مصر وإسرائيل... أزمة عابرة أم مفترق طرق؟

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: مع تصاعد التوتر الاخير بين مصر واسرائيل تتبادر العديد من التساؤلات والتحليلات السياسية المتصلة بهذا الشأن الحساس بين الدولتين، خصوصا ان العلاقات المشتركة باتت معلقة بعد الثورة المصرية التي يناهض ابنائها جميع اشكال التطبيع مع اسرائيل كما هو شائع.

وعلى الرغم من التزام الحكومة المصرية المؤقتة باتفاقيات كامب ديفيد كما اعلن المجلس العسكري الذي يتولى السلطة، الا ان هناك من يرى ان حجم الضغوط التي يواجهها المجلس ليست باقل مما سبقها عندما اضطر للتخلي عن الرئيس المخلوع حسني مبارك.

سحب السفير

فقد اعلن مجلس الوزراء المصري سحب السفير المصري لدى إسرائيل وذلك في اعقاب مقتل أفراد امن مصريين بسيناء مما اجج التوتر بين البلدين. وواصل بضع مئات من المصريين الاحتجاجات أمام مبنى السفارة الاسرائيلية في القاهرة التي بدأت ليل الجمعة حيث احرقوا علم إسرائيل وحطموا حواجز معدنية. وطالب المتظاهرون بطرد السفير الاسرائيلي في مصر.

كما استدعت الحكومة المصرية السفير الاسرائيلي في القاهرة للاحتجاج وطلبت اعتذارا رسميا من قادة اسرائيل عن تصريحات مسؤولين اسرائيليين عن فقد مصر السيطرة على شبه جزيرة سيناء.

وقتل ضابط بالجيش المصري وجنديان بالامن المركزي الذي يتبع وزارة الداخلية عندما قامت اسرائيل بعملية لملاحقة نشطاء كانوا قد شنوا هجمات على الحدود في جنوب اسرائيل يوم الخميس. وأصيب سبعة اخرون من أفراد الامن المصري بجروح.

وادى الحادث لتوتر العلاقات بين اسرائيل ومصر في اعقاب الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط. وقال مسؤول دفاعي بارز إن اسرائيل ترى أن معاهدة السلام وبينها وبين مصر "عنصر جوهري للبقاء" في الشرق الاوسط مضيفا أن اسرائيل لم تكن لديها أي نية للاضرار بأفراد الامن المصري في الحادث الذي ما زال قيد التحقيق.

وقال عاموس جلعاد مسؤول الاتصال مع الفلسطينيين ومصر لراديو اسرائيل "ثمة امر مؤكد انه ما من شخص واحد في اسرائيل يريد ان يؤذي شرطيا او جنديا مصريا." وأضاف أن العلاقات مع مصر تقوم على "الحوار والتعاون" وأنه لم يتضح من قتل افراد الامن المصريين.

وسارعت اسرائيل بتحميل جماعة فلسطينية مستقلة عن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مسؤولية سلسلة من الهجمات في جنوب اسرائيل يوم الخميس وقتلت زعيمها في غارة جوية على قطاع غزة يوم الخميس وشنت أكثر من 12 غارة يوم الجمعة.

وقال مجلس الوزراء المصري في بيان على صفحته الرسمية على الانترنت ان اللجنة الوزارية الطارئة المكلفة ببحث تداعيات الاحداث التي شهدتها منطقة الحدود المصرية-الاسرائيلية قررت "ولحين موافاتنا بنتائج تحقيقات السلطات الاسرائيلية واعتذار قادتها عن تصريحاتهم المتعجلة والمؤسفة تجاه مصر سيتم سحب السفير المصري من اسرائيل."

وكانت اسرائيل ابدت قلقها بشان الامن في شبه جزيرة سيناء وقالت ان المهاجمين تسللوا من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس عبر صحراء سيناء في مصر رغم تعزيز قوات الامن المصرية لابعاد متشددين اسلاميين.

ورفضت مصر الاتهام بانها فقدت السيطرة على سيناء واتهمت اسرائيل بتحميل مصر مسؤولية فشل اخفقاتها الامنية.

وذكرت الحكومة في بيانها "وعليه تحمل مصر اسرائيل المسؤولية السياسية والقانونية المترتبة على هذا الحادث الذي يعتبر خرقا لبنود اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية."

وذكر بيان الحكومة ان الاجتماع الذي حضره قادة من الجيش ورئيس المخابرات المصرية اللواء مراد موافي أكد ان مصر قادرة على حماية حدودها وسيناء بالكامل . وتابع "ستستخدم مصر كافة الاجراءات الواقية لتعزيز منطقة الحدود من جانبها مع اسرائيل ودعمها بما يلزم من قوات قادرة على ردع ادعاءات لتسلل اي نشاط او عناصر خارجة عن القانون وكذلك الرد على اي نشاط عسكري اسرائيلي باتجاه الحدود المصرية." وجاءت قرارات الحكومة عقب اجتماع اللجنة الوزارية الطارئة الذي استمر اربع ساعات.

ووقعت مصر واسرائيل معاهدة سلام عام 1979 بعد ان خاض البلدان اربعة حروب منذ عام 1948 .

وقال عماد جاد الباحث في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان الجانبين حريصان على عدم تصعيد الامر أكثر من ذلك لانه في غير مصلحة البلدين.

وتابع أن سحب السفير المصري خطوة جيدة ولكن ينبغي ان تصر مصر على اعتذار رسمي من اسرائيل.

اجراء تحقيق

الى ذلك قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان اسرائيل تأسف لمقتل أفراد من قوات الامن المصرية خلال اشتباك مع مسلحين في وقت سابق من الاسبوع الماضي. وفي محاولة لتهدئة الازمة المتفاقمة قال باراك انه أمر الجيش الاسرائيلي باجراء تحقيق مشترك مع مصر في الحادث. وقال باراك عن أفراد الامن المصريين الخمسة الذين قتلوا في اشتباكات يوم الخميس التي قتل فيها أيضا ثمانية اسرائيليين "تأسف اسرائيل لوفاة رجال امن مصريين خلال الهجوم على الحدود بين اسرائيل ومصر."

وقال بيان مكتوب ان باراك امر باجراء تحقيق اسرائيلي يعقبه "تحقيق مشترك مع الجيش المصري لايضاح ملابسات الحادث." وقال ايجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية ان اسرائيل تأمل بعد تصريحات باراك أن يبقى المبعوث المصري الذي لم يغادر بعد في تل أبيب. وقال "نأمل ألا يتم استدعاء السفير. انه ما زال هنا هذه حقيقة."

وقال عاموس جلعاد المسؤول الدفاعي البارز في وقت سابق انه لم يتضح بعد كيف قتل المصريون. وقال جلعاد لراديو اسرائيل "لا يتعمد اي جندي (اسرائيلي) توجيه اي سلاح لرجال الشرطة او الجنود المصريين ... ربما اطلق ارهابيون الرصاص عليهم او حدث اي امر اخر."

وقال "ينبغي ان يجري التحقيق بشكل مهني من اجل الوصول لاساس حقيقي تستند اليه القرارات التي يمكن ان تتخذ." بحسب رويترز.

وذكر جلعاد أن اسرائيل ترى العلاقات بينها وبين مصر أول دولة عربية تبرم معها معاهدة سلام مستقرة ووصف المعاهدة بانها "عنصر جوهري للبقاء" في الشرق الاوسط مضيفا أن العلاقات تقوم على "الحوار والتعاون."

فيما صرح ناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان مسؤولي الخارجية الاسرائيلية يجرون مشاورات بشأن قرار مصر سحب سفيرها من اسرائيل. وقال الناطق يغال بالمور ان "اعلانا مصريا في هذا الشأن صدر ونجري مشاورات في هذا الشأن".

وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ذكرت ليل الجمعة السبت ان الحكومة المصرية "طلبت اعتذارات اسرائيلية رسمية" بعد اجتماع اللجنة الوزارية الطارئة المكلفة بحث تداعيات في المنطقة الحدودية. وقالت الحكومة في بيان ان "مصر تطالب باعتذارات اسرائيلية رسمية".

الضوء الاخضر

يذكر ان اسرائيل اعطت الضوء الاخضر لنشر الف جندي مصري في سيناء "لاعادة النظام" الى المنطقة على ما اعلنت الاذاعة الاسرائيلية العامة. واتخذ رئيس الوزراء الاسرائيلي القرار بطلب من القاهرة، بحسب الاذاعة.

وينص اتفاق السلام المبرم بين الطرفين عام 1979 على نزع السلاح من سيناء. ولم توافق اسرائيل على خروج على هذا النص الا مرة واحدة عام 2005 عندما سمحت لقوة شرطة مصرية بالتمركز على معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة.

ورفض مسؤول اسرائيلي التاكيد بوضوح على موافقة بلاده على ارسال عسكريين مصريين الى سيناء. واكتفى المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه بالقول "شهدنا في الاشهر الاخيرة ازديادا لنشاطات عناصر متطرفة في سيناء. وليس من مصلحة اي دولة تحول هذه المنطقة الى مركز للارهاب الدولي". بحسب فرانس برس.

وهو بذك يشير الى سلسلة من الهجمات استهدفت في الشهر الفائت انبوب غاز يصل مصر باسرائيل والاردن. وتؤمن مصر 43% من الغاز الطبيعي الذي تستهلكه الدولة العبرية لانتاج 40% من كهربائها.

من جهة اخرى اعلنت صحيفة هآرتز ان مدير الشؤون السياسية العسكرية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد زار القاهرة الاحد حيث تحدث الى المسؤولين حول العمليات الامنية في سيناء.

ودخلت دبابات الجيش المصري السبت الى سيناء استعدادا لعمليات تستهدف منفذي الهجمات على انبوب الغاز وعلى مراكز للشرطة، بحسب مسؤولين مصريين.

وافاد مسؤولون امنيون رفضوا الكشف عن اسمائهم ان اكثر من الف جندي وشرطي كلفوا اعادة الامن في شمال شبه جزيرة سيناء قبل التقدم جنوبا الى الشيخ زويد ورفح حيث يختبئ الاسلاميون بحسبهم.

الى ذلك حضت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الخميس مصر على الوفاء بوعدها لجهة ضمان الامن في سيناء اثر الهجمات التي نفذت في الجانب الاخر من الحدود في اسرائيل.

وقالت كلينتون في بيان ان «الالتزامات الاخيرة التي اعلنتها الحكومة المصرية بمعالجة قضية الامن في سيناء مهمة، ونحض الحكومة المصرية على ايجاد حل دائم».

وقتل سبعة اسرائيليين وسبعة مهاجمين في ثلاثة هجمات متزامنة في منتجع ايلات في محاذاة الحدود المصرية والاردنية.وادت الهجمات ايضا الى اصابة ثلاثين شخصا. واضافت وزيرة الخارجية الأمريكية في بيان ان هذا العنف «يعزز قلقنا الكبير حول الامن في شبه جزيرة سيناء».

حملة تمشيط

في حين قالت مصادر أمنية سابقا ان حملة للجيش المصري على جماعات مسلحة في شمال سيناء أدت لاعتقال أربعة متشددين اسلاميين كانوا يعدون لنسف خط أنابيب غاز بمدينة العريش.

وأضافوا أن الحملة التي أطلق عليها "العملية نسر" بدأت هذا الاسبوع بعد تزايد الهجمات التي تستهدف قوات الامن في سيناء منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في انتفاضة شعبية في فبراير شباط. وقال مسؤول أمني طلب عدم الكشف عن شخصيته "اعتقل حراس أمن أربعة متشددين عند موقع الانبوب. كانت في حوزتهم متفجرات وأسلحة."

وبدأت مصر عملية عسكرية في وقت سابق هذا الاسبوع بعد هجوم وقع على مركز للشرطة في العريش في 29 يوليو تموز أسفر عن مقتل ضابط جيش وشرطيين وثلاثة مدنيين.

وتحالف المتشددون الاسلاميون مع قبائل من البدو المسلحين تتخذ من جبال سيناء معاقل لهم.

ولسكان سيناء تاريخ من الشعور بالسخط تجاه الحكومة المركزية في القاهرة التي تكافح لفرض سلطتها على المنطقة الصحراوية الشاسعة.

لكن الجهود الامنية تعثرت فيما يرجع جزئيا بسبب القيود المفروضة على ارسال اي تعزيزات عسكرية الى سيناء بموجب اتفاقية السلام الموقعة بين مصر واسرائيل عام 1979.

وقال مصدر بالجيش المصري ان مصر أرسلت بالتنسيق مع اسرائيل حوالي ألف جندي لعملية تستهدف اجتثاث ما بين 1200 و 1300 من أفراد الجماعات المتشددة المسلحة والجهاديين يستغلون الفراغ الامني الذي حدث بعد الاطاحة بمبارك.

وقالت مصادر أمنية ان المتشددين الاربعة الذين اعتقلوا يوم الثلاثاء هم ثاني مجموعة تعتقل منذ بدء عملية الجيش. وأضافت مصادر أمنية أن القوات هاجمت مخابيء للمتشددين يوم الاثنين وقتلت مسلحا واعتقلت 11 متشددا. بحسب رويترز.

وقال ضابط مخابرات ان حوالي 100 مسلح كانوا يركبون سيارات ودراجات نارية جابوا المدينة ملوحين بأعلام تحمل شعارات اسلامية قبل أن يهاجموا مركز الشرطة في يوليو.

وقال مسؤول المخابرات لرويترز دون أن يخوض في التفاصيل "المتشددون الذين اعتقلوا اليوم على صلة بتلك الجماعة الاسلامية المتطرفة".

واضاف ان مشتبها بهم اخرين يعتقد ان لهم صلات بتنظيم القاعدة بينما ينتمي اخرون لجماعات مسلحة فلسطينية من غزة كانوا تمكنوا من دخول مصر عبر الانفاق التي تربط بين غزة ورفح تحت الحدود.

الجاسوسية والموساد

من جهته أكد والد الشاب الأردني بشار أبو زيد المعتقل في مصر بتهمة التجسس لصالح اسرائيل، براءة ابنه من التهم الموجه إليه، مناشدا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ومنظمات حقوق الانسان، التدخل في قضية ابنه التي "أوقعه فيها الموساد الإسرائيلي بهتانا."

ولا يصدق والدا بشار، المعتقل في السجون المصرية منذ منتصف مارس/آذار الماضي، الأمر برمته عندما يسمعان كلمة "تجسس،" معربين عن استيائهما واستنكارهما لما وصفاه بالتجييش الإعلامي ضد بشار الذي أحالته قضية الاتهام إلى "شبح" آدمي متهاو كما يقول والده.

وقال والد بشار، المقيم للعمل في المملكة العربية السعودية منذ سنوات، لـCNN بالعربية عبر الهاتف، إن ابنه بات يعاني من الإعياء التام وفقا لما أخبرته به زوجته التي زارته الأربعاء في سجن الطرة، وأبلغته أنه "تعرض للضرب المبرح داخل السجن، وأجبر على التوقيع على اعترافات أخذت منه قسرا."

وطالب أبو زيد منظمات حقوق الانسان والسلطات المصرية والقضاء المصري، إنصاف ابنه ومعاملته معاملة إنسانية حتى تثبت براءته، وقال "لم يرتكب ابني أي جرم والموساد الإسرائيلي ورطه في هذه القضية... نحن من عائلة قدمت شهداء للقضية الفلسطينية فعمه استشهد عام 1969 وجده مناضل ولطالما تجرع أبنائي حب أوطانهم من صغرهم."

وحول اتهام ابنه بالتجسس، قال أبو زيد "نحن لسنا جواسيسا ولنكن أمواتا قبل أن نكون جواسيس.. نحن من عائلة وطنية وقومية وإن كنا عائلة صغيرة غير معروفة.. وإني لاستغرب كيف يمكن تصديق الجاسوس الإسرائيلي الذي تبين أنه محكوم في قضايا سابقة، لقد قدم نفسه لابني على أنه من فلسطينيي 48 وهو يتقن العربية جيدا."

ولا يعرف أبو بشار الذي أكد ان ابنه لم يغادر مصر منذ عام 2009، كيف تم توريط بشار بذلك، نافيا بشدة المعلومات التي نشرتها وسائل الاعلام حول تنقله بين الدول العربية وتملكه لشركة اتصالات أو حصوله على شهادة الهندسة، لافتا الى أنه "حصل على دورة تدريبية في الحاسوب واجتازها بحصوله على المركز الأول من كلية الأندلس في عمان."

وروى أبو زيد بعضا من تفاصيل عمل بشار بالقول "لقد عمل ابني مع أحد الاشخاص في فلسطين من خلال الشراكة في جهاز تمرير المكالمات من مصر الى الأراضي المحتلة بأسعار أقل وبيع شرائح الاتصال لهم، لكن خلافا حصل بينهما وفضت الشراكة بينهما حتى إن بشار رفع دعوى قضائية وكسبها، وخلال بحثه عن شريك مجددا أشار عليه أحد أصدقائه بوجود شخص اسمه أفيري الهراري يعمل في المجال ذاته وعرض عليه العمل معه."

وناشد أبو زيد وسائل الإعلام المصرية والعربية تحري الدقة ووقف "اغتيال سمعة العائلة،" معربا عن "حزنه الشديد لمقاطعة أهله وأقاربه لعائلته على خلفية القضية،" مضيفا أن "الكثير ممن حوله تبرؤوا من قرابته وتخلوا عنه في محنته."

ويقول أبو زيد إن بشار "شارك في حراك الثورة المصرية منذ بدايتها وأنه أبلغ عن تسلل ثلاثة من المسلحين من الجنسية الألمانية حاولوا اختراق قوى الحراك في منطقة عين الصيرة في مصر،" مؤكدا أن ابنه "كان أحد اعضاء اللجان الشعبية في المنطقة مع بداية الثورة المصرية."

وأضاف قائلا "ابني المسكين أمام الموساد الإسرائيلي يصبح متهما.. فهل يعجز الموساد الإسرائيلي عن التجسس على كل الدول العربية؟ لقد فرحنا عندما حققت الثورة المصرية نجاحها فلتكن الثورة المصرية على قدر المسؤولية.. فكل ابنائي مستعدون للدفاع عن حرية أوطاننا العربية."

وأعرب أبو زيد عن خشيته مما ستحول إليه أحوال بشار الصحية والنفسية، قائلا إن ابنه عندما سيخرج بريئا من هذه القضية كما يؤمن، سيحتاج الى إعادة تأهيل لمدة خمسة سنوات لاحقة على أقل تقدير.

ومضى يقول "ابني اليوم يعاني تسارعا في ضربات القلب وتورما في انحاء جسمه... مشان (من أجل) الله بشار لا ذنب له وهل يستطيع ابني البسيط الساذج أن يعمل مع الموساد أم أن الموساد الإسرائيلي الذي اخترق كل الدول العربية قادر على توريط ابني وأمثاله في قضية كهذه."

ويحاول أبو بشار الذي يعمل موظفا في أحد المصارف في السعودية، أن يدافع عن ابنه لايمانه ببراءته ناقلا على لسان بشار خلال زيارته الأخيرة له قوله "إنه بريء وإنه لم يكن يعرف حقيقة المدعو أفيري الهراري."

من جهتها، قالت والدة بشار التي لم تره من ثلاثة سنوات، "لقد كان بشار الابن المدلل في بيت أبيه وكان يرسل له الحوالات المالية لمساعدته وهو لا يعرف الخيانة ولديه لباقة في التعامل مع الناس وكان يبحث عن لقمة عيشه منذ تزوج زوجته المصرية حيث حاول جاهدا تأمين لقمة عيشه بعرق جبينه."

وأكدت أم بشار حُسن معشر ابنها وبساطته، مشيرة إلى أن "قوته يكاد يكفيه،" وأن والده ما يزال يتكبد عناء مساعدته ماليا بين الحين والاخر، وقالت "لقد انهكتنا الافتراءت الإعلامية والإساءات لسمعة بشار والعائلة... إن عائلته رمز للنضال والجميع مقصر بحق بشار وقضيته في أعناقهم."

أما حول متابعة قضية بشار دبلوماسيا وسياسيا، فأعرب أبو زيد عن استيائه من تقصير الجهات المعنية في متابعة قضية ابنه، مشيرا إلى أن "محامي السفارة الأردنية في القاهرة لم يعد للآن لائحة الاتهام ولم يعد للآن خطة الدفاع، في الوقت الذي أنفق آلاف الجنيهات وما تزال الأمور غير واضحة."

كما أعرب في الوقت ذاته، عن خشيته من تعرض ابنه للأذى مجددا نتيجة التصريحات لوسائل الإعلام، خاصة أنه يعتزم السفر لمصر بصحبة والدة بشار للاطمئنان عليه ولحضور جلسة المحكمة المقررة في الثاني من شهر أكتوبر/تشرين أول الثاني المقبل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/آب/2011 - 20/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م