البابا يقف حائراً أمام فضائح أبناء الكنيسة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: لعل الأمر خرج عن نطاق السيطرة بالنسبة للفاتيكان والبابا بعد سيل من الفضائح الجنسية والمالية، والتي لم تستثني أحداً من نارها بعد أن تزعزعت الثقة بشكل كبير بين المسيحيين ومنظومتهم الدينية المتمثلة بالكنيسة ومن يمثلها، خصوصاً بعد تسريب العديد من الأحاديث التي تشير إلى إن البابا بندكيت السادس عشر كان على علم بتفاصيل هذه الفضائح وحاول جاهداً التستر عليها وعدم إظهارها إلى العلن، قبل أن يتحول الأمر إلى كارثة ثقيلة سقطت على رؤوس أصحابها، وفي محاولة منه لتفادي اكبر قدر من الخسائر والأضرار دعا البابا إلى عملية إصلاح كبيرة من داخل الكنيسة من اجل تطهيرها من العناصر الفاسدة والتي أساءت إليها بشكل كبير، لكن يبقى السؤال الذي قد يحتاج إلى الكثير من التفصيل للإجابة عليه بما يتعلق بثقة المؤمنين بتعاليم المسيح "الزاهد في الحياة", والتي اهتزت بأبناء الكنيسة المتعلقين بالحياة، إذ كيف سيتم التوفيق بينهما؟. 

الفاتيكان واعادة الهيكلة

حيث قال الفاتيكان إن البابا بنديكت السادس عشر كلف كبير مراجعي الفاتيكان بإعادة هيكلة "أخوية" دينية "لطختها ادعاءات بفضائح جنسية ومالية ضد مؤسسها الراحل", وسيعمل الأسقف فيلاسيو دي باوليس، الذي يرأس الشؤون الإقتصادية للكرسي الرسولي، مندوباً باباوياً على "أخوية جنود المسيح", وكان الفاتيكان أعلن في مايو الماضي عن إصلاح هذه الأخوية، وذلك بعد توصيات من جانب العديد من رجال الدين البارزين الذين عينهم بنديكت للتحقيق في الادعاءات، وتردد أن مؤسس هذه الأخوية، الكاهن المكسيكي مارسيال ماسيال، تحرش جنسياً بعدد من القاصرين، وقالت الأخوية في اعتذار رسمي صدر مطلع العام الجاري، إن "ماسيال الذي توفي في 2008 عن عمر ناهز 87 عاماً، أنجب أيضاً ثلاثة أطفال من امرأتين", ويأتي تلهف بنديكت الواضح للتعامل على وجه السرعة مع مشكلة هذه الأخوية في الوقت الذي تواجه فيه الكنيسة الكاثوليكية ادعاءات واسعة النطاق باعتداء بعض الكهنة جنسياً على قاصرين، علاوة على محاولات من جانب قيادات الكنيسة، بما فيهم البابا نفسه، للتستر على هذه الجرائم وعدم نشرها. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

في 9 دول عالمية

في سياق متصل أظهرت دراسة جديدة أن الدين معرّض للانقراض في كل من استراليا وكندا والنمسا وفنلندا وايرلندا وهولندا ونيوزلندا وتشيكيا وسويسرا، ويذكر أن الدراسة التي أعدها خبراء من مؤسسة  البحث للتقدم العلمي الأميركية، وجدت أن ارتفاعاً ثابتاً في عدد الأشخاص بهذه البلدان الذين يقولون إنهم لا ينتمون لدين، وذكرت نتائج الدراسة أن الدين سيموت في كل الدول المذكورة، بعد ان راجعت بيانات تعود لقرن من الدول التي شملها إحصاء حول الانتماء الديني، وهي استراليا والنمسا وكندا وتشيكيا وفنلندا وايرلندا وهولندا ونيوزلندا وسويسرا، وقال الباحث من مؤسسة البحث للتقدم العلمي، ريتشارد واينر، إنه "في عدد كبير من الديمقراطيات الحديثة العلمانية، هنالك نزعة بأن يصف الناس أنفسهم بغير المنتمين لدين، ففي هولندا بلغ العدد 40%، واعلى نسبة كانت في تشيكيا حيث بلغت 60%", ووجد الباحثون الذين طبقوا في دراستهم نموذجاً ديناميكياً غير خطي حسابي، أن المؤشرات تبين في كل هذه الدول أن الدين متجه إلى الانقراض. بحسب يونايتد برس.

إنهاء العزوبية

من جانبها قالت صحيفة ألمانية إن 144 من علماء الدين الكاثوليك من ألمانيا والنمسا وسويسرا وقعوا بياناً مشتركاً يؤيدون فيه إجراء إصلاحات كنسية جذرية، على رأسها إنهاء العزوبية الإلزامية لرجال الدين الكاثوليك، والسماح للمرأة بالانخراط في العمل الكنسي الرسمي، وحسب صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية، فإن نحو واحد من كل ثلاثة من أساتذة اللاهوت في الدول المذكورة وقع على البيان، وطالب الموقعون بالسماح لعامة المسيحيين الكاثوليك بالمشاركة أكثر في اتخاذ القرارات الخاصة بالكنيسة، وحذر الموقعون في البيان، حسب الصحيفة، من توقف الإصلاحات الكنسية، بعد أن تلاحقت بسرعة العام الماضي، إثر فضائح التعدي الجنسي لرجال الدين الكاثوليك في ستينات وسبعينات القرن الماضي على أطفال في مؤسسات كنسية، ودعا الموقعون إلى البحث من خلال التبادل الحر والنزيه للحجج والحجج المضادة عن حلول لإخراج الكنيسة الكاثوليكية من انشغالها بنفسها، ما أدى بها إلى حالة من الشلل، وفي السياق ذاته اتهم عالم اللاهوت الكاثوليكي، ديفيد بيرغر، المعروف عنه أنه شاذ جنسياً، الكنيسة الكاثوليكية بالتمييز ضد القساوسة الشواذ، وقال بيرغر في لقاء مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية، "لابد من الاعتراف بأن قسماً كبيراً من رجال الكهنوت والمرشحين للترسيم كقساوسة في أوروبا والولايات المتحدة هم من الشواذ أو أصحاب الميول المثلية". بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وأضاف عالم اللاهوت الكاثوليكي الذي يعيش مع شريك من الذكور، أنه عانى من جو "معاد للمثليين" على مدار سنين عديدة داخل كنيسته، وكان بيرغر (42 عاماً) المسؤول عن نشر المجلة الكاثوليكية المحافظة "تيولوجيشيس" (شؤون لاهوتية) ورئيس تحريرها، حتى أعلن ميوله الشاذة في أبريل الماضي، وتخلى عن مناصبه كافة، وذكر بيرغر أن أكثر "عداء ضد الشواذ" يأتي من قبل رجال الدين "المشتهين للغلمان داخل الكنيسة الذين يكبتون مشاعرهم الجنسية تجاههم بصورة متشنجة", وأضاف بيرغر قائلاً "يبدو أن رفض رجال الكهنوت لمن يستجيبون لغرائزهم يزداد كلما تألم أولئك في كبت حاجاتهم الغريزية", وأوضح بيرغر أن عمله بالمجلة كان مراقباً، وتتم مراجعته من قبل آخرين قبل نشره، حتى إنه أجبر ذات مرة على كتابة "رفقاء الرذيلة" بدلاً من عبارة "رفقاء الحياة" كوصف للمثليين، كما أجبر أيضاً على صياغة مصطلح "الرذيلة المعادية للفطرة الطبيعية" كوصف لهم، لأن لفظة مثليين بدت لرجال المراقبة محايدة المعنى، وظهر في ألمانيا كتاب جديد لبيرغر، كتبه رجل الدين الكاثوليكي عن تجربته الكنسية والمثلية.

سرقة الكنيسة

من جانبها لم يكد يهدأ مسلسل الفضائح الجنسية لرجال دين كاثوليك بحق أطفال، حتى  ظهرت فضيحة جديدة مدوية من نوع مختلف، حيث وجهت اتهامات لقس كاثوليكي في الولايات المتحدة بسرقة مبالغ مالية كبيرة من حسابات الكنيسة التي كان راعيها، وظل القس كيفين جراي      (63 عاما) على مدار أكثر من 26 عاما راعيا محبوبا لشعب ثلاث مناطق في ولاية كونكتيكت الأميركية قبل أن يواجه دعوى قضائية بالسرقة، وقالت صحيفة "هارتفورد كورانت" الأميركية  إن القس اعترف بسرقة 3ر1 مليون دولار من حسابات الكنيسة، وقالت الشرطة الأميركية إنه أنفقها على  حياته الشخصية والإقامة في الفنادق والذهاب للمطاعم وشراء الملابس وأطقم الحراسة، ونقلت الصحيفة عن الأبرشية التي كان القس يتبعها شعورها بالحزن العميق إزاء تلك الحادثة، ووفقا للصحيفة الصادرة اليوم أمس فإن القس بدأ في اختلاس أموال من حسابات التوفير الخاصة بالكنيسة في 2003  وإنفاقها على ملذاته الخاصة إلى أن تم اكتشاف ذلك عبر إحدى عمليات المراجعة التي تمت قبل وقت قصير، من جهة اخرى اختلس قس كاثوليكي سابق في إحدى مدن ألمانيا حوالي مليون يورو من أموال الكنيسة والتبرعات التي تبرع بها المتدينون الكاثوليك للأعمال الخيرية، وقال الادعاء العام في مدينة فورتسبورج شمال ولاية بافاريا إن هناك شكا في أن القس احتفظ بالأموال لديه ثم أنفقها في مصالحه الخاصة بعد ذلك. وأضاف الادعاء العام الألماني أن رجال التحقيقات  فتشوا منزل القس (76 عاما) وألقوا القبض عليه بالفعل، وأصدر قاضي التحقيقات أمرا بإلقاء القبض على رجل الدين المختلس، واعترف القس اعترافا شبه كامل بجميع هذه الاتهامات. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

بعضهم روحانيون

من جهة اخرى أظهرت دراسة أميركية جديدة أن أكثر من 20% من العلماء يقولون إنهم روحانيون لكنهم ليسوا متدينين، ووجدت الباحثة الاين هوارد اكلوند من جامعة "رايس" وزملاؤها الذين اجروا دراستهم على 275 عالم في الطبيعة والاجتماع في جامعات راقية، أن 72 من هؤلاء بينهم ملحدون يقولون إن لديهم روحانية تتناسب مع العلم، وقالت اكلورد "هناك روحانية حتى بين العلماء الأكثر علمانية، والروحانية تنتشر في الأفكار الدينية والملحدة، وهذا يشكل تحدياً للفكرة بأن العلماء والمجموعات الأخرى التي نعتبرها علمانية، لا يطرحون السؤال الكبير لماذا أنا هنا؟", ووجدت الدراسة أن العلماء غير الروحانيين قد يركزون على بحثهم على حساب الطلاب الذين يعملون معهم، بينما العلماء الذين يتمتعون بروحانية تجعلهم يساعدون الطلاب على النجاح، وقالت اكلوند "الروحانية تدفعهم لمساعدة الآخرين، وتعيد توجيه طرق تفكيرهم وعملهم كعلماء. بحسب يونايتد برسس.

ادعاء بالنبوة

الى ذلك يدعي رجل وامرأة في ولاية كوينزلاند الاسترالية أنهما السيد المسيح ومريم المجدلية وجمعا بين 30 و40 تابعاً حولهما، وذكرت صحيفة "كوريري مايل" أن الثنائي واسمهما الحقيقي جون ميلر (47 عاماً) وماري سوزات لوك (32 عاماً) يقيمان في بلدة ريفية في كوينزلاند ويقولان إنهما جمعا بين 30 و40 تابعاً يؤمنان بهما، ويقول ميلر في شريط مصور "اسمي يسوع وأنا جاد".وكان ميلر قد اشترى منزلاً في المنطقة ولحقه أتباعه واشتروا مبان مجاورة، وقد أطلق على دعوته اسم "الحقيقة الإلهية"، واشتروا عام 2009 أرضاً بقيمة حوالي 400 ألف دولار يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإنشاء مبان لاستقبال ضيوف من الأتباع المحتملين حول العالم، وتظهر الأرض من خلال تصوريها من فوق على شكل صليب، ويقول السكان المجاورون إن الأمر محض صدفة ولم يتم حفرها عن قصد، وتخشى الكنائس الكاثوليكية والأنغلانيكية في استراليا من الشخصين اللذين يطلبان من المال من أتباعهما لإعالتهما، قد يتمكنا من التأثير على الأشخاص الضعفاء، ويشار أن لميلر ولدان من زواج سابق، قال إنه انتهى بعد أن بدأ "بتذكر تفاصيل عن حياته السابقة"، وقال إنه يعلم أنه السيد المسيح "لأنني أتذكر كل شيء عن حياتي. بحسب يونايتد برس.

ميثاق العقيدة

بدوره اصدر ائتلاف يمثل معظم الكنائس المسيحية في أنحاء العالم ميثاقا لنشر عقيدتهم بهدف الحد من التوترات فيما بينهم أو مع أتباع الاديان الاخرى، وأزاح الستار عن ميثاق الشرف الرائد مجلس الكنائس العالمي والفاتيكان والتحالف الانجيلي العالمي الذين يقولون انهم يمثلون معا أكثر من 90 بالمئة من المسيحيين، ويؤكد الميثاق الذي يجري التفاوض بشأنه منذ خمسة اعوام على حقهم في السعي الى دعوة معتنقين جدد للدين ولكن يحثهم أيضا على التخلي عن "الوسائل غير المناسبة لممارسة التبشير من خلال اللجوء الى التضليل ووسائل الاكراه" مشيرا الى أن مثل هذا السلوك "يخون الانجيل وربما يتسبب في معاناة للاخرين", وكثيرا ما يجري اتهام المبشرين المسيحيين بتقديم المال والطعام والسلع الاخرى لجذب معتنقين جدد للدين في البلدان الفقيرة سواء من أتباع الديانات الاخرى أو من الكنائس المنافسة، وزادت حدة التوتر ايضا في العقود الاخيرة بعدما كثف الانجيليون البروتستانت جهودهم لتحويل مسلمين عن دينهم، ويدفع هذا ايضا الى الانتقام من المسيحيين المحليين الذين يسعون الى دعوة معتنقين جدد للدين، وقال الكردينال جان لوي توران رئيس ادارة حوار الاديان بالفاتيكان "يتطلب الوضع من المجتمعات المسيحية النظر بطريقة جديدة وبأفضل السبل لنشر الدين المسيحي", وقال جيف تونيكليف الامين العام للتحالف الانجيلي العالمي ان الميثاق الذي يحمل عنوان "شاهد مسيحي في عالم متعدد الاديان" سيكون "موردا عظيما" للمسيحيين الذين يكافحون القوانين المناهضة لتغيير الدين والتي صدرت في بلدان مثل الهند. بحسب رويترز.

القديس انطونيوس

من جهتهم، مسيحيون، كاثوليك وارثوذكس، ومسلمون ايضا يصعدون معا بصعوبة الجبل للصلاة امام كنيسة القديس انطونيوس في لاتش قرب تيرانا، موحدين املا بحصول معجزة شخصية لهم، تأمل ميرا أن ينقذ القديس انطونيوس علاقتها مع زوجها، وتقول هذه المحامية الشابة الكاثوليكية "لدي مشكلات مع زوجي"، وهي أم لطفلين.وتقول ثروت، وهي مسلمة البانية "جئت لأسأل الله أن يرزقني بطفل هذه السنة", أما ايلير، وهو مهندس ارثوذكسي، فيقول "انه مكان مقدس، جئت لأدعو الله حتى يحقق آمالي هذا العام"، وهو يحلم بأن يصبح غنيا يوما ما، ويقصد هذا المكان اذا اشخاص من معتقدات دينية مختلفة، ويتسلقون الجبل الى قمته، الى حيث تقع كنيسة القديس انطونيوس، على مسافة خمسين كيلومترا شمال العاصمة تيرانا، وعادة ما يتسلق المؤمنون هذا الجبل حفاة، ويلتقطون اثناء مسيرهم خمسة أحجار بيضاء صغيرة، ويسرون في انفسهم أمنية مع التقاط كل حجر، قبل القائه مجددا على الارض، وينسب المؤمنون فضائل خارقة لصخرة تقع قرب الكنيسة، والبعض يضعون اقدامهم الحافية في حفرة في الارض بهدف الحماية من الامراض، وفي الكهف الذي كان القديس ينام فيه، وفقا للروايات، يضع بعض الاشخاص ملابس اطفالهم او اقربائهم المرضى أملا في شفائهم، وتقول عالمة الاحاثة افرديتا اونوزي "الله هنا واحد لدى الكاثوليك والارثوذكس والمسلمين، فكلهم يؤمنون بمعجزات تغير حياتهم", ويعود السبب في ذلك الى ان سكان البانيا، البالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين نسمة، من المسلمين والمسيحيين، يعيشون في اختلاط في ما بينهم، وليس غريبا في هذا البلد أن يصلي المسلمون والمسيحيون في مكان واحد، حتى ان البعض لا يجدون حرجا في تغيير ديانتهم الى ديانة اخرى. بحسب فرانس برس.

معظم الالبان من المسلمين، لكن هناك ايضا وجود مهم للارثوذكس والكاثوليك، وبعد عقود من حكم شيوعي اسبتدادي بين العامين 1945 و1993، عاد الالبان الى ممارساتهم الدينية، ولكنهم في بعض الاحيان يخلطونها بممارسات ومعتقدات محلية، وفي شهر اب/اغسطس من كل عام، يحتشد الالاف من الالبان من كل المعتقدات الدينية على قمة جبل توموري جنوب البلاد للاحتفال بطقس شمسي وثني من جهة، ومشاهدة ممارسات الطريقة الصوفية البكداشية، احدى الطرق الصوفية الاكثر انتشارا في البلاد، من جهة اخرى، وبحسب الاكاديمية ليرا كوشي فإن كثيرا من الالبانيين تحولوا من دين الى آخر في ظل التغيرات التي كانت تعصف بالبلاد، وذلك لأسباب اقتصادية او مسائل عملية، ومازال هذا الامر شائعا الى اليوم، فالعديد من الالبان الذين ينوون الهجرة الى اليونان او يأملون بمساعدة تقاعدية من اثينا، يقولون انهم ينتمون الى الاقلية اليونانية في البانيا، لا بل ويعتنقون الارثوذكسية ايضا، والزواج المختلط أمر شائع في البانيا، وكثير من الالبان يكادون لا يعرفون الى أي جماعة دينية ينتمون، لا سيما عندما يكون الاب والام من ديانتين مختلفتين، وفي هذا السياق، يشير الكاتب اسماعيل قدري الى وجود مظاهر عدة تفسر "التعايش السلمي" بين الاديان، ويقول المؤرخ البريطاني مارك مازوير في كتابه "البلقان" ان الممارسات المختلطة كانت شائعة في المنطقة في ظل الامبراطورية العثمانية، اذ كان المسيحيون يستخدمون المساجد والتكايا الصوفية، واليوم، في مكان غير بعيد عن وسط تيرانا، تستقبل تكية احد الأولياء الصوفيين، المسلمين كما المسيحيين، للصلاة معا فيها مطلع كل سنة.

الاسلام والمسيحية

من جانب اخر وقبل عقدين من الزمان، كان عدد المسلمين في العام بحدود 1.1 مليار نسمة، وبعدين عقدين من الآن، سيصبح عددهم ضعفي ذلك العدد، وسيشكلون أكثر من ربع سكان الأرض، بينما لم تكن نسبتهم في العام 1990 تزيد على 20 في المائة، وفقاً لدراسة جديدة، وبحسب الدراسة، فإن عدد سكان باكستان، وغالبيتهم من المسلمين، سيزيد على عدد سكان إندونيسيا، التي تعتبر أكبر دولة إسلامية في العالم، وسيتجاوز عدد السكان فيها 256 مليون نسمة، بحسب ما يعرف بمشروعات منتدى "بيو" Pew حول الأديان والحياة العامة، وتتوقع الدراسة أن يزيد عدد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية على 6.2 مليون مسلم، في حين سيتضاعف عدد سكان أفغانستان، ويقترب من 50 مليون نسمة، لتصبح تاسعة دولة إسلامية من حيث عدد السكان، وسيرتفع عدد المسلمين في إسرائيل إلى ربع عدد السكان، فيما تعتبر نسبة المواليد الفلسطينيين أعلى النسب في العالم، ومن المتوقع أن تصبح نيجيريا، التي شهدت عنفاً طائفياً بين المسلمين والمسيحيين أودى بحياة الآلاف من السكان خلال العقد الماضي، دولة ذات أغلبية مسلمة بحلول العام 2030، وستصل نسبة المسلمين في فرنسا وبلجيكا إلى 10 في المائة من السكان، بينما ستبلغ في السويد نحو 9.9 في المائة من إجمالي السكان، على أن نسبة المسلمين في أوروبا سترتفع في العام 2030، لتصل إلى 8 في المائة من إجمالي السكان في القارة العجوز. بحسب السي ان ان.

وفي إيران ستتباطأ نسبة الولادات خصوصاً وأن الإيرانيات يلجأن إلى استخدام ضوابط الحمل ويقتربن من نسبة الأمريكيات في هذا المجال، حيث تلجأ لهذه الوسيلة حوالي 73 في المائة من النساء الإيرانيات، وبحسب التقرير، الذي صدر بعنوان "مستقبل المسلمين في العالم"، يعود سبب زيادة عدد السكان المسلمين في العالم إلى نسب الولادات المرتفعة بينهم، إذ تعتبر الأعلى بين سكان العالم، ورغم أن الزيادة بين المسلمين هي الأعلى في العالم، إلا أن نسبة هذه الزيادة أصبحت أقل من معدلاتها السابقة وتشهد تراجعاً بطيئاً قياساً بالأعوام السابقة، ويقول ألان كوبرمان، المدير المساعد للمؤسسة "إنهم يزدادون، ولكن ببطء، إن الزيادة في السنوات العشرين الأخيرة أكبر مما نتوقع للعشرين سنة المقبلة", ورغم الزيادة في أعداد المسلمين في العالم، إلا أن الديانة المسيحية تظل الأكثر انتشاراً، وسيظل أتباعها الأكثر عدداً خلال العقدين المقبلين، إذ يبلغ عدد أتباع المسيحية في العالم حوالي ملياري نسمة، أي ما بين 30 و35 في المائة من سكان العالم، ويتوقع أن يزيد عدد المسيحيين في العالم إلى 2.2 مليار نسمة بحلول العام 2030.

جمهوري يناهض الإسلام

على صعيد اخر تصاعدت في الولايات المتحدة حدة التعليقات على تصريحات أدلى بها سياسي ينتمي للحزب الجمهوري، مرشح لمنصب المحافظ في إحدى مدن ولاية تينيسي، بعد أن أعرب علناً عن شكوكه في إمكانية أن ينظر إلى الإسلام على أنه دين كسائر الأديان، وانتشر على موقع يوتيوب تسجيل مصور للسياسي رون رامزي، يظهر فيه خلال جولة انتخابية في مدينة مورفرسبرو، تحدث خلالها عن معارضته لتوسعة مسجد موجود في المنطقة كان قد ثار حوله الكثير من الجدل، إذ أعرب عدد من السكان عن قلقهم من اعتباره إشارة لتزايد التيارات المتشددة ضمن المسلمين بالمدينة{, وقال رامزي، وهو عضو في مجموعة "حفلة الشاي" المحافظة داخل الحزب الجمهوري، إنه يدعم "الحرية الدينية" في المدينة ويدافع عنها، ولكنه لا يقبل بأن تصبح هذه الحماية "مدخلاً لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في ولاية تينيسي والولايات المتحدة الأمريكية", وأضاف رامزي، بتصريحاته المثيرة للجدل، "يمكن حتى أن نثير السؤال حول ما إذا كان الإسلام هو بالفعل ديانة، أم أن له طبيعة قومية أو أنه أسلوب حياة أو إطار جامع لفرقة دينية، أو كل ما قد ترغبون بقوله", وتابع "نحن نقوم بحماية أدياننا، ولكن في الوقت عينه علينا أن نعرف بأن هذا أمر سيكون علينا مواجهته". بحسب السي ان ان.

وجاءت مواقف رامزي في نفس اليوم الذي كانت فيه المدينة تشهد تحركاً ضم المئات من معارضي توسعة المسجد، الذين نظموا مسيرة باتجاه مقر المحكمة المحلية للاعتراض على المشروع، بينما كانت مجموعة موازية من حيث العدد تعتصم في الموقع نفسه للدفاع عن الخطوة، من جانبه، أصدر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بياناً دعا فيه رامزي إلى الاجتماع مع قادة الشريحة المسلمة من سكان تينيسي حتى يتمكن من الحصول على "معلومات متوازنة ودقيقة حول الإسلام", وقال مدير العلاقات الداخلية في المجلس، إبراهيم كوبر، إنه يلاحظ خلال الفترة الماضية موجة متزايدة من الدعوات إلى تقييد الحريات الدستورية الممنوحة للمسلمين، أما رامزي، فرد على هذه الانتقادات بالدفاع عن موقفه قائلاً، "قلقي الوحيد هو أن الكثير من جوانب الإسلام باتت تعكس فلسفة سياسية تؤمن بالعنف ولا تعكس وجه ديانة محبة للسلام، يجب على الأمريكيين المسلمين الذين يحبون هذا البلد أن يعلنوا بشكل كامل إدانتهم للجهاد العنيف الطابع وأن يطردوا الذين يرغبون بإيذاء أمريكا خارج مجتمعاتهم", يذكر أن رامزي ما زال في مرحلة الترشح الأولية، إذ يتنافس على دعم الحزب الجمهوري مع زاك وامب، والذي أثار بدوره انتقادات كثيرة مؤخراً بسبب دعوته المدينة لرفض قانون التأمين الصحي.

يعيشون من الزراعة

بدوره قال الأمير آغا خان، إمام الطائفة الإسماعيلية وصاحب الشبكة المعروفة دولياً للأعمال الخيرية، إن العالم الإسلامي مازال بحاجة للعمل على التنمية بصورة مركزة، خاصة وأن 70 في المائة من المسلمين يعتمدون بمعيشتهم على الزراعة، ولكنه دعا إلى دراسة متأنية لسبل التنمية، كي لا تواجه المجتمعات مع الوقت أزمة التقدم المتسرع الذي يصطدم مع طبيعتها، وقال الآغا خان، أن الأولويات الأساسية بالنسبة لشبكة المؤسسات الخيرية العاملة تحت إشرافه هي إنجاز بناء شبكة متصلة من مؤسسات المجتمع المدني، وشرح قائلاً "الأهم هو نظام المؤسسات المدنية، لقد توصلنا إلى خلاصة بعد نصف قرن من العمل الخيري إلى أن شبكة المنظمات الاجتماعية هي الضمان الأساس لتحقيق التنمية", ولدى سؤاله عن العوامل التي تزعزع استقرار المنطقة الاقتصادي، وعلى رأسها مشكلة فارق النمو والثروة، والفجوة الهائلة في الدخل الفردي بين دولة مسلمة وأخرى قال الآغا خان إن الأمر لا يقتصر على الناتج المحلي، بل هناك عوامل أخرى بحاجة للمعالجة، وأضاف "القضية ليست الفرق في نوعية الحياة فحسب، بل هناك قضايا أخرى مثل تحديد السرعة المثالية للنمو، لأن الدول قد تقوم بعملية تنمية بسرعة أكثر من الضروري ما يولد المزيد من المشاكل غير المنتظرة. بحسب السي ان ان.

وأضاف، فالأمر ليس كيفية إخراج المجتمعات من حالة الجمود، بل تحديد الوسيلة الأفضل لذلك لأنه يجب عدم إرغام المجتمعات على التغيير", واعتبر الآغا خان أن مشكلة الانفجار السكاني حقيقية ومقلقة في الدول الإسلامية، لكن لفت إلى أن التنمية كفيلة بمعالجتها، إذ أثبتت التجارب التاريخية أن نمو المجتمعات يترافق عادة مع تراجع في نسب المواليد، ورداً على سؤال حول عودة اهتمام الدول الإسلامية بالتعليم وتخصيص أجزاء كبيرة من موازنتها لها، وإمكانية اعتبار ذلك محاولة لاستدراك السنوات الماضية باعتبارها "عقود ضائعة" على مستوى التعليم قال الآغا خان، "لا أعتقد أن المرء يمكن أن يصدر تعميماً مماثلاً للدول الإسلامية كلها", وتابع "ماليزيا وإندونيسيا مثلاً استثمرتا بقوة في مجال التنمية البشرية، وهما اليوم تحصدان النتائج، بينما لم تسر دول أخرى بنفس السرعة، ربما بسبب النقص على صعيد المؤسسات المؤهلة، ولكن لا أظن أن الأوان قد فات لاستدراك الأمر كما يحصل الآن", ورأى الآغا خان أن اهتمام دول شرق آسيا المسلمة، مثل ماليزيا، بالأسواق الخليجية، يدل على اتجاه متزايد لتعزيز التبادل التجاري بين الأسواق الإسلامية التي تضم قرابة 1.5 مليار مستهلك، غير أنه لفت إلى ضرورة التمييز بين الدول التي فيها اقتصاديات تعتمد على الزراعة، والدول الأخرى ذات الأساس الصناعي، واعتبر أن عمليات التطوير يجب أن يكون هي حجر الأساس، لأن 70 في المائة من المسلمين يعتمدون بشكل أو بآخر على الزراعة في حياتهم ومعيشتهم.

الزواج واختلاف الأديان

على صعيد مختلف تعاني بعض العائلات الشابة في ألمانيا من مشكلة الاختلاف الثقافي والديني، فبعض الشباب المسلم الذي جاء إلى ألمانيا بهدف الدراسة أو العمل، تعرف على شريكة حياته في الغربة، في العام 2003 وصلت نسبة عقود الزواج في ألمانيا والتي كان فيها أحد الطرفين لا يحمل الجنسية الألمانية إلى 18.5% من أصل ما يقرب 383 ألف عقد قران سجلت في هذا العام، هذا الاختلاف الثقافي كان في بعض الأحيان عائقا أمام استمرار الحياة الزوجية وأدى إلى تكامل الحياة الزوجة في أحيان أخرى، لكن الاختلاف الثقافي لم يكن العائق الوحيد في الحياة الزوجية، فالدين يلعب في بعض الأحيان دورا مهما خاصة لدى جيل الشباب المسلم، ويظهر ذلك جليا في حال تمسك أحد الزوجين بدينه واعتباره اساسا للحياة الزجية وخاصة في تربية الأطفال، وتعاني بعض العائلات الشابة من مشكلة الاختلاف الثقافي والديني، خاصة في حال عدم الحديث عن تفاصيل الحياة المستقبلية وتوضيح هذه المسائل قبل الزواج، فبعض الشباب المسلم الذي جاء إلى ألمانيا بهدف الدراسة أو العمل، تعرف على شريكة حياته أثناء الدراسة في غالب الأحيان، وبما أن العواطف تكون تكون بادئ الأمر المسيطر الرئيسي بين الطرفين، يتم ترك جميع الخلافات والاختلافات الأخرى إلى عامل الزمن، وهذا الحال ينطبق على الكثير من الأزواج الشابة من المسلمين الذين تزوجوا من مسيحيات، ولدى البعض الآخر، من العائلات التي لا تأخذ الدين محمل الجد، تقتصر الشعائر الدينية في بعض الأحيان على أعياد الميلاد المسيحية أو شهر رمضان.

وتعتبر لحظات اتخاذ القرار بالزواج من أصعب اللحظات لدى الحبيبان القادمين من ثقافتين مختلفتين، فلقد كانت لحظة إعطاء الجواب الإيجابي من قبل فيرا من مدينة دورتموند وقرارها بالزواج من سمير القادم من إيران، من أصعب الأوقات والقرارات الشخصية، مسيحية مؤمنة بديانتها الكاثوليكية، وأما سمير فهو مسلم ويؤمن بأنه يحق له الزواج من إمرأة مسيحية دون عائق أو خلاف ديني، إذ يجيز الدين الإسلامي زواج المسلمين من غير المسلمات ولكن ليس العكس، لكن كان على فيرا اعتناق الاسلام حتى تتمكن من كتب كتابها على سمير الإيراني، وإلا فلن يتم الاعتراف بهذا الزواج من قبل الدولة الاسلامية، وتقول الشابة الكاثوليكية "لقد كان الأمر بالنسبة لي كنوع من إنكار ديني، ولذا كنت في صراع داخلي مع نفسي، إضافة إلى أنني بدأت أفكر في كيفية الحياة بعد الزواج، وفيما إذا كان بإمكاني ممارسة الشعائر الدينية والتمسك بمعتقداتي ومذهبي", لكن الشابة الألمانية تجرأت وتزوجت سمير قبل حوالي ثماني سنوات، لأن سمير من الشباب الذي يحترم الآخر، مؤكدا ذلك في قوله، "بالنسبة لي لا يهم بأي معتقد يدين الانسان، فسواء كان آله إبراهيم أو آله موسى، أو محمد أو حتى آله عيسى، فهو آله واحد وأنا أؤمن بذلك", وتقول فيرا بأنها لا زلت تمارس شعائر دينها المسيحي، وتحاول أن تربي أولادها على الإيمان والاعتقاد، ولكن بأي دين سيدينون بعد ذلك، فإن الخيار متروك لهم في المستقبل، أهل أنتي فيتنبيرغ أصيبوا بالذهول عندما فاجأتهم الابنة الشابة بقرارها الزواج من الشاب الفلسطيني ناصر عليان، إذ تقول ضاحكة "لقد فكر أهلي للوهلة الأولى، بأن الفلسطيني قد يكون أيضا مختطف طائرات، لكن ناصر كان هادئا وصادقا، بالاضافة إلى أنه يمكن الاعتماد عليه كإنسان معتدل، وهذا ما أقنع أهلي به", فمنذ زواجهما قبل تسع سنوات لم يكن على الزوجة الألمانية اعتناق الاسلام، لكن طفلتها ليلى ابنة السنتين ستربى تربية إسلامية، وهنا يقول ناصر عليان، "لقد كان واضحا منذ البداية، بأنه وفي حال أن الدين سيكون له دور في حياتنا الزوجية، فإن القرار سيكون لصالح التربية والشعائر الاسلامية", وبالنسبة لأنتي لم يكن هناك أية مشكلة، كيف يعيش زوجها دينه ويمارس شعائره، خاصة وأنها تحاول إبراز القيم المسيحية التي عاشتها في الحياة الزوجية، وتحاول كذلك تربية طفلتها بأن تكون منفتحة على جميع الديانات والثقافات، رغم أن ذلك ليس بالامر السهل، حسب قولها.

مضيفة، "من المهم بالنسبة لي أن تشارك ابتي في حصص الرياضة أو الرحلات المدرسية، وأنا لدي شعور وقناعة تامة بأننا سنجد طريقا مشتركا في تربية ابنتنا", فرغم اختلاف الثقافات والعادات بين الزوجين، إلا أنهما متفائلان بحياة زوجية يكمل فيها كل منهما الآخر، فقبل الزواج خاض الطرفان نقاشات مطولة حول مستقبل العلاقة والرابط بينهما، ولذا لم يكن هناك أية مشكلة في أن يكون عقد القران إسلاميا، الى ذلك فان القناعة بالزواج من رجل عربي كانت أيضا لدى سميرة تساغالا، التي تعرفت قبل خمس سنوات على الشاب العربي أيمن العبسي القادم من السعودية بهدف الدراسة في ألمانيا، فبعد سنتين من المعرفة الشخصية قرر الطرفان الزواج، لم يشعر أيمن بالراحة النفسية في ألمانيا، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، إذ تقول زوجته سميرة، "لقد كانت نظراته غريبة عندما كان يقرأ جريدة عربية، متشائما لما وصلت إليه الأمور في الجالية العربية إلى محالة التنكر لذاتها والهروب من ثقافتها", ومنذ اللحظة الأولى التي وجد فيها الشاب المسلم وظيفة في وطنه الأم، لم يتردد لحظة واحدة في قبول ذلك، لكن زوجته لم تتبعه وفضلت البقاء في ألمانيا نظرا لصعوبة الحياة بالنسبة لها في السعودية، قائلة "إنها من أكثر الدول العربية تشددا، وكامرأة يجب علي ارتداء الخمار، إضافة إلى أنني لا يحق لي قيادة السيارة", ولذا تعيش العائلة الشابة حياة زوجية عن بعد مقتصرة على المكالمات الهاتفية، أو كتابة الرسائل الاكترونية أو كذلك قضاء إجازات قصيرة في أحدى الدول الأوروبية، على أمل أن يجدا في المستقبل القريب بلدا يجمعهما من جديد.

من جهته رفض الشاب العربي نزار والمتزوج من كاترينا الألمانية إنجاب الأطفال لأن زوجته رفضت اعتناق الإسلام، ورفضت تربية أولادها حسب الشريعة الإسلامية، قرار نزار هذا جاء بعد محاولات عديدة لإقناع كاترينا باعتناق دينه، قائلا، "إنني واقع بين نارين، إما أن أترك زوجتي التي أحبها، وتزوجتها عن قناعة، أو أن أتخلى عن الأطفال، الأمر الذي يصعب علي استيعابه", ولذا فضل الشاب العربي المقيم في ألمانيا منذ 18 عاما البقاء مع زوجته المسيحية، مع ممارسته هو لشعائر دينه "والتخلي عن من سيحمل اسمه", مثل هذه المشاكل لم تواجه هذه العائلة الشابة فقط، فهناك العديد من الحالات التي أدت فيها الخلافات الدينية إلى انفصال الحياة الزوجية، حسب ما أفادت به المرشدة الاجتماعية زبينة غيزة، مشيرة إلى، "أن الدين يقتصر في كثير من الحالات على بعض الشعائر الدينية وفي أوقات محددة فقط، لكن المشكلة تكمن في حال عدم تفاهم الطرفين قبل الإقدام على الزواج لكل هذه الأمور، التي يعتبرها البعض جانبية، إلا أن التجربة تثبت أن الاختلاف الثقافي والديني من أعقد وأكثر المشاكل التي تواجه الأزواج في ألمانيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 6/أيلول/2011 - 7/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م