تقرير خطير لقناة (العربية)

عبد الواحد ناصر البحراني

يقول المثل العربي (صام صام وأفطر على بصل) وكذا فعلت قناة العربية مؤخراً. ففي الوقت الذي انتظر فيه البحرانيون خروج هذه القناة عن صمتها وإنهاء تعتيمها الإعلامي عما يجري في البحرين خرجت علينا هذه القناة بتقرير خطير عن حدث غطى على كل الأحداث هناك.

الخبر يعنى بالرجال دون النساء ويتحدث عن تزاحم هؤلاء لا لإطلاق سراح النساء المعتقلات في السجون ولا لمحاولة استعادة مواقعهم الوظيفية التي فصلوا منها لأسباب مذهبية. بل إن السبب بحسب تقرير العربية أعظم من هذا كله. فهذا التزاحم سببه اقتراب العيد وحرص هؤلاء الرجال على خياطة أثواب جديدة لهم. وقد ارتأت قناة العربية أن تعرفنا أكثر على هذا الحدث الذي اثار انتباه مراسلهم الفذّ الذي لم يلفت نظره مشاهد ظهرت على الأقل في قنوات أخرى.

ما يحزّ بالنفوس أن الإعلام الغربي كان أكثر مهنية واحتراماً للإنسان العربي المسلم من القنوات التي تدعي الإسلام والعروبة. فلم نجد تقريراً غربياً مثلاً يتحدث عن الفنون الشعبية في البحرين أوعن الأكلات التي تشتهر بها البحرين في العيد وكأن البحرين في وضع آمن لم يبق فيه إلا أن يغطي المرء محلات الخياطة.

العربية في تقريرها هذا أرادت تحقيق عدد من الأهداف في مقدمتها إظهار البحرين كبلد مستقر تتزاحم فيه الناس لشراء مستلزمات العيد في حين أن الإزدحام الحقيقي هو في الساحات والميادين، في المدن والقرى للمطالبة بمزيد من الحريات. كما أن العربية ارادت أن تستفز كل الأمهات اللواتي ينتظرن عودة ابنائهن من زنازين الظلام والآباء الذين ما زالوا يبحثون عن مصدر للرزق لهم ولعيالهم.

لقد بدا واضحاً وللجميع أن قناة العربية لا ينالها من شعارها (ان تعرف أكثر) إلا مسؤولية لم تتمكن من تحملها خاصة فيما يتعلق بالبحرين. ويبدو أن اسمها أيضاً منقوص فهو إن تأملناه بموضوعية وحياد ليس إلا (قناة العربية السعودية) التي تضخ في ماكينتها الإعلامية جملة من الأكاذيب هنا وهناك في سبيل هدف واحد وهو أن تصدق أكثر. وعلى رأي المثل القائل (إكذب حتى يصدقك الناس) نجد أن هذه القناة لا ترغب في إظهار الحقائق ولا التعامل مع الأحداث وفق ميثاق الإعلام الشريف والحر وإنما وفق منهج يعتمد على التضليل والخداع.

ويعتقد هؤلاء القائمون على هذه الإمبراطورية الإعلامية الضخمة أن الحال هو كما كان عليه قبل سنوات من الآن لكنهم لم يدركوا أن فضاء الإعلام لم يعد حصراً لهم والحقيقة ليست فقط ما تقوله العربية. العالم اليوم بات أقرب وأضيق من ذي قبل خاصة وأن ازدحام الشاشات بكم هائل من القنوات الإعلامية سهل للجميع الحصول على أية معلومة تحاول قناة العربية وأمثالها إخفاءها.

إن الأخطاء الفادحة التي ترتكبها هذه القناة التي تدعي العروبة أسقطتها من اعين الشعب البحريني وجعلتها في مصافي القنوات التي تنعق بما يريد لها غيرها من الأنظمة المستبدة وكل الأمل في الشرفاء من العاملين فيها أن يسقطوا أقنعة الزيف والتزوير التي تلبسهم إياها هذه القناة ليقولوا كلمة حق في وجه طغاة الإعلام. وليتذكر هؤلاء دوماً حديث رسول الله (ص) إذ يقول: من أعان ظالماً ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب على جبينه آيس من رحمة الله.

Nasirbahrani@gmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/آب/2011 - 26/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م