الدولة 194... فلسطين والرهان الصعب

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: لا زال الأمل يراود الكثيرين من أبناء فلسطين المحتلة بإقامة دولة ذات سيادة وحرمة على الحدود الإدارية لأراضيها المثبتة ضمن الاتفاقيات والمعاهدات المعروفة سلف، لعلها تمنع تعدي اسرائيل بين الفينة والأخرى على حياة وحرية الشعب الفلسطيني، ووقف احتلاله وإقامة المستوطنات داخل أراضيهم دعتهم الضرورة لذلك.

وقد واجه هذا الامل الكثير من الصعاب التي جعلته بعيد المنال "على الأقل في الوقت الراهن"، نتيجة دعم الولايات المتحدة الأمريكية المتواصل لإسرائيل من اجل منع وإفشال إي محاولة من شأنها أن تؤسس لدولة فلسطينية قادمة تحضا بمباركة دولية، وذلك لفسح المجال أمام طغيان الكيان الصهيوني واستهتاره المستمر بفلسطين على اعتبارها دولة من الدرجة الثانية، مع إن اغلب دول العالم اعترفت رسمياً بفلسطين كدولة مستقلة وذات سيادة، إلا إن عين الجميع ترنو إلى الأمم المتحدة من اجل كسب الرهان الأخير.

مقعد الرمزي

حيث بدأ "المقعد الفلسطيني الرمزي" في الامم المتحدة جولة في بعض البلدان الاوربية والشرق الاوسط، في طريقه الى مقر الامم المتحدة في نيويورك، آخر محطة له، والمقعد جزء من الجهد الرامي لكسب التأييد الدولي لطلب الفلسطينيين الحصول على مقعد لـ "دولتهم" في الامم المتحدة قبيل التصويت على الطلب، من قبل اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة، الذي سيجرى خلال الشهر الحالي، والكرسي الخشبي مكسو بقماش أزرق، وهو لون علم الامم المتحدة، ومطرز بسعفتيها، وبالعلم الفلسطيني مع كلمة "فلسطين"، وستكون لبنان، الرئيس الدوري الحالي لمجلس الأمن الدولي، اول محطة ينطلق منها الكرسي، ويذكر أن المسؤولين الفلسطينيين قاموا، وللاشهر الماضية، بجولات عالمية من أجل حشد التأييد الدولي لطلبهم الحصول على عضوية الامم المتحدة الكاملة، ويصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الذهاب الى مجلس الامن الدولي لمحاولة قبول "فلسطين دولة كاملة العضوية" في الامم المتحدة، و"دولة فلسطين" ستتشكل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية، وتقول الولايات المتحدة، التي تمتلك حق النقض، الفيتو، إنها ستحول دون قبول الطلب، غير أن الفلسطينيين يبدون واثقين من ان طلبهم سيحظى بدعم دول كثيرة في الجمعية العامة لضمان إعادة تصنيف وضعهم في المنظمة الدولية من "كيان مراقب" الى "دولة غير عضو"، وتعارض اسرائيل بشدة التحرك الفلسطيني هذ، ويحاول الدبلوماسيون الامريكيون والاوربيون اقناع المسؤولين الفلسطينيين لصرف النظر عن طلبهم الحصول على عضوية الامم المتحدة لـ "دولتهم"، وهم يعكفون على تقديم مبادرة جديدة لحمل طرفي النزاع الفلسطيني الاسرائيلي على العودة الى طاولة المفاوضات، ولم يبق لديهم الكثير لتحقيق ذلك، وحينها، سيكون الكرسي الفلسطيني قد وصل محطته الاخيرة، في نيويورك، وإن بصورة رمزية. بحسب بي بي سي.

الاعتراف بدولة

من جهة اخرى أكد رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة جوزيف دييس أن الفلسطينيين سيحتاجون الى توصية صادرة عن مجلس الأمن كي يتم اجراء تصويت الانضمام الى الجمعية العامة، كما الحال بالنسبة لدولة جنوب السودان، واستبعدت مصادر دبلوماسية أن يصدر مجلس الأمن توصية مسبقة مثل هذه على اعتبار أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام حق النقض لعرقلة الخطوة، وكانت لجنة المتابعة العربية قد قررت في ختام اجتماع وزاري لها في الدوحة التوجه الى الأمم المتحدة لطلب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية ومنحها عضوية كاملة في المنظمة.واكد البيان ان هذه الاطراف "ستقوم بمتابعة الموقف واتخاذ ما يلزم من خطوات "لحشد الدعم المطلوب للاعتراف بالدولة الفلسطينية وبعاصمتها القدس الشرقية ووفق حدود 1967"، ودعا البيان مجددا إلى الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي العربية المحتلة الى خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967، واقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وايجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين، من جهته قال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات إن 117 دولة تعترف الان بالدولة الفلسطينية، وإن هدف اجتماع الدوحة هو تعزيز الدعم العربي لحصول دولة فلسطين على عضوية الامم المتحدة، وتسعى السلطة الفلسطينية الى تقديم طلب الى الجمعية العامة للأمم المتحدة والى مجلس الامن في سبتمبر/أيلول للاعتراف بالدولة الفلسطينية رغم ابلاغها رسميا بان الولايات المتحدة تنوي استخدام حق النقض ضد اي قرار دولي من هذا القبيل، من جهته أبدى توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ومبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، أبدى شعوره بالإحباط من عدم القدرة على إطلاق المفاوضات مجددا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنه اعتبر أن هناك تقدما في العثور على أساس للتفاهم، وكانت اللجنة الرباعية قد عقدت اجتماعا في واشنطن منذ أيام فشل في إطلاق مفاوضات السلام مجددا وهو ما تسعى إليه الدول الكبرى لإقناع السلطة الفلسطينية بالتخلي عن خيار إعلان الدولة من جانب واحد، وقد توقفت مفاوضات السلام في ايلول/سبتمبر 2010، بعيد استئنافها، إثر رفض اسرائيل تمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان جزئيا في الضفة الغربية المحتلة، ومنذ ذلك الحين يرفض الفلسطينيون العودة الى طاولة المفاوضات، طالما ان "اعمال الاستيطان مستمرة في الاراضي التي يعتزمون اعلانها دولتهم المقبلة. بحسب بي بي سي.

نجاد والخطوة أولى

في سياق متصل قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إن اقامة دولة فلسطينية يعترف بها العالم ستكون مجرد خطوة أولى على طريق محو إسرائيل من الوجود، وجاءت تصريحات أحمدي نجاد قبل أسابيع من اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك حيث تعتزم جامعة الدول العربية السعي لمنح دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية عضوية كاملة في المنظمة الدولية، وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم 16 أغسطس اب انه سيقدم الطلب الى الامين العام للامم المتحدة بان جي مون خلال اجتماع لزعماء العالم في اطار أعمال الجمعية العامة التي تبدأ في 19 سبتمبر أيلول، وكرر أحمدي نجاد موقفه الذي كان قد عبر عنه بعد توليه الرئاسة في ايران عام 2005 حين قال ان إسرائيل "ورم" يجب محوه من خريطة العالم وحث الفلسطينيين الى عدم الاكتفاء بحل الدولتين وهو الحل الذي يؤيده عباس ودعاهم الى النضال من أجل عودة أراضيهم بالكامل، وقال الرئيس الايراني في كلمة ألقاها أمام المصلين بعد صلاة الجمعة بمناسبة يوم القدس العالمي الذي يمثل مناسبة للتعبير عن تأييد القضية الفلسطينية "الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس هو الهدف الاخير، انه مجرد خطوة أولى تجاه تحرير كامل فلسطين"، وأضاف "النظام الصهيوني هو أصل الميكروبات وهو خلية سرطانية اذا ظلت في شبر من أراضي فلسطين فانها ستتحرك مجددا وتؤذي الجميع"، ويرجح أن تستعمل الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع أي تحرك لمنح الفلسطينيين عضوية كاملة في الامم المتحدة لكن أحمدي نجاد قال انه حتى اذا حدث هذا وتوصل الاسرائيليون والفلسطينيون الى طريقة للتعايش فان ذلك لن يكون كافيا بشكل كامل. بحسب رويترز.

وقال "لا يكفيهم أن تكون لديهم دولة ضعيفة منزوعة القوة في جزء صغير للغاية من فلسطين، يجب أن يتوحدوا لاقامة دولة لكن الهدف النهائي هو تحرير كامل فلسطين"، وأضاف "أحث الفلسطينيين على ألا ينسوا أبدا هذا الهدف، نسيان هذا الهدف يعني الانتحار وسيعطي فرصة لعدو على شفا الانهيار والتلاشي"، وصرح عباس بأنه يريد أن يعترف العالم بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة ويؤيد منحها العضوية الكاملة في المنظمة الدولية دون أن يتخلى عن هدف اقامة دولتين تعيشان جنبا الى جنب، ويريد الفلسطينيون اقامة دولة لهم في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة الذي سحبت اسرائيل مستوطنيها منه عام 2005 على أن تكون القدس الشرقية عاصمة هذه الدولة، واحتلت اسرائيل هذه الاراضي في حرب عام 1967، وأججت تصريحات أحمدي نجاد المتكررة والمناهضة لاسرائيل دعوات أطلقتها اسرائيل لبذل جهود دولية لمنع ايران من الحصول على أسلحة نووية خوفا من أن تستعملها لازالة اسرائيل من الوجود، وفرضت الامم المتحدة أربع جولات من العقوبات على ايران وتقول اسرائيل وواشنطن انهما لا تستبعدان القيام بعمل عسكري لمنع ايران من امتلاك سلاح ذري، وتقول طهران ان برنامجها النووي أغراضه سلمية بحتة مثل توليد الكهرباء.

مصر تحشد

الى ذلك دعت مصر أكثر من 100 دولة عضو في حركة عدم الانحياز إلى تأييد الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة هذا الشهر وقالت انها تعتقد ان غالبية الدول ستفعل ذلك بعد اجتماع استمر يومين للحركة في صربي، ويقول الفلسطينيون انهم سيسعون لنيل شكل من اشكال الاعتراف عندما تنعقد الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك هذا الشهر في محاولة لتعزيز وضعهم قبل أي استئناف لمحادثات السلام المجمدة مع اسرائيل، وفي حكم المؤكد ان تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن لمنع منح العضوية الكاملة في الامم المتحدة لكن الفلسطينيين يمكنهم تقديم قرار للجمعية العامة يرفع وضعهم من "مراقب" الى "دولة ليست عضوا"، ويحتاج هذا القرار الى موافقة 129 عضو، وانتهى اجتماع استمر يومين لحركة عدم الانحياز في بلجراد بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين على قيامها اثناء الحرب الباردة دون تبني اعلان رسمي، لكن الرئاسة المصرية التي يتولاها وزير الخارجية محمد عمرو قالت في التصريحات الختامية ان الدول الاعضاء "ستواصل دعم المساعي الفلسطينية اثناء الجلسة السادسة والستين للجمعية العامة للامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين على الحدود السابقة للرابع من يونيو حزيران 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها والسعي لضمها كعضو كامل في الامم المتحدة"، وقال المنظمون ان التصريحات كانت نيابة عن نحو 101 دولة تتمتع بعضوية كاملة أو بوضع مراقب، وقال عمرو في وقت لاحق في مؤتمر صحفي انه لن يصدر قرار رسمي عن هذا الاجتماع لكن هناك شعورا بأن غالبية الدول الاعضاء في عدم الانحياز ستؤيد قرار الامم المتحدة، وقال منظمون ان اجتماع بلجراد ذكر ان عدد الاعضاء في الحركة الان بلغ 120 أغلبهم من اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية، ويريد الفلسطينيون الاعتراف بالاستقلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة. بحسب رويترز.

موقف أوروبي موحد

فيما قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه يريد ان يتحدث الاتحاد الاوروبي بصوت واحد في قضية الدولة الفلسطينية في دورة الجمعية العامة للامم المتحدة، وحث واشنطن على بذل مزيد من الجهد من أجل السلام، وقال ساركوزي في كلمة افتتاحية في مؤتمر سنوي لسفراء فرنسا "ينبغي للدول السبع والعشرين في الاتحاد الاوروبي أن تعبر عن نفسها بصوت واحد"، واضاف "دور الولايات المتحدة لا مراء فيه ولا بديل عنه لكن الجميع يرون انه غير كاف، علينا ان نوسع دائرة التفاوض وان نفكر في دور اللجنة الرباعية وصلاحيتها لمهمتها"، وقال ساركوزي انه ليس بوسع العالم ان يستمر في ترك عملية السلام لفلسطينية مجمدة في الوقت الذي تغير فيه قوى الربيع العربي في مناطق اخرى في الشرق الاوسط. بحسب رويترز.

اعترافات متلاحقة

بدورها اعترفت هندوراس بدولة "فلسطين حدود عام 1967"، وعبرت عن دعمها التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة لنيل العضوية الكاملة، لتلحق بذلك بالسلفادور التي كانت قد اعترفت بـ"دولة فلسطين" مؤخر، وشكر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، رئيسي هندوراس "فورفيرو نوبي" والسلفادور "موريس فوينيس" اعتراف بلادهما بـ"دولة فلسطين مستقلة وذات سيادة"، معربا عن أمله بتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن دولة السلفادور أعلنت اعترافها بدولة فلسطين، مضيفا أن هذا القرار جاء عقب زيارته للسلفادور قبل أيام ومشاركته في مؤتمر الكاريكوم، متوقعاً المزيد من الاعترافات من دول أميركا الوسطى والكاريبي، وشارك المالكي في اجتماعات قمة الكاريبي وأمريكا الوسطى، وألقى كلمة أمام وزراء خارجية الدول المشاركة حول ضرورة الاعتراف الجماعي بدولة فلسطين وتبني الجهود الفلسطينية في نقل ملف فلسطين إلى الأمم المتحدة، من جهة ثانية، اعتمد المجلس الأوروبي، الذي يتخذ من ستراسبورغ مقراً له، توصية بقبول البرلمان الفلسطيني كعضو مراقب، فقد أعلنت لجنة الشؤون الخارجية لمجلس أوروبا، الجمعة، عن إقرار توصية قبول البرلمان الفلسطيني (المجلس التشريعي) كعضو مراقب، و"وضع شريك من أجل الديمقراطية" في الجمعية البرلمانية لمنظمة عموم أوروبا لمجلس أوروبا، التي تجمع ممثلين عن 47 دولة، بحسب "وفا"، ومن المقرر أن يتم التصويت على هذه التوصية خلال اجتماع المجلس أوروبا في السادس من سبتمبر/أيلول المقبل في مدينة كاسيرتا الإيطالية، بمشاركة 150 برلمانياً إلى جانب أعضاء المكتب التنفيذي ورؤساء البرلمان الأوروبي والإيطالي، وأشارت وفا إلى أن تقرير التوصية أعده السيناتور الهولندي تيني كوكس، وهو رئيس تجمع اليسار الموحد في البرلمان الأوروبي. بحسب سي ان ان.

فيما اعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ان دولة سانت فينست والغرينادينز الواقعة في منطقة الكاريبي اعترفت بدولة فلسطين ومعها يرتفع الى 126 عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين حتى الان، وقال المالكي "تسلمت البعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الامم المتحدة في نيويورك مؤخراً رسالة اعتراف سانت فينست والغرينادينز بدولة فلسطين"، واضاف ان "المندوب الدائم لسانت فينست والغرينادينز لدى الامم المتحدة سلم الرسالة الى السفير الفلسطيني لدى الامم المتحدة رياض منصور وارفق فيها بيان الاعتراف الذي صدر عن وزارة خارجيته" بهذا الخصوص، وينص البيان على أن حكومة سانت فينست والغرينادينز "قررت الاعتراف رسميا بدولة فلسطين كدولة حرة ومستقلة وذات سيادة على حدود عام 1967"، واشار المالكي الى ان البيان اكد ان "هذا القرار ينسجم مع موقف سانت فينست والغرينادينز التاريخي المتضامن والملتزم بدعم التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في ممارسة حقه في تقرير المصير وإنجاز دولته المستقلة والحرة لتعيش في ازدهار وسلام"، وقال" ان سانت فينست والغرينادينز اعربت عن املها بان يساهم ارتفاع عدد الاعترافات بدولة فلسطين في انهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني واحلال سلام شامل في المنطقة"، ونقلت وكالة وفا الفلسطينية الرسمية "ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجه رسالة شكر الى حاكم عام سانت فينست والغرينادينز السير فردريك بالانتين ورئيس الوزراء رالف غونز الفيس لاعتراف بلدهما بدولة فلسطين مستقلة وذات سيادة" ومعربا عن أمله بـ"تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها"، وكذلك اشاد بـ"العلاقات التي تربط البلدين، وثمن هذا الاعتراف الداعم لحقوق شعبنا الوطنية في إقامة دولته المستقلة".وتوقع المالكي ان تلحق ست دول اخرى بدول الكاريبي بهذا الاعتراف وكما توقع ان تعترف دولتين اخرتين من اميركا الوسطى بموجة الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين، وبهذا الاعتراف يتبقى اعتراف دولتين لتحصل فلسطين على ثلثي اصوات الدول الاعضاء في الجمعية العامة للامم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، واشار المالكي الى ان عباس "سيلقي خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة في الثالث والعشرين من ايلول/سبتمبر القادم".

الجامعة العربية

من جانبه كشف الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أن الجامعة ستتقدم بطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمام المتحدة، وذلك بتوصية من لجنة المتابعة العربية، فقد  قررت لجنة المتابعة العربية في اجتماعها في العاصمة القطرية الدوحة، "التوجه للأمم المتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنحها عضوية كاملة" وفقاً للعربي، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن العربي قوله، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع "إن اللجنة قررت التوجه إلى الأمم المتحدة لدعوة الدول الأعضاء للاعتراف بالدولة الفلسطينية والتحرك لتقديم طلب العضوية الكاملة في كل من 'الجمعية العامة ومجلس الأمن"، كما نقلت عن بيان للجنة عقب الاجتماع "أن لجنة المتابعة قررت  في ختام اجتماعها التوجه إلى الأمم المتحدة بطلب الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية والتحرك بطلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وحشد التأييد الدولي لهذه الخطوة في كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي"، وكان رئيس السلطة الفلسطينية قد التقى في الدوحة بأمير دولة قطر، مستبقاً اجتماع لجنة المتابعة العربية، وبحث معه "التحرك لتنفيذ استحقاق سبتمبر/أيلول، في ظل انسداد عملية السلام وفشل اللجنة الرباعية في الإعداد لمفاوضات وفق الشرعية الدولية". بحسب سي ان ان.

فيما استنكرت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، "قرار اليونسكو الأخير بوضع مدينة القدس على قائمة التراث العالمي وتعريفها بأنها عاصمة إسرائيل، واعتبرته مخالفا للشرعية الدولية والإنسانية وكافة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والتي تعتبر القدس الشرقية مدينة محتلة"، وطالبت الدائرة في بيان صدر عنها، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بالعدول عن قرارها لخطورته الكبيرة ومخالفته لقرارات الشرعية الدولية بهذا الشأن، والتي تُقر بأن القدس الشرقية أرض محتلة تنطبق عليها كافة الإجراءات والاتفاقيات الدولية والإنسانية وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، واعتبر الدائرة الفلسطينية ما قامت به اليونسكو "انحيازاً فاضحاً لسياسة الحكومة الإسرائيلية، ويُعطي الشرعية لممارساتها في القدس المحتلة من عمليات تهويد وضم وتهجير قسري لأصحابها الشرعيين وإحلال المستوطنين بدلا عنهم"، وفقاً للبيان الذي نقلته وف، ودعا البيان "كافة الجهات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة وجامعة الدولة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي للتصدي لهذا القرار الخطير، لأنه يمس بحقوق الفلسطينيين التاريخية والدينية ويستفز مشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين في العالم.

الدولة 194

الى ذلك سلمت الحملة الوطنية (فلسطين تستحق الدولة 194) رسالة الى الامين العام للامم المتحدة من خلال ممثله في فلسطين، وتجمع المئات من الفلسطينيين يرفعون الاعلام الفلسطينية ولافتات باللغتين العربية والانجليزية كتب عليها (الشعب يريد عضوية دولة فسطين في الامم المتحدة) امام مقر الامم المتحدة، وجاء في الرسالة الموجهه للامين العام للامم المتحدة "ان قبول فلسطين في الامم المتحدة هي خطوة هامة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي وانجاز الاستقلال الفلسطيني وتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط طبقا لاسس واهداف عملية السلام التي انطلقت منذ قرابة عقدين"، والحملة الوطنية (فلسطين تستحق الدولة 194) هي نتاج مجموعة من اللقاءات الشعبية وممثلة لقطاع واسع من هيئات المجتمع المدني والاطر النقابية والسياسية والشبابية الفلسطينية بهدف دعم التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة، من جانبه قال المتحدث باسم حركة فتح احمد عساف ان الفعاليات الجماهيرية السلمية ستتواصل باشكال مختلفة لتبلغ ذروتها في ال21 من سبتمبر المقبل مع بداية النقاش العام للدورة 66 للجمعية العامة للامم المتحدة لاسيما انضمام دولة فلسطين للامم المتحدة لتصبح الدولة العضو رقم 194، وانطلقت مسيرات في المناطق التي بنت فيها اسرائيل الجدار الفاصل تحت شعار دعم استحقاق الدولة. بحسب وكالة الانباء الكويتية.

عزل إسرائيل

في السياق ذاته قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن قرار التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطينية، لا يهدف إلى عزل إسرائيل أو إلى مواجهة الولايات المتحدة، واعتبر عباس، في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر للعلماء والأئمة في رام الله، أن قبول فلسطين دولة عضواً في الأمم المتحدة سيؤسس لوضع يسود فيه السلام والعدل والتعايش بديلاً عن القهر والظلم والعدوان ووضع بداية نهاية للصراع مع إسرائيل وإنهاء الاحتلال»، وأكد أن هذا التوجه يهدف إلى تحقيق حلمنا بالحصول على الاعتراف الرسمي بدولتنا الفلسطينية الكاملة السيادة على الأراضي المحتلة منذ عام،1967 التي تمثل 22٪ فقط من مجمل مساحة فلسطين التاريخية بداية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، من جهته، قال المبعوث الرئاسي الفلسطيني، نبيل شعث، إن القيادة الفلسطينية لن تتأثر بتهديدات الإدارة الأميركية، وأنه لا تراجع عن استحقاق سبتمبر، وطالب باعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، ونقلت وكالة أنباء موسكو عن شعث، مفوض الشؤون الخارجية في حركة فتح، الذي أجرى محادثات في موسكو مع نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ومدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية سيرغي فيرشينين، قوله إن الفصائل الفلسطينية توصلت إلى اتفاق يقضي بتأجيل ملف تشكيل الحكومة إلى ما بعد التوجه إلى الأمم المتحدة، ووصف شعث مباحثاته مع الجانب الروسي بأنها كانت إيجابية جدا، مشيرا إلى تطابق مواقف الطرفين الفلسطيني والروسي حيال الملفات المطروحة، ولفت إلى أن الزيارة لم تهدف إلى تقديم مطالب، لأن روسيا تعترف أصلاً بالدولة الفلسطينية، وهم (الروس) يدعمون توجهنا إلى الأمم المتحدة بشكل كامل، وأشار إلى أن النقاش تركز حول التفاصيل المطروحة، وعرضنا عليهم أفكارنا والمسائل التي استجدت على صعيد الاتصالات الهادفة إلى حشد التأييد لموقف الفلسطينيين في الأمم المتحدة، وأضاف شعث أن الطرفين الفلسطيني والروسي اتفقا على أن استمرار الاتصالات بينهما خلال الفترة المقبلة، ورداً على سؤال حول تهديد الولايات المتحدة بقطع المعونات المالية عن الفلسطينيين في حال أصروا على التوجه إلى الأمم المتحدة، اعتبر شعث أن موقف الإدارة الأميركية معيب، لافتاً إلى أن هذه التهديدات صدرت عن أعضاء في الكونغرس الأميركي وأن جهات بالإدارة أبلغت الفلسطينيين أنها (الإدارة) تتعرض لضغوط من جانب الكونغرس، وقال إن إدارة الرئيس باراك أوباما خضعت للابتزاز وتراجعت عن وعودها والتزاماتها تجاه الفلسطينيين، وأكد أن كل التهديدات لن تؤثر فينا ولن نسلم أبداً حقنا بتقرير المصير لأي طرف، مشدداً على أن الفلسطينيين تجاوزا مرحلة التردد ولن يتراجعوا عن نيتهم. بحسب يونايتد برس.

خطأ استراتيجي

فيما قال مسؤول اسرائيلي كبير ان رفع وضع الفلسطينيين في الامم المتحدة سيكون "خطأ استراتيجيا من جانب العالم" محذرا من ان اسرائيل أعدت الكثير من الردود العقابية والدبلوماسية، وقال المسؤول وهو يوجز استراتيجية الحكومة في المواجهة الشهر القادم في الامم المتحدة ان محادثات السلام المتعثرة منذ فترة طويلة سوف تضعف أكثر اذا تجاهل الفلسطينيون اسرائيل في اعلان دولة، وقال المسؤول "من الواضح للجميع انه لا توجد حكومة اسرائيلية يمكنها ان تعطي للفلسطينيين ما يحصلون عليه من الامم المتحدة" في اشارة الى الاعتراف المقترح بمطالبتهم بكل الاراضي التي احتلتها اسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "سوف يصنع ذلك صدعا لا يمكن رأبه، يمكنه ان يعيد المفاوضات سنوات الى الوراء"، وأضاف "سيكون خطأ استراتيجيا من جانب العالم"، وقالت الولايات المتحدة انها ستستخدم النقض (الفيتو) لرفض أي قرار مماثل في مجلس الامن لكن اسرائيل منزعجة من خيار الفلسطينيين بالسعي الى رفع وضع "الدولة غير العضو" في الجمعية العامة حيث يوجد تأييد لهم، ومثل هذا الرفع يمكن ان يسارع من لجوء الفلسطينيين الى الوكالات الدولية التي يمكن من خلالها الضغط على اسرائيل بشأن مستوطنات الضفة الغربية وضمها للقدس الشرقية وحصار قطاع غزة والحملات العسكرية، وتعهد الفلسطينيون بالسعي للحصول على عضوية كاملة في الامم المتحدة لدولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية تكون القدس الشرقية عاصمة له، وقال الرئيس محمود عباس انه سيسلم الطلب الى الامين العام للامم المتحدة بان جي مون اثناء دورة الجمعية العامة التي تبدأ في 19 سبتمبر ايلول، وقلل المسؤول الاسرائيلي من شأن احتمال ان تعمق حملة الامم المتحدة من عزلة اسرائيل "وهو شيء ينفي الفلسطينيون انهم يسعون اليه" أو تفجر قتالا جديدا بعد سنوات من الهدوء النسبي في الضفة الغربية. بحسب رويترز.

وبينما تستعد القوات الاسرائيلية للرد على اندلاع للعنف في الاراضي الفلسطينية ومناطق الحدود المضطربة اذا لزم الامر وصف المسؤول هذا الامر بأنه أسوأ تصور للاحداث بين خطط الطواريء التي يجري اعداده، وقال ان خططا اخرى تتراوح بين فرض عقوبات مثل سحب تصاريح السفر للشخصيات الفلسطينية تتصاعد الى "اعلانات" دبلوماسية لم يحدده، وقال المسؤول انه بينما لم تتضح العواقب الدقيقة للاجراء الفلسطيني في الامم المتحدة فان اسرائيل "لم تتخذ قرارا" بشأن رد فعله، وتوقعت وسائل اعلام اسرائيلية ان يضم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اراضي المستوطنات التي اقيمت فوق اراض احتلت في حرب عام 1967، واقترح وزير على الاقل في حكومة نتنياهو عزل السلطة الفلسطينية التي اقتصر تفويضها على الضفة الغربية بعد ان سيطرت حماس على قطاع غزة في عام 2007 والتي تعتمد في الخدمات الامنية والاقتصاد على التعاون مع اسرائيل، وبينما قال المسؤول ان حكومة نتنياهو تريد استئناف المحادثات مع الفلسطينيين بدلا من ان تراهم يتخذون مسار الامم المتحدة فانه استبعد تلبية شروطهم مثل تجميد البناء في مستوطنات الضفة، وقال المسؤول عندما سئل ان كانت اسرائيل قد تعترف بفلسطين ان هذا الخيار تم بحثه لكنه غير محتمل، وقال ان اسرائيل ستحاول قلب الطاولة على الفلسطينيين في الامم المتحدة من خلال استغلال نقاط تترتب على رفع وضعهم، وقال المسؤول انه "اذا كانوا دولة ليست عضوا فانه لا مكان لمنظمة التحرير الفلسطينية في الامم المتحدة"، وجادل بعض خبراء القانون ان أي اجراء في الامم المتحدة يضفي صفة رسمية على دولة في الاراضي الفلسطينية سيزيد من اصرار اسرائيل على ان يعاد توطين اللاجئين هناك وهي نقطة شائكة اخرى في المفاوضات التي جرت على فترات خلال العقدين الاخيرين، وقال المسؤول الاسرائيلي "من الواضح للجميع ان العواقب ستكون بشأن اللاجئين.

حملات اميركية

بدورها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان الولايات المتحدة اطلقت آخر حملاتها لاقناع الفلسطينيين بالامتناع عن السعي للاعتراف بدولتهم في الامم المتحدة، الا ان الصحيفة نقلت عن مسؤولين ودبلوماسيين كبار ان هذه الخطوة قد تكون متأخرة، واوضحت نيويورك تايمز ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تقدمت باقتراح لتحريك مفاوضات السلام مع الاسرائيليين على امل اقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتخلي عن خطته الحصول على اعتراف بالدولة في الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ اعمالها في 20 ايلول/سبتمبر، وتعارض اسرائيل بشدة هذه الخطوة التي تأتي بينما المفاوضات بين الجانبين مجمدة منذ سنة بسبب رفض الدولة العبرية وقف النشاطات الاستيطانية في الاراضي المحتلة، وترى الولايات المتحدة ان الفلسطينيين لن يتمكنوا من الحصول على دولة الا عبر مفاوضات سلام مباشرة وحذرت من انها ستستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن، وقالت الصحيفة ان الادارة الاميركية قالت بشكل واضح لمحمود عباس انها ستستخدم الفيتو في مجلس الامن الدولي لعرقلة قبول فلسطين دولة عضوا في الامم المتحدة، لكن واشنطن لا تملك الدعم الكافي لمنع تصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة على رفع وضع الفلسطينيين من "كيان" مراقب الى دولة مراقبة لا تتمتع بحق التصويت، كما اضافت، وتابعت الصحيفة ان هذا التغيير سيمهد الطريق للفلسطينيين للانضمام الى عشرات الهيئات التابعة للامم المتحدة والاتفاقيات مما يعزز قدرتهم على ملاحقة الدولة العبرية في المحكمة الجنائية الدولية، واوضحت نيويورك تايمز ان كبار المسؤولين في الادارة الاميركية لا يريدون تجنب فيتو فقط بل يريدون تجنب تصويت في الجمعية العامة يجعل الولايات المتحدة وعدد قليل من الدول الاخرى في الجانب المعارض، واكد المسؤولون الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم انهم يخشون في الحالتين حالة غضب في الاراضي الفلسطينية والعالم العربي بينما تشهد المنطقة اصلا اضطرابات، ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الادارة قوله "اذا طرح هذا الخيار فسيكون هناك تغيير في الظروف والحراك، لذلك نبذل جهودا كبيرة" لمنع التصويت في الامم المتحدة، وقال البيت الابيض ان الرئيس اوباما سيكون في نيويورك من 19 الى 21 ايلول/سبتمبر. بحسب فرانس برس.

بدوره قال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان الولايات المتحدة تبدي "استهتارا" بالعرب بمحاولتها منع الفلسطينيين من نيل الاعتراف بدولتهم في الامم المتحدة، وتخشى واشنطن من أن يزيد التحرك الفلسطيني في الامم المتحدة المتوقع هذا الشهر من تعقيد الجهود الامريكية لانعاش محادثات السلام في الشرق الاوسط التي انهارت العام الماضي بعد خلاف حول المستوطنات اليهودية، ومن المقرر أن يلتقي ديفيد هيل المبعوث الامريكي لعملية السلام في الشرق الاوسط مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أحدث مسعى أمريكي لوقف المناورات في الامم المتحدة واقناع الجانبين بالعودة للمفاوضات المباشرة، وقال عبد ربه ان السياسة الامريكية تبدو الان تنحصر في شيء واحد هو منع الفلسطينيين من مواصلة مبادرتهم الدبلوماسية في الامم المتحدة، وأضاف لاذاعة صوت فلسطين "الموضوع صار ينحصر في نقطة واحدة وهو تجنب الذهاب الى الامم المتحدة، الموضوع ليس موضوع الاستيطان وليس موضوع الاستقلال الفلسطيني ولا موضوع حقوق الشعب الفلسطيني ولا الانتهاكات الاجرامية التي يشنها المستوطنون ضد الشعب الفلسطيني، "كل هذا يتم العبث فيه والغاؤه واستثناؤه ويصبح الموضوع الوحيد القائم هو قضية ان لا نذهب الى الامم المتحدة، هذا في الواقع ليس استهتارا بالموقف الفلسطيني ولكن استهتار بما يجري في المنطقة العربية من حالة نهوض تريد العدل لشعوب العالم العربي وتريد العدل للمنطقة باسرها". بحسب رويترز.

ويسعى الفلسطينيون الى رفع وضعهم الدبلوماسي في الامم المتحدة قائلين ان عملية سلام التي بدأت قبل عقدين فقدت قوة الدفع، وهم يروجون لمبادرتهم باعتبارها خطوة لتحقيق توازن في القوى مع اسرائيل، وعلى غرار واشنطن تعارض اسرائيل الخطوة وتقول انها تهدف الى تقويض شرعيتها وانه لا يمكن اقامة دولة فلسطينية الا عبر التفاوض، ويسعى الفلسطينيون الى اقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وهي مناطق احتلتها اسرائيل في حرب 1967، وانهارت أحدث جولة من محادثات السلام بعد بضعة اسابيع فقط في اكتوبر تشرين الاول الماضي بسبب قضية التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ويقول الفلسطينيون ان المستوطنات تقوض فرصهم في اقامة دولة ذات سيادة فوق هذه الاراضي، واجتمع هيل ودينيس روس المسؤول الكبير في البيت الابيض مؤخراً مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك، ويأتي اجتماع هيل مع عباس عقب مكالمة هاتفية أجرتها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع الزعيم الفلسطيني، وقال متحدث باسم الخارجية الامريكية ان كلينتون حثت عباس على "الاستمرار في التعاون معنا لتجنب سيناريو سلبي في نيويورك في نهاية الشهر" مشيرة الى اجتماع الجمعية العامة، وردا على سؤال عن زيارة المبعوث الامريكي قال عبد ربه "سوف نرى ماذا يحمل المبعوث الامريكي ديفيد هيل مع ان توقعاتنا ليست عالية ابدا وخصوصا على ضوء ما نسمعه بشأن الموقف الامريكي".

ما أهمية خط ما قبل عام 1967؟

من جانب اخر وعلى موقع وزارة الشؤون الخارجية الإسرائيلية على الإنترنت ثمة خريطة توضح بعد المسافات بين التجمعات السكانية الإسرائيلية وخط الهدنة قبل حرب 1967، فمثلاً يلاحظ أن المسافة بين خط الهدنة لعام 1967 مع الأردن ومدينة ناتانيا الإسرائيلية على البحر المتوسط تقدر بنحو 15 كيلومتراً، وإلى بئر السبع 16 كيلومتراً، وإلى تل أبيب 18 كيلومتراً وخط الهدنة عند قطاع غزة، الذي كان تحت الإدارة المصرية في ذلك الوقت، إلى عسقلان نحو 11 كيلومتر، المسألة بسيطة، وهي أنه لم يكن بالإمكان الدفاع عن إسرائيل وأي "معتد" كان بإمكانه أن يفصل شمال إسرائيل عن جنوبه، وفي الواقع، هذا ما حاولت الجيوش العربية تحقيقه في حرب عام 1967، إذ قالت صحيفة "الأخبار" المصرية عشية الحرب "بموجب شروط الاتفاق العسكري الموقع مع الأردن، كانت المدفعية الأردنية، وبالتنسيق مع القوات المصرية والسورية، في وضع يمكنها من تقسيم اسرائيل إلى قسمين بالقريب من قلقيلية، حيث تقدر مسافة الأراضي الإسرائيلية بين خط الهدنة الأردني والبحر الأبيض المتوسط بنحو 12 كيلومتراً"، وهي المسألة التي ركز عليها رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في لقائه في البيت الابيض مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وقال "تذكر أن عرض إسرائيل قبل عام 1967 كان 11 كيلومتراً، أي نصف عرض منطقة المقار الحكومية في واشنطن، وهي لم تكن حدود سلام، وإنما حدود حروب متكررة نظراً لأن الهجوم على إسرائيل كان مغرياً بالنسبة لهم"، قد اختياره "حدود" كلمة لم يكن عرضيا ، لأنه في 1967 وافقت اسرائيل ليس لديها حدود مع جيرانها العرب، وكانت الهدنة المتفق عليها بدلا من خطوط عام 1949 بعد تقسيم فلسطين، "ومنذ ذلك الحين الحدود المعترف بها دوليا مع الأردن ومصر وافقت"،  حرب الأيام الستة جعلت تلك خطوط الهدنة لزوم له، لكن، ربما لم يكن استخدامه لكلمة "حدود" عبثياً، ذلك أن إسرائيل في العام 1967 لم يكن لها حدود متفق عليها مع الدول العربية المجاورة، بل كانت خطوط هدنة اتفق عليها عام 1949 بعد تقسيم فلسطين.

وفي نهاية مايو/أيار عام 1967، حشدت مصر وسوريا والأردن القوات والمدرعات على مقربة من إسرائيل، بينما أغلقت مصر مضيق "تيران" أمام الملاحة الإسرائيلية، وفي الخامس من يونيو/حزيران، شنت إسرائيل هجوماً استباقياً دمر جزءاً كبيراً من القوة الجوية المصرية، وفي الأيام التالية، احتلت القوات الإسرائيلية كل القدس والضفة الغربية من الأردن ومرتفعات الجولان من سوريا وشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة من مصر، وفجأة أصبح لإسرائيل "عمق استراتيجي"، وفي وقت ما تغيرت فيع عقيدة إسرائيل العسكرية "بمعنى أن الضربة الاستباقية لم تعد الخيار الوحيد المتاح لها"، وأظهرت حرب أكتوبر 1973 أن إسرائيل قادرة على امتصاص الضربة الأولى والرد، غير أن أرييل شارون، عندما أصبح وزيراً للدفاع عام 1981، جادل بأن تحديث الجيوش العربية وحصولها على صواريخ سطح أدى إلى إلغاء مزايا "العمق الاستراتيجي"، وقال إن إسرائيل لا يمكنها امتصاص الضربة الأولى، وينبغي أن تكون مستعدة لتوجيه ضربات وقائية واستباقية ضد التهديدات المحتملة، وهي الحجة نفسها التي يطلقها العديد من الخبراء الاستراتيجيين الإسرائيليين اليوم فيما يتعلق التهديد النووي الإيراني المحتمل، ويرفض الزعماء الإسرائيليون المتعاقبون عودة إلى حدود ما قبل عام 1967، بدءاً من رئيسة وزراء إسرائيل السابقة، غولدا مائير، عام 1969، التي قالت إن أي حكومة إسرائيلية تدعم مثل هذه الخطة ستكون غير مسؤولة، وفي عام 1976، كتب وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، يغال ألون، يقول إن إسرائيل بحاجة إلى حدود يمكن الدفاع عنها "وتتيح لوحدات صغيرة من قوات الدفاع الإسرائيلية إبعاد الجيوش العربية الغازية إلى حين تعبئة معظم قوات الاحتياط في البلاد"، أما مناحيم بيغن، فقال عندما كان رئيسا للوزراء، إن التراجع إلى حدود ما قبل 1967 سيكون انتحاراً وطنياً لإسرائيل، وفي عام 2004، وعد الرئيس الأمريكي جورج بوش، رئيس وزراء اسرائيل آنذاك، شارون، بـ"الالتزام الثابت لأمن إسرائيل، بما في ذلك حدود آمنة يمكن الدفاع عنها"، ومع ذلك، فإن المجتمع الدولي لم يعترف أبداً بضم إسرائيل أي أرض ما وراء خطوط الهدنة قبل عام 1967، لكن، ومن وقت لآخر، كان هناك استعداد أكبر للتفاوض حول أراض، وعلى الأخص في قمة كامب ديفيد في العام 2000 عندما جمع الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، بين زعيم منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك. بحسب سي ان ان.

فقد طرح باراك اقتراحاً من شأنه أن يمنح الفلسطينيين السيطرة على حوالي 90 في المائة من الضفة الغربية، على أن تضم إسرائيل النسبة المتبقية، غير أنه كان هناك الكثير من العوامل المعقدة، إذ وفقاً لإحدى الروايات من تلك القمة، رفض أبو علاء، وهو قيادي فلسطيني مفاوض، التفاوض على الخارطة، بحجة أن على إسرائيل أولاً أن تلتزم بأن أي اتفاق حول الأرض يجب أن يستند إلى خط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967، الأمر الذي دفع كلينتون لأن يصرح "لا تقل ببساطة للإسرائيليين أن خريطتهم ليست جيدة، أعطني شيئاً أفضل!"، وانتهت القمة إلى تبادل الاتهامات، أما إيهود أولمرت، وقبل وقت قصير من مغادرته منصبه كرئيس لوزراء إسرائيل في العام 2008، فقال إن إسرائيل ستضطر في النهاية إلى منح الفلسطينيين "نسبة مماثلة" من الأراضي مقابل الكتل الاستيطانية اليهودية الكبرى في الضفة الغربية إذا كانت إسرائيل تريد الاحتفاظ بها في أي صفقة حول "الوضع النهائي"، مضيفاً "نحن بحاجة لاتخاذ قرار، لكننا لسنا مستعدين لنقول لأنفسن، حسناً، هذا ما يتعين علينا القيام به"، غير أن الرجل الذي أصبح وزير خارجية إسرائيل حالياً، أفيغدور ليبرمان، وصف أفكار أولمرت بأنها مجنونة، من هنا، ما هي "تبادلات الأراضي المتفق عليها"، وهي العبارة التي استخدمها أوباما، التي يمكن أن تعطي إسرائيل الأمن والفلسطينيين الأراضي التي ترضي الطرفين؟، وقال أوباما "يجب على الشعب الفلسطيني يكون له الحق في أن يحكم نفسه، ويحقق إمكانياته، في دولة ذات سيادة ومتصلة جغرافياً"، غير أنه طوال السنوات الأربع والأربعين التي تلت حرب يونيو/حزيران 67، أصبحت خريطة الضفة الغربية مقطعة الأوصال بوجود المستوطنات اليهودية، والتي يسكنها حالياً حوالي نصف مليون نسمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/أيلول/2011 - 14/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م