
شبكة النبأ: بعد اشهر طويلة من القتال
الشرس بمساندة دولية دخل الثوار الليبيين الى العاصمة مع انهيار بقايا
الكتائب العسكرية الموالية للطاغية، في نهاية تراجيدية باتت تفصل
الساعات الاخيرة عن مصير زعيم زعماء افريقيا وعميد القادة العرب.
وتشير الاحداث الاخيرة بحسب ما تنقله وسائل الاعلام الى تخلي الحلقة
القريبة من القذافي سيما من القادة والعسكريين مما تسبب بترك افواج
الحماية الخاصة لمراكزهم ممهدين للثوار محاصرة باب العزيزية آخر
المعاقل التي كان يتحصن بها القذافي، فيما تسربت انباء عن هروبه من
العاصمة.
فقد قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي في
حديث هاتفي لتلفزيون الجزيرة ان لديه أنباء تؤكد اعتقال سيف الاسلام
ابن الزعيم الليبي معمر القذافي. وأضاف عبد الجليل "ليست لدينا أنباء
مؤكدة سوى أن سيف الاسلام هو الذي تم القبض عليه وهو في مكان امن خوفا
عليه."
وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي ايضا ان
محمد النجل الاكبر للزعيم الليبي معمر القذافي استسلم لقوات المعارضة
الليبية .
ونقل تلفزيون سكاي نيوز البريطاني عن مراسله في طرابلس ان قوات
المعارضة الليبية دخلت طرابلس من الغرب وتقف على بعد ثمانية كيلومترات
من وسط المدينة. وقال المراسل هاتفيا ان حشودا من الليبيين انتشرت في
الشوارع لتحية قوات المعارضة المتقدمة واضاف انه لا توجد أي مؤشرات على
مقاومة من جانب قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.
فيما قال عبد السلام جلود الذراع الايمن السابق للزعيم الليبي معمر
القذافي والذي انضم لصفوف المعارضة الليبية في تصريحات له يوم الاحد ان
الاطاحة بالقذافي ستتم في غضون عشرة أيام.
وقال جلود لمحطة (راي نيوز) التلفزيونية الايطالية ان من "المؤكد"
ان حكم القذافي يوشك على الانتهاء وسينتهي "خلال اسبوع أو في الايام
العشرة القادمة وربما حتى أقل من ذلك."
وشق مقاتلو المعارضة الليبية طريقهم نحو العاصمة طرابلس يوم الاحد
لمساعدة المقاتلين داخل المدينة والذين ثاروا ضد حكم القذافي خلال
الليل. ويصف القذافي المعارضين بانهم "جرذان".
وقال جلود في المقابلة التلفزيونية التي اجريت معه انه لا يتوقع
هروب القذافي الى دولة اخرى لان كل الطرق المؤدية الى خارج طرابلس
مغلقة. واضاف انه يشك في ان يقدم القذافي على الاستسلام أو الانتحار
لكنه قال "الطريقة التي يتطور بها الوضع تشير الى انه لن يتمكن من
البقاء حيا."
وكان جلود عضوا في المجلس العسكري الذي قام بانقلاب عام 1969 الذي
جاء بالقذافي الى السلطة وكان يعتبر الرجل الثاني في القيادة قبل أن
يغضب عليه القذافي.
وخلال التسعينات تردد ان النظام الليبي سحب من جلود جواز سفره ووضعه
تحت المراقبة في اعقاب خلاف مع القذافي.
قال متحدث باسم المعارضين يوم الجمعة ان جلود انشق وانتقل الى منطقة
خاضعة لسيطرة المعارضين واكد وزير الدفاع الايطالي انياتسيو لا روسا
يوم الاحد انه في ايطاليا.
كما قال شاهد عيان يوم الاحد ان قافلة لقوات المعارضة الليبية دخلت
ضاحية بغرب طرابلس ولم تقابل فيما يبدو بمقاومة تذكر من قوات الزعيم
الليبي معمر القذافي.
وقال الشاهد هاتفيا ان المعارضين أطلقوا النار في الهواء احتفالا.
وشاهد صحفي من رويترز الافا من قوات المعارضة يتقدمون صوب طرابلس في
وقت سابق يوم الاحد على الطريق الساحلي قادمين من الغرب.
وقد أعلن الثوار الليبيون أنهم سيطروا بالكامل على مدينة البريقة
النفطية بعدما كانوا سيطروا قبل ذلك على زليتن والزاوية ومدن ساحلية
أخرى بالإضافة إلى غريان، ليشددوا الطوق حول طرابلس التي تتواتر أنباء
عن اندلاع اشتباكات فيها وسط غارات أطلسية كثيفة.
وبعد أسابيع من قتال مرير تكبدوا خلاله خسائر كبيرة في الأرواح بسبب
الألغام والصواريخ الحرارية التي كانت تطلقها قوات العقيد معمر القذافي,
قال الثوار إنهم تمكنوا فجر اليوم من بسط سيطرتهم على المرفأ والمنشآت
النفطية في البريقة (200 كيلومتر جنوب غرب بنغازي).
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن العقيد أحمد باني المتحدث باسم المجلس
العسكري التابع للمجلس الوطني الانتقالي الليبي أن الثوار سيطروا على
كل المرفأ النفطي والمصافي. وكان الثوار قد سيطروا في الأيام الماضية
على المناطق السكنية التي تفصلها بضعة كيلومترات عن المرفأ النفطي الذي
يضم مصفاة ومصانع تنتج مشتقات نفطية مختلفة.
وباستعادتهم البريقة، يكون الثوار قد قطعوا كل إمدادات الوقود عن
القوات التي لا تزال تقاتل مع القذافي.
وعلى الجبهة الشرقية خاضت المعارضة معارك شوارع دامية في بلدة زليتن
لكن مراسلا لـ (رويترز) هناك قال انها منيت بخسائر فادحة. وقال ناطق
باسم المعارضة ان 32 من مقاتلي المعارضة قتلوا في الاشتباكات وان 150
مقاتلا اصيبوا.
لكن الناطق باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم قال في وقت متقدم أمس
الجمعة ان قوات القذافي لها اليد العليا في كل من الزاوية وزليتن كما
سخر ممن وصفهم بعصابات "المتمردين".
وفي ضربة نفسية محتملة لحكومة القذافي قالت المعارضة ان الرجل
الثاني في ليبيا سابقا عبدالسلام جلود انشق ولجأ للمنطقة التي يسيطر
عليها المعارضون في الجبل الغربي.
وكان جلود عضوا في المجلس العسكري الذي قام بانقلاب عام 1969 الذي
ادى الى وصول معمر القذافي الى السلطة وكان يعتبر الرجل الثاني في
القيادة الليبية قبل ان يغضب منه القذافي في التسعينات.
وقال مسعود علي وهو ناطق محلي باسم الثوار لـ (رويترز) ان جلود
موجود بالتأكيد في الزنتان. واضاف انه تحت سيطرة المجلس العسكري هناك.
وفي ظل التقدم السريع للثوار من الغرب والجنوب، وبدرجة أقل من الشرق،
بدعم من حلف شمال الأطلسي، تواترت الليلة الماضية أنباء عن اشتباكات
بين ثوار وكتائب القذافي في عدد من أنحاء العاصمة الليبية.
وتحدثت مواقع ليبية معارضة عن بدء الثوار عملية لتحرير طرابلس
أطلقوا عليها "عروس البحر"، وشملت نقل أسلحة بحرا لثوار داخل المدينة.
وذكرت أنباء أن الثوار تمكنوا من تحرير أسرى معتقلين في سجن "أبو
سليم" بعد قصف أطلسي استهدف بوابات أمنية في محيط السجن، وأن اشتباكات
مسلحة ومظاهرات سجلت في بعض الأحياء.
ووفقا لمواقع معارضة أيضا، فإن تعزيزات كبيرة من الثوار تتجه إلى
طرابلس من الجبل الغربي، وأيضا من المدن المحررة حديثا كالزاوية وصرمان
وصبراطة.
وحسب المصادر نفسها، فإن مجموعات من الثوار بلغوا منطقة العزيزية
(30 كيلومترا جنوب طرابلس). وكانت طائرات أطلسية قصفت أمس أهدافا في
طرابلس بينها منزل لرئيس المخابرات عبد الله السنوسي، وهو صهر للقذافي.
وتحدث مصدر أطلسي الليلة الماضية عن مقتل السنوسي، لكن الحلف تراجع
لاحقا عن هذا الإعلان. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد
الجليل تحدث قبل أيام عن ثوار يتواجدون داخل العاصمة، ويتخذون
الإجراءات لتأمين المباني الإستراتيجية ساعة الحسم. لكن عبد الجليل حذر
أيضا من احتمال حدوث معارك دامية على أبواب طرابلس وداخلها.
مواجهات عنيفة في احياء عدة في طرابلس
الى ذلك سمع دوي انفجارات عدة واطلاق نار كثيف في طرابلس ليل السبت
الاحد، فيما تحدث شهود عيان عن "مواجهات" في بعض احياء العاصمة الليبية.
وسمع تبادل لاطلاق النار بالاسلحة الخفيفة والثقيلة من وسط طرابلس بعد
الافطار.
وقال سكان في العاصمة لوكالة فرانس برس ان "مواجهات" تدور خصوصا في
احياء سوق الجمعة والعراضة وتاجوراء شرق العاصمة، حيث تم اطلاق هتافات
التكبير عبر مكبرات الصوت من المساجد.
واكد المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم حصول "مواجهات
صغيرة" مع "بعض المسلحين الذين دخلوا من هنا وهناك" في احياء مثل
تاجوراء وسوق الجمعة وبن عاشور قرب وسط العاصمة.
واكد ابراهيم ان المتطوعين والقوات الليبية صدوا المتمردين الذين "تسللوا"
الى العاصمة وان المواجهات استمرت نصف ساعة فقط.
وقال في تصريحات بثتها قنوات التلفزيون الليبية ان "طرابلس امنة
والسيطرة كاملة لقوات الشعب المسلح والمتطوعين واهالي طرابلس الشرفاء".
وبعيد ذلك، دعا الزعيم الليبي معمر القذافي انصاره الى "الزحف
بالملايين" لانهاء "مهزلة" النزاع الذي يدمر ليبيا منذ شباط/فبراير.
وقال القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي "يجب انهاء هذه
المهزلة. عليكم ان تزحفوا بالملايين لتحرير المدن المدمرة" التي يسيطر
عليها المتمردون.
كما اكد سيف الاسلام القذافي احد ابناء الزعيم الليبي معمر القدافي
ان نظام طرابلس "لن يسلم ولن يرفع الراية البيضاء"، داعيا في الوقت
نفسه المتمردين الى الحوار.
وفي خطاب بثه التلفزيون الليبي الرسمي صباح اليوم الاحد، قال سيف
الاسلام القذافي امام عشرات الشباب امس "نفسنا طويل. نحن على ارضنا
وبلدنا. سنقاوم ستة اشهر، سنة، سنتان وسننتصر".
ومع ذلك، سمع اطلاق نار كثيف ودوي انفجارات في العاصمة حوالى الساعة
3,30 (1,30 تغ) بينما قال احد سكان جنزور لفرانس برس ان معارط تدور في
هذه الضاحية الغربية للعاصمة الواقعة في منتصف الطريق بين الزاوية
وطرابلس.
واكدت وسائل اعلام للمتمردين ان تاجوراء "تحررت بالكامل" لكن تعذر
التأكد من هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وطوال الليل، عرض التلفزيون الليبي مشاهد من الساحة الخضراء في
طرابلس حيث تجمع عشرات الاشخاص رافعين الاعلام الليبية الخضراء وصورا
للعقيد القذافي.
وندد ابراهيم مجددا بما قال انه هجوم اعلامي على نظام العقيد معمر
القذافي، مؤكدا ان نصر معسكره "قريب".
من جهته، حذر التلفزيون الرسمي من "الحملة الاعلامية المعادية"،
مؤكدا ان العاصمة تحت السيطرة.
تونس تعترف بالمجلس الوطني
ذكرت وكالة الأنباء التونسية الأحد أن تونس قررت الإعتراف بالمجلس
الوطني الإنتقالي الليبي كممثل شرعي للشعب الليبي. وتستقبل تونس
المجاورة لليبيا على أراضيها مئات آلاف اللاجئين الهاربين من الحرب.
واكد مصدر حكومي لوكالة فرانس برس ان "القرار السياسي اتخذ" فيما
تتسارع تطورات الوضع في ليبيا وبات المتمردون اليوم الاحد على بعد نحو
عشرين كيلومترا من العاصمة طرابلس. ولزمت تونس منذ بدء النزاع في ليبيا
حيادا حذرا تجاه طرفي النزاع. وتستقبل تونس المجاورة لليبيا على
اراضيها مئات الاف اللاجئين الهاربين من الحرب.
ويمر العديد من المسؤولين الليبيين في نظام القذافي او حركة الثوار
في تونس حيث تجري اتصالات ومحادثات غير رسمية خصوصا في جزيرة جربة.
16 دولة اعترفت حتى الآن بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كممثل
شرعي وحيد للشعب الليبي.
فرنسا في 10 مارس/آذار
قطر في 28 مارس/آذار
المالديف في 3 أبريل/نيسان
ايطاليا في 4 أبريل/نيسان
الكويت في 4 أبريل/نيسان
غامبيا في 22 أبريل/نيسان
بريطانيا في 12 مايو/أيار
الأردن في 24 مايو/أيار
السنغال في 28 مايو/أيار
مالطا في 1 يونيو/حزيران
اسبانيا في8 يونيو/حزيران
استراليا في 9 يونيو/حزيران
الولايات المتحدة في 9 يونيو/حزيران
الإمارات العربية المتحدة في12يونيو/حزيران
ألمانيا في 13 يونيو/حزيران
كندا في 14 يونيو/حزيران |