ومن الحب ما... يدخل الأنفاق ويودع في السجون

 

شبكة النبأ: اضطر طاهر مسلماني من بلدة كفر قرع العربية في اسرائيل لعبور الحدود الاسرائيلية المصرية والدخول عبر الانفاق إلى قطاع غزة للقاء حبيته ريتا اسحق للمرة الاولى في مدينة غزة بعدما تعرف إليها من خلال الانترنت... وفي طريق عودته الى بلدته اعتقلته الشرطة الاسرائيلية لدخوله غزة بطريقة غير شرعية.

وطاهر مسلماني (23 عاما) مخرج غير متفرغ تعرف إلى الصحافية ريتا اسحق من مدينة غزة عبر الانترنت في احاديث عمل، ليصبحا صديقين قبل أن تتوطد علاقتهما وتتحول الى علاقة حب.

وروى طاهر مسلماني "تعرفنا إلى بعضنا في بداية العام. حاولنا ان نلتقي في مدينة رام الله في الضفة الغربية، وتقدمنا بطلبات لدى الإسرائيليين لاستخراج تصاريح.. لكنم رفضوا". بحسب فرانس برس.

واذا ما قال الشاعر محمود درويش "بين ريتا وعيوني بندقية"، فبين طاهر وريتا الفلسطينية انفاقا وحصارا بريا وبحريا مضروبا على قطاع غزة. فإسرائيل تمنع العرب الاسرائيليين من دخول قطاع غزة الا بتصاريح خاصة، كما لا تعطي سكان القطاع تصاريح خروج الا لمرضى وبعد معناة أو لحالات خاصة جدا".

وقال طاهر "بعد ان رفضت اسرائيل طلباتنا قررنا ان نلتقي في مصر وحددنا موعدا. لكنني تفاجئت بقول ريتا ان المعابر اغلقت ولن يتمكنوا من مغادرة غزة، وبالتالي علينا تاجيل اللقاء". وتابع "قلت لها ساحضر عبر الانفاق. ظنت باني امازحها. لكنني سافرت الى شرم الشيخ ومن هناك الى العريش ومن ثم الى معبر رفح الفلسطيني و بعدها دخلت مدينة غزة عبر الانفاق لرؤيتها.

ولفت إلى أن "الطريق كانت محفوفة بالمخاطر. في العريش علمت بأن وجودي غير قانوني من دون تصريح من المصريين. وخفت من الانفاق فهي محفورة بعمق اربعة امتار". وأضاف "لكن من شدة لهفتي لرؤية ريتا، هان علي الامر. وصلت غزة غير مصدق. كان الخوف قد زال. وعندما التقيت ريتا حضنا بعضنا البعض".

استغرقت رحلة طاهر يومين للوصول الى غزة، في حين أن هذه الرحلة لا تتطلب أكثر من ثلاث ساعات كحد أقصى لو كانت الطرقات مفتوحة. وتابع روايته "وصلت مرهقا ومعفرا بالتراب وكان مظهري وملابسي اشبه بالمشردين. في الحال قامت ريتا بشراء ملابس جديدة لي".

وأشار "لقد تآلفت روحينا قبل ان نلتقي. واحببنا بعضنا اكثر بعد ان التقينا". وتساءل "اذا لم نجازف من اجل من نحب.. ومن اجل احلامنا.. واهدافنا فمتى نغامر؟".

وقال "اسرائيل تمنعنا من ابسط حقوقنا الانسانية: ان نلتقي بمن نحب ونتزوج. فلا تعطينا تصاريح للدخول ولا تعطيهم تصاريح للخروج. لكننا عقدنا قراننا هناك. وعند خروجي من غزة كنت احمل معي عيون حبيبتي ريتا في قلبي.. إلى جانب خوفي من ان يقصف النفق او يعتقلني المصريون".

وعاد طاهر إلى إسرائيل. لكن "قبل ان انزل من المحطة المركزية صعدت الشرطة والمخابرات الى الحافلة وتوجهوا صوبي مباشرة وقيدوني بالأصفاد امام كل الركاب".

وتابع "انزلوني من الحافلة وقاموا بتفتيشي امام جميع الناس في المحطة. كان الشعور مهينا ولم ادرك لماذا قيدوني او لماذا اعتقلوني وقادوني الى سجن كيشون بالقرب من حيفا".

واوضح "في اليوم التالي علمت من المخابرات بأنني معتقل لانني دخلت قطاع غزة. وتمحور التحقيق حول وجودي في غزة ومن التقيت وهل اعتقلت هناك. فأظهرت لهم عقد الزواج وصور الخطبة. كنت مقيدا طوال الوقت وموضوعا في زنزانة متر في متر ومعزولا".

وأكمل روايته قائلا "في النهاية قالوا لي في المخابرات بأنني حر أن احب من اريد لكنهم لن يسمحوا لها بالقدوم والعيش في اسرائيل".

وكان طاهر قد اعتقل في 13 تموز/ يوليو وافرج عنه في 5 اب/اغسطس، وقد فرض عليه قرار منع السفر لمدة ستة اشهر".

من جهتها، قالت ريتا ان "حب طاهر لي جعلني احب نفسي اكثر. فلقد قام بقطع كل هذه المسافة من اجلي، وجعلني ابادله حبا اكبر". وأضافت كنا نتحدث وكنا نرى صور بعضنا البعض. وهناك امور كثيرة تجمعنا فكرية وثقافية وعاطفية".

وأشارت إلى أنه "عندما اخبرني بانه يريد اجتياز الانفاق لم اصدقه وخفت عليه منها. فمن الممكن ان ينهار النفق او يقصف في اية لحظة. وعندما رأيته في غزة تفاجئت ولم اصدق".

وعن تطابق شكل الانسان بين الصور على الانترنت وبين الحقيقة قالت "لم يكن الشكل شيئا مهما في علاقتنا لان روحينا انسجمتا معا". واستدركت "لكن كان جسمه اسمن مما توقعت". أضافت ضاحكة "قلت له عليك بتخسيس وزنك والا فلن اتزوجك".

واوضحت "لقد احببته اكثر عندما رايته. وقلقت عليه في طريق العودة خصوصا عندما سجن. كرهت نفسي. وشعرت بالاستياء. هو أتى الى غزة من اجلي وهو لا يعرف احد فيها سواي. ولم اتحمل بان يسجن ويتاذى. ومرضت كثيرا عندما سجن".

وختمت "فرحت عندما افرج عنه". وقالت ممازحة "خف وزنه في السجن، من دون أن يضطر للجوء إلى حمية ما". أضافت "اذا لم تنمحني اسرائيل تصريحا للعيش هناك او في رام الله، فنحن نخطط للزواج خارج البلاد حتى نبقى معا".

أوضح حسن جبارين مدير مؤسسة عدالة المدافعة عن الحقوق القانونية للاقلية العربية ان اسرائيل "سنت قانونا عام 2003 يمنع مواطني دول اسرائيل من ممارسة حياتهم العائلية في اسرائيل ان تزوجوا فلسطينيين من سكان الاراضي المحتلة الضفة الغربية وقطاع غزة او من مواطنين ايرانين وعراقيين وسوريين ولبنانيين".

من جهتها قالت منظمة بتسيلم الحقوقية الاسرائيلية ان اسرائيل ترفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في توحيد عائلاتهم في الاراضي المحتلة واسرائيل. وينبع هذا الموقف من اعتبارات سياسية تهدف الى تغيير البنى الديموغرافي فيها.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 17/أيلول/2011 - 18/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م