
شبكة النبأ: ربما وصلت الأزمة اليمنية
إلى مرحلة يستحيل معها الرجوع إلى نقطة البداية، خصوصاً بعد أن فشلت
جميع المبادرات المحلية والخليجية والتحذيرات الدولية في حلها بالطرق
الدبلوماسية، وبعد أن ماطل صالح كثيراً في تسليم السلطة إلى المعارضة
اليمنية التي قامت مؤخراً بتشكيل مجلس وطني من المفترض أن يضم بين
جناحيه كافة قوى المعارضة والطامحين إلى تغير الحكم في اليمن، ومع عودة
صالح إلى الساحة السياسية "بوجهه الجديد" وتوعده للمعارضة بالرجوع إلى
ممارسة مهام عمله وعدم اعترافه الكامل بهذا المجلس واصفاً إياه بالفتنة
والانقلاب على الشرعية والانتهازية، تضاف نكهة جديدة إلى الخلطة
اليمنية المعقدة والمقسمة بين المعارضة والقبلية والمتمسكون بالسلطة.
وفي حين إن العالم يشعر بالقلق البالغ ويراقب بحذر مجريات الأحداث
السياسية والأمنية في اليمن نتيجة مخاوف حقيقية بعودة تنظيم القاعدة
والمتشددون إلى الواجهة بعد جهود استمرت لسنين طويلة أثمرت عن تحجيم
دورها البارز في اليمن، يتحول الصراع إلى منعطف أخر غير الذي رسمه
الثوار اليمن وهم يشاركون إخوانهم العرب في ربيعهم السياسي في تونس
ومصر لينظموا إلى قافلة التغيير القاسي في ليبيا وسوريا والبحرين.
المجلس الوطني
حيث أعلنت قوى المعارضة اليمنية عن تشكيل "المجلس الوطني لقوى
الثورة"، ليصبح أول تحرك مهم نحو تشكيل حكومة مستقلة في اليمن، وذلك في
أعقاب اجتماع عقد في جامعة صنعاء، وتأتي الخطوة وسط جهود لتعيين رئيس
جديد وحكومة جديدة في اليمن، التي تشهد اضطرابات سياسية ومظاهرات
مناوئة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وحكومته، منذ قرابة ستة شهور،
ويتألف المجلس الثوري من 143 عضواً من مختلف الفصائل والأحزاب اليمنية
المعارضة، وسوف يسعى للحصول على اعتراف عالمي وإقليمي بوصفه الممثل
الشرعي والوحيد لليمن، ونقل موقع "المصدر أون لاين" أنه "من المقرر أن
يعقد أعضاء المجلس الوطني في وقت لاحق اجتماعاً لاختيار رئيساً للمجلس
من بينهم وهيئة تنفيذية مكونة من 20 عضواً تتولى القيادة المباشرة
للثورة"، وبحسب "المصدر أون لآين"، فقد حضر الاجتماع نحو 1000 عضو
يمثلون كافة الأحزاب وتكتلات ومنظمات المجتمع المدني والأطراف السياسية
الأخرى، ويأتي هذا التطور بعد ساعات من إعلان الرئيس اليمني علي عبد
الله صالح من أنه سيعود قريباً إلى صنعاء. بحسب السي ان ان.
وأكد صالح بأنه لن يتنازل عن السلطة إلا بانتخابات رئاسية، وكانت
قوى معارضة يمنية قد أعلنت في منتصف يوليو/تموز الماضي عن تشكيل ما وصف
بـ"مجلس رئاسي انتقالي" لقيادة البلاد، نازعين الشرعية عن نظام الرئيس
علي عبد الله صالح، فردت الحكومة اليمنية باعتبار تلك الخطوة "تصعيدا
للفتنة واستمرارا الأزمة وانقلابا على الشرعية،" ودعت المعارضين إلى
تشكيل المجلس "في السماء"، وأعلن عن تشكيل "مجلس شباب الثورة اليمنية"
الناشطة المعارضة توكل كرمان، باعتباره يأتي في إطار "الاستجابة لمطالب
المحتجين"، وتشكل المجلس من شخصيات مثل آخر رئيس وزراء لليمن الجنوبي،
حيدر العطاس، والمعارض المعروف محمد باسندوة، مع الإشارة إلى اختيار
اللواء عبدا لله علي عليوة، وزير الدفاع السابق، لقيادة القوات المسلحة،
والقاضي فهيم عبد الله محسن رئيسا لمجلس القضاء الأعلى، وفي ذلك الوقت
وصف نائب وزير الإعلام، عبده محمد الجندي، المجلس الانتقالي المعلن
بأنه "مجلس تصعيد الفتنة واستمرار الأزمة وانقلاب على الشرعية
الدستورية" معتبرا من يدعون لمثل هذا المجلس هم "من المصابين بوهم
العظمة.
انسحابات سريعة
فيما اعلن 23 قياديا معارضا من جنوب اليمن في بيان رفضهم المشاركة
في المجلس الوطني وقال موقعو البيان وفي مقدمهم الرئيس الجنوبي الأسبق
علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس انهم يرفضون المشاركة
في المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية، مؤكدين "اننا فوجئنا بإعلان
أسمائنا في قوام المجلس دون علمنا والاتفاق المسبق معنا لمعرفة رأينا
وموقفنا قبل إعلان الأسماء".
وأضاف البيان "لقد جرى تهميش وعدم الأخذ بعين الاعتبار موقف ووجهة
نظر عدد من أقطاب العملية السياسية وأبرزهم الحراك الجنوبي السلمي
والثورة الشعبية السلمية والحوثيين وغيرهم من القوى السياسية
والاجتماعية التي كانت سباقة في عملية التغيير".
وطالب المعارضون الجنوبيون بان "تكون تشكيلة المجلس بالمناصفة بين
شمال اليمن وجنوبه في المرحلة الراهنة لما للقضية الجنوبية من أهمية في
حل مشكلات اليمن الراهنة". واعتبروا ان من شأن هذا الامر "تعزيز عوامل
الثقة المتبادلة وحشد كل الطاقات والإمكانات للتسريع في انتصار الثورة
وتحقيق كامل أهدافها والتأسيس لمرحلة جديدة".
واكدوا ان "عملية تشكيل المجلس الوطني من قبل تكتل أحزاب اللقاء
المشترك قد جرى سلقها بعجالة ودون سابق إعداد وتحضير جيد، وقد طغى
عليها الجانب العشوائي والانتقائي".
ويظهر هذا الموقف هشاشة المجلس الوطني الذي يفترض ان يمثل جميع
القوى التي تطالب بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح تمهيدا لبلورة برنامج
يكفل تحقيق هذه الغاية.
صنعاء توجه الاتهامات
من جانبها وجهت مواقع حكومية يمنية إلى رجل الدين الواسع النفوذ،
عبد المجيد الزنداني، تهمة تجنيد مجموعات من "الأفغان العرب" ينتمون
لتنظيم القاعدة، وقالت إنه دفعهم إلى المشاركة في القتال ضد الجيش
بمنطقتي أرحب ونهم، كما اتهمت عائلة الأحمر بجمع تبرعات من تجار لدعم
ما وصفته بـ"الإرهاب" في مدينة تعز، ونقلت صحيفة "26 سبتمبر" المقربة
من وزارة الدفاع عن "مصادر قبلية في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء" أن
الزنداني "قام خلال الأيام الماضية باستدعاء أكثر من 300 إرهابي من
مختلف المحافظات اليمنية والذين يعرفون بالمجاهدين الأفغان وأغلبهم
ينتمون إلى تنظيم القاعدة وذلك للمشاركة في القتال"، وأضافت الصحيفة أن
المصادر أوضحت بأن معظم أولئك العناصر "تتلمذوا على يد الزنداني وكانوا
قد شاركوا في القتال في أفغانستان وبينهم ضالعون في عمليات إرهابية
استهدفت مصالح محلية وأجنبية في اليمن خلال الفترة الماضية"، ويعتبر
الشيخ الزنداني أحد أبرز رجال الدين في اليمن، وهو قيادي تاريخي لجماعة
"الإخوان المسلمين" في ذلك البلد، وكان لسنوات على علاقة وطيدة بالرئيس
علي عبد الله صالح الذي دافع عنه رغم اتهامات غربية له بالتورط في
قضايا على صلة بما يوصف بـ"الإرهاب"، وقد توترت العلاقات بين صالح
والزنداني قبل فترة، وفي أعقاب تطور الانتفاضة الشعبية اليمنية الراهنة
طالب الزنداني الرئيس اليمني بالاستقالة.
كما نقلت "26 سبتمبر" أن عائلة الأحمر المؤثرة في صفوف القبائل،
تقوم بما وصفته بـ"إنفاق الأموال وبشكل لافت لشراء الذمم والولاءات
واستقطاب بعض الشخصيات السياسية والقبلية إلى جانبهم من عدة محافظات"،
وبحسب الصحيفة، فإن الأموال تجمع لصالح عائلة الأحمر من أوساط التجار
اليمنيين الموجودين في السعودية "لدعم أنشطة العصابات الإرهابية
والتخريبية" في مدينة تعز، وفي إطار الاتهامات بتجنيد المقاتلين أيضاً،
حذر مصدر عسكري بوزارة الدفاع من مغبة ما قال إنه "الانجرار وراء ما
يجري من عملية تجنيد باسم الفرقة الأولى مدرع التي تتم بطريقة غير
قانونية،" في إشارة إلى الفرقة الأساسية المناهضة للرئيس علي عبد الله
صالح من بين فرق الجيش، وقال المصدر إن الفرقة التي يقودها اللواء علي
محسن الأحمر "تستغل حاجة بعض المواطنين للحصول على درجة وظيفية للتغرير
بهم في عملية تجنيد غير قانونية،" مضيفاً أنه "لا توجد لهذا التجنيد أي
اعتمادات مالية وأن الأشخاص الذين يتم استقطابهم لهذا التجنيد لن يتم
تسجيلهم أو ترقيمهم رسمياً من قبل الدائرة المختصة، ويشار إلى أن منطقة
أرحب تشهد منذ أسابيع مواجهات تحمل طابعاً سياسياً وقبلياً بين مسلحين
وقوات الجيش التابع للرئيس علي عبد الله صالح، وخاصة ألوية الحرس
الجمهوري، ويقول قادة قبيلة أرحب إن الاشتباكات هي جزء من عقوبات
يتعرضون لها بسبب مواقف القبيلة المعارضة لحكم صالح.
اغتيال صالح
من جانب اخر قال عضو في الحزب الحاكم في اليمن في تصريحات نشرت
مؤخراً إن عضوا بارزا في المعارضة هو المشتبه به الرئيسي في محاولة
اغتيال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ويتشبث صالح بالسلطة بعد أشهر
من الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ 33 عاما والتي تطورت في بعض المناطق
الى نزاع مسلح خطير مما يزيد المخاوف من انتشار فوضى يمكن ان يستغلها
مسلحو تنظيم القاعدة المتمركزين في اليمن، واضطر صالح للسفر للعلاج في
السعودية المجاورة بعد اصابته في انفجار قنبلة في المسجد الملحق بقصر
الرئاسة ولا يزال يتعافى من حروق بالغة اصيب بها بينما يعاني اليمن
ازمة سياسية، وصرح سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر
الشعبي الحاكم في اليمن "لم يعد هناك مجال للشك بأن حميد الاحمر هو رأس
الحربة في محاولة الاغتيال الاثمة التي تعرض لها فخامة الاخ رئيس
الجمهورية وعدد من المسؤولين في الدولة"، وأضاف قائلا "نتائج التحقيق،
تشير الى ان شرائح التليفون المستعملة في محاولة الاغتيال هي من فئة
الارقام التي تملكها شركة سبأ فون المملوكة للشيخ حميد الاحمر"، وسبأ
فون هي أكبر شركة للهاتف المحمول في اليمن، وحميد الاحمر شخصية قيادية
في قبيلة الاحمر القوية ورجل اعمال ثري يحتل منصبا بارزا في حزب
الاصلاح الاسلامي، وهو شقيق صادق الاحمر الذي خاضت قواته معارك عنيفة
ضد الموالين لصالح في الاسابيع السابقة على اصابته في الثالث من يونيو
حزيران. بحسب رويترز.
ونفي الاحمر مسؤوليته عن الهجوم الذي اسفر ايضا عن اصابة رئيس
الوزراء واثنين من نوابه ورئيسي مجلسي البرلمان، وكشفت برقيات
دبلوماسية امريكية نشرها موقع ويكيليكس أن الاحمر أبلغ السفير الامريكي
في عام 2009 انه يريد وضع خطة لارغام صالح على التخلي عن السلطة من
خلال احتجاجات حاشدة في انحاء اليمن، وتبرز البرقية تشكك السعودية
والولايات المتحدة في امكانية حدوث ذلك، وابلغ الاحمر السفير انه ينبغي
ان يضمن صالح نزاهة الانتخابات البرلمانية التي من المقرر ان تجري هذا
العام وان يبعد ابناءه الذين وصفهم "بالمهرجين" عن مواقع السلطة، ويرأس
احمد ابن صالح الحرس الرئاسي، وفي محافظة أبين بجنوب اليمن حيث يسيطر
متشددون اسلاميون مرتبطون بالقاعدة على بضع مناطق بما في ذلك عاصمة
المحافظة قال مسؤول محلي ان اشتباكا بالاسلحة النارية وقع بين متشددين
وأسفر عن مقتل خمسة اشخاص، واضاف ان من المعتقد ان ثلاثة منهم هم
متشددون كانوا قرروا الانشقاق على الجماعة الرئيسية التي تقاتل قوات
الجيش ومقاتلين قبليين متحالفين مع الحكومة منذ مايو ايار.
فصل سياسي جديد
الى ذلك فان تشكيل المعارضة للمجلس الوطني قد يدخل اليمن فصل جديدا
من فصول الأزمة السياسية والاحتجاجات الشعبية ضد النظام على ضوء تلويح
بعض القيادات السياسية الموالية للحكومة باندلاع حرب أهلية في حال
الإعلان عن تشكيله، وقال سلطان العتواني عضو اللقاء المشترك وزعيم
الحزب الوحدوي الناصري ان "المجلس الوطني سيقود قوى الثورة المصممة على
المقاومة حتى رحيل علي عبد الله صالح"، وكانت السلطة وقيادات في الحزب
الحاكم لوحت قبل أيام باندلاع حرب أهلية في حال أعلن معارضو النظام عن
المجلس الوطني لكن المعارضة قالت إن "المجلس لا يهدف لحكم البلاد بل
إلى توحيد معارضي النظام في كيان واحد لتفعيل العمل الثوري وإدارة
الثورة الشعبية ضد النظام الحاكم حتى تحقق أهدافها"، ويفترض ان يضم هذا
المجلس المدعو الى تنسيق الاحتجاج واعداد برنامج للتوصل الى اسقاط
النظام احزاب اللقاء المشترك ومن بينها حزب الاصلاح الاسلامي والشبان
المتظاهرين في شوارع اليمن وممثلي المجتمع المدني واعضاء الحراك
الجنوبي والمتمردين الشيعة في الشمال وشخصيات مستقلة، وحذر الناطق باسم
حزب المؤتمر الشعبي الحاكم طارق الشامي من انه "بانشاء هذا المجلس توقع
المعارضة شهادة وفاة المبادرة الخليجية" في اشارة الى خطة للخروج من
الازمة وضعتها الدول الخليجية بالتشاور مع الاتحاد الاوروبي والولايات
المتحدة، واضاف الشامي ردا على سؤال عن خطر اندلاع حرب اهلية ان معدي
المشروع "يبرهنون على انهم لا يؤيدون حلا سلميا ويدعون الى مؤامرة ضد
النظام الشرعي، لن نسمح بجرنا الى العنف"، وتقضي المبادرة الخليجية بان
تشكل المعارضة حكومة مصالحة، وان يستقيل صالح بعد شهر من ذلك ثم تنظيم
انتخابات رئاسية خلال ستين يوم، ورفض الرئيس اليمني الذي يواجه حركة
احتجاج في الشارع تطالب منذ يناير/ كانون الثاني/يناير برحيله، توقيع
هذه الخطة على الرغم من ضغوط اقليمية ودولية كبيرة. بحسب البي بي سي.
وكان نائب وزير الاعلام عبده الجندي رأى بعد الاعلان عن عزم
المعارضة تشكيل مجلس انتقالي ان هذه الخطوة "انقلاب على الشرعية
الدستورية وتغليب لارادة هذه الاحزاب على ارادة الشعب التي عبر عنها في
صناديق الاقتراع"، وقال ان "هذا المجلس اما انه سيولد ميتا كسابقاته او
انه سيكون دعوة لحرب، وهذه الخطوة من قبل المشترك تعني الغاء لثورتي
سبتمبر واكتوبر وما تحقق في 22 مايو وتمردا على كل المؤسسات الدستورية
وتطاولا على القوات المسلحة والشعب"، وكان الرئيس اليمني علي عبد الله
صالح هاجم خصومه واعلن عودته قريبا الى صنعاء، وتوجه صالح الى انصاره
في خطاب نقله التلفزيون العام من الرياض حيث يمضي فترة نقاهة بعد
العلاج الذي خضع له اثر اصابته في هجوم على القصر الرئاسي في الثالث من
يونيو/ حزيران الماضي، وظهر الرئيس اليمني بصحة جيدة متحدثا بنبرة تحد
وحزم، واتهم المعارضة بانها "سرقت" شعارات الشباب المتظاهرين الذين
يشاركون في الاحتجاجات ضد نظامه قائلا انهم مجموعة من "السلفيين
والقاعدة وطالبان"، ووصف المعارضة التي تجتمع في صنعاء بانها "قلة
قليلة طرحت شعارات ثورة الشباب، من اصحاب المصالح الضيقة وعديمي
التفكير"، واضاف انه لن يسلم السلطة "للانتهازيين، وتجار الحروب،
والمتاجرين بالأرض، واصحاب الأمراض المزمنة" الذين قال انهم "سرقوا
ثورة الشباب" والثورة عندهم هي "منع البترول والكهرباء عن المواطنين"،
واغتنم الرئيس اليمني فرصة خطابه ليعلن عودته قريبا الى البلاد قائلا "الى
اللقاء في صنعاء قريبا".
تطورات ميدانية
في سياق متصل قال صالح إنه سيعود إلى اليمن قريب، وعلى صعيد
التطورات الميدانية، وقالت مصادر طبية إن معتصما في ساحة الحرية
بالحديدة غربي اليمن قتل وجرح 11 آخرون في هجوم شنه مسلحون من أنصار
الحزب الحاكم على ساحة الاعتصام، وفي مدينة أرحب يسود توتر شديد
بالمنطقة بعد وصول تعزيزات عسكرية لقوات الحرس الجمهوري مكونة من عشرات
المدرعات والدبابات التي شاهدها السكان وهي تتجه إلى المنطقة لصد هجمات
محتملة للمسلحين القبليبين المعارضين للنظام الذين تعهدوا بالدفاع عن
أنفسهم من الهجمات المتكررة لقوات الحرس الجمهوري على مناطقهم حسب
وصفهم واستمرار القصف الجوي والصاروخي على المناطق الآهلة بالسكان، كما
هاجم سكان من أنصار الحزب الحاكم بقذيفة آر بي جي مقر شركة الهاتف
المحمول سبأ فون التي يملكها الشيخ المعارض للنظام حميد الأحمر، وفي
أبين جنوبي البلاد، قالت مصادر قبلية إن القبائل المسلحة الموالية
للمعارضة تمكنت خلال اليومين الماضيين من إيصال المواد الغذائية
والمياه إلى عدد من كبير من جنود اللواء 25 ميكا المحاصر منذ أسابيع من
قبل مسلحين متشددين دينيا. بحسب البي بي سي.
صالح يتوعد
على صعيد اخر توعد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالعودة الى
البلاد من المملكة العربية السعودية التي كان قد نقل اليها لتلقي
العلاج من جروح اصيب بها في محاولة اغتيال تعرض لها في القصر الجمهوري
بصنعاء، ودعا الرئيس صالح في كلمة مسجلة عرضها التلفزيون اليمني
المعارضة الى التوجه الى صناديق الاقتراع لوضع حد للأزمة السياسية التي
يعاني منها اليمن منذ سبعة شهور، وقال صالح إنه سيعود "قريبا" الى
اليمن، مضيفا "سأراكم قريبا في صنعاء"، ووصف الرئيس اليمني السياسيين
المعارضين بأنهم ذوي "تفكير ضيق" متهما اياهم بسرقة شعارات المحتجين
الشباب الذين ما لبثوا يطالبونه بالرحيل منذ شهر يناير / كانون الثاني
الماضي، وفي وقت سابق، قالت مصادر قبلية في اليمن إن ما لا يقل عن 19
شخصا من المسلحين القبليين المعارضين لنظام الرئيس علي عبد الله صالح
قتلوا في قصف مدفعي وصاروخي هو الأعنف ضد المناطق الآهلة بالسكان منذ
بدء المواجهات بين المسلحين القبليين وقوات الحرس الجمهوري في أرحب
شمال صنعاء، واضافت المصادر أن رجال القبائل لم يتمكنوا من انتشال بقية
جثث القتلى في الجبال بسبب استمرار القصف الحكومي، وكانت تعزيزات كبيرة
من قوات الحرس الجمهوري وصلت أرحب خلال الايام القليلة الماضية تحسبا
لهجوم مكثف تشنه القبائل المعارضة للنظام، وتوغلت القوات الحكومية
المعززة بالدبابات والعربات المصفحة الى مناطق القبائل وتمكنت من قتل
العديد من رجالها في مواجهات عنيفة، فيما أعطب المسلحون القبليون
دبابتين وناقلتي جند وعربة مصفحة بحسب المصادر، ويتهم السكان المحليون
الطيران الحربي اليمني باستهداف المنازل والمساجد في غارة جوية، لكن
مسؤولين حكوميين اتهموا المسلحين القبليين بقصف المساجد، وكان عشرات
المسلحين المعارضين للنظام تمكنوا من التسلل الى قاعدة الصمع العسكرية
إحدى أهم وأكبر القواعد التابعة لقوات الحرس الجمهوري في أرحب التي
تبعد 35 كيلومترا من العاصمة صنعاء وقتل في العملية العشرات من
الجانبين. بحسب البي بي سي.
حل الخلاف
بدوره التقى علي عبد الله صالح مساء بعدد من المسؤولين والقيادات في
حزب المؤتمر الشعبي العام بمقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، وتم
خلال اللقاء استعراض الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد،
والتطورات الأخيرة على المستويات العربية والدولية إزاء الأزمة الحالية
في اليمن، كما تم استعراض بيان مجلس الأمن الدولي الذي صدر مؤخراً،
والذي "دعا كافة الأطراف السياسية اليمنية للجلوس على طاولة الحوار
ونبذ العنف، والذي أكد صالح أن الحل الأمثل للأزمة اليمنية إنما يأتي
من داخل اليمن وبقرار اليمنيين أنفسهم"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء
اليمنية "سبأ"، وخلال اللقاء، أكد "التزام المؤتمر الشعبي العام بالبحث
عن حلول للقضايا وحل الخلاف مع المعارضة، وعلى أهمية الاستمرار في
التعامل الإيجابي مع المبادرة الخليجية، والبحث عن آلية مناسبة
لتنفيذها تكفل انتقالاً سلمياً وسلساً للسلطة وفقاً للدستور"، وكانت "سبأ"
قد نقلت عن مصدر برئاسة الجمهورية اليمنية قوله إن الرئيس صالح سيعود
إلى البلاد بعد فترة نقاهته المحددة من الأطباء، وأضاف المصدر أنه لا
صحة لما نقلته صحيفة الشرق الأوسط الصادرة من لندن"، والتي أفادت بأن "مسؤولين
أمريكيين أقنعوا صالح بعدم العودة إلى اليمن"، يذكر أن صالح كان قد
غادر المستشفى العسكري في الرياض، الذي كان قد قصده للعلاج في يونيو/حزيران
الماضي، بعد الانفجار الذي استهدفه بمسجد دار الرئاسة، وقال الناطق
باسم الخارجية السعودية، إن موعد عودة صالح "غير واضحة،" مشيرا إلى أنه
سيبقى في الرياض بضيافة الحكومة السعودية بعد أن غادر المستشفى. بحسب
السي ان ان.
احتجاز متشددين
من جانبهم احتجز رجال قبائل يعملون مع القوات الموالية للرئيس
اليمني علي عبد الله صالح عشرة يشتبه بأنهم من الاسلاميين المتشددين
بجنوب اليمن حيث فقدت الحكومة سيطرتها على بعض المناطق، وتم ايقاف
الرجال في ساعة متأخرة يوم الثلاثاء عند نقطة تفتيش قرب بلدة شقرة
وبحيازتهم بنادق الية وقنابل بينما كانوا متجهين صوب مدينة عدن
الجنوبية الساحلية على الطريق الساحلي الرئيسي، وذكرت مصادر محلية
وقبلية أنه تم تسليم الرجال للجيش الذي نقلهم الى عدن بالطريق البحري
الاكثر أمن، وبسط الاسلاميون سيطرتهم على مناطق وبلدات ساحلية مثل جعار
وزنجبار في الاشهر الاخيرة مستغلين فيما يبدو فراغا أمنيا في وقت يقاتل
فيه صالح وحلفاؤه للبقاء في السلطة في وجه احتجاجات مطالبة
بالديمقراطية بدأت في يناير كانون الثاني، وقال صالح انه سيعود قريبا
لبلده قادما من السعودية حيث يخضع للعلاج بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في
يونيو حزيران ألحقت به حروقا خطيرة وأثارت تساؤلات عما اذا كان
باستطاعته العودة للحكم، وفي ثاني ظهور تلفزيوني له من الرياض بدا صالح
في صحة أفضل بكثير مما كان عليه في ظهوره الأول وهاجم أحزاب المعارضة
ووصفها بأنها مجموعات انتهازية سرقت احتجاجات الشبان وحرضت على العنف،
وأنهى كلمته التي نقلتها شاشات التلفزيون على الهواء مباشرة والتي
وجهها للالاف من مؤيديه في صنعاء بتعهد بعودته قريب، ومن شأن عودته أن
تثير غضب المتظاهرين الذين كانوا يأملون ان يبقى في الرياض بصورة دائمة
وأن تثير ضيق الولايات المتحدة التي حثت حليفها السابق على البقاء
بعيد، وتضخمت الاحتجاجات الشعبية ضد صالح بعد انتفاضتي تونس ومصر
اللتين أطاحتا برئيسي البلدين هذا العام لكن الزعيم اليمني مازال يتشبث
بالسلطة متحديا الضغوط الدولية وتراجع ثلاث مرات عن توقيع اتفاق لنقل
السلطة توسطت فيه دول عربية خليجية، ويشتبه المحتجون والمعارضون في أن
صالح تسبب عن عمد في تراخي الوضع الأمني لاتاحة المجال أمام المتشددين
للعمل في محاولة لابراز المخاطر المحيطة باليمن في حالة غيابه، ويخشى
حلفاء صالح الرئيسيون في الرياض وواشنطن أن يرسخ تنظيم القاعدة في
جزيرة العرب أقدامه باليمن اذا اضطر صالح لترك السلطة مما يتيح للتنظيم
شن مزيد من العمليات في الخارج، وقدم هؤلاء الحلفاء دعما لصالح على مدى
سنوات باعتباره الرجل الذي يمكنه كبح جماح أنشطة القاعدة باليمن. بحسب
رويترز.
قتال في تعز
الى ذلك قالت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان مسلحين هاجموا دورية
للجيش في مدينة تعز الجنوبية وقتلوا جنديا في استئناف للاشتباكات بين
مؤيدي ومعارضي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وفي حادث منفصل في
محافظة أبين الجنوبية حيث يشن رجال قبائل والجيش حملة ضد اسلاميين
سيطروا على مناطق في المحافظة قال مسؤولون ان هجوما جويا أسفر عن مقتل
عشرة اسلاميين، ووصفت الوكالة المهاجمين في تعز بانهم عناصر خارجة على
القانون دون ان تحدد هويتهم، وذكرت ان جنديين اخرين اصيب، وتعز مسرح
لاشهر من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحي صالح الذي يعالج الآن في
السعودية من اصابات لحقت به خلال محاولة لاغتياله في يونيو حزيران،
وأدت الاحتجاجات في تعز الواقعة على بعد 200 كيلومتر من العاصمة صنعاء
الى تقسيم المدينة الى شطر تسيطر عليه القوات الحكومية والاخر يسيطر
عليه رجال قبائل يريدون رحيل صالح وتحالفوا مع متظاهرين مناهضين له،
وانهار عدد من اتفاقات وقف اطلاق النار بين الجانبين كان اخرها واحد
سرى مؤخر، وأصابت الازمة الناشبة حول مصير صالح اليمن بالشلل بالاضافة
لصراعات في عدة مناطق من البلاد منها صراع اندلع مع اسلاميين في محافظة
جنوبية منذ بدء الاحتجاجات ضد صالح في يناير كانون الثاني، وأعلن
الرئيس اليمني أنه سيتعاون مع المعارضة ومع القوى الدولية لاحياء خطة
لخروجه من السلطة توسط فيها مجلس التعاون الخليجي، وجدد صالح اهتمامه
بالخطة التي وافق عليها من قبل لكنه تراجع عن التوقيع عليها ثلاث مرات
وذلك بعد ضغط من مبعوثين أمريكيين حاولوا اقناعه بالتنحي عن السلطة،
وأصدر مجلس الامن التابع للامم المتحدة دعوة مماثلة وحذر من أزمة
انسانية وخطر تنظيم القاعدة، وقال مسؤول حكومي محلي في محافظة أبين ان
هجوما جويا شنته القوات الحكومية مساء أمس على بلدة الخميلة أسفر عن
مقتل عشرة مقاتلين اسلاميين، وتقع البلدة بالقرب من زنجبار عاصمة
المحافظة التي سقطت في قبضة الاسلاميين في مايو أيار الماضي مما أشعل
جولة من الاشتباكات أدت الى نزوح نحو 90 ألفا من سكان أبين. |