
شبكة النبأ: مضى أكثر من عام على أزمة
أسطول الحرية، والذي كان متجهاً لرفع الحصار عن غزة من خلال تقديم
مساعدات إنسانية لضحايا الحصار والتجاوزات الإسرائيلية على مواطني
القطاع، لتواجه بقوة عسكرية عنيفة من الكوماندوس الإسرائيلي، الذي قام
بعملية عسكرية لا تتناسب وحجم القضية السلمية ضد النشطاء في مجال حقوق
الإنسان المتواجدين على متن سفينة "مافي مرمرة" والتي أسفرت عن مقتل
وجرح العشرات ومن بينهم تسعة أتراك، حيث أدت إلى اشتعال فتيل أزمة
دبلوماسية عاصفة بين إسرائيل وحليفتها المقربة تركي، وبرغم ذلك ما زال
الوضع ينحدر نحو السوء والخلاف، حيث اصطدمت مطالب تركيا الثلاثة "الاعتذار،
التعويض، رفع الحصار" بجدار الرفض الإسرائيلي المعلن، ومع الحراك
الدبلوماسي الكبير والمبطن بالكتمان والذي يجري على يد الولايات
المتحدة وإسرائيل نفسه، إلا إن إصرار تركيا على تحقيق مطالبها قد شجع
غيرها من الدول العربية على تحدي إسرائيل ورفع سقف مطالبه، وبالتالي
مزيداً من العزلة الدبلوماسية لإسرائيل.
اسرائيل تصر على موقفها
حيث قال مسؤولون اسرائيليون ان اسرائيل ستصر على رفض الاعتذار
لتركيا عن قتل تسعة أتراك على متن سفينة مساعدات كانت متجهة الى غزة
العام الماضي مما يعزز موقفا قالت أنقرة انه سيقضي على أي احتمال
للمصالحة، واتخذ القرار الذي قال مسؤولون ان رئيس الوزراء الاسرائيلي
بنيامين نتنياهو نقله الى وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون
خلال مكالمة هاتفية قبل أيام من اعلان نتائج تحقيق للامم المتحدة بشأن
مهاجمة السفينة مرمرة في العام الماضي، وأجل نشر تقرير الامم المتحدة
الذي يطلق عليه اسم تقرير بالمر مرارا لاتاحة الفرصة لاسرائيل وتركيا
لاجراء محادثات من أجل تحقيق تقارب بينهما وسط مخاوف في واشنطن من
النزاع بين دولتين كل منهما شريك استراتيجي لها في الشرق الاوسط، وقال
المسؤول الاسرائيلي في تصريحات أكدها في وقت لاحق وزير الخارجية
الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان في مقابلة مع شبكة تلفزيون اسرائيلية "نحن
متمسكون بعدم الاعتذار"، ووصف ليبرمان القرار في المقابلة بأنه "قرار
حكيم وصحيح" واضاف مشيرا الى الانتفاضات في العالم العربي منذ يناير
كانون الثاني والتي تراقبها اسرائيل بقلق "أي رسالة ضعف اليوم هي اخطر
شيء من وجهة النظر الاسرائيلية"، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب
اردوغان للصحفيين ردا على سؤال بشأن التصريحات الاسرائيلية "ما دامت
اسرائيل لا تعتذر وتدفع تعويضات وترفع الحظر عن فلسطين من غير الممكن
أن تتحسن العلاقات التركية الاسرائيلية"، وقال وزير الخارجية التركي
أحمد داود أوغلو في تصريحات منفصلة "اسرائيل أمامها خيار، علاقات أعمق
مع تركيا أو شق فجوة مع الدولة التركية لن يمكن تجاوزها بسهولة"، وكانت
السفينة مرمرة جزءا من أسطول جهزه ناشطون لتوصيل مساعدات انسانية وكسر
الحصار المفروض على غزة لكن جنودا اسرائيليين هاجموها في عرض البحر
المتوسط يوم 31 مايو أيار عام 2010. بحسب رويترز.
وقتل الجنود تسعة أتراك رميا بالرصاص أحدهم كان يحمل الجنسية
الامريكية أيضا خلال اشتباكات عنيفة على متن السفينة، وعبر نتنياهو عن
أسفه لمقتل النشطاء وأثار وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك منذ ذلك
الحين جدلا في مجلس الوزراء عندما اقترح أن تقدم اسرائيل اعتذارا مخففا
أملا في استئناف العلاقات مع تركيا وهي حليف مسلم نادر لاسرائيل، وقال
باراك في معرض دفاعه عن السعي الى تسوية مع الاتراك ان ذلك سيساعد على
تأمين أفراد البحرية الاسرائيلية من دعاوى قضائية في الخارج، وكان
مسؤولون اسرائيليون نقلوا عن نسخ مسبقة من التقرير الذي أعدته لجنة من
الامم المتحدة برئاسة رئيس وزراء نيوزيلندا السابق جيفري بالمر ان
الوثيقة ستبرر حصار اسرائيل لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس
وفصائل فلسطينية مسلحة أخرى عن طريق البحر، ويصف الفلسطينيون وداعموهم
الحصار بأنه عقاب جماعي غير قانوني، وقال ليبرمان ان التقرير الذي ذكر
انه سينشر قريباً "ايجابي جدا ازاء اسرائيل"، وقال داود أوغلو في
التصريحات التي ادلى بها في مؤتمر صحفي في اسطنبول ان تركيا لن تقبل
مثل هذه النتيجة، وقال "اذا لم يتضمن تقرير بالمر اعتذارا فالجانبين
يعرفان وكذلك الولايات المتحدة ما سنفعله"، وفي واشنطن أكدت المتحدثة
باسم الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند ان نتنياهو وكلينتون تحدثا
لكنها نفت ان الولايات المتحدة طلبت من اسرائيل تقديم أي اعتذار، وقالت
"ذلك التقرير غير دقيق"، وقال كيرت هوير المتحدث باسم السفارة
الامريكية في تل ابيب ان واشنطن تريد أن تبحث اسرائيل وتركيا عن "فرص
لتجاوز التوترات الحالية في علاقتهما الثنائية".
اسرائيل معزولة
على صعيد اخر كانت اسرائيل تتوقع ان تجتاحها أمواج دبلوماسية عاتية
في سبتمبر ايلول المقبل لكن المشكلات جاءتها أقرب من المتوقع تاركة
اياها اكثر عزلة في الشرق الاوسط اكثر من أي وقت مضى، فقرار مصر بسحب
سفيرها من اسرائيل سيسحب اخر سفير عربي من تل ابيب مما يزيد من اضعاف
العلاقات التي بدأت تتأثر في اعقاب الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك
في فبراير شباط، واندلع التوتر بعد هجوم عبر الحدود مؤخراً واتهام
القاهرة القوات الاسرائيلية بقتل خمسة من حراس الامن المصريين رميا
بالرصاص خلال اشتباكات مع نشطاء فلسطينيين سبق ان قتلوا ثمانية
اسرائيليين في كمين، وثار الخلاف بعد ايام من تجدد المشادات الكلامية
بين اسرائيل وحليفتها السابقة تركيا التي لا تزال غاضبة من مقتل تسعة
اتراك العام الماضي عندما اعتدت قوات اسرائيلية خاصة على سفينة كانت
تحاول كسر حصار غزة، وتطالب تركيا باعتذار عن الواقعة وهو ما ترفضه
اسرائيل، والان مصر تريد "الاعتذار" ايضا لكن كل ما حصلت عليه حتى الآن
كان عروضا "بالاسف"، وقال عوزي رابي مدير مركز موشي ديان لدراسات الشرق
الاوسط في تل ابيب "مصر تحاول تهذيب اسرائيل من جديد وتتبع نفس نهج
تركيا في السياسة الخارجية"، وستتعرض مكانة اسرائيل الدولية لهجوم جديد
الشهر المقبل مع سعي القادة الفلسطينيين في الضفة الغربية الى الحصول
على عضوية كاملة بالامم المتحدة في تصويت بالجمعية العامة سيكشف عقودا
من الحقد، وقال رابي "على اسرائيل ان تعلم انها تواجه شرق اوسط مختلفا"،
ومعاهدة السلام التي ابرمتها اسرائيل مع مصر عام 1979 هي حجر الزاوية
لسياستها الخاصة بالشرق الاوسط اذ توفر استقرارا تحتاجه بشدة لحدودها
الجنوبية وتمكن القادة المتعاقبين من الحفاظ على الوضع الراهن في
الصراع الفلسطيني الذي لم يعرف بعد طريقه للحل، ومن غير المرجح الى حد
بعيد ان يلغي المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر حاليا
معاهدة كامب ديفيد، ولكن بعد انتفاضة شعبية اظهرت تأييدا كبيرا
للفلسطينيين يظهر الجيش انه اكثر انفتاحا على حركة المقاومة الاسلامية
(حماس) التي تحكم قطاع غزة واكثر حزما عندما يتعلق الامر بالتعامل مع
اسرائيل.بحسب رويترز.
وقال عمرو موسى وزير الخارجية المصري الاسبق والرئيس السابق لجامعة
الدول العربية والمرشح المحتمل للرئاسة على حسابه على موقع تويتر "يجب
ان تعي اسرائيل وغيرها ان اليوم الذي يقتل فيه ابناؤنا بلا رد مناسب
وقوي قد ولى الى غير رجعة"، وفي الايام التي اعقبت معاهدة السلام
المصرية التي فتحت الطريق امام معاهدات مع دول عربية اخرى مثل الاردن
كان كثير من الاسرائيليين يأملون ان يجدوا شركاء لتشكيل شرق اوسط امن
تعاد صياغته من جديد، لكن هذه الاحلام اختفت منذ فترة طويلة ويعتقد بعض
المحللين ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية قررا
ببساطة تجاوز المنطقة وبناء تحالفات في اماكن اخرى، وقال عالون ليل
المدير العام السابق لوزارة الخارجية الاسرائيلية "هم لا يتوقعون
السلام مع الفلسطينيين، لقد تخلوا عن الشرق الاوسط ويركزون على شرق
اوروبا"، واضاف "اذا فكرتم على هذا النحو فحينئذ لا يمكنكم توقع علاقات
جيدة مع جيرانكم"، ومع توتر العلاقات مع القوى الاقليمية فان الروابط
مع بعض اوثق حلفاء اسرائيل بما في ذلك الولايات المتحدة ليست وردية
مثلما كانت من قبل، وينحي الدبلوماسيون بالكثير من اللائمة على اسرائيل
في تعثر محادثات السلام مع الفلسطينيين وادانت واشنطن والعواصم الغربية
صراحة موجة الموافقات الاخيرة على البناء في المستوطنات الاسرائيلية في
القدس الشرقية والضفة الغربية، وفي حين تقول الولايات المتحدة انها
ستقف الى جانب اسرائيل في مواجهة وشيكة في الامم المتحدة من المرجح ان
تدعم اغلبية كبرى من اعضاء الامم المتحدة الفلسطينيين، وقال ليل انه
يرى ان التهديد الرئيسي لاسرائيل يتمثل في الدبلوماسية لا العنف في
الشوارع مضيفا ان "الدعوة لليقظة الحقيقية ستأتي في سبتمبر (ايلول)،
الفلسطينيون متجهون الى انتفاضة دبلوماسية لا انتفاضة عسكرية".
تقديم اعتذار مخفف
بدوره قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك انه يفكر في تقديم
اعتذار مخفف لتركيا عن مقتل تسعة من مواطنيها على متن سفينة مساعدات
كانت متجهة لغزة حاولت كسر الحصار المفروض على القطاع، ويهدف الاقتراح
الذي أعلنه باراك فيما يبدو الى اختبار مدى عمق الجمود الذي بدأ قبل 13
شهرا مع أنقرة وكسب تأييد المزيد من أعضاء ائتلاف رئيس الوزراء
الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقول ان على تركيا تحمل عبء اصلاح
الامور، وقال باراك في واشنطن حيث ناقش أهمية اصلاح العلاقات بين تركيا
واسرائيل "مستعدون للتفكير في تقديم اعتذار عن المشاكل التي ظهرت خلال
العملية على متن السفينة مرمرة اذا كانت هناك أي مشاكل"، وأضاف "لا أحب
هذا ولكنه الخيار اللازم"، وأصرت تركيا التي كانت بوصفها دولة يغلب على
سكانها المسلمون حليفة نادرة لاسرائيل على أن تعتذر اسرائيل عن الهجوم
على السفينة مرمرة في أعالي البحر المتوسط وتعويض أهالي من قتلوا او
اصيبوا على أيدي جنود قواتها الخاصة ورفع الحصار على قطاع غزة، وتقول
اسرائيل ان الحصار البحري هدفه هو منع تهريب الاسلحة الى حركة المقاومة
الاسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة وان نتائج تحقيق لجنة لتقصي
الحقائق تابعة للامم المتحدة ويتوقع أن تصدر الشهر المقبل ستؤيد
استراتيجيتها. بحسب رويترز.
لكن باراك قال ان التقرير الذي أصدر الامين العام للامم المتحدة بان
جي مون التكليف باعداده ووضعه رئيس الوزراء النيوزيلندي السابق جيفري
بالمر سيشمل أيضا "عناصر اشكالية للغاية بالنسبة لاسرائيل"، وفتح جنود
اسرائيليون النار خلال مشاجرات عنيفة على متن السفينة مرمرة، وقال
الجيش الاسرائيلي ان القوات الخاصة الاسرائيلية فوجئت بمستوى العنف من
جانب ركاب السفينة، وذكر مسؤولون اسرائيليون اخرون أن تقرير بالمر
سيقول ان الجيش الاسرائيلي ارتكب بعض الاخطاء وقد يذكي محاولات لاجراء
محاكمات في الخارج، وقال باراك ان التوصل لاتفاق مصالحة مع تركيا "سيحول
دون رفع دعاوى قضائية ضد الضباط والجنود في كل العالم وتوجيه الكثير من
التوبيخ الى اسرائيل"، وأضاف "يقترح أفضل المحامين في اسرائيل أن نتوصل
الى تفاهم مع تركي، لا نعتذر عن استخدام القوة ولا نعتذر عن مشروعية
الحصار"، ويصف الفلسطينيون ومن يدعمونهم الحصار بأنه غير مشروع ويضر
باقتصاد القطاع المتداعي، واكتفى نتنياهو الذي لم يتخذ قرارا نهائيا
بعد حول تلبية شروط تركيا بالتعبير عن "الاسف" واقترح تشكيل صندوق
للقتلى والمصابين، وكان مستشارون لنتنياهو قالوا في وقت سابق ان تقديم
اعتذار رسمي وسداد تعويضات عن الاضرار يرقى الى اعتراف اسرائيل بالذنب
عن أفعال ترى أنها دفاع عن النفس، وقال الاميرال مايك مولن رئيس هيئة
الاركان الامريكية المشتركة في مؤتمر صحفي يوم 25 يوليو تموز ان وجود
علاقات طيبة بين اسرائيل وتركيا مهم للمنطقة.
سفير جديد في أنقرة
من جهتها كشفت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية عن عدم التوصل
لقرار بخصوص تعيين سفير إسرائيل جديد في تركيا خلفا للسفير جابي ليفي
الذي سيحال إلى التقاعد نهاية العام الجاري، وأكد مسئولون كبار أن
وزارة الخارجية الإسرائيلية تنتظر احتواء تداعيات قضية قافلة السفن
الدولية، قبل تعيين السفير الجديد في أنقرة، وأشار المسئولين إلي أنه
في حالة عدم التوصل لاتفاق بين تركيا وإسرائيل بخصوص تقديم تل أبيب
لاعتذار ودفع تعويضات لأسر الضحايا، فإنه لن يتم تعيين أي سفير جديد
لكن مسئول بمستوي أدني فقط، وتري بعض المصادر السياسية أن الأزمة بين
الجانبين قد تدفع تركيا لعدم المصادقة علي تعيين سفير إسرائيلي جديد
لديها بالإضافة إلي عدم تسمية سفير لها في تل أبيب.
ليبرلمان أفسد المصالحة
من جهة اخرى كشفت تقارير صحفية اسرائيلية ان اسرائيل وتركيا كانتا
قريبتين من التوصل الى تنفيذ اتفاق ينهي الازمة بينهما غير ان معارضة
وزير خارجية اسرائيل افيجدور ليبرمان حالت دون ذلك، واشارت صحيفة "جيروزاليم
بوست" الاسرائيلية الى "ان اسرائيل وافقت في اتفاق جرى التوصل اليه على
تقديم اعتذار لتركيا بشأن ما اسمته اخطاء تكتيكية وقعت عندما هاجمت
قوات البحرية الاسرائيلية سفينة مافي مرمرة التركية في شهر مايو/آيار
من العام المنصرم"، وقالت الصحيفة في موقعها الالكتروني "ان هذا
الاستعداد من قبل اسرائيل يأتي مقابل موافقة تركيا على عدم رفع أي
دعاوي ضد جنود الاخيرة الذين شاركوا في الهجوم على هذه السفينة في
المستقبل"، واوضحت "ان كلا من تركيا واسرائيل كانتا قريبتين من التوصل
الى اتفاق يساهم في حل الخلافات بينهما بما في ذلك المطالب المتعلقة
بالحادث الذي استهدف قافلة السفن التي كانت متوجهة الى غزة والهجوم على
سفينة مافي مرمرة التركية"، ووفق الصحيفة "فأن هذا الاتفاق مع تركيا
عاد وانهار مرة اخرى وهو الامر الذي تسبب في ازعاج واشنطن كثيرا"،
واوضحت "جيروزاليم بوست"، "ان رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين
نتنياهو وافق على الاعتذار لتركيا حول الاخطاء التكتيكية التي حدثت
خلال عملية السيطرة على سفينة مافي مرمرة بما في ذلك دفع تعويضات لاسر
الضحايا الاتراك الذين سقطوا في العملية"، ومقابل ذلك كانت تركيا
مطالبة بالموافقة على التوقف عن توجيه أي مطالب جديدة سواء كان ذلك
موجها لاسرائيل او ضد جنودها الذين شاركوا في الهجوم على السفينة
التركية، واشارت الى "ان نتنياهو ووفق ما قيل تردد في الذهاب نحو تنفيذ
الاتفاق خشية معارضة وزير الخارجية في حكومته افيجدور ليبرمان والذي
يمكن ان يعلن انسحاب حزبه (اسرائيل بيتنا) من الائتلاف الحكومي وهو ما
يمكن ان يقود للاطاحة به"، وتعمل الادارة الامريكية بتصميم كما تؤكد
الصحيفة "على رؤية اتفاق مصالحة يجرى التوصل اليه بين اسرائيل وتركيا
بممارسة ضغط على وزير الخارجية ليبرمان للحصول على موافقته على اللغة
التي شملها الاتفاق مع تركيا"، وقالت "ان موضوع هذا الاتفاق الفاشل كان
واحدا من القضايا الرئيسية التي جرى نقاشها في المكالمة الهاتفية التي
جرت بين نتنياهو والرئيس الامريكي باراك اوباما في ساعة متأخرة من
الليل"، وعبر اوباما خلال هذه المكالمة عن خيبة امله ازاء الفشل في
التوصل الى اتفاق مع تركيا فيما تعتقد واشنطن ان المصالحة مع تركيا
تشكل اساسا لوضع اسفين في العلاقات بين الاخيرة وايران.
هجوم ديبلوماسي وقانوني
من جانبها اتهمت اسرائيل تركيا بالاعداد لشن هجوم ديبلوماسي وقانوني
ضدها وذلك بعد رفض رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الاعتذار
لها عن الهجوم الذي استهدف سفينة مافي مرمرة التركية قبل اكثر من عام،
ونقلت صحيفة (هارتس) الاسرائيلية في عددها الصادر مؤخراً عن مصادر في
وزارة الخارجية الاسرائيلية قولها "ان تركيا تعتزم الان تنفيذ (الخطة
ب) التي اعدتها والتي تشمل القيام بحملة مناهضة لاسرائيل في مؤسسات
منظمة الامم المتحدة مع التركيز على محكمة العدل الدولية"، وتخطط تركيا
وفق هذا المصادر "لتشجيع اسر ضحايا الهجوم على سفينة (مافي مرمرة)
التسعة الذين قتلوا بنيران البحرية الاسرائيلية الى رفع دعاوى ضد كبار
الشخصيات الاسرائيلية في المحاكم الاوروبية"، وتوقعت هذه المصادر "ان
تلجأ تركيا الى خفض مستوى العلاقات مع اسرائيل خاصة وان السفير التركي
في اسرائيل كان قد غادرها قبل اكثر من سنة وعمل مكانه نائب رئيس البعثة
التركية والذي سيغادر اسرائيل في بضعة اسابيع فيما لا تنوي بلاده
استبداله"، وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد اعلن انه
ابلغ وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في مكالمة هاتفية ان
اسرائيل لن تقدم الاعتذار لتركيا بشأن الهجوم على سفينتها التي كانت في
طريقها الى غزة، وتسود توقعات في اسرائيل وفق الصحيفة ان يقود هذا
الاعلان الى اصدار التقرير الذي اعدته لجنة تحقيق خاصة من الامم
المتحدة حول احداث 31 مايو في العام 2010 وهو تاريخ الهجوم الاسرائيلي
على السفينة التركية، وتاخر صدور التقرير الذي اعدته هذه اللجنة برئاسة
رئيس الوزراء السابق نيوزيلندا جيفري بالمر عدة مرات فيما حاولت
اسرائيل وتركيا خلال فترات التأجيل هذه اصلاح العلاقات بينهما دون
نتيجة، وابلغ مسؤول اسرائيلي كبير شارك في المحادثات مع تركيا في
الاشهر الاخيرة الصحيفة "ان القرار الاسرائيلي بعدم الاعتذار لتركيا
كان اساسا من اجل السماح للافراج عن تقرير للامم المتحدة المتوقع"،
واشار الى "ان الشعور السائد على نطاق واسع هو ان هذا التقرير يؤيد
مشروعية الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة فيما يوجه لها انتقدا
لاستخدامها القوة المفرطة في الهجوم على السفينة"، وكرر رئيس الوزراء
التركي رجب طيب اردوغان موقف بلاده بشأن التمسك بتقديم اسرائيل لاعتذار
مؤكدا "انه اذا لم تعتذر الاخيرة ولم تقدم تعويضات لعائلات الضحايا
وطالما لم ترفع الحصار فليس من الممكن تحسن العلاقات التركية
الاسرائيلية". بحسب وكالة الانباء الكويتية.
تركيا وراء الاعتذار لمصر
من جانب اخر رأت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن خشية إسرائيل من
فقدان كل حلفائها المسلمين في المنطقة كان وراء اعتذارها لمصر، خاصة
أنها تواجه مشاكل متزايدة مع تركيا بعد رفضها الاعتذار عن قتلها تسعة
أتراك على أسطول الحرية الذي كان متجها نحو قطاع غزة في 2010، لذلك سعت
لاحتواء التوتر مع جارتها الشمالية حتى لا تظل وحيدة في المنطقة، وقالت
الصحيفة إن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك سعى لنزع فتيل أزمة
دبلوماسية خطيرة مع القاهرة بإصداره بيانا "يأسف فيه" عن قتل أفراد من
قوات الأمن المصرية في أعقاب الهجوم الذي شنه مسلحون على إيلات وأوقع
ثمانية قتلى إسرائيليين، وجاءت هذه الخطوة بعد وقت قصير من دوامة العنف
التي نجمت عن الهجوم الاخير حيث تبادلت إسرائيل ونشطاء غزة إطلاق
الصواريخ على مدى الأيام الثلاثة الماضية، ووصلت لذروتها الليلة
الماضية بقتل إسرائيلي بصاروخ جراد أطلق من غزة وسقط على منزل في
مستوطنة بير شيفع، ولم يكن واضحا على الفور ما إذا كان بيان باراك الذي
جاء بعد مشاورات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير
خارجيته افيجدور ليبرمان سيكون كافيا لتفادي تصاعد رد الفعل المصري
خاصة بعد تهديد القاهرة بسحب سفيرها من تل أبيب، وأوضحت الصحيفة أن رد
الفعل المصري أكبر علامة حتى الآن على نفاد الصبر المصري على جارتها
الشمالية منذ سقوط نظام مبارك، وبحسب الصحيفة فإن الخلاف مع تركيا بسبب
رفضها الاعتذار عن حادث إطلاق النار المميت على تسعة أتراك كانوا على
متن أسطول غزة متجهة في 2010، كان سببا في اعتذار إسرائيل السريع لمصر،
حتى لا تجد إسرائيل نفسها تواجه مشاكل متزايدة مع اثنين من ثلاث دول
مسلمة في المنطقة تربطها بها علاقات دبلوماسية، وأمر باراك الجيش
الإسرائيلي بإجراء تحقيق في قتل الجنود المصريين، وفيما أنكرت إسرائيل
في البداية مسئوليتها عن مقتل الجنود المصريين إلا أن ضابط كبير في
الجيش "رفض الكشف عن هويته" اعترف انه ربما كان بعض الجنود المصريين قد
قتلوا بطريق الخطأ بنيران إسرائيلية، وقال "نحن نأسف لقتل الجنود
والضباط المصريين.
فيما أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، ان العلاقات مع
اسرائيل مرشحة للتدهور في حال واصلت الدولة العبرية رفضها لتقديم
اعتذار الى تركي، وذلك بعد قيام قواتها بمهاجمة سفينة تركية كانت تقل
دعاة سلام العام 2010 قبالة قطاع غزة ما أدى إلى مقتل تسعة ناشطين
أتراك، ونقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن داود اوغلو قوله خلال زيارة
له إلى جنوب افريقي، "لا يمكن أن يحصل تطبيع مع إسرائيل ما لم تتم
تلبية مطالب تركيا"، وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان رفض
قبل أيام اي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل ما لم تقدم اعتذاراً عن
مهاجمتها للسفينة التركية "مافي مرمره" التي كانت تحاول كسر الحصار
الإسرائيلي على قطاع غزة، من جهتها أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية
أن إعادة العلاقات الحسنة بين تركيا وإسرائيل تنطوي على أهمية كبيرة
بالنسبة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفي معرض رده على سؤال حول
الأنباء التي أشارت إلى قيام واشنطن بالضغط على إسرائيل لحملها على
تقديم اعتذار إلى تركيا، ذكر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية
الأمريكية مارك تونر أنه ينبغي أولا انتظار تقرير الأمم المتحدة، وأعرب
تونر عن تأيد بلاده لإقامة علاقات طيبة و متينة بين تركيا وإسرائيل،
مشددا على أهمية ذلك بالنسبة لاستقرار المنطقة.من جهته أعرب رئيس
الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت في حديث لصحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية، أن البحث المستمر عن طرق خلاقة لإعادة العلاقات مع تركيا
ضروري جدا، بحيث لا تتضرر سمعة إسرائيل من الاعتذار المباشر، وفي الوقت
ذاته تستفيد من علاقاتها مع الجانب التركي، ومن جانب آخر، رد وزير
الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على سؤال وجهه صحفيون بشأن تأجيل
الإعلان عن تقرير الأمم المتحدة حول سفينة "مافي مرمرة" بناء على طلب
من إسرائيل "لقد أكد رئيس وزرائنا و أكدنا نحن أيضا مرارا على مبادئنا
الأساسية بهذا الصدد، وليس ثمة تغيير في هذه المبادئ، و سنرى التطورات
مع مرور الزمن.
نزوات تركيا
في سياق متصل صرح نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون ان
اسرائيل لن ترضخ "لنزوات" تركيا التي تطالب الدولة العبرية باعتذارات
بعد مقتل تسعة اتراك في هجوم لوحدة كوماندوس اسرائيلية على اسطول متوجه
الى غزة في ايار/مايو 2010، وقال ايالون للاذاعة العامة "لن نقبل
الرضوخ للنزوات التركية التي لا مبرر سياسيا او معنويا لها"، واضاف
المسؤول العضو في حزب اسرائيل بيتنا القومي المتشدد الذي يقوده وزير
الخارجية افيغدور ليبرمان "يجب وقف هذه المهزلة ولا مجال للاعتذار"،
وردا على سؤال عن معلومات مصدرها انقرة تفيد ان رئيس الوزراء التركي
ينوي قطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل، قال ايالون "لن نتحرك تحت
التهديد وآمل ان تكون هذه المعلومات خاطئة"، وحذر نائب وزير الخارجية
من ان اسرائيل "ستطبق مبدأ المعاملة بالمثل"، وقال "اذا لم يكن هناك
سفير في اسرائيل فلن يكون هناك سفير في انقرة وهذا ما لا نتطلع اليه"،
واضاف "سننتظر لنرى ان كانت انقرة ستتصرف بعقلانية اكبر، ونأمل ان تعود
العلاقات بين البلدين الى طبيعتها لانها في مصلحة تركيا واسرائيل"، من
جهته، دعا رئيس لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في الكنيست شاؤول موفاز
من حزب كاديما (يمين الوسط) في حديث للاذاعة الى اجراء حوار مباشر مع
اردوغان، وقال موفاز "لو كنت رئيسا للوزراء ساقترح على اردوغان لقاء
وجها لوجه في اوروبا وانا متاكد اننا سنستطيع حل هذا المسالة". بحسب
فرانس برس.
ووفقا لموفاز "فان حكومة بنيامين نتانياهو لا تعرف قراءة الخارطة"،
مشددا على ان "تركيا هي قوة اقليمية وستصبح قوة دولية"، واعلن وزير
الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان العلاقات مع اسرائيل مرشحة للتدهور
في حال واصلت الدولة العبرية رفضها لتقديم اعتذار الى تركيا بعد قيام
قواتها بمهاجمة سفينة تركية كانت تقل دعاة سلام العام 2010، وعلى الرغم
من الازمة السياسية فان التبادل التجاري بين البلدين تضاعف بنسبة 26%
خلال الفصل الاول من العام ليصل الى 2 مليار دولار مقابل 1.59 مليار
خلال الفترة نفسها العام الماضي وفقا للغرفة التجارية الاسرائيلية،
وتضاعفت الصادرات الاسرائيلية لتركيا بنسبة 39 بالمئة لتبلغ 950 مليون
دولار خلال الاشهر الستة الاولى من السنة بينما زادت الواردات من تركيا
بنسبة 16 بالمئة لتبلغ 1،05 مليار، واكد متحدث باسم الامم المتحدة ان
المنظمة الدولية ارجأت مجددا اعلان تقرير حول اعتراض قوات اسرائيلية
لاسطول من السفن المتجهة الى غزة عام 2010 ما اسفر عن مقتل تسعة ناشطين
اتراك، وقال المتحدث فرحان حق ان اسرائيل وتركيا "لم تتوصلا الى تفاهم
حول التقرير"، واذ لم يحدد موعدا جديدا لعرض التقرير من جانب الامين
العام للامم المتحدة بان كي مون، اكد ان الامم المتحدة تامل بان يحصل
ذلك قبل نهاية الشهر.
اسرائيل تتعرض لضغط اميركي
فيما ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت ان واشنطن تضغط على اسرائيل لتقديم
اعتذار الى تركيا عن الهجوم الدامي في ايار/مايو 2010 على اسطول السفن
المتجه الى قطاع غزة والذي اسفر عن مقتل تسعة اتراك، وقالت الصحيفة ان
الدبلوماسيين الاسرائيليين في واشنطن سلموا مؤخرا رسالة للحكومة من
وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تقول فيها ان الازمة
الدبلوماسية المستمرة بين اسرائيل وتركيا تتداخل مع المحاولات
الاميركية للتعامل مع اراقة الدماء في سوري، وتقول الصحيفة ان رسالة
مماثلة ابلغت الى وزير الدفاع ايهود باراك خلال زيارته لواشنطن في تموز/يوليو
بينما طلبت منه كلينتون القيام بكل ما في وسعه لحل الازمة "بما في ذلك
الاعتذار"، وشنت وحدة كوماندوس اسرائيلي في ايار/مايو 2010 هجوما على
سفينة مافي مرمرة التركية التي كانت تتقدم اسطولا مؤلفا من ست سفن كانت
تحاول كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، وقتل تسعة اتراك خلال
العملية ما ادى الى اندلاع ازمة سياسية مع انقرة التي استدعت سفيرها
فور وقوع العملية، وتطالب تركيا منذ الحادث باعتذار اسرائيلي عن اراقة
الدماء بالاضافة الى تعويضات لاهالي الضحاي، وفي العلن، رفضت اسرائيل
بشدة الاعتذار على الرغم من اعتراف العديد من المسؤولين الاسرائيليين
سرا برغبتهم في اعادة العلاقات مع انقرة الى ما كانت عليه سابق، وذكرت
الصحيفة ان الولايات المتحدة تسعى لتعميق روابطها مع تركيا التي تشترك
في حدودها مع سوريا في محاولة للتعامل مع ما يحدث هناك وتامل ان يقوم
الاعتذار الاسرائيلي بتسهيل ذلك. بحسب فرانس برس.
تأجيل تقرير الامم المتحدة
الى ذلك قال متحدث باسم الامم المتحدة انه تأجل مرة اخرى تسليم
تقرير عن نتائج التحقيق الذي اجرته المنظمة الدولية حول الهجوم
الاسرائيلي على سفينة كانت متجهة الى غزة عام 2010 أسفر عن مقتل تسعة
أتراك، وجاءت تصريحات المتحدث في الوقت الذي تبادلت فيه اسرائيل وتركيا
اللوم على التأخير في تسليم التقرير النهائي لمكتب الامين العام للامم
المتحدة بان جي مون، وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق
للصحفيين في نيويورك "التقرير ليس مكتملا في هذه المرحلة، الامين العام
يأمل ان يتمكن أعضاء اللجنة من مواصلة العمل للتوصل الى موافقة جماعية"،
وتأجل ما يسمى بتقرير بالمر مرارا للسماح باجراء محادثات للتقارب بين
اسرائيل وتركي، وتشعر واشنطن بالقلق ازاء الخلاف بين بلدين كانا شريكين
استراتيجيين في الشرق الاوسط الذي اصبحت فيه الاوضاع عاصفة على نحو
متزايد، وأشار مسؤولو الامم المتحدة في باديء الامر الى ان التقرير
الذي تعده لجنة مؤلفة من اربعة افراد قد يكتمل في فبراير شباط ثم
ارجأوا ذلك الى ابريل نيسان ثم يوليو تموز واخيرا من منتصف اغسطس اب
الى اواخر الشهر، وكان دبلوماسيون قالوا ان التقرير سيسلم لمكتب بان
قريب، لكن حق قال انه لم يتضح بعد متى سيتم تسليم تقرير الامم المتحدة
في حادث اعتلاء السفينة مافي مرمرة العام الماضي، وليس واضحا ما اذا
كان سيتم نشر التقرير علنا فور تسليمه الى مكتب بان، ويقول مسؤولو
الامم المتحدة ان بان سيقرر بعد الاطلاع عليه ما اذا كان سينشره بشكل
كامل او ينشر نسخة منقحة او لا ينشره على الاطلاق. بحسب رويترز.
وامتنع حق عن الافصاح عن سبب التأجيل مضيفا ان توجيه اللوم على طرف
بعينه لن يساعد على الارجح الاطراف المعنية في التوصل الى توافق في
الرأي، ونقلت وكالة انباء الاناضول التركية الرسمية عن المتحدث باسم
وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال قوله "طلب التأجيل جاء من الجانب
الاسرائيلي كما هو الحال في القضايا الاخرى"، وفي بيان أنحى مكتب رئيس
الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو باللائمة في التأجيل على تركي،
وقال البيان "خلافا لتقارير وسائل الاعلام بشان المناقشات مع الاتراك،
فان نتنياهو لم يغير موقفه لا سيما وأن اسرائيل لن تعتذر وان الاتراك
هم الذين طلبوا تأجيل نشر تقرير بالمر، وتطالب تركيا اسرائيل بالاعتذار
عن الهجوم لكن الحكومة الاسرائيلية اوضحت انها لن تصدر اي اعتذار رسمي،
وعبر نتنياهو عن اسفه لسقوط قتلى في الهجوم، واثار وزير الدفاع
الاسرائيلي ايهود باراك جدالا داخل مجلس الوزراء حينما اقترح ان تقدم
اسرائيل اعتذارا مخففا على امل استئناف العلاقات مع تركيا التي كانت
ذات يوم حليفا مهم، واعتقد باراك ايضا ان مثل هذه الخطوة ستساهم في
تأمين افراد البحرية الاسرائيلية ضد اي ملاحقات قانونية في الخارج،
وقال مسؤولون اسرائيليون استنادا الى نسخ مسربة لتقرير لجنة الامم
المتحدة التي يرأسها رئيس وزراء نيوزيلندا السابق جيفري بالمر ان
الوثيقة ستبرر الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة الذي تديره حركة
المقاومة الاسلامية (حماس)، وتصف اسرائيل حصارها لغزة بانه اجراء وقائي
لمنع وصول الاسلحة بحرا الى حماس وفصائل فلسطينية اخرى، ويقول
الفلسطينيون ومؤيدوهم ان الحصار عقاب جماعي غير قانوني وهو نفس الرأي
الذي يردده بعض المسؤولين بالامم المتحدة. |