الثورة اليمنية... إرادة معطلة وسلطة محتكرة

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: الجميع يشدون على الأيادي البيضاء لابطال التغيير من الاجيال العربية الواعية والتي رفضت الظلم والجور في الحكم من قبل قلة احتكرت مقاليد السلطة في معظم البلاد العربية امثال القذافي ومبارك وصالح وبن علي وغيرهم الكثيرين، واللذين كانوا قاب قوسين او ادنى من توريثها الى الابناء، وقد سعى الشباب الثائر منذ البداية الى مطلب واحد وعادل وبسيط تضمنه شعار الثورة العربية "الشعب يريد اسقاط النظام" ومن دون الالتفات الى التناحرات السياسية او الطائفية او القبلية وحتى التفكير بالسلطة وكيفية تقاسمه، الا ان الامر لم يدم طويلاً ليباشر اصحاب المأرب والمصالح اعمالهم ونشاطهم للحصول على الارباح والاستفادة من مكاسب الثورة ذات الدماء الجديدة، واليمن "ذات الطابع القبلي المحكم" ليست بمنأى عن ذلك، حيث تحولت الانتفاضة الشعبية السلمية فيها "والتي اقتربت كثيراً من تحقيق اهدافها" الى قضية عشائرية معقدة ابعدتها عن روحها الثائرة الى ثارات شخصية وخلافات عشائرية يتجاذبها صالح وال الاحمر وغيرهم من رموز القبلية في اليمن.

اول العائدين

فقد افاد التلفزيون الرسمي ان رئيس الوزراء اليمني علي محمد مجور عاد مؤخراً الى صنعاء بعد تلقيه علاجا في الرياض من الجروح التي اصيب بها في الثالث من حزيران/يونيو في هجوم استهدف الرئيس علي عبد الله صالح، ومجور الذي استعاد عافيته هو اول مسؤول يمني رفيع يعود الى بلاده من بين المسؤولين الذين تلقوا العلاج في مستشفى عسكري في الرياض، وبينهم صالح، واعلنت السلطات اليمنية وفاة رئيس مجلس الشورى اليمني عبد العزيز عبد الغني في الرياض متاثرا بالجروح التي اصيب بها في الهجوم الذي استهدف الرئيس اليمني، وكان صالح الذي غادر المستشفى اعلن في 16 اب/اغسطس انه ينوي العودة قريبا الى اليمن رغم الحركة الاحتجاجية المناهضة له، واسفر هجوم الثالث من حزيران/يونيو عن 11 قتيلا بمن فيهم عبد الغني والعديد من الجرحى، ومن ناحية اخرى، اعلن مسؤول في الحزب اليمني الحاكم هو سلطان البركاني للتلفزيون اليمني ان رئيس البرلمان يحيى الراعي سيعود قريبا الى صنعاء بعد تلقيه العلاج في الرياض اثر الاعتداء، ولكنه لم يؤكد عودة الرئيس صالح قريبا وقال ان "الرئيس سيعود" ولكنه لم يحدد اي تاريخ، واوضح ان "القرار يعود للرئيس ويعود لاطبائه"، واوضح ان نتائج التحقيق حول الاعتداء سوف تعلن "الاسبوع المقبل او بعد عيد الفطر"، والمح الى ان هذه النتائج ستكون دامغة بالنسبة للمعارضة التي تقود حركة الاحتجاجات ضد النظام والتي تطالب منذ نهاية كانون الثاني/يناير برحيل الرئيس صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عام، وقال البركاني ايضا "كنا متسامحين بعد حادث مسجد القصر ووافقنا على لقاء المعارضة ولكن بعد الان لن نمد اليد الى هؤلاء القتلة وهؤلاء المجرمين وهؤلاء الارهابيين وللذين خططوا ونفذوا وقدموا دعما لوجستيا" لمنفذي الاعتداء في حزيران/يونيو الماضي. بحسب فرانس برس.

قبل نهاية رمضان

في سياق متصل اكدت مصادر يمنية قريبة من الرئيس اليمني على عبد الله صالح ان الرئيس سيعود الى بلاده قبل نهاية شهر رمضان وذلك بعد تعافيه بشكل كبير من الاصابات التي لحقته مطلع يونيو الماضي اثر محاولة اغتياله في القصر الرئاسي بصنعاء وحضوره الى العاصمة السعودية لتلقي العلاج، وذكرت المصادر ان الاطباء المعالجين لصالح اكدوا له ان قرار عودته الى بلاده اصبح شأناً يخصه بعد ان تماثل للشفاء بنسبة تزيد على %80 وهو الذي يحدد توقيته، وفي الوقت الذي تحدثت فيه بعض الانباء عن طرح مبادرة جديدة بشان الازمة اليمنية اكدت المصادر لـ«الوطن» ان المبادرة الخليجية مازالت تمثل الحل الامثل والاكثر واقعية لجميع الاطراف حيث تضمن انتقالا سلميا للسلطة مع تحقيق لمطالب المحتجين، وقالت ان من يعترض على المبادرة انما يحاول عرقلة الجهود المبذولة للخروج من الازمة، واشارت المصادر الى ان الرئيس صالح يعكف حاليا على دراسة الالية الجديدة للمبادرة الخليجية، اضافة الى خارطة الطريق المقدمة من مبعوث الامم المتحدة جمال عمر، وتقديم الرؤي والمقترحات حوله، واوضحت ان الالية التي يشدد صالح على ضرورة ان تكون صريحة وواضحة تتضمن حق مشاركة كافة الاطراف اليمنية في صناعة القرار باليمن والانتقال الى المرحلة الجديدة بشكل سلمي وسلس، واضافت بان الآلية تتمحور حول الانتخابات المبكرة خلال ماتبقى من الاشهر القادمة من العام الجاري ونقل السلطة بشكل دستوري، الى ذلك نجا نائب وزير الاعلام اليمني عبده الجندي من محاولة لاغتياله حسبما صرح متحدث بلسان الداخلية اليمنية متهما المعارضة بالوقوف وراء محاولة الاغتيال، وصرح المتحدث الذي لم يكشف عن اسمه في بيان اوردته وكالة سبأ اليمنية للانباء قائلا «ان عناصر تخريبية تابعة لاحزاب اللقاء المشترك قامت في وقت مبكر من الصباح بالقاء قنبلة على منزل نائب وزير الاعلام عبده الجندي»، وتابع المتحدث ان «القنبلة انفجرت في المكان الذي تتوقف فيه سيارة نائب وزير الاعلام عادة وقبل وصوله بدقائق، وان الانفجار لم يحدث أي اصابات أو أضرار»، واضاف ان «وزارة الداخلية ستؤدي واجبها في التصدي للعناصر الارهابية التي تحاول اليوم الزج بالوطن في اتون صراعات لا تحمد عقباها وتستخدم العنف وسيلة لتصفية حساباتها السياسية».

صالح ينتقد معارضيه

بدوره هاجم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح خصومه واعلن عودته قريبا الى صنعاء، قاطعا الطريق امام التكهنات في شأن نيته مغادرة البلاد بعد اكثر من ستة اشهر من الاحتجاجات ضد نظامه، وصالح الذي يخضع للعلاج منذ شهرين، ظهر بصحة جيدة متحدثا بنبرة تحد وحزم، واتهم المعارضة بانها "سرقت" شعارات الشباب المتظاهرين الذين يشاركون في الاحتجاجات ضد نظامه وبانها مؤلفة من "قلة قليلة من مخلفات الماركسية، ومجموعة طالبان، ومخلفات الامام من الحوثيين وحزب الحق"، ووصف المعارضة بانها "قلة قليلة طرحت شعارات ثورة الشباب، من اصحاب المصالح الضيقة وعديمي التفكير"، واعتبر صالح ان الازمة الراهنة تسببت بها القوى السياسية الساعية للوصول الى السلطة، وذلك بعد اشهر على اندلاع التظاهرات الشعبية المطالبة بتنحيه نهاية كانون الثاني/يناير، واغتنم الرئيس اليمني فرصة خطابه ليعلن عودته قريبا الى البلاد قائلا "الى اللقاء في العاصمة صنعاء قريبا"، وبهذه التصريحات الواضحة يرد صالح على تكهنات الصحافة والاوساط السياسية اليمنية حول امكان بقاء صالح في السعودية وقيام عملية انتقالية سريعة للحكم في اليمن، وبعد ستة اشهر من الاحتجاجات، يعاني النظام اليمني ضعفا مع انشقاق جزء من الجيش وقبائل ووجهاء علمائيين، الا ان المحتجين لم ينجحوا في طرد صالح من السلطة على راس البلاد منذ العام 1978، واسفر القمع عن مقتل 200 شخص في صفوف المتظاهرين. بحسب فرانس برس.

وخاطب الرئيس اليمني مؤتمرا للقبائل اليمنية العام في صنعاء شارك فيه الاف الموالين له بهدف "بحث دور القبيلة في المساعدة على الخروج من الازمة السياسية الراهنة" في اليمن، حسب ما افادت وكالة الانباء اليمنية سبأ.واشار المنظمون في تصريحات نقلتها وكالة سبأ الى ان الاجتماع رد فعل طبيعي على المخاطر التي تتهدد البلاد لان القبائل هي التي ستحمي اليمن في حال استمرار الازمة.واضاف هؤلاء ان مؤتمر قبائل اليمن سيعتمد ميثاق شرف جديد يحدد قواعد الردع ضد كل الاعمال المخالفة للقانون، وتاتي هذه المبادرة عشية اجتماع في صنعاء دعت اليه المعارضة للتزود ب"مجلس وطني" ينضوي فيه مختلف مكوناتها للتحضير لتنحي صالح، ومن المفترض ان ينظم هذا المجلس الافرقاء المنضوين تحت راية احزاب اللقاء المشترك ومن بينها حزب الاصلاح الاسلامي، فضلا عن الشبان المتظاهرين في شوارع اليمن وممثلي المجتمع المدني واعضاء الحراك الجنوبي والمتمردين الشيعة في الشمال وشخصيات مستقلة، واعلنت القبائل اليمنية المناوئة لصالح نهاية تموز/يوليو انشاء ائتلاف اطلق عليه اسم "تحالف قبائل اليمن" دفاعا عن حركة المتظاهرين، وكان مؤسسو هذا الائتلاف ومن بينهم زعماء القبائل النافذة في اليمن، اعلنوا تشكيل تحالفهم "نصرة لثورة اليمن الشعبية الشبابية السلمية التي اشعلها شباب اليمن، الهادفة الى اسقاط نظام الحكم الفاسد الذي يقوده علي عبد الله صالح وافراد اسرته".

اغتيال صالح

في سياق متصل اتهمت الحكومة اليمنية أطرافا في المعارضة اليمنية بتنفيذ حادث الاغتيال الذي استهدف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكبار قيادة الدولة في التفجير الذي استهدف دار الرئاسة في الثالث من يونيو الماضي، وقال نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي في مؤتمر صحفي عقده هنا الليلة الماضية "ان هناك اتهامات موجهة إلى القيادي في المعارضة اليمنية حميد الأحمر ومعه قائد الفرقة الاولى مدرع المنشق عن نظام الرئيس صالح اللواء علي محسن الأحمر بكونهم من نفذا حادث الاغتيال الذي استهدف الرئيس اليمني وكبار قيادة الدولة في ذلك الحادث"، واتهم الجندي أحزاب اللقاء المشترك المعارضة بسرقة ثورة الشباب من خلال إعلانها تشكيلة المجلس الوطني للثورة، وأضاف نائب وزير الاعلام إن مؤتمر قبائل اليمن الذي انعقد في العاصمة صنعاء مؤخراً كان ردا واضحا على الخطاب المتشنج لاحزاب اللقاء المشترك المعارضة، واعتبر أن خطاب الرئيس صالح الذي وجهه للمشاركين في المؤتمر من مقر اقامته في العاصمة السعودية الرياض أكد على أنه حاضر في المشهد اليمني وأن "الخطاب كان ردا قويا على الذين زعموا بأن صالح خرج من اللعبة السياسية في البلاد"، وللمرة الأولى منذ وقوع الانفجار الذي كاد يودي بحياة الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، والذي أصيب خلال بجروح وحروق نقل على إثرها للعلاج في السعودية، اتهمت الحكومة اليمنية رسمياً اثنين من أبرز رموز المعارضة بالوقوف وراء محاولة الاغتيال قبل نحو شهرين، والمتهمان هما حميد الأحمر، القيادي الثري في المعارضة، واللواء علي محسن، القيادي العسكري الكبير في الجيش والذي انشق عن نظام صالح، ففي مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم الحكومة اليمنية، عبدو الجندي، إن الأحمر ومحسن خططا للهجوم، مشيراً إلى أن ذلك جاء بعد تحقيقات مطولة، وأضاف، "لدينا اعتقاد راسخ بأن حميد الأحمر وعلي محسن يقفان وراء الهجوم على الرئيس صالح وكبار المسؤولين الحكوميين في مسجد الرئاسة"، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم اتهام على محس بذلك، ولا المرة الأولى التي يتم اتهام آل الأحمر بالوقوف وراء محاولة اغتيال صالح، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها توجيه الاتهام رسمياً لهذين الرمزين من المعارضة.

وكانت  صحيفة "26 سبتمبر" قد اتهمت في وقت سابق عائلة الأحمر المؤثرة في صفوف القبائل، بأنها تقوم بما وصفته بـ"إنفاق الأموال وبشكل لافت لشراء الذمم والولاءات واستقطاب بعض الشخصيات السياسية والقبلية إلى جانبهم من عدة محافظات"، وبحسب الصحيفة، فإن الأموال تجمع لصالح عائلة الأحمر من أوساط التجار اليمنيين الموجودين في السعودية "لدعم أنشطة العصابات الإرهابية والتخريبية" في مدينة تعز، كذلك سبق لمسؤول يمني أن أعلن أن الفرقة التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر "تستغل حاجة بعض المواطنين للحصول على درجة وظيفية للتغرير بهم في عملية تجنيد غير قانونية،" مضيفاً أنه "لا توجد لهذا التجنيد أي اعتمادات مالية وأن الأشخاص الذين يتم استقطابهم لهذا التجنيد لن يتم تسجيلهم أو ترقيمهم رسمياً من قبل الدائرة المختصة"، كذلك حمّل الرئيس اليمني في كلمة مسجلة بثت عقب الهجوم الذي استهدفه، مسؤولية الهجوم لمن وصفها بـ"عصابة" من خصومه آل الأحمر، من قبيلة حاشد، التي كانت قد نفت في وقت سابق صلتها بالهجوم، الذي استهدف مسجداً في القصر الرئاسي، وفي سياق آخر استنكرت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة الاتهامات التي وجهتها وزارة الداخلية لأعضائها باستهداف منزل نائب وزير الإعلام عبده الجندي، ونقل عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية قوله "إن عناصر تخريبية تابعة لأحزاب اللقاء المشترك قامت بإلقاء قنبلة على منزل نائب وزير الإعلام عبده الجندي"، وأكد مصدر مسؤول في أحزاب اللقاء المشترك في تصريح صحفي نفيه المطلق "للادعاءات الباطلة التي تناقلتها وسائل إعلام بقايا النظام الفاقد للشرعية وعلى لسان ما تسمى وزارة الداخلية من اتهام عناصر تابعة للمشترك بالاعتداء على الجندي"، وأوضح المصدر "إن القنبلة انفجرت في المكان الذي تتوقف فيه سيارة نائب وزير الإعلام عادة وقبل وصوله بدقائق وان الانفجار لم يحدث أي إصابات أو أضرار". بحسب وكالة الانباء الكويتية.

في  ان مئات الالاف من اليمنيين المعارضين للرئيس علي عبد الله صالح تظاهروا الجمعة في صنعاء فضلا عن اعداد مماثلة في مدينتي تعز والحديدة بجنوب غرب وغرب البلاد، وقال المراسل ان حجم الحشد في صنعاء ناهز الحشود الضخمة التي خرجت للتظاهر في شباط/فبراير واذار/مارس الماضيين، وجاءت التظاهرة بعد صلاة الجمعة بهدف اظهار الدعم للمجلس الذي شكلته في صنعاء اطياف المعارضة المختلفة بهدف تنحية الرئيس صالح، وهتف المحتجون خلال المظاهرة التي جابت شارع الستين الرئيسي مطالبين ب"يمن جديد" ومعتبرين ان صالح فقد شرعيته في الحكم بعد اتهامه بقتل المحتجين المناوئين له، وهتفت الحشود "الشعب يريد اسقاط بقايا النظام"، كما ضمت المسيرات التي خرجت في تعز والحديدة مئات الالاف من المحتجين حسبما صرح سكان بالمدينتين الرئيسيتين، ومن جانبهم تظاهر بضعة الاف من المؤيدين لصالح في صنعاء هاتفين "الشعب يريد علي عبد الله صالح"، وكان صالح اعلن نيته العودة لمباشرة مهام الحكم في اليمن خلال كلمة القاها من الرياض حيث يتعافى من اصابات لحقت به جراء هجوم استهدف قصره في صنعاء في الثالث من حزيران/يونيو.

المعارضة تستعد

في حين وبعد ان شكلت المعارضة اليمنية مجلسا وطنيا يضم كل الاطراف المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، قال سلطان العتواني عضو اللقاء المشترك وزعيم الحزب الوحدوي الناصري ان "المجلس الوطني سيقود قوى الثورة المصممة على المقاومة حتى رحيل علي عبد الله صالح"، ويفترض ان يضم هذا المجلس المدعو الى تنسيق الاحتجاج واعداد برنامج للتوصل الى اسقاط النظام، احزاب اللقاء المشترك ومن بينها حزب الاصلاح الاسلامي، والشبان المتظاهرين في شوارع اليمن وممثلي المجتمع المدني واعضاء الحراك الجنوبي والمتمردين الشيعة في الشمال وشخصيات مستقلة، وحذر الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي الحاكم طارق الشامي من انه "بانشاء هذا المجلس توقع المعارضة شهادة وفاة المبادرة الخليجية" في اشارة الى خطة للخروج من الازمة وضعتها الدول الخليجية بالتشاور مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، واضاف الشامي ردا على سؤال عن خطر ندلاع حرب اهلية ان معدي المشروع "يبرهنون على انهم لا يؤيدون حلا سلميا ويدعون الى مؤامرة ضد النظام الشرعي"، وتابع "لن نسمح بجرنا الى العنف"، وتقضي المبادرة الخليجية بان تشكل المعارضة حكومة مصالحة، وان يستقيل صالح بعد شهر من ذلك ثم تنظيم انتخابات رئاسية خلال ستين يوم، ورفض الرئيس اليمني الذي يواجه حركة احتجاج في الشارع تطالب منذ كانون الثاني/يناير برحيله، توقيع هذه الخطة على الرغم من ضغوط اقليمية ودولية كبيرة، وكان نائب وزير الاعلام عبده الجندي رأى بعد الاعلان عن عزم المعارضة تشكيل مجلس انتقالي ان هذه الخطوة "انقلاب على الشرعية الدستورية وتغليب لارادة هذه الاحزاب على ارادة الشعب التي عبر عنها في صناديق الاقتراع"، وقال ان "هذا المجلس اما انه سيولد ميتا كسابقاته او انه سيكون دعوة لحرب، وهذه الخطوة من قبل المشترك تعني الغاء لثورتي سبتمبر واكتوبر وما تحقق في 22 مايو وتمردا على كل المؤسسات الدستورية وتطاولا على القوات المسلحة والشعب"، وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح هاجم خصومه واعلن عودته قريبا الى صنعاء. بحسب فرانس برس.

وتوجه صالح الى انصاره في خطاب نقله التلفزيون العام من الرياض حيث يمضي فترة نقاهة بعد العلاج الذي خضع له اثر اصابته في هجوم على القصر الرئاسي في الثالث من حزيران/يونيو، وظهر الرئيس اليمني بصحة جيدة متحدثا بنبرة تحد وحزم، واتهم المعارضة بانها "سرقت" شعارات الشباب المتظاهرين الذين يشاركون في الاحتجاجات ضد نظامه قائلا انهم مجموعة من "السلفيين، القاعدة، طالبان"، ووصف المعارضة التي ستجتمع اليوم في صنعاء بانها "قلة قليلة طرحت شعارات ثورة الشباب، من اصحاب المصالح الضيقة وعديمي التفكير"، واضاف انه لن يسلم السلطة "للانتهازيين، وتجار الحروب، والمتاجرين بالأرض، والمغفرين للنفط، اصحاب الأمراض المزمنة" الذين قال انهم "سرقوا ثورة الشباب" والثورة عندهم هي "منع البترول والكهرباء عن المواطنين، واغتنم الرئيس اليمني فرصة خطابه ليعلن عودته قريبا الى البلاد قائلا "الى اللقاء في صنعاء قريب، كما التقى صالح بعدد من المسؤولين والقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام بمقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، وتم خلال اللقاء استعراض الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد، والتطورات الأخيرة على المستويات العربية والدولية إزاء الأزمة الحالية في اليمن.كما تم استعراض بيان مجلس الأمن الدولي الذي صدر، والذي "دعا كافة الأطراف السياسية اليمنية للجلوس على طاولة الحوار ونبذ العنف، والذي أكد صالح أن الحل الأمثل للأزمة اليمنية إنما يأتي من داخل اليمن وبقرار اليمنيين أنفسهم"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، وخلال اللقاء، أكد الرئيس اليمني "التزام المؤتمر الشعبي العام بالبحث عن حلول للقضايا وحل الخلاف مع المعارضة، وعلى أهمية الاستمرار في التعامل الإيجابي مع المبادرة الخليجية، والبحث عن آلية مناسبة لتنفيذها تكفل انتقالاً سلمياً وسلساً للسلطة وفقاً للدستور"، وكانت "سبأ" قد نقلت عن مصدر برئاسة الجمهورية اليمنية قوله إن صالح سيعود إلى البلاد بعد فترة نقاهته المحددة من الأطباء، وأضاف المصدر أنه لا صحة لما نقلته صحيفة الشرق الأوسط الصادرة من لندن"، والتي أفادت بأن "مسؤولين أمريكيين أقنعوا صالح بعدم العودة إلى اليمن"، ويذكر أن صالح كان قد غادر المستشفى العسكري في الرياض، الذي كان قد قصده للعلاج في يونيو/حزيران الماضي، بعد الانفجار الذي استهدفه بمسجد دار الرئاسة، وقال الناطق باسم الخارجية السعودية، أسامة النقلي، إن موعد عودة صالح "غير واضحة،" مشيرا إلى أنه سيبقى في الرياض بضيافة الحكومة السعودية بعد أن غادر المستشفى.

معارضون ينسحبون

من جهة أخرى اعلن 23 قياديا معارضا من جنوب اليمن في بيان نشر مؤخراً رفضهم المشاركة في المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة الاربعاء للتحضير لعملية انتقالية، وقال موقعو البيان وفي مقدمهم الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس انهم يرفضون المشاركة في المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية، مؤكدين "اننا فوجئنا بإعلان أسمائنا في قوام المجلس دون علمنا والاتفاق المسبق معنا لمعرفة رأينا وموقفنا قبل إعلان الأسماء"، وأضاف البيان "لقد جرى تهميش وعدم الأخذ بعين الاعتبار موقف ووجهة نظر عدد من أقطاب العملية السياسية وأبرزهم الحراك الجنوبي السلمي والثورة الشعبية السلمية والحوثيين وغيرهم من القوى السياسية والاجتماعية التي كانت سباقة في عملية التغيير"، وطالب المعارضون الجنوبيون بان "تكون تشكيلة المجلس بالمناصفة بين شمال اليمن وجنوبه في المرحلة الراهنة لما للقضية الجنوبية من أهمية في حل مشكلات اليمن الراهنة"، واعتبروا ان من شأن هذا الامر "تعزيز عوامل الثقة المتبادلة وحشد كل الطاقات والإمكانات للتسريع في انتصار الثورة وتحقيق كامل أهدافها والتأسيس لمرحلة جديدة"، واكدوا ان "عملية تشكيل المجلس الوطني من قبل تكتل أحزاب اللقاء المشترك قد جرى سلقها بعجالة ودون سابق إعداد وتحضير جيد، وقد طغى عليها الجانب العشوائي والانتقائي"، ويظهر هذا الموقف هشاشة المجلس الوطني الذي يفترض ان يمثل جميع القوى التي تطالب بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح تمهيدا لبلورة برنامج يكفل تحقيق هذه الغاية، وشكلت المعارضة اليمنية مجلسا وطنيا يضم كل الاطراف المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح غداة اعلانه المفاجىء عن عودته قريبا من الرياض حيث نقل للعلاج اثر اعتداء مطلع حزيران/يونيو. بحسب رويترز.

الزنداني وآل الأحمر

الى ذلك وجهت مواقع حكومية يمنية إلى رجل الدين الواسع النفوذ، عبدالمجيد الزنداني، تهمة تجنيد مجموعات من "الأفغان العرب" ينتمون لتنظيم القاعدة، وقالت إنه دفعهم إلى المشاركة في القتال ضد الجيش بمنطقتي أرحب ونهم، كما اتهمت عائلة الأحمر بجمع تبرعات من تجار لدعم ما وصفته بـ"الإرهاب" في مدينة تعز، ونقلت صحيفة "26 سبتمبر" المقربة من وزارة الدفاع عن "مصادر قبلية في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء" أن الزنداني "قام خلال الأيام الماضية باستدعاء أكثر من 300 إرهابي من مختلف المحافظات اليمنية والذين يعرفون بالمجاهدين الأفغان وأغلبهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة وذلك للمشاركة في القتال"، وأضافت الصحيفة أن المصادر أوضحت بأن معظم أولئك العناصر "تتلمذوا على يد الزنداني وكانوا قد شاركوا في القتال في أفغانستان وبينهم ضالعون في عمليات إرهابية استهدفت مصالح محلية وأجنبية في اليمن خلال الفترة الماضية"، ويعتبر الشيخ الزنداني أحد أبرز رجال الدين في اليمن، وهو قيادي تاريخي لجماعة "الإخوان المسلمين" في ذلك البلد، وكان لسنوات على علاقة وطيدة بصالح الذي دافع عنه رغم اتهامات غربية له بالتورط في قضايا على صلة بما يوصف بـ"الإرهاب"، وقد توترت العلاقات بين صالح والزنداني قبل فترة، وفي أعقاب تطور الانتفاضة الشعبية اليمنية الراهنة طالب الزنداني الرئيس اليمني بالاستقالة، كما نقلت "26 سبتمبر" أن عائلة الأحمر المؤثرة في صفوف القبائل، تقوم بما وصفته بـ"إنفاق الأموال وبشكل لافت لشراء الذمم والولاءات واستقطاب بعض الشخصيات السياسية والقبلية إلى جانبهم من عدة محافظات"، وبحسب الصحيفة، فإن الأموال تجمع لصالح عائلة الأحمر من أوساط التجار اليمنيين الموجودين في السعودية "لدعم أنشطة العصابات الإرهابية والتخريبية" في مدينة تعز، وفي إطار الاتهامات بتجنيد المقاتلين أيضاً،  حذر مصدر عسكري بوزارة الدفاع من مغبة ما قال إنه "الانجرار وراء ما يجري من عملية تجنيد باسم الفرقة الأولى مدرع التي تتم بطريقة غير قانونية،" في إشارة إلى الفرقة الأساسية المناهضة للرئيس علي عبد الله صالح من بين فرق الجيش، وقال المصدر إن الفرقة التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر "تستغل حاجة بعض المواطنين للحصول على درجة وظيفية للتغرير بهم في عملية تجنيد غير قانونية،" مضيفاً أنه "لا توجد لهذا التجنيد أي اعتمادات مالية وأن الأشخاص الذين يتم استقطابهم لهذا التجنيد لن يتم تسجيلهم أو ترقيمهم رسمياً من قبل الدائرة المختصة، ويشار إلى أن منطقة أرحب تشهد منذ أسابيع مواجهات تحمل طابعاً سياسياً وقبلياً بين مسلحين وقوات الجيش التابع للرئيس علي عبد الله صالح، وخاصة ألوية الحرس الجمهوري، ويقول قادة قبيلة أرحب إن الاشتباكات هي جزء من عقوبات يتعرضون لها بسبب مواقف القبيلة المعارضة لحكم صالح.

قتال مع القاعدة

فيما قتل سبعة جنود يمنيين بينهم ضابط في هجوم شنه عناصر مفترضون من القاعدة على معسكر للجيش اليمني في قرية بمحافظة ابين بجنوب البلاد، وفق ما قال ضابط في الجيش، وقال الضابط رافضا كشف هويته ان "ستة جنود وضابطا قتلوا واصيب 30 اخرون في هجوم شنه بعد الظهر مقاتلون من القاعدة على معسكر اللواء 201 في دوفس"، على بعد 25 كلم جنوب زنجبار كبرى مدن محافظة ابين، واكد مصدر طبي في المستشفى العسكري الذي نقل اليه القتلى والجرحى هذه الحصيلة، واوضح الضابط ان المهاجمين نجحوا في التسلل الى مكان قريب من موقع وحدة تابعة للواء ثم هاجموها بقذائف ار بي جي والاسلحة الرشاشة ما ادى الى مقتل سبعة عسكريين واصابة ثلاثين اخرين، وقتل ستة مقاتلين مفترضين من القاعدة في غارات جوية للقوات اليمنية على مواقع للتنظيم المتطرف في احدى قرى محافظة ابين بعدما سيطر عليها عناصر يشتبه بانتمائهم الى القاعدة. بحسب فرانس برس.

من جهته شن الجيش اليمني هجوما على قرية شقرة بجنوب اليمن التي استعاد مسلحون يعتقد انهم اعضاء في تنظيم القاعدة السيطرة عليها، ما ادى الى مقتل ثلاثة من عناصر التنظيم المتطرف، حسب ما اعلن مسؤولون، وقال مسؤول في ابين ان الجنود اقتحموا القرية التي تقع في محافظة ابين التي تعتبر معقلا لتنظيم القاعدة "وقتلوا ثلاثة مقاتلين من القاعدة"، ولم يؤكد اي مصدر مستقل هذه الحصيلة، وكانت مصادر محلية اعلنت ان مسلحين يعتقد انهم اعضاء في تنظيم القاعدة استعادوا السيطرة الاربعاء على قرية شقرة، وقالت مصادر طالبة عدم كشف هويتها ان "عناصر مسلحة ينتمون الى تنظيم القاعدة تمكنوا من استعادة سيطرتهم على بلدة شقرة الساحلية على بعد 35 كلم شرق زنجبار بعد ان وقعت تحت سيطرة مسلحين قبليين قبل نحو شهر"، وذكرت مصادر محلية ان "عناصر التنظيم اقتحموا مواقع القبائل وقاموا بطردهم بقوة السلاح دون حدوث مواجهات"، واوضح ان القبائل اجبرت على الانسحاب من شقرة بسبب قلة المقاتلين والعتاد العسكري مقارنة بالمتطرفين، الا ان مصدرا قبليا في محافظة ابين اكد ان القبائل تواصل جهودها "لتطهير المحافظة" من القاعدة، وقال ان مقاتلي القاعدة "حاولوا بعد استعادة شقرة التقدم نحو نقطة العرقوب باتجاه النخعين وبلدة الوضيع لكن القبائل وقفت بحزم وتبادلنا مع المتطرفين النيران دون وقوع ضحايا"، ويأتي استعادة مسلحي القاعدة السيطرة على شقرة بعد ان كانوا طردوا منها منتصف تموز/يوليو على ايدي المسلحين القبليين الذين يقاتلون الى جانب القوات الحكومية ضد المتطرفين الاسلاميين. بحسب فرانس برس.

وفي 29 ايار/مايو تمكن مئات المسلحين من جماعة "انصار الشريعة" المشتبه في صلاتهم بالقاعدة من السيطرة على زنجبار ما ادى لنزوح سكانها خوفا من المدينة، وبالاضافة الى زنجبار وشقرة يسيطر متشددون اسلاميون ايضا على بلدة جعار في محافظة ابين حيث يتحالف مسلحو القبائل مع القوات الحكومية في قتالهم للقاعدة، من جهة اخرى، قال شهود عيان ان مدنيين جرحا في عدن كبرى مدن جنوب اليمن خلال اشتباكات بين قوات الامن ومتظاهرين كانوا يحتجون على انقطاع التيار الكهربي، وذكر الشهود ان الشرطة اطلقت النار "بشكل عشوائي" على المحتجين ما ادى إلى جرح اثنين احدهما حالته خطره نتيجة اصابته بالرأس، وفي محافظة لحج المجاورة جرح ثلاثة جنود ومسلح اثر اشتباكات اندلعت بين مسلحين قبليين وعناصر الشرطة في بلدة تبن، كما افاد مصدر في الشرطة، وقال المصدر ان المواجهات التى اندلعت في سوق صبر للقات اسفرت عن سقوط ثلاثة جرحى واحد المسلحين القبليين فضلا عن اعطاب ثلاث مركبات للشرطة، وينشط تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الذي نشأ في كانون الثاني/يناير 2009 باندماج عناصر القاعدة في كل من اليمن والسعودية، في جنوب اليمن وشرقه حيث يتهم بالمسؤولية عن تنفيذ هجمات تستهدف قوات الامن بشكل متكرر.

استهداف الحوثيين

على صعيد مختلف قتل شخصان واصيب ثالث بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدف مجمعا اداريا حكوميا يسيطر عليه المتمردون الحوثيون شمال شرق صنعاء، كما افاد المتمردون الزيديون في بيان، وقال التمرد الزيدي في بيان ان "سيارة مفخخة انفجرت مستهدفة المركز الصحي في مديرية المطمة بمحافظة الجوف، ونتج عن هذا العمل الاجرامي سقوط شهيدين وجرح شخص واحد فيما لحقت اضرار مختلفة في المبنى"، واتهم الحوثيون اجهزة الاستخبارات الاميركية بالوقوف وراء الهجوم، وقال البيان ان الانفجار يندرج "ضمن المسلسل الاجرامي الذي تنتهجه الاستخبارات الاميركية في عدوانها على الشعوب الاسلامية، وبلا مراعاة لحرمة شهر رمضان المبارك، وفي سعي حثيث لعرقنة اليمن والدفع به نحو الفوضى العارمة وادخاله في أتون الصراعات الطائفية لما يخدم الاطماع الاميركية في اليمن"، واكد البيان ان "هذا العمل الاجرامي يحمل الطابع الواضح للاستخبارات الاميركية"، وكانت حصيلة سابقة اوردها مصدر قبلي افادت عن مقتل شخص واصابة ثلاثة آخرين في الانفجار، ووقع الانفجار بعد يومين من توقيع المتمردين الحوثيين وحزب الاصلاح الاسلامي اتفاق هدنة لوقف المعارك التي تدور بينهم بشكل متقطع منذ اذار/مارس في محافظة الجوف على الحدود مع السعودية، ويعارض المتمردون الحوثيون الزيديون الذين يقودهم عبد الملك الحوثي السلطة المركزية في صنعاء، واسفر التمرد الذي يقودونه منذ العام 2004 عن سقوط الاف القتلى، ويثير التمرد الحوثي مخاوف السعودية التي تدخلت قواتها في اب/اغسطس 2009 لدعم الجيش اليمني الذي توصل في النهاية الى اتفاق لوقف اطلاق النار مع المتمردين في شباط/فبراير 2010. بحسب فرانس برس.

الخشية من حرب أهلية

من جانب اخر وفي حي الحصبة بالعاصمة اليمنية صنعاء تخللت أصوات اطلاق نيران قريبة اصوات محتجين يهتفون مطالبين باسقاط الرئيس علي عبد الله صالح مما ذكر السكان بأن عذاب اليمن لن ينتهي قريب، وقال عرفات احمد وهو يهز رأسه بينما أخذ يملا اكياسا بالخبز في مخبزه الصغير "لا يمكننا أن نتحمل المزيد من هذ، الحياة توقفت، من الواضح أن المواجهة المسلحة هي الخيار الوحيد الى أن تحل هذه الازمة"، وهزت الاشتباكات الدموية في الشوارع حي الحصبة الذي يسكنه صادق الاحمر الزعيم القبلي المناويء لصالح في مايو ايار بعد أن تراجع الرئيس عن التوقيع على خطة أعدت بوساطة خليجية لانهاء حكمه المستمر منذ 33 عام، وخفت الاشتباكات بقذائف المورتر والاسلحة الالية بعد أن أصيب صالح في انفجار بدار الرئاسة مما اضطره الى الذهاب للسعودية للعلاج حيث يقضي فترة نقاهة حالي، والآن وبعد أن بدأ الجنود يقيمون نقاط التفتيش في انحاء العاصمة أشعل مجددا دوي اطلاق النيران في الازقة المتهالكة بالحصبة وموجات القتال في اماكن أخرى من البلاد التي تزخر بالاسلحة المخاوف من نشوب حرب أهلية، وتظاهر عشرات الالاف من اليمنيين لسبعة أشهر بما في ذلك من هم في مخيم الاحتجاج الذي هو ليس بعيدا عن الحصبة ضد صالح، لكن تبادل اطلاق النيران بين القوات الحكومية والمسلحين المناهضين لصالح يعكر أجواء الاحتجاجات السلمية على نحو متزايد، وتتصاعد حدة القتال في خمس مناطق على الاقل من اليمن، ويتجول المزيد من المسلحين في شوارع المدن اليمنية مع تزايد الشكوك والاحباطات، وتخشى الولايات المتحدة والسعودية من الاضطراب الذي قد يتيح لتنظيم القاعدة مساحة اكبر لممارسة نشاطه لهذا تضغطان على صالح منذ اشهر لقبول خطة لنقل السلطة أعدت بوساطة مجلس التعاون الخليجي، وتعهد صالح بالعودة الى اليمن على الرغم من أن مسؤولين امريكيين حثوه على عدم العودة مما يعمق الجمود السياسي. بحسب رويترز.

ويشعر الكثير من اليمنيين بالقلق من أنه فات أوان تفادي الانزلاق الى سفك الدماء الذي سيزيد معاناتهم، ويقول المحلل اليمني علي سيف حسن ان الحل السياسي تراجع امام القتال ولكن حتى القتال لن ينهي المعركة، وأشار الى المواجهة في صنعاء بين القوات الحكومية والوحدات العسكرية التي يقودها اللواء علي محسن الذي انضم للمعارضة، وأضاف أنه حين تصبح العاصمة اليمنية مقسمة هكذا فان هذا يعني أن اليمن سيمزق الى اكثر من كيان، وحولت مواجهة مماثلة بين القوات الموالية لصالح ورجال قبائل من المعارضة تعز على بعد 200 كيلومتر جنوبي صنعاء الى مدينة أخرى يسودها التوتر والانقسام، واضطر القتال عشرات الالاف من اليمنيين الى ترك ديارهم، وبعضهم من قرى قصفت خلال المعارك بين الجيش ورجال قبائل من المعارضة، وفر الاف اخرون من بلدت جنوبية تحاصرها الاشتباكات بين القوات الحكومية ومن يشتبه أنهم متشددون من القاعدة او مقاتلون اسلاميون اخرون، ويستعد سكان حي الحصبة للاسوأ وقد وضع كثير منهم اجولة الرمال امام منازلهم التي تحمل اثار القذائف.في مخيم الاحتجاج القريب لايزال البعض يؤمنون بالتغيير السلمي لكنهم يخشون من أن يطغى العنف على كفاحهم، وقالت الناشطة اليسارية سامية الاغبري وهي تجلس امام صفوف من خيام المحتجين انها مازالت تأمل في تحقيق المطالب سلميا لكن اذا لم يتسن هذا فان خطر نشوب الحرب سيزداد، ويسيطر اليأس على الكثير من اليمنيين في ظل نقص الوقود وارتفاع الاسعار في البلاد التي يعاني ثلث سكانها من الجوع المزمن ويعيش نحو نصفهم على دولارين في اليوم او أقل، وصب بعض السكان الذين يشعرون بالغضب من ساستهم حنقهم على القوى الخارجية التي يشعرون أنها لم تمارس ما يكفي من الضغط على الحكومة للوصول الى حل، وقال يحيى مصلح وهو صاحب متجر في صنعاء "لو كانت السعودية او الولايات المتحدة تريدان صالح أن يرحل لكانتا قد فعلتا هذ، يمكن أن ينتهي الموقف خلال أقل من شهر، لكنهما تواصلان الانتظار والحرب ستندلع قبل ان يتدخلا".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/آب/2011 - 26/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م