
شبكة النبأ: تضاربت الأخبار
والتحليلات حول التطورات الأخيرة بالشأن الليبي بالنقد والتحليل، ففي
حين هناك مهام هائلة تنتظر البلاد، فهناك تفاؤل في تجاوز الشعب الليبي
أي خلافات في سبيل بناء بلدهم من جديد.
فعندما ينقشع الدخان يجب على ثوار ليبيا أن يكونوا بناة لدولتهم،
وأن مهمة هائلة ستواجه من سيخلف العقيد معمر القذافي في حكم ليبيا.
مهما تكن نهاية اللعبة في ليبيا مربكة، فإن أحداث الأيام والساعات
الماضية تثير العديد من علامات الاستفهام بشأن مدى كفاءة ائتلاف الثوار
لأن يتولوا زمام السلطة بعد القذافي.
وفي خضم دخان المعارك في ليبيا فإنه يمكن تفهم زعم الثوار بشأن
سيطرتهم على طرابلس برغم عدم توفر كل البراهين على الأرض.
فبعدما أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي عن إلقاء القبض على سيف
الإسلام القذافي، تفاخر الأخير بوجوده حرا أمام وسائل الإعلام العالمية.
فان ظهور سيف الإسلام أمام الصحفيين جاء في اللحظة التي كانت فيها
الحكومة الليبية الجديدة قد بدأت مفاوضات مع رئيس المحكمة الدولية بشأن
نقل سيف الإسلام إلى لاهاي.
ويعتقد محللون سياسيون أن المرحلة الأولية من الثورة بحاجة إلى
تطوير في عملية الانتقال إلى الحكم الرشيد وإلى العدالة الاجتماعية
وإلى النمو الاقتصادي الذي من شأنه أن ينعكس بالفائدة على صالح كل
الشعب الليبي.
فسقوط القذافي، عندما يحين، فإنه لن يشكل بداية النهاية، ولكنه
سيكون نهاية المرحلة الأولية من مشوار الثورة الليبية.
إن اقتحام مجمع القذافي في باب العزيزية في العاصمة طرابلس أظهر
شعبا حرا أطاح بأربعة عقود من الطغيان، هي أطول فترة حكم لدكتاتور.
ما أن اقتحم الثوار الليبيون بشجاعة مجمع القذافي الحصين جنوبي
طرابلس بما توفر لديهم من سلاح، حتى تدفق الآلاف من المواطنين على
المكان، وأن المواطنين الليبيين يشهدوا لحظة تاريخية لسقوط القذافي،
والتي لا يمكن نسيانها.
لكن محللون سياسيون قالوا برغم المخاوف من حدوث انشقاق في المجلس
الوطني الانتقالي، فإن هناك أسبابا تدعو إلى التفاؤل بشأن مستقبل
البلاد
أسباب التفاؤل
من جانبه تساءل الكاتب ستيف نيغاس هل بإمكان الثوار الليبيين أن
يحكموا البلاد، موضحا أنه برغم المخاوف من حدوث انشقاق في المجلس
الوطني الانتقالي، فإن هناك أسبابا تدعو إلى التفاؤل بشأن مستقبل
البلاد.
وأوضح نيغاس أن ثمة مخاوف من حدوث خلافات حادة بين الفصائل المختلفة
في مرحلة ما بعد القذافي، ولكن الأوضاع لن تكون على درجة الخطورة التي
قد يظنها بعض المراقبين.
إن السلاح متوفر في أيدي الجميع وأشار إلى عملية الاغتيال التي تعرض
لها اللواء عبد الفتاح يونس، مضيفا أن القذافي أيضا لا يزال يحظى ببعض
الأنصار في البلاد.
فبعض الليبيين غير راضين عن أداء المجلس الوطني الانتقالي ولا عن
طبيعة تشكيله بالرغم من محاولة المجلس إحضار ممثلين عن جميع شرائح
المجتمع الليبي ليكونوا بين صفوفه.
وفي أعرب خبراء عن مخاوفهم من اشتعال نار الفتة بين صفوف الشعب
الليبي في مرحلة ما بعد القذافي، لكن هناك الكثير من المؤشرات
الإيجابية في صالح مستقبل البلاد.
ويعتقد محللون سياسيون إن الليبيين متفقون بشأن الدعم الذي قدمه لهم
الآخرون، فأن الكثير من المواطنين الليبيين يعتقدون إنه بعد تحقق
الانتصار، فإن أول ما يريدون القيام به هو تقديم فدية بمناسبة سقوط
النظام.
كما أن ليبيا ليس فيها نظام حزبي حاكم مثل البعث في العراق، ولذلك
فلا خشية على وظائف الليبيين، كما أن المجلس الانتقالي نجح في إبقاء
الخبراء في وظائفهم، وليس هناك من صراع وظيفي كما يحدث عادة في حال
الحزبية.
وبرغم القبلية وتعدد الأعراق، فلا يوجد أي اختلافات بشأن هوية
البلاد، كما أن الليبيين متجانسون في نسيجهم الاجتماعي. ويعرب محللون
سياسيون عن تفاؤلهم إزاء نظام الحكم الجديد في ليبيا، فهل يجب على
الليبيين استعادة النظام الملكي في بلادهم. إلى أن بعض الناس في برقة
كان يرفع صورة للملك إدريس السنوسي، وقال إنه ينبغي لليبيين أنفسهم أن
يقرروا مصير بلادهم وشكل نظام الحكم فيها.
توحيد ليبيا
الى ذلك دون قضية اسقاط القذافي التي وحدتهم على المقاتلين من كافة
المشارب أن يتوصلوا الى قيادة فعالة لادارة البلاد التي تعاني من كثرة
الفصائل وخصومات قبلية وانقسامات عرقية.
فقد ظهرت بوادر المشاكل قبل وقت طويل من تمكن المقاتلين من الزحف من
منطقة الجبل الغربي الى العاصمة طرابلس واستقبلهم بفرحة غامرة الليبيون
الذين سرعان ما سيطالبون بحكومة تدير البلاد بسلاسة ووظائف وتحسين وضع
المدارس والثروة النفطية التي نادرا ما كانت تصلهم.
وأنفق المقاتلون الذين شكوا من انتهاكات حقوق الانسان المزعومة
للقذافي وهم يستعدون للمعركة وقتا طويلا أيضا في انتقاد زملائهم سواء
لمجيئهم من قرى مختلفة أو من جماعة عرقية أخرى أو لان لديهم موارد أكثر
فيما يبدو.
شعر حسام نجار وهو مقاتل ليبي يحمل الجنسية الايرلندية بالاستياء من
المقاتلين الذين انضم اليهم تاركا كل شيء وراءه في دبلن. وقال "من
الممكن ان تحدث مشكلات كبيرة للغاية. الكل يرغب في ادارة البلاد. حينئذ
ستسود الفوضى... لابد من نزع سلاحهم جميعا."
والسؤال الآن هو هل هناك من يمكنه توحيد ليبيا وقيادة البلاد ومنع
المقاتلين من أن ينقلبوا على بعضهم.. وحتى الان تجيء على ما يبدو
الاجابة صادمة بلا .
وقال حمران بخاري وهو مدير شؤون الشرق الاوسط في شركة ستراتفور
العالمية للمعلومات "ليس هناك ولو زعيم واحد للمقاتلين يحترمه الجميع.
هذه هي المشكلة." بحسب رويترز.
كان القذافي يتعامل مع ليبيا باعتبارها اقطاعيته الخاصة دون وجود
مؤسسات دولة تجعل انتقال السلطة أسهل على المقاتلين الذين لديهم الكثير
من الحماس لكنهم يفتقرون الى التسلسل القيادي.
وأبرز شخصيات المعارضة هو مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني
الانتقالي الذي يضم مجموعات مختلفة من معارضي القذافي ومقره بنغازي في
شرق ليبيا. ويتألف المجلس من وزراء سابقين ومعارضين قدامى يمثلون
التيارات المختلفة منها القومية العربية والاسلامية والعلمانية
والاشتراكية ورجال الاعمال. ووصفت برقية دبلوماسية أمريكية سربها موقع
ويكيليكس الالكتروني عبد الجليل وهو وزير عدل سابق بأنه "تكنوقراط
معتدل التفكير".
كما أشادت بعبد الجليل وهو في الخمسينات من العمر منظمة هيومان
رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان لجهده في اصلاح القانون الجنائي
الليبي. واستقال عبد الجليل من وزارة العدل في فبراير شباط عند استخدام
العنف مع المتظاهرين.
لكن شأن عبد الجليل هاديء الطبع شأن اعضاء اخرين سابقين في الدائرة
المقربة من القذافي فدائما سينظر له بعض المعارضين بارتياب اذ انهم
يريدون وجوها جديدة تماما دون روابط سابقة مع النظام الذي كان يدير
البلاد.
اما محمود جبريل رئيس اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني الانتقالي أو
رئيس الوزراء فكان مسؤولا كبيرا سابقا في مجال التنمية في نظام القذافي
ولديه اتصالات أجنبية كبيرة وكان مبعوث المعارضة المتجول.
لكن سفرياته للخارج أصابت بعض زملائه وبعض المساندين الاجانب
بالاحباط لذلك فان خبرته وقدرته على اقامة الاتصالات ستهدر اذا لم يكن
جزءا من أي ادارة جديدة في المستقبل.
ومن أبرز المعارضين أيضا الذي ربما يقوم بدور في قيادة المستقبل علي
الترهوني. عاد الاكاديمي المعارض الذي كان مقيما في الولايات المتحدة
الى ليبيا لتولي الشؤون الاقتصادية والمالية والنفطية للمعارضة.
وربما تقوض التوترات بين معارضي القذافي القدامى والمؤيدين الذين
انشقوا عن الزعيم الليبي أي جهود لاختيار قيادة فعالة. واذا كانت
الغلبة للمتشددين من الممكن أن ترتكب ليبيا الخطأ ذاته الذي قال محللون
انه ارتكب في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003
وأطاح بالرئيس الراحل صدام حسين.
فقد تم تطهير البلاد من أنصاره من حزب البعث وضباط الجيش بشكل جماعي
مما أحدث فراغا في السلطة أدى الى اضطرابات استمرت لسنوات حيث شارك
الجميع من أنصاره العلمانيين الى مقاتلي القاعدة في حملة عنف استهدفت
الحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة.
قال عاشور الشامس وهو ناشط ليبي معارض مقيم في بريطانيا "لا يمكن أن
نؤسس قاعدة تقول ان أي شخص كان يعمل مع القذافي لا يمكنه العمل معنا.
هذا ليس عمليا على الاطلاق."
ومثل هذا النهج سيخرب أي محاولة لاعادة الاشخاص ذوي القدرات لتولي
أكثر المهام حيوية وهي انعاش قطاع النفط.
قد يلجأ من يرغبون في تنحية العداءات جانبا من أجل اعادة بناء قطاع
الطاقة الى شكري غانم الذي تولى رئاسة مجلس ادارة المؤسسة الوطنية
للنفط في الحكومة الليبية طلبا للمساعدة.
ولدى غانم الذي تلقى تعليما غربيا وانشق عن القذافي خبرة تمتد عشرات
السنين في قطاع النفط وهو رئيس وزراء سابق يرجع اليه الفضل في تحرير
الاقتصاد الليبي والاسراع في انفتاح البلاد على الاستثمارات البترولية
العالمية.
وستتوقف اعادة شخصيات مثل غانم بدرجة كبيرة على ما اذا كانت
المعارضة ترغب في تنحية خلافاتها جانبا واتخاذ موقف عملي من أجل مستقبل
ليبيا. لكن استنادا الى الحقائق الموجودة على أرض الواقع لن يكون هذا
سهلا.
فهناك على سبيل المثال منطقة الجبل الغربي التي حقق فيها المقاتلون
أكثر المكاسب تأثيرا وهم يتحركون صوب طرابلس. واظهر المقاتلون انضباطا
كبيرا بينما كانوا يجتاحون القرى والبلدات حتى وصولوهم الى طرابلس في
نهاية الامر. لكن تحت السطح كانت الانقسامات والتعصبات تمزق المقاتلين
الى جانب مخاوف من احتمال اختراق عملاء القذافي صفوفهم. ونظرت قرى
الامازيغ والعرب الى بعضها البعض بازدراء.
ويشير المقاتلون الى بعضهم البعض بالقول انه مقاتل من تلك القرية او
هذه وليس مقاتلا من ليبيا. وعندما يرغب الصحفيون في الوصول الى الجبهات
يطلب منهم الحصول على تصريح كتابي من المقاتل المعارض المسؤول عن
المنطقة.
وكان نجار يتحدث كثيرا عن كيف ان كتيبته التي تعرف باسم كتيبة
طرابلس هي الافضل للسيطرة على العاصمة الليبية لان كل أعضائها من
طرابلس. ومن المرجح أن تستمر نفس الخصومات عندما يحين وقت اختيار
الزعماء.. من الوزراء الى حكام المناطق الى رؤساء البلديات ووضع
الميزانيات.
وبأي حال فان الكثير من المقاتلين متعلمون -من الاطباء الى المدرسين
الى المحاسبين والمهندسين- لذلك من المرجح أن يصروا على ان تكون لهم
كلمة مسموعة في الطريقة التي تدار بها البلاد.
ومن القضايا التي تعد مثالا لما يمكن أن يكون مطروحا في المستقبل
واقعة اغتيال عبد الفتاح يونس -القائد العسكري لقوات المعارضة والذي
كان وزيرا للداخلية في حكومة القذافي- يوم 28 يوليو تموز بعد أن
احتجزته عناصر من المعارضة لاستجوابه.
وأثار قتل يونس مخاوف من ضعف وتشرذم المجلس الوطني الانتقالي بحيث
لا يمكنه وقف الانزلاق الى دائرة العنف مع تنافس الفصائل المختلفة بما
في ذلك الاسلامي منها طلبا للسلطة.
على سبيل المثال فان عددا متزايدا من المقاتلين في الجبل الغربي
يطلقون لحاهم ومن المرجح أن يرفضون العلاقات الوثيقة مع الغرب في ليبيا
الجديدة. في حين أن اخرين يرغبون بشدة في الاستثمارات الاجنبية.
وربما يرون أيضا ان المقاتلين من الجبل الغربي ومدينة مصراتة يجب أن
يمنحوا أكثر المواقع تأثيرا في أي حكومة قادمة بما أنهم قاموا بمعظم
القتال بينما كانت المعارضة في بنغازي تتولى شؤون الادارة.
كانت المرارة ملحوظة في الجبهة بامتداد السهول الصحراوية في الغرب
حتى على الرغم من تمكن الجماعات المختلفة للمقاتلين من تجاوز الخلافات
والزحف معا صوب طرابلس.
وتم تصوير المعارضة في بنغازي على انهم دخلاء كانوا كثيرا ما
يتأخرون في تسليم السلاح وغيرها من الامدادات لنظرائهم.
ويتعين على قيادة المعارضة أن تتوصل الى سبل لنزع فتيل التوترات بين
صفوفها وهي تحاول تحويل ليبيا الى بلد ذي اقتصاد قادر على المنافسة.
وقال بخاري "ادارة البلاد ستكون أصعب كثيرا على المعارضة. سيكون
التحدي هو التوصل الى شخصيات تلقى قبولا لدى الجميع."
مخازن الاسلحة المنهوبة
في السياق ذاته تنتشر مخزونات هائلة من قذائف الدبابات والصواريخ
والالغام بلا حراسة على مشارف طرابلس مما يذكي المخاوف من أن الاسلحة
التي تركتها قوات معمر القذافي يمكن أن تقوض الامن الاقليمي.
وتركت قوات الزعيم المخلوع وراءها الاف البنادق الالية والمسدسات
والذخيرة والمتفجرات حين فرت من العاصمة وضواحيها الشهر الماضي. واختفت
أسلحة كثيرة بالفعل بينها صواريخ أرض جو.
وشاهد مراسل لرويترز نحو ستة صناديق فارغة لصواريخ من طراز (9ام342)
و(9ام32) روسية الصنع بين مئات من قذائف الدبابات والمتفجرات الاخرى
المتروكة بلا حراسة يوم الثلاثاء. ولم يتضح من أخذ الصواريخ او متى.
وقال بيتر بوكايرت مدير حالات الطواريء بمنظمة هيومان رايتس ووتش
بعدما زار نفس الموقع الذي يقع قرب قاعدة كانت تستخدمها كتيبة خميس
التي اشتهرت بأنها أفضل القوات التابعة للقذافي من حيث التسليح "هذا
تحديدا هو ما نشعر بالقلق بشأنه." وأضاف "يوجد عدد كبير من منشات
الذخيرة بلا حراسة ويمكن لأي أحد أن يذهب بشاحنة صغيرة او كبيرة ويأخذ
ما يحلو له."
وأقلقت امكانية الحصول على أسلحة ثقيلة في ليبيا منذ اندلاع
الانتفاضة ضد القذافي في فبراير شباط مسؤولين غربيين يعتقدون أن جماعات
اسلامية متشددة او متمردين في الدول المجاورة يمكن أن يحصلوا عليها.
وهناك ايضا احتمال أن يستغل الموالون للنظام او غيرهم من الناقمين
على المجلس الوطني الانتقالي هذه الاسلحة لشن حرب عصابات. ويمكن أن
تقتل الالغام والذخائر غير المنفجرة أو تشوه المدنيين في أعقاب الصراع.
ويقول بنجامين باري البريجادير السابق بالجيش البريطاني والباحث
المتخصص في الحرب البرية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في
بريطانيا "هذا مثار قلق ويجب تأمينه. الفشل في القيام بهذا في العراق
سهل مهمة المتمردين والميليشيات كثيرا."
واستطرد قائلا "لكن يجب أن يدرك المجلس الوطني الانتقالي أن اكبر
تهديد تمثله هذه المستودعات التي تقبع بلا حراسة هي أمن واستقرار ليبيا."
على الجانب الاخر من مستودع الاسلحة توجد كميات من الالغام المضادة
للافراد في قطعة أرض تحت شبكة تمويه في ظل حرارة الشمس الحارقة.
وتساقطت اكوام من الحشايا والوسائد وعلب الطعام وزجاجات المياه من مبنى
صغير على مقربة.
ويحمل كل صندوق ستة ألغام وبينما كان من الصعب احصاء عددها بدقة فقد
كان هناك الاف الصناديق فيما يبدو. وكتبت رسائل بالعربية على الجدران
حول المنطقة تحذر الزائرين من المتفجرات.
وقال احمد الشيباني وهو واحد من مجموعة من الليبيين يعملون مع حكام
البلاد المؤقتين وصلوا في الثانية عشرة ظهرا تقريبا لمعاينة الموقع انه
سيتم نقل الالغام وتخزينها لكن هذا سيستغرق أسبوعا على الاقل. وأضاف ان
الصناديق المتبقية يمكن أن تكون مفخخة. وتابع أن مجموعته ستقوم بفحصها
ثم نقلها وتخزينها في مكان امن.
وفي الموقع الرئيسي وهو عبارة عن مجموعة من المخازن المبنية بالطوب
الخرساني كانت هناك مئات الصناديق الخضراء التي تحوي صواريخ وقذائف
دبابات ومتفجرات أخرى. وكان كثير من الصناديق فارغا.
ولا يحمي مدخل الموقع سوى سياج معدني صغير يستند على برميل. وكانت
السيارات تتحرك بسرعة على الطريق خارجه ولم يكن هناك حراس في المنطقة.
وقال بوكايرت من هيومان رايتس ووتش انه يمكن استخدام الذخائر من
النوعية المهجورة في ليبيا في اعداد سيارات ملغومة او اسلحة اخرى لشن
حرب عصابات في البلاد او قد تستخدم في دعم حركات التمرد في دول مجاورة.
وأضاف "اعداد سيارة ملغومة شديدة القوة قادرة على اسقاط مبنى او تفجير
سوق لا يحتاج الا الى بضع قذائف دبابات."
وعقد بوكايرت مقارنات مع العراق حيث نهبت مخازن تركتها القوات
الموالية للرئيس الراحل صدام حسين بعد الغزو الذي قادته الولايات
المتحدة في عام 2003 واستغلها متشددون لتصنيع قنابل استخدمت في هجمات
انتحارية.
وأقلق تسرب الصواريخ أرض جو في ليبيا الوكالات الامنية الغربية التي
تعتقد انها يمكن أن تستخدم لاستهداف الطائرات التجارية.
وقال مسؤول مكافحة الارهاب بالاتحاد الاوروبي يوم الاثنين ان هناك
خطرا يكمن في أن يكون تنظيم القاعدة قد حصل بالفعل على اسلحة وذخائر
نهبت خلال الصراع الليبي بما في ذلك صواريخ أرض جو.
وحملت بعض الصناديق الفارغة التي رأتها رويترز علامات تشير الى أنها
كانت تحوي صواريخ من طراز (9ام342) قال خبراء انها مرتبطة بصواريخ
ايجلا-اس المعروفة ايضا باسم (اس.ايه 24 جرينتش) وهي النسخة الاحدث من
صواريخ ايجلا الروسية أرض جو.
وحملت صناديق أخرى علامة (9ام32) وهو رقم صناعي مرتبط بصواريخ
ستريلا-2ام وكذلك (اس.ايه- 7ايه جريل) اول أنظمة الدفاع الجوي الروسية
التي يحملها أفراد والتي دخلت الخدمة للمرة الاولى في الستينات.
وقال بوكايرت "ليبيا بها واحد من أكبر المخزونات في العالم من
الصواريخ أرض جو. يبدو أن القذافي كان شغوفا بها بشكل خاص." وأضاف
"نكتشف نهب صواريخ أرض جو في كل مكان. هناك من يتجول بشكل منهجي في بعض
هذه المخازن ويجمعها. يأخذونها ويرحلون." |