
شبكة النبأ: أمسى الرئيس التركي رجب
طيب اردوغان يتمتع بربيع نشاطه السياسي على الصعيد المحلي والإقليمي
والدولي بعد الأحداث الأخيرة التي عصفت بمنطقة الشرق الأوسط ومجموعة
الدول العربية تحديدا، خصوصا بعد التغيير السياسي النوعي الذي شهدته
تلك الدول.
ونجح اردوغان بحسب قول معظم المتابعين في اعادة رسم سياسة الدولة
التركية وتغيير وجهها في صالح تعزيز نفوذها الإقليمي بشكل غير مسبوق
منذ الإطاحة بالسلطنة العثمانية مطلع القرن العشرين، وباتت أنقرة تتمتع
بثقل سياسي وشعبي لدى الشعوب العربية يتيح لها استعادة وزنها في
المنطقة بعد عقود من الانطواء على نفسها.
المسرح العربي
فقد أسر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قلوب كثيرين من العرب
بلهجته الصارمة التي يستخدمها مع اسرائيل لكن اصواتا عديدة في تركيا
وخارجها تشكك في توجهه نحو بناء دور قيادي لتركيا في المنطقة العربية
التي كانت يوما ما خاضعة للامبراطورية العثمانية.
وقال اردوغان في كلمة امام الجامعة العربية في القاهرة يوم الثلاثاء
مستخدما لغة محسوبة لتسعد الجماهير العربية "بكاء طفل فلسطيني في غزة
يوجع قلب أم في أنقرة."
وربما بدت رسالة اردوغان عن كيفية مشاركة الاتراك للعرب نفس المشاعر
غريبة على صورة تركيا السابقة الحليفة العسكرية للولايات المتحدة
والطامحة الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي والمترفعة على الشرق
الاوسط "المتخلف" على عتبتها الجنوبية.
وسحر النموذج التركي لب العرب لسنوات عدة لكن لم تجرب اي دولة عربية
نظامها الذي يمزج بين الديمقراطية العلمانية والقيادة الاسلامية
والنجاح الاقتصادي.
لكن الدور التركي غير مؤكد في ظل السيولة التي تشهدها المنطقة حيث
تجتاح الثورات الشعبية العديد من الدول العربية من بينها بعض الدول
المفضلة لدى انقرة في الشراكة السياسية والاقتصادية مثل ليبيا وسوريا
الى جانب مصر القائدة التقليدية للعالم العربي.
وقال نبيل عبد الفتاح من مركز الاهرام للدراسات السياسية
والاستراتيجية بالقاهرة ان كل تحركات تركيا ضد اسرائيل لا تستهدف غير
الترويج لنفسها كقوة سياسية في العالم العربي ونشر نفوذها على الجيل
الجديد من الشبان العرب الذين يتوقون للتغيير والقوة.
وقال عادل سليمان وهو محلل سياسي مصري اخر ان تركيا بالرغم من كل
حدتها الشفهية الموجهة الى اسرائيل لن تخسر حليفتها السابقة وهي كعضو
في حلف شمال الاطلسي ما زالت حليفا مهما للغرب.
لكن تركيا تشعر أنها منبوذة من الاتحاد الاوروبي واقل أهمية لدفاعات
حلف شمال الاطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة مما دفع اردوغان الى البحث
عن اصدقاء جدد وأسواق جديدة في الشرق الأوسط. بحسب رويترز.
ووجد خطاب اردوغان صدى لدى العرب -- وكان قد قال أيضا ان اعتراف
الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية واجب -- وكذلك وجد صداه الايجابي لدى
قاعدته السياسية الاسلامية في تركيا.
ورحب الاف المصريين باردوغان لدى وصوله الى مطار القاهرة. ويحترم
كثيرون من العرب الرجل لمواجهاته المتكررة مع اسرائيل منذ مغادرته بغضب
المنصة التي كان يقف عليها مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في دافوس
عام 2009 .
كما رحبت جماعة الاخوان المسلمين التي كان لها حضور بارز في الحشد
الذي استقبل رئيس الوزراء التركي باصلاحات اردوغان كرئيس لحزب قائم على
اساس اسلامي نجح في تحييد النفوذ السياسي لجنرالات الجيش العلمانيين
حتى مع صعود الاقتصاد التركي.
وسلطت الصحف التركية الضوء على "استقبال الابطال" الذي حظي به
اردوغان فيما سخر المعلقون العلمانيون من رحلته الى كل من مصر وتونس
وليبيا وهي الدول التي اطيح بزعمائها.
وقال جنيد ارجايوريك في صحيفة جمهوريت "مساكين هم العرب فكيف يعرفون
ان الشخص الذي ينصحهم عن الديمقراطية لا يراها الا عربة او وسيلة
لتحقيق اهدافه الخاصة والنزول من العربة بمجرد تحقيق ذلك." ووصف الكاتب
اردوغان بأنه "الصدر الاعظم للجمهورية العثمانية." وارتفعت شعبية
اردوغان الشخصية في العالم العربي. واظهر استطلاع للرأي أجراه مركز بيو
للابحاث في مارس اذار وابريل نيسان ان 78 في المئة من المصريين لديهم
ثقة فيه وكذلك 72 في المئة من الاردنيين و64 من اللبنانيين. واتخذ نحو
95 في المئة من الاسرائيليين الرأي المعاكس تماما.
وكانت هذه النتائج قبل ان يطرد الزعيم التركي السفير الاسرائيلي
الاسبوع الماضي بعد ان رفضت اسرائيل الاعتذار عن قتلها لتسعة اتراك في
هجوم لقوات اسرائيلية خاصة على سفينة مساعدات تركية كانت تحاول العام
الماضي كسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة.
وقال اردوغان ملوحا بقوته البحرية ان السفن الحربية التركية ستصاحب
اي قوافل مساعدات الى غزة في المستقبل وهو الاعلان الذي ازعج الولايات
المتحدة كما أزعج اسرائيل.
وغابت هذه الروح القتالية كثيرا عن الجامعة العربية التي لم تواجه
اسرائيل خلال حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي دام 30 عاما
والذي عكف على صيانة اتفاقية السلام بين القاهرة واسرائيل. وقال محمد
يس (27 عاما) خبير الاستثمار المصري ان ظهور اردوغان في الجامعة
العربية كان كزيارة المعلم لتلميذ فاسد بليد لا يرغب في التعلم.
ومن شأن تصدر أجنبي مسرح القضية الفلسطينية كما فعلت ايران من قبل
ان يثير حفيظة الزعماء العرب لكن مع هوان ثقلهم لا يمكنهم الاعتراض.
وقال خالد الدخيل المحلل السياسي السعودي ان بعض الناس يتحدثون عن
طموحات تركيا في استعادة دورها العثماني لكن الاغلبية في السعودية لا
تفكر بهذه الطريقة.
وقال ان الدول العربية ضعيفة في هذا الوقت لذا فهي لا تستطيع تفادي
اتساع الدور القيادي لتركيا في المنطقة واضاف ان الدول العربية تريد من
تركيا ان تحقق التوازن مع ايران الشيعية.
وقال الدخيل ان ايران تلعب دورا طائفيا مما يجعل تحالفاتها في
المنطقة قائمة على الانتماء الطائفي لكن تركيا دولة علمانية ذات اغلبية
سنية.
وانهارت سياسة "اللامشاكل" التي اتبعها اردوغان مع جيران تركيا
بخلافه مع اسرائيل والانتفاضات الشعبية في الدول العربية التي اجبرت
انقرة على ادخال بعض التعديلات الحرجة على سياستها في المنطقة.
وعارضت تركيا التدخل الغربي في ليبيا التي ترتبط معها باتفاقات
بقيمة 15 مليار دولار وتباطأت في الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي
الذي اطاح بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي بعد حكم دام 42 عاما.
واصبح على اردوغان الان ان يخطب ود الحكام الجدد حفاظا على مصالح تركيا
الاقتصادية في ليبيا.
وفي سوريا بنى اردوغان صداقة مع الرئيس السوري بشار الاسد وبنى
علاقات سياسية واقتصادية مع جارته التي عادت أنقرة من قبل. وبعد ان حث
الاسد اكثر من مرة على وقف قتل المحتجين واجراء اصلاحات فقد صبره.
ويرى بعض منتقدي اردوغان من العلمانيين ان سياسة رئيس الوزراء
التركي الخارجية فوضى تجمع بين الالتباس وعدم الاستقرار. وقال اوكتاي
اقبال في صحيفة جمهوريت "بالامس كان القذافي الليبي حليفا ثم اصبح عدوه
الان. والسوريون اخواننا لكننا قد نعود لنخطط شيئا ضدهم مع الولايات
المتحدة."
وتتواصل اراقة الدماء في سوريا لكن بعض السوريين يفضلون موقف
اردوغان على موقف الجامعة العربية الذي جنح الى الصمت. وقال السوري
سامر زاهر من حمص أحد معاقل المعارضة للاسد وقد جاء للترحيب باردوغان
خارج مقر الجامعة العربية في القاهرة "اردوغان تحول الى بطل عربي... لم
نجد قائدا بقوته يطلب من الاسد الرحيل ويصفه بالرئيس الذي فقد شرعيته."
تعزيز النفوذ الاقليمي
ويلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مع حكام مصر العسكريين
الجدد خلال زيارة للقاهرة تبدأ من المحتمل ان تتابعها عن كثب اسرائيل
التي تدهورت علاقاتها التي كانت دافئة من قبل مع الدولتين المسلمتين.
وستلي زيارة اردوغان لمصر زيارة لليبيا وتونس اللتين أطاحتا
بحكامهما الذين حكموا فترة طويلة مثل مصر. وتسلط الزيارة الضوء على
محاولة تركيا زيادة نفوذها الاقليمي.
وكانت مصر ترى نفسها لفترة طويلة صوتا بارزا في العالم العربي لكن
تأثير تركيا ارتفع بثبات مع تنامي قوتها الاقتصادية وسياستها الجازمة
في المنطقة لاسيما تجاه اسرائيل التي اجتذبت ثناء العديد من العرب.
وقال عادل سليمان مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية
والاستراتيجية في القاهرة ان من المؤكد انه سيكون هناك تنافس على الدور
الاقليمي. واضاف ان مصر ليست في وضع يسمح لها بلعب مثل هذا الدور في
الوقت الراهن لذلك فان اردوغان يحاول انتهاز هذا.
ويكافح الحكام العسكريون في مصر لتهدئة الغضب العام حول الحادث
والذي انفجر يوم الجمعة الماضي في شكل هجوم قام به محتجون على السفارة
الاسرائيلية مما دفع اسرائيل الى اعادة سفيرها وطاقم السفارة الى
البلاد يوم السبت.
وتقول كل من مصر واسرائيل انها ترغب في عودة الانشطة الدبلوماسية
الطبيعية. وتعهدت القاهرة بحماية السفارة ومحاكمة المهاجمين وقدمت بعض
الاطمئنان الى اسرائيل حول التزامها بمعاهدة السلام الموقعة عام 1979 .
وعلى الرغم من خلافات كل من مصر وتركيا مع اسرائيل فان سليمان قلل
من احتمالات ترتيب سياسات ضد الدولة اليهودية. وأشار الى قدر كبير من
المبالغة والتحركات المسرحية التي تفتقر الى جانب عملي.
وعندما سئل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عن الهجوم على
سفارة اسرائيل في القاهرة قال فقط ان المصريين ابدوا رد فعلهم وقال ان
اسرائيل اصبحت معزولة اكثر. واضاف "نحن كتركيا نقول اننا سنستمر في
احضار المواقف الاسرائيلية الخاطئة على جدول الاعمال في جميع المنابر
العالمية في اطار عمل القانون الدولي وبعد ذلك اسرائيل ستصبح اكثر عزلة."
ودعا موشي يعالون نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي اردوغان في خطاب
ألقاه في تل أبيب اليوم الاثنين الى اعادة النظر في موقف تركيا من
بلاده. وقال "لا مصلحة لنا في تدهور العلاقات مع تركيا ونشعر بالقلق من
ان هذا المسلك سيشجع الجماعات الارهابية. لذا ندعو رئيس الوزراء
اردوغان الى تغيير هذا المسار."
وقال عوزي رابي محلل الشرق الاوسط في جامعة تل ابيب ان رحلة اردوغان
جزء من محاولته "لتعزيز موطيء قدمه في العالم العربي." واضاف "سيستخدم
زيارته للقاهرة كمقياس لقياس مدى شعبيته في الشارع العربي لكن بعض
القادة العرب ربما لا يكونوا متحمسين لرؤيته يعزز هذه الشعبية."
حقول الغاز البحرية
كما قال وزير الطاقة الاسرائيلي عوزي لانداو ان اسرائيل ستطور وتحمي
منصات حقول الغاز البحرية المكتشفة حديثا في مياهها بعد أن تعهدت تركيا
بتعزيز الدوريات البحرية في شرق البحر المتوسط وسط خلاف دبلوماسي
متفاقم.
وقال لانداو في مؤتمر للامن ردا على سؤال عما اذا كانت اسرائيل
ستحمي منصات الغاز بعد التحدي الذي أطلقه رئيس الوزراء التركي رجب طيب
أردوغان "تستطيع اسرائيل دعم وتأمين المنصات التي ستكون في حوزتنا في
البحر المتوسط. "هذه هي الاجابة ببساطة من جانبي."
كان أردوغان قال ان تركيا ستجعل حضورها في شرق المتوسط ملموسا في
الوقت الذي تتطلع فيه اسرائيل لاستغلال حقول الغاز البحرية المكتشفة في
الاونة الاخيرة قبالة سواحلها والاشتراك مع قبرص في بناء منشات للطاقة.
وقال لانداو انه لا توجد حتى الان ادعاءات من جانب أي دولة بأن حقلي
تمار ولوثيان للغاز الطبيعي لا يعودان الى اسرائيل. وتعتبر اسرائيل
الحقلين شريانا محتملا للاستقلال في مجال الطاقة. وأضاف "لا توجد
ادعاءات من لبنان أو تركيا أيضا على حد علمي."
وقالت شركة نوبل انرجي ومقرها تكساس وشركاء الاستكشاف الاسرائيليون
ان التوقعات المستقبلية لحقل لوثيان الواقع على بعد 130 كيلومترا قبالة
ميناء حيفا تجعله اكبر اكتشاف للغاز في المياه العميقة في العالم في
العقد المنصرم. ويقول يوفال شتاينتز وزير المالية الاسرائيلي ان
اسرائيل يمكن ان تحقق ما لا يقل عن 150 مليار دولار من عائدات الغاز.
وتشكو تركيا التي لا تعترف بحكومة القبارصة اليونانيين في قبرص
بمرارة من صفقات الطاقة بين اسرائيل وقبرص. واتهم لبنان اسرائيل
بانتهاك القانون الدولي عبر التنقيب عن الغاز بدون اتفاق على الحدود
البحرية بين البلدين اللذين في حالة حرب من الناحية الرسمية.
واوردت وسائل اعلام أن اسرائيل كثفت في وقت سابق دوريات الحراسة
البحرية بسبب المخاوف من امكانية تعرض منصات الغاز للهجوم من قبل
مقاتلي حزب الله. وأكدت متحدثة عسكرية اسرائيلية اتخاذ هذه التدابير
لكنها لم تضف مزيدا من التفاصيل.
وقال مارك جينست المدير المشارك في مركز الحروب غير النظامية
والجماعات المسلحة في الكلية الحربية البحرية الامريكية ان المواجهة
الاسرائيلية التركية يمكن ان تعرقل تطوير الغاز. واضاف في نفس المؤتمر
في هرتزيليا "هذا لا يمكن ان يساعد بل سيضعف ثقة المستثمرين في هذا
المشروع". ومضى قائلا "كلما تمكن المجتمع الدولي من حمل تركيا بوجه خاص
على التراجع عن لهجتها الاكثر عداء كلما كان ذلك افضل لكل من يعنيهم
الامر."
سبب كافي لتندلع حرب
قي سياق متصل ورد في نص نشرته وكالة انباء الاناضول لمقابلة اجريت
الاسبوع الماضي مع تلفزيون الجزيرة ان رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان
قال ان هجوم اسرائيل عام 2010 على سفينة تركية تنقل مساعدات لقطاع غزة
كانت سببا كافيا "لتندلع حرب."
ونشرت وكالة الاناضول التركية الرسمية للانباء ما وصفته بانه نص
كامل بالتركية للمقابلة التي بثتها وترجمتها قناة الجزيرة الى العربية.
وورد في النص الذي نشرته الاناضول جوانب لم تذع من قبل بالاضافة الى
النص الاصلي لتعليقات حساسة ترجمت الى العربية.
ومن الجوانب التي لم تذع من قبل قول اردوغان ان الغارة الاسرائيلية
على السفينة التركية العام الماضي كانت تشكل مبررا كافيا للحرب. وقال
اردوغان "الهجوم على مرمرة الذي وقع في المياه الدولية لا يتفق مع اي
قانون دولي. في الواقع كان سببا لتندلع حرب. لكن تمشيا مع عظمة تركيا
قررنا التصرف بصبر."
كما جاء في النص الذي نشرته الاناضول وقدمه مكتب اردوغان فيما يبدو
ردا لرئيس الوزراء التركي على سؤال بشأن ما ستفعله أنقرة لضمان حرية
الملاحة للسفن التركية في البحر المتوسط.
وقال اردوغان "في الوقت الراهن ودون أدنى شك فان واجب سفن البحرية
التركية في المقام الاول هو حماية سفنها.
"هذه هي الخطوة الاولى. ولدينا أيضا مساعدات انسانية نود ان ننقلها
هناك. ولن تتعرض هذه المساعدات الانسانية للهجوم بعد الان كما حدث مع
السفينة مرمرة."
وخفضت تركيا علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل وأوقفت العمليات
التجارية في مجال الدفاع بعد ان أكدت اسرائيل الاسبوع الماضي رفضها
الاعتذار عن الهجوم على السفينة مرمرة في مايو ايار عام 2010 .
وحاولت تركيا واسرائيل رأب الصدع بينهما قبل نشر تقرير الامم
المتحدة منذ اسبوعين. واعتبر التقرير حصار قطاع غزة أمرا مشروعا لوقف
تدفق الاسلحة الى الفلسطينيين لكنه قال ايضا ان اسرائيل استخدمت قوة
مفرطة. وتقول اسرائيل انها ستبقي على الحصار وانها تريد تخفيف التوتر
مع حليفها السابق.
حرب أهلية في سوريا
من جانب آخر قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة مع
صحيفة الشروق المصرية نشرت خلال زيارته للقاهرة انه يشعر بالقلق من أن
تنزلق سوريا صوب حرب أهلية وانه يريد أن يعمق علاقات أنقرة مع مصر.
وتابع في المقابلة "أخشى أن ينتهي الامر باشعال نار الحرب الاهلية بين
العلويين والسنة."
وقال أردوغان الذي يقوم بجولة في دول عربية لتعزيز نفوذ بلاده في
المنطقة انه يريد بناء شراكة استراتيجية مع مصر أكبر الدول العربية من
حيث عدد السكان وانه يريد تعزيز العلاقات الاقتصادية وغيرها من
العلاقات. وتابع "اذا كان للعالم العربي أبواب عدة فالذي لا شك فيه أن
مصر هي بابه الاكبر."
وفي جزء من المقابلة نشرته صحيفة الشروق قال أردوغان ان اسرائيل "لم
تستوعب جيدا حقيقة التغيرات التي حدثت في العالم العربي." وتواصلت
تركيا أيضا مع جارتها ايران وهي على خلاف مع الغرب بسبب طموحاتها
النووية. وايران وثيق قريب أيضا من سوريا. وتابع أردوغان "أحسب أن
لتركيا دورا في تصويب الخطاب الايراني (فيما يتعلق بسوريا)."
وأشار الى أن تركيا على اتصال بطهران وأوضحت لها "العواقب الوخيمة
التي يمكن أن تحدث لسوريا في ظل استمرار السياسات القمعية الراهنة."
واستطرد في سؤال للصحيفة عما يحدث في ليبيا "سأختصر ردي في نقطتين..
الاولى اننا ضد التدخل الدولي في ليبيا والثانية اننا نعتبر أنه لا حق
للدول الغربية في النفط الليبي ولكنه ملك خالص لشعبها." |