برس.

تعويضات بسبب الادمان

من جهة اخرى حكم القضاء الفرنسي على مختبر الادوية البريطاني "غلاكسو سميث كلاين" بدفع تعويضات الى رجل يبلغ الحادية والخمسين مصاب بمرض باركنسون اكد ان تناوله دواء تنتجه هذه المجموعة دفعه الى ادمان الجنس والقمار، وقد حكمت محكمة نانت (غرب) على المختبر الذي ينتج عقار "ريكويب" بدفع 117 الف يورو الى ديدييه جامبار فضلا عن 11315 يورو الى الضمان الاجتماعي على ما جاء في حكم تلاه محامو مقدم الشكوى، وكان جامبار يطالب بتعويضات قدرها 450 الف يورو، فبين عامي 2003 و2005 عندما كان جامبار يتناول "ريكويب" لم تكن ورقة الارشادات المرفقة بالدواء تشير الى اثار جانبية مثل ادمان القمار او النشاط الجنسي المفرط الامر الذي دفع المحكمة الى اعتبار ان ريكويب "هو منتج فيه عيوب" نظرا الى هذا الاغفال، وباتت هذه الاثار الجانبية واردة على ورقة الارشادات المرفقة بالدواء، وهذا الدواء يحفز انتاج الدوبامين في الجسم، واصيب الرجل (51 عاما) المتزوج ولديه طفلان بادمان القمار ما تسبب بتبديده كل مدخرات عائلته ودفعه الى ارتكاب عمليات سرقة فضلا عن اصابته بنشاط جنسي مضطرب دفعه الى التعري على الانترنت والى التنكر بلباس امرأة، وقد توقفت هذه العوارض العام 2005 عند اوقف هذا العلاج لكنها ادت الى "صدمة نفسية كبيرة ناجمة عن نوبات النشاط الجنسي المفرط وادمان العاب الميسر" على ما افاد محاموه الذين استندوا الى اراء عدة خبراء وفحوصات، وقال بيار بولاك رئيس قسم طب الاعصاب في المستشفيات الجامعية في جنيف ونائب رئيس اللجنة العلمية لجمعية "فرانس باركنسون" ان من الاثار الجانبية الاخرى المحتملة "النشاط المفرط" و"بعض اشكال الادمان الغذائي" و"الشراء المفرط" و"تصرفات جنسيات مفرطة ومنحرفة احيانا"، لكنه اكد في قوله "قبل هذه الادوية كان مرض باركنسون مرضا خطيرا جدا ويجد المصاب به بعد سنوات قليلة نفسه في كرسي نقال ليموت بعد عشر سنوات، اما الان فيمكن التعايش مع هذا المرض". بحسب فرانس برس.

دراسة طبية

فيما كشفت دراسة أن الرجال متوسطي العمر الذين يستخدمون مضادات للاكتئاب أكثر عرضة للاصابة بضيق في الاوعية الدموية وهو ما يزيد من احتمالات الاصابة بأزمات قلبية وسكتات دماغية مقارنة بغيرهم الذين لا يتناولون هذه العقاقير، واظهرت دراسة على عدد من التوائم أدلة على تصلب للشرايين في قياس السمك الداخلي للشريان السباتي بصرف النظر عن نوع مضاد الاكتئاب المستخدم، واكتشفت الدراسة ان استخدام مضادات الاكتئاب تسبب زيادة قدرها 37 ميكرون في سمك الشريان السباتي او نحو خمسة في المئة، وشملت الدراسة 500 توأم من الرجال متوسط اعمارهم 55 عاما وعرضت في الاجتماع العلمي لطب القلب الامريكي في نيو اورليانز، وبين كل توأم من جملة 59 توأما يأخذ احدهما مضاد للاكتئاب دون الاخر، واظهر البحث ان الذي يتناول العقار يزيد لديه سمك البطانة الداخلية للشريان السباتي بمتوسط 41 ميكرون، وبم انه في كل عام يزيد سمك الشريان بعشرة ميكرونات تكون شرايين الشقيق الذي تناول العقار اكبر بأربعة أعوام عن نظيرتها لدى توأمه، وكانت دراسات سابقة ربطت بين الاكتئاب وزيادة مخاطر الاصابة بأمراض القلب ولكن الدراسة لم تعتبر الاكتئاب دليلا قويا على تصلب الشرايين، وقال الدكتور اميت شاه زميل طب القلب في جامعة ايموري في اتلانتا الذي عرض الدراسة "لاننا لم نر علاقة بين الاكتئاب في حد ذاته وضيق الشريان السباتي فذلك يدعم حجة انه من المرجح جدا ان مضادات الاكتئاب وليس الاكتئاب الفعلي قد يكون سبب هذه العلاقة"، وأضاف شاه "تذكرنا الدراسة بان الادوية يكون لها في الغالب اثار جانبية لا نشعر بها ويتعين علينا دوما ان نأخذ ذلك في الاعتبار، وتقدم هذه العقاقير الكثير من الفوائد ولكن يتعين التعامل مع كل حالة على حدة"، ورجح شاه ان تكون زيادة مستويات مواد كيميائية بعينها في المخ مثل السيروتونين والبافراز نتيجة استخدام مضادات الاكتئاب قد تسبب انقباض الاوعية الدموية مما يؤدي الى نقص في تدفق الدم الى الاعضاء وارتفاع الضغط وهو ما يزيد من خطورة الاصابة بتصلب الشرايين، وقال شاه "لانها كانت دراسة على توائم فقد اجرينا تحليلا دقيقا يقارن بين أشقاء متشابيهن جينيا بأي حال من الاحوال بنسبة تترواح ما بين 50 الى مئة في المئة ونشأوا في نفس البيئة". بجسب رويترز.

حقنة تخفف ألاضرار

على صعيد مختلف طوّر علماء بريطانيون حقنة بإمكانها أن تخفف من آثار السكتات القلبية والدماغية بنسبة تفوق الـ 60 في المئة.وأفادت صحيفة «دايلي مايل» أن الباحثين في جامعة «ليستر» اختبروا هذا العلاج على الفئران وحيوانات ثديية أخرى وعلى الدم البشري مخبري، ويأمل الباحثون بدء التجارب على البشر خلال سنتين، ويحتوي الدواء بشكل أساسي على جسم مضاد يمكن حقنه خلال 12 ساعة بعد الإصابة بالسكتات لوقف تضرر الخلاي، وذكر الأطباء أن الدواء يساعد ضحايا هذه السكتات عبر منع الجسم من مهاجمة خلاياه المحرومة من الأوكسيجين، وقال البروفسور ويلهلم ستوابيل الذي توصّل الى الاكتشاف، إن هذه النتائج قد تشكل «أكبر اختراق (طبي) على الإطلاق» في معالجة ضحايا أكبر سببين للوفاة في بريطاني، ويمكن لهذه الحقنة أن تستخدم أيضاً لمنع مهاجمة الجسم للأعضاء التي تزرع فيه، وقال ستوابيل، «المذهل هو أن الدواء يمكن أن يُعطى أثناء فترة طويلة تلي حصول السكتات». بحسب يونايتد برس.

اسعار  للدول الفقيرة

من جانبها عمدت عدد من شركات الدواء الكبرى الى خفض أسعار الامصال التي تنتجها لانقاذ ارواح السكان في الدول النامية في اطار جهود لتوفير الامدادات من خلال التحالف الدولي للامصال، ويمكن لسياسة خفض الاسعار التي عرضتها شركات كبيرة منها جلاكسو سميث كلاين وميرك وجونسون اند جونسون ان تسد فجوة تمويل تصل الى 3.7 مليار دولار للوفاء بما التزم به التحالف الدولي للامصال حتى عام 2015، وعرضت بعض الشركات خصما يصل الى 67 في المئة من السعر الحالي لمصل روتاريكس لعلاج الفيروس المعوي وهو ما يجعل سعر جرعة المصل ينخفض الى 2.5 دولار اي خمسة دولارات لتطعيم الطفل وتحصينه بشكل كامل، والاسهال هو واحد من أكبر سببين لاحداث الوفاة بين الاطفال الذين تقل اعمارهم عن خمسة أعوام على مستوى العالم والفيروس المعوي هو السبب الرئيسي لمرض اسهال الاطفال، وكل عام يموت أكثر من 500 ألف طفل بسبب اسهال له صلة بالفيروس المعوي، وفي عام 2009 أوصت منظمة الصحة العالمية بتضمين المصل الواقي من الفيروس المعوي في برامج التطعيمات لكن عددا كبيرا من الدول الفقيرة لم تتمكن من ذلك، وتعهد التحالف الدولي للامصال الذي يمول برامج تطعيم في دول لا تستطيع تحمل كلفتها بالعمل على توفير المصل المضاد للفيروس المعوي في 40 دولة على الاقل من الدول الفقيرة بحلول عام 2015، ويعاني التحالف من عجز في الميزانية قدره 3.7 مليار دولار لمشروعاته حتى عام 2015. بحسب رويترز.

دهان طبي ضد الافاعي

من جانب اخر قال علماء استراليون ان مركبا كيميائيا يستخدم في علاج امراض القلب قد يزيد من فرص نجاة ضحايا لدغات الافاعي، وفي بحث نشر بدورية نيتشر ميديسين قال الباحثون ان المركب المؤلف من اكسيد النيتريك يمكن ان يقلل بنسبة 50 في المئة الزمن الذي يستغرقه سم الافاعي في الوصول لمجرى الدم، وقال قائد فريق البحث ديرك فان هيلدين الاستاذ بكلية العلوم الطبية الحيوية بجامعة نيوكاسل في استراليا انه بهذا الوقت الاضافي يمكن للضحايا طلب المساعدة الطبية، واضاف هيلدين في مقابلة هاتفية "عندما تتعرض للدغة ثعبان تكون المواد السامة في هيئة جزئيات كبيرة وتحقن في الانسجة، ولا يمكن ان تدخل الاوعية الدموية لكبر حجمه، لذا يستولي عليها الجهاز الليمفاوي ويأخذها الى الاوعية الدموية"، وأوضح "ان الفكرة هي سد التدفق الليمفاوي، وقد جربنا ذلك وأبطأ بشكل ملحوظ التدفق الليمفاوي لدى الفئران وايضا لدى الانسان"، وفي تجربته دلك هيلدين وزملاؤه بمرهم يحتوي على مادة اكسيد النيتريك البقعة التي حقنت منها فئران بجرعات مميتة من سم الثعابين ولاحظوا انه ابطأ التدفق الليمفاوي بدرجة كبيرة، وقال "عاشت لاكثر من ساعة في المتوسط (دون المرهم) ولكن بعد وضعه على (مجموعة اخرى من الفئران) عاشت لنحو 90 دقيقة، اذا ما تمكنت من ابطاء التدفق الليمفاوي فان له تأثير كبير في النجاة"، وكان للمرهم نفس التأثير على أشخاص متطوعين رغم انهم في هذه الحالة حقنوا بمادة صبغية ضارة لها جزئيات بنفس حجم جزيئات سم الثعابين تقريب، وقال هيلدين ان اكسيد النيتريك يؤثر بابطاء حركة الضخ في الجهاز الليمفاوي والذي يبطيء بدوره انتقال السم الى مجري الدم، وتتسبب لدغات الثعابين في 100 الف حالة وفاة و400 الف حالة بتر اعضاء حول العالم كل عام أغلبها في جنوب وجنوب شرق اسيا وافريقيا جنوب الصحراء بسبب عدم توافر مضادات السموم بدرجة كافية. بحسب رويترز.

عقار قديم

في سياق اخر قال علماء في هونج كونج إن عقارا قديما لعلاج هشاشة العظام قد يكون فعالا في قتل عدد من فيروسات الانفلونزا من بينها انواع خطيرة للغاية على صحة الانسان مثل فيروس انفلونزا الطيور (اتش5 ان1)، وعلى عكس العقاقير المضادة للفيروسات التي تستهدف فيروسات الانفلونزا وتخفف من حدتها فان عقار باميدرونيت يعزز نوعا محددا من خلايا المناعة البشرية ويطلقه بقوة في مهمة للقضاء على خلايا مصابة بفيروسات الانفلونز، ووصف الخبراء الذين نشروا نتائجهم في دورية الطب التجريبي، خلايا المناعة التي يطلق عليها اسم خلايا (جاما-دلتا تي) بانها قادرة على تمييز الخلايا المصابة بفيروسات الانفلونزا وانها تحدث ثقوبا في غشاء الخلايا المصابة ثم تفرز وتحقن انزيما داخل الخلايا لتقتله، وقال الاستاذ الجامعي مالك بيريس عضو فريق البحث وعالم الاحياء الدقيقة في جامعة هونج كونج "العقار ينشط وينشر هذه المجموعة من الخلايا تي وتتزايد اعدادها بصورة كبيرة وتقتل تلك الخلايا المصابة بالفيروس من خلال افراز وحقن انزيم"، وخلافا للعقاقير المضادة للفيروسات والتي تواجه بشكل مستمر احتمال ان تصبح غير فعالة بسبب اكتساب الفيروسات مناعة ضدها فان هذا العقار لا يتعامل مباشرة مع فيروسات الانفلونز، وقال الاستاذ الجامعي لاو يو لونغ رئيس قسم طب الاطفال والمراهقين في الجامعة ذاتها "هذا العقار يعزز نظام مناعتنا الشخصي لذلك فان احتمال تكون مناعة ضده (وهو ما يؤدي الى مقاومة الفيروسات له) منخفضة"، واستخدم العلماء في تجربتهم فئران تجارب اعدت خصيصا لهذا الغرض وتم نزع نظام مناعتها الخاص واستبدل بمجموعة كاملة بنظام مناعة بشري، وقال بيريس ان العقار قد يكون حيويا في حالة تفشي وباء عالمي حين يتعذر انتاج اللقاحات وتوصيلها بالسرعة الكافية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 17/أيلول/2011 - 18/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م