أفغانستان... المهمة المستحيلة

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: إن سرطان الإرهاب المنتشر في ربوع أفغانستان منذ سنين حولها إلى بلاد تعيش دوامة لا تنتهي من الصراعات والقتل والخطف والتفجيرات الانتحارية، فلا يكاد يمضي يوم من دون سماع وقع الانفجارات والدمار الذي الحق الدمار بالبنى التحتية وأخر تقدم البلاد وأرعب الشعب الأفغاني وجعل الأمن والأمان حلم صعب المنال.

ومع وجود شبكات وحركات إرهابية عالية التنظيم "كطالبان والقاعدة وشبكة حقاني" وتحالف العديد من القبائل معهم مع الطبيعة الجبلية التي وفرت الملاذ الأمن، جعلت مهمة قوات التحالف مع القوات الأفغانية في بسط سيطرتها على كامل الأراضي الأفغانية مهمة شبه مستحيلة، حيث أصبح الوضع هناك ربما أشبه بلعبة " القط والفأر" من خلال الكر والفر والانجاز والخسائر بين الطرفين المتنازعين من دون تحديد وجهة نهائية للقضية الأفغانية على ارض الواقع.

مطالب بتدريب افضل

فقد دعت روسيا وباكستان وطاجيكستان وافغانستان التحالف الذي يقوده حلف شمال الاطلسي في افغانستان الى تكثيف التدريبات للقوات الافغانية تمهيدا لانسحاب جنود التحالف الدولي الكامل من افغانستان، واطلق الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ونظراؤه الباكستاني آصف علي زرداري والافغاني حميد كرزاي والطاجيكي امام علي رحمنوف هذا النداء خلال قمة اقليمية عقدت في دوشانبي عاصمة طاجيكستان، وقال بيان مشترك ان "قادة الدول يؤكدون ان خفض الحضور العسكري الاجنبي في افغانستان يجب ان يرافقه تكثيف لجهود المشاركين في التحالف الدولي في مستوى تدريب القوات الافغانية"، وقررت الدول الاربع من جهة اخرى، التعاون بشكل اوثق لمكافحة التطرف وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة، وقال مدفيديف خلال لقاء على انفراد مع كرزاي "نحن على استعداد لزيادة تعاوننا مع افغانستان سواء على المستوى الاقتصادي او على مستوى الحوار حول القضايا الامنية"، ومن المقرر ان يغادر نحو عشرة آلاف جندي اميركي افغانستان هذا العام في اطار انسحاب تدريجي ينجز بنهاية 2014، والولايات المتحدة تنشر العدد الاكبر من جنود التحالف الدولي في افغانستان منذ نهاية 2001 للاطاحة بنظام طالبان، ويبلغ عديد جنود التحالف اليوم نحو 150 الف جندي، وشدد مدفيديف على وجوب ان تكون القوات الافغانية قادرة "على الدفاع عن البلاد ومكافحة المجموعات المتطرفة وتهريب المخدرات"، وقال ان روسيا مستعدة لاستثمار مئات ملايين الدولارات في مشاريع في مجال الطاقة مع افغانستان وباكستان اللتين يمكن ان تساهما في استقرار المنطقة، واضاف مدفيديف ان موسكو مستعدة "لاستثمار مبالغ كبيرة بمئات ملايين الدولارات" في مشروع يلحظ تزويد باكستان وافغانستان بالكهرباء انطلاقا من قرغيزستان وطاجيكستان، وتابع "ولكن ليحصل هذا الامر ينبغي اولا اتخاذ قرار بدعوتنا"، وكرر مدفيديف ان موسكو ترغب في المشاركة في مشروع انبوب الغاز تابي الذي يربط بين تركمانستان وافغانستان وباكستان والهند، وتعود فكرة هذا الانبوب الذي يناهز طوله الفي كلم وتبلغ قدرته ثلاثين مليار متر مكعب من الغاز سنويا، الى التسعينات، لكن المشروع تعثر بسبب عدم الاستقرار في افغانستان رغم انه يحظى بتاييد الدول الغربية. بحسب فرانس برس.

ارتفاع خسائر الجيش الاميركي

الى ذلك اعلنت وزارة الدفاع الاميركية مؤخراً مقتل ثلاثة جنود اميركيين اضافيين في اب/اغسطس في افغانستان ما يرفع حصيلة خسائر الشهر الاكثر دموية للجيش الاميركي منذ اندلاع الحرب عام 2001 الى 69 قتيل، وكان البنتاغون قد اعلن ان 66 عسكريا قتلوا خلال شهر اب/اغسطس، الا انه اعلن مقتل ثلاثة جنود اخرين، واوضح البنتاغون ان جنديين قتلا عند مرور مركبتهم فوق قنبلة يدوية الصنع في 25 اب/اغسطس في ولاية هلمند، وقتل جندي اخر في حادث سير في ولاية قندهار في 28 اب/اغسطس، واخطر حادث في اب/اغسطس على هذا الصعيد كان مقتل ثلاثين جنديا اميركيا من بينهم وحدة من القوات الخاصة التابعة للبحرية الاميركية (نيفي سيل) كانت على متن مروحية اسقطها مقاتلو طالبان، وتتجاوز حصيلة قتلى آب/اغسطس تلك التي سجلت في تموز/يوليو 2010 عندما قتل 65 اميركيا بحسب تعداد اجراه البنتاغون، ولا تزال القنابل يدوية الصنع السبب الرئيسي في الخسائر خلال السنوات الاخيرة على الرغم من جهود حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة لكشف هذه العبوات الناسفة، وفي 2011، قتل 418 جنديا اجنبيا في افغانستان بينهم 306 اميركيين بحسب موقع الكتروني مستقل، وفي المحصلة، قتل 1752 جنديا اميركيا في افغانستان منذ بداية النزاع بحسب هذا الموقع. بحسب فرانس برس.

هجمات مستمرة 

فيما كشف عن مقتل ثمانية اشخاص معظمهم شرطيون واصيب عشرة اخرون بجروح في هجوم لا يزال مستمرا استهدف المركز الثقافي البريطاني في كابول، وذلك بحسب حصيلة جديدة اعلنتها وزارة الداخلية الافغانية، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي ان احد المهاجمين ما زال يقاوم داخل مبنى المركز الثقافي البريطاني فيما علم عن وقوع انفجار جديد قوي في موقع الهجوم واستئناف اطلاق النار بعدما توقف، كما قتل سبعة مدنيين افغان واصيب ثمانية آخرون بجروح في انفجار دراجة نارية مفخخة في سوق في جنوب افغانستان، حسب ما قال مسؤولون، واستهدف الهجوم سوقا في ولاية اوروزغان بينما كان السكان يتسوقون، وقال خان اقا مياخيل مدير الصحة في الولاية "نقل ثمانية اشخاص الى المستشفى ووردتنا معلومات بمقتل سبعة مدنيين"، ووقع الانفجار في منطقة ديراود قرب الحدود الادارية مع اقليم هلمند، كما اكد التفاصيل مدير مجلس الولاية امان الله حتاقي، ويذكر ان جنوب افغانستان بين اخطر مناطق البلاد المضطربة وتتعرض كثيرا لعنف دام على مدار عشر سنوات من التمرد، ويعد المدنيون المتضرر الاكبر من الحرب في افغانستان التي ينتشر بها نحو 140 الفا من القوات الاجنبية، وكان العام الماضي هو الاعنف بالنسبة للمدنيين حتى الان حيث قالت الامم المتحدة ان 2777 مدنيا قتلوا خلاله، غير ان 1462 مدنيا قتلوا خلال النصف الاول من العام الحالي، بحسب ارقام الامم المتحدة، بزيادة 15 بالمائة عن نفس الفترة من العام الماضي، وتتحمل هجمات المسلحين 80 بالمائة من المسؤولية عن القتلى اجمال، وقد بدأت عمليات انسحاب محدودة لقوات اجنبية من افغانستان قبل استكمال انسحاب القوات القتالية الاجنبية بنهاية 2014. بحسب فرانس برس.

الى ذلك اعلن حاكم باروان عبد البصير سالانجي لشبكة التلفزيون الافغانية الخاصة ان انتحاريين هاجموا مكتبه في الولاية التي تبعد 50 كلم شمال كابول، وفجر انتحاري متفجرات كان يحملها مما سمح لخمسة رجال مسلحين بدخول المجمع الذي يضم المكاتب التي احترق جزء منها، حسبما اضاف الحاكم الذي قال ان المعارك مع قوات الامن مستمرة، وقال سالانجي في اتصال هاتفي من الولاية مع القناة الافغانية تولو نيوز ان "انتحاريا فجر نفسه ودخل الخمسة الآخرون مقر الحكومة، ووقعت خمسة انفجارات اخرى، وجزء من المجمع يحترق، انا في الداخل والمعارك مستمرة"، وتابع ان "هناك جرحى، رأيت جرحى"، وتبنى متمردو طالبان الهجوم، بينما اعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان ان مسلحا قتل جنديا فرنسيا في منطقة كابيسا شمال شرق افغانستان، وجاء في البيان "علم رئيس الجمهورية ببالغ الاسى بمقتل لفتناننت من كتيبة المشاة كولمار 152 في افغانستان"، وبمقتل اللفتناننت في مهمة دعم للقوات الافغانية، يرتفع الى 74 عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا في افغانستان منذ 2001، وقال البيان ان "هذه الهجمات الاخيرة رغم دمويتها لن تثبط عزيمة فرنسا، وتعكس شدة هجمات المسلحين اليائسة"، وطبقا لمصادر فرنسية فقد وقع الحادث بينما كانت القوات الفرنسية والافغانية تقوم بعملية دورية في جنوب منطقة كابيسا على بعد نحو 10 كلم جنوب تاغاب، وقتل جندي فرنسي واصيب اربعة اخرون مؤخراً في كابيس، ومن بين الجنود ال74 الفرنسيين الذين قتلوا منذ مساهمة فرنسا في العملية التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان في 2001، قتل 22 هذا العام وحده، وينتشر نحو 4000 جندي فرنسي في افغانستان معظمهم في كابيسا، وقال ساركوزي انه سيسحب جميع الجنود بحلول 2014.

قطع التمويل

من جانبها قالت الولايات المتحدة انها اتخذت خطوات تستهدف قطع تدفق الاموال وغيرها من المساعدات الى قائد في شبكة حقاني المسلحة التي تنشط في افغانستان وباكستان، وقالت وزارة الخارجية ان الوزيرة هيلاري كلينتون اصدرت امرا تنفيذيا وقعه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في عام 2001 بحق القائد سانغين زادران في محاولة لقطع الاموال عن ارهابيين مفترضين، واضافت "نتيجة لذلك فقد تم تجميد اية ممتلكات تقع ضمن سلطة الولايات المتحدة القانونية يمكن ان يكون لسانغين اية مصلحة فيها، كما يحظر على اي شخص اميركي القيام باية تعاملات معه"، كما ان اللجنة الدولية للعقوبات ادرجته على القائمة السوداء في عام 1988 وهو الاجراء الذي قالت الوزارة انه يلزم جميع الدول الاعضاء في الامم المتحدة تجميد ارصدة زادران وفرض حظر على سفره وعلى بيع الاسلحة له، وقالت الوزارة ان "زادران هو حاكم الظل لولاية باكتيكا الافغانية وقائد شبكة حقاني" التي تتمركز في ولاية شمال وزيرستان في منطقة القبائل الباكستانية، وتعتبر شبكة حقاني المرتبطة بطالبان اخطر عدو للقوات الاميركية المنتشرة في شرق افغانستان، وقد اسسها جلال الدين حقاني ويديرها ابنه سراج الدين، وتعتبرهما واشنطن "ارهابيين عالميين"، والقيت على الشبكة مسؤولية عدد من اكثر الهجمات دموية ضد القوات الاميركية في افغانستان بما في ذلك هجوم انتحاري على قاعدة اميركية في ولاية خوست الشرقية في عام 2009 قتل فيه سبعة من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه)، وقالت الوزارة ان "زادران يساعد المقاتلين في هجماتهم في مناطق جنوب شرق افغانستان، ويعتقد انه خطط ونسق حركة مئات المقاتلين الاجانب في افغانستان"، وربطت الوزارة بين زادران والعديد من الهجمات التي استخدمت فيها العبوات الناسفة المصنعة يدويا، وتشتبه بانه خطط لعمليات خطف افغان واجانب في المنطقة الحدودية بين باكستان وافغانستان، واضافت ان زادران هو احد مساعدي سراج الدين حقاني. بحسب فرانس برس.

استهدف شركة مرتبطة بالاطلسي

من جانب اخر افادت الشرطة في قندهار ان اربعة عناصر من قوات الامن قتلوا وجرح ثمانية اخرون مساء الاثنين نتيجة تفجير انتحاري استهدف مكاتب شركة تؤمن معدات لوجستية للحلف الاطلسي في مدينة قندهار التي تعتبر معقلا لطالبان، وقال قائد الشرطة في جنوب افغانستان الجنرال سالم احساس ان ثلاثة انتحاريين هاجموا مكاتب شركة سوبريم المتعاقدة مع الحلف الاطلسي لتقديم معدات لوجستية لقواته، من دون ان يتمكنوا من الدخول اليه، واضاف ان اربعة حراس افغان، اعضاء في شركة خاصة مكلفين امن الشركة، قتلوا وجرح ثمانية اخرون بينهم ثلاثة نيباليين، واوضح ان الانتحاري الاول قام بتفجير سيارته امام مدخل المجمع، ثم قام الانتحاري الثاني يتفجير حزام ناسف كان يرتديه امام المدخل ايضا، في حين قتل حراس المنشأة الانتحاري الثالث، وقال الجنرال احساس ان الشرطة "تسيطر على الوضع"، من جهته قال المتحدث باسم سلطات الولاية زلماي ايوبي ان انتحاريين قاما بالهجوم، ولم يوضح ما اذا كان الضحايا من المدنيين او من عناصر قوات الامن، وتبنى المتحدث باسم طالبان قرى يوسف احمدي في اتصال هاتفي الهجوم، وتقع مكاتب شركة سوبريم التي تقدم خدمات لوجستية للحلف الاطلسي قرب قاعدة قندهار الجوية الاهم في افغانستان، ولم يكن بالامكان الاتصال بالشركة على الفور، وحسب موقعها الالكتروني، اوضحت مجموعة سوبريم انها تقدم لزبائنها خدمات مختلفة مثل المطاعم والمحروقات والشحن والقضايا اللوجستية "في الاماكن الاكثر صعوبة في العالم"، واسس الشركة عام 1957 عسكري اميركي سابق وهي تعمل في ثلاثة بلدان عبر العالم، حسب ما جاء في موقعها الالكتروني، وطوق عسكريون من قوة ايساف المنطقة، حسب ما اعلن الجنرال عبد الحميد ورداك، قائد الجيش الافغاني في عدة محافظات جنوبية، ولم تعلق ايساف على الحادث. بحسب فرانس برس.

الغاء انتخاب تسعة نواب

من جهة اخرى اعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة في افغانستان انها الغت انتخاب تسعة نواب كانت قد صادقت على اختيارهم بعد الاقتراع التشريعي الذي جرى في ايلول/سبتمبر 2010، وكان الرئيس الافغاني حميد كرزاي كلف بمرسوم منتصف آب/اغسطس اللجنة بانهاء هذا الملف الطويل بعد قرار لمحكمة الغت انتخاب ربع النواب الذين صادقت اللجنة على انتخابهم في تشرين الثاني/نوفمبر، وقال فاضل احمد مناوي في مؤتمر صحافي ان "تسعة مرشحين من ثماني ولايات اقر انتخابهم وتسعة اشخاص يجب ان يتخلوا عن مقاعدهم"، والنواب التسعة الذين اعادت اللجنة الاقرار بانتخابهم، اعلن فوزهم في النتائج الاولية للاقتراع لكن اللجنة الانتخابية الغت في تشرين الثاني/نوفمبر انتخابهم بسبب الاستباه بحدوث عمليات تزوير، وكانت اللجنة الغت حينذاك ربع بطاقات الاقتراع الذي شهد نسبة امتناع كبيرة والغت انتخاب 24 نائبا كانت نتائج موقتة اقرت انتخابهم. بحسب فرانس برس.

خطف في افغانستان

من جهتها خطفت حركة طالبان اكثر من 30 شابا باكستانيا كانوا اجتازوا خطأ الحدود مع افغانستان، على ما اعلنت السلطات الباكستانية، وتمت عملية الخطف حين كان الفتية الذين تتراوح اعمارهم بين 12 و18 عاما يزورون غاركي في منطقة باجور القبلية شمال غرب باكستان بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر، وقال سيد نسيم مسؤول الادارة المحلية "لقد عبر الاطفال خطأ الى افغانستان للنزهة في ثاني ايام عيد الفطر وتم خطفهم من قبل متمردين"، وتتقاسم افغانستان مع باكستان حدودا طولها 2400 كلم، وقال مسؤول آخر طلب عدم كشف هويته ان قوات الامن ضئيلة العدد وغير قادرة على مراقبة هذه المنطقة، واضاف "انها حدود يسهل اختراقها والامن ليس متوفرا في مختلف نقاطها". بحسب فرانس برس.

فيما اعلنت وزارة الداخلية الافغانية ان المانيين فقدا في جبل كانا يتسلقانه الى شمال كابول، فيما لا تستبعد برلين تعرضهما للخطف، وتعتقد السلطات المحلية انهما قد يكونا مخطوفين من قبل جماعة من البدو بينما تؤكد حركة طالبان انها لم تكن على علم باختفائهم، واوضح قائد شرطة بروان شير احمد ملداني ان الرجلين تركا سيارتهما مع سائقها عند اسفل جبل تكسو الثلوج قممه وقد "اخطرنا (السائق) بانهما لم يعودا"، اي منذ نحو اربعة ايام، وقد فقدا بالقرب من مممر سالانغ الشهير، الطريق الرئيسية التي تربط كابول بشمال البلاد عبر سلسلة جبال هندو كوش في الهيملاي، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي "تم ابلاغنا ان المانيين اثنين مفقودان في مكان ما بين ولايتي بغلان وبروان، ونحن نحقق في هذا الحادث"، مشيرا الى انهما فقدا منذ يومين، وفي برلين قال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في مؤتمر صحافي "لا بد لي ان اؤكد لسوء الحظ اختفاء المانيين في افغانستان، اننا نبحث عنهما بشكل مكثف،  ولا استطيع استبعاد وقوعهما ضحية عملية خطف"، لكنه رفض الكشف عن هويتهما "لاسباب مفهومة"، واوضح ملداني "انهما لم يعلما الشرطة بوجهتهما"، مضيفا ان لا وجود لطالبان او لمتمردين اسلاميين اخرين في هذه المنطقة الواقعة الى شمال العاصمة كابول، ويعتبر خطف الاجانب من قبل المتمردين او جماعات اجرامية يمكن ان "تبيعهم" الى الاخيرين، امر شائع نسبيا في افغانستان، لكن يفرج عنهم في معظم الحالات مقابل فديات كبيرة كما يجمع الخبراء ومصادر دبلوماسية، حتى وان كانت الدول او المنظمات المعنية تنفي هذا الامر.وقد خطف عشرات الاجانب في افغانستان منذ اجتياح قوات تحالف بقيادة الولايات المتحدة والاطاحة بنظام طالبان في العام 2001.

وفي 29 حزيران/يونيو الماضي افرج الخاطفون من طابان عن صحافيين فرنسيين خطفا على مسافة مئة كلم الى شمال شرق كابول بعد 547 يوما من احتجازهم، وكان مسؤولون كبار في طالبان اكدوا ان فدية بقيمة ملايين الدولارات قد دفعت وانه تم اطلاق سراح اثنين على الاقل من المتمردين المعتقلين في كابول مقابل الافراج عن المراسلين اللذين يعملان لمحطة التلفزيون الفرنسية فرانس 3، وكانت باريس نفت بشكل قاطع دفع اي فدية، واكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ان المتمردين ليسوا على علم باختفاء الالمانيين، وقال حاكم بروان عبد البصير سلانغي من جهته ان الالمانيين خطفا على الارجح من قبل بدو من قبيلة كوشي التي تنتمي الى قبائل البشتون مثل طالبان، واكد "ان هناك افرادا من قبيلة كوشي في المنطقة حيث فقد الالمانيان"، واضاف "نظن انهما تعرضا للخطف وقد اوقفنا عددا من رجال تلك القبيلة نشتبه في تورطهم"، ويسلك البدو الكوشي طرقا عديدة في افغانستان متقدمين قطعانهم من الجمال والماعز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/أيلول/2011 - 16/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م