عمارة مدن... تجمع بين أصالة وحداثة وإبهار

شبكة النبأ: لا تزال المباني العمرانية ابرز ما تتباهى به مدن العالم، وتسعى من خلالها الى التميز وإضفاء الجمال على شوارعها، نظرا لما لذلك من مردودات ايجابية على الصعيد المادي كما هو الحال على الصعيد المعنوي. فيما تجهد الدول ومدنها الى الجمع بين الاصالة والحداثة في نمط عمارتها وتزيين احياءها، فتجد ما هو يجذب الأنظار اليه كتراث ثمين، وما هو يبهر بفخامته وعبقرية بناءه.

المباني الدينية تتحول إلى مطاعم

حيث تتحول بعض المباني الدينية الفرنسية، كما في بورغونيي (وسط شرق) التي تتمتع بتراث هندسي وديني مميز، إلى مطاعم أو مسارح أو مكتبات أو حتى مساكن، بعدما تبيعها السلطات أو الأبرشيات بسبب افتقارها إلى الأموال الضرورية لصيانتها.

تحت قبب دير "لا بوسيار" السسترسي القديم الذي شيد في القرن الثاني عشر واستقبل ثلاث مئة ناسك، يذرع النادلون الأرض ذهابا وايابا في ساعة الغداء في هذا المبنى المرفق بنجمة في دليل ميشلان للمطاعم.

كان الدير ملكا لأبرشية ديجون التي كانت تعاني من عجز مالي وبيع سنة 2005 إلى مدير فنادق بريطاني حوله إلى مطعم "روليه اي شاتو"، ما سبب بعض التوترات المحلية.

ويقول ايمانويل هيبرار وهو طاه يبلغ 31 سنة "لو لم يتم بيع الدير لأصبح خرابا. إنه أمر جيد نوعا ما لأنه حافظ على سحره"، مشيرا إلى أن عائلة كامينغز استثمرت "حوالى عشرين مليون يورو" لشرائه وترميمه.

على مسافة قريبة من وادي لوش، أعيد مؤخرا ترميم كنيسة سان شارل بكلفة باهظة على يد أبرشية ديجون التي تملك المبنى المشيد في القرن التاسع عشر والتي أرادت أن تجعل منه استثناء.

فخلافا للكنائس الأخرى المشيدة قبل العام 1905 الذي جرى فيه إصدار قانون يلحظ الفصل بين الدين والدولة، تقع صيانة هذا المبنى الذي بنته عائلة ثرية على أرض خاصة منحت لاحقا إلى الأبرشية، على عاتق الرعية وليس السلطات.

وقال اريك ميلو وهو نائب الأسقف في أبشرية ديجون التي تخصص كل سنة مليوني يورو لصيانة مبانيها الدينية، أي ثلث ميزانيتها "كان علينا أن نظهر أننا بدورنا نشارك في إعادة الترميم، وإن كنا عاجزين عن القيام بذلك أينما كان". بحسب فرانس برس.

سنة 2009، أحصى مجلس الأساقفة 144 كنيسة عامة مهجورة منذ العام 1905 في فرنسا، ولكن الأب ميلو يعتقد أن عددها "قليل نسبيا" مقارنة بالأماكن الدينية المئة ألف المنتشرة في البلاد. ويضيف "لكنها تبقى مأساة رمزيا وروحيا وعاطفيا" في حين أن تحويلها إلى مسارح أو مكتبات يجعل منها "مكانا للعيش" لأن "الثقافة أيضا مهمة".

وفي قلب ديجون الملقبة أيضا ب "المدينة ذات الأجراس المئة"، تضم كنيسة سان اتيان القديمة التي شيدت في القرن الحادي عشر ورممت في القرن الخامس عشر جزءا من المكتبة البلدية منذ العام 2005.

وعلى بعد شوارع قليلة، تحولت كنيسة سان جان القديمة المشيدة في القرن الخامس عشر إلى مسرح ديجون بورغوندي منذ أواسط السبعينيات. وعلى بعد ثمانين كيلومترا من هناك، تعرض كنيسة تيل المجمعية المشيدة في القرن الرابع عشر على الطراز القوطي للبيع بسعر 435 ألف يورو.

وقد صنفت هذه الكنيسة التي يملكها أحد الأفراد معلما تاريخيا ويفترض أن تنال أعمال إعادة الترميم المستقبلية موافقة المديرية الاقليمية للشؤون الثقافية.

ويقول ميشال بريسترو وهو الحارس العام للتراث في مديرية ديجون "عندما يشتري فرد كنيسة مصنفة، لا يحق له أن يحولها إلى ما يشاء. نحن حريصون على سلامة المبنى الهندسية وليس على سلامته المعنوية".

الزقاق الذهبي

في السياق ذاته بعدما أقفل "الزقاق الذهبي" الساحر في قصر براغ منذ مطلع العام 2010 من أجل أعمال الترميم، أعاد فتح أبوابه مطلع حزيران/يونيو بحلة جديدة تعزز طابعه التاريخي على حساب الطابع التجاري.

ولت أيام متاجر المجوهرات والتذكارات السياحية التي كانت تملأ الشارع. فالبيوت العشرون الصغيرة بواجهاتها الملونة باتت اليوم متاحف صغيرة تعكس حياة سكان البيوت القدامى.

ويفسر المؤرخ بافيل جيراس الذي كتب عن الوجه الجديد لهذا الموقع السياحي المهم أن "الهدف هو أن يتعرف الزوار إلى بيوت الناس البسطاء الذين كانوا يعيشون ويعملون هنا، كما لو أنهم خرجوا للتو من منازلهم".

وقد شيد رماة السهام في القصر هذه البيوت الصغيرة تحت قناطر سور بموجب مرسوم أصدره الامبراطور الجرماني وملك بوهيميا رودولف الثاني (1612-1552) الذي كان يهوى الفن وجمع التحف. على عكس أجزاء القصر الأخرى التي بنيت خصيصا للملوك، شكل الزقاق الذهبي مسكنا لعامة الشعب بين القرنين السابع عشر والعشرين.

ويعدد جيراس قائلا "خياطة، بائع أعشاب طبية، صائغ أو العرافة الشهيرة +مدام دو تيب+". لكل بيت تاريخه الخاص". ويضيف "جميلة هي حياة هؤلاء القوم المتواضعة، فيها رقة وسحر غامض في آن. كم هي مختلفة عن زمننا هذا المليء بالعنف والوحشية".

على عكس الأسطورة الشائعة والتي يروج لها المرشدون السياحيون، لم يكن الشارع يوما مسكنا للخيميائيين التابعين للملك رودولف الثاني الذين حاولوا جاهدين تحويل الرصاص الى ذهب".

تتذكر كفيتا زروستوفا جيدا ذلك اليوم في ربيع العام 1938 عندما دخلت البيت الرابع عشر لتستشير "مدام دو تيب" التي كان اسمها الحقيقي ماغدالينا بروسوفا.

وتقول زروستوفا البالغة من العمر 91 عاما والتي نجحت في شهادة البكالوريا قبل 75 سنة "كنت في الثامنة عشرة وأردت أن أعرف إن كيف ستجري الامور في فحوصات البكالوريا".

كانت "مدام دو تيب جالسة في زاوية وعلى كتفها هر. ثم بدأت توزع الورق على الطاولة". وتؤكد "يلف هذا البيت هالة من الغموض". بحسب فرانس برس.

كان مصير "مدام دو تيب" وخيما. فقد فقدت زوجها وابنها في الحرب العالمية الأولى وتوفيت خلال استجواب للغيستابو بعدما توقعت سقوط الرايخ الثالث. من بين سكان الزقاق الذهبي، فرانك كافكا (1924-1883) وهو كاتب باللغة الألمانية من براغ بحث عن الوحي هناك بين العامين 1916 و1917.

وتفسر غابرييلا سينكوفا المسؤولة عن مكتبة في البيت رقم 22 قائلة "كتب كافكا الروايات التي نشرت في كتاب +طبيب من الريف+ في البيت رقم 22". وتضيف "لا يعرف الجميع أن كافكا كان أيضا رساما"، مشيرة إلى كتاب صغير عليه رسوم الكاتب إلى جانب رواياته "أميركا" و"المحاكمة" و"القصر".

غادر السكان الأخيرون الزقاق الذهبي الذي كان يسمى شارع الصاغة بعيد تسلم الشيوعيين الحكم سنة 1948. ويعتبر مدير قصر براغ إيفو فيليساك أن أعمال الترميم الأخيرة كانت الأكبر في تاريخ الشارع.

يقول فيليساك مبتسما "كانت بومتان تسكنان الشارع لفترة طويلة ورحلتا منذ خمس سنوات. ربما شعرتا بخطب ما. لكنهما عادتا هذا الربيع وكأنهما أرادتا أن تقولا لنا إن +الزقاق الذهبي+ قد استعاد الحياة.

ترميم برج بيزا 

في سياق شبيه تطلب إنهاء ترميم برج بيزا اكثر من ثماني سنوات، وهو البرج المائل الاكثر شهرة في العالم الذي كان قد شهد اعمال ترميم واسعة النطاق في تسعينات القرن الماضي عندما كان يوشك على الانهيار.

فيما يهب هواء بارد على البرج المائل، يشد ماركو بيريتيني قبعته لتغطية اذنيه ويستمر في نزع الملح البحري الذي يأكل واجهة النصب الشهير الذي شيد في العام 1173 في توسكانة على بعد اثني عشر كيلومترا تقريبا من الشاطئ.

ويشرح ماركو (41 عاما) حاملا جهاز ليزر وبعض الحقن، وهو واحد من عشرة اشخاص يعملون على ترميم البرج "يجب ان يكون المرء شديد الحماسة لمحاولة انقاذ البرج، والا لن يستطيع النهوض عند الفجر لامضاء النهار بطوله منحنيا وسط درجات حرارة متدنية جدا أو مرتفعة جدا. لكنه عمل نقوم به بشغف".

ويضيف بأسف "الاعمدة مزينة بعدة زخارف من الزهور أو الحيوانات، لكن الملح البحري الذي يحمله الهواء ومياه الامطار الراكدة في بعض الاماكن بسبب ميل البرج ادى الى تضرر عدد كبير منها".

بدأت المرحلة الجديدة من اعمال الترميم في العام 2002: انها فترة طويلة لكن هذه المرة، بقي البرج مفتوحا امام الزوار الذين توافد مئات الآلاف منهم لرؤيتها كل سنة.

ويروي السويسري انتون ساتر المشرف على المرممين "سمحنا للسياح بزيارة البرج طوال السنوات الثماني التي استغرقتها عملية الترميم. هذا يعني انه توجب علينا القيام ببعض الاعمال ليلا (...) فبفضل دفق السياح هذا، استطعنا تمويل هذه الاعمال". وعموما، تم إنفاق سبعة ملايين يورو خلال هذه المرحلة، بعد إنفاق 30 مليون يورو خلال موجة سابقة من الاعمال بين العامين 1990 و2001.

وكانت الصعوبات جمة: فانحناء البرج أجبر المهندسين على نصب سقالات مائلة ايضا. وتوجب التخفيف من وزنها كي لا تثقل كاهل البرج وتجعله اكثر انحناء، فدرجة الانحناء تفوق الاربع درجات بقليل الآن. وشيئا فشيئا، تم ترميم حوالى ثمانية آلاف متر مربع من الواجهة والسقوف والجدران.

يقول جوزيبي بينتفوليو المدير التقني للعمليات "لم يكن الامر يقتصر على تنظيف البرج، بل عملنا ايضا على بنية البرج، اي الحجارة والاعمدة التي كان بعضها في حالة سيئة جدا".

ويوضح انتون ساتر "نزعنا الاسمنت المستعمل خلال عمليات ترميم سابقة وكذلك براز الحمام ورسوم الغرافيتي والبصمات التي يتركها السياح عندما يحاولون الحفاظ على توازنهم عند صعود السلالم".

وبحسب الاسطورة، فإن احد نبلاء بيزا الاثرياء ترك ارثا من 60 قطعة نقدية لبناء برج اجراس مهيب، لكن البرج بدأ يميل عندما لم تكن قد شيدت سوى ثلاث طبقات. ومنذ ذلك الحين، بذل المهندسون المعماريون قصارى جهودهم على مر القرون للحفاظ على توازنه الهش.

في العام 1987، صنفت اليونيسكو هذا النصب الرمزي على قائمة التراث العالمي، وتتوافد اليه كل سنة اعداد كبيرة من المعجبين. والكثيرون منهم يطلبون التقاط صور لهم بالقرب من النصب في وضعية توحي بأنهم يسندون البرج. وما زال على المرممين ان يعملوا حتى شباط/فبراير لنزع آخر السقالات عن البرج.

سفينة نوح

من جهة أخرى هل يمكن لقبة عائمة تستوعب ما يصل إلى 10 آلاف شخص أن تصبح نموذجا للعيش في المستقبل؟ على الأقل هذا ما يؤمن به المهندس المعماري الروسي الكسندر ريميزوف، الذي يحمل تصميمه الأولي الذي أطلق عليها اسم "سفينة نوح" أكثر من مجرد شبه عابر للعبة الأطفال الزنبركية الانسلالية التقليدية.

ويعتقد ريميزوف أن سفينته، مصممة لتكون مصنوعة من الخشب والفولاذ والبلاستيك عالي القوة ETFE، ويمكن أن تتكيف مع كافة أنواع البيئات وأن تخضع لعدد من الاستخدامات المختلفة، بما في ذلك، الإسكان في حالات الطوارئ، أي التي تتيح هيكلتها تشكيلها وبناءها بسرعة، والفنادق.

بل وذهب إلى اقتراح بوضع نموذج هيكل أو بدن سداسي، شبيه بخلية النحل، يتيح لسفينته أن تطفو فوق سطح الماء.

وكان ريميزوف قد بدأ يبحث بعد الانتهاء من دراسته للماجستير عن كيفية بناء مستوطنة خالية من التلوث وصديقة للبيئة، وقرر متابعة فكرته مع شركة الهندسة المعمارية "ريمستوديو" Remistudio لتصميم الأبنية الحديثة والمعاصرة التي من شأنها أن تتواءم مع البيئة.

ولتوفير الطاقة على متن سفينته البيئية الغريبة، عمل مع زميل له على حلول الطاقة للمحافظة على التوازن مع البيئة، فمن شأن مولد طاقة الرياح الذي يمر عبر وسط المبنى توفير الطاقة في حين سيتم تغطية السطح الخارجي بألواح شمسية شفافة، أما إذا تم بناء السفينة في المياه، كما يشير ريميزوف، فإنه يمكن أيضاً الاستفادة من الطاقة الحرارية للمياه.

وكتب ريميزوف في رسالة أرسلها بالبريد الإلكتروني إلى CNN يقول: "إن شكل القبة يعزز تشكيل الاضطرابات الجوية، ويعزز عمل مولدات الرياح." وأضاف قائلاً: "أما داخل المبنى، فإن شكل القبة يعزز تراكم الهواء الدافئ في الجزء العلوي من المبنى.. وسيتم تحويل هذه الحرارة إلى أنواع أخرى من الطاقة ويتم تخزينها في مستودع حراري."

وتعتقد ريميزوف أنه يمكن استخدام "سفينته" لأغراض كثيرة بدءاً من الشقق السكنية وانتهاء بالمباني المكتبية والفنادق، وتكون مبنية على مستويات مختلفة بحيث تتسع لما بين 50 و10000 شخص.

الصين تنوى امتلاك 800 ناطحة سحاب

في حين أعلنت الصين أنها تنوى بناء مجموعة كبيرة من ناطحات السحاب بمعدل واحدة كل 5 أيام خلال السنوات الثلاث المقبلة، ليصل إجمالى عددها خلال 5 سنوات إلى أكثر من 800 ناطحة سحاب، وهو ما يعادل 4 مرات ضعف إجمالى عدد ناطحات السحاب فى الولايات المتحدة الأمريكية حاليًا.

وذكرت صحيفة "الشرق" الصينية، اليوم، "الجمعة" أن مؤسسة "سكاى تراكس" الصينية "تعد الأولى عالميًا من حيث امتلاك عدد ناطحات السحاب خلال العام 2011، حيث تفوقت على مثيلاتها فى الولايات المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أن ناطحات السحاب الصينية الحالية البالغ عددها 200 توجد فى مدن "هونج كونج، وشانجهاى، وشنتشن" وهو نفس العدد الإجمالى لناطحات السحاب بالولايات المتحدة حاليا"، مشيرا إلى أنه من بين أطول عشر ناطحات سحاب فى العالم توجد خمس منها فى الصين، موضحة أنه باستثناء برج دبى البالغ طوله 828م، والذى يحتل المرتبة الأولى عالميًا، تأتى ناطحات السحاب "بتايوان وشانجهاى وهونج كونج ونانجين وقوانجتشو" فى المرتبة الثانية والثالثة والرابعة والسابعة والتاسعة على التوالى الأعلى فى العالم.

طوكيو سكاى تري

الى ذلك قالت الشركة المشغلة لناطحة السحاب "طوكيو سكاي تري" وهي ناطحة سحاب جديدة تحت الإنشاء في اليابان للبث الأرضي الرقمي إنها أصبحت أعلى برج في العالم اليوم الثلاثاء بعد أن بلغ ارتفاعها 600 متر.

وقالت شركة "توبو تاور سكاي تري كو" إن البرج المقام في وسط طوكيو تجاوز ارتفاع برج كانتون الصيني وهو برج بث تلفزيوني ومراقبة طوله 600 متر. ومن المقرر أن يصل ارتفاع برج "سكاي تري" 634 مترا عندما يكتمل إنشاؤه في نهاية العام الجاري.

وبدأت أعمال إنشاء البرج الإذاعي في تموز (يوليو) عام 2008، واجتذب بالفعل عددا متزايدا من السياح قبل فترة طويلة من افتتاحه رسميا في ربيع العام 2012.

إمباير ستيت في نيويورك

فيما ذكرت تقارير إخبارية أن ناطحة سحاب جديدة ستنافس مبنى "إمباير ستيت" في نيويورك من حيث الارتفاع ، بعدما حصلت شركة عقارية على الضوء الأخضر لبناء ناطحة سحاب منافسة.

ووافق مجلس مدينة نيويورك بالإجماع على خطط من جانب شركة "فورنادو ريالتي تراست" العقارية لتشييد مبنى مكون من 67 طابقا، يقل 11 مترا فقط عن مبنى إمباير ستيت.

يذكر أن ذلك المبنى، وهو من معالم نيويورك وشيد عام 1931، هو حاليا أطول بنايات تلك المدينة ويصل ارتفاعه إلى 416 مترا، بعدما دمرت هجمات 11 أيلول/سبتمبر عام 2001 الإرهابية برجي مركز التجارة العالمي.

وسيقع هذا المبنى على بعد مبنيين فقط من مبنى "إمباير ستيت" في "بن ستيشن"، ويحظى المشروع بدعم عمدة المدينة مايكل بلومبرج. ووصفت صحف نيويورك التنافس بين مبنى إمباير ستيت ومشروع فورنادو بـ "الحرب على أفق نيويورك".

وقالت شركة مالكين هولدينجز، المالكة لـ "إمبارير ستيت" إن المبنى الجديد لن يشكل تحديا فقط لارتفاع ذلك المبنى، ولكن أيضا صفته الشهيرة كأحد معالم نيويورك.

وتمت الموافقة على ذلك المشروع الأسبوع الماضي من جانب لجنة التخطيط في المدينة وحظي بالموافقة النهائية أمس من قبل مجلس المدينة.

سباق بناء لرسم العلامة التجارية في مدن الخليج

ما ناحية أخرى تشهد مدن الخليج تبدلات جذرية في نمط العمارة، مع السعي لتصميم أبنية جديدة وأبراج تساعدها على تقديم الصورة التي ترغب بها عن نفسها، وتظهر هذه المحاولات بوضوح في مدن مثل الدوحة وأبوظبي، اللتان تحاولان استلهام تجربة إمارة دبي التي تمكنت من تحقيق إنجازات على مستوى البناء ساعدتها على تأسيس نفسها كعلامة تجارية فارقة.

وتقول المهندسة المعمارية العالمية، زاهية حديد: "أعتقد أنها لحظة مهمة يرغب فيها الجميع بتقديم ما يبرهن عن تقدمهم ورقيهم، وهذا حصل حتى في الغرب، فقد قامت ألمانيا بخطوات مماثلة بعد الحرب العالمية الثانية حيث جرى بناء ملاعب وقاعات عامة في كل مدينة، وهذا ما يحدث اليوم بالشرق الأوسط."

دبي سبق أن استخدمت العمارة كوسيلة للتعريف بنفسها وتأسيس علامتها التجارية، ويظهر ذلك من خلال أبنية شهيرة مثل برج العرب وبرج خليفة وجزر النخلة الذي كلف 1.5 مليار دولار واستغرق العمل فيه ست سنوات.

وللقيام بخطوة مماثلة بدأت المدن الخليجية الأخرى بطرح خطط جريئة لإعادة تصميم واجهاتها وتقديم إنجازات هندسية تساعدها على رسم صورة براقة عن نفسها.

ويشرح اريك توميش، المدير التنفيذي لشركة SOM في دبي أهمية بناء الأبراج قائلاً: "العامل الأهم في بناء الأبراج التي تتسابق لتكون الأعلى في العالم هو التكنولوجيا التي توفر لنا هذه الفرصة، وبرج خليفة هو بالتأكيد أحد الأبنية التي ترسم هوية دبي وتظهر إصرارها وعزيمتها."

من جهته، قال صائب إيغنر، مؤلف كتاب الفن في الشرق الأوسط لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN: كل المدن الكبرى في العالم، سواء أكانت نيويورك أو باريس أو طوكيو لديها هوية ثقافية خاصة، وهذا يفيدها على الجانب الاقتصادي."

ولفت إيغنر إلى أن مدن الخليج مضطرة للسير في هذا الاتجاه بهدف تعزيز مكانتها، نظراً لوجود منافسة شديدة تفرضها عواصم ومدن أخرى مثل بيروت والقاهرة وأسطنبول، ولا يمكن أن يكون الفوز إلا من نصيب المدن التي تقدم مزيجاً حضارياً جيداً.

من جانبها تحاول أبوظبي رسم صورتها الخاصة من خلال المشاريع الثقافية، مثل فرع متحف اللوفر ومتحف غوغنهايم، والتي تحاول تصاميمها المزج بين القيم الغربية والتقاليد الثقافية العربية والإسلامية، أما قطر فقد أستت بدورها أسست متحف الفن الإسلامي في الدوحة، وتصممه ينسجم مع محيطه.

ويتهم البعض الدول الخليجية بمحاولة "استيراد الحضارة" من خلال استثمار ثروتها الضخمة في جذب مشاريع ثقافية. وفي هذا الإطار يقول جون نوفيل، المهندس المعماري المعروف، إن المشاريع في هذه المنطقة وفي مناطق أخرى من العالم أن يكون لها جذور محلية، لا أن تسقط من فوق بالمظلة.

الأبراج الشاهقة

كما أظهرت إحصاءات مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية، أن دبي تحتل المرتبة الأولى عالمياً بين المدن من حيث عدد الأبراج الشاهقة في العالم، التي يزيد ارتفاعها على 200 متر، والتي بلغت 11 برجاً في نهاية عام ،2010 بإجمالي أطوال تصل إلى 3454 متراً، تليها سنغافورة بستة أبراج، وإجمالي أطوال تصل إلى 1308 أمتار.

ولفت المجلس - مقره الولايات المتحدة الأميركية في دراسة حديثة صدرت أمس، وحصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، إلى أن الإمارات حلت في المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد الأبراج الشاهقة خلال العام الماضي، بنحو 14 برجاً شاهقاً، بإجمالي أطوال تصل إلى 4196 متراً، فيما تصدرت الصين قائمة الدول بـ21 برجاً، وبأطوال تصل إلى 5566 متراً، وكوريا الجنوبية بثمانية أبراج بطول 1775 متراً.

ووصفت الدراسة التي أجراها المجلس حول حركة تشييد الأبنية الشاهقة في عام ،2010 مع دراسة متعمقة لأطول 20 مبنى تم إكمالها، 2010 بالعام الأكثر نجاحاً في التاريخ على صعيد إكمال ناطحات السحاب، لا سيما ما أنجزته دبي خلال فترة الطفرة العقارية التي شهدتها المدينة.

وذكرت إحصاءات المجلس أن الإمارات هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك أبراجاً شاهقة مكتملة، لتستحوذ على نسبة 21٪ من إجمالي حجم الأبراج الشاهـقة في العالم، في حين مثلت قارة آسيا نحو 64٪، واستحوذت أميركا الشمـالية على 9٪، وأوروبا على 5٪، وأميركا اللاتينية على 1٪.

وأشارت الدراسة إلى أن أبراج دبي الشاهقة جاءت في المراكز الأولى في التصنيف العالمي للأبراج، إذ حل برج خليفة الذي طورته شركة إعمار العقارية، في المركز الأول وبلا منازع، في حين حل «برج المؤشر» الواقع في منطقة مركز دبي المالي العالمي في المرتبة الخامسة، بطول 326 متراً و80 طابقاً.

وحلّ برج «إتش.إتش.إتش.آر» السكني، في المرتبة السادسة عالمياً، بطول 318 متراً و72 طابقاً، تلاه «برج المحيط» الذي تطوره شركة داماك العقارية، في المرتبة السابعة، بطول 310 أمتار، و83 طابقاً، في حين حل برج «سكاي» في أبوظبي في المرتبة التاسعة عالمياً بطول 292 متراً، ويتكون من 74 طابقاً مقسمة بين سكني ومكتبي، وحل برج «سلافا» السكني الذي تطوره شركة «تاف» التركية في المرتبة الحادية عشرة بطول 285 متراً، ويتكون من 75 طابقاً، وجاء برج «فندق جال» في دبي في المرتبة الـ 13 بطول 269 متراً، ويتكون من 60 طابقاً، وتطوره شركة غسان أحمد الخالد العقارية.

وأظهرت الدراسة أن الأبراج التي بنيت بغرض السكن بلغت نسبتها 45٪ من إجمالي عدد الأبراج، فيما استحوذت أبراج المكاتب على 20٪، وبلغت نسبة الأبراج المبنية لقطاع الفنادق والضيافة نحو 9٪، في حين سجلت الأبراج المتعددة الأغراض، أو تجمع أكثر من غرض مثل برج خليفة الذي ضم الفئات الثلاث نسبة 26٪.

وأوضحت أن نحو 73٪ من الأبراج الشاهقة في العالم استخدمت الخرسانة في البناء، في حين استخدم نحو 21٪ المركبات، واستخدم 5٪ منها الحديد والفولاذ، في حين بلغت نسبة الأبراج التي استخدمت الخرسانة والحـديد نحو 1٪ فقط.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 24/آب/2011 - 23/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م