شبكة النبأ: بعد الانفتاح الذي شهده
الإعلام العراقي بتعدد المحطات التلفزيونية والإذاعية والصحف والمواقع
الالكترونية والتي تمثل مرحلة جديدة تستحق الإشادة والتقدير، في عصر
الفضاء المفتوح، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك حيث انطلقت الفضائيات
العراقية بإعلاناتها عن مسلسلاتها وبرامجها المتنوعة ومع دخول اليوم
الأول بدأت القنوات بالمنافسة المفتوحة للاستحواذ على انتباه المشاهدين
العراقيين بما تعرضه من مسلسلات وبرامج متنوعة والتي ابتعد عن اغلبها
مشاهد الدين والعبادة في شهر الصيام و بدون أي رقابة تذكر.
استطلاع الرأي التالي يستعرض آراء بعض من شرائح المجتمع في محافظة
النجف لغرض معرفة ما يفكر به المواطن ألنجفي.
أم محمد (55) عاما، امرأة نجفية تستثمر ساعات في مشاهدة البرامج
والمسلسلات الرمضانية وبالأخص منها العراقية وكعادة النساء في هذه
المدينة بعد الانتهاء من وجبة الإفطار والإعمال المنزلية الشروع بأداء
الفرائض الدينية وشعائر هذا الشهر الشريف وما تبقى من الوقت تقضية إما
شاشة التلفاز.
وتقول ام محمد : إني لم أجد ما يمتعنا في الدراما العراقية والتي
غلب على بعضها العنف والسرقة والاختطاف لتمثل حقبة من الزمن مرة بها
البلد والبعض منها موجود لحد ألان.وابتعدت عن روح الفكاهة الحقيقية
الموجهة لتغير المجتمع".
وأضافت "أين نحن من المسلسلات العراقية القديمة ومنها (تحت موس
الحلاق ) التي امتازت بالكوميدية العفوية المؤثرة بالمجتمع والتي اذا
ماعرضت ألان ستأخذ عدد مشاهدين اكبر مما يعرض في هذا الوقت ".
وتابعت "اين رقابة الجهات الحكومية على مثل هذه الدراما التي قد
تزيد من العنف في المجتمع بدل الإصلاح والنهوض".
فيما يقول الشيخ حسين كاظم رجل دين40عاما في حديثه لـ (شبكة النبأ
المعلوماتية)" إن ما يعرض من مسلسلات في هذه الشهر الفضيل تبعد العبد
عن ربه في شهر الرحمة،وبدل من حرق الذنوب والآثام فأن هذه القنوات تبث
سمومها إلى المشاهد من خلال العروض غير الأخلاقية والمشينة والتي تحاول
أيضا من إثارة البغض والطائفية بين إفراد الشعب الواحد".
وقالت سمية علي وهي أكاديمية في جامعة الكوفة :إن الإعمال المقدمة
هذه السنة لم تختلف عن سابقتها في السنة الماضية والتي ابتعدت في
إطارها عن جو التثقيف والتطوير ".
وبينت سمية "إن الجهات المنتجة تناست إن العراق هو بلد الحضارات
الإنسانية كحضارة وادي الرافدين وحضارة سومر وأكد التي علمت العالم
الرقي والتحضر والفنون والكتابة لم تأخذ منها لحد ألان شيء يشيرالى
أهميتها من خلال النصوص الدرامية".
فيما أوضح الشاب احمد حسين 24عاماً صاحب محل سوبر ماركت لـ(شبكة
النبأ المعلوماتية): متى تصل القدرة في الإنتاج والدراما في العراق إلى
ما تقدمه اغلب الدول العربية مثل(سوريا ومصر والكويت) لتضع بصمة لدى
المشاهد وخير شاهد على ما أقول هي مسلسلة (باب الحارة )واتي استمر
عرضها خمسة سنوات متواصل وتعرض لحد ألان بنسبة مشاهدة الأولى في الوطن
العربي".
وتابع "اتمنى من المنتجين والقائمين على الأعمال العراقية متابعة
مثل هذه الانتاجات وتطوير قدرات ممثليها على هذه الإعمال للارتقاء
بواقع الدراما في العراق".
ويقول حيدر حسين وهو موظف في دائرة حكومية ( ) :إن هناك عدم اهتمام
بشريحةالأطفال في الإعمال الدرامية المقدمة لما فيها من فائدة مستقبليا
لأنشئت الأطفال لكن على العكس تحول إلى مشاهد مخيفية ومرعبة ستؤثر في
شخصيته وتكوينه في المستقبل".
ونوه ناظم زاهي ممثل ومخرج: إن اغلب الأعمال المقدمة قد ابتعدت عن
قدسية هذا الشهر وأساءت إليه ولذلك يجب إن تكون هناك إعمال خاصة في هذا
الشهر مضيفاً إلى أهمية إقامة الإعمال الدرامية في بيئتها داخل العراق
لما فيها من أهمية لكسب المشاهد.
ويرى منير كامل صحفي وإعلامي في تصريحه : إن ما ظهر في شاشة التلفاز
من مسلسلات عراقية هي بعيدة عن والواقع ومخيبة للآمال وتاركة للمستقبل ".موكداً
إن "عملية الانتقاد للحكومة كان بشكل همجي (على حد قوله) بعيد عن
أساليب التقويم الصحيح والتي ذهبت بعضها الأخر للتحريض على العنف".
وانتقد كامل "ان اغلب القنوات تحول الدراما والإنتاج الفني العراقي
إلى قضية تسييس لجهات معينة مبتعد عن الأهداف الفنية للإعمال ".
يذكر ان فنانون ومختصون عراقيون اعتبروا إن الدراما العراقية في
عام 2011 شهدت تراجعا ملحوظا عن تلك التي تم تقديمها في رمضان 2010،
إذ يقول المخرج العراقي فائز الكنعاني في تصريحه لإحدى الوكالات
إن "الدراما العراقية في العام الماضي كانت أفضل، وان ما نراه في
رمضان 2011 يعد تراجعا ملحوظا".
ويضيف الكنعاني أن "على صناع الدراما في العراق إعادة النظر من جديد
بمشكلة الدراما العراقية والوقوف على أسباب تلكئها ومحاولة معالجتها
بطريقة مهنية".
وقال الممثل العراقي مهند هادي في لقائه مع إحدى المجلات
العربية "أنا أؤكد القول إن العمل الفني هو ابن بيئته، وأي عمل يصور
خارج بيئته يمثل خيانة لها وكذلك خيانة كبرى للعمل الفني".
فبعد استعراضنا لهذه الآراء التي اهتمت بالدراما العراقية فأن
الشعوب تقاس بفنها وثقافتها وان الإعمال الدرامية العراقية يجب إن
تحاكي مختلف شرائح المجتمع بموضوعية وشفافية عالية فلابد في النهاية من
توجيه دعوة للحكومة العراقية والقنوات الفضائية إلى ضرورة إنتاج دراما
عراقية تخدم المواطن العراقي.
كما ندعو الجهات المسؤولة إلى مراقبة الإعمال الفنية قبل عرضها في
وسائل الإعلام من اجل صناعة مجتمع خالي من العقد وبعيد كل البعد عن
القتل والعنف وبالخص شريحة الأطفال لأنهم مستقبل العراق وهم صورة البلد
غداً. |