
شبكة النبأ: في خضم تسارع الأحداث
الأخيرة وتوتر العلاقات الباكستانية – الأمريكية بعد مقتل "بن لادن"
والذي فأقم من أزمة الثقة "شبه المعدومة" بين الحليفين الأساسيين في
المنطقة، برزت على خلفية تلك الأحداث مسألة "الحليف الاستراتيجي" ومدى
حرية باكستان في تنوع خياراتها أو الاعتماد على حليف استراتيجي واحد،
ومن هذا المنطلق تنامت الرغبة لدى باكستان باللجوء إلى العملاق الصيني
والتلويح به كبديل قوي عن تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية "وان
رأى البعض إن في الأمر الكثير من المبالغة" خصوصاً بعد أن قللت الأخيرة
من حجم مساعداتها إلى باكستان، ومع التحسن الملحوظ في العلاقات بين
البلدين مؤخراً واعتقال المسئول عن العمليات الخارجية في تنظيم القاعدة
قبل أيام كبادرة حسن نية من قبل باكستان، تجد إن العلاقات التي شابها
التوتر وهي تصارع القاعدة قد تحتاج إلى خيارات جديدة لحل الخلافات
بينهما.
مبالغة باكستانية
اذ يظهر تحرك باكستان السريع للرد على اتهامات الصين بأن متشددين
شاركوا في هجمات باقليم شينجيانغ الصيني تلقوا تدريبات على أرضها أهمية
روابطها مع بكين لكن المبالغة في الاعتماد على هذا الخط ربما يكون خطأ
من اسلام اباد، وسارعت باكستان الى ارسال اللفتنانت جنرال أحمد شجاع
باشا مدير عام المخابرات الباكستانية الى بكين بعد أن شن متشددون
اسلاميون هجوما أسفر عن مقتل 11 شخصا في اقليم شينجيانغ طبقا لتقارير
اعلامية، وفي حين ان المخابرات الباكستانية رفضت تأكيد الرحلة فان
دبلوماسيين غربيين ومحللين باكستانيين اتفقوا على أن من المرجح أن
تتصدر الهجمات أي جدول أعمال، وقال مشاهد حسين سيد رئيس معهد
باكستان-الصين "لا يمكن أن نسمح باستخدام الارض الباكستانية في أي
أنشطة ضد أي بلد مجاور خاصة حليف مثل الصين"، وأضاف "هناك روابط قوية
بين باكستان والصين ونحن نتعاون عن كثب في هذه القضية"، ورحلة باشا
السريعة الى الصين هي مؤشر واضح على أولويات باكستان، ونادرا ما تحظى
الولايات المتحدة بهذا المستوى من التعاون عندما تضغط على باكستان بشأن
متشددين ينشطون في مناطقها الحدودية، وظل مسؤولون أمريكيون يقولون طوال
سنوات ان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن "الذي قتلته قوات أمريكية
خاصة في باكستان في مايو ايار" كان يختبيء في البلاد، وكثيرا ما كانت
باكستان ترد بطلب للحصول على معلومات محددة يمكن التصرف بناء عليها قبل
ان تبحث أمر اجراء تحريات، ولا تخفي اسلام اباد تفضيلها لبكين عن
الولايات المتحدة كدولة حليفة في المجال العسكري وتصف بكين بأنها حليف
"لكل العصور" مقارنة بعلاقتها المتذبذبة بواشنطن، وأصدرت وزارة
الخارجية الباكستانية بيانا قدمت فيه "الدعم الكامل" للصين بعد الهجوم،
والصين مستثمر رئيسي في باكستان التي تسكنها أغلبية مسلمة في قطاعات
مثل الاتصالات والموانيء والبنية الاساسية، كما أن هناك طريقا يربط بين
البلدين شقته الصين ويمر عبر المناطق الجبلية في شمال باكستان.
وتقدر التجارة بين باكستان والصين بمليارات الدولارات سنويا وبكين
هي أكبر مصدر للاسلحة لاسلام اباد، لكن كل هذه القضايا تكون مهمة الى
درجة معينة، وقال حسن عسكري رضوي وهو محلل سياسي مستقل "تريد باكستان
ان تلعب لعبتها الخاصة من خلال اقامة جبهة ضد الولايات المتحدة"، وأضاف
"لن يحدث هذ، الان الصين لديها نفس الشكوى التي تشكوها الولايات
المتحدة من باكستان"، وقال باري سوتمان وهو أستاذ بجامعة هونج كونج
للعلوم والتكنولوجيا ان الصين شأنها شأن الولايات المتحدة تريد من
باكستان أن تساعدها في السيطرة على التشدد، لكنها تشعر بالاحباط من
الفوضى التي تسود الحكم في باكستان وعدم قدرتها على السيطرة على
المتشددين أو العناصر الموالية للمتشددن في أجهزتها الامنية، وأضاف "أعتقد
أن الحكومة الصينية ستكون راغبة في أن يكون جيشها وجهازها الامني على
اتصال بالسلطات الباكستانية لوضع خطة مشتركة لكن الولايات المتحدة وجدت
ان من الصعب للغاية القيام بذلك، وأنا متأكد من أن الصين ستجد صعوبة في
ذلك أيضا"، بالاضافة الى ذلك فان مدى استفادة الصين من باكستان تتركز
في منطقة جنوب اسيا التي تتنافس فيها مع الهند، لكن للصين طموحات
عالمية ومن غير المرجح أن تضحي بها لصالح حليف أثبت أنه يمثل متاعب
للولايات المتحدة التي تربطها أيضا علاقات عميقة مع الصين، وكتبت
أورميلا فينوجوبالان وهي محللة مستقلة ومحررة سابقة للشؤون الاسيوية في
(جينز انتليجنس ريفيو) في مجلة فورين بوليسي تقول "عندما تظهر بصورة من
يتخذ موقفا استفزازيا الى جانب باكستان فان لهذا ثمنا باهظا ولا يحقق
فائدة استراتيجية تذكر". بحسب رويترز.
وأضافت أن الصين لا تريد أن تدفع بالهند اكثر في فلك أمريك، وقالت "زيادة
المساعدات الصينية لباكستان ستستعدي الهند بالقطع وتخلق نقطة احتكاك
جديدة في العلاقة الثلاثية بين بكين ونيودلهي وواشنطن"، ولم تظهر الصين
كذلك مؤشرا على استعدادها لتحمل بعض العبء المالي لانعاش الاقتصاد
الباكستاني وهو ما تبدي الولايات المتحدة استعدادها له حتى الان، وفي
عام 2008 عندما كانت باكستان تعاني من أزمة في ميزان المدفوعات وطلبت
دعما من الصين لتجنب اللجوء الى صندوق النقد الدولي وشروطه المقيدة
للحصول على قرض يبلغ 7.5 مليار دولار قدمت الصين 500 مليون دولار فقط،
وكتبت فينوجوبالان تقول ان الصين ربما يكون لديها مخاوف أيضا بشأن
استقرار باكستان "لكنها تفضل السماح للامريكيين بتحمل تكلفة تحسين امن
البلاد"، ويقول محللون ان محاولات باكستان للوقيعة بين بكين والولايات
المتحدة سيكون لها نتائج عكسية، وعلى الرغم من أهمية باكستان فانها
ليست العنصر الاهم بالنسبة لبكين وواشنطن، وقال رضوي "سيكون سوء فهم من
جانبنا اذا اعتقدنا أننا سنتحالف مع الصين عندما تضغط علينا الولايات
المتحدة، بين الصين والولايات المتحدة علاقاتهما الخاصة ولا يمكن أن
يعرضاها للخطر لصالح باكستان".
باكستان وأمريكا واحتواء الخلافات
من جهة اخرى قال مسؤول أمريكي كبير ان الولايات المتحدة وباكستان
تعملان على تخفيف القيود التي فرضتها اسلام اباد على سفر الدبلوماسيين
الامريكيين وهو الاجراء الذي زاد توتر العلاقات بين البلدين، وتقول
باكستان أنها قيدت تحركات الدبلوماسيين الامريكيين في أنحاء البلاد
كاجراء أمني لكن مسؤولين امريكين قالوا انها تسبب "مضايقات"، وقال مارك
جروسمان المبعوث الامريكي الخاص لافغانستان وباكستان "حكومة باكستان
لديها بعض القوانين، ونحن نحاول التعرف على كيفية تلبية هذه المتطلبات"،
وقال للصحفيين "اثق تماما اننا سنتمكن من القيام بذلك، بطريقة تسمح
لحكومة باكستان بأن تفي بمتطلباتها وتسمح للدبلوماسيين الامريكيين
بالسفر بحرية في باكستان"، وكان جروسمان يتحدث بعد مباحثات مع مسؤولين
باكستانيين وافغان في اسلام اباد لتنسيق الجهود لانهاء العنف في
افغانستان، ويقول مسؤولون بوزارة الخارجية الباكستانية ان القيود "التي
تقضي بأن يحصل الدبلوماسيون على "شهادات عدم اعتراض" من السلطات قبل
مغادرة اسلام اباد" ليست جديدة أو قاصرة على المسؤولين الامريكيين، لكن
الهدف منها ضمان أمن الدبلوماسيين في بلد يشهد حملة تفجيرات وهجمات
انتحارية من جانب متشددين اسلاميين، غير ان الولايات المتحدة تقول ان
معاهدة فيينا تسمح بحرية التحرك للدبلوماسيين وخاصة عند الانتقال الى
قنصلياتهم في لاهور وكراتشي وبيشاور، وباكستان حليف استراتيجي للولايات
المتحدة لكن العلاقات تراجعت منذ قتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن في
باكستان في هجوم شنته قوات امريكية دون ان تبلغ اسلام اباد سلفا بذلك،
وردت باكستان بغضب على الغارة التي تمت في الثاني من مايو ايار والتي
اعتبرتها انتهاكا لسيادتها وخفضت عدد المدربين الامريكيين في البلاد
وفرضت قيودا على أنشطة وكالة المخابرات الامريكية (سي.اي.ايه). بحسب
رويترز.
وأحدث قيود على السفر تبدو جزءا من نفس الاجراءات العقابية، وفي
مؤشر على عدم الرضا علقت الولايات المتحدة مؤخراً ثلث المساعدات
العسكرية الامريكية لباكستان التي تبلغ 2.7 مليار دولار، ودعا الرئيس
اصف علي زرداري في اجتماع مع جروسمان الى ان تتفق الولايات المتحدة
وباكستان على "قواعد اشتباك واضحة" لتجنب المتاعب في علاقتهم، ورغم
التوترات حاول الجانبان منع حدوث انهيار في العلاقات الامر الذي سيعرض
للخطر الجهود الحربية في أفغانستان، وعبر كل من جروسمان ووكيل وزارة
الخارجية الباكستاني سلمان بشير عن تأييدهما لعملية المصالحة التي يقوم
بها ويتزعمها أفغان لانهاء العنف في أفغانستان، وقال جروسمان "من وجهة
نظري هذه المجموعة الرئيسية (من الدول الثلاث) تسلط الضوء على العمل
الفريد والعمل المهم الذي يجب ان تقوم به باكستان، في عملية المصالحة
هذه"، وقال نائب وزير الخارجية الافغاني جاويد لودين ان عملية المصالحة
تمثل "أهم أولوية" للحكومة الافغانية كاستراتيجية لاحلال السلام في
البلاد حيث تشن طالبان حرب، وقال "نعتمد على التعاون الذي يمكن ان
تقدمه لنا باكستان من حيث تشجيع تلك العناصر في قيادة طالبان على
المشاركة في عملية المصالحة"، وقال لودين انه رغم ان الهدف من جلب قادة
من طالبان من المستوى المتوسط والمنخفض الى عملية السلام كان فعالا فان
هناك حاجة لضم كبار القادة ايض، وقال "عرفنا بعضهم ونجري اتصالات معهم،
لكن غالبية الذين نحتاج بالفعل لجلبهم الى عملية السلام هم الذين نحتاج
الى اجراء اتصالات بهم"، وأضاف "نحتاج الى ان نحدد مع من يمكننا ان
نتصالح وكيف يمكن الاتصال بهم".
الحدود الافغانية الباكستانية
الى ذلك قال رئيس الاركان الامريكي الادميرال مايك مالن إن المنطقة
الحدودية بين افغانستان وباكستان، التي وصفها بمركز الارهاب، ما زالت
اخطر منطقة في العالم، ودعا الادميرال مالن باكستان الى تفكيك ما وصفها
"بالملاذات الآمنة" في تلك المنطقة، وكان رئيس الاركان المنصرف يقوم
بجولة زار خلالها قواعد امريكية جنوبي وشرقي افغانستان، وقال الادميرال
مالن إن اكثر ما يقلقه الآن وقد وصل الى نهاية خدمته هو عدم الاستقرار
الذي تتسم به المنطقة القبلية في باكستان المحاذية للحدود مع افغانستان،
واضاف انه رغم مقتل اسامة بن لادن، فإن هناك العديد من تلامذته ومقلديه
الذي يخططون لتنفيذ عمليات خارج المنطقة، وقال إنه دأب على اثارة هذا
الموضوع مع القادة العسكريين الباكستانيين، منتقدا تلكؤ باكستان في
مواجهة المسلحين في المنطقة، وقال الادميرال مالن إن باكستان منيت
بخسائر فادحة في قتالها ضد الجماعات المسلحة في المنطقة، الا انه اضاف
بأن العلاقات بين واشنطن واسلام آباد قد تتأثر سلبا ما لم يجابه
الباكستانيون المجموعات "الارهابية" كشبكة حقاني، واعترف رئيس الاركان
بأن العلاقات بين البلدين ما زالت متوترة في اعقاب الغارة التي نفذتها
القوات الخاصة الامريكية في مايو/ايار والتي اسفرت عن قتل زعيم تنظيم
القاعدة اسامة بن لادن في بلدة ابوت آباد الباكستانية، الا انه اكد بأن
حل هذه المشكلة لن يتحقق بقطع العلاقات بين الطرفين، وكانت باكستان قد
اكدت مرارا بأن لديها مصالحها الاستراتيجية الخاصة في المنطقة، وقال
الادميرال مالن إن يتفهم هذا الموقف، لكنه اضاف ان استراتيجية استخدام
وكلاء للتحريض على العنف يجب ان تتغير. بحسب بي بي سي.
تعليق المساعدات الأمريكية
في سياق متصل قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن قرار الولايات
المتحدة بتعليق ثلث المساعدات العسكرية السنوية لباكستان لن يؤثر على
قدرة البلاد على محاربة ما سماها الجماعات الإرهابية، وأضاف الجنرال
أطهر عباس أن إسلام آباد لم تبلغ رسميا بعد بسبب تعليق نحو 800 مليون
دولار من المساعدات، واعتبر عباس ان القرار "لن يكون له تأثير كبير
وعملياتنا ستتواصل كما كانت في الماضي"، وأضاف ان الجيش الباكستاني
يقوم حاليا بعمليتين كبيرتين في إقليمي موهماند وكورام بمنطقة القبائل
دون مساعدة خارجية، وأكد الجنرال استمرار هذه العمليات مضيفا" أن تنظيم
القاعدة والجماعات الأخرى المسلحة لا تهددنا فقط بل الآخرين أيضا"،
وأوضح أنه لا يستطيع تحديد مدى تأثير القرار الأمريكي بصفة عامة على
الجيش الباكستاني قبل أن يبلغه المسؤولون الأمريكيون رسميا بالمخصصات
التي يشملها التجميد.لكن عباس أكد أن قائد الجيش سبق وأن طالب بتوجيه
جزء من المساعدات العسكرية إلى القطاعات المدنية التي تحتاجها. بحسب بي
بي سي.
وكان عدد من نواب الكونغرس الأمريكي قد أثار أخيرا تساؤلات حول
الحجم الكبير للمساعدات العسكرية السنوية لإسلام آباد التي تتخطى
قيمتها الإجمالية الملياري دولار، وجاء ذلك بعد قيام قوات خاصة أمريكية
بقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الثاني من مايو/آيار الماضي
وتبين حينها أنه كان مختبئا في منزل بجوار قاعدة رئيسة للجيش
الباكستاني في بلدة قرب إسلام آباد، واعتبرت اسلام اباد حينها أن هذه
العملية شكلت انتهاكا لسيادته، وتحدثت تقارير صحفية في الآونة الأخيرة
عن توتر في العلاقات بين البلدين إثر قيام باكستان بطرد بعض المسؤولين
الأمنيين الأمريكيين الذين كانوا يدربون ضباطا في الجيش الباكستاني،
ويرى مراقبون في الخطوة ضغطا أمريكيا على الجيش الباكستاني ليصعد حربه
على ما يوصف بالارهاب، وتحدث كبير موظفي البيت الابيض وليام ديلي عن
تدهور العلاقات بين البلدين منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن،
لكن ديلي أقر بأن باكستان ظلت "حليفا مهما في محاربة الإرهاب"، مضيفا "لقد
ظلوا ضحايا لقدر كبير من الإرهاب"، وتابع قائلا "إنها علاقة معقدة في
منطقة شديدة التعقيد من العالم"، وقال "من الواضح أن النظام السياسي
الباكستاني لا يزال يشعر بالكثير من الألم بسبب الغارة التي قمنا بها
للتخلص من بن لادن"، وأضاف "إلى أن نتغلب على تلك العقبات، فإننا سنحجب
بعض الأموال التي تعهد دافع الضرائب الأمريكي بدفعها لهم"، وتظهر
الأرقام التي أودعت لدى صندوق النقد الدولي في الخريف الماضي ارتفاع
الانفاق العسكري الباكستاني في ميزانية 2010-2011 إلى 6.41 مليار دولار،
بزيادة مقدارها 1.27 مليار عن العام الماضي، وعلى الرغم من تخفيض
المساعدات الأمريكية، فإن واشنطن لا تزال تعتبر إسلام أباد دولة أساسية
في محاربة القاعدة ومسلحي حركة طالبان الذين يجدون ملاذا آمنا لهم في
مناطق القبائل بالقرب من الحدود الباكستانية.
تبادل معلومات بشأن الظواهري
من جهتها دعت باكستان الولايات المتحدة لتبادل المعلومات بشأن ايمن
الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الجديد بعدما قال وزير الدفاع الامريكي
الجديد ليون بانيتا انه يعتقد ان خليفة اسامة بن لادن في باكستان،
واثناء اول رحلة له الى كابول بصفته وزيرا للدفاع قال بانيتا انه يعتقد
ان الظواهري يعيش في باكستان وتحديدا في الحزام القبلي الذي يغيب فيه
القانون على الحدود مع افغانستان، وقال الجيش الباكستاني ان جنوده
ينفذون بالفعل "عمليات مكثفة ضد القاعدة والمرتبطين بها بالاضافة الى "قيادة
الارهابيين" واهداف ثمينة تشكل تهديدا لامن باكستان، وقال متحدث باسم
الجيش الباكستاني في بيان "نتوقع ان تتبادل مؤسسة المخابرات الامريكية
المعلومات المتاحة ومعلومات المخابرات العملية المتعلقة بالظواهري
والاهداف الثمينة الاخرى معنا مما يمكن الجيش الباكستاني من تنفيذ
عمليات محددة الاهداف"، وقال بانيتا رئيس وكالة المخابرات المركزية
الامريكية السابق ان الحاق هزيمة استراتيجية بالقاعدة امر ممكن اذا
تمكنت الولايات المتحدة من قتل او اعتقال ما يصل الى 20 قائدا متبقين
للمجموعة الرئيسية والمرتبطين به، واضاف ان هؤلاء القادة يعيشون في
باكستان واليمن والصومال وشمال افريقي، وتابع بانيتا ان الوقت قد حان
لتكثيف الجهود لاستهداف قيادة القاعدة وذلك في اعقاب مقتل ابن لادن في
باكستان في مايو ايار، واضاف ان الولايات المتحدة تود من باكستان ان
تستهدف الظواهري في المناطق القبلية، وكثفت الولايات المتحدة من
الهجمات الصاروخية التي تشنها بطائرات دون طيار في مناطق قبلية يقطنها
البشتون والتي ينظر لها على انها ملاذ عالمي للمتشددين، وتنتقد باكستان
علنا هذه الهجمات وعادة ما تطالب واشنطن بتقديم معلومات مخابرات عن
قادة المتشددين المختبئين في مناطقها القبلية كي تتمكن من اتخاذ
اجراءات ضدهم، لكن هناك شكوك دائمة في واشنطن من ان وكالات المخابرات
الباكستانية تقيم صلات مع هؤلاء المتشددين، وذكرت وسائل اعلام امريكية
الشهر الماضي ان بانيتا واجه باكستان بأدلة تؤكد ان المتشددين اخلوا
مصانع لاعداد القنابل في وزيرستان بعدما تبادلت الولايات المتحدة
معلومات مع باكستان بهذا الشأن مما يشير ضمنا الى ان اسلام اباد ابلغت
المتشددين بهذا التطور، ونفى الجيش الباكستاني صحة هذه التقارير. بحسب
رويترز.
تحطم طائرة استطلاع
على صعيد مختلف قالت الشرطة ومسؤولون في البحرية الباكستانية ان
طائرة استطلاع بلا طيار تابعة للبحرية تحطمت مؤخراً في مدينة كراتشي
الجنوبية لكن لم تحدث خسائر على الارض، وقال القائد سلمان علي من
البحرية الباكستانية "انها طائرة بلا طيار تابعة للبحرية الباكستانية
وكانت في مهمة تدريب روتينية حين ارتطم بها طائر"، وصرح بأن البحرية
الباكستانية تستخدم هذا النوع من الطائرات في المراقبة والاستطلاع
والتصوير، ولم يذكر تفاصيل عن الجهة المنتجة للطائرة، وقال مسؤول
الشرطة الرفيع عثمان غاني صديقي ان الطائرة تحطمت في أرض تخص مصفاة نفط
في منطقة كورانجي من كراتشي ولم تقع أضرار، وقال "اندلع حريق صغير لكن
الموقف تحت السيطرة، ولم تقع اصابات"، وتطور باكستان طائرات بلا طيار
لمهام المراقبة والاستطلاع لان الولايات المتحدة ترفض تقديم هذه
التكنولوجيا لاسلام اباد، وتشن طائرات أمريكية بلا طيار عمليات قصف
تستهدف المتشددين في شمال غرب باكستان، وتصنع شركتان في اسلام اباد
طائرات بلا طيار للجيش، ولم يعرف ما اذا كانت الطائرة المتحطمة من
انتاج ايهما.وتشن الولايات المتحدة منذ عام 2004 ضربات بطائرات بلا
طيار على شمال غرب باكستان في اطار حملتها لمكافحة التشدد، وطبقا
لمؤسسة نيو امريكا التي ترصد مهام الطائرات بلا طيار قتل ما يتراوح بين
1561 شخصا و2461 شخصا خلال 254 ضربة تركزت معظمها في منطقة القبائل
المضطربة، وانتقدت باكستان تلك الضربات لانها تغضب الرأي العام ويصب
ذلك في صالح المتشددين، ويقول محللون ان الضربات التي تستهدف شخصيات
كبيرة في صفوف المتشددين لن تكون ممكنة بدون تعاون المخابرات
الباكستانية. بحسب رويترز.
هجوم مباشر
بدوره قال المتحدث باسم الجيش إن تقارير صحيفة نيويورك تايمز التي
تنتقد الجيش الباكستاني ووكالة المخابرات القوية هي "هجوم مباشر" على
امن باكستان، وانتقد الميجر جنرال اطهر عباس كبير المتحدثين باسم الجيش
الباكستاني تقارير التايمز بشكل متكرر وقال انها جزء من خطة مدروسة من
جانب مسؤولين لم يذكر اسمائهم "لاضعاف الدولة"، وقال "هذا هجوم مباشر
على جهاز امننا ووكالات مخابراتن، نحن نعتبر جهاز المخابرات الباكستاني
جهاز مخابرات استراتيجي، الخط الاول لدفاعنا"، واتجهت العلاقات
الباكستانية الامريكية الي التدهور منذ العام الماضي لكن التدهور تسارع
بعد ان قتل متعاقد امريكي يعمل لحساب المخابرات المركزية الامريكية
اثنين من الباكستانيين في لاهور في يناير كانون الثاني والغارة
الامريكية التي قتل فيها اسامة بن لادن وقالت باكستان انها لم يتم
ابلاغها بها وانها تنتهك سيادته، وكان عباس يرد بشكل محدد على مقال
رئيسي لنيويورك تايمز قال ان هناك دليلا على تواطؤ جهاز المخابرات
الباكستاني في ايواء بن لادن وبصلته بهجمات مومباي عام 2008 التي قتل
فيها 166 شخصا وتورطه في خطف وقتل صحفي موقع صحيفة اسيا تايمز اون لاين
سالم شهزاد، وقال عباس "كل هذه التقارير عبر وسائل الاعلام تنقل عن
مسؤولين لا تذكر اسمائهم ومصادر لا يكشف عنها هي جزء من خطة لتقويض
سلطة وقوة الجهاز (الامني) من اجل اضعاف الدولة"، ودعا المقال الي عزل
اللفتنانت جنرال احمد شجاع باشا رئيس المخابرات الباكستانية وقال
"الولايات المتحدة تحتاج الي استخدام نفودها للتعجيل برحيل السيد باش،
جهاز المخابرات الباكستاني اصبح معاديا للمصالح الباكستانية
والامريكية". بحسب رويترز.
السعي لاعتقال مستشار سابق
من جانب اخر قال محامي ثلاثة من رجال القبائل الباكستانية انه أقام
دعوى قضائية باسمهم ضد المستشار القانوني السابق لوكالة المخابرات
المركزية الامريكية لموافقته على شن ضربات صاروخية باستخدام طائرات
بدون طيار قتلت مئات الاشخاص، وتقوم هذه الطائرات المزودة بالصواريخ
بدور أكبر من أي وقت مضى في العمليات الامريكية لمكافحة الارهاب، لكن
باكستان شكت مرارا من الهجمات الامريكية باستخدام الطائرات بدون طيار
قائلة انها تعقد جهود اسلام اباد لكسب دعم الشعب الباكستاني وعزل
المتشددين في المناطق الحدودية، وأشار محامي الرجال الثلاثة شاه زاد
أكبر في عريضة الدعوى الى ان جون ريزو عمل مستشارا عاما لوكالة
المخابرات المركزية الامريكية حتى 25 يونيو حزيران 2009، وقال أكبر في
دعواه التي كتبت باللغة الانجليزية "كان أحد أدواره في وكالة المخابرات
المركزية الامريكية الموافقة على قائمة أشخاص لقتلهم كل شهر في باكستان
على أيدي المخابرات باستخدام الطائرات بدون طيار"، وتابع أكبر في مؤتمر
صحفي حضره واحد من الشاكين الثلاثة انه يحاول استصدار "مذكرة اعتقال
دولية" بحق ريزو، وقالت الدعوى ان ريزو اقر في مقابلة مع مجلة نيوزويك
هذا العام بموافقته على شن ضربات باستخدام طائرات بدون طيار، وقال كريم
خان أحد الشاكين الذي فقد شقيقه وأحد ابنائه في واحدة من ضربات
الطائرات بدون طيار في ديسمبر كانون الاول 2009 "أمريكا تقتل الناس في
المناطق القبلية وتصفهم بأنهم ارهابيون، لسنا ارهابيين، نحن مواطنون
باكستانيون مسالمون". |